logo
إحياء "يوم النصر".. أوروبا بين تهديد روسيا وتلاشي الناتو وتحيز ترامب

إحياء "يوم النصر".. أوروبا بين تهديد روسيا وتلاشي الناتو وتحيز ترامب

الجزيرة٠٨-٠٥-٢٠٢٥

باريس- بينما تحتفل عواصم الدول الأوروبية، اليوم الخميس، بانتصار الحلفاء وانتهاء ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية يوم 8 مايو/أيار 1945، تواجه أوروبا خطر التحول مرة أخرى إلى مسرح للصراع في ظل استمرار الحرب الأوكرانية.
ويتزعّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاحتفال، ويخطط قصر الإليزيه لإقامة حفل تذكاري خاص عند قوس النصر وسط باريس ، مع وضع إكليل الزهور التقليدي عند تمثال الجنرال شارل ديغول ، تليها مسيرة في جادة الشانزليزيه.
أما في الساحة الحمراء بموسكو، يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستضافة أكثر من 20 من قادة العالم، لاستعراض قوة بلاده العسكرية وإظهار مدى اتساع التحالف الداعم ل روسيا ، مما يثير التساؤلات بشأن النفوذ الأوروبي وفعالية حلف الناتو في مواجهة الدب الروسي.
نهاية القوة الأوروبية
من منظور جيوإستراتيجي، تعني نهاية الحرب العالمية الثانية ـ في جوهرها ـ نهاية الدور القيادي للدول والإمبراطوريات الأوروبية في تشكيل الأحداث العالمية، بعد هزيمة ألمانيا و إيطاليا وإنهاك بريطانيا العظمى و فرنسا.
ويرى الباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية إدوارد هانتر كريستي، أن عام 1945 أوجد قوتين عظيمتين في العالم؛ الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي ، معتبرا أن أوروبا تمر اليوم بتحدٍّ جديد ومتكرر لموقعها الجيوسياسي يغذيه الاتفاق المرن بين البيت الأبيض و الكرملين ، ما يثبت مجددا عدم تحكم الأوروبيين في مصير القارة.
وأشار كريستي في حديثه للجزيرة نت، إلى اعتماد أوروبا على الحماية الأميركية والخوف الشديد من القوة الروسية، لدرجة تمنع الأوروبيين من مواجهة موسكو بمفردهم، ويقول "بالرغم من عدم رضاهم عن رئاسة دونالد ترامب الثانية، إلا أنهم يخشون من فقدان الدعم الأميركي".
أما إيونيلا ماريا سيولان، مسؤولة أبحاث السياسة الخارجية والأمن والدفاع بمركز "ويلفريد مارتنز" للدراسات الأوروبية، فترى أن التهديد الروسي أدى إلى تغيير العقلية في بروكسل وأوروبا، سواء في حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
وتقول للجزيرة نت، "لأننا ندرك بشكل متزايد أهمية الدفاع الذي أصبح ولأول مرة من أهم أولويات المفوضية الأوروبية لتعزيز القدرات الدفاعية والاستعداد بشكل أفضل لاحتمال نشوب صراعات مستقبلية".
وأضافت سيولان "نشهد حاليا نظاما عالميا متعدد الأطراف يتسم بعدم الاستقرار وتصاعد الصراع بين الديمقراطية والاستبداد، والفكرة التي سيطرت على تفكيرنا السياسي منذ سقوط جدار برلين بأن أوروبا جزيرة سلام لم يعد لها أي وجود".
تحطم الوحدة
وفي انتظار تحقق الآمال الأوروبية المتعلقة بنتائج قمة الناتو التي ستُعقد هذا الصيف في لاهاي بهولندا، يطالب ترامب الأوروبيين باستثمار 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي سنويا في الدفاع، وهي نسبة يرون أنه "مبالغ" فيها نظرا للعقبات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها معظم دول أوروبا.
وبينما أكد المسؤول السابق في حلف الناتو إدوارد هانتر كريستي، تضاؤل أهمية الحلف بسبب تراجع الالتزام الأميركي، طرح تساؤلات عدة عن مقدار الانسحاب الأميركي وسرعته وكيفية تعويض الأوروبيين للمساهمة الأميركية رغم أملهم بألا تكون واشنطن "أنانية" لهذا الحد.
وبينما لا يزال القلق قائما بشأن الطريقة التي تتعامل بها إدارة ترامب مع ملف جزيرة غرينلاند والغضب الذي تشعر به الدانمارك ودول الأخرى، لا تولي دول أوروبية عديدة هذه المشكلة اهتماما كبيرا، ما يعني أن الوحدة النظرية التي يسعى إليها الأوروبيون تتحطم نسبيا عند التطبيق العملي.
