logo
الهجوم الإسرائيلي على إيران... تداخل الحسابات الأمنية مع مصالح نتنياهو

الهجوم الإسرائيلي على إيران... تداخل الحسابات الأمنية مع مصالح نتنياهو

العربي الجديدمنذ 7 ساعات

لم تُخفِ إسرائيل رغبتها في مهاجمة المشروع النووي الإيراني منذ أكثر من عقدين، وقد كثّفت وتيرة تهديداتها لإيران بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر يوم الجمعة الماضي. في الأيام الأولى التي أعقبت هجوم حركة حماس، تمثّلت الاستراتيجية الإسرائيلية في منع توسيع دائرة المواجهة مع "حماس" في غزة إلى جبهات أخرى، إذ لا تملك إسرائيل القدرة على القتال على جبهات عدة في آن واحد، خصوصاً في ظلّ وضعها العسكري الهشّ بعد الهجوم. ومع ذلك، لم تنفِ القيادة السياسية أو العسكرية الإسرائيلية رغبتها في التعامل لاحقاً مع جميع الجبهات.
تغيّرت العقيدة العسكرية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر 2023، وأصبحت تتجه نحو منع أي تهديد مستقبلي بشكل استباقي، وتُعلن ذلك صراحة. لم تعد إسرائيل تكتفي بالردع والحسم السريع أو بنقل المعركة إلى أرض العدو، ولم تعد تسعى إلى خوض حروب قصيرة المدى. كما شهد المجتمع الإسرائيلي تحولاً لافتاً، إذ بات أكثر استعداداً لتحمّل الكلفة البشرية والمادية في سبيل منع تكرار أحداث مشابهة لهجمات "حماس". لكن، على ما يبدو، فإن الأطراف العربية وإيران لم تستوعب هذا التحوّل بالشكل الكافي، واستمرّت في قراءة وفهم إسرائيل وفق المعايير والمصطلحات لما قبل السابع من أكتوبر.
توقيت الهجوم كان مفاجئاً قبل يومين من جلسة كانت مقرّرة للمفاوضات النووية
لم يكن الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح الجمعة، 13 يونيو/حزيران الحالي، والذي استهدف منشآت المشروع النووي الإيراني والقواعد العسكرية الإيرانية الاستراتيجية، واغتيال قيادات عسكرية وعلماء في مجال الذرّة، مفاجئين بحد ذاتهما؛ لكن التوقيت كان كذلك بالفعل، إذ جاء قبل يومين فقط من جولة سادسة للمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، كانت مقرّرة يوم الأحد في 15 يونيو. كان الاعتقاد السائد أن إسرائيل لن تبدأ
هجومها
إلا بعد انتهاء جولة المفاوضات الأخيرة، خصوصاً في ظلّ توقّعات بفشل المفاوضات.
تقارير دولية
التحديثات الحية
ترامب في مأزق... حرب إيران تهدّد أجندة "أميركا أولاً"
فعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
بأن إسرائيل تنوي مهاجمة إيران، والمؤشرات الواضحة التي كانت تدل على التحضير لهذا الهجوم، مثل إخلاء الولايات المتحدة عدداً من سفاراتها في المنطقة، والمناورات العسكرية الإسرائيلية التي يصعب إخفاؤها، لا سيّما الجوية منها، جاء الهجوم الإسرائيلي على إيران مفاجئاً.
لماذا الهجوم الإسرائيلي على إيران الآن؟
باتت إسرائيل، في الأشهر الأخيرة، على قناعة بأن إيران تمرّ في أسوأ أوضاعها الاستراتيجية، وأنه بات من الممكن تنفيذ هجوم عسكري إذا رفضت طهران اتفاقاً نووياً وفق النموذج الليبي، أي تفكيك البرنامج النووي بالكامل. في المقابل، كان يمكن أن ترضى إسرائيل في مراحل سابقة باتفاق بشروط أقل، خصوصاً في ما يتعلّق بمواضيع مثل تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية وزيادة الرقابة الدولية والأميركية على البرنامج النووي الإيراني، وذلك بسبب صعوبة توجيه ضربة عسكرية حينها، ومعارضة الإدارات الأميركية المتعاقبة مثل هذه الضربات.
تغيّرت شروط إسرائيل واستراتيجيتها بعد أن وجّهت
ضربات قاسية لقدرات حزب الله اللبناني العسكرية
