
الفيديو القصير وصنّاع المحتوى… السر الجديد لتسويق السيارات في الخليج
يوضح رئيس شراكات الأعمال لقطاعات المستهلكين في حلول الأعمال العالمية لدى «تيك توك» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سامي قبيطر، أن قطاع السيارات في دول مجلس التعاون الخليجي يشهد نمواً ملحوظاً، وهذا يؤثر بشكل مباشر على طريقة تعامل العلامات التجارية مع التسويق الرقمي اليوم. ويضيف، خلال حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجب على العلامات التجارية أن تجد طرقاً للتميّز وجذب انتباه المستهلكين الملمين بالتقنيات الرقمية.
سامي قبيطر رئيس شراكات الأعمال لقطاعات المستهلكين في حلول الأعمال العالمية لدى «تيك توك» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (تيك توك)
انتقل جزء كبير من عملية شراء السيارات في الخليج إلى الفضاء الرقمي. وأظهرت أبحاث «تيك توك»، بالتعاون مع «الفطيم للسيارات» و«OMG (Annalect)»، أن 74 في المائة من الأشخاص يستخدمون الوسائط الرقمية للبحث قبل شراء السيارة، فيما أكد 40 في المائة أن الإعلانات الرقمية تؤثر بشكل كبير على قراراتهم.
بات المستهلكون يعتمدون على مزيج من مراجعات الخبراء، والنصائح الفنية، ومحتوى المجتمعات، ورسائل العلامات التجارية لاتخاذ قراراتهم. ومع ذلك، فإن وفرة المعلومات هذه قد تكون مربكة أحياناً. ويعلّق قبيطر: «رغم التطورات المذهلة في تكنولوجيا السيارات، يواجه المستهلكون صعوبة في مواكبة التفاصيل التقنية لخيارات الشراء المستقبلية، سواء بسبب المصطلحات المعقدة أو الجهد المطلوب للبحث عن معلومات موثوقة».
وهنا يبرز دور الفيديو القصير بوصفه أداة حاسمة.
يلعب الفيديو القصير وصنّاع المحتوى دوراً حاسماً في تحفيز نية الشراء
الفيديو القصير، بأسلوبه الجاذب والسريع، قادر على إثارة الفضول وتحفيز النية الشرائية بشكل أكبر من كثير من الوسائط التقليدية. ويشرح قبيطر أن الفيديو القصير يلعب دوراً مهماً في إثارة الفضول ودفع نية الشراء، وهما عاملان أساسيان يدفعان الجمهور إلى البحث عن علامات أو طرازات معينة.
وحسب قبيطر فإن تأثير صنّاع المحتوى في هذا المجال واضح؛ إذ أظهر البحث أن واحداً من كل ثلاثة مشترين في الإمارات يعزو قراره بالشراء إلى تأثير صانع محتوى، مما يبرز قوة المحتوى الشخصي والقابل للتفاعل في فئة استثمارية مرتفعة مثل السيارات.
وتكشف بيانات «تيك توك» عن أن القنوات الرقمية، بما في ذلك الفيديو القصير، تُسهم بـ64 في المائة من الزيارات البحثية الموجهة نحو العلامات التجارية، مع تحقيق «تيك توك» عائد استثمار أعلى بنسبة 90 في المائة مقارنة بالإعلانات المصورة عبر الإنترنت. ويضيف قبيطر: «يمكن لـ(تيك توك) توليد ما يقرب من 10 في المائة من جميع الاستفسارات الرقمية الخاصة بعلامات السيارات، باستخدام حصة صغيرة نسبياً من الإنفاق الإعلاني».
بالنسبة إلى العلامات التجارية العريقة، يكمن التحدي في إيجاد التوازن بين الإرث العميق ومتطلبات جيل رقمي شاب. ويقول قبيطر إن الأمر يتعلّق بإيجاد التوازن بين التقليد والابتكار. ويعني ذلك تقديم هوية العلامة التجارية بأسلوب قريب ومفهوم عبر المنصات التي يقضي فيها المستهلكون الشباب معظم وقتهم. وتلعب المحتويات التعليمية دوراً مهماً هنا؛ إذ تُبسط التقنيات المعقدة في صيغ بصرية سهلة الفهم، مما يعزّز الإدراك والحماس في آن.