من جانبها، لا تعتقد سيولان أن دور الناتو يتلاشى، وتؤكد أنه أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأنه منظمة سياسية بالأساس وعسكرية قادرة على توفير الدفاع للقارة الأوروبية.
ومع ازدياد شدة الخطر الروسي بظل تقارير استخبارية تُشير إلى احتمال تعرض أوروبا لهجوم روسي، خلال عامين وفي حدود 8 أعوام قادمة، أكدت المتحدثة أن الناتو يعتبر المنظمة الوحيدة القادرة على توفير هذا الردع الأمني ضد التهديد الروسي.
تعزيز القوة
وكسيناريو افتراضي للمرحلة القادمة، يتوقع الباحث كريستي، تحول الناتو إلى الحلف الأوروبي، قائلا "بقاء المؤسسة وهياكلها قائمة وعدم انسحاب أميركا منه تماما، مع ارتفاع حصة الجهود والمساهمات القادمة من الدول الأوروبية".
وهو تحليل لا يختلف كثيرا عما تقوله سيولان التي تفترض تحول الناتو من منظمة خاضعة -حتى الآن- للاستثمارات الدفاعية الأميركية، إلى منظمة أكثر تكافؤا بين الأوروبيين والأميركيين، عبر "تعزيز الركيزة الأوروبية للناتو وزيادة الاستثمار، وضمان الأمن التقليدي لتغطية جميع الثغرات في أنظمتنا".
وفي النهج الأمني الشامل، يدل الأمن التقليدي على مكافحة الهجمات التقليدية الهجينة، من أمن الطاقة إلى التضليل الإعلامي، والتدخل في العمليات الانتخابية وانتهاك المجال الجوي وحماية البنية التحتية الحيوية.
وفي حال خرج الأميركيون من أوروبا وسحبوا قوّاتهم منها، سيكون ذلك "مشكلة جدية"، إذ ستصبح مصداقية الناتو وإدارة ترامب في التزامها بأمن أوروبا، والدفاع الجماعي -كما تنص المادة الخامسة من ميثاق الناتو- في حال تعرض دولة واحدة لهجوم، موضع شك، حسب مسؤولة أبحاث السياسة الخارجية والأمن والدفاع بمركز "ويلفريد مارتنز".
الخطر الروسي
وبعد ساعات من سريان الهدنة المؤقتة التي أعلنها الكرملين بمناسبة يوم النصر، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، إن الروس هاجموا خط الجبهة. وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية التزامها بعدم شن أي غارات حتى منتصف ليل السبت.
وفي هذا الإطار، يرى كريستي، أنه وفي حال نجح الأوكرانيون بضرب العرض العسكري في موسكو أو أي هدف عسكري آخر، غدا الجمعة، فسيكون ذلك بمثابة نصر رمزي وسياسي لكييف وسيُشعر الروس بالازدراء، لكنه سيواجه برد روسي عنيف.
ويعتبر كريستي أن احتمال القصف الأوكراني سيكون بمثابة رسالة مهمة للكرملين وللعالم مفادها أن روسيا لا تمتلك الشرعية لتمجيد دورها وانتصارها على ألمانيا النازية، لأنه كان انتصارا سوفياتيا، شارك بتحقيقه ملايين الجنود الأوكرانيين، فضلا عن الأرمن والبيلاروسيين وغيرهم.
وضمن سعي القومية الروسية في عهد بوتين لتكريس الادعاء بأن روسيا والاتحاد السوفياتي هما الشيء نفسه، يعتقد المتحدث أن ثمة ما يستحق الهجوم المشروع على هذه الاستثنائية الروسية في الوصول إلى برلين وهزيمة أدولف هتلر ومحاولة التلاعب بمشاعر الجمهور الروسي.
من جهتها أشارت سيولان إلى عدم استعداد روسيا للسلام أو بدء المفاوضات أو وقف إطلاق النار في أوكرانيا ، في ظل زيادة إنفاقها الدفاعي من 6% من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي إلى 9% هذا العام.
ويبدو ذلك جليا في الاتجاه الذي يسلكه الاقتصاد الروسي أكثر فأكثر نحو اقتصاد الحرب، وزيادة الكرملين أعداد الجنود من مليون ومائتي ألف إلى مليون ونصف عام 2025، إضافة لإنتاج المزيد من الدبابات.
وحتى في ظل مفاوضات السلام التي تتوسط فيها إدارة ترامب، لا تتوقع سيولان نهاية للحرب هذا العام لأن "روسيا تتخذ موقفا متطرفا وتتصرف كما لو كانت المنتصرة في الحرب الأوكرانية، وفي الواقع لم تسيطر خلال الحرب إلا على 12% من أراضي أوكرانيا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اقتراح أوروبي بتخفيف قيود إعادة طالبي اللجوء
اقتراح أوروبي بتخفيف قيود إعادة طالبي اللجوء