، وضربات مدمّرة للبنية العسكرية لـ"حماس"، إلى جانب انهيار النظام السوري السابق. عسكرياً، ووفقاً للحسابات الإسرائيلية، بات الثمن المتوقع لأي هجوم عسكري على إيران مقبولاً ويمكن تحمّله، خصوصاً في ضوء سهولة تنفيذ الضربات التي وجّهتها إلى إيران في إبريل/نيسان وأكتوبر 2024، خصوصاً استهداف منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، إلى جانب الرد الإيراني المتواضع، ونجاح تجربة الدفاعات الجوية الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية. كل هذه العوامل عزّزت قناعة إسرائيل بقدرتها على توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية بثمن مقبول.
المتغيّر الإضافي المهم الذي مكّن الهجوم الإسرائيلي على إيران في هذا التوقيت هو موقف ترامب وسياسته. فعلى عكس تصريحاته العلنية وتصرفاته منذ دخوله البيت الأبيض، التي ادّعى فيها أنه يسعى إلى وقف الحروب وليس إشعالها، فقد سهّل الرئيس الأميركي مهمة إسرائيل ومنحها الضوء الأخضر لتنفيذ الهجوم. فمنذ تولّيه الرئاسة، قام ترامب بتسريع تزويد إسرائيل بالقذائف والأسلحة التي كانت مجمّدة في عهد إدارة سلفه جو بايدن، كما بدأ مفاوضات مع إيران كشفت عن صعوبة التوصّل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني وفق الشروط الأميركية، ومهّد بذلك للهجوم الإسرائيلي. وما تسرّب حتى الآن من معلومات يُشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على إيران جرى بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية، بل إن الولايات المتحدة كانت شريكاً في عملية التضليل التي نفذتها إسرائيل تمهيداً للهجوم.
يمكن القول إن إسرائيل سعت إلى استغلال الظرف الناشئ بعد السابع من أكتوبر من خلال توجيه ضربات قوية لمحور إيران في المنطقة، مستفيدة من وجود رئيس أميركي يتبنّى شروطاً أقرب إلى الموقف الإسرائيلي بهدف فرض معادلة جديدة في الإقليم وخلق واقع استراتيجي مختلف عمّا كان قائماً بعد السابع من أكتوبر. تصرّفت إسرائيل انطلاقاً من غطرسة وفائض قوة وثقة بالنفس، وبفضل دعم أميركي غير مشروط، ونفّذت ما كانت تسعى إلى تحقيقه منذ عقود.
مصالح نتنياهو
من الواضح أنه لا يمكن فصل توقيت القرار العسكري لتنفيذ الهجوم الإسرائيلي على إيران عن البُعد السياسي ومصالح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الشخصية والسياسية. فنتنياهو يحتاج إلى استمرار حالة الحرب والطوارئ لضمان بقاء التحالف الحكومي، خصوصاً بعد أن هدّدت الأحزاب الحريدية بالانسحاب من الائتلاف والتصويت، الأسبوع الماضي، لصالح قانون حلّ الكنيست، وذلك بسبب عدم إقرار قانون إعفاء طلّاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية.
ولولا الاتفاق الذي تمّ في الدقيقة التسعين بين جزء من الأحزاب الحريدية ويولي إدلشتين، رئيس لجنة الخارجية والأمن، حول صيغة ضبابية وغير نهائية للقانون، لكانت الأحزاب الحريدية كافة قد صوّتت بالفعل لصالح حلّ الكنيست. ويبدو أن قرار توجيه ضربة لإيران بعد يوم فقط من التصويت في الكنيست لعب دوراً في إقناع إدلشتين وبعض الأحزاب الحريدية بتغيير موقفهم.
كما يسعى نتنياهو بكل قوة إلى طمس صورة الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر، ولا يريد أن يُذكر في كتب التاريخ باعتباره رئيس الوزراء المسؤول عن أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل. بل يطمح لأن يذكر اسمه بوصفه القائد الذي قضى على المشروع النووي الإيراني، وحمى إسرائيل من أكبر تهديد وجودي لطالما حذّر منه منذ نحو عقدين.
عسكرياً، ترى إسرائيل اليوم أن الثمن المتوقع لأي هجوم عسكري على إيران سيكون مقبولاً ويمكن تحمّله
