logo
«إجراءات استثنائية».. كيف يتواصل خامنئي مع العالم الخارجي؟

«إجراءات استثنائية».. كيف يتواصل خامنئي مع العالم الخارجي؟

صحيفة الخليجمنذ 6 ساعات

وجّهت إسرائيل تهديدات عدة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في حين لمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن الولايات المتحدة تعرف مكان خامنئي و«لن تقضي» عليه حالياً، ما دفع المرشد الأعلى إلى اتخاذ تدابير حماية صارمة لتجنب اغتياله، خصوصاً أن إسرائيل لا تتوانى عن تنفيذ اغتيالات كما أثبتت الأحداث خلال السنتين الماضيتين.
وقال ترامب في وقت سابق: «نعرف تماماً مكان اختباء ما يُسمى المرشد الأعلى، إنه هدف سهل، ولكنه آمن هناك - لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي.. لا نريد إطلاق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأمريكيين.. صبرنا ينفد.. شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر!».
وسيط موثوق
وخوفاً من الاغتيال، يتواصل المرشد الأعلى الإيراني مع قادته الآن غالباً عبر وسيط موثوق، متوقفًا عن استخدام الاتصالات الإلكترونية لتجنب تعقبه، وفقًا لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطّلعين على خططه الطارئة للحرب، وفق «نيويورك تايمز».
ومن داخل ملجأ، اختار المرشد الأعلى بدلاء لسلسلة قيادته العسكرية في حال مقتل المزيد من معاونيه المقربين. وفي خطوة لافتة أيضاً، أشار المسؤولون إلى أن خامنئي عيّن ثلاثة من كبار رجال الدين كمرشحين لخلافته إذا قُتل، وهي ربما أبرز دلالة على اللحظة الحرجة التي يواجهها هو وحكمه الممتد لثلاثة عقود.
اتخذ خامنئي سلسلة إجراءات حماية استثنائية، منذ أن شنّت إسرائيل سلسلة هجمات مفاجئة يوم الجمعة الماضي. وتعد الهجمات الإسرائيلية أكبر هجوم عسكري على إيران منذ حربها مع العراق في الثمانينيات، وكان تأثيرها على العاصمة طهران شديداً بشكل خاص. وفي غضون أيام قليلة، تسببت الهجمات الإسرائيلية في أضرار أكبر في طهران مما تسببه فيه الحرب العراقية-الإيرانية خلال الحرب التي استمرت ثماني سنوات.
الصدمة الأولى
تمكنت إيران من التغلب على صدمتها الأولى، وأعادت تنظيم نفسها لشنّ ضربات مضادة يومية على إسرائيل.
لكن الولايات المتحدة دخلت الحرب أيضًا. وأعلن الرئيس ترامب مساء السبت بتوقيت الولايات المتحدة، أن الجيش الأمريكي قصف ثلاثة من المواقع النووية الإيرانية، بما في ذلك منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو، مما وسّع نطاق الصراع بشكل كبير.
وقال ترامب في خطاب للأمة من البيت الأبيض: «هدفنا كان تدمير قدرة إيران على تخصيب النووي ووقف التهديد النووي الذي تشكله إيران».
وحسب «نيويورك تايمز»، فإن رؤية ما يحدث داخل القيادة الإيرانية المحاطة بالسرية قد تكون صعبة، لكن حتى أواخر هذا الأسبوع، بدا أن سلسلة القيادة لا تزال تعمل، رغم تعرضها لضربات قوية، ولم تظهر علامات واضحة على الانشقاق في الصفوف السياسية، وفقًا للمسؤولين والدبلوماسيين في إيران.
يدرك خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، أن إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تحاولان اغتياله، وفقًا للمسؤولين. ونظرًا لهذا الاحتمال، اتخذ المرشد قرارًا غير عادي بتوجيه مجلس خبراء القيادة، الهيئة الدينية المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى، لاختيار خليفته بسرعة من بين الأسماء الثلاثة التي قدمها.
عادةً، قد تستغرق عملية تعيين مرشد أعلى جديد أشهرًا، حيث يختار رجال الدين من قوائمهم الخاصة. لكن مع دخول البلاد في الحرب، قال المسؤولون إن المرشد يريد ضمان انتقال سريع ومنظم للحفاظ على إرثه.
الحفاظ على الدولة
قال ولي نصر، خبير في الشؤون الإيرانية وأستاذ الشؤون الدولية في جامعة جونز هوبكنز: «الأولوية القصوى هي الحفاظ على الدولة، وكل ذلك محسوب وعملي». خلافة المرشد كانت دائمًا موضوعًا حساسًا وشائكًا، نادرًا ما يُناقش علنًا خارج التكهنات والشائعات في الأوساط السياسية والدينية. يتمتع المرشد الأعلى بسلطات كبيرة: فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، ورئيس السلطات القضائية، التشريعية، والتنفيذية.
وأشار المسؤولون إلى أن نجل خامنئي، مجتبى، وهو رجل دين أيضًا ومقرب من الحرس الثوري، والذي كان يُشاع أنه المرشح الأوفر حظًا، ليس من بين المرشحين. كما كان الرئيس الإيراني السابق المحافظ، إبراهيم رئيسي، يُعتبر مرشحًا بارزًا قبل مقتله في حادث تحطم مروحية في عام 2024.
رسالتان مصورتان
منذ بدء الحرب، ألقى خامنئي رسالتين مصورتين للجمهور، بجوار العلم الإيراني وخلف ستائر بنية. وقال: «الشعب الإيراني سيقاوم الحرب المفروضة»، متعهدًا بعدم الاستسلام.
في الأوقات العادية، يعيش خامنئي ويعمل في مجمع شديد الحراسة في وسط طهران يُسمى «بيت الرحبري» - أو بيت القائد - ونادرًا ما يغادر المجمع، باستثناء مناسبات خاصة مثل إلقاء خطبة. ويأتي كبار المسؤولين والقادة العسكريين إليه لعقد اجتماعات أسبوعية، وتُنظم خطاباته العامة من المجمع.
وانتقاله إلى ملجأ يظهر مدى الضربات العنيفة التي تلقتها طهران في الحرب مع إسرائيل، والتي يقول المسؤولون الإيرانيون إنها تُخاض على جبهتين.
الجبهة الأولى تُخاض من الجو، مع الغارات الجوية الإسرائيلية على القواعد العسكرية، والمنشآت النووية، والبنية التحتية الحيوية للطاقة، والقادة، والعلماء النوويين في مبانٍ سكنية مكتظة، حيث تم القضاء على بعض كبار القادة الإيرانيين بسرعة.
كما قُتل مئات الأشخاص وأصيب آلاف آخرون، بما في ذلك مدنيون في جميع أنحاء إيران، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان داخل وخارج البلاد.
لكنّ المسؤولين الإيرانيين يقولون إنهم يقاتلون على جبهة ثانية أيضًا، مع عملاء إسرائيليين سريين ومتعاونين منتشرين على الأرض عبر الأراضي الإيرانية الشاسعة، يطلقون طائرات مسيّرة على هياكل عسكرية وحيوية للطاقة.
وهزّ خوف التسلل الإسرائيلي بين صفوف الأمن والمخابرات الإيرانية هيكل السلطة الإيراني، بما في ذلك خامنئي، وفقًا للمسؤولين.
خرق أمني
قال مهدي محمدي، مستشار كبير لرئيس البرلمان الإيراني، الجنرال محمد قاليباف، في تسجيل صوتي يحلل الحرب: «من الواضح أننا عانينا من خرق أمني واستخباراتي هائل، لا يمكن إنكار ذلك». وأضاف أن «أكبر فشل لإيران كان عدم اكتشاف» التخطيط الذي استمر لأشهر من قبل العملاء الإسرائيليين لجلب أجزاء الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى البلاد للتحضير للهجوم.
وانشغلت القيادة الإيرانية بثلاثة مخاوف رئيسية، وفقًا للمسؤولين: محاولة اغتيال خامنئي، ودخول الولايات المتحدة في الحرب، وهجمات أكثر ضررًا على البنية التحتية الحيوية في إيران، مثل محطات الطاقة، ومصافي النفط والغاز، والسدود.
خوف الاغتيال والتسلل ضمن صفوف إيران منتشر بما يكفي لدرجة أن وزارة الاستخبارات أعلنت سلسلة من البروتوكولات الأمنية، مطالبة المسؤولين بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة أو أي أجهزة إلكترونية للتواصل. كما أمرت جميع كبار المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين بالبقاء تحت الأرض، وفقًا لمسؤولين إيرانيين.
وتصدر وزارة الاستخبارات أو القوات المسلحة تقريبًا يوميًا توجيهات للجمهور للإبلاغ عن الأفراد والتحركات المشبوهة للمركبات، والامتناع عن التقاط الصور ومقاطع الفيديو للهجمات على المواقع الحساسة.
إغلاق الإنترنت
كما أن البلاد في حالة انقطاع عن التواصل مع العالم الخارجي. تم إغلاق الإنترنت تقريبًا، وتم حظر المكالمات الدولية الواردة. وقالت وزارة الاتصالات في بيان إن هذه التدابير تهدف إلى اكتشاف العملاء المعادين على الأرض وتعطيل قدرتهم على شنّ هجمات.