الجزيرة

timeمنذ 18 دقائق

  • الجزيرة

اقتراح أوروبي بتخفيف قيود إعادة طالبي اللجوء

اقترحت المفوضية الأوروبية ، اليوم الثلاثاء، تخفيف قيودها بشأن إعادة طالبي اللجوء، استجابة لدعوات متكررة من الدول الأعضاء لتشديد سياستها المتعلقة بالهجرة. وينص القانون الأوروبي حاليا على أنه يمكن إعادة طالبي اللجوء إلى بلدان لم يأتوا منها، لكنها مصنفة "آمنة" بالنسبة للبلدان الأوروبية المعنية، في حين يتطلب الاقتراح الجديد حتى يدخل حيز التنفيذ، حصوله على موافقة البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء. ومع ذلك، يجب أن يكون هناك "رابط" كافٍ بين الشخص المعني والبلد الثالث، إذ يجب أن يكون أحد أفراد الأسرة مقيما هناك، أو أن يكون طالب اللجوء -مثلا- قد عمل سابقا في هذا البلد، في حين يقترح الاتحاد الأوروبي حاليا إلغاء شرط "الرابط" هذا، ما من شأنه تسريع عملية الإرجاع. وتثير هذه القضية قلق منظمات غير حكومية ترى أن الإجراء المقترح غير ذي جدوى، إذ تحذر من أنه في حال إرسال طالبي اللجوء إلى بلد ليس لديهم ارتباط به، فإنهم قد يحاولون العودة إلى أوروبا مجددا. وحذرت سارة تشاندر من "مبادرة إكينوكس للعدالة العرقية"، في بيان، من أن " الاتحاد الأوروبي يشوه مفهوم "الأمان" ليناسب أهدافه القمعية"، فيما وصفت جوزفين سولانكي من معهد "ترانسناشونال" هذا المفهوم بأنه "خيال سياسي". وترى هذه المنظمات أن الحكومات الأوروبية ستتعرض هي الأخرى للابتزاز من جانب هذه الدول، التي قد تضع جملة مطالب سياسية ومالية في مقابل استقبال طالبي اللجوء هؤلاء. وترفض المفوضية هذه الانتقادات، مؤكدة أن الهدف الرئيسي من هذا الاقتراح هو تسريع معالجة طلبات اللجوء، وأن البلدان التي ستتم إعادتهم إليها تحترم الحقوق الأساسية. وتتعرض بروكسل لضغوط من الدول الأعضاء لتشديد سياستها المتعلقة بالهجرة، في ظل صعود اليمين بأنحاء القارة. وتتخذ المفوضية الأوروبية خُطا سريعة في هذا الشأن، إذ كشفت في منتصف مارس/آذار الماضي عن تدابير أولية لتسريع عملية طرد المهاجرين غير النظاميين. وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت إطارا قانونيا لإنشاء مراكز للمهاجرين خارج حدودها، أُطلق عليها اسم "مراكز العودة". وتأتي الدعوات إلى فرض سياسة أكثر صرامة بشأن الهجرة في الاتحاد الأوروبي، في وقت انخفض عدد المهاجرين غير النظاميين عبر حدود الاتحاد بشكل كبير. وفي العام 2024، وصل عدد هؤلاء إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021، عندما كانت تدفقات الهجرة لا تزال ضعيفة بسبب جائحة كورونا، وفق بيانات الوكالة الأوروبية "فرونتكس"، ووكالة الصحافة الفرنسية.