فضلاً عن ذلك، فإن فتح جبهة واسعة مع إيران يُسهم في تراجع الاهتمام الإعلامي بالحرب على غزة، ويُضعف التركيز على قضية الأسرى والمخطوفين، وعلى الضغوط الداخلية للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس. كما يُخفّف من الضغوط الخارجية المتزايدة والانتقادات الأوروبية المتصاعدة ضد إسرائيل. وقد تحوّلت الحرب على غزة إلى جبهة ثانوية مقارنة بالحرب على إيران، وكل هذه التطوّرات تصبّ في مصلحة نتنياهو السياسية والشخصية.
يبدو أن نتنياهو يدرك أن نهاية التحالف الحكومي الحالي باتت وشيكة نتيجة التناقضات الداخلية. في ظلّ هذه الظروف، يكون الهجوم على إيران مغامرة سياسية محسوبة. فنجاح الهجوم يمكن أن يُلغي عار السابع من أكتوبر، ويُعزّز مكانة نتنياهو السياسية، ويوفّر دفعة معنوية كبيرة لمعسكره وداعميه. حينها، قد يُبادر بنفسه إلى تقديم موعد انتخابات الكنيست، ليكون عنوانها القضاء على القدرات النووية والعسكرية الإيرانية.
هل تستطيع إسرائيل تحمل الأثمان؟
بطبيعة الحال، المغامرات العسكرية لا يمكن أن تكون مضمونة تماماً أو بنسب عالية من النجاح. صحيح أن إسرائيل تمتلك تفوقاً جوياً واستخبارياً واضحاً على قدرات إيران، وأنها نجحت في الساعات الأولى من الهجوم في توجيه ضربات قاسية لقدرات إيران العسكرية والمنشآت النووية، إلا أنها تدرك جيداً أنها لا تستطيع بمفردها تحقيق تدمير شامل للمشروع النووي الإيراني، وأنها ستحتاج في مرحلةٍ ما إلى دعم الولايات المتحدة ومساعدتها.
كما لا يمكن التكهّن بمدى قدرة إيران على الردّ على الهجوم، حتى وإن كانت الأثمان التي تكبّدتها إسرائيل حتى الآن غير مرتفعة. لكن إطالة أمد حرب إضافية مع إيران قد تؤدي إلى تصاعد الخسائر البشرية والمادية داخل العمق الإسرائيلي، الأمر الذي قد يُفضي إلى تراجع دعم المجتمع الإسرائيلي هذه الحرب. وإذا ما رُبطت الحرب بأهداف نتنياهو الشخصية والسياسية، فقد تتحوّل إلى موضوع خلاف وانقسام إضافي داخل المجتمع الإسرائيلي والمنظومة السياسية، ما يجعل منها عبئاً سياسياً إضافياً على الحكومة، وعلى نتنياهو نفسه.
كما أن الحرب على إيران ستُفاقم الأعباء الاقتصادية على الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعاني أساساً من ضغوط شديدة منذ السابع من أكتوبر 2023. فبحسب تقديرات أولية، قد تؤدي الحرب إلى إضافة نحو 40 مليار شيكل إلى ميزانية وزارة الأمن، وفقاً لصحيفة ذا ماركر (14 يونيو)، وزيادة العجز في موازنة الدولة بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وستُضاف إلى ذلك أيضاً تكاليف مدنية، تشمل تعويضات للأعمال التجارية ومدفوعات إجازات غير مدفوعة الأجر، وتراجع النشاط الاقتصادي العام. بل إن الميزانية الحكومية التي أُقرّت في مارس/آذار الماضي قد تصبح غير واقعية وغير قابلة للتطبيق في ظلّ المعطيات الجديدة التي فرضتها الحرب على إيران.
تؤدي الحروب وحالة الطوارئ عادةً إلى توحيد المجتمع الإسرائيلي، والتقليل من حدة الصراعات والمنافسات الحزبية والسياسية الداخلية، حيث يتجنّد الجميع خلف المجهود العسكري، لا سيّما إذا سُوّقت تهديداً وجودياً. لكن، ومع مرور الوقت، وفي حال عدم تحقيق جميع الأهداف وارتفاع التكاليف، تبدأ الانتقادات في الظهور وتتسع التصدعات الداخلية.
وفي ظلّ الوضع السياسي الراهن في إسرائيل، وحالة الإنهاك العام نتيجة الحرب الطويلة على غزة، وتراجع الثقة بالحكومة، وتدهور الوضع الاقتصادي، فإن نشوة الهجوم على المنشآت النووية والمعسكرات الإيرانية قد تتحوّل سريعاً إلى عبء سياسي، خصوصاً إذا تمكنت إيران من الصمود وبدأت بردّ جدي ومؤلم على الهجوم الإسرائيلي.
أخبار
التحديثات الحية
"أكسيوس": إسرائيل طلبت من ترامب الانضمام إلى الحرب ضد إيران

