
كوسوفو توافق على استقبال مهاجرين يرحّلهم ترامب
أعلن رئيس وزراء كوسوفو المنتهية ولايته ألبين كورتي، اليوم الأربعاء، موافقة بلاده على "طلب واشنطن" قبول ما يصل إلى 50 مواطناً من دول ثالثة طردتهم إدارة
دونالد ترامب
من الولايات المتحدة الأميركية، وعبّر عن امتنان بريشتينا لواشنطن لـ"دعمها وتعاونها". وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد صرّح، في 31 إبريل/ نيسان الماضي، بأنّ
الإدارة الأميركية
تبحث عن دول أخرى حتى ترحّل إليها مهاجرين غير نظاميين من دول ثالثة.
وأوضح كورتي، في تدوينة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّه "بعد مناقشات مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية، اعتمدت جمهورية كوسوفو قراراً حكومياً يدعم التعاون في إعادة توطين رعايا الدول الثالثة". وبيّن أنّ الاتّفاق الذي يقضي باستقبال
مهاجرين مرحَّلين
من الولايات المتحدة الأميركية يمتدّ لعام واحد، "بهدف تسهيل عودتهم الآمنة إلى بلدانهم الأصلية". وأضاف أنّ الأشخاص الذين سوف يُنقَلون إلى كوسوفو، إحدى أفقر دول أوروبا، سوف تختارهم حكومة البلاد "من قائمة تقترحها" الإدارة الأميركية، "شريطة أن يستوفوا معايير محددة تتعلّق بسيادة القانون والنظام العام".
Following discussions with the U.S. Government, the Republic of Kosova has adopted a government decision in support of cooperation in the relocation of third-country nationals. In response to the United States' request, Kosova has expressed its willingness to participate under…
— Albin Kurti (@albinkurti)
June 11, 2025
وتابع كورتي أنّ وزارة داخلية بلاده سوف تتولّى "إدارة وتنسيق إقامة" المرحَّلين، في حين "سوف نعمل بتعاون وثيق مع السلطات الأميركية المختصة طوال مدّة هذه العملية". وشدّد على أنّ "الولايات المتحدة الأميركية سوف تظلّ حليفاً ثابتاً لجمهورية كوسوفو"، مؤكداً: "نحن نقدّر بشدّة دعمها المستمرّ، ولا سيّما مع تقدّمنا نحو الاندماج في المؤسسات الأوروبية الأطلسية".
وترى بريشتينا في هذه الخطوة وسيلة لإظهار "امتنان كوسوفو الأبدي" للولايات المتحدة الأميركية التي لطالما دافعت عن المقاطعة الصربية السابقة، منذ إعلانها الاستقلال في عام 2008.
ويأتي هذا الإعلان في حين تتواصل الاحتجاجات في ولاية كاليفورنيا ضدّ سياسات الهجرة المتشدّدة التي ينتهجها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية، في يناير/ كانون الثاني 2025. كذلك يأتي بعد أشهر من توقيع اتفاق بين كوسوفو والدنمارك لاستقبال سجناء سوف يمضون عقوبتهم في منشآت سجنية بالدولة الواقعة في البلقان.
لجوء واغتراب
التحديثات الحية
وزير خارجية ترامب: نبحث بجدّ عن دول ثالثة لترحيل مهاجرين إليها
ويصف أهل كوسوفو أنفسهم بأنّهم أكثر شعوب العالم حباً للولايات المتحدة الأميركية، في حين تنتشر الأعلام الأميركية في كلّ مكان بالعاصمة بريشتينا. ويحمل أحد أكبر الشوارع الرئيسية في المدينة اسم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، كذلك ثمّة شارع باسم سلفه بيل كلينتون، بالإضافة إلى تمثال له. وتقترن شعبية الولايات المتحدة الأميركية بنفوذ سياسي واقتصادي كبيرَين، ويردّد بعض من أهل البلاد بمزاح أنّ لدولتهم حكومتَين؛ واحدة ينتخبها المواطنون، والأخرى مقرّها في السفارة الأميركية التي تحظى بياناتها بمتابعة دقيقة.
تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونجيريهي كان قد صرّح، في الرابع من مايو/ أيار الماضي، بأنّ كيغالي في المراحل الأولى من محادثات خاصة باستقبال مهاجرين ترحّلهم واشنطن. وأتى ذلك بعدما كانت جهات مطّلعة على ملفّ الهجرة والمهاجرين في الولايات المتحدة الأميركية قد تداولت اسم رواندا بوصفها واحدةً من الدول التي تتفاوض معها إدارة ترامب لترحيل مهاجرين إليها، كما هي الحال مع السلفادور.
(فرانس برس، العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 13 دقائق
- العربي الجديد
الهجوم الإسرائيلي على إيران... تداخل الحسابات الأمنية مع مصالح نتنياهو
لم تُخفِ إسرائيل رغبتها في مهاجمة المشروع النووي الإيراني منذ أكثر من عقدين، وقد كثّفت وتيرة تهديداتها لإيران بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر يوم الجمعة الماضي. في الأيام الأولى التي أعقبت هجوم حركة حماس، تمثّلت الاستراتيجية الإسرائيلية في منع توسيع دائرة المواجهة مع "حماس" في غزة إلى جبهات أخرى، إذ لا تملك إسرائيل القدرة على القتال على جبهات عدة في آن واحد، خصوصاً في ظلّ وضعها العسكري الهشّ بعد الهجوم. ومع ذلك، لم تنفِ القيادة السياسية أو العسكرية الإسرائيلية رغبتها في التعامل لاحقاً مع جميع الجبهات. تغيّرت العقيدة العسكرية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر 2023، وأصبحت تتجه نحو منع أي تهديد مستقبلي بشكل استباقي، وتُعلن ذلك صراحة. لم تعد إسرائيل تكتفي بالردع والحسم السريع أو بنقل المعركة إلى أرض العدو، ولم تعد تسعى إلى خوض حروب قصيرة المدى. كما شهد المجتمع الإسرائيلي تحولاً لافتاً، إذ بات أكثر استعداداً لتحمّل الكلفة البشرية والمادية في سبيل منع تكرار أحداث مشابهة لهجمات "حماس". لكن، على ما يبدو، فإن الأطراف العربية وإيران لم تستوعب هذا التحوّل بالشكل الكافي، واستمرّت في قراءة وفهم إسرائيل وفق المعايير والمصطلحات لما قبل السابع من أكتوبر. توقيت الهجوم كان مفاجئاً قبل يومين من جلسة كانت مقرّرة للمفاوضات النووية لم يكن الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح الجمعة، 13 يونيو/حزيران الحالي، والذي استهدف منشآت المشروع النووي الإيراني والقواعد العسكرية الإيرانية الاستراتيجية، واغتيال قيادات عسكرية وعلماء في مجال الذرّة، مفاجئين بحد ذاتهما؛ لكن التوقيت كان كذلك بالفعل، إذ جاء قبل يومين فقط من جولة سادسة للمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، كانت مقرّرة يوم الأحد في 15 يونيو. كان الاعتقاد السائد أن إسرائيل لن تبدأ هجومها إلا بعد انتهاء جولة المفاوضات الأخيرة، خصوصاً في ظلّ توقّعات بفشل المفاوضات. تقارير دولية التحديثات الحية ترامب في مأزق... حرب إيران تهدّد أجندة "أميركا أولاً" فعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن إسرائيل تنوي مهاجمة إيران، والمؤشرات الواضحة التي كانت تدل على التحضير لهذا الهجوم، مثل إخلاء الولايات المتحدة عدداً من سفاراتها في المنطقة، والمناورات العسكرية الإسرائيلية التي يصعب إخفاؤها، لا سيّما الجوية منها، جاء الهجوم الإسرائيلي على إيران مفاجئاً. لماذا الهجوم الإسرائيلي على إيران الآن؟ باتت إسرائيل، في الأشهر الأخيرة، على قناعة بأن إيران تمرّ في أسوأ أوضاعها الاستراتيجية، وأنه بات من الممكن تنفيذ هجوم عسكري إذا رفضت طهران اتفاقاً نووياً وفق النموذج الليبي، أي تفكيك البرنامج النووي بالكامل. في المقابل، كان يمكن أن ترضى إسرائيل في مراحل سابقة باتفاق بشروط أقل، خصوصاً في ما يتعلّق بمواضيع مثل تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية وزيادة الرقابة الدولية والأميركية على البرنامج النووي الإيراني، وذلك بسبب صعوبة توجيه ضربة عسكرية حينها، ومعارضة الإدارات الأميركية المتعاقبة مثل هذه الضربات. تغيّرت شروط إسرائيل واستراتيجيتها بعد أن وجّهت ضربات قاسية لقدرات حزب الله اللبناني العسكرية ، وضربات مدمّرة للبنية العسكرية لـ"حماس"، إلى جانب انهيار النظام السوري السابق. عسكرياً، ووفقاً للحسابات الإسرائيلية، بات الثمن المتوقع لأي هجوم عسكري على إيران مقبولاً ويمكن تحمّله، خصوصاً في ضوء سهولة تنفيذ الضربات التي وجّهتها إلى إيران في إبريل/نيسان وأكتوبر 2024، خصوصاً استهداف منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، إلى جانب الرد الإيراني المتواضع، ونجاح تجربة الدفاعات الجوية الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية. كل هذه العوامل عزّزت قناعة إسرائيل بقدرتها على توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية بثمن مقبول. المتغيّر الإضافي المهم الذي مكّن الهجوم الإسرائيلي على إيران في هذا التوقيت هو موقف ترامب وسياسته. فعلى عكس تصريحاته العلنية وتصرفاته منذ دخوله البيت الأبيض، التي ادّعى فيها أنه يسعى إلى وقف الحروب وليس إشعالها، فقد سهّل الرئيس الأميركي مهمة إسرائيل ومنحها الضوء الأخضر لتنفيذ الهجوم. فمنذ تولّيه الرئاسة، قام ترامب بتسريع تزويد إسرائيل بالقذائف والأسلحة التي كانت مجمّدة في عهد إدارة سلفه جو بايدن، كما بدأ مفاوضات مع إيران كشفت عن صعوبة التوصّل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني وفق الشروط الأميركية، ومهّد بذلك للهجوم الإسرائيلي. وما تسرّب حتى الآن من معلومات يُشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على إيران جرى بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية، بل إن الولايات المتحدة كانت شريكاً في عملية التضليل التي نفذتها إسرائيل تمهيداً للهجوم. يمكن القول إن إسرائيل سعت إلى استغلال الظرف الناشئ بعد السابع من أكتوبر من خلال توجيه ضربات قوية لمحور إيران في المنطقة، مستفيدة من وجود رئيس أميركي يتبنّى شروطاً أقرب إلى الموقف الإسرائيلي بهدف فرض معادلة جديدة في الإقليم وخلق واقع استراتيجي مختلف عمّا كان قائماً بعد السابع من أكتوبر. تصرّفت إسرائيل انطلاقاً من غطرسة وفائض قوة وثقة بالنفس، وبفضل دعم أميركي غير مشروط، ونفّذت ما كانت تسعى إلى تحقيقه منذ عقود. مصالح نتنياهو من الواضح أنه لا يمكن فصل توقيت القرار العسكري لتنفيذ الهجوم الإسرائيلي على إيران عن البُعد السياسي ومصالح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الشخصية والسياسية. فنتنياهو يحتاج إلى استمرار حالة الحرب والطوارئ لضمان بقاء التحالف الحكومي، خصوصاً بعد أن هدّدت الأحزاب الحريدية بالانسحاب من الائتلاف والتصويت، الأسبوع الماضي، لصالح قانون حلّ الكنيست، وذلك بسبب عدم إقرار قانون إعفاء طلّاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية. ولولا الاتفاق الذي تمّ في الدقيقة التسعين بين جزء من الأحزاب الحريدية ويولي إدلشتين، رئيس لجنة الخارجية والأمن، حول صيغة ضبابية وغير نهائية للقانون، لكانت الأحزاب الحريدية كافة قد صوّتت بالفعل لصالح حلّ الكنيست. ويبدو أن قرار توجيه ضربة لإيران بعد يوم فقط من التصويت في الكنيست لعب دوراً في إقناع إدلشتين وبعض الأحزاب الحريدية بتغيير موقفهم. كما يسعى نتنياهو بكل قوة إلى طمس صورة الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر، ولا يريد أن يُذكر في كتب التاريخ باعتباره رئيس الوزراء المسؤول عن أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل. بل يطمح لأن يذكر اسمه بوصفه القائد الذي قضى على المشروع النووي الإيراني، وحمى إسرائيل من أكبر تهديد وجودي لطالما حذّر منه منذ نحو عقدين. عسكرياً، ترى إسرائيل اليوم أن الثمن المتوقع لأي هجوم عسكري على إيران سيكون مقبولاً ويمكن تحمّله فضلاً عن ذلك، فإن فتح جبهة واسعة مع إيران يُسهم في تراجع الاهتمام الإعلامي بالحرب على غزة، ويُضعف التركيز على قضية الأسرى والمخطوفين، وعلى الضغوط الداخلية للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس. كما يُخفّف من الضغوط الخارجية المتزايدة والانتقادات الأوروبية المتصاعدة ضد إسرائيل. وقد تحوّلت الحرب على غزة إلى جبهة ثانوية مقارنة بالحرب على إيران، وكل هذه التطوّرات تصبّ في مصلحة نتنياهو السياسية والشخصية. يبدو أن نتنياهو يدرك أن نهاية التحالف الحكومي الحالي باتت وشيكة نتيجة التناقضات الداخلية. في ظلّ هذه الظروف، يكون الهجوم على إيران مغامرة سياسية محسوبة. فنجاح الهجوم يمكن أن يُلغي عار السابع من أكتوبر، ويُعزّز مكانة نتنياهو السياسية، ويوفّر دفعة معنوية كبيرة لمعسكره وداعميه. حينها، قد يُبادر بنفسه إلى تقديم موعد انتخابات الكنيست، ليكون عنوانها القضاء على القدرات النووية والعسكرية الإيرانية. هل تستطيع إسرائيل تحمل الأثمان؟ بطبيعة الحال، المغامرات العسكرية لا يمكن أن تكون مضمونة تماماً أو بنسب عالية من النجاح. صحيح أن إسرائيل تمتلك تفوقاً جوياً واستخبارياً واضحاً على قدرات إيران، وأنها نجحت في الساعات الأولى من الهجوم في توجيه ضربات قاسية لقدرات إيران العسكرية والمنشآت النووية، إلا أنها تدرك جيداً أنها لا تستطيع بمفردها تحقيق تدمير شامل للمشروع النووي الإيراني، وأنها ستحتاج في مرحلةٍ ما إلى دعم الولايات المتحدة ومساعدتها. كما لا يمكن التكهّن بمدى قدرة إيران على الردّ على الهجوم، حتى وإن كانت الأثمان التي تكبّدتها إسرائيل حتى الآن غير مرتفعة. لكن إطالة أمد حرب إضافية مع إيران قد تؤدي إلى تصاعد الخسائر البشرية والمادية داخل العمق الإسرائيلي، الأمر الذي قد يُفضي إلى تراجع دعم المجتمع الإسرائيلي هذه الحرب. وإذا ما رُبطت الحرب بأهداف نتنياهو الشخصية والسياسية، فقد تتحوّل إلى موضوع خلاف وانقسام إضافي داخل المجتمع الإسرائيلي والمنظومة السياسية، ما يجعل منها عبئاً سياسياً إضافياً على الحكومة، وعلى نتنياهو نفسه. كما أن الحرب على إيران ستُفاقم الأعباء الاقتصادية على الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعاني أساساً من ضغوط شديدة منذ السابع من أكتوبر 2023. فبحسب تقديرات أولية، قد تؤدي الحرب إلى إضافة نحو 40 مليار شيكل إلى ميزانية وزارة الأمن، وفقاً لصحيفة ذا ماركر (14 يونيو)، وزيادة العجز في موازنة الدولة بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وستُضاف إلى ذلك أيضاً تكاليف مدنية، تشمل تعويضات للأعمال التجارية ومدفوعات إجازات غير مدفوعة الأجر، وتراجع النشاط الاقتصادي العام. بل إن الميزانية الحكومية التي أُقرّت في مارس/آذار الماضي قد تصبح غير واقعية وغير قابلة للتطبيق في ظلّ المعطيات الجديدة التي فرضتها الحرب على إيران. تؤدي الحروب وحالة الطوارئ عادةً إلى توحيد المجتمع الإسرائيلي، والتقليل من حدة الصراعات والمنافسات الحزبية والسياسية الداخلية، حيث يتجنّد الجميع خلف المجهود العسكري، لا سيّما إذا سُوّقت تهديداً وجودياً. لكن، ومع مرور الوقت، وفي حال عدم تحقيق جميع الأهداف وارتفاع التكاليف، تبدأ الانتقادات في الظهور وتتسع التصدعات الداخلية. وفي ظلّ الوضع السياسي الراهن في إسرائيل، وحالة الإنهاك العام نتيجة الحرب الطويلة على غزة، وتراجع الثقة بالحكومة، وتدهور الوضع الاقتصادي، فإن نشوة الهجوم على المنشآت النووية والمعسكرات الإيرانية قد تتحوّل سريعاً إلى عبء سياسي، خصوصاً إذا تمكنت إيران من الصمود وبدأت بردّ جدي ومؤلم على الهجوم الإسرائيلي. أخبار التحديثات الحية "أكسيوس": إسرائيل طلبت من ترامب الانضمام إلى الحرب ضد إيران