ترامب يقترح الفاتيكان لاستضافة مفاوضات روسيا وأوكرانيا
ترامب يقترح الفاتيكان لاستضافة مفاوضات روسيا وأوكرانيا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ترامب يقترح الفاتيكان لاستضافة مفاوضات روسيا وأوكرانيا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، اليوم الثلاثاء، إنه لا مكان أفضل من الفاتيكان لاستضافة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وفي حين دعا الاتحاد الأوروبي واشنطن إلى فرض عقوبات على روسيا إن لم توافق على وقف إطلاق النار، اتهمت ألمانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمراوغة في محادثات السلام بشأن أوكرانيا. وقال ترامب في تغريدة على منصته الإعلامية "تروث سوشال" إن "الفاتيكان، ممثلا بالبابا، صرّح بأنه سيكون مهتما جدا باستضافة المفاوضات". وأضاف ترامب أنه أبلغ بذلك كلا من رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس فنلندا ألكسندر ستوب. وأشار إلى أنه أجرى اتصالا جيدا مع بوتين وسيرى كيف ستسير الأمور. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الرئيس ترامب يحاول إنهاء حرب دموية باهظة الثمن بين أوكرانيا وروسيا، لا يمكن لأي من الجانبين الفوز بها. وكان ترامب أعلن، أمس الاثنين، أن روسيا وأوكرانيا "ستباشران فورا مفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار"، بعد مكالمته مع بوتين الذي لم يوافق بعدُ على وقف الأعمال القتالية بلا شروط، كما تطالب به واشنطن وكييف. الموقف الأوروبي في غضون ذلك، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن الاتحاد يأمل في أن تتخذ الولايات المتحدة"إجراء قويا" في حال استمرّت روسيا في رفض وقف إطلاق النار بأوكرانيا. وتحدثت كالاس قبيل بدء اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي ببروكسل قائلة إن " الولايات المتحدة توعدت بحصول تبعات إذا لم تقبل روسيا وقفا غير مشروط لإطلاق النار، ونحن نريد أن نرى إذن هذه التبعات". وقد تعهّدت واشنطن بـ"إجراء قوي" في حال استمرّت روسيا برفض وقف غير مشروط لإطلاق النار، حسب ما قالت كالاس، مذكّرة بأن أوكرانيا قبلت بهذه الهدنة، وأضافت هذا ما "نريد رؤيته من جانب كلّ الأطراف التي قالت إنها ستتحرّك بناء على مقتضى الحال". ومن جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، اليوم الثلاثاء، إن مشاركة الإدارة الأميركية في جهود تحقيق السلام بأوكرانيا "أمر إيجابي للغاية"، لكن يتعيّن استشارة الأوروبيين وأوكرانيا أيضا. وبدوره، اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الرئيس الروسي بالمراوغة في محادثات السلام بشأن أوكرانيا ، داعيا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو في مجال الطاقة. وقال بيستوريوس على هامش اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الثلاثاء، إن المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أكدت مرة أخرى أن روسيا لا تزال غير مستعدة لتقديم تنازلات، مضيفا أن بوتين يتحدث فقط عن وقف إطلاق النار وفقا لشروطه، والتي تشمل تخلي أوكرانيا عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتنازلها عن الأراضي المحتلة، وغيرها من الأمور. وقال بيستوريوس "يبدو أن بوتين لا يزال يلعب على الوقت"، مضيفا أنه ليس من المتوقع التوصل إلى وقف إطلاق النار في ظل ظروف مقبولة للآخرين، مشيرا إلى أن الهجمات الروسية الأخيرة بطائرات مسيرة تتحدث أيضا بلغة واضحة "لغة أكثر وضوحا من الكلام الفارغ الذي سمعناه حتى الآن". ونتيجة للتطورات الأخيرة، يعتقد بيستوريوس أنه يتعيّن على الاتحاد الأوروبي أن يواصل توسيع دعمه العسكري لأوكرانيا وممارسة مزيد من الضغوط من خلال العقوبات، داعيا إلى توسيع التعاون مع صناعة الأسلحة الأوكرانية. وفيما يتعلّق بالعقوبات، قال بيستوريوس إن "الوسيلة الأكثر فعالية للعقوبات هي قطع تدفق الأموال بشكل أكبر"، مشيرا على وجه التحديد إلى "تدفق الأموال من مبيعات الطاقة"، مؤكدا ضرورة مواصلة العمل على ذلك.

