logo
وماذا بعد الصباح الإسرائيلي في إيران؟

وماذا بعد الصباح الإسرائيلي في إيران؟

الشرق الأوسطمنذ 14 ساعات

بنحو 200 مقاتلة جوية إسرائيلية، وكمية نوعية من الذخائر الخارقة، وعمليات خطيرة على الأرض، وعشرات التفاصيل الاستخبارية العسكرية الأمنية التقنية المذهلة، نفّذت إسرائيل - فجر أمس (الجمعة)- وعدها، وحقّقت وعيدها باستهداف البرنامج النووي الإيراني، والقدرات الصاروخية، والقيادات العسكرية والنووية الإيرانية.
نحن والعالم كله، ما زلنا في دهشة هذا الصباح الإيراني الإسرائيلي المخيف، وقديماً عند العرب كان يُقال عن الحرب التي تُشنّ فجأة في الصباح، الفلانيون «صبّحوا» الفلانيين، وفي التنزيل الكريم «فساء صباح المُنذرين».
كيف ستردّ إيران، وبأي صورة، وإلى أي حدّ، وما هو مستقبل التفاوض الجاري بين إدارة ترمب ورجال خامنئي؟!
يوم الأحد المُقبل، كان هو اليوم الحاسم للردّ الإيراني، في جولة المفاوضات بين ستيف ويتكوف، وعباس عراقجي، في سلطنة عُمان، فما مصيره؟!
الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كان قد قال قبل أيام، في مقابلة بودكاست، إنه غير متفائل من الردّ الإيراني، ويبدو أنها كانت إشارة إلى ما جرى صباح الأمس.
صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن ترمب عندما سُئل عن نوع الإخطار الذي تلقّته الولايات المتحدة قبل الهجوم الإسرائيلي الكبير، قال في مقابلة هاتفية: «إخطار؟ لم يكن إخطاراً، وإنما كنا نعلم ما يحدث».
وذكرت الصحيفة أن ترمب وصف العملية بأنها «هجوم ناجح للغاية، وهذا وصف متواضع». وقبلها، في مقابلة مع قناة «إيه بي سي نيوز» عن الهجوم الإسرائيلي: «أعتقد أنه كان ممتازاً، منحناهم فرصة ولم يغتنموها، تعرضوا لضربة قوية، قوية جداً». وأضاف على منصته «تروث سوشيال»: «يجب على إيران التوصل إلى اتفاق قبل أن يذهب كل شيء، وإنقاذ ما كان عُرف سابقاً بالإمبراطورية الإيرانية».
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي، بأن إسرائيل ضربت «عشرات» الأهداف النووية والعسكرية. وأضاف أن إيران تمتلك مواد تكفي لصنع 15 قنبلة نووية في غضون أيام، نقلاً عن الوكالة الفرنسية.
هنا يصبح السؤال الجوهري، وسبق طرحه هنا، هل المُراد من هذه العمليات الجديدة من نوعها ضد إيران، هو «إنهاء» النظام الإيراني، أو «إخضاعه» دون الذهاب لما هو أبعد؟!
على ضوء إجابة هذا السؤال، نستطيع تخيّل المُقبل من الأحداث، وكيفية تفاعل الدول في منطقة الشرق الأوسط مع هذه الغاية.
ثم حتى لو كان الهدف فقط منع النووي عن إيران، وتقليم مخالبها الصاروخية، دون وجود برنامج سياسي بديل للموجود حالياً في إيران، فهل يُضمن ألا تكون لهذه العمليات تداعيات وتفاعلات غير مُخطّط لها؟!
بكلمة هل نحن أمام عمليات عسكرية نوعية ضد إيران، دون أي نتائج ثورية سياسية جديدة؟!
سنرى...

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤول إيراني: ندرس خيار إغلاق مضيق هرمز وطهران ستتخذ القرار المناسب بحزم
مسؤول إيراني: ندرس خيار إغلاق مضيق هرمز وطهران ستتخذ القرار المناسب بحزم

