logo
تقرير بريطاني: العراق في مواجهة إنذار اقتصادي وحرب "إيران وإسرائيل" كشفت المستور

تقرير بريطاني: العراق في مواجهة إنذار اقتصادي وحرب "إيران وإسرائيل" كشفت المستور

شفق نيوزمنذ 4 أيام
شفق نيوز- ترجمة خاصة
كشفت المواجهة بين إيران وإسرائيل عن نقاط ضعف في الهيكل المالي العراقي، كما أظهرت هشاشة البنية التحتية الخاصة بتصدير النفط، وسط تساؤلات "عما إذا كانت بغداد تدرك خطورة هذا الوضع، وما إذا كانت ستتحرك لمعالجة هشاشتها الاقتصادية المزمنة".
ووفقاً لتقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، صادر عن موقع "أمواج" البريطاني، فإنه عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل وإيران، شعرت الحكومة العراقية بمزيج من الأمل والقلق، إذ أدى ارتفاع أسعار النفط إلى ارتياح مؤقت في ظل الضغوط المالية المستمرة الناتجة عن انخفاض عائدات تصدير النفط، لكن من جهة أخرى، فإن تزايد الغموض حول مسار الصراع وتكهنات إغلاق مضيق هرمز، كشف عن هشاشة العراق المالية، إذ أن أكثر من 90% من صادرات الطاقة العراقية تمر عبر المضيق، ما يعني أن حتى وصول أسعار النفط إلى مستويات تاريخية لن يوفر حماية تُذكر من تداعيات حرب إقليمية.
وأضاف التقرير، أن "الحرب سلّطت الضوء على افتقار العراق للتخطيط الطارئ، وأعادت طرح التساؤلات حول قدرته على الصمود في ظل عدم الاستقرار طويل الأمد"، مبيناً أن "انخراط العراق في خطوط الصدع الإقليمية جعله مرة أخرى عرضة للصدمات الخارجية".
وبينما خفف وقف إطلاق النار بتاريخ 24 يونيو/حزيران من حدة المخاوف الآنية، فإن المواجهة بين طهران وتل أبيب كشفت عيوباً هيكلية في النظام المالي العراقي، وضعفاً في بنية تصدير النفط، بحسب التقرير، الذي أكد أن الحكومة الاتحادية في بغداد لم تتخذ خطوات جادة لتقليل اعتمادها على سوق النفط المتقلب، حيث لم تقدّم حكومة محمد شياع السوداني جداول موازنتها إلى مجلس النواب، رغم أنها جزء من خطة ثلاثية (2023-2025).
وتوقع التقرير أن تسجل هذه الخطة عجزاً سنوياً يبلغ نحو 64 تريليون دينار عراقي (ما يعادل 48 مليار دولار)، بسبب تراجع أسعار النفط، مضيفاً أن "الإيرادات التي يخصص معظمها لرواتب 4 ملايين موظف حكومي، تقل بنسبة 3% عن النفقات".
وفي خطوة وصفها التقرير بأنها "غير مسبوقة"، نوه التقرير، إلى أن الحكومة سمحت لوزارة المالية بسحب أموال من صناديق الضرائب غير المطالب بها وهي ودائع مؤقتة تعود لشركات وأفراد وتحويلها إلى حساب خاص بإدارة الهيئة العامة للضرائب، شرط إلا يتجاوز عمر الوديعة خمس سنوات، فيما أشار إلى أن هذا الإجراء يعكس حجم الضغط المالي والخيارات المحدودة لضمان الاستقرار المالي.
كما لفت إلى أن خبراء يحذرون من احتمال عودة العراق إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي، وهو ما سيُعد خطوة تراجعية كبيرة، موضحاً أن الممارسات المالية الحالية تزيد من الضغوط، وتعرقل مشاريع التنمية، وتؤخر صرف المخصصات للمحافظات، في ظل خلل اقتصادي متجذر يتجاوز العمليات السياسية.
