
تقرير أمريكي: المخاوف من تطور دفاعات الحوثيين ربما دفعت بواشنطن إلى اللجوء لقاذفات (بي-2)
يمن إيكو|ترجمة:
قال موقع 'ذا وور زون' الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، إن استمرار إسقاط طائرات (إم كيو-9) في اليمن لقوات صنعاء يثبت أن الدفاعات الجوية لقوات صنعاء تشكل تهديداً حقيقياً للطائرات العسكرية الأمريكية، مشيراً إلى أن استعانة الجيش الأمريكي بقاذفات (بي -2) الاستراتيجية ربما كان مدفوعاً بالمخاوف من تطور تلك الدفاعات التي تتميز بقدرة كبيرة على التخفي وتجنب الرصد والاستهداف.
ونشر الموقع، أمس الأربعاء، تقريراً مطولاً رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'، جاء فيه أن 'الحوثيين في اليمن أثبتوا امتلاكهم ترسانة دفاع جوي تُشكل تهديدات حقيقية، كما يتضح من العدد المتزايد من عمليات إسقاط طائرات أمريكية بدون طيار من طراز (إم كيو-9)، ومع ذلك، لا تزال العديد من التفاصيل حول حجم ونطاق قدرات الدفاع الجوي للحوثيين غامضة للغاية'.
وأضاف أن 'استخدام الجيش الأمريكي لمجموعة متزايدة من الذخائر البعيدة المدى التي تُطلق من الجو ضد أهداف في اليمن، بالإضافة إلى استخدام قاذفات الشبح (بي-2)، يشير إلى أن الخطر الذي تتعرض له الطائرات أعلى مما هو مُقدّر على نطاق واسع'.
وسلط التقرير الضوء على غموض الترسانة العسكرية لقوات صنعاء، مذكِّراً بتصريحات سابقة لمسؤول دفاعي كبير، قال فيها: 'لقد فوجئنا في بعض الأحيان ببعض الأشياء التي نراهم يفعلونها، وهذا يجعلنا نخدش رؤوسنا قليلاً' مضيفاً: 'هناك الكثير مما لا نعرفه عن الحوثيين في الوقت الحالي، لكننا نعتقد أنهم مبتكرون جداً'.
ووفقاً للتقرير فإن 'قدرة الحوثيين على استخدام صواريخ أرض-جو بفعالية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتوفر أجهزة الاستشعار ذات الصلة، ولا تزال التفاصيل المتعلقة بمخزون الحوثيين في هذا الصدد محدودة'.
وأضاف أن 'قدرات الرادارات المتاحة، والتغطية التي توفرها، لها تأثيرات مباشرة على نطاقات الاشتباك لصواريخ أرض-جو التي تعتمد عليها في تحديد الأهداف وتوجيهها'.
وأشار إلى أنه 'كان هناك نقاش في الماضي حول ما إذا كان الحوثيون يستفيدون من وسائل بديلة لرصد وتتبع الطائرات المعادية، بما في ذلك أجهزة استشعار الترددات الراديوية السلبية التي قد تكون قادرة على العمل كرادارات افتراضية'.
وقال إنه 'بالاعتماد على أنظمة البثّ الآليّ للمراقبة المعتمدة على الأقمار الصناعية، وخيارات التتبع السلبيّ الأخرى، يُمكن لأجهزة الرادار المرئيّ أن تُساعد الحوثيين على رصد وفكّ تشفير وعرض الموقع الجغرافيّ الدقيق، والارتفاع، وزاوية المسار، والاتجاه، والسرعة، والهوية، ورمز النداء لجميع طائرات التحالف ضمن دائرة نصف قطرها يزيد عن 250 كيلومتراً [155 ميلاً]'.
وأشار إلى أن 'هذه المعلومات يمكن استخدامها لاستخلاص حلول لتجنب استهداف بطاريات الدفاع الجوي، مما يُتيح لصواريخ الحوثيين العمل بدون الانبعاثات المُنذرة التي تُنتجها رادارات المراقبة'.
وأضاف: 'بفضل هذه القدرة، قد يتمكن الحوثيون من شن هجمات انبثاقية خطيرة، حيث يستخدم المشغلون أنظمة سلبية لتتبع هدف ثم إطلاق صاروخ في الاتجاه الصحيح، ولا يتم تفعيل نظام التوجيه بالأشعة تحت الحمراء أو الرادار للصاروخ إلا عند اقترابه من الهدف'.