صحيفة سبق

timeمنذ 35 دقائق

  • صحيفة سبق

مسؤول إيراني: ندرس خيار إغلاق مضيق هرمز وطهران ستتخذ القرار المناسب بحزم

صرّح العميد محمد إسماعيل كوثري، مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بأن خيار إغلاق مضيق هرمز لا يزال قيد الدراسة، مؤكدًا أن بلاده ستتخذ القرار الأمثل بكل حزم بما يحقق مصالحها الاستراتيجية ويعكس جاهزيتها للتعامل مع التحديات الإقليمية والدولية. ويُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية الحيوية لنقل النفط في العالم، حيث يربط الخليج العربي ببحر العرب وخليج عمان، ويمر عبره ما يقارب ثلث صادرات النفط العالمية المنقولة بحرًا، ما يجعله نقطة اختناق استراتيجية حساسة لأي توتر في المنطقة. وأكد كوثري أن طهران تدرس جميع الخيارات المتاحة بدقة، في ظل التصعيد المستمر والتدخلات الخارجية، مشيرًا إلى أن أي قرار يُتخذ سيكون منسجمًا مع المصالح القومية ويأتي في إطار الدفاع عن سيادة البلاد وأمنها القومي.

ضربات إسرائيل على إيران.. كيف تحول ترمب من الرفض إلى الدعم ؟
ضربات إسرائيل على إيران.. كيف تحول ترمب من الرفض إلى الدعم ؟