وأبرز التقرير مشكلات مثل سوء تخصيص الموارد، وجمود القطاع الخاص، وضعف التخطيط طويل المدى، إلى جانب تسييس الأدوات الاقتصادية، حيث تُستخدم السياسة المالية كأداة ضغط في الصراعات الداخلية، سواء بين الأحزاب السياسية أو بين بغداد وإقليم كوردستان، لافتاً إلى اتهام بغداد للإقليم بعقد صفقات نفطية غير مصرح بها، وتصدير الخام عبر ميناء جيهان التركي من دون موافقة الحكومة الاتحادية.
وأوضح أن خلافات الداخل العراقي حول إدارة قطاع النفط تعكس خللاً استراتيجياً أكبر، يتمثل في اعتماد العراق شبه الكلي على ممر تصدير واحد، مؤكداً أن الصراع الإيراني - الإسرائيلي، وانعدام الاستقرار الإقليمي منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سلّطا الضوء على المخاطر المرتبطة بهذا الممر، حيث يمكن لأي تصعيد أن يعطل مرور أكثر من 90% من صادرات العراق النفطية، ما قد يكبد البلاد خسائر تصل إلى 250 مليون دولار يوميًا، وهو ما يمثل ضربة قاسية لاقتصاد هش.
وبحسب التقرير، فإن البدائل التي يمتلكها العراق، مثل الشحن البري، أثبتت أنها غير موثوقة ومكلفة، كما أن العراق لم يحقق تقدماً يُذكر في تأمين طرق تصدير بديلة، رغم الخطر الواضح.
وأشار إلى أن العراق رغم إعلانه خططاً لزيادة إنتاج النفط إلى أكثر من 6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2029، إلا أنه ما يزال يعاني من بنية تصدير متخلفة بشكل خطير.
ووفقاً للتقرير، فإن هذه المشكلة تعقد عوامل سياسية، فمشروعات مثل خط أنابيب البصرة - العقبة (بتكلفة 9 مليارات دولار) وخط البصرة، ينبع المتوقف منذ سنوات، لا تزال عالقة بسبب الانقسامات السياسية والقيود المالية، كما لفت إلى أن المحادثات مع السلطات السورية لإحياء خط كركوك - بانياس قد استؤنفت، لكن دون نتائج ملموسة، فيما لا يزال خط كركوك - جيهان النفطي إلى تركيا متوقفاً.
وخلص التقرير إلى أنه لا يمكن اعتبار أي من هذه البدائل عملياً أو محايداً سياسياً أو محصناً أمنياً، ما يجعل العراق عرضة بشدة لعدم الاستقرار الإقليمي.
ونوّه إلى وجود خلل اقتصادي أعمق من مجرد نقاط ضعف، يتمثل في استمرار العراق في إهمال قطاعاته غير النفطية، رغم تحذيرات صندوق النقد الدولي بأن تدهور الوضع المالي يعود إلى الاعتماد المفرط على النفط، وضعف كفاءة الإنفاق، ونقص الطاقة، وهشاشة القطاع المالي، والفساد المنتشر.
وتابع التقرير، قائلاً إن التصعيد الأخير في المنطقة يجب ألا يُنظر إليه كحادثة استثنائية، بل إنذار نهائي، مذكّراً بتحذير صندوق النقد الدولي من أن العراق معرض بشدة للصدمات الخارجية حتى البسيطة، ودعاه إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل إصلاح هيكل الأجور، وتحديث المصارف الحكومية، والاستثمار في البنى التحتية لدعم التنوع الاقتصادي، لا سيما في قطاعات الطاقة والنقل والتجارة.
وختم التقرير، حديثه بالقول إن غياب إصلاحات جوهرية سيبقي العراق خاضعاً لتقلبات السوق العالمية، وتابعاً أكثر فأكثر لمصالح جيرانه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السويد ترصد 275 مليون دولار لشراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا!
السويد ترصد 275 مليون دولار لشراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا!

