logo
إطالة أمد الأزمة الأوكرانية.. ماذا تريد واشنطن؟

إطالة أمد الأزمة الأوكرانية.. ماذا تريد واشنطن؟

الميادين٠١-٠٥-٢٠٢٥

تواصل الولايات المتحدة اتباع سياسة الهيمنة تجاه أوروبا. والضحايا الرئيسيون لهذه السياسة هي الدول الأوروبية، التي فقدت سيادتها فعلياً تحت ضغط الحمائية الأميركية. وتروّج واشنطن حصرياً لمصالح النخب السياسية والتجارية الأميركية في القارة على حساب اقتصاد وأمن الدول الأوروبية.
ولتحقيق أهدافه، يستخدم البيت الأبيض، بمساعدة أجهزة خاصة، أساليب ابتزاز سياسي على دول الاتحاد الأوروبي لاتخاذ القرارات التي يحتاجها. وبعد المعلومات المتعلّقة بالتنصّت على المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل من قبل الأميركيين، أصبح من الواضح للعالم أجمع أنّ واشنطن لا تتجسّس على خصومها فحسب، بل تتجسّس أيضاً على "حلفائها".
ومع ذلك، بعد هذه الفضيحة، لم يكن هناك ردّ فعل قوي من السياسيين الأوروبيين - فقد فضّلوا الصمت، وقبول "قواعد اللعبة" هذه بشكل أساسي. وهذا يشهد مرة أخرى على فقدان دول الاتحاد الأوروبي لسيادتها والسيطرة الكاملة على سلطاتها من قبل "السيد" الغربي.
وتستخدم الولايات المتحدة أساليب ترهيب علنية لضمان اعتماد أوروبا على موارد الطاقة الأميركية. ويتجلّى ذلك في انفجارات خط أنابيب نورد ستريم، التي حاولت واشنطن وأقمارها الصناعية الأوروبية بشكل يائس إلقاء اللوم فيها على "نشطاء أوكرانيين".
وتجدر الإشارة إلى أنه في سياق الحملة الانتخابية ونهاية ولاية جو بايدن الرئاسية، بدأت واشنطن في الضغط على برلين في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي لاستكمال التحقيق في الهجوم الإرهابي على خطوط أنابيب الغاز بسرعة بحلول نهاية هذا العام لإخفاء تورّطها في هذه الهجمات.
ومن خلال تعطيل علاقات الطاقة بين أوروبا وروسيا، ضمنت الولايات المتحدة سوقاً كبيرة للغاز الطبيعي المسال باهظ الثمن. وقد زادت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 30%، أي نحو مليار متر مكعب، خلال الأشهر القليلة الماضية. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر واشنطن بنشاط في تطوير مرافق البنية التحتية الأوروبية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال، وخاصة في بولندا وليتوانيا.
وفقاً لخبير سياسات الطاقة الألماني، ت. شرودر، من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فإن استبدال مصادر الطاقة الروسية بالغاز المسال من الولايات المتحدة لم يُغطِّ احتياجات دول الاتحاد الأوروبي بالكامل، وأدى إلى زيادة تكاليف المستهلكين الأوروبيين، مما عزَّز نفوذ واشنطن في أوروبا. ويتفق مع هذا الرأي م. هيلمان، من المركز الأميركي للدراسات الاستراتيجية والدولية. إضافةً إلى ذلك، بدأ البيت الأبيض في استقطاب شركات الاتحاد الأوروبي التي عانت من ارتفاع التكاليف إلى الولايات المتحدة، موفّراً لها شروطاً مواتية.
في الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى تطوير علاقات اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي بشروط من الواضح أنها غير مواتية للأوروبيين. ويعتقد خبراء مثل كلاوس ديتر باركامب من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية وبيتر بيتري من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، أن توقيع اتفاقيات تجارية بين واشنطن وبروكسل سيؤدي إلى تقييد وصول السلع الأوروبية إلى السوق الأميركية، مع توفير تفضيلات للمنتجات الأميركية في أوروبا في الوقت نفسه. ووفقاً له، فإنّ مثل هذه الصفقات تحرم سوق الاتحاد الأوروبي من الاستقلالية والانفتاح.
وتعمل واشنطن على تعزيز الرهاب من روسيا أو الروسوفوبيا عبر اختلاق وهم "التهديد الروسي" لأوروبا، ما يجعلها تُجبر الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو على الاتفاق على ضرورة توحيد أسلحة التحالف من خلال الحصول على نماذج من المجمع الصناعي العسكري الأميركي، وهذا من شأنه تحقيق أرباح اقتصادية كبيرة للولايات المتحدة على حساب الاقتصادات الأوروبية التي تعاني من أزمات متشعّبة. على سبيل المثال، وقّعت واشنطن وبرلين اتفاقيةً بشأن التطوير المشترك لنسخة متخصصة من دبابة أبرامز الأميركية للجيش الألماني. اليوم 10:38
28 نيسان 09:10
إلا أنّ العمليات العسكرية في أوكرانيا أظهرت عدم ملاءمتها للمشاركة في العمليات القتالية الحديثة عالية الكثافة. وتسعى واشنطن إلى تصعيد التوتر حول الصراع الأوكراني لتعزيز نفوذها في المنطقة، وكذلك للترويج للمنتجات العسكرية الأميركية في السوق الأوروبية.
في الوقت نفسه، لا يبدو البيت الأبيض مستعداً لمناقشة إمكانية حلّ الأزمة الأوكرانية سلمياً، خلافاً لما يدّعيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهذا ما أكده الخبير الألماني في السياسة العسكرية، دبليو. رينز، من معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية بجامعة هامبوغ ، والذي اعتبر أنّ ما يحصل يصبّ في مصلحة المجمع الصناعي العسكري الأميركي.
