
تفكجي لـ"فلسطين": إي 1 يُخرج القدس من الجغرافيا الفلسطينية ويُدخلها في عمق المشروع الصهيوني
أكد مدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي، أن تصديق سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مخطط "إي 1" شرقي مدينة القدس المحتلة يُمثل خطوة مفصلية في مشروع "القدس الكبرى"، الذي يهدف إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وربطها بالمستوطنات، وصولاً إلى غور الأردن، بما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية المحتلة.
وقال تفكجي في حديث لصحيفة "فلسطين": إن ما يجري طرحه اليوم هو عودة عملية إلى "المخطط الأخطر" الذي صدق عليه في التسعينيات، لكنه جُمد بفعل الضغوط الدولية، موضحاً أن (إسرائيل) استغلت الظرف الإقليمي والدولي والدعم الأميركي لتسريع الخطوات الاستيطانية التي تغير خريطة الضفة الغربية إلى الأبد.
ومشروع "إي1″ (وهو اختصار لـ"شرق واحد") مخطط استيطاني يقع شرق القدس، وسيربط بين مستوطنة معاليه أدوميم ومدينة القدس، وعند تنفيذه سيكون أكبر مشروع استيطاني لتحقيق حلم "القدس الكبرى" الذي تحدث عنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المطلوب لمحكمة العدل الدولية.
والخميس الماضي، أعلن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" عن انطلاق برنامج استيطاني لربط "معاليه أدوميم" بمدينة القدس المحتلة بعد أكثر من 20 عاما من التأجيل، في حين قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إن ما يجري هو تكريس لبسط سيطرة (إسرائيل) على الضفة، مؤكدا أن كل هذه الخطوات تتم بمباركة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب
حلم الدولة الفلسطينية
ويشرح تفكجي أن ما طُرح بخصوص المشروع الاستيطاني في منطقة معاليه أدوميم ينقسم إلى شقين: الأول جرى المصادقة عليه في 25 يوليو/تموز الماضي لبناء 3520 وحدة استيطانية شرق المستوطنة، بمحاذاة المنطقة الصناعية القائمة هناك.
وأشار إلى أن هذه المصادقة تأتي ضمن العودة الإسرائيلية لمخطط "إي 1" أو ما يسمى "البوابة الشرقية"، وهو المخطط الذي وُضع عام 1994 على مساحة 12,440 دونماً، بهدف إلى إقامة 3500 وحدة استيطانية، إضافة إلى عشرة فنادق.
ويضيف: "هذا المشروع تم المصادقة عليه أول مرة عام 1997، حيث أُقيمت بعض البنى التحتية ونُقل مركز للشرطة إلى المنطقة، لكنه جُمد بسبب ضغوط دولة أميركية وغربية خشية انهيار عملية التسوية حينها، إذ أن تنفيذه كان يعني عملياً إنهاء فكرة أن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وبحسب تفكجي، فإن خطورة "إي 1" تكمن في أنه يضرب أساس فكرة قيام دولة فلسطينية. ويقول: "هذه المنطقة – وفق الرؤية الفلسطينية – مخصصة لإقامة المؤسسات السيادية الفلسطينية، كما أنها تصل بين التجمعات العربية الواقعة شرق القدس".
وتابع: "إقامة المستوطنات في هذه المنطقة يعني إغلاق القدس بالكامل من كل الجهات، بحيث تصبح شرقها وغربها قلب الدولة العبرية، وهو ما يجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً نتيجة الطوق الذي يحيط المنطقة من كل الاتجاهات".
ويؤكد أن المشروع يهدف أولاً إلى إقامة ما يسمى "القدس الكبرى"، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 10% من الضفة الغربية حتى غور الأردن، كما أن "الهدف المركزي هو فصل شمال الضفة عن جنوبها، وعزل مدينة القدس تماماً عن محيطها الفلسطيني".
وبين أنه سيُقام للفلسطينيين طرق التفافية وأنفاق بديلة مثل مشروع (نسيج الحياة) الذي وُضع عام 2007، بحيث يتم عزلهم عن المستوطنات، فمثلاً، أي فلسطيني قادم من الجنوب إلى الشمال لن يمر من هذه المستوطنة، بل سيُجبر على استخدام طرق بديلة ونفق تحت حاجز الزعيم باتجاه عناتا وحزما ورام الله"، في المقابل ستُزال حواجز أمام المستوطنين وتُبنى شبكة بنى تحتية متطورة لهم لتسهيل حركتهم، وربط المستوطنات بالبحر الميت وبمحيط القدس".