العربي الجديد
منذ 13 ساعات
- العربي الجديد
هل علِقَت واشنطن في "شبكة العنكبوت" الأوكرانيّة؟
في صبيحة الأول من حزيران/ يونيو، استيقظت موسكو على وقعِ دويّ لم تكن تتوقّعه. ليست صفّاراتُ الإنذار ما أثار قلق النخبة العسكرية الروسية، بل غياب الطائرات بحدّ ذاته: عشرون طائرة مدمّرة وأربعون أخرى معطوبة على مدارجها. فالعملية التي نفّذتها أوكرانيا، والّتي تحمل اسم "شباك العنكبوت"، قد خُطِّطَ لها قبل سنة ونصف السنة بإشراف فلاديمير زيلينسكي، وبالاستقلال التّام عن أي تنسيق مباشر مع الولايات المتّحدة. لذلك، يبدو السؤال البديهيّ في هذه الحالة: لماذا لم تُعَلّق واشنطن؟ منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خَفَتَ وهج ملف الحرب الأوكرانية، خاصّة عندما أصرّ الرئيس الأميركي على وضع حدّ حاسمٍ له من خلال زيارته "التوبيخيّة" لنظيره الأوكراني. لذا لا ريب أنّ الإدارة الأميركية قد فوجئت بالهجوم، وفق ما ورد في موقع The Daily Beast مشيرًا إلى أن كييف تعمّدت إخفاء العملية عن واشنطن لتجنّب أي فيتو سياسي من الإدارة الجديدة. وبينما التزمت مؤسسة الرئاسة الصمت في الأيّام الأولى، خرج وزير الخارجية ماركو روبيو بتصريح مدروس: "نؤيد وقفًا لإطلاق النار فورًا، وعلى جميع الأطراف العودة إلى طاولة الحوار"، من دون إدانةٍ للهجوم أو مباركةٍ له. في الأروقة العسكرية، بدا المشهد مختلفًا. فقد علّق رئيس أركان الجيش الأميركي، الجنرال راندي جورج، على الهجوم من زاوية فنية: "نحن نشهد تغيرًا في شكل الحروب الحديثة. المسيّرات باتت قادرة على شلّ أدوات الردع الاستراتيجي". التصريح، الذي نُشر في موقع Defensescoop يشي بأن البنتاغون يرى في الضربة الأوكرانية نقطة تحوّل، بل أداة تعليمية قيّمة لبناء استراتيجيات المستقبل. تُمسك الولايات المتحدة بخيط رفيع بين شريكٍ عسكري لا يُستشار وعدوٍّ استراتيجي لا يمكن تجاهله. أوكرانيا جعلت من ذلك الخيط شبكة عنكبوتيّة محكمة ومع ذلك، لا يُترجم الإعجاب المهني بالضّرورة إلى دعم سياسي. فالإدارة الأميركية، وإن كانت تراقب من كثب، تخشى الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، فترامب نفسه كشف تلقّيه "تحذيرًا شديد اللّهجة" من الرّئيس الرّوسي، دفعه إلى التّردّد بالتّذكير بالحلّ السّلمي، داعيًا إلى "السّماح للطّرفين بالتّقاتل لبعض الوقت". ففي نهاية المطاف، لا يمكن الاستهانة بأنّ ما استُهدف في الضّربة قد مسّ بثالوث الرّدع النووي الرّوسي، ولو أُعجب به الرّئيس الأميركي باطنيًّا، وفق ما ذكرته مصادر ثانويّة حدّ تشبيهه بـ"شيواوا يلحق ضررًا جسيمًا بكلب أكبر منه حجمًا". ما تكشفه العملية الأخيرة هو شيء أعمق من تكتيكٍ عسكري ناجح. إنّه سؤالٌ استراتيجي يُطرح في مكاتب مجلس الأمن القومي الأميركي: فهل ما تزال كييف شريكًا يمكن ضبط إيقاعه؟ الردّ الروسي، حتى لحظة كتابة هذه السطور، تمثّل في تصعيد عبر هجومٍ جوّي واسع النطاق، استهدف كييف ومدنًا أخرى، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. تُمسك الولايات المتحدة الآن بخيط رفيع بين نقيضين: شريكٍ عسكري لا يُستشار، وعدوٍّ استراتيجي لا يمكن تجاهله. أما أوكرانيا، فجعلت من ذلك الخيط شبكة عنكبوتيّة، يَعلَقُ بها العدوّ مؤقّتًا، ولا "يُعَلّق" عنها الحليف علنًا.


