logo
واشنطن تسعى لعرقلة جهود شركات دول حليفة لتصنيع رقائق في الصين

واشنطن تسعى لعرقلة جهود شركات دول حليفة لتصنيع رقائق في الصين

الشرق السعوديةمنذ 7 ساعات

أبلغ مسؤول أميركي كبار مصنعي أشباه الموصلات العالميين أنه يريد إلغاء الإعفاءات التي استخدموها للوصول إلى التكنولوجيا الأميركية في الصين، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وهي خطوة قد تؤجج التوتر التجاري.
تتمتع حالياً شركتا سامسونج إلكترونيكس، وإس كيه هاينكس الكوريتان الجنوبيتان، بالإضافة إلى شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، بإعفاءات شاملة تسمح لهم بشحن معدات تصنيع الرقائق الأميركية إلى مصانعهم في الصين دون التقدم بطلب للحصول على ترخيص منفصل في كل مرة.
أبلغ جيفري كيسلر، رئيس الوحدة المسؤولة عن ضوابط التصدير في وزارة التجارة، الشركات الثلاث هذا الأسبوع أنه يريد إلغاء تلك الإعفاءات، وفقاً لأشخاص مطلعين على الاجتماعات.
وقالوا إن كيسلر وصف الإجراء بأنه جزء من حملة إدارة الرئيس دونالد ترمب على التكنولوجيا الأميركية المهمة المتجهة إلى الصين، حسب ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وإذا تم تنفيذ هذه الخطوة، فقد تكون مدمرة دبلوماسياً واقتصادياً، ففي وقت سابق من هذا الشهر، اتفقت الولايات المتحدة والصين على هدنة تجارية هشة في لندن، وتضمن جزء من الاتفاق موافقة كل دولة على الامتناع عن فرض ضوابط تصدير جديدة أو تدابير أخرى تهدف إلى الإضرار بالأخرى.
وصرح مسؤولون في البيت الأبيض بأن هذا الإجراء ليس تصعيداً تجارياً جديداً، بل يهدف إلى جعل نظام ترخيص معدات الرقائق مشابهاً لما تطبقه الصين على المواد الأرضية، وأضافوا أن الولايات المتحدة والصين تواصلان إحراز تقدم في استكمال الاتفاق الذي توصلتا إليه في لندن، والتفاوض بشأن التجارة.
"خيانة الاتفاق مع بكين"
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الأميركية: "سيظل بإمكان مصنعي الرقائق العمل في الصين.. وتعكس آليات الإنفاذ الجديدة المتعلقة بالرقائق متطلبات الترخيص المطبقة على شركات أشباه الموصلات الأخرى التي تصدر إلى الصين، وتضمن للولايات المتحدة عملية متساوية ومتبادلة".
قد تعتبر بكين أن أي خطوة جديدة تُصعّب على مصنعي الرقائق العالميين العمل في الصين خيانةً لاتفاق لندن، كما قد تُؤدي إلى توتر العلاقة بين واشنطن والحكومات الصديقة في كوريا الجنوبية وتايوان، اللتين ستتأثر شركاتهما بشكل أكبر، واللتين وعدتا باستثمارات كبيرة في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
تُعدّ المصانع المعنية، بما في ذلك مصنع سامسونج لرقائق الذاكرة في مدينة شيآن الصينية، جزءا من سلسلة التوريد العالمية لرقائق الذاكرة والمعالجات المنطقية وغيرها، ورغم أنها لا تمتلك عادةً أحدث التقنيات، إلا أن إنتاج هذه المصانع يُستخدم على نطاق واسع في السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية وما شابه.
وقال مسؤولون في الصناعة إن القيود الأكثر صرامة التي تفرضها واشنطن لن تُجبر المصانع على الإغلاق فوراً، ولكن بمرور الوقت، قد تجد صعوبة في العمل بفعالية.
ومن شأن ذلك أن يُعطل الصناعة العالمية، إذ تتعامل الشركات مع قضايا أخرى ناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مثل القيود التي تفرضها بكين على صادرات مغناطيسات المعادن النادرة.
ومن المرجح أن تسعى شركات تصنيع الرقائق إلى الحصول على تراخيص من الحكومة الأميركية، كل حالة على حدة، لتزويد مصانعها الصينية، مع السعي إلى استبدال المعدات الأميركية ببدائل من اليابان وأوروبا.
القرار ليس محسوماً
وقال أشخاص شاركوا في المناقشات إن إلغاء الإعفاءات ليس أمراً محسوماً، وأضافوا أن مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة لم يضمن موافقة جهات أخرى في الحكومة الأميركية، مثل وزارة الدفاع.
ويخشى المعارضون في الإدارة من أن يؤدي إلغاء الإعفاءات في النهاية إلى تعزيز الشركات الصينية، ومنح الصين السيطرة على المصانع.
واتخذ كيسلر وغيره من صقور الأمن القومي موقفاً متشدداً بشأن عزل الصين عن التقنيات الأميركية، مجادلين بضرورة اتخاذ تدابير صارمة للحد من تقدم البلاد في القطاعات الحيوية وتحفيز تطوير سلاسل التوريد خارج الصين، وقد وضعتهم هذه الجهود في صراع مع المسؤولين المؤيدين للأعمال التجارية.
في الأسابيع الأخيرة، أوقفت الإدارة الأميركية مبيعات المزيد من الرقائق المتطورة إلى الصين من شركتي إنفيديا، وأدفانسد مايكرو ديفايسز، وأدى ذلك إلى تراجع إيرادات الشركات الأميركية بمليارات الدولارات.
كما درست وزارة التجارة فرض قيود واسعة النطاق على مبيعات معدات تصنيع أشباه الموصلات إلى الصين، على الرغم من أن مسؤولاً في البيت الأبيض صرح بأن هذه الخطوة لم تعد قيد الدراسة.
وأفاد أشخاص مطلعون على المناقشات أن الشركات الكورية الجنوبية والتايوانية أبلغت سلطات دولها بمسألة الإعفاء، على أمل الحصول على مساعدة في الضغط ضد هذه الخطوة.
وتتفاوض كل من كوريا الجنوبية وتايوان على صفقات تجارية أوسع مع واشنطن، كجزء من موجة من الاتفاقيات التي تأمل إدارة ترمب في إتمامها في الأسابيع المقبلة.
وترى الشركات أن مصانعها الصينية مهمة لمنافسة منافسيها الصينيين، الذين يتطلعون إلى كسب المزيد من الأعمال التجارية العالمية كموردين للرقائق.
وسمح الإعفاء الأميركي الحالي لشركة سامسونج لمصنعها في شيآن بإنتاج بعض المنتجات المتقدمة التي تنافس شركة يانجتسي ميموري تكنولوجيز الصينية، من بين منتجات أخرى.
وتعاونت كوريا الجنوبية، وتايوان مع الولايات المتحدة في سباقها التكنولوجي مع الصين، بما في ذلك الحد من نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، واستثمرت كل من شركة TSMC، وسامسونج، وSK Hynix مليارات الدولارات في مصانع أميركية بدعم من واشنطن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نوفو نورديسك تنهي شراكتها مع هيمز آند هيرز بسبب دواء ويجوفي
نوفو نورديسك تنهي شراكتها مع هيمز آند هيرز بسبب دواء ويجوفي

