
مقال رأي: غزة لإسرائيل، شرق أوكرانيا لروسيا؟ مواجهة ضمنية بين القوى الكبرى
إسرائيل، المسلحة حتى الأسنان، تحظى بدعم لا يتزعزع من واشنطن، المستعدة لغض الطرف عن الدمار في غزة تحت غطاء مكافحة الإرهاب. في الوقت نفسه، نرى دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يتبادلان الحديث في ألاسكا، مشيرين بشكل غير مباشر إلى إمكانية تقسيم الأراضي في أوكرانيا. أحدهم يسحق، والآخر يقتطع، والقوى الكبرى تنظر في اتجاه آخر، متقبلة ضمنيًا هذه إعادة التشكيل القسرية للخرائط.
يمكننا بسهولة تخيل أنه في كواليس السلطة، يدور نوع من 'الصفقة' غير الرسمية: أنتم، إسرائيل، لديكم الحرية في غزة، وأنتم، روسيا، تحتفظون بمكاسبكم في شرق وجنوب شرق أوكرانيا. كل طرف يربح، بشرط أن تُحترم التوازنات الجيوسياسية الكبرى. سيكون هذا سيناريو ساخرًا، لكنه ليس غير معقول، في عالم تتلاشى فيه حقوق الشعوب أمام المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للقوى العظمى.
هذه الفرضية، بالطبع، تندد بفشل المجتمع الدولي في فرض الحد الأدنى من العدالة والإنصاف. إنها تسلط الضوء على الدور الغامض، بل المتواطئ، للديمقراطيات الكبرى التي تفضل التفاوض خلف الأبواب المغلقة بدلاً من الدفاع بوضوح عن المبادئ التي تدعي تجسيدها. في هذا المسرح الظلالي، الضحايا، سواء كانوا فلسطينيين أو أوكرانيين، ليسوا سوى بيادق تُضحى بها على مذبح الترتيبات السرية.
نعم، كل هذا مجرد افتراض، لكن الحقائق والصدف تغذي هذا الشك: دبلوماسية الصمت والتسوية تجعل البراغماتية الباردة تتفوق على الأخلاق والشرعية. وبينما تجري هذه المفاوضات غير المرئية، تُكتب الحقيقة على الأرض بالدم والألم.
علينا نحن، المواطنين اليقظين، أن نندد بهذه اللعبة الشطرنجية القاسية وأن نذكر أنه خلف كل صفقة جيوسياسية، هناك حياة بشرية، وآمال محطمة، وضرورة ملحة لإعادة تعريف نظام عالمي أكثر عدلاً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحراء ميديا
منذ 3 دقائق
- صحراء ميديا
اعتقالات في الجيش بتهمة محاولة "زعزعة الاستقرار" في مالي صحراء ميديا
أوقفت السلطات في مالي 'ما لا يقل عن عشرين' عسكريا يشتبه في سعيهم لإطاحة المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد انقلابين متتاليين في 2020 و2021، وفق ما ذكرت مصادر أمنية وسياسية الأحد . وقالت المصادر، إنه 'خلال ثلاثة أيام، جرت اعتقالات مرتبطة بمحاولة زعزعة استقرار المؤسسات. وتم توقيف عشرين شخصا على الأقل'. وأكد مصدر آخر في الجيش حصول 'محاولة لزعزعة الاستقرار' مضيفا 'قمنا بالاعتقالات اللازمة'. وشملت الحملة الجنرال عباس ديمبيله، الحاكم السابق لمنطقة موبتي (وسط) والذي يحظى بتقدير كبير في الجيش. السابق موريتانيا تستعد الاحتضان معرض نواكشوط الدولي للكتاب


جوهرة FM
منذ 21 دقائق
- جوهرة FM
الصحفي أنس الشريف.. صوت شجاع لم تستطع إسرائيل تقبّله (فيديو)
"هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي"، هذا ما قاله الشهيد مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، أنس الشريف، الذي اغتالته إسرائيل مساء أمس الأحد باستهداف مباشر بصاروخ أصابه وزملائه في خيمتهم، وذلك بعد أكثر من 22 شهراً من تغطيته لحرب الإبادة المستمرة على القطاع. وعلى مدى نحو عامين من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ظل اسم الصحفي الفلسطيني أنس جمال الشريف حاضرا في نشرات الأخبار العالمية ليس فقط بصفته مراسلا ميدانيا لقناة الجزيرة، بل بوصفه أحد الأصوات النادرة التي كسرت الحصار الإعلامي على القطاع ووثقت للعالم مشاهد التجويع والمجازر الإسرائيلية. لكن هذا الصوت الشجاع الذي كان دائما ما ينطلق من بين الركام، لم يرق لجيش الاحتلال الإسرائيلي ولم يستطع تقبّله، فلطالما شن حملات تحريض على الشريف واتهمه بالانتماء لفصائل مسلحة، الأمر الذي نفاه الصحفي الفلسطيني أكثر من مرة. وبعد إعلان استشهاده، نشرت إدارة حسابه الرسمي على منصة "إكس" وصيته التي كتبها في أفريل الماضي، وقد ودّع فيها العالم برسالة موجعة، وأوصى فيها بعدم نسيان غزة وفلسطين، والاستمرار في مقاومة الاحتلال حتى التحرير. من هو الشهيد أنس الشريف؟ ولد في 3 ديسمبر 1996 في مخيم جباليا شمالي القطاع، ونشأ وسط بيئة لا تنفصل عن الصراع، حيث عاش طفولته بين أزقة المخيم المكتظة وسقف من الأزمات والحروب المتكررة. تلقى تعليمه في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ثم التحق عام 2014 بجامعة الأقصى لدراسة الإذاعة والتلفزيون، وتخرج منها عام 2018. بدأ مسيرته الإعلامية متطوعا في شبكة الشمال الإعلامية، قبل أن ينتقل إلى العمل مراسلا للجزيرة في غزة. تمركز أنس الشريف في مخيم جباليا ومدينة غزة محاطا بالدمار والمجاعة، ونقل للعالم عبر تقاريره مشاهد غير مسبوقة لأطفال يصرخون جوعا في الليل، وأمهات يبحثن في الأنقاض عن لقمة، وخيام مدرسية تحولت إلى مأوى لآلاف النازحين وسط البرد والحشرات والأمراض. لكسر الحصار الإعلامي، كان يتسلق أسطح المنازل والمستشفيات بحثا عن إشارة إنترنت لبث تقاريره. وصف في أحد تقاريره الوضع بقوله إن "أكثر ما يؤلم هنا ليس القصف وحده، بل أن ترى طفلا ينام وهو يبكي جوعا لأنه لم يجد وجبة واحدة طوال اليوم". ووثّق الشريف الوحشية الإسرائيلية التي استهدفت مدارس الأونروا والمستشفيات بما في ذلك استخدام القصف المتكرر والمتعمد على مناطق مكتظة بالمدنيين. تقديرا لشجاعته في توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية وإصراره على تقديم شهادات حية عن معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة وسط القصف والمجاعة، كرمته منظمة العفو الدولية في أستراليا العام الماضي بمنحه جائزة "المدافع عن حقوق الإنسان". اتهامات و تهديدات مع تأثير تقاريره على الرأي العام، أدرجه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن أهدافه الإعلامية، واتهمه بشكل متكرر طوال حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 بالانتماء إلى حركة حماس، في محاولة لتبرير استهدافه. في 11 ديسمبر 2023، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل عائلة الصحفي الفلسطيني في مخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد والده. ردا على هذه الحملة، قال الصحفي الشريف في تغريدة سابقة "شنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حملة تهديد وتحريض ضدي بسبب عملي صحفيا مع قناة الجزيرة"، مؤكدا أنه "صحفي بلا انتماءات سياسية ومهمتي الوحيدة هي نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي دون تحيز". نددت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان، في تصريحات صحفية لها في جويلية الماضي، بالاتهامات والتهديدات التي تعرض لها الشريف، مؤكدة في ذلك الوقت أن "هذه التهديدات تعرض حياته للخطر". خان وصفت اتهامات إسرائيل للصحفيين بأنهم "إرهابيون" بأنها باطلة، ودعت المجتمع الدولي لمنع استهدافهم، معتبرة أن قتل واعتقال الصحفيين إستراتيجية لقمع الحقيقة. ونشرت شبكة الجزيرة الإعلامية نهاية جويلية الماضي بيانا نددت فيه بتحريض الجيش الإسرائيلي على صحفييها في قطاع غزة، خصوصا المراسل أنس الشريف. وأعربت الشبكة عن استنكارها وتنديدها بالحملات التحريضية على كوادرها منذ بدء تغطية الحرب على غزة.


جوهرة FM
منذ 21 دقائق
- جوهرة FM
أستراليا تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسـ.ـطينية في سبتمبر
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم الاثنين أن أستراليا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر 2025 خلال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة. غير أن الاعتراف الأسترالي مشروط، ويعتمد على التزامات واضحة من السلطة الفلسطينية، تشمل استبعاد حركة حماس من أي دور في الحكم، وخطوات حقيقية نحو نزع سلاح المقاومة، وإجراء انتخابات ديمقراطية، والاعتراف بإسرائيل. وأكد ألبانيزي أن هذه الخطوة تأتي في سياق دعم الحلّ القائم على الدولتين، باعتباره "أفضل أمل لإنهاء الصراع، والمعاناة والجوع في غزة". كما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة– خلال لقاء رسمي بأن "الحل سياسي، وليس عسكريا". وجاء الإعلان عقب اجتماع لمجلس الوزراء الأسترالي، أعقب سلسلة محادثات أجراها ألبانيزي مع قادة من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ونيوزيلندا وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى إبلاغ وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ لنظيرها الأميركي ماركو روبيو بالأمر مسبقا. ومنذ جويلية 2025، شاركت أستراليا في "نداء نيويورك" المشترك مع 15 دولة داعمة للخطوة نحو الاعتراف الرسمي بفلسطين في الجمعية العامة.