ونقل التقرير عن مايكل نايتس، المحلل البارز في معهد واشنطن، قوله إن: 'الحوثيين يعتمدون على أنظمة كهروضوئية، لأنها أنظمة سلبية تماماً، فمن الصعب رصد هذه الأنظمة لأنها لا تحمل أي بصمة قبل إطلاقها'.
ووفقاً للتقرير فقد أكدت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في تقرير غير سري نشر في يوليو 2024، أن قوات صنعاء استخدمت صواريخ من نوع 'صقر' مزودة بباحثين سلبيين يعملان بالأشعة تحت الحمراء، من أجل 'مهاجمة الطائرات الأمريكية بدون طيار'.
ونقل التقرير عن بهنام بن طالبلو، المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إن هذه الصواريخ: 'كان لها تأثير كبير في التهديد الجوي الحوثي ضد الأنظمة الأمريكية بدون طيار على مدى العام ونصف الماضيين، ومن المرجح أن تستمر في لعب دور رئيسي في قدرة الحوثيين على مضاعفة التكاليف على الولايات المتحدة'.
وبالإضافة إلى هذه التقنية، أوضح التقرير أن 'استخدام الأنظمة المتنقلة، وخاصةً تلك التي تتمتع بقدرة إطلاق نار سريعة، يزيد من التهديدات التي تشكلها قدرات الدفاع الجوي الحوثية، بغض النظر عن مجموعة أجهزة الاستشعار التي يستخدمونها لتحديد الأهداف وتوجيهها'، مشيراً إلى أن هذا يزيد من حاجة الولايات المتحدة لاستخدام طائرات (إم كيو-9) للمساعدة في تحديد مواقع هذه القدرات.
وذكر التقرير أنه 'في جلسة استماع عُقدت في مارس، أكد الفريق جيفري كروس، رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، لأعضاء لجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب الأمريكي، صراحةً بأن الحوثيين حاولوا استخدام أنظمة صواريخ أرض-جو متنقلة ضد الطائرات الأمريكية'.
ووفقاً للتقرير فإن هذه الأنظمة 'تجعل التهديد يتفاقم، بسبب قدرتها على الظهور فجأةً، وتشغيل راداراتها لفترة وجيزة نسبياً، وإطلاق النار، ثم الفرار، وبالتالي، يصعب جداً العثور عليها واستهدافها، فضلاً عن صعوبة التنبؤ بمواقعها المحتملة لاتخاذ إجراءات مضادة أو التخطيط لتجنبها'.
واعتبر التقرير أن 'كل هذا يثير المزيد من الأسئلة حول ما إذا كان استخدام الجيش الأمريكي لطائرات (بي-2) ومجموعة متزايدة من أنواع الذخائر البعيدة المدى ضد أهداف الحوثيين في اليمن، كان مدفوعاً إلى حد كبير بمخاوف الدفاع الجوي أكثر مما تم الاعتراف به علناً'.