وقال علي أحمدينيا، مدير الاتصالات للرئيس مسعود بزشكيان: «توصل جهاز الأمن إلى استنتاج أنه في هذا الوقت الحرج، يتم إساءة استخدام الإنترنت لإلحاق الضرر بحياة وسبل عيش المدنيين. نحن نحمي أمن بلدنا بإغلاق الإنترنت».
ويوم الجمعة، ذهب المجلس الأعلى للأمن القومي إلى أبعد من ذلك، معلنًا أن أي شخص يعمل مع العدو يجب أن يسلم نفسه إلى السلطات بحلول نهاية يوم الأحد، ويسلم معداته العسكرية و«يعود إلى أحضان الشعب». وحذر من أن أي شخص يُكتشف أنه يعمل مع العدو بعد يوم الأحد سيواجه الإعدام.
وأصبحت طهران خالية إلى حد كبير بعد أوامر إسرائيل بإخلاء عدة مناطق مكتظة بالسكان. تُظهر مقاطع فيديو للمدينة طرقًا سريعة وشوارع خالية عادةً ما تكون مزدحمة بالسيارات. وفي مقابلات، قال سكان طهران الذين بقوا في المدينة إن قوات الأمن أقامت نقاط تفتيش على كل طريق سريع، وعلى الطرق الأصغر، وعند نقاط الدخول والخروج من المدينة لإجراء تفتيشات عشوائية.
إسرائيل أخطأت التقدير
وقال محمد علي أبطحي، سياسي إصلاحي ونائب رئيس سابق، في مقابلة هاتفية من طهران إن إسرائيل أخطأت في تقدير رد فعل الإيرانيين على الحرب. وقال أبطحي إن الانقسامات السياسية العميقة التي عادةً ما تكون في خلاف حاد مع بعضها بعضاً قد تجمعت خلف المرشد الأعلى وركزت البلاد على الدفاع عن نفسها من تهديد خارجي.
وقال أبطحي إن الحرب «خففت الانقسامات التي كانت بيننا، سواء بين بعضنا بعضاً أو مع الجمهور العام».
وأثارت الهجمات الإسرائيلية موجة من القومية بين العديد من الإيرانيين، داخل وخارج البلاد، بما في ذلك العديد من المنتقدين للحكومة. ظهر هذا الشعور بالهدف المشترك في سيل من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات من ناشطين بارزين في مجال حقوق الإنسان والسياسة، والأطباء، والرياضيين الوطنيين، والفنانين، والمشاهير. وكتب سعيد عزت اللهي، لاعب في المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم، فريق ملّي، على وسائل التواصل الاجتماعي: «مثل العائلة، قد لا نتفق دائمًا لكن تراب إيران هو خطنا الأحمر».
رغيف خبز واحد
وفتحت الفنادق وبيوت الضيافة وقاعات الأفراح أبوابها مجانًا لإيواء النازحين الفارين من طهران، ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. يقدم علماء النفس جلسات علاج افتراضية مجانية في منشورات على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وتقدم المتاجر الكبرى خصومات، وفي المخابز، يشتري العملاء رغيف خبز واحد فقط حتى يتمكن الجميع من الحصول على الخبز، وفقًا لمقاطع فيديو تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. ويقدم المتطوعون خدمات، مثل القيام بالمهمات أو زيارة السكان المعاقين وكبار السن.
قال رضا، رجل أعمال يبلغ من العمر 42 عامًا، في مقابلة هاتفية بالقرب من بحر قزوين، حيث يحتمي مع عائلته: «نرى وحدة جميلة بين شعبنا». واستخدم اسمًا واحدًا فقط لتجنب تدقيق الحكومة، مضيفًا: «من الصعب شرح الحالة المزاجية. نحن خائفون، لكننا أيضًا نمنح بعضنا بعضاً التضامن والحب واللطف. نحن في هذا معًا. هذا هجوم على بلدنا، على إيران».
نرجس محمدي، الحائزة جائزة نوبل للسلام وأبرز ناشطة في مجال حقوق الإنسان في البلاد، قضت عقودًا داخل وخارج السجن، داعية إلى التغيير الديمقراطي في إيران. لكن حتى هي حذرت من الهجمات على بلدها، قائلة لشبكة «بي بي سي» الأسبوع الماضي إن «الديمقراطية لا يمكن أن تأتي من خلال العنف والحرب».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. التطورات لحظة بلحظة
اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. التطورات لحظة بلحظة

العين الإخبارية

timeمنذ 21 دقائق

  • العين الإخبارية

اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. التطورات لحظة بلحظة

ساعات مصيرية تعيشها منطقة الشرق الأوسط مع اقتراب دخول اتفاق وقف لإطلاق النار الذي أعلن عنه لرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إسرائيل وإيران حيّز التنفيذ، بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري غير المسبوق بين الطرفين. وقال مسؤول إيراني كبير لوكالة «رويترز» إن طهران وافقت على إطلاق النار مع إسرائيل تم اقتراحه من قبل الولايات المتحدة وبوساطة قطرية، وسط تصعيد عسكري متواصل وقلق دولي من اتساع رقعة الحرب. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بموافقة إسرائيل على الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار، وطلب من قطر التدخل لإقناع إيران بالاستجابة للمبادرة. وأكدت المصادر أن رئيس الوزراء القطري أجرى اتصالاً مباشراً مع طهران في محاولة لتأمين الموافقة الإيرانية على المقترح الأمريكي، وذلك بعد ساعات من الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر. وأفادت التقارير أن ترامب ومستشاره للأمن القومي تشارلز فانس ناقشا تفاصيل المقترح مع أمير قطر، في إطار جهود لاحتواء التصعيد بعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. وكان ترامب أكد أن وقف إطلاق النار سيبدأ من الجانب الإيراني بعد نحو 6 ساعات، بينما ستلتزم إسرائيل بوقف موازٍ بعد مرور 12 ساعة. ووفق الجدول الزمني الذي أعلنه، فإن الحرب ستُعدّ منتهية رسميًا بعد 24 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق. وأوضح ترامب: «خلال كل فترة وقف إطلاق نار، يتعين على الطرف الآخر الحفاظ على السلم والاحترام»، معتبرًا أن كلا الجانبين – إيران وإسرائيل – أظهرا «القدرة والشجاعة والذكاء» لإنهاء الحرب. وترصد «العين الإخبارية» التطورات لحظة بلحظة: aXA6IDkyLjExMy4yMzQuMzEg جزيرة ام اند امز BR