أرقام

timeمنذ 30 دقائق

  • أرقام

نوفو نورديسك تنهي شراكتها مع هيمز آند هيرز بسبب دواء ويجوفي

أنهت شركة الأدوية الدنماركية "نوفو نورديسك" شراكتها مع "هيمز آند هيرز" بسبب ما وصفته بمخالفات تتعلق ببيع وترويج نسخ مقلدة وغير معتمدة من دواء التخسيس "ويجوفي". وكشفت الشركتان في أبريل عن اتفاق يسمح لـ "هيمز آند هيرز" ببيع دواء "ويجوفي" من خلال منصتها، في إطار حزمة طبية متكاملة، وذلك بعد تحسّن إمدادات الدواء في السوق الأمريكية، وانتهاء أزمة نقصه التي كانت تُبرر استخدام نسخ مقلدة. لكن "نوفو نورديسك" قالت في بيان صدر الإثنين، إن الشركة الأمريكية فشلت في الالتزام بالقانون الذي يحظر بيع الأدوية المقلدة على نطاق واسع، كما انتقدت الشركة ما وصفته بـ"ممارسات تسويقية مضللة" تهدد سلامة المرضى. نتيجة لذلك، أوقفت "نوفو" توفير الدواء لشركة "هيمز آند هيرز"، ما يعني حرمان الأخيرة من بيع "ويجوفي" رسميًا ضمن عروضها. على إثر هذا، تراجع سهم "هيمز آند هيرز" بنسبة 23% إلى 49.48 دولار في تعاملات ما قبل افتتاح وول ستريت الإثنين، عند الساعة 03:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