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسواق النفط أكثر عرضة للاشتعال وسط ضربات إسرائيل وإيران
أسواق النفط أكثر عرضة للاشتعال وسط ضربات إسرائيل وإيران

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

أسواق النفط أكثر عرضة للاشتعال وسط ضربات إسرائيل وإيران

خلال العامين الماضيين، ظل الشرق الأوسط بقعة توتر كبيرة، إذ شنت إسرائيل عدواناً وحشياً على قطاع غزة، وحرباً واسعة على حزب الله في لبنان، وتبادلت الضربات مع إيران، وشنّ الحوثيون في اليمن هجمات ضد سفن الاحتلال والدول الداعمة لها في البحر الأحمر، ومع ذلك، ظلت أسواق النفط هادئة، بعد تجنب أسوأ سيناريو، وهو حرب شاملة بين إسرائيل وإيران، لكن هذا السيناريو يبدو الآن وشيكاً بشكل مقلق. في ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي، شنّت إسرائيل عشرات الغارات الجوية على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، ما دفع إيران للرد بقصف صاروخي تزايدت حدته وفعاليته بشكل جلي، مساء السبت. وطاولت الهجمات الإسرائيلية مصافي للنفط والغاز في إيران وامتد الرد الإيراني إلى أنابيب نفط في حيفا على الجانب الآخر. ويهدد التصعيد الحاصل بإشعال منطقة الخليج، التي تضخ ثلث نفط العالم، إذ ارتفع خام برنت، وهو المعيار العالمي، بنسبة 8%، يوم الجمعة الماضي، ليصل إلى 74 دولاراً للبرميل. حتى الآن، لم تُفقد أية إمدادات نفطية، لكن ارتفاع الأسعار يعكس احتمال حدوث اضطرابات في المستقبل. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما اشتعلت التوترات آخر مرة بين إسرائيل وإيران، سمح رد فعل إيراني رمزي إلى حد كبير بخفض التصعيد. لكن لا يبدو أن هذه هي النتيجة الأكثر ترجيحاً حالياً. ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الضربات على إيران ستستمر "مهما طال الزمن". كما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أن الخطوة التالية لإسرائيل قد تكون "أكثر وحشية". وبالتالي، قد تستمر دورة الضربات والانتقام لأسابيع. وفي حال توقف صادرات النفط الإيراني، سينخفض المعروض العالمي بمقدار 1.7 مليون برميل يومياً. ورغم أنه يمكن تعويض هذه الإمدادات بسهولة من جانب جيران إيران في الخليج، وهم جوهر منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، عبر العديد من الآبار الخاملة، حيث تمتلك المملكة العربية السعودية والإمارات وحدهما طاقة إنتاجية فائضة تتراوح بين ثلاثة وأربعة ملايين برميل يومياً، يمكنهما استخدامها في أوقات الأزمات، فإنه ليس من المسلّم