ساحة التحرير

timeمنذ 3 ساعات

  • ساحة التحرير

السويد ترصد 275 مليون دولار لشراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا!

السويد ترصد 275 مليون دولار لشراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا! أعلن وزير الدفاع السويدي بول جونسون أن بلاده ستخصص 275 مليون دولار للمشاركة في مبادرة أمريكية لتمويل شراء الأسلحة وإرسالها إلى أوكرانيا. السويد ترصد 275 مليون دولار لشراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي بثته قناة الحكومة السويدية على يوتيوب، حيث أكد جونسون أن الشحنات العسكرية – التي تشمل أنظمة دفاع جوي وأسلحة مضادة للدبابات وذخائر وقطع غيار – ستصل إلى أوكرانيا الشهر المقبل. من جهتها، كشفت الدنمارك عن مساهمة بقيمة 580 مليون كرونة دنماركية (أكثر من 7 مليارات روبل) لشراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا، ضمن برنامج مشترك مع السويد والنرويج تبلغ قيمته الإجمالية 500 مليون دولار (نحو 40 مليار روبل)، يتركز جزء منه على ذخائر أنظمة 'باتريوت' الدفاعية. جاءت هذه الخطوات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق بين واشنطن والاتحاد الأوروبي لإرسال أسلحة إلى كييف، حيث تتحمل الدول الأوروبية التكاليف. كما تشير تقارير إعلامية إلى ضغوط أمريكية على ألمانيا لمضاعفة مشترياتها من أنظمة الدفاع الجوي، بينما امتنعت فرنسا وإيطاليا والتشيك والمجر عن المشاركة في المبادرة. المصدر: RT 05.08.2025

إيران تصر على محاسبة الولايات المتحدة عن الهجمات النووية.. وواشنطن تعرض 10 ملايين دولار لمن يكشف أنشطة شهيد شوشتري
إيران تصر على محاسبة الولايات المتحدة عن الهجمات النووية.. وواشنطن تعرض 10 ملايين دولار لمن يكشف أنشطة شهيد شوشتري

سيريا ستار تايمز

timeمنذ 4 ساعات

  • سيريا ستار تايمز

إيران تصر على محاسبة الولايات المتحدة عن الهجمات النووية.. وواشنطن تعرض 10 ملايين دولار لمن يكشف أنشطة شهيد شوشتري