علي بابا تعتزم دمج منصتها لتوصيل الطعام ووكالة السفر في أعمالها الأساسية
علي بابا تعتزم دمج منصتها لتوصيل الطعام ووكالة السفر في أعمالها الأساسية

أرقام

timeمنذ 30 دقائق

  • أرقام

علي بابا تعتزم دمج منصتها لتوصيل الطعام ووكالة السفر في أعمالها الأساسية

أعلنت "علي بابا" الإثنين أنها ستدمج منصتها لتوصيل الطعام " ووكالة السفر الإلكترونية "فليجي" في أعمالها للتجارة الإلكترونية، مع سعي المجموعة الصينية لتبسيط عملياتها في ظل التنافسية الشديدة. وأوضحت حسبما نقلت "رويترز" أن إعادة الهيكلة تمثل تحديثا استراتيجيا في إطار تحولها من شركة تجارة إلكترونية تقليدية إلى منصة أوسع نطاقًا تركز على المستهلك. وأنه في المستقبل ستعمل الشركة بصورة متزايدة على تحسين نماذج أعمالها وهياكلها التنظيمية لتقديم تجارب استهلاكية أفضل. وذلك بعدما أدت أزمة سوق العقارات الصينية المطولة والتداعيات الاقتصادية للسياسة الأمريكية التجارية إلى تراجع شهية المتسوقين الصينيين للإنفاق.

بعد رفضه من 200 وظيفة.. شاب يبني ثروة من قبول أبناء الأثرياء في جامعات النخبة
بعد رفضه من 200 وظيفة.. شاب يبني ثروة من قبول أبناء الأثرياء في جامعات النخبة

الاقتصادية

timeمنذ 34 دقائق

  • الاقتصادية

بعد رفضه من 200 وظيفة.. شاب يبني ثروة من قبول أبناء الأثرياء في جامعات النخبة

إلى أي مدى يمكن أن يدفع الأهل لمساعدة أبنائهم على دخول جامعات مثل هارفارد أو ستانفورد أو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؟ 10 آلاف دولار؟ ماذا عن 100 ألف أو حتى 750 ألف دولار؟ تدفع عائلات كثيرة مبالغ كبيرة لشاب يُدعى كريستوفر رِم لإدخال أبنائهم إلى أفضل الجامعات. أسس رِم "كوماند إديوكيشن" المتخصصة في استشارات القبول الجامعي، وأصبح خبيرا في فك شفرة القبول في جامعات "آيفي ليج" (رابطة اللبلاب). وعلى مدى الأعوام الخمسة الماضية، نجح 94% من طلابه في دخول واحدة من أفضل ثلاثة جامعات يطمحون إليها. ورغم أن قطاع الاستشارات الجامعية الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار قد يبدو امتيازا جديدا للأثرياء لإدخال أبنائهم إلى الجامعات، يؤكد رِم أن هدفه هو مساعدة الطلاب على تحقيق أحلامهم وإطلاق العنان لإمكاناتهم. في المتوسط، لا يُقبل سوى 5% من الطلاب الراغبين بالالتحاق بجامعة من جامعات "آيفي ليج". يقول رِم البالغ من العمر 30 عاما لمجلة فورتشن: "أمامك فرصة واحدة، لا يمكنك العودة إلى الجامعة أو التقديم لهذه الجامعات الانتقائية مرة أخرى". إن إطلاق العنان للإمكانات أمر يلمس جوهر قصة رِم نحو النجاح، سواء في رحلته الخاصة في محاولة الالتحاق بجامعة من جامعات "آيفي ليج"، أو في محاولته إيجاد موطئ قدم له كخريج شاب. تحويل الشك والإخفاق إلى دافع للنجاح بداية من مرحلة الثانوية العامة، قيل لرِم إنه لن يكون مؤهلا أبدا للالتحاق بجامعة من جامعات "آيفي ليج". رغم اعترافه بأنه لم يكن الأذكى في صفه، كان لدى رِم هدف الالتحاق بجامعة ييل، متحديا نصيحة المرشد الطلابي الذي طلب منه الاكتفاء بجامعة روتجرز الحكومية. من بين نحو 20 طالبا من مدرسته تقدموا بطلب الالتحاق بجامعة ييل، كان رِم الوحيد الذي تم قبوله، رغم انخفاض معدله التراكمي عن البقية. كطالب جامعي، بدأ رِم يتقاضى 50 دولارا من زملائه لمساعدتهم في تحرير مقالات القبول وتقديم نصائح حول كيفية تعزيز سيرهم الذاتية. بعد أن التحق أول عميلين له بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ستانفورد، أدرك أنه يمتلك موهبة حقيقة، وأسّس "كوماند إديوكيشن" في 2015 من غرفته في السكن الجامعي بمدينة نيو هيفين . لكن الطريق لم يكن سهلا. فمع اقتراب تخرجه، تقدم رِم إلى أكثر من 200 وظيفة في كبرى الشركات مثل جولدمان ساكس، وماكينزي، وبي سي جي، ولم يقبل في أي منها . وبدلا من أن يدع الرفض يهزمه -كما يحدث لملايين الشباب كل عام- حول رِم هذا الإحباط إلى دافع يساعد به الآخرين لتحقيق حلمهم الجامعي . يقول رِم: "لدى الجميع هذه الإمكانات، وقد تمكنت من غرس الثقة والإيمان وتحفيزهم خلال هذه العملية. أعتقد أن هذا كان سببا رئيسيا لنجاح طلابي، ما دفعني بالطبع إلى النجاح في هذا العمل". منذ انطلاق الشركة، ساعدت "كوماند إديوكيشن" أكثر من 1500 طالب على الالتحاق بأرقى الجامعات الأمريكية بمعدلات قبول تفوق المعدل الوطني. ومع دفع العائلات نحو 100 ألف دولار في المتوسط لقاء خدمات الشركة، بنى رِم شركة مزدهرة في هذا التخصص. ورغم امتناعه عن كشف إيرادات شركته، فإن متوسط الأجور والطلب المرتفع يشير إلى أنها تقدر بملايين الدولارات. وأوضح رِم أن مبلغ 750 ألف دولار كان حالة استثنائية لطالب بدأ العمل معه منذ المرحلة المتوسطة مع إتاحة وصول غير محدود للخدمات. التكلفة المتزايدة للالتحاق بالجامعة سواء بمساعدة مهنية أو بدونها، فإن الالتحاق بمؤسسة تعليمية مرموقة ليس بالأمر الهيّن. في الواقع، على مدى العقد الماضي، أصبحت الجامعات أكثر انتقائية في اختيار الطلاب. وليس السبب في ذلك هو صغر حجم الجامعات، بل بسبب زيادة عدد الطلاب المتقدمين. تنافس أكثر من 54 ألف طالب على 1970 مقعدا فقط في دفعة هارفارد لعام 2028، بمعدل قبول 3.6%. ويُقارن ذلك بـ 2019 حين تقدم نحو 37 ألف طالب لشغل 2080 مقعدا، بمعدل قبول بلغ 5.6%. وحتى بعد إعلان القبول، لا يلتحق جميع الطلاب بالجامعة، إذ يفضل بعضهم جامعات أخرى أو يقررون اختيار مسار مختلف . في الوقت نفسه، تزداد تكلفة الالتحاق بالجامعة. ارتفعت الرسوم الدراسية في الجامعات الخاصة نحو 41%، بعد تعديلها وفقا للتضخم، وفقا لـ U.S. News & World Report . وبينما بذلت بعض الجامعات جهودا لتخفيف العبء عن كاهل عديد من الطلاب ذوي الدخل المحدود - مثل جامعة هارفارد التي تُعفي العائلات التي يقل دخلها عن 200 ألف دولار أمريكي من الرسوم الدراسية - إلا أن الالتحاق بجامعة مرموقة لا يزال تحديا صعبا أمام كثير من الطلاب. مع ذلك، يؤكد رِم أن خدماته لا تخل بمبدأ تكافؤ الفرص في القبول الجامعي، بل تسهم في مساعدة الطلاب على التعرف على قدراتهم واختيار التخصص والمسار الدراسي الذي يناسبهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store