
العدوان الصهيوني: منظمات إنسانية أممية تحذر من انهيار آخر شريان للحياة في غزة – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
وأفادت بأنه مع استمرار العدوان الصهيوني، دمرت مستودعات المساعدات الأممية وأطلقت النيران على مساكن عاملي الإغاثة وأولئك الباحثين عن الطعام، فيما أغمى على بعض من أولئك الذين يعانون من الجوع في الشوارع.
وفي الوقت ذاته، أبرزت سلطات الصحة المحلية بأنه خلال الـ24 ساعة الماضية، توفي أكثر من 12 شخصا، معظمهم أطفال، من الجوع.
ومن جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن المستشفيات استقبلت أشخاصا يعانون من إرهاق شديد ناجم عن نقص الغذاء.
وأضاف بأن التقارير المستمرة عن إطلاق نار تفيد بمقتل وإصابة آخرين أثناء سعيهم للحصول على الطعام، 'الطعام الذي لا يسمح بدخوله إلى غزة إلا بكميات ضئيلة للغاية'.
وأكدت السلطات المحلية أن المستشفيات مكتظة بالمرضى، وأن بعض المرافق أبلغت عن نقص في السوائل الوريدية، بحسب أوتشا.
وبسبب نقص الوقود، فإن مجمع ناصر الطبي ووحدة الأكسجين التي تزود المستشفيات في جنوب غزة يواجهان خطر الإغلاق.
كما أفادت المنظمات الإنسانية بقصف منشآت تابعة للأمم المتحدة في دير البلح.
ومن جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن عملياتها تأثرت بتدمير مستودع يقع داخل منطقة الإخلاء، فضلا عن الهجوم الصهيوني الذي تم شنه على منشأة تؤوي موظفيها وعائلاتهم.
وأشارت إلى أن الهجوم يعكس نمطا أوسع من التدمير الممنهج للمرافق الصحية، مردفة في بيان أنها تدين بشدة الهجوم الصهيوني وتطالب بالحماية المستمرة لموظفيها والإفراج الفوري عن المحتجزين من بينهم.
وفي السياق ذاته، قال المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي مورييرا دا سيلفا، إنه تم قصف مباني المكتب في دير البلح، مما تسبب في أضرار هيكلية، وانقطاع التيار الكهربائي عن مولداتها وألواحها الشمسية، وانقطاع المياه الجارية عنها، مؤكدا أنه نفس الموقع الذي قصفته دبابة صهيونية في مارس، ما أسفر عن مقتل أحد موظفي المكتب.
وقال أوتشا أن الفرق المعنية بتتبع حركة السكان تأثرت، ولم تتمكن من الإبلاغ عن العائلات النازحة من دير البلح، حيث نزح بعضها مؤخرا، فيما نزح أخرون بسبب قصف عنيف وانقطاعات في الاتصالات بسبب تلف الكابلات.