وأضاف أن: 'الحوثيين أثبتوا أن لديهم ما يكفي من قدرات الدفاع الجوي لتعريض الطائرات العسكرية الأمريكية لخطر فعلي، وهو ما يبدو أنه يدفع إلى زيادة استخدام الذخائر البعيدة وغيرها من أنواع اتخاذ القرارات المرتبطة بالمخاطر'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 18 ساعات
- اليمن الآن
'ناشيونال إنترست': نتنياهو يخاطر بانهيار الاقتصاد الإسرائيلي على يد الحوثيين
يمن إيكو|ترجمة: قالت مجلة 'ناشيونال إنترست' الأمريكية إن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد العملية البرية في غزة، يشكل مخاطرة باحتمال انهيار الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء على المطارات والموانئ الرئيسية رداً على ذلك التصعيد. ونشرت المجلة، الأربعاء، تقريراً رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'، جاء فيه أن 'استهداف مطار بن غوريون الدولي كان تصعيداً خطيراً من جانب الحوثيين، وحتى لو كانت ضربة صاروخية أولى مجرد تحذير للقدس، ففي نهاية المطاف يعتمد اقتصاد إسرائيل بشكل كبير على السياحة، نظراً لخلفيتها كـ(أرض مقدسة)'. وأضاف التقرير، الذي كتبه محلل الأمن القومي في المجلة، براندون ويشيرت، أن 'استمرار هجمات الحوثيين على المطار سيجعله في نهاية المطاف محفوفاً بالمخاطر بالنسبة للطائرات التجارية التي لن تخاطر طواعيةً بالتعرض للأضرار أو التدمير بصواريخ الحوثيين، ومع مرور الوقت، قد تَشلّ حملة الحوثيين على مطار بن غوريون الاقتصاد الإسرائيلي'. وتساءل: 'لماذا ذلك؟ وماذا كان الحوثيون يطالبون إسرائيل؟ هل بالاستسلام والقبول بهجمات أخرى على غرار 7 أكتوبر؟' مجيباً على تساؤلاته بالقول: 'كلا.. لقد كان تحذير الحوثيين هو أنه إذا نفذ نتنياهو تهديداته بغزو غزة وإعادة احتلالها، فسيبدأون حصاراً جوياً على إسرائيل، وكان هذا تهديداً يهدف في جوهره للردع، فإذا أوقفت إسرائيل عملياتها في غزة، فسيتركها الحوثيون وشأنها'. ووفقاً لذلك، أوضح التقرير أنه 'بعد أن بدأ نتنياهو الذي يحرص دائماً على صورته العالمية بالغزو، بادر الحوثيون كما هو متوقع بتنفيذ تهديدهم بالحصار، والآن يهددون بإطلاق ترسانتهم الصاروخية بعيدة المدى على ميناء حيفا الرئيسي في إسرائيل'. وذكّر التقرير بأن 'الحوثيين فرضوا العام الماضي حصاراً مماثلاً على ميناء إيلات، الواقع على الطرف الجنوبي لإسرائيل المطل على خليج العقبة، واضطر ميناء إيلات إلى إعلان إفلاسه العام الماضي بعد أشهر من التوقف بسبب تهديد الحوثيين الصاروخي، ويُعتبر ميناء إيلات أصغر بكثير من ميناء حيفا، حيث لا يمثل سوى حوالي 5% من إجمالي حجم التجارة في إسرائيل'. ولكن ميناء حيفا، وفقاً للتقرير 'أكثر أهمية للاقتصاد الإسرائيلي، ومن المرجح أن يواصل الحوثيون تكتيكاتهم الناجحة في إيلات ضد حيفا ومطار بن غوريون أيضاً'. وأوضح التقرير أن 'هذا الوضع سيفاقم الخطورة على إسرائيل، فميناء حيفا وحده يُعالج حوالي 36.4% من إجمالي حركة البضائع في إسرائيل، وعلاوةً على ذلك، يأتي 92 مليار دولار من الاقتصاد الإسرائيلي من قطاع التصدير القوي. لذا، فإن الحصار الذي يتحدث عنه الحوثيون سيُلحق ضرراً بالغاً بإسرائيل'. وأضاف: 'يُدرك أعداء إسرائيل أهمية إغلاق ميناء حيفا، وإذا ما أُضيف إلى ذلك مطار إسرائيل الرئيسي وميناء إيلات، فقد يُؤدي ذلك إلى انهيار الاقتصاد الإسرائيلي على يد الحوثيين، وستُضطر البلاد إلى الاعتماد على ميناء أشدود قرب تل أبيب، والذي من المُرجّح ألا يكفي لتلبية احتياجات إسرائيل التجارية. ومن المُرجّح أن