أي عالم يريدون؟
أي عالم يريدون؟

صحيفة الخليج

timeمنذ 22 دقائق

  • صحيفة الخليج

أي عالم يريدون؟

التطابق في الاستراتيجيات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من المعلوم بالضرورة في ممارساتهما السياسية، وإن تغيرت الأسماء المهيمنة على القرار في البلدين، وإن تفرقت بهما السبل في معالجاتهما لبعض الملفات، فالتباين غالباً ما يكون شكلياً أو بعيداً عن التفاصيل والمشتركات الجوهرية، وفي قلبها السعي إلى الهيمنة. وربما تكون الأحداث الجارية في المنطقة دليلاً جديداً على هذا التطابق، على الأقل منذ بدء حرب غزة، وصولاً إلى التهور في التعامل مع الملف الإيراني الذي تتوالى تجلياته الخطرة، ولا يعلم أحد مداها. ليس التطابق فقط، في ما يخص موضوع إيران، في الهدف المرحلي المعلن من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ففي خضم الموقف المتدهور في المنطقة يمرر الطرفان الأمريكي والإسرائيلي رسائل قد لا يتيح تسارع الأحداث الوقوف عندها ملياً، رغم ما فيها من دلائل على تجدد النوايا على العبث بخريطة المنطقة والعالم. حين أثنى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على ما اعتبره قراراً أمريكياً جريئاً بضرب المنشآت النووية الإيرانية، قال، شاكراً الرئيس الأمريكي، إن هذه الخطوة ستغيّر التاريخ، لأنها تفرض «منعطفاً تاريخياً من شأنه أن يُسهم في قيادة الشرق الأوسط وما بعده إلى مستقبل من الرخاء والسلام». التغيير فكرة حاكمة في النهج المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي زعم أحد مسؤوليها أن العالم أصبح أفضل بعد ضرب إيران، ولم يكن مضى على الاستهداف الأمريكي للمنشآت الإيرانية ساعات. ورغم ذلك، فإن نتنياهو هو الأكثر هوساً بمفردة التغيير، سواء كان يقصد التاريخ، أو العالم، أو منطقة الشرق الأوسط، كما يظهر في تصريحاته الكاشفة للكثير. إن الطرفين الأمريكي والإسرائيلي يشتركان في تفسيرات متفردة للمفردات، فالسلام لا يبدأ عندهما بالتفاهم والحوار والمحاولات الدبلوماسية، بل يعني اللجوء المباشر إلى القوة ووضع كل الأطراف في زاوية القلق والتحذير من الآتي. والتغيير يعني المغامرة التي تطيح بأسس العلاقات الدولية وتوسّع وتائر العنف والانتقام بوهم أن ذلك يعيد تشكيل الخرائط ومراكز القوة في المنطقة والعالم على خلاف ما يرى كل العقلاء. السعي الواضح إلى التغيير والترويج له في خطاب بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي يعنيان إحياء خطط جديدة لتشكيل المنطقة والعالم، وأن المبررات التي تحكم التصرفات الأمريكية والإسرائيلية في ملفات الشرق الأوسط الرئيسية، حتى إن صحّ بعضها، هي غطاء لجراحات غير ضرورية لتغييب وجوه سياسية أو صناعة أخرى، وفرض خرائط تزيد الأمور اشتعالاً. إن كان العالم بحاجة إلى التغيير، فليس الحل في المفهوم الأمريكي الإسرائيلي له وهو يخاصم الدعوات المنطلقة من كل مكان إلى التحلي بالحكمة والاستماع إلى مقاربات الآخرين، خاصة في المنطقة، بشأن أزماتها المزمنة أو الحديثة التي لن تُحسم بحروب، أو إشعال ساحات إضافية تبدد آمال الاستقرار ورغبة الشعوب في عالم خال من التوتر والصراعات.