فورين بوليسي: كيف ستبدو الحرب المحتملة بين روسيا والناتو؟
فورين بوليسي: كيف ستبدو الحرب المحتملة بين روسيا والناتو؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

فورين بوليسي: كيف ستبدو الحرب المحتملة بين روسيا والناتو؟

قالت مجلة فورين بوليسي إن روسيا خططت لغزو أوكرانيا كحملة حاسمة لمدة ثلاثة أيام تطيح خلالها بالحكومة في كييف، ولكن هذا السيناريو لا يزال، بعد أكثر من ثلاث سنوات، حلما روسيا بعيد المنال. وأوضحت المجلة -في مقال بقلم الباحث فابيان هوفمان- أن الدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تسارع إلى إعادة تسليح نفسها، استعدادا لمواجهة أي هجوم روسي على أحد أعضائه في غضون سنوات، بل ربما 6 أشهر من انتهاء الحرب في أوكرانيا، حسب مسؤولين دانماركيين. ومع أنه يصعب التوفيق بين الصورتين المرسومتين لروسيا، باعتبارها بلدا فشل في تحقيق طموحاته في أوكرانيا، ثم باعتبارها في نفس الوقت تهديدا وجوديا لحلف الناتو، فإن فهم هذه المفارقة يكمن في إدراك أن حربا بين الناتو وروسيا لن يكون الهدف منها الاستيلاء على أراض واسعة، بل تدمير التحالف ككيان سياسي وعسكري، ولن يتطلب ذلك هزيمة قوات الناتو في معركة مفتوحة والزحف نحو برلين، بل تدمير وحدة الناتو وعزيمته، مع رهان الكرملين على أن التحالف سيتصدع تحت الضغط. تمزيق تماسك الناتو السياسي وعلى عكس الدعاية الروسية العدوانية، تدرك النخب السياسية والعسكرية في موسكو أن روسيا ستخسر على الأرجح حربا تقليدية شاملة مع الناتو، حتى بدون تدخل الولايات المتحدة، وهي لذلك، ستسعى إلى تجنب حرب شاملة والتركيز على كسر إرادة التكتل. ولن يهدف أي هجوم روسي على الناتو في المقام الأول إلى تدمير القدرة الكلية للحلف على شن الحرب، بل سيركز على حملة قصيرة وعالية الكثافة مصممة لتمزيق التماسك السياسي للناتو. قد يبدأ هذا السيناريو بتوغل محدود في أراضي الناتو عند نقطة ضعف متصورة في واحدة أو أكثر من دول البلطيق، وبعد الهجوم الأولي قد تعلن روسيا أن أي محاولة لاستعادة المنطقة المحتلة ستشعل فتيل تصعيد نووي، وهي إستراتيجية يطلق عليها المحللون العسكريون اسم "التحصين العدواني". ومع أن صانعي القرار الروس لا يتوقعون استسلاما في جميع أنحاء الناتو، فقد يعتقدون أن الولايات المتحدة وحلفاءها الرئيسيين في أوروبا الغربية، عند