ويشير إلى أن (إسرائيل) اليوم تستغل الظرف الدولي والدعم الأميركي من أجل حسم ملف الاستيطان، معتبراً أن تنفيذ المشروع يعني "دفن نهائي لأي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها "القدس الشرقية".
وعن خطوات المصادقة على المشروع خلال الأسابيع الأخيرة، يوضح خبير الاستيطان، أن الاحتلال الإسرائيلي طرح الملف في 6 أغسطس/آب الماضي، ثم جرى النظر في الاعتراضات يوم 13 أغسطس/آب، حيث تم رفض جميع الاعتراضات والمضي في المصادقة.
ويتابع: "الآن نتجه إلى 20 أغسطس/آب حيث ستُعرض المصادقة النهائية على المشروع بعد أن تجاوز كل المراحل البيروقراطية، لافتًا إلى ان هذا التسريع جاء نتيجة تعيين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مسؤولاً عن الاستيطان، وهو ما جعل عمليات المصادقة تمر بشكل سريع جداً، مع دعم من وزير الاستيطان".
ويشير إلى أن مستوطنة معاليه أدوميم تضم اليوم نحو 40 ألف مستوطن وتشكل بلدية قائمة بذاتها، مؤكداً أن المخطط الجديد سينقلها إلى مرحلة توسع أكبر نحو الشرق. ويضيف: "هذا يعني زيادة عدد المستوطنين بشكل كبير، وإقامة مستوطنات فرعية جديدة في المنطقة، بما فيها آخر بؤرة استيطانية أُقيمت في 1 يوليو/تموز الماضي، كما سيجري طرد التجمعات البدوية المحيطة مثل الخان الأحمر، والسيطرة على الأراضي الفلسطينية الممتدة نحو البحر الميت.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 2 ساعات
- فلسطين أون لاين
السيسي يؤكد موقف مصر "الثابت والرافض" لتهجير الفلسطينيين
الأناضول/ فلسطين أون لاين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، موقف بلاده "الثابت والرافض" لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول تطورات علاقات البلدين، وفق بيان للرئاسة المصرية. وقال البيان إن السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من ماكرون جرى خلاله تأكيد أهمية مواصلة العمل المشترك لتعزيز كافة جوانب التعاون، وتفعيل اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وأضاف أن الاتصال شهد تبادلًا للرؤى بشأن مستجدات الأوضاع الإقليمية، مشيرا إلى أن السيسي استعرض الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وسط تفاقم الأزمة الإنسانية داخل القطاع. وأكد السيسي، وفق البيان "موقف مصر الثابت والرافض لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، أو المساس بحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وفي مارس/ آذار الماضي، اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار. لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية. وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و122 شهيدًا، و156 ألفا و758 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 269 شخصا، بينهم 112 طفلا. وجدد السيسي ترحيب مصر بقرار فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل، معتبرا أن هذه الخطوة "تمثل تقدما مهما على طريق إنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه كاملة". وأواخر يوليو/ تموز الماضي، أعلن ماكرون أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك في سبتمبر المقبل. من جانبه، شدد ماكرون على أهمية التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، بجانب ضرورة الإسراع في بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وفق البيان المصري. المصدر / الأناضول


فلسطين أون لاين
منذ 3 أيام
- فلسطين أون لاين
تفكجي لـ"فلسطين": إي 1 يُخرج القدس من الجغرافيا الفلسطينية ويُدخلها في عمق المشروع الصهيوني