ووفقاً لورقة بحثية صادرة عن «تيك توك»، فإن القنوات الرقمية مثل «تيك توك» والبرمجيات الإعلانية والمنصات الاجتماعية تُسهم بنسبة 22.6 في المائة من استفسارات السيارات، وقد تفوقت «تيك توك» على القنوات الأخرى في عائد الاستثمار. وبالنسبة إلى قبيطر، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالأداء الإعلاني، بل أيضاً بخلق نقاط تواصل مع المستهلكين قبل وفي أثناء وبعد عملية الشراء.
«تيك توك» يحقق عائد استثمار أعلى بنسبة 90 في المائة مقارنة بالفيديو عبر الإنترنت (أ.ف.ب)
النموذج التقليدي لمسار الشراء (الوعي - الاهتمام - الرغبة - الفعل) لم يعد مناسباً بالكامل. يصف سامي قبيطر سلوك المشتري الحالي بـ«تفكير الفشار»، أي التنقل غير الخطي، حيث يقفز العملاء بين المراحل وفق ما يُثير انتباههم. وتتمثّل أهم النتائج المترتبة على هذا التحول في الحضور الدائم للعلامة؛ إذ يوضح قبيطر أن المستهلكين عادة ما يفكرون في اثنين أو ثلاث علامات أو طرازات فقط. إذا لم تكن العلامة موجودة في مرحلة الوعي، فمن المستبعد أن تدخل في دائرة الاختيار.
أيضاً تأتي المرونة وتعدد المنتجات، لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة وجذب انتباه من يبحثون عن بدائل بسبب نقص المخزون أو التوافر. بالإضافة إلى التفاعل بعد البيع، إذ أظهرت البيانات أن 40 في المائة من العملاء المخلصين قد يغيّرون الطراز بسبب التوافر، مما يبرز أهمية المحتوى المخصص واستراتيجيات إدارة علاقات العملاء للحفاظ عليهم.
أظهرت أبحاث «تيك توك» أن الحملات التي تغطي جميع مراحل القمع التسويقي تحقّق زيادة بنسبة 14 في المائة في الاستفسارات مقارنة بالحملات الموجهة لمرحلة الأداء فقط.
يقول قبيطر: «التوازن هو الأساس، حيث يُفضّل تخصيص 25 في المائة إلى 40 في المائة من ميزانية (تيك توك) لحملات بناء العلامة (الجزء العلوي من القمع)، و60 في المائة إلى 75 في المائة لحملات الأداء (الجزء السفلي من القمع)».
كما أن مدة الحملة مهمة، إذ يوصي بتشغيلها لمدة 10 إلى 12 أسبوعاً لالتقاط العملاء طوال رحلة الشراء الطويلة. ويصف هذه المقاربة بـ«الاستراتيجية المستمرة»، مشيراً إلى أنها تحقق زيادة في الكفاءة بنسبة 62 في المائة.
40 في المائة يرون أن الإعلانات الرقمية تؤثر بشكل كبير في قراراتهم (أ.ب)
يذكر قبيطر أحد أبرز الأمثلة الإقليمية الناجحة، وهي مبادرة «Lexus Content Lab» على «تيك توك»، التي هدفت إلى تمكين عشاق السيارات من إنشاء مقاطع عالية الجودة.
ويستعيد تفاصيل المبادرة قائلاً: «قدمت (لكزس) دورة مكثفة صمّمها صناع المحتوى، لإلهام عشاق السيارات لإنتاج محتوى احترافي وقابل للانتشار خلال 30 دقيقة فقط». وشملت ورشات العمل دروساً تطبيقية في المؤثرات البصرية (CGI) وتقنيات التحرير، وسجلت طلباً مرتفعاً أدى إلى نفاد الحجوزات بسرعة. أسفرت هذه الجهود عن زيادة التفاعل بمعدل خمسة أضعاف، وحققت «لكزس» أعلى معدلات تفاعل لها منذ سنوات خلال الربع الأول من 2024. ويعلّق قبيطر: «التواصل الأصيل مع الجمهور من خلال دعمهم في إنشاء المحتوى يمكن أن يحقق نتائج قوية للعلامات التجارية، خصوصاً في قطاع السيارات».
تشترك كل هذه الممارسات في مبدأ واحد، وهو مقابلة المستهلك حيث يكون على المنصات وبالصيغ والتوقيت اللذَيْن يختارهما. العلامات التي تتبنى هذا الفكر لا تبيع سيارات فقط، بل تبني مجتمعات وتبسّط القرارات وتخلق تجارب تتجاوز صالة العرض.