ووفقا للمكتب، فإن 88 بالمائة من مساحة غزة تخضع لأوامر التهجير أو تقع في مناطق عسكرية صهيونية، فيما الـ 12 بالمائة من المساحة المتبقية مكتظة بالفعل وتفتقر إلى الخدمات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


VGA4A
منذ 3 ساعات
- VGA4A
ما هو الغذاء الصحي الأنسب للاعبي ألعاب الفيديو؟
لطالما ارتبطت ألعاب الفيديو بالوجبات السريعة والمشروبات الغازية والمكسرات والكافيين، لكن مع تزايد الاحترافية في هذا المجال، أصبح النظام الغذائي للاعبين محط اهتمام كبير، وغذاء لاعبي ألعاب الفيديو لن يختلف كثيرًا عن غذاء الرياضيين المحترفين! بينما قد يظن البعض أن مخاطر ألعاب الفيديو تقتصر على الجلوس أمام الشاشة لساعات طويلة، فإن الحقيقة أن هذه المخاطر تتفاقم بشكل كبير عند اقترانها بنظام غذائي غير صحي، فنمط الحياة الخامل يؤدي إلى تباطؤ الدورة الدموية، ليزيد من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب. وتتفاقم هذه المخاطر عندما يتغذى الجسم بالوجبات السريعة والمشروبات السكرية الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة، التي ترفع مستويات السكر في الدم وتؤثر سلبًا على صحة اللاعب على المدى الطويل، فالغذاء الصحي ليس مجرد وقود للجسم، بل هو خط الدفاع الأول الذي يمنحك الطاقة المستدامة ويحافظ على تركيزك وسرعة رد فعلك، ويضمن تدفقًا طبيعيًا للدورة الدموية. وكل تلك تعتبر ضرورية للأداء داخل اللعبة وفي الحياة العملية. لذلك، يظل الغذاء المناسب مكملاً أساسيًا للحركة المنتظمة والترطيب، وهو خط الدفاع الأول ضد هذه المخاطر، ليس خيارًا بل ضرورة لكل لاعب محترف يرغب في الحفاظ على جسد سليم. إذًا، ما هو الغذاء الأنسب للاعبين ألعاب الفيديو؟ 1. الأطعمة الغنية بالبروتين وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، تُساعد البروتينات في الحفاظ على مستويات الطاقة وتجنب الإرهاق، فالبروتينات هي الأساس الذي تبني عليه الخلايا، وهي ضرورية لوظائف الجسم المختلفة. تلعب البروتينات أدوارًا حيوية في بناء الخلايا والأنسجة، وتكوين الهرمونات والإنزيمات، وتنظيم العمليات الحيوية المختلفة. ويمكن الحصول عليها من مصادر مثل البيض والدجاج، السمك والبقوليات ومنتجات الألبان. هذه الأطعمة توفر إحساسًا بالشبع لفترة أطول، وهذا يقلل بدوره من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية. 2. الكربوهيدرات المعقدة بشكل عام، فالكربوهيدرات المعقدة هي سلاسل طويلة من جزيئات السكر (السكريات الأحادية) مرتبطة ببعضها البعض، على عكس الكربوهيدرات البسيطة الموجودة في السكريات والمشروبات الغازية التي تمنح طاقة سريعة تليها موجة من الخمول وخاصة مع جلسات مطولة للعبة أونلاين جماعية، حيث توفر الكربوهيدرات المعقدة طاقة مستمرة ومستقرة. بينما تتطلب الكربوهيدرات المعقدة وقتًا أطول للهضم والامتصاص، لتوفر طاقة مستقرة ومستدامة للجسم، وهنا يُنصح بتناول الأرز البني، الشوفان، والخبز الأسمر للحفاظ على التركيز طوال جلسات اللعب الطويلة. 