الشرق السعودية

timeمنذ 43 دقائق

  • الشرق السعودية

ضربات إسرائيل على إيران.. كيف تحول ترمب من الرفض إلى الدعم ؟

شهد هذا الأسبوع "تحوّلاً مفاجئاً" في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من محاولة إثناء إسرائيل عن تنفيذ هجمات ضد إيران إلى تأييده الحملة الجوية المفاجئة، التي استهدفت منشآت نووية وصاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال". ورغم محاولة النأي بنفسها، سمحت إدارة ترمب بالضربات الإسرائيلية وساعدت حليفتها المقربة على صد وابل الصواريخ الذي أطلقته إيران رداً على الهجوم، الذي من المرجح أن يُعقّد مساعي ترمب للتوصل إلى اتفاق نووي جديدي مع طهران. وذكرت الصحيفة الأميركية، السبت، أنه بينما كان الفصل الأول من مسرحية "البؤساء" يُعرض مساء الأربعاء على مسرح مركز كينيدي في واشنطن، استغل السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا، ليندسي جراهام، الاستراحة لإجراء محادثة جانبية قصيرة مع الرئيس ترمب، تمحوّرت حول الملف الإيراني. وخلال اللقاء العابر، أشاد جراهام بما اعتبره "نهجاً حازماً" تتبعه إدارة ترمب في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن هذا النهج "نجح في تفادي سفك الدماء حتى الآن". وفي تعليق على المفاوضات المتعثرة مع طهران، رد ترمب قائلاً: "نحن نحاول"، مضيفاً: "لكن في بعض الأحيان عليك أن تفعل ما يتوجب عليك فعله". جراهام فهم من هذا التعليق، بحسب "وول ستريت جورنال"، أن ترمب كان يشير إلى احتمال شن إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران. تحوّل دراماتيكي وقال ترمب، الجمعة، إنه كان على علم بخطط الهجوم الإسرائيلي، معتبراً أن "العملية الصارمة" قد تجعل من التوصل إلى اتفاق نووي، أمراً أكثر احتمالاً. وأضاف في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال": "كان عليهم إبرام صفقة، ولا يزال بإمكانهم ذلك طالما بقي لهم شيء.. لا يزال بإمكانهم". لكن ترمب لم يكن بهذه النبرة المتفائلة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، فقد استدعى فريقه للأمن القومي إلى منتجع كامب ديفيد، الأحد، وأبلغهم خلال اجتماع حول الشرق الأوسط بأنه أصبح "أكثر تشاؤماً" حيال قبول طهران باتفاق، بحسب مسؤولين أميركيين. وأضاف المسؤولون، أنه كان من المقرر أن يجري ترمب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليوم التالي، وأنه سيطلب منه تأجيل أي هجوم محتمل على إيران إلى حين استنفاد الجهود الدبلوماسية التي يقودها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. وكان ترمب بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في مارس الماضي، حدد فيها مهلة زمنية تمتد لشهرين منذ انطلاق المحادثات للتوصل إلى اتفاق. وكانت هذه المهلة تنتهي هذا الأسبوع، لكن خامنئي رفض اقتراحاً أميركياً يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بشكل مؤقت، مقابل التزامها لاحقاً بوقف تشغيل أجهزة الطرد المركزي المحلية. وفي خلفية الأحداث دائماً، استمرت ضغوط نتنياهو المتزايدة لشن ضربات على منشآت نووية إيرانية، وهي تهديدات أخذت طابعاً أكثر إلحاحاً بمرور الوقت. وأعرب ترمب خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو، الاثنين، عن رغبته في منح المسار الدبلوماسي مع طهران فرصة إضافية. ومع ذلك، بدا أن الرئيس الأميركي نفسه بدأ "يفقد الثقة تدريجياً" في نهجه، بحسب مسؤولين أميركيين. وأضاف المسؤولون، أن نتنياهو كرر موقفه الرافض، مؤكداً أن إيران لن توافق على الاتفاق الذي يسعى ترمب إليه، وأن على إسرائيل الاستمرار في الاستعداد للضربات العسكرية. تراجع ثقة ترمب وقال الرئيس ترمب في محادثة هاتفية مع صحيفة "نيويورك بوست"، الأربعاء: "أصبحت أقل ثقة من ذي قبل في إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران". وأضاف: "يبدو أنهم يماطلون، وأعتقد أن ذلك أمر مؤسف.. لكن ثقتي اليوم أقل مما كانت عليه قبل شهرين". ولطالما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى تقويض أي مفاوضات تقودها الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، متمسكاً بموقف مفاده أن "الضمان الوحيد" لعدم امتلاك طهران قنبلة نووية يكمن في "تدمير منشآت التخصيب وأجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها". وعبّر نتنياهو عن ابتهاجه