غزة- القدس المحتلة/ محمد الأيوبي: أكد مدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي، أن تصديق سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مخطط "إي 1" شرقي مدينة القدس المحتلة يُمثل خطوة مفصلية في مشروع "القدس الكبرى"، الذي يهدف إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وربطها بالمستوطنات، وصولاً إلى غور الأردن، بما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية المحتلة. وقال تفكجي في حديث لصحيفة "فلسطين": إن ما يجري طرحه اليوم هو عودة عملية إلى "المخطط الأخطر" الذي صدق عليه في التسعينيات، لكنه جُمد بفعل الضغوط الدولية، موضحاً أن (إسرائيل) استغلت الظرف الإقليمي والدولي والدعم الأميركي لتسريع الخطوات الاستيطانية التي تغير خريطة الضفة الغربية إلى الأبد. ومشروع "إي1″ (وهو اختصار لـ"شرق واحد") مخطط استيطاني يقع شرق القدس، وسيربط بين مستوطنة معاليه أدوميم ومدينة القدس، وعند تنفيذه سيكون أكبر مشروع استيطاني لتحقيق حلم "القدس الكبرى" الذي تحدث عنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المطلوب لمحكمة العدل الدولية. والخميس الماضي، أعلن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" عن انطلاق برنامج استيطاني لربط "معاليه أدوميم" بمدينة القدس المحتلة بعد أكثر من 20 عاما من التأجيل، في حين قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إن ما يجري هو تكريس لبسط سيطرة (إسرائيل) على الضفة، مؤكدا أن كل هذه الخطوات تتم بمباركة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلم الدولة الفلسطينية ويشرح تفكجي أن ما طُرح بخصوص المشروع الاستيطاني في منطقة معاليه أدوميم ينقسم إلى شقين: الأول جرى المصادقة عليه في 25 يوليو/تموز الماضي لبناء 3520 وحدة استيطانية شرق المستوطنة، بمحاذاة المنطقة الصناعية القائمة هناك. وأشار إلى أن هذه المصادقة تأتي ضمن العودة الإسرائيلية لمخطط "إي 1" أو ما يسمى "البوابة الشرقية"، وهو المخطط الذي وُضع عام 1994 على مساحة 12,440 دونماً، بهدف إلى إقامة 3500 وحدة استيطانية، إضافة إلى عشرة فنادق. ويضيف: "هذا المشروع تم المصادقة عليه أول مرة عام 1997، حيث أُقيمت بعض البنى التحتية ونُقل مركز للشرطة إلى المنطقة، لكنه جُمد بسبب ضغوط دولة أميركية وغربية خشية انهيار عملية التسوية حينها، إذ أن تنفيذه كان يعني عملياً إنهاء فكرة أن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية". وبحسب تفكجي، فإن خطورة "إي 1" تكمن في أنه يضرب أساس فكرة قيام دولة فلسطينية. ويقول: "هذه المنطقة – وفق الرؤية الفلسطينية – مخصصة لإقامة المؤسسات السيادية الفلسطينية، كما أنها تصل بين التجمعات العربية الواقعة شرق القدس". وتابع: "إقامة المستوطنات في هذه المنطقة يعني إغلاق القدس بالكامل من كل الجهات، بحيث تصبح شرقها وغربها قلب الدولة العبرية، وهو ما يجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً نتيجة الطوق الذي يحيط المنطقة من كل الاتجاهات". ويؤكد أن المشروع يهدف أولاً إلى إقامة ما يسمى "القدس الكبرى"، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 10% من الضفة الغربية حتى غور الأردن، كما أن "الهدف المركزي هو فصل شمال الضفة عن جنوبها، وعزل مدينة القدس تماماً عن محيطها الفلسطيني". وبين أنه سيُقام للفلسطينيين طرق التفافية وأنفاق بديلة مثل مشروع (نسيج الحياة) الذي وُضع عام 2007، بحيث يتم عزلهم عن المستوطنات، فمثلاً، أي فلسطيني قادم من الجنوب إلى الشمال لن يمر من هذه المستوطنة، بل سيُجبر على استخدام طرق بديلة ونفق تحت حاجز الزعيم باتجاه عناتا وحزما ورام الله"، في المقابل ستُزال حواجز أمام المستوطنين وتُبنى شبكة بنى تحتية متطورة لهم لتسهيل حركتهم، وربط المستوطنات بالبحر الميت وبمحيط القدس". ويشير إلى أن (إسرائيل) اليوم تستغل الظرف الدولي والدعم الأميركي من أجل حسم ملف الاستيطان، معتبراً أن تنفيذ المشروع يعني "دفن نهائي لأي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها "القدس الشرقية". وعن خطوات المصادقة على المشروع خلال الأسابيع الأخيرة، يوضح خبير الاستيطان، أن الاحتلال الإسرائيلي طرح الملف في 6 أغسطس/آب الماضي، ثم جرى النظر في الاعتراضات يوم 13 أغسطس/آب، حيث تم رفض جميع الاعتراضات والمضي في المصادقة. ويتابع: "الآن نتجه إلى 20 أغسطس/آب حيث ستُعرض المصادقة النهائية على المشروع بعد أن تجاوز كل المراحل البيروقراطية، لافتًا إلى ان هذا التسريع جاء نتيجة تعيين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مسؤولاً عن الاستيطان، وهو ما جعل عمليات المصادقة تمر بشكل سريع جداً، مع دعم من وزير الاستيطان". ويشير إلى أن مستوطنة معاليه أدوميم تضم اليوم نحو 40 ألف مستوطن وتشكل بلدية قائمة بذاتها، مؤكداً أن المخطط الجديد سينقلها إلى مرحلة توسع أكبر نحو الشرق. ويضيف: "هذا يعني زيادة عدد المستوطنين بشكل كبير، وإقامة مستوطنات فرعية جديدة في المنطقة، بما فيها آخر بؤرة استيطانية أُقيمت في 1 يوليو/تموز الماضي، كما سيجري طرد التجمعات البدوية المحيطة مثل الخان الأحمر، والسيطرة على الأراضي الفلسطينية الممتدة نحو البحر الميت. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
منذ 5 أيام
- فلسطين أون لاين
إعلام إسرائيلي: خطة احتلال مدينة غزة تواجه عقبات كبيرة
متابعة/ فلسطين أون لاين أقرّ محللون في وسائل إعلام إسرائيلية بأن خطة الجيش لاحتلال مدينة غزة تصطدم بتحديات كبيرة، أبرزها الوضع الميداني الصعب، واحتمال تعريض الأسرى المحتجزين للخطر، إلى جانب جاهزية فصائل المقاومة للمواجهة. وبحسب قناة "كان 11"، فإن الجيش يستعد لتنفيذ خطة تشمل تهجيرًا واسعًا لما يُقدر بنحو 800 ألف فلسطيني من المدينة، وفصلها عن وسط القطاع عبر إعادة إنشاء محور نتساريم، تمهيدًا لعملية برية واسعة متزامنة مع غارات جوية مكثفة. لكن قناة "آي 24" أشارت إلى أن هناك "قيودًا إنسانية" تعرقل الخطة، في ظل الضغوط الدولية الرافضة لتهجير السكان، والمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية. أما القناة الـ12 فوصفت مدينة غزة بأنها "العاصمة غير الرسمية للفلسطينيين" ومركز قوة حركة حماس، مشيرة إلى أن الجيش سيخوض معركة في بيئة حضرية شديدة الاكتظاظ، مع أزقة ضيقة ومبانٍ عالية، إضافة إلى شبكة أنفاق لم تُعالج حتى الآن. وفي هذا السياق، حذّر أودي ليبائي، نائب رئيس الموساد السابق، رئيسَ الأركان إيال زامير من تجاوز "الخط الأحمر" في التضحية بالأسرى، معتبراً أن المخاطرة بالجنود تتم من أجل أهداف "غير محددة أو غير قابلة للتحقيق". كما اعتبرت عضوة الكنيست عن حزب الديمقراطيين، إفرات رايتن، أن الخطة مغامرة خطيرة تهدد حياة الجنود والأسرى، مؤكدة أن المقاومة أعدّت منذ أشهر كمائن في المباني المرتفعة، بينما تعاني قوات الجيش من حالة استنزاف، وسط شكوك حول جاهزية الآليات العسكرية. وأقر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي ليل الخميس الجمعة خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو هدفها "السيطرة" على مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر الذي يشهد أزمة إنسانية حادة ودمارا هائلا بعد 22 شهرا من الحرب. وأثارت الخطة ردود فعل محذرة ومعارضة، فيما أكدت حماس الجمعة أنها "ستكلف إسرائيل أثمانا باهظة". ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و330 شهيدا و152 ألفا و359 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.