يستهدف الحوثيون ذلك الميناء أيضاً'. وتابع التقرير: 'الاستراتيجية تتعلق بالتوقيت، فأن تكون استراتيجياً بارعاً يعني أن عليك التمييز بين الفرص الاستراتيجية الحقيقية التي يمكن استغلالها والفرص الزائفة- وهي المعادل الجيوسياسي للسراب- وفي هذه المرحلة، لا يبدو قرار نتنياهو بغزو غزة وإعادة احتلالها منطقياً، بل حتى لو اعتقد نتنياهو أن قواته قادرة في نهاية المطاف على هزيمة حماس في غزة، فإن التهديدات الصادرة عن الحوثيين كان ينبغي أن تجعل الحكومة الإسرائيلية تُعيد النظر في قرارها'. واعتبر التقرير أن 'الأمر لا يتعلق بمظهر الرضوخ لمنظمة إرهابية، وهو ما سيُروَّج في العالم الإسلامي، فما هو على المحك حقاً هو بقاء إسرائيل، إذ ليس على الحوثيين تفجير قنابل محرمة في قلب إسرائيل، فكل ما يحتاجون إليه هو خلق حالة من عدم اليقين في قطاعات الشحن والتجارة والسياحة بتهديداتهم الصاروخية ووابلهم الناري، مما يُعيق اقتصاد إسرائيل ويُشلّها. ومن ثم، ومع مرور الوقت، ستنهار قدرة إسرائيل على شنّ عمليات عسكرية طويلة الأمد مع انهيار اقتصادها'. وأضاف: 'باختصار، ستجعل عملية غزة إسرائيل أقل أمناً، لا أكثر'. وأشار التقرير إلى أن 'الرئيس ترامب أثر ضمنياً بأنه بعد 30 يوماً، لن تتمكن البحرية الأمريكية الجبارة من هزيمة الحوثيين'، وأن 'الحوثيين أوضحوا أنه ما دامت إسرائيل لم تتوغل في غزة، فلن يشكلوا تهديداً لها، لكن يبدو أن نتنياهو لا يستطيع ضبط نفسه'. واعتبر التقرير أن 'إسرائيل على حافة الهاوية، وأي زعيم إسرائيلي آخر سيدرك أن الوقت قد حان للتوقف وانتظار نتائج دبلوماسية ترامب الجريئة، لكن نتنياهو يواصل تعريض بلاده للخطر بأعمال عدوانية عبثية ضد غزة، التي تتجذر فيها شبكة حماس'.


اليمن الآن
منذ 18 ساعات
- اليمن الآن
احتجاجات عالمية تضامناً مع غزة والقمع الأمريكي لطلاب الجامعات يتصاعد
يمن إيكو|تقرير: تواصلت الاحتجاجات الجامعية والشعبية في عدد من دول العالم بما فيها الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة، تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فشهدت مدن أمريكية وأوروبية مسيرات غاضبة تطالب بوقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام دولية ورصده موقع 'يمن إيكو'. وجددت السلطات الأمريكية، الخميس، قمعها للاحتجاجات الجامعية حيث اعتقلت ثلاثة طلاب من مناصري فلسطين خلال احتجاج سلمي نظمه طلاب وخريجون في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، للمطالبة بالإفراج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي اعتُقل على خلفية مواقفه المناهضة لجرائم إسرائيل في قطاع غزة. وجاء الاحتجاج في وقت يتصاعد الغضب داخل الجامعات الأمريكية بسبب الموقف الرسمي لواشنطن، الداعم بلا شروط للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما دفع بشريحة واسعة من الطلاب إلى تنظيم اعتصامات ووقفات احتجاجية رغم ضغوط إدارة الجامعات وتهديدات قوات الأمن. اعتقال الطلاب الثلاثة رغم سلمية الوقفة الاحتجاجية أمام البوابة الرئيسية لحرم جامعة كولومبيا في مانهاتن، ليس الأول كما لم يكن الأخير، إذ يعيد إلى الأذهان- حسب الطلاب- مشاهد القمع التي تتعرض لها الأصوات الحرة في الأنظمة السلطوية، لا في الدولة التي تتباهى عالمياً بحماية حرية التعبير وحقوق الإنسان. وتشهد جامعة كولومبيا منذ شهور توتراً متصاعداً بين الطلاب المناصرين للقضية الفلسطينية وبين إدارة الجامعة المدعومة أمنياً. فقد اندلعت شرارة هذا التصعيد بعد اعتقال الناشط