حين أقدم ترمب، خلال ولايته الأولى، على الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 في عهد سلفه باراك أوباما، لكنه أبدى انزعاجه عندما بدأ ترمب، في ولايته الثانية، بالدفع نحو اتفاق جديد أكثر صرامة مع إيران. وكشفت تقارير استخباراتية أميركية، نُشرت في يناير الماضي، أن إسرائيل كانت تدرس بالفعل تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية. وخلص التحليل الاستخباراتي، إلى أن إسرائيل كانت تعوّل على دعم فريق ترمب الجديد، الذي اعتبرته "أكثر انفتاحاً" على شن هجوم عسكري مقارنة بالإدارة السابقة بقيادة جو بايدن. ورجّح التقييم، أن تل أبيب ترى أن "النافذة الزمنية" لمنع طهران من الوصول إلى السلاح النووي باتت تضيق بسرعة. وفي مؤشر واضح على تنامي القلق من هجوم إسرائيلي ورد إيراني محتمل، أصدرت الخارجية الأميركية، الأربعاء، أوامر بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين من سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وسمحت بمغادرة طوعية لموظفيها وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت. بالتوازي، أصدر وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، قراراً يسمح بالمغادرة الطوعية لأُسر العسكريين الأميركيين المنتشرين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. توتر متصاعد وفي خطوة إضافية تعكس تصاعد التوتر، ألغى قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، جلسة استماع كانت مقررة في الكونجرس، وعاد على الفور إلى مقر القيادة في مدينة تامبا بولاية فلوريدا. وفيما كانت المنطقة تغلي بالتوترات، كان ترمب يحضر عرضاً موسيقياً لمسرحيته المفضلة "البؤساء" في مركز كينيدي، برفقة السيناتور ليندسي جراهام وعدد من أنصاره، في لحظة بدت منفصلة تماماً عن التصعيد المتسارع على الساحة الدولية. وعندما تحدث ترمب ونتنياهو مجدداً، الخميس، أبلغ الأخير ترمب بأن اليوم يصادف نهاية مهلة الستين يوماً، التي حددها ترمب نفسه لطهران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي. وأوضح نتنياهو، بحسب ما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مطلعين على فحوى المكالمة، أن إسرائيل لم تعد قادرة على الانتظار، وأنها مضطرة للتحرّك دفاعاً عن نفسها وإنفاذاً للخط الأحمر الذي رسمته واشنطن. وردّ ترمب بأنه لن يعرقل العملية الإسرائيلية، مشدّداً في الوقت نفسه على أن القوات الأميركية لن تشارك في أي عمليات هجومية. وقال ترمب في تصريحات للصحافيين من البيت الأبيض، إنه لا يصف الهجوم بـ"الوشيك"، لكنه أشار إلى أنه "أمر وارد الحدوث". ورغم تأكيده على أن الولايات المتحدة وإيران، كانتا قريبين من التوصل لاتفاق، أقر بأن الضربات الإسرائيلية قد "تُفشل" هذا المسار. بدء الهجوم على إيران وبينما كان ترمب يحضر حفل شواء في حديقة البيت الأبيض، مساء الخميس، إلى جانب عدد من أعضاء الكونجرس، أطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية. وسارع الرئيس الأميركي بالانتقال إلى غرفة العمليات رفقة نائبه جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، وعدد من كبار المسؤولين لمتابعة التطورات. وأكد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان، أن إسرائيل تصرفت "بشكل أحادي" دون أي مشاركة من القوات الأميركية، لكنها أبلغت واشنطن بنيّتها تنفيذ الضربة مسبقاً. وكان هذا التصريح هو الموقف العلني الوحيد الذي صدر من الولايات المتحدة خلال تنفيذ الضربات، بحسب الصحيفة. واستهدفت القنابل الإسرائيلية، منشأة "نطنز" النووية الحساسة، ما أدى إلى أضرار كبيرة فيها، وأسفرت الهجمات عن اغتيال قادة عسكريين إيرانيين، بينهم قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي. وأعلنت السلطات الإيرانية، أن الموجة الأولى من الضربات أودت بحياة 78 شخصاً وأصابت نحو 320 آخرين، فيما تعهد نتنياهو بأن تستمر العملية ""بقدر ما تستغرقه من أيام". أما ترمب، الذي كان في بداية الأسبوع يعارض شن هجوم على إيران، فقد بارك العملية لاحقاً، واعتبرها "نجاحاً عسكرياً" قد يخدم جهوده الدبلوماسية. وكتب الرئيس الأميركي عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" (Truth Social)، الجمعة: "يجب على إيران أن تعقد صفقة، قبل ألا يتبقى شيء... وتنقذ ما كان يُعرف يوماً بـ(الإمبراطورية الإيرانية)".