أعلنت إيران عن نيتها محاسبة الولايات المتحدة على ضرباتها التي استهدفت مواقع نووية في البلاد في أي مفاوضات مقبلة، مستبعدة مباحثات مباشرة مع واشنطن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال إحاطة إعلامية: "في أي مفاوضات محتملة… ستكون مسألة محاسبة الولايات المتحدة ومطالبتها بتعويضات على عدوانها العسكري في حق منشآت إيران النووية السلمية على جدول الأعمال". وردا على سؤال عما إذا كانت إيران ستنخرط في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، قال بقائي "لا". وفي منتصف يونيو/حزيران، شنت إسرائيل هجوما غير مسبوق استهدف منشآت عسكرية ونووية وأيضا مناطق سكنية في إيران في حرب استمرت 12 يوما وانضمت إليها الولايات المتحدة بقصف مواقع نووية في فوردو وأصفهان ونطنز. وأدى النزاع إلى تقويض مباحثات بدأت في أبريل/نيسان، وكانت الأرفع مستوى بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الولايات المتحدة بقرار أحادي سنة 2018 من الاتفاق المرجعي مع إيران حول برنامجها النووي. وفي أعقاب الحرب، علقت طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطالبت بضمانات تؤكد الإحجام عن أي عمل عسكري في حقها قبل استئناف المفاوضات. ووصفت واشنطن من جهتها تصريحات طهران حول تعويضات محتملة بـ"السخيفة". العلاقة مع وكالة الطاقة وفي موضوع آخر، أكد بقائي التزام إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وانتقد ما وصفه بنهج الوكالة الأممية "المسيس وغير المحترف". وقال إن نائب المدير العام للوكالة سيزور إيران "خلال أقل من 10 أيام". وفي وقت لاحق ، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إبراهيم عزيزي إن وفد الوكالة "سيُسمح له بشكل صارم واستثنائي بإجراء محادثات تقنية وعلى مستوى الخبراء مع مسؤولين وخبراء إيرانيين". ونقلت وكالة "تسنيم" عنه قوله "لن يتم تحت أي ظرف كان السماح بالوصول المادي إلى منشآت إيران النووية، ولن يسمح لهذا الوفد أو أي كيان أجنبي آخر بالدخول إلى مواقع البلاد النووية". والشهر الماضي، قالت طهران إن التعاون مع الوكالة الأممية سيتخذ مستقبلا "صيغة جديدة". العلاقة مع دول أوروبية وفي 25 يوليو/تموز، اجتمع دبلوماسيون إيرانيون بنظراء لهم من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، في أول اجتماع من هذا النوع منذ انتهاء الحرب مع إسرائيل. والدول الأوروبية الثلاث هي طرف في الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 والذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب. وفي الأسابيع الأخيرة، هددت الدول الأوروبية الثلاث بفرض عقوبات على طهران إذا لم تقبل الأخيرة باتفاق حول تخصيب اليورانيوم والتعاون مع المفتشين الأمميين. وتتمسك إيران من جهتها بحقها في تخصيب اليورانيوم وتعتبر أن إعادة إخضاعها لعقوبات تدبير "غير شرعي"، وتتهم الدول الغربية ومعها إسرائيل إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. شبكة "شهيد شوشتري" السيبرانية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لأي معلومات تقود إلى الكشف عن هوية أو أنشطة شبكة "شهيد شوشتري" السيبرانية، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، والتي تُتهم بتنفيذ عمليات تدخل في الانتخابات الأميركية. والمجموعة تُدار ضمن وحدة إلكترونية تتبع قيادة الفضاء الإلكتروني في الحرس الثوري الإيراني، وتستخدم واجهات وهمية مثل شركتي "إيليا نت گستَر" و"إيمن نت پاسارگاد" لتنفيذ أنشطتها، وفقا لبيان رسمي. ونشر برنامج "المكافآت من أجل العدالة" التابع للخارجية الأميركية، عبر منصة "إكس" أن المجموعة تنشط تحت أسماء متعددة، لكنها تعمل من مواقع محدودة، داعيًا الجمهور إلى الإبلاغ عن أي معلومات ذات صلة. في السياق ذاته، ذكرت قناة "إيران إنترناشونال" أنها حصلت على معلومات بشأن أنشطة مجموعة قراصنة الإنترنت تلك الهادفة للتأثير في الانتخابات الأميركية. وجمعت هذه المجموعة منذ بداية عام 2024، معلومات عن الولايات الأميركية، وأرسلت رسائل مباشرة لمرشحي مجلس الشيوخ في إحدى الولايات الرئيسة، بهدف إرباك العملية الانتخابية، بحسب القناة. تحذيرات سابقة يشار إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي كان قد حذر قبل نحو أربع سنوات من أنشطة مجموعة "شهيد شوشتري" السيبرانية، داعياً المؤسسات العامة والخاصة إلى توخي الحذر ورصد أي تحركات تخريبية محتملة. وذكر تقرير سابق للمكتب أن عناصر من شركة "إيمن نت باسارغاد"، إحدى الواجهات التي تستخدمها المجموعة، تورطوا في محاولات للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020. ووفقاً لمصادر استخباراتية أميركية، تُعد هذه المجموعة تهديداً أمنياً معروفاً، وتحظى بدعم لوجستي وتقني من داخل إيران، ما يعزز المخاوف من تحولها إلى أداة رئيسية في تصاعد الحروب السيبرانية بين الدول. Shahid Shushtari has many names, but only a few addresses. Contact us if you know of any others! Plus, identify any of our other recently updated Iran-linked reward offers and you could win a prize at @BlackHatEvents. Come see us -- with your answer -- at Booth #4157, August 6… — Rewards for Justice (@RFJ_USA) August 4, 2025

حركة الشباب وتمويل الإرهاب: كيف يواجه الصومال اقتصاد الظل المسلح؟
حركة الشباب وتمويل الإرهاب: كيف يواجه الصومال اقتصاد الظل المسلح؟