الطلابي محمود خليل في 8 مارس الماضي أثناء مشاركته في تظاهرة سلمية رفضاً للعدوان على غزة، حيث وُجهت إليه تهم غامضة تتعلق 'بالإخلال بالنظام العام'، وهي تهم يعتبرها مناصروه ستاراً قانونياً لإسكات صوت رافض لجرائم الحرب. كما أن الاحتجاج الذي نُظم هذا الأسبوع لم يأتِ فقط رفضاً لاعتقال خليل، بل جاء في سياق أوسع من تصاعد الوعي الطلابي بمأساة الفلسطينيين، وتحول الحرم الجامعي إلى مساحة سياسية رافضة للتطبيع الأكاديمي مع الاحتلال، وناقدة للدور الأمريكي في تغذية آلة الحرب. وحسب تقرير نشرته منصة المدرسة (منصة إعلامية عربية غربية)، فإن المتظاهرين الذين تحدّوا المطر وبرودة الطقس، لم ينسوا رفع شعارات تدين الدور الأمريكي في تأجيج الصراع، إذ حمّلوا واشنطن المسؤولية عن استمرار الإبادة في غزة عبر استمرار تدفق الأسلحة إلى إسرائيل، وطالبوا الإدارة الأمريكية بوقف الدعم العسكري، كما هاجموا وسائل الإعلام الأمريكية متهمين إياها بالتواطؤ في 'طمس الحقائق وتبرير المجازر'. كما شارك في الوقفة عدد من اليهود الأرثوذكس، الذين رفعوا شعارات 'ليس باسمنا'، رفضاً لتوظيف الديانة اليهودية لتبرير جرائم الاحتلال، في مشهد نادر يكسر الصورة النمطية التي تروّج لها دوائر الإعلام بأن اليهود جميعهم يدعمون سياسات إسرائيل. وأفضى استمرار قمع السلطات الأمريكية للاحتجاجات الجامعية، إلى تحول جديد في مشهد الرفض الشعبي للسياسات الأمريكية الداعمة لجرائم إسرائيل في غزة، حيث تحولت الاحتجاجات الطلابية والشعبية إلى احتجاجات فردية امتدت إلى داخل السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إذ لقى إسرائيليان حتفهما على يد محتج أمريكي. وفي لاهاي نظم عشرات الألوف من المحتجين مسيرة حاشدة ارتدوا فيها اللباس الأحمر تعبيراً عن الدم، مطالبين الحكومة الهولندية باتخاذ موقف أكثر صرامة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي خلّف أكثر من 53 ألف شهيد فلسطيني. وقالت منظمة أوكسفام نوفيب المنسقة للاحتجاج إن نحو 100 ألف شاركوا في المسيرة، وارتدى معظمهم ملابس حمراء تعبيراً عن رغبتهم في وضع 'خط أحمر' ضد الحصار الإسرائيلي على غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود. ومرت المسيرة أمام مقر محكمة العدل الدولية، التي تنظر في قضية رفعتها جنوب إفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية. كما أمرت المحكمة إسرائيل العام الماضي بوقف هجومها العسكري على مدينة رفح جنوبي القطاع الفلسطيني. وفي إيطاليا تجمع العشرات من المتظاهرين أمام البرلمان الخميس، تضامناً مع الفلسطينيين في غزة والمطالبة بإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع. ولوحوا بالأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات تدعو لوقف إطلاق النار. واتهم العديد من المتظاهرين إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وتدمير المستشفيات والتسبب في كارثة إنسانية في القطاع، مثل المجاعة على نطاق واسع. وقال أحد المتظاهرين: 'هناك جريمة ضد الإنسانية مستمرة، وهي إبادة جماعية حقيقية، ولذلك أعتقد أن من الصواب أن نصرخ بألمنا حتى تتوقف هذه الحرب الوحشية'. وتأتي حادثة واشنطن وما ترافق معها من تظاهرات أمريكية وأوروبية عالمية بالتزامن مع تصاعد السخط الدولي ضد توسيع إسرائيل عمليات حرب الإبادة في غزة، وتناقض الموقف الأمريكي الرسمي الداعم لإسرائيل والشعبي الرافض لسياسات الإدارة الأمريكية الداعمة لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.