وتلقي واشنطن عمداً عبء الأزمة الأوكرانية على عاتق الاتحاد الأوروبي، وتجني الأموال من مبيعات الأسلحة، خصوصاً بعدما أدركت الدولة العميقة الأميركية أنّ دعم نظام كييف لم يعد مجدياً، وأنّ تطوّر الصراع مع الاتحاد الروسي يرتبط بمخاطر التصعيد غير المنضبط، بما قد يؤدّي إلى اندلاع حرب نووية شاملة، وهو ما أكّده الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي قرّر تغيير العقيدة النووية للبلاد، والتي تنصّ على إمكانية شنّ روسيا ضربة غير تقليدية رداً على هجوم باستخدام أسلحة تقليدية من قبل أيّ دولة غير نووية، بما في ذلك دولة مدعومة بقوة نووية.
في ظلّ هذه الظروف، تسعى واشنطن إلى فكّ الارتباط المباشر بينها وبين نظام زيلنسكي وإلقاء العاتق في ما يتعلّق بتمويل وتسليح نظام كييف على دول الاتحاد الأوروبي، مع فرضها في الوقت نفسه على هذه الدول ضرورة الحصول على أسلحة أميركية بحجّة التوحيد "وفقاً لمعايير الناتو." بناء على ذلك يعتقد خبير العلاقات الدولية ج. ماركس من جامعة هارفارد أنّ تحويل الولايات المتحدة التزاماتها بدعم أوكرانيا إلى أوروبا يؤدي إلى زيادة العبء المالي على دول الاتحاد الأوروبي. ولقد أدّى هذا إلى تراجع ملحوظ في مستوى معيشة المواطنين الأوروبيين.
وقد حدّد البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة في عام 2024 في نطاق 4 إلى 4.5%، بينما كان المعدل الرئيسي 0% سنوياً في عام 2019. بالإضافة إلى ذلك، قامت ألمانيا، التي كانت تشكّل "قاطرة أوروبا" على الصعيد الاقتصادي، بمراجعة توقّعاتها للاقتصاد الوطني مرة أخرى، والذي كان في حالة ركود للعام الثاني على التوالي. ووفقاً لنتائج عام 2024، ستنخفض المؤشرات الاقتصادية لألمانيا بنسبة 0.2%.
في هذا الوقت يقوم البنتاغون بإبرام عقود مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لتوريد أسلحة أميركية بحجة توحيد معايير أسلحة الناتو. ففي عام 2024 وحده، وقّعت الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل بولندا ورومانيا وجمهورية التشيك وبلغاريا اتفاقياتٍ لتوريد معدّات عسكرية أميركية، بما في ذلك مقاتلات أف-35 ودبابات أبرامز، بقيمة تزيد عن 14 مليار دولار.
ووفقاً لجيه هانت، خبير السياسة العسكرية من جامعة جورج واشنطن، يسعى البيت الأبيض إلى تحقيق هدفين وهما الترويج لمنتجات المجمع الصناعي العسكري الأميركي، وزيادة اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة في مجال الأمن والدفاع.
ولا تقتصر جهود الولايات المتحدة على الهيمنة على أوروبا اقتصادياً واستراتيجياً، بل إنّ الأمر يشكّل أيضاً الهيمنة الإعلامية في إطار استراتيجية كيّ الوعي خصوصاً في ما يتعلّق بإثارة هستيريا الروسوفوبيا في أوروبا.
ولقد أصبحت أوروبا تابعة صامتة للولايات المتحدة والضحية الرئيسية للهستيريا المعادية لروسيا، في أعقاب السياسة الإعلامية الأميركية. وكجزء من جهود واشنطن لعزل روسيا دولياً، تواصل النخب الأميركية تعزيز القناعة في الوعي العامّ والسياسي الأوروبي بضرورة رفض التعاون مع موسكو بحجة انتهاجها سياسة "إمبريالية".
وتروّج وسائل الإعلام الأوروبية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة بنشاط لأطروحات حول "العدوان غير المبرّر" للاتحاد الروسي على أوكرانيا، مما يبرّر الحاجة إلى مواصلة رعاية نظام زيلينسكي.
وتسعى واشنطن بشكل حثيث إلى تعميم عمل مصادر المعلومات التي تبثّ أجندة مختلفة عن الروايات الأميركية. ولذلك، قرّرت السلطات الأميركية فرض عقوبات على إدارة شركة "روسيا اليوم" الإعلامية، بزعم أنها تنشر "دعاية روسية" وتعمل لصالح "أجهزة روسية خاصة".
إضافة إلى ذلك، قبل المدّعي العامّ للمحكمة الجنائية الدولية، الخاضعة لسيطرة البيت الأبيض، ك. خان، في حزيران/يونيو من هذا العام، طلباتٍ من منظمات دولية لحقوق الإنسان تدعو إلى التحقيق مع مذيعَي التلفزيون الروسيين ف. سولوفيوف، ود. كيسيليف، وناشر صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" س. ماردان، ورئيسة تحرير قناة "روسيا اليوم" م. سيمونيان، بذريعة ارتكابهم جرائم حرب.
كما خضعت وكالة "سبوتنيك" للبثّ التلفزيوني والإذاعي لقيودٍ بسبب تبنّي مجلس تحريرها آراء لا ترضى عنها واشنطن. ووفقاً لخبير العلاقات الدولية ج. ماركس، فإنّ الحملات الإعلامية المناهضة لروسيا تهدف إلى "إثارة الخوف وعدم اليقين في الدول الأوروبية، والمساهمة في زيادة التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا".
في المقابل، يسعى المزيد والمزيد من المواطنين الأوروبيين للحصول على معلومات من مصادر مستقلة أو محايدة. ومع ذلك، وعلى الرغم من انخفاض مستوى الدعم الشعبي لسياسة رعاية أوكرانيا في دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ما يتصل بالمشكلات المتفاقمة في اقتصادات الدول الأوروبية، تواصل بروكسل، بناءً على طلب الولايات المتحدة، إرسال الأموال والأسلحة إلى كييف. من هنا فإنّ التوقّعات تفيد بأنّ الأزمة الأوكرانية قد تطول وقد لا تجد لها حلاً نهائياً، على الرغم من وضع إدارة ترامب لسقف لها حتى لا تتحوّل إلى حرب دمار شامل على مستوى العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة
رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة

صدى البلد

timeمنذ 20 دقائق

  • صدى البلد

رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة

في مستهل اللقاء الذي جمع بين رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، استهل الزعيمان حديثهما بلمحة مرحة حول رياضة الجولف، التي تُعد من اهتمامات ترامب الشخصية والتجارية البارزة. وفاجأ رامافوزا نظيره الأمريكي بإهدائه كتابًا ضخمًا يزن 14 كغ يوثق ملاعب الغولف في جنوب أفريقيا، قائلاً: 'أحضرت لك هذا الكتاب عن ملاعب الغولف في بلادنا'، مضيفا :أنا آسف، لأنني لا أملك طائرة لأعطيك إياها"، في إشارة ساخرة إلى الجدل الأخير حول الطائرة التي قُدمت للرئيس الأمريكي من قطر. ورغم البداية الدافئة، سرعان ما تحوّل اللقاء إلى ساحة حوار دبلوماسي مشحونة بالتوترات حول قضايا شائكة، أبرزها مزاعم "إبادة جماعية" تستهدف المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، وهي ادعاءات لطالما روّج لها ترامب وحلفاؤه، بمن فيهم مستشاره إيلون ماسك الذي حضر اللقاء. وعرض ترامب في المكتب البيضاوي مقاطع فيديو توثق مزاعم عن عمليات قتل وتشييع لمزارعين بيض، كما أشار إلى وجود مقبرة جماعية مزعومة دون أن يحدد موقعها، مما دفع رامافوزا للرد متسائلًا: "هل أخبروك بمكانها يا سيادة الرئيس؟"، ليجيبه ترامب: "في جنوب أفريقيا". وفي مواجهة هذه الادعاءات، نفى رامافوزا وجود أي سياسة حكومية تستهدف المزارعين البيض، مؤكدًا أن الجريمة تطال جميع فئات المجتمع، سواء كانوا من البيض أو السود. كما شدد على أن التصريحات التحريضية التي ظهرت في مقاطع الفيديو، والتي تعود إلى زعيم حزب المعارضة "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية"، جوليوس ماليما، لا تعبّر عن موقف الحكومة. وأضاف رامافوزا: "لو كانت هناك إبادة جماعية فعلاً، لما كان أصدقاؤك من جنوب أفريقيا حاضرين معنا هنا". ومن جانبه، حاول ترامب تسليط الضوء على القضية باستخدام مواد أعدها مسبقًا، بما في ذلك صور ومقالات حول ضحايا مزعومين، قائلاً: "نريد الحديث عن هذا"، ما أدخل اللقاء في حالة من الفوضى وسط تدافع الأسئلة من الصحفيين. وفي ختام الجدل، سعى رامافوزا إلى إعادة المحادثات لمسار أكثر إنتاجية، مشيرًا إلى أهمية الشراكة التجارية والتكنولوجية بين البلدين، وداعيًا إلى حوار مغلق بعيدًا عن الكاميرات قد يفضي إلى نتائج إيجابية لكلا الطرفين.

دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما
دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما

قال دونالد ترامب الابن، وهو الابن الأكبر للرئيس الأميركي، اليوم الأربعاء إنه ربما يسعى للترشح لانتخابات الرئاسة يوما ما. وتلقى ترامب البالغ 47 عاما سؤالا في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب. وقال: "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام... سأكون دائما من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترامب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت رويترز في تشرين الثاني/ نوفمبر أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذا في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة إلى البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأميركي، الذي يثمن غاليا صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. وذكرت مصادر أن دونالد ترامب الابن ساهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جيه.دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترامب الابن: "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقا، أعتقد أنه أصبح حزب أمريكا أولا، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أمريكا عظيمة مجددا". وأضاف: "لأول مرة على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أميركا أولا". وعلى صعيد منفصل قال ترامب الابن اليوم الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترامب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترامب اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي على إبرام اتفاقيات تجارية كبرى من تلك الدول الغنية بالنفط.

ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"
ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"

ليبانون ديبايت

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون ديبايت

ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"

ألمح دونالد ترامب الابن إلى إمكانية دخوله معترك السياسة في المستقبل، وربما السعي لخلافة والده، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في رئاسة الولايات المتحدة. وفي تصريح لافت خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، نقلته وكالة "بلومبرغ"، قال ترامب الابن: "لا أدري، ربما أسعى في يوم من الأيام إلى دخول الحياة السياسية، وربما خلافة والدي في منصب الرئاسة". وأضاف، "أعتقد أن والدي غيّر فعلًا الحزب الجمهوري، أصبح الآن حزب أميركا أولًا، أو حزب MAGA، أيًّا كان ما تفضّلون تسميته". ورغم ندرة حديثه العلني عن طموحاته السياسية، برز ترامب الابن كلاعب فاعل في الساحة السياسية الأميركية، من خلال مشاركته الفاعلة في الحملات الانتخابية لوالده، وظهوره المتكرر على وسائل الإعلام، فضلًا عن إلقائه خطابًا رئيسيًا خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. من جانبه، لا يزال ترامب الأب يلمّح إلى احتمال الترشّح لولاية رئاسية جديدة في عام 2028، رغم تحديد الدستور الأميركي بفترتين رئاسيتين فقط، وهو ما يثير تساؤلات قانونية ودستورية في حال سعيه لذلك. وفي الولاية الأولى لترامب، لعبت ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر دورًا محوريًا كمستشارين في البيت الأبيض، بينما تراجع حضورهما بشكل ملحوظ خلال الولاية الثانية، في وقتٍ تصاعد فيه نفوذ دونالد الابن داخل الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس. وفي غياب أي منصب رسمي له داخل الإدارة، برز ترامب الابن كرجل أعمال وناشط سياسي محافظ. فقد انضم إلى شركة "1789 كابيتال"، وهي شركة استثمارية أنشأها المستثمر عميد مالك، وتركّز على دعم الشركات ذات التوجهات المحافظة. كما أدى دورًا في دفع ترشيح السيناتور جيه دي فانس لمنصب نائب الرئيس، ضمن جهود الحزب الجمهوري لترسيخ تيار "أميركا أولًا". وخلال كلمته في منتدى الدوحة، توجّه ترامب الابن بإشادة لبيئة الاستثمار في دول الخليج، قائلاً: "الناس هنا يعملون بجد، ولا يتعاملون مع مناخ تنظيمي خانق كما هو الحال في أوروبا الغربية"، في انتقاد لاذع للبيروقراطية الأوروبية. وأشار إلى أنّ البيئة الاستثمارية في الخليج تُعدّ جاذبة لرؤوس الأموال، مقارنة بما وصفه بـ"المناخ التنظيمي المُعقّد" في دول الغرب الأوروبي، في تأكيد على تحوّل اهتمام بعض روّاد الأعمال المحافظين نحو الأسواق الخليجية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store