أنهما ستفعلان ذلك، لأن إيران قد تعتبره تعاوناً مع إسرائيل، مما يستدعي رداً انتقامياً، وفق تقرير لمجلة إيكونوميست البريطانية. كما أن الرياض وأبوظبي لن تمانعا ارتفاع الأسعار، بعد أن حاولا (وفشلا) في رفعها خلال معظم العامين الماضيين. وفي مثل هذه الحالة، سترتفع الأسعار مع تراجع صادرات النفط الإيرانية. وقد تصل إلى ما يقرب من 90 دولاراً للبرميل. اقتصاد دولي التحديثات الحية إيران تهدّد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.. ما التداعيات المحتملة؟ وكلما زادت إسرائيل عدوانية، زاد خطر لجوء إيران إلى إجراءات يائسة، بحسب التقرير. ومن أكثر الخيارات إلحاحاً محاولة إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 30% من النفط الخام المنقول بحراً في العالم، و20% من الغاز الطبيعي المسال. حتى في "حرب الناقلات" في ثمانينيات القرن الماضي، عندما خاضت إيران والعراق حرباً، وتعرضت 239 ناقلة نفط للقصف، لم تتباطأ الشحنات، واستقرت الأسعار بعد ارتفاعها الأولي. لكن إيران هذه المرة قد تضطر إلى إغلاق المضيق بأكمله، وسيكون هذا قراراً متهوراً، وفق التقرير، لا سيما أن هذا الممر المائي الضيق، الذي يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي، حيوي لإيران نفسها. علاوة على ذلك، من المرجح أن ترسل الولايات المتحدة التي يريد رئيسها إبقاء أسعار النفط منخفضة، والصين التي تعتمد على واردات النفط من الخليج، قواتهما البحرية لفتح المضيق. وعلى الرغم من تهديد إيران بمثل هذا الإجراء عدة مرات، لم تجرؤ حتى الآن على المخاطرة. وفي حال إغلاق المضيق يمكن للسعودية تحويل بعض الصادرات عبر خط أنابيبها "شرق ـ غرب"، الذي تبلغ طاقته خمسة ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل حوالي نصف إنتاج المملكة. لكن 85% من صادرات العراق، وجميع صادرات الكويت وسلطنة عُمان وقطر، لا تجد طريقاً آخر للوصول إلى السوق، مما يعني أن سعر خام برنت قد يتجاوز 100 دولار للبرميل، وفقاً لمايكل هايغ من بنك سوسيتيه جنرال. وهناك سيناريو أسوأ من ذلك، فالعديد من أكبر مواقع إنتاج النفط في الخليج تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية. وحمايتها شبه مستحيلة، نظراً لامتدادها على مسافات شاسعة. وإذا قصفتها إيران، فقد تتجاوز الأسعار 120 دولاراً للبرميل، وفقاً لبنك جيه بي مورغان الأميركي. وبينما تتزايد المخاطر في جميع أنحاء المنطقة بفعل توسيع الاحتلال الإسرائيلي رقعة عدوانه في المنطقة، فإن أسواق النفط العالمية تبدو أكثر عرضة للاشتعال.