العربي الجديد
منذ 16 ساعات
- العربي الجديد
هارفارد قد تخسر مكانتها ونفوذها في العالم... "مجرد جامعة أخرى"
تستعدّ جامعة هارفارد لسيناريوهات ما بعد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ظل تصاعد الأزمة بين الطرفين، على خلفية مطالب الحكومة الأميركية التي شملت حظر طلاب تزعم أنهم "معادون للقيم الأميركية"، ومطالب بفصل طلاب يتظاهرون سلمياً من أجل وقف الحرب في غزة ومعاقبتهم، ومراجعة الأيديولوجيات السياسية لطلابها، وتقديم تحديثات ربع سنوية للإدارة، وتعديل المناهج وإخضاع أقسامها لدراسات الشرق الأوسط للإشراف الأكاديمي. ومع إعلان رفض الجامعة المطالب، قررت إدارة ترامب إلغاء تمويلها الفيدرالي وإلغاء الإعفاء من الضرائب. ومؤخراً، قررت إلغاء تسجيل الجامعة للطلاب الدوليين، ما دفع هارفارد للجوء إلى القضاء لاستعادة تمويلها الفيدرالي وإلغاء القرارات الحكومية. وتخطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإلغاء العقود الفيدرالية المتبقية لها مع جامعة هارفارد. وبلغ إجمالي ما جمدته إدارة ترامب حتى اليوم 3.2 مليارات دولار من المنح والعقود مع الجامعة، ويعني إلغاء باقي العقود الفيدرالية للحكومة مع هارفارد، التي تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار، قطعا كاملا للعلاقات التجارية طويلة الأمد بينهما. وكتب مسؤولو الجامعة، في دعوى قضائية يطالبون فيها القاضي بوقف إجراءات الحكومة الفيدرالية: "من دون طلابها الدوليين، هارفارد ليست هارفارد"، من دون تحديد ما ستصبح عليه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وبدأ البعض في هارفارد تخيل هذا السيناريو والتخطيط له. في الوقت الحالي، يجتمع كبار القادة في الجامعة، بمن فيهم عميدها جون إف. مانينغ، وهو باحث قانوني محافظ عمل سابقاً كاتباً لدى قاضي سابق في المحكمة العليا للولايات المتحدة الأميركية، أنطونين سكاليا، بشكل أكثر تكراراً لوضع الاستراتيجيات. وناقش مجلس أمناء الجامعة ما إذا كان سيلزم تسريح مئات، إن لم يكن الآلاف، من الموظفين. وفي لقاءات عبر تقنية زوم تُعقد مرة أو مرتين أسبوعياً في تمام الساعة 8:30 صباحاً، يجتمع المسؤولون الإداريون مع كبار قادة الكليات لمشاركة آخر المستجدات المتعلقة بترامب، والتي تتوالى بوتيرة متسارعة، و تضع خططها الخاصة للطوارئ. وبحسب الصحيفة، تدرس كلية هارفارد للأعمال تعليم بعض الفصول الدراسية أونلاين في حال مُنع الطلاب الأجانب من الحضور. وفي مواجهة فقدان التمويل الفيدرالي، تسعى كلية الصحة العامة إلى جذب عدد من الشركات الراعية. ويأمل المسؤولون دعم طلاب الدكتوراه وما بعد الدكتوراه في مقابل 100 ألف دولار سنوياً. طلاب وشباب التحديثات الحية جامعة هارفارد تسعى لإنهاء ضغوط ترامب: تضر الأمن القومي وأصدر ترامب مؤخراً إعلاناً رئاسياً يمنع طلاب هارفارد الدوليين من دخول البلاد. ويُشكل هؤلاء الطلاب 15% من طلاب الجامعة، وحوالي ثلث إلى نصف طلاب بعض كليات الدراسات العليا. لولاهم، لما