مواجهة عواقب حقيقية على أراضيهم، سيترددون ويمتنعون عن الدفاع عن شركائهم، علما أن أي تردد في الدفاع عن عضو في الناتو يعني الانهيار الفعلي للتحالف، وهو هدف روسيا الرئيسي وشرط تأكيد هيمنتها الإقليمية، حسب المجلة. غير أن التحرك الروسي يتطلب قوة هجومية سريعة قادرة على اختراق حدود الناتو، كما يتطلب قوات متابعة كافية لاحتلال جزء صغير، ولكنه ذو أهمية إستراتيجية من أراضي الناتو، ثم إلى قوات متحركة تقليدية للسيطرة على الأراضي والاحتفاظ بها. وتشير تقارير استخباراتية حديثة إلى أن روسيا تمكنت من حشد ما يكفي من الرجال ليس فقط لتغطية خسائرها القتالية، بل لتوسيع قواتها، كما يشير مسؤولون غربيون إلى أنها تنتج المزيد من المعدات والذخيرة بما في ذلك الدبابات الحديثة وقذائف المدفعية أكثر مما ترسله إلى الجبهة. وذكر الكاتب بأن روسيا تتمتع بوضع نووي جيد، بمخزون يقدر بحوالي ألفي رأس حربي غير إستراتيجي، إضافة إلى سلاح تقليدي يشمل إنتاج حوالي 1200 صاروخ كروز هجومي بري، و400 صاروخ باليستي قصير ومتوسط ​​المدى، وأكثر من 6000 طائرة مسيرة بعيدة المدى سنويا، وهي تسعى لزيادة هذا الإنتاج. كيف يستعد الناتو؟ ومع أن شن هجوم روسي على أراضي الناتو يظل مستبعدا فإنه يجب على أوروبا الاستعداد للحرب التي يرجح أن روسيا تخطط لها، وهي حرب تختلف اختلافا كبيرا عن الصراع المطول الذي يتكشف الآن في أوكرانيا، حسب الكاتب. وأفضل طريقة لمواجهة حملة روسية قصيرة وعالية الشدة -حسب الكاتب- هي منع أي توغلٍ على الحدود، وهذا يتطلب وضعا دفاعيا أماميا موثوقا، وهو ما لا يزال الناتو يفتقر إليه، لأن تمكين الدفاع الأمامي يعني نقل المزيد من القوات والمعدات إلى خط المواجهة، ولكن الولايات المتحدة تحول تركيزها إلى أماكن أخرى، ومن المحتمل أن تسحب تشكيلاتها القتالية من أوروبا. ولخلق ردع، يجب على الدول الأوروبية الاستثمار فيما يجعلها قادرة على هجوم مضاد، مع توضيح استعدادها للرد الفوري، بما في ذلك ضد البنية التحتية الحيوية الروسية، مع توضيح أنه لا يسعى إلى التصعيد النووي وأنه لن يرضخ للتهديدات النووية. وخلص الكاتب إلى أنه سيكون من التهور عدم الاستعداد للحرب لمنع وقوعها في المقام الأول، لأن موسكو إذا واجهت الناتو سوف تستغل نقاط ضعفه وتلعب على نقاط قوتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store