ترامب "منفتح" على تأدية بوتين دور الوساطة بين إيران وإسرائيل
ترامب "منفتح" على تأدية بوتين دور الوساطة بين إيران وإسرائيل

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب "منفتح" على تأدية بوتين دور الوساطة بين إيران وإسرائيل

أعرب الرئيس الأميركي الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 دونالد ترامب، الأحد، عن "انفتاحه" على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل. وأكد ترامب في الوقت نفسه أنه ليس هناك "موعد نهائي" لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، وفق ما أفادت صحافية في شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية. وأوضح الرئيس الأميركي، بحسب منشور على منصة إكس للصحافية رايتشل سكوت، أنه "ليس هناك موعد نهائي. لكنّ الإيرانيين يتحدثون. إنهم يرغبون في إبرام اتفاق". ودعا ترامب إيران، الجمعة، إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، فيما كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة، الأحد، في سلطنة عمان، لكن مسقط أعلنت، السبت، إلغاءها. ورداً على سؤال حول إمكان تأدية الرئيس الروسي دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل، قال ترامب إن فلاديمير بوتين "مستعد، لقد اتصل وناقشنا الأمر مطولاً". وأجرى الرئيسان، السبت، مكالمة هاتفية وكان "التصعيد الخطير في الشرق الأوسط" محورها، بحسب ما أفاد الكرملين. وأضاف ترامب عبر شبكة "إي بي سي نيوز" أنه "من الممكن أن ننخرط" في النزاع بين إسرائيل وإيران، لكن الولايات المتحدة "ليست منخرطة في الوقت الراهن"، إلا أن واشنطن ساعدت حليفتها إسرائيل في إسقاط الصواريخ الإيرانية التي كانت تستهدف الأراضي الإسرائيلية. وكان ترامب قد أعرب عن أمله في أن تتوصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه أوضح أنه‭‭ ‬‬في بعض الأحيان يتعين على الدول أن تخوض القتال حتى النهاية. وأضاف في حديث للصحافيين، خلال توجهه إلى قمة مجموعة السبع في كندا، أنّ الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل، لكنه رفض الكشف عما إذا كان قد طلب من إسرائيل وقف الضربات على إيران. وقال ترامب: "آمل أن يكون هناك اتفاق. أعتقد أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق، وسنرى ما سيحدث. أحياناً تكون هناك ضرورة للقتال حتى النهاية (لحين التوصل إلى اتفاق أو إعلان انتصار أحد الطرفين)، لكننا سنرى ما سيحدث". وكان ترامب قد قال في منشور على منصة تروث سوشال، في وقت سابق من أمس الأحد، إنّ طهران وتل أبيب "ستنعمان بالسلام قريباً"، مضيفاً أن هناك اجتماعات كثيرة تُعقد، وينبغي للبلدين التوصل إلى اتفاق، وأكد أن "على إيران وإسرائيل التوصل إلى اتفاق، وسوف نتوصل إلى اتفاق.. سنصل إلى السلام قريباً". أخبار التحديثات الحية الحرب الإسرائيلية الإيرانية | 5 قتلى و87 مصابا بهجوم صاروخي إيراني وفي وقت سابق، لفت ترامب إلى أن الولايات المتحدة ليست لها علاقة ب الهجوم على إيران ، مضيفاً أنه "يمكن بسهولة إبرام صفقة بين إيران وإسرائيل وإنهاء هذا الصراع الدموي". وحذر الرئيس الأميركي إيران من شن أي هجمات على الولايات المتحدة، مشدداً على أنه إذا هاجمت إيران "الولايات المتحدة بأي طريقة، فإن الجيش الأميركي سيردّ على الهجوم بمستويات لم يكن لها مثيل من قبل على الإطلاق". وكان مسؤول أميركي قد أكد لموقع أكسيوس، الأحد، أنّ إدارة ترامب لا تفكر حالياً في المشاركة في الضربات الإسرائيلية على إيران. وكشف الموقع أنّ إسرائيل طلبت من ترامب المشاركة في الضربات للقضاء على برنامج طهران النووي، مشيراً إلى طرح مسؤولين إسرائيليين فكرة مشاركة الولايات المتحدة في تدمير منشأة فوردو منذ بدء العملية الإسرائيلية، في ظل افتقار إسرائيل إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الكبيرة اللازمة لتدمير المنشأة النووية. ونأت إدارة ترامب بنفسها عن المشاركة في العملية الإسرائيلية ضد إيران حتى الآن، معتبرة أن مشاركتها تعطي إيران الحجة للرد بضرب أهداف أميركية، ما يعني جر واشنطن إلى حرب مباشرة مع طهران، فيما نقلت صحيفة واشنطن بوست، الأحد، عن مسؤول أميركي وصفته بـ"الكبير"، قوله إن الولايات المتحدة لا تزال تأمل في عودة إيران إلى طاولة المفاوضات النووية في وقت "قريب" رغم الحرب بين طهران وتل أبيب. (فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