خسرت هارفارد طلابها والرسوم الدراسية فحسب، بل أيضاً مكانتها بوصفها ملتقى لألمع العقول في العالم. ويقول رئيس الجامعة ما بين عامي 2001 و2006، لورانس هـ. سامرز: "سنفقد نفوذنا في جميع أنحاء العالم. بدلاً من أن تكون الجامعة الأبرز عالمياً، ستصبح هارفارد بعد بضع سنوات مجرد جامعة أخرى". وفقاً لبعض المقاييس، تُعدّ جامعة هارفارد الأولى عالمياً في مجال البحث العلمي، تليها عشر جامعات في الصين. لكنها بعدما أعلنت الإدارة الأميركية تجميد مليارات الدولارات من المنح البحثية وغيرها من المساعدات إلى أن ترضخ الجامعة لمطالب إدارة ترامب، بدأت هارفارد وضع خطط لتقليص تمويلها بشكل كبير، ما قد يُضعف موقفها أمام المنافسين الدوليين. Without its international students, Harvard is not Harvard. — Harvard University (@Harvard) May 23, 2025 كما تدرس إدارة ترامب والجمهوريون في الكونغرس إدخال تغييرات على مقدار الضرائب التي ستدفعها هارفارد. كما طرح ترامب فكرة إلغاء إعفاء هارفارد من الضرائب بالكامل، على الرغم من أن هذا الاقتراح يواجه عقبات كبيرة. (لا يستطيع الرئيس اتخاذ قرار إلغاء الإعفاء الضريبي بنفسه). وحتّى لو تحقّقت بعض السيناريوهات، يقول الخبراء، بحسب "نيويورك تايمز"، إنها قد تترك الجامعة في وضع ضعيف، وإن كانت ستظل مؤسسة كبيرة، وجزءاً من "إيفي ليغ"، وهي مجموعة من ثماني جامعات خاصة مرموقة في شمال شرق الولايات المتحدة، وذات هيئة طلابية أكبر من جامعة دارتموث على سبيل المثال، التي تضم 7000 طالب. طلاب وشباب التحديثات الحية قاضية تعلّق حظر ترامب دخول طلاب جامعة هارفارد الأجانب إلى أميركا لكن من دون أموال فيدرالية أو كفاءات دولية، يقول الخبراء إن جامعة هارفارد قد تتراجع عن قمة البحث العلمي، حيث تحتل حالياً مكانة منافسة لجامعات مثل جامعة ستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وبمعدلات الإنفاق الحالية، قد تتقلص ميزانية أبحاثها إلى ما يُقارب ميزانية جامعة إلينوي في أوربانا ـ شامبين، التي أنفقت ما يزيد قليلاً عن 800 مليون دولار على الأبحاث في عام 2023، أي ما يُقارب نصف ما تنفقه هارفارد الآن. Harvard President Alan Garber responded to President Trump's threat to revoke the school's tax-exempt status, saying doing so would be "highly illegal" and "destructive." 🔗 Read more: — The Wall Street Journal (@WSJ) May 2, 2025 ولم تُواجه أي جامعة كبرى خطر فقدان وضعها المعفي من الضرائب، وهي خطوة من شأنها أن تُحوّل هارفارد إلى شركة دافعة للضرائب. ويوضح خبراء قانونيون أن قضية الجامعة لاستعادة تخفيضات تمويلها قوية. لكن إدارة ترامب قالت أيضاً إنها سترفض تمويل هارفارد في المستقبل، وهو أمر قد يكون من الصعب على الجامعة الطعن فيه. وقد تختار الجامعة التفاوض. لكن داخل الجامعة، يبدو المسؤولون مترددين في ذلك، نظراً لردود الفعل العنيفة التي قد يواجهونها لاستسلامهم لترامب. (العربي الجديد)