تزامنا مع إعلان ترامب عن جدول وقف الحرب.. تصعيد إسرائيلي إيراني متبادل
تزامنا مع إعلان ترامب عن جدول وقف الحرب.. تصعيد إسرائيلي إيراني متبادل

العين الإخبارية

timeمنذ 36 دقائق

  • العين الإخبارية

تزامنا مع إعلان ترامب عن جدول وقف الحرب.. تصعيد إسرائيلي إيراني متبادل

رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جدول زمني لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران خلال 24 ساعة، شهدت الساعات الأولى من صباح الثلاثاء تصعيدًا على الجبهتين، في مؤشر على أن التصعيد لا يزال قائمًا. ويُنتظر دخول اتفاق التهدئة حيّز التنفيذ تدريجيا خلال الـ24 ساعة المقبلة. ترامب يعلن الاتفاق ويمهّد لوقف الحرب في وقت سابق، قال ترامب عبر منصته «تروث سوشيال» إن اتفاقًا كاملًا وشاملًا تم بين إسرائيل وإيران على وقف لإطلاق النار يبدأ بعد نحو 6 ساعات، ويستمر مبدئيًا 12 ساعة، على أن يُعلَن بعد 24 ساعة «انتهاء حرب الأيام الـ12». وأكد أن «الطرفين سيلتزمان خلال فترات التهدئة بالاحترام وعدم التصعيد»، مضيفًا: «ربما يمكن لإيران الآن أن تتجه نحو السلام، وسأشجّع إسرائيل على أن تفعل الشيء نفسه». إسرائيل تدعو لإخلاء مناطق بطهران في المقابل، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة تُظهر منطقة وسط طهران ودعا السكان لإخلائها، قبل أن يُسمع دويّ انفجارات عنيفة في العاصمة الإيرانية، بحسب ما أفادت وكالة «فرانس برس» عند الساعة 21:55 بتوقيت غرينتش. واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية داخل إيران فجر الثلاثاء، موجّهًا إنذارًا عاجلًا إلى سكان العاصمة طهران لإخلاء منطقة محددة في «المربع 7»، تمهيدًا لضرب أهداف عسكرية في الموقع، في تصعيد جديد يسبق دخول اتفاق وقف إطلاق النار المعلن من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيّز التنفيذ. قال الجيش الإسرائيلي إن الإنذار يشمل منطقة محددة بالأحمر في خريطة نُشرت عبر قنوات رسمية، موضحًا أن الضربات ستستهدف «بنى تحتية عسكرية تابعة للنظام الإيراني» في المنطقة. ودعا السكان إلى الامتناع عن الاقتراب من الموقع خلال الساعات المقبلة. وفي وقت سابق الإثنين، أعلن الجيش تدمير منصة صاروخية إيرانية كانت معدّة لاستهداف طائرات إسرائيلية، ضمن العمليات الجوية المستمرة منذ انطلاق الحرب بين الجانبين قبل 12 يومًا. ويأتي هذا التصعيد في وقت دقيق، وسط ترقّب لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي، والذي من المفترض أن يبدأ بعد ساعات، على أن يُعلن رسميًا نهاية الحرب خلال 24 ساعة. إيران تدعو لإخلاء «رمات غان» وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية بأن طهران أصدرت تحذيرًا عاجلًا مساء الإثنين لسكان منطقة «رمات غان» قرب تل أبيب تطالبهم فيه بالإخلاء، فيما بدا تمهيدًا لهجوم إيراني جديد قبيل سريان الاتفاق المرتقب. ترقّب لدخول الهدنة حيّز التنفيذ الضربات المتبادلة جاءت في توقيت بالغ الحساسية، قبل ساعات من سريان وقف إطلاق النار المتوقع. وحتى اللحظة، لم يُعلَن رسميًا بدء الهدنة، فيما تبقى الساعات المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان التصعيد سيتوقف فعلًا أم سيتواصل. aXA6IDE1NC4xMy44Ljk1IA== جزيرة ام اند امز GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store