تشير الأرقام إلى واقع واضح، سوق السيارات الخليجية تنمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 6.6 في المائة بين 2023 و2028، فيما يعتمد 74 في المائة من المستهلكين على الوسائط الرقمية للبحث قبل الشراء، ويؤكد 40 في المائة أن الإعلانات الرقمية تؤثر في قراراتهم. وفي الإمارات، يتأثر واحد من كل ثلاثة مشترين بصنّاع المحتوى، فيما تأتي 64 في المائة من النقرات البحثية على العلامات التجارية من القنوات الرقمية. كما تحقق «تيك توك» عائد استثمار أعلى بنسبة 90 في المائة مقارنة بالفيديو عبر الإنترنت، وتُسهم الحملات الكاملة القمع في زيادة الاستفسارات بنسبة 14 في المائة، فيما ترفع الاستراتيجيات مستمرة الكفاءة بنسبة تصل إلى 62 في المائة.
تحمل طفرة قطاع السيارات في الخليج فرصاً وتحديات في آن واحد. وكما يختتم قبيطر: «من يتكيّف بسرعة مع هذه السلوكيات الاستهلاكية المتغيرة هو الأكثر قدرة على جذب الانتباه وكسب الولاء في سوق يتطور بسرعة».
في عصر يمكن فيه لمقطع فيديو مدته 15 ثانية أن يدفع إلى زيارة صالة العرض، ولمراجعة صانع محتوى أن تحسم قرار الشراء، يتم إعادة كتابة قواعد التسويق في قطاع السيارات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
تاسي: 3 صفقات خاصة على أرامكو السعودية والعربي الوطني بقيمة 17.2 مليون ريال
صالة تداول السوق السعودي تمت اليوم الخميس، 3 صفقات خاصة بالسوق السعودي على أرامكو السعودية ، و العربي الوطني ، وبقيمة إجمالية بلغت نحو 17.2 مليون ريال. وفيما يلي تفاصيل الصفقات التي تمت اليوم: لمزيد من البيانات عن الصفقات الخاصة وبحسب تداول، فإن الصفقات الخاصة هي الأوامر التي يتم تنفيذها عندما يتفق مستثمر بائع ومستثمر مشتر على تداول أوراق مالية محددة وبسعر محدد بحيث تتوافق مع ضوابط السوق المالية السعودية (تداول) والقواعد واللوائح الصادرة عن هيئة السوق المالية ذات العلاقة. ولا تؤثر الصفقات الخاصة في سعر آخر صفقة أو أعلى أو أدنى سعر للسهم، أو سعر الافتتاح أو سعر الإغلاق، أو مؤشر السوق أو مؤشرات القطاعات.


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
ما أسلوب القيادة الذي يناسب برجك؟ اكتشفي شخصية السائق فيك
يرتبط أسلوب قيادة السيارة بالأبراج وسمات كل برج منها؛ حيث يختلف من برج لآخر، بحسب صفاته الحاكمة وطبيعته الهادئة أو العصبية، فهناك أبراج تميل إلى قيادة السيارة بأسلوب جريء وعصبي، بينما تلتزم بعض الأبراج الأخرى بقواعد المرور وتتصف بالحرص. فأسلوب قيادة السيارة حسب برجك يكشف لنا اطباعك وصفاتك، ومن المعروف أن دراسة الأبراج تدخل ضمن علم الفلك، الذي يثبت أن حركة النجوم والقمر تسيطر على التصرفات والأحداث على كوكب الأرض، مثلما تتحكم بحركة المد والجزر الطبيعية. وبالرغم من انتشار التفسيرات حول شخصية صاحب البرج ونمط حياته أو حتى السيارة المناسبة له، إلا أننا لا نجد الكثير من الشرح حول تأثير الفلك على مستوى و نمط القيادة إلا بالدراسة التالية: فقد كشفت الدراسة أن أسوأ السائقين هم من أصحاب برج الميزان ومن ثم برج الدلو، أما الأفضل على الإطلاق فهم مواليد برج الأسد ويليهم الجوزاء. ومن ثم بدأت الدراسة بتفصيل كل برج على حدة. نرصد لك في هذا المقال قيادة السيارة حسب برجك، و ما أسلوب القيادة الذي يعبر عن برجك؟ إعداد: نورا البلاني برج الحمل تعتبر قيادة أصحاب برج الحمل عدوانية وفيها الكثير من الأنانية، حيث إنهم سرعان ما يتوترون أثناء القيادة، ويرفضون إفساح المجال لغيرهم من السيارات، وتعتبر نسبة ارتكابهم للحوادث مرتفعة، ولا يمكن الاستهانة بها. برج الثور أما مولود برج الثور فهو الذي يتخطى الإشارات الحمراء، ولا يلتزم بقيود السرعة؛ حيث إنه ذو قيادة متهورة وطائشة وفيها الكثير من الجنون، مما يدفعه إلى استعراض العضلات والتفحيط على الطرقات العامة، ويعتبر من أكثر الأبراج المرتكبين للمخالفات المرورية. برج الجوزاء لمواليد برج الجوزاء قدرة على ضبط الأمور، فهم مبدعون بالقيادة بالرغم من قيامهم بالكثير من الأمور داخل سياراتهم، كتناول الطعام أو وضع المكياج والتكلم على الهاتف الذكي. ويُشار إلى أن قدرتهم العالية بالتحكم في سياراتهم تُبعدهم عن حوادث السير بشكل كبير. برج السرطان من أكثر السائقين الملتزمين بالقوانين وبأصول التعاون والأخلاق أثناء القيادة هم مواليد برج السرطان، وقد يخفي هذا الالتزام الكبير بعض الضعف في التحكم، إلا أنهم يتقنون القيادة الهادئة والرزينة. برج الأسد مواليد برج الأسد هم الأفضل في قيادة السيارات؛ حيث يتميز أصحاب هذا البرج بالذكاء وروح القيادة التي تجعلهم متحكمين بحالة الطريق؛ اذ يُفسحون المجال ويغلقونه في الوقت المناسب، بالاضافة إلى قدرتهم على فهم السائقين وتوقع تصرفاتهم المفاجئة. يمكنك الاطلاع أيضاً على الأبراج الأكثر جاذبية في كل من الرجال والنساء برج العذراء يعتبر أصحاب برج العذراء الأكثر حذراً؛ إذ إنهم يهتمون بأدق التفاصيل على الطريق، بالإضافة إلى استخدام المكابح بشكل كبير، مما قد يُعرضهم مع الأسف إلى الكثير من الحوادث جراء التوقف المفاجئ. برج الميزان مواليد برج الميزان هم الأسوأ على الإطلاق بين سائقي السيارات رغم أن مواليد هذا البرج دائماً ما يتطلعون إلى التوازن في السلوك والإجماع على رأي واحد. ويبدو أن هذا التأني والتفكير قبل كل خطوة أثناء القيادة ينعكس سلباً خصوصاً أنهم يميلون إلى المزاج الذي ينعكس على قيادتهم بشكل ملحوظ. برج العقرب من المعلوم أن لأصحاب برج العقرب نزعة انتقامية؛ حيث إنهم عدوانيون في القيادة بشكل مرعب، وبالرغم من احترافهم الكبير وقدرتهم على التحكم بالسيارة إلا أنهم يتسببون بالكثير من الإشكالات على الطرقات. برج القوس مواليد برج القوس هم رواد المخاطرة والقيام بأروع استعراضات التفحيط والسرعة المتهورة، إلا أن مشكلتهم في القيادة هي كثرة الكلام والثرثرة التي تُعرضهم للكثير من حوادث السير. برج الجدي مواليد برج الجدي هم الأكثر نعومة على الطريق، فيتميزون بالهدوء المنتظم أثناء القيادة ، والذي يتيح لهم الوصول بأسرع وقت بالرغم من عدم استخدامهم للسرعة الزائدة. هذه هي أكثر الأبراج عشقاً لفصل الصيف برج الدلو أصحاب برج الدلو هم المتهورون، ولا يمكن إضافة أكثر من ذلك، حيث يلزمهم بعض الحكمة والهدوء قبل مسك المقود والانطلاق بسياراتهم، فهم يتميزون بسرعة الغضب وعشقهم للسرعة الطائشة. برج الحوت


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
المستثمرون يستعدون لبقاء الفائدة الأوروبية مرتفعة