حرب إيران وزئبقية موقف البيت الأبيض
حرب إيران وزئبقية موقف البيت الأبيض

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

حرب إيران وزئبقية موقف البيت الأبيض

فيما تستعر الحرب بين إيران وإسرائيل مهددة بالانفلات المفتوح على الأفظع، يكتفي الرئيس الأميركي الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 دونالد ترامب بإعطاء إشارات متضاربة وقابلة للتأويل. فمن جهة يبدو وكأنه ما زال يراهن على العودة إلى المفاوضات باعتبارها مخرجاً، في حين يكاد يجمع المراقبون على أن الأحداث على الأرض تخطت هذا الخيار، أقله في الوقت الحاضر، ومن جهة ثانية يرفع لهجة التلويح بالعصا. وبينما تتلون الحرب أكثر فأكثر بالأحمر، لم يغادر البيت الأبيض بعد الموقف الرمادي. وقد يكون هذا تكتيك للإبقاء على باب الاحتواء مفتوحاً، لكن التصعيد الميداني المتسارع قد يبطل احتمالات الاحتواء القريب، وخاصة أن "الضغوط تتزايد" باتجاه المزيد من التدخل واللاعودة عن الحرب. وقال ترامب، مساء أمس الأحد، في تدوينة على منصة تروث سوشال، إنه يمكن تحقيق السلام إذا تم استئناف المفاوضات. وبدا كلامه وكأنه يعتقد أنه بعد الضربات الجوية المتبادلة، في اليومين الماضيين، ربما تكون قد نضجت ظروف تمرير شرط "صفر تخصيب"، ولكن رفض إيران المشاركة في الجولة السادسة في عُمان أسقط هذا الاحتمال. في تدوينة ثانية، تغيّرت نبرة ترامب وانتقل من "إننا لسنا مشاركين في الهجوم الإيراني"، وهو الموقف الذي عبر عنه بيان وزير الخارجية ماركو روبيو عند بداية العملية، إلى التحذير من عواقب استهداف المصالح الأميركية، حيث سيكون الرد "بكل ما لدى الولايات المتحدة من قوة وقدرات"، والكلام موجه إلى إيران. الرد بهذه اللغة كان أقرب إلى الانذار. وترافق ذلك مع تزايد الإشارة في واشنطن إلى أمرين: القنبلة الخارقة وعما إذا كان الغرض من الحرب "إسقاط النظام" الإيراني. وتردد الكلام عن القنبلة في سياق الحديث عن مدى الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالمنشآت النووية الإيرانية، حيث إنه بحسب التقديرات، ألحقت عمليات القصف "أضراراً بالغة" بها، لكن تدميرها يحتاج إلى هذه القنبلة التي "لا تملكها إسرائيل ولا تملك القاذفة الاستراتيجية التي تحملها" (مثل ب 52 وب 2). وينطوي الكلام السابق على تلميح ضمني بضرورة تدخل واشنطن لاستعمال هذا السلاح، الكفيل بالقضاء على المنشآت المبنية في العمق (أكثر من 800 متر تحت الأرض) مثل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم. ومن المتوقع أن تزداد الإشارات إلى هذه القنبلة بعد الضربات الإيرانية التي طاولت تل أبيب وحيفا. كذلك يتزايد الكلام عن تغيير النظام في إيران، من زاوية التساؤل عن الغرض من الحرب وعما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن حربه باتجاه تحقيق هذا الهدف. وهنا تتضارب الإشارات أكثر. فالرئيس ترامب رفض الموافقة على "اغتيال" المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بعدما أبلغه نتنياهو بـ"توفر هذه الإمكانية"، حسب ما تداولته التقارير المسرّبة عبر مصادر رسمية. والرسالة هنا أنّ البيت الأبيض لم يقرر بعد قطع الشعرة مع طهران. لكن خارج البيت الأبيض، هناك تعاطف ضمني مع الفكرة. السيناتور الجمهوري ليدنسي غراهام قال، أمس الأحد، إنّ تغيير النظام مسألة "يقررها الشعب الإيراني الذي ليس عدونا"، مضيفاً أن سقوطه حين يحصل لا بد أن يكون خبراً "سعيداً للناس". ويرى الأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية فالي نصر (من أصل إيراني)، أن حرب إسرائيل تستهدف "إسقاط النظام" في طهران، وتشاركه في هذا التقدير جهات غير قليلة، منها من يجاهر ويؤيد هذا التوجه ومنها من يكتفي بالكلام المبطن في هذا الخصوص، مثل السيناتور غراهام. لكن الجميع يدركون أن ترجمة هذه الرغبة إذا كانت ممكنة مرهونة بقرار أميركي. أخبار التحديثات الحية "رويترز": ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي صحيح أن إسرائيل "تصرفت ميدانياً وحدها – حتى الآن – لكنها في الواقع ليست وحدها"، كما قال نائب الرئيس السابق مايك بنس. وتوصيفه يلخّص المشهد ويسلّط الكثير من الأضواء الكاشفة على الحرب كما على الموقف الأميركي، بالرغم من رماديته الراهنة، باعتباره الممسك الرئيسي بخيوط المواجهة. ولذلك تتزايد الضغوط لاستبدال الرمادي بالوضوح، فيما تشدد جهات، ومنها جمهورية، باتجاه فرض قرار العودة إلى الطاولة، ولو أن ذلك باتت احتمالاته تتقلص بقدر ما يتوسع ويتعمق مسار الحرب. القاسم المشترك بين هذه الأوساط أنها تشدد على أمرين أساسيين: ضمان واشنطن الدعم والحماية لإسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store