الحركات الإسلامية

timeمنذ 5 ساعات

  • الحركات الإسلامية

حركة الشباب وتمويل الإرهاب: كيف يواجه الصومال اقتصاد الظل المسلح؟

على مدى ما يقرب من عقدين، بنت حركة الشباب المسلحة في الصومال شبكة مالية موازية، استمدت قوتها من فرض ضرائب قسرية، وابتزاز مجتمعات وشركات بأكملها، محولة بذلك الأوضاع الهشة في المناطق الوسطى والجنوبية إلى مصدر دائم للتمويل. ورغم العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة الصومالية بدعم دولي، فإن مكاسب حركة الشباب السنوية من الضرائب وحدها تقدر بـ 120 مليون دولار، وفق تقارير دولية. هذه العائدات ساعدت الحركة في تمويل أسلحتها، وضمان دفع رواتب عناصرها، والحفاظ على فعالية عملياتها على الأرض دون انقطاع كبير. مؤسسة إجرامية بنظام بيروقراطي أسست حركة الشباب نظاما محكما للجباية في المناطق التي تسيطر عليها فعليا أو تفرض نفوذا غير مباشر عليها، عبر ذراعها الأمني المعروف باسم "الأمنيات". تعمل هذه الوحدة الاستخباراتية على فرض "ضريبة زكاة" بنسبة 2.5% من أصول المواطنين، وتحتفظ بسجلات دقيقة لكل أسرة أو شركة. يفرض هذا النظام بقوة التهديد والعنف، حيث يقتل من يرفض الدفع، سواء من التجار أو وجهاء العشائر. وتسيطر الحركة فعليا على موارد في 10 من أصل 18 منطقة في الصومال، حتى في المناطق التي لا توجد فيها قواعد عسكرية للحركة. النفوذ يمتد خارج حدود السيطرة لا تحتاج حركة الشباب إلى سيطرة ميدانية لتوليد العائدات. فبفضل الاستخبارات والترهيب، تحصل الحركة على رسوم من الشحنات التجارية، والتعاملات العقارية، وحتى تحويلات الأموال في مدن كبرى مثل مقديشو وبوصاصو. كما تستثمر الجماعة جزءا من أرباحها في عقارات وشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، حتى في المناطق الخارجة عن سيطرتها. التحويلات الإلكترونية: أداة بلا ضوابط تعتمد الحركة إلى حد كبير على النقد والتحويلات عبر الهاتف المحمول، في بلد تجرى فيه شهريا ما يقارب 155 مليون معاملة مالية إلكترونية بقيمة تتجاوز 2.7 مليار دولار. استغلت حركة الشباب ضعف أنظمة التحقق من الهوية، وغياب لوائح "اعرف عميلك"، لتبني شبكة تحويلات سرية تمول من خلالها أنشطتها. ورغم الجهود الحكومية، لا تزال هذه القنوات تستخدم كأدوات غير مرئية لتمويل الجماعة. استجابة حكومية مشددة أدركت الحكومة الفيدرالية الصومالية خطورة هذا الاقتصاد الخفي، فقامت بإطلاق حملة إصلاحية طموحة تستهدف تفكيك البنية المالية لحركة الشباب من جذورها. من بين هذه الإصلاحات: تحديث قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لعام 2016 ليتوافق مع معايير FATF الدولية. تعزيز صلاحيات مركز الإبلاغ المالي (FRC) لملاحقة الأموال المشبوهة. إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (NAMLC)، كجهة تنسيقية وطنية. فرض لوائح صارمة على مزودي خدمات الأموال عبر الهاتف المحمول، مع توقع الامتثال الكامل نهاية 2023. نتائج ملموسة: أول إدانات لتمويل الإرهاب في مايو 2024، أصدرت المحاكم الصومالية أول أحكامها بإدانة أفراد متورطين في تمويل الإرهاب، بعد تعاون وثيق بين مركز الإبلاغ المالي، وجهاز الاستخبارات الوطني (NISA)، ومكتب النائب العام. وصفت هذه الإدانة بأنها نقطة تحول تاريخية في مسار مكافحة تمويل الإرهاب في البلاد. نهج قائم على المخاطر اعتمدت الحكومة الصومالية نهجا قائما على تقييم المخاطر، لتحديد أولويات العمل، وتوجيه الموارد إلى نقاط الضعف الفعلية في النظام المالي. كما تم إغلاق آلاف الحسابات المشبوهة، وتطبيق متطلبات الهوية الوطنية الإلزامية في الخدمات المالية، مما ساهم في رفع مستوى الشفافية. تحديات مستمرة رغم كل التقدم، لا تزال التحديات قائمة: شبكات التمويل السرية لحركة الشباب لم تستأصل بالكامل. بعض مناطق البلاد خارج سيطرة الحكومة. محدودية التكنولوجيا والبنية التحتية المالية في الريف. لكن الحكومة تؤكد أن استمرار الاستثمار في التنظيم المالي، والتقنيات الحديثة، والتعاون الدولي هو مفتاح النجاح. الصومال اليوم يخوض معركة مزدوجة: معركة على الأرض ضد المقاتلين، ومعركة في المؤسسات المالية ضد شبكة تمويل معقدة تديرها واحدة من أكثر الجماعات تطورا على مستوى الإرهاب العالمي. ورغم هشاشة البنية المالية، فإن التقدم التشريعي والمؤسساتي يشير إلى تحول استراتيجي قد ينهي عصر "اقتصاد الإرهاب" في الصومال، إذا ما استمر الدعم السياسي والتقني اللازم داخليا وخارجيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store