اليمن الآن
منذ يوم واحد
- اليمن الآن
تصاعد السخط العالمي ضد إسرائيل.. ثمانون دولة تؤكد رفضها قتل غزة بالجوع
يمن إيكو|تقرير: في مسار تصاعدي للمواقف الدولية الرسمية الرافضة لجرائم الإبادة الجماعية بالأسلحة الحديثة والتجويع البطيء الذي يشهده قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، بلغت الدول التي أعلنت عن مواقفها إلى ثمانين دولة معترف بها أممياً، حسب بيان مشترك نشرته منصة البعثة الفرنسية الدائمة إلى الأمم المتحدة- مقرها نيويورك. وقال البيان- الذي رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'-: إن 'المدنيين في قطاع غزة يتعرضون لخطر المجاعة، إذ يواجهون أسوأ أزمة إنسانية منذ 7 أكتوبر'. حسب البيان الذي ألقاه الممثل الفرنسي في الأمم المتحدة نيابة عن 80 وفداً، يمثلون 80 دولة ملتزمة بتعزيز القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة. ودعا البيان، الذي يتزامن مع الأسبوع الأممي لحماية المدنيين، إلى ضرورة المساءلة عن الانتهاكات التي يشهدها قطاع غزة ومناطق النزاعات في العالم.. مضيفاً: 'يجب إجراء تحقيقات موثوقة ومنهجية في مزاعم انتهاكات القانون الدولي الإنساني، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتجاوزاتها في النزاعات المسلحة، ومحاسبة مرتكبيها. لا يمكن للإفلات من العقاب أن يكون القاعدة. فالإفلات من العقاب ليس مجرد إخفاق في تحقيق العدالة، بل هو رخصة للتكرار'. وذيل البيان المشترك بأسماء الدول الثمانين التي منها: أستراليا، النمسا، بنغلاديش، بلجيكا، البرازيل، بلغاريا، كندا، تشيلي، الصين، كولومبيا، كوستاريكا، كرواتيا، قبرص، جمهورية التشيك، الدنمارك، إستونيا، الاتحاد الأوروبي، فنلندا، فرنسا، جورجيا، ألمانيا، اليونان، غواتيمالا، غيانا، أيسلندا، إندونيسيا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، كوريا، الكويت، لاتفيا، لبنان، ليختنشتاين، ليتوانيا، لوكسمبورغ، ماليزيا، مالطا، المكسيك، مولدوفا، موناكو، الجبل الأسود، هولندا، نيوزيلندا، مقدونيا الشمالية، النرويج، بيرو، بولندا، البرتغال، إسبانيا، سانت فنسنت وجزر غرينادين وغيرها من الدول. وفي سياق متصل، قال تقرير نشرته الجزيرة، إن عشرات البرلمانيين من مختلف أنحاء العالم أطلقوا نداء عاجلاً يدعون فيه إلى التحرك الفوري لإنهاء المجاعة في قطاع غزة، محذرين من خطورة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، جراء ما وصفوها بسياسات الاحتلال الإسرائيلي المتعمدة لعرقلة وصول المساعدات. وأكد البرلمانيون- في بيان مشترك- أن الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل منذ أكتوبر 2023 والذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، مما وضع أكثر من مليوني فلسطيني في مواجهة مجاعة تهدد حياتهم. ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فقد نفدت الإمدادات الغذائية في القطاع، وأضحى أكثر من 80% من السكان يعتمدون على مساعدات أصبحت شبه معدومة. ورصدت المنظمات الدولية- بينها 'يونيسف' و'أنقذوا الأطفال'- انتشار مشاهد مروعة لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، حيث فقد بعضهم القدرة حتى على البكاء، في حين قضى ما لا يقل عن 3100 طفل دون سن الخامسة بسبب نقص الغذاء، في وقت يتزايد عدد الضحايا من الأطفال نتيجة الجوع والأمراض التي يمكن الوقاية منها. وحذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من أن تقييد إسرائيل المساعدات الإنسانية قد يرقى إلى استخدام 'الجوع سلاح حرب'، وهو ما يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي، حسب ما جاء في بيان البرلمانيين. وكانت اللجنة الخاصة للأمم المتحدة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية قد رأت أن هناك 'أسباباً معقولة' للاعتقاد بأن الحصار الإسرائيلي يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وشدد البرلمانيون على أن القانون الدولي- خصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة- يحظر تجويع المدنيين ويُلزم جميع الأطراف بالسماح بدخول المساعدات، كما دعوا حكومتي إسرائيل ومصر إلى فتح جميع المعابر مع غزة فوراً وبدون شروط، مطالبين بإزالة أي عراقيل أمام دخول المساعدات، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى وجود رقابة دولية لمنع استخدام التجويع سلاحاً للحرب. يذكر أن هذا التحول الدولي يأتي بعد مرور نحو 20 شهراً على حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد نحو 54 ألفاً وإصابة أكثر من 122 ألفاً، بالإضافة إلى أعداد لا تحصى من المفقودين تحت ركام منازلهم ولا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول إليهم. حسب الجزيرة.