مضيق هرمز يعود إلى الواجهة.. شريان النفط تحت التهديد
مضيق هرمز يعود إلى الواجهة.. شريان النفط تحت التهديد

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

مضيق هرمز يعود إلى الواجهة.. شريان النفط تحت التهديد

أعاد الهجوم العسكري الإسرائيلي على مواقع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني مضيق هرمز إلى واجهة المشهد العالمي، في ظل تحذيرات متصاعدة من اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق قد يشل أحد أهم الممرات الحيوية للطاقة في العالم. وتوعدت وزارة الدفاع الإيرانية بـ"عقاب قاسٍ ورادع" رداً على الضربات، مؤكدة أن إسرائيل "ستدفع ثمناً باهظاً"، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية. التهديدات رفعت سقف المخاوف بشأن سلامة الملاحة عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو ثلث تجارة النفط العالمية وأكثر من 20% من صادرات الغاز الطبيعي المسال. أهمية المضيق الممر المائي الضيق الواقع عند مصب الخليج العربي، وهو طريق شحن رئيسي يتعامل مع ثلث تجارة النفط العالمية. الناقلات شحنت نحو 15.5 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران عبر المضيق في الربع الأول من 2024، وفق بيانات بلومبرغ. والمضيق مهم أيضاً للغاز الطبيعي المسال، إذ مر منه أكثر من خُمس إمدادات العالم (معظمها من قطر) خلال الفترة نفسها. موقع المضيق يربط الممر المائي الخليج العربي بالمحيط الهندي، وتحده إيران من الشمال والإمارات وسلطنة عمان من الجنوب. ويقارب طوله 100 ميل (161 كيلومتراً) وعرضه 21 ميلاً في أضيق نقطة، مع ممرات شحن في كل اتجاه بعرض ميلين فقط. أما عمقه الضحل فيجعل السفن عرضة للألغام، ويترك قربه من اليابسة (إيران على وجه الخصوص) السفن سهلة الاستهداف بهجمات من الصواريخ التي تطلق من على الساحل أو الاعتراض بزوارق الدورية والمروحيات. هل تعطل إيران الشحن في المضيق؟ دأبت إيران على استهداف السفن التجارية التي تعبر المضيق على مر السنين، وسبق أن هددت بمنع العبور. كما استخدمت إيران التضييق على السفن في الممر لعقود لتسجيل استيائها من العقوبات المفروضة عليها، أو وسيلة ضغط في النزاعات. ففي 13 أبريل 2024، وقبل ساعات من شن هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، استولى الحرس الثوري الإسلامي الإيراني على سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل بالقرب من مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عمان. وأفرجت إيران عن طاقم السفينة في أوائل مايو من نفس العام. وزعمت طهران أن السفينة "أريز" (Aries) انتهكت اللوائح البحرية، لكن المحللين أشاروا إلى أن ملكيتها لإسرائيليين هو الدافع لذلك التحرك. وعندما استولت على ناقلة متجهة إلى الولايات المتحدة في أبريل 2023، قالت إيران إن السفينة اصطدمت بأخرى. لكن هذه الخطوة بدت وكأنها رد انتقامي على مصادرة السلطات الأميركية لسفينة محملة بالنفط الإيراني قبالة سواحل ماليزيا لانتهاكها العقوبات على طهران. وفي مايو 2022، استولت إيران على ناقلتين يونانيتين واحتجزتهما لستة أشهر، ربما رداً على مصادرة السلطات اليونانية والأميركية لنفط إيراني على متن سفينة أخرى. وأفُرج عن الشحنة في النهاية لتطلق طهران سراح الناقلتين اليونانيتين. وعندما فُرضت العقوبات على إيران في 2011، هددت بإغلاق المضيق، لكنها تراجعت في نهاية المطاف عن فعل ذلك. ويشك تجار النفط في أن طهران ستغلق المضيق بالكامل لأن ذلك سيمنعها هي نفسها من تصدير نفطها. وعلاوة على ذلك، فإن البحرية الإيرانية لا تضاهي الأسطول الخامس الأميركي والقوات الأخرى في المنطقة التي يمكن أن تتدخل في حالة إغلاق المضيق. خلال حرب الممتدة بين 1980و1988 بين العراق وإيران، هاجمت القوات العراقية محطة تصدير نفط في جزيرة خرج، شمال غرب المضيق. وبعد ذلك، فيما تسمى بحرب الناقلات، هاجم الجانبان 451 سفينة فيما بينهما. زاد ذلك كلفة تأمين الناقلات بشدة وأسهم في رفع أسعار النفط. من يعتمد أكثر على المضيق؟ تصدّر السعودية معظم نفطها عبر مضيق هرمز، على الرغم من تحويلها الشحنات في الآونة الأخيرة إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب طوله 746 ميلاً (1200 كيلومتر) عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر، مما يسمح لها بتجنب مضيق هرمز وجنوب البحر الأحمر. ويمكن للإمارات تصدير بعض نفطها الخام دون الاعتماد على المضيق، وذلك بإرسال 1.5 مليون برميل يومياً عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عُمان. ومع إغلاق خط أنابيب النفط (كركوك-جيهان) ​منذ أكثر من عام، يشحن العراق حالياً جميع صادراته النفطية عن طريق البحر من ميناء البصرة، مروراً بالمضيق. وليس لدى الكويت وقطر والبحرين خيار سوى شحن نفطها عبر الممر المائي. مخاوف من اتساع الصراع الهجوم الإسرائيلي يهدد بإشعال مواجهات أوسع في الشرق الأوسط، مع خطر انخراط الولايات المتحدة في الصراع، وفق "بلومبرغ إيكونوميكس". كتبت جنيفر ويلش، كبيرة محللي الجغرافيا الاقتصادية في "بلومبرغ إيكونوميكس"، يوم الجمعة أن "المخاطر مرتفعة من تصاعد الأمور إلى صراع إقليمي واسع النطاق". وأضافت أن "الولايات المتحدة حذّرت إيران من استهداف مصالحها، لكن طهران هددت بضرب قواعد ومعدات عسكرية أميركية في حال تعرضها لهجوم"، مشيرة إلى أن "ذلك يزيد من احتمال انخراط الولايات المتحدة، مما يوسع رقعة النزاع ويقلل من فرص التهدئة السريعة لتفادي حرب إقليمية شاملة". صعود أسعار النفط بفعل هجمات إسرائيل تسببت الهجمات الإسرائيلية في ارتفاع حاد بأسعار النفط، نتيجة المخاوف من اندلاع حرب أوسع في منطقة تنتج نحو ثلث الإمدادات العالمية من النفط الخام. قفزت العقود الآجلة لخامي "برنت" و"غرب تكساس" الوسيط بنحو 6 دولارات. وتجاوز خام "برنت" 78 دولاراً للبرميل، مسجلاً أكبر مكاسب يومية منذ مارس 2022 عندما شنت روسيا حربها على أوكرانيا. كما صعد خام "غرب تكساس" الوسيط بقوة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store