يتوقع المستثمرون بشكل متزايد أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول في منطقة اليورو؛ حيث يُنظر إلى أي خفض محتمل في مارس (آذار) على أنه مجرد ارتفاع مؤقت قبل عودة أسعار الفائدة على الإقراض إلى ما يزيد على 2 في المائة. وتشير مقاييس السوق إلى تراجع قلق المستثمرين بشأن التأثير الانكماشي للرسوم الجمركية بعد توقيع اتفاقية التجارة الأخيرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فيما يثنون على الدعم المالي الكبير في ألمانيا الذي يُتوقع أن يعزز النمو الاقتصادي، ما يقلل الحاجة إلى خفض إضافي لأسعار الفائدة على المدى الطويل، وفق «رويترز». وراجعت بنوك استثمارية عدة، بينها «غولدمان ساكس»، توقعاتها، متوقعة أن يكون البنك المركزي الأوروبي قد أنهى دورة التيسير الكمي الحالية. وعلى الرغم من أن مخاطر التجارة قد تستمر في التأثير على النمو والتضخم، ترى هذه البنوك أن البنك المركزي الأوروبي، الذي قدم تقييماً متفائلاً لاقتصاد منطقة اليورو بعد اجتماعه الأخير، من المرجح أن يُبقي أسعار الفائدة عند نحو 2 في المائة في المستقبل المنظور. وتشير الأسواق إلى احتمال حدوث خفض افتراضي لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في مارس المقبل، في حال تعثر مفاوضات الرسوم الجمركية. وفي الوقت نفسه، ارتفع اليورو بنحو 3 في المائة هذا الشهر، وسط توقع المستثمرين أن يستأنف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول)، بينما يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير. وتظهر مؤشرات السوق أن أسعار الفائدة قصيرة الأجل باليورو (ESTR) تتجه نحو 2 في المائة، مع احتمال بنحو 60 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول مارس، وسعر فائدة على الودائع عند 1.92 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2026، وهو ما يعكس افتراضات المتداولين بشأن المسار المحتمل للسياسة النقدية. ووفق كارستن برزيسكي، الرئيس العالمي لأبحاث الاقتصاد الكلي في بنك «آي إن جي»، فإن التضخم على المدى القصير قد ينخفض عن الحد المطلوب، لكنه سيظل هيكلياً أعلى من 2 في المائة في السنوات المقبلة، مدفوعاً بالإنفاق المالي وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، ما سيزيد من تكاليف الشركات. وأضاف أن أسعار الفائدة الرئيسية قد تصل إلى الحد الأعلى للنطاق الرسمي للبنك المركزي الأوروبي، بين 1.75 في المائة و2.25 في المائة للسعر المحايد، وقد تتحول إلى منطقة تشديد إذا لزم الأمر. وتشير مقايضة مؤشر «ESTR» لليورو لمدة 5 سنوات إلى توقعات السياسة النقدية متوسطة الأجل؛ حيث بلغ سعر المبادلة أعلى مستوى له عند 2.406 في المائة في أوائل مارس، بعد أكبر إصلاح شامل للإنفاق المالي في ألمانيا منذ عقود، وانخفض منذ ذلك الحين إلى نحو 2.12 في المائة، مع تداولها فوق 2 في المائة خلال الأسابيع الستة الأخيرة. وقال لين غراهام تايلور، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في «رابوبانك»: «نحن أكثر تشاؤماً بشأن النمو وأكثر قلقاً بشأن التضخم من أي طرف آخر، لكننا لن نجري أي تغيير فعلي على سعر الفائدة على الودائع حتى نهاية عام 2027». كما شهدت أسعار الفائدة بين البنوك الأوروبية (اليوريبور) ارتفاعاً طفيفاً، مع انعكاس المنحنى لمقايضات عقود «ESTR» الآجلة، ما يشير إلى احتمال انخفاض الأسعار قليلاً بحلول مارس قبل أن تعود للارتفاع فوق 2 في المائة في 2027. ويرى بول هولينغسورث، رئيس قسم اقتصادات الأسواق المتقدمة في «بي إن بي باريبا»، أن الخطوة التالية للبنك المركزي الأوروبي ستكون رفع أسعار الفائدة في الربع الأخير من العام المقبل، معتبراً أن ذلك يمثل إعادة تقييم ضمن النطاق المحايد، إذ يتحول تأثير البيانات والمخاطر من الرسوم الجمركية إلى دافع أكثر إيجابية مدفوعاً بالسياسة المالية.