3. الفواكه والخضروات تُعد الفواكه والخضروات مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن الضرورية لوظائف الدماغ، ويُمكن تناول التوت الأزرق لتحسين الذاكرة، والمكسرات كوجبة خفيفة غنية بالدهون الصحية، والأفوكادو للحفاظ على صحة الدماغ، لكن تذكر دومًا أن كل من زاد عنه حده، انقلب الى ضده. 4. الدهون الصحية يُعد الدماغ أهم أداة للاعب، والدهون الصحية هي وقوده الأساسي. ليعمل دماغك بكفاءة عالية ويحافظ على سرعة ردود أفعالك، من الضروري أن يتضمن نظامك الغذائي ما يلي: زيت الزيتون يعتبر مصدر ممتاز للدهون الأحادية غير المشبعة التي تدعم صحة الدماغ. الأسماك الدهنية مثل السلمون، فهي غنية بأوميجا-3 التي تعزز التركيز والوظائف المعرفية. المكسرات تعتبر وجبة خفيفة مثالية توفر الدهون الصحية التي يحتاجها الدماغ. في المقابل، يجب تقليل استهلاك الدهون المشبعة والدهون المتحولة وهي الزيوت المهدرجة قدر الإمكان، فهي تضر بالصحة العامة وقد تؤثر سلبًا على أدائك، ومن أمثلة ذلك، المكبوس والهريس، واللقيمات أمثلة على أطعمة غنية بالدهون المشبعة والمتحولة، بسبب استخدامها للسمن أو الزيوت المهدرجة في التحضير، ولذلك يجب التقليل منها، وممارسة الرياضة بشكل بشمل منتظم. 5. الترطيب غالبًا ما ينسى اللاعبون شرب الماء الكافي أثناء اللعب، حيث يُعد الجفاف سببًا رئيسيًا في الصداع وتشتت التركيز وربما يسرع من حدوث مشكلات جسمانية، لذا، يُنصح بشرب الماء بانتظام وتجنب المشروبات السكرية والغازية التي تؤدي إلى الجفاف وارتفاع نسبة السكر في الدم. 6. الحركة المستمرة وتنشيط الدورة الدموية قد تكون هذه أهم نقطة على الإطلاق، فالجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة يمكن أن يؤثر سلبًا على جسمك بشكل يفوق ما تتخيل، وعواقبه الجسدية والنفسية كذلك على المدى البعيد قد تكون وخيمة. تنشيط الدورة الدموية له فوائد هائلة، وله تأثير مباشر على أدائك كلاعب. فالدورة الدموية النشطة تعني: تركيز أعلى من خلال وصول كمية أكبر من الأكسجين والمغذيات إلى الدماغ، ليعزز قدرتك على اتخاذ قرارات سريعة وتجنب تشتت الانتباه. رد فعل أسرع ايضا من تحسين تدفق الدم إلى العضلات والأطراف يقلل من الخمول، ويضمن أن تكون عضلات اليدين والأصابع جاهزة للاستجابة بشكل فوري. طاقة مستدامة، فبدلاً من الشعور بالخمول والنعاس بعد ساعة أو ساعتين، تساعد الحركة على الحفاظ على مستويات الطاقة عالية، وهذا يجعلك قادرًا على إكمال جلسات اللعب الطويلة دون إرهاق. كيف تُنشط دورتك الدموية؟ لا تحتاج إلى تمرينات شاقة، فقط كل ما عليك فعله أن تأخذ استراحة قصيرة كل ساعة أو ساعتين لتقوم ببعض الحركات البسيطة التي لا يستهان بها: قف وتمدد جسمك بالكامل. تحرك في الغرفة لبضع دقائق، وينصح أن تستنشق هواءً نقيًا في اضاءة عالية، والتعرض للشمس. حرك يديك ومعصميك لتجنب التشنجات. حرك رقبتك في جميع الاتجاهات برفق. في النهاية، يمكن القول إن اللاعب المحترف لا يركز فقط على تحسين مهاراته في اللعب، بل يهتم أيضًا بتغذية جسمه وعقله بالوقود المناسب لتقديم أفضل أداء ممكن، فغذاء لاعبي ألعاب الفيديو لا يختلف عن غذاء الرياضيين المحترفين، فكلاهما يحتاج إلى وقود مناسب لتعزيز الأداء والتركيز وسرعة رد الفعل. تابعنا على


أخبار اليوم الجزائرية
٢٤-٠٧-٢٠٢٥
- أخبار اليوم الجزائرية
هذه رحلة الإنسان في البحث عن معجون الأسنان
فحم ورمال وعظام مطحونة.. هذه رحلة الإنسان في البحث عن معجون الأسنان قبل أن يصبح معجون الأسنان منتجا يوميا يملأ رفوف المتاجر حول العالم كان يصنع من مكونات بدائية مثل العظام المطحونة وأصداف المحار وحوافر الثيران. واليوم تطور هذا المنتج ليصبح أحد أهم أدوات العناية الشخصية بعشرات الأنواع التي تتجاوز تنظيف الأسنان لتشمل الحماية من التسوس وتقوية المينا وتبييض الأسنان وحتى مكافحة أمراض اللثة. فما حكاية معجون الأسنان؟ ق.م على غير المتوقع حرص القدماء على العناية بصحة ونظافة أسنانهم واستخدموا منتجات بدائية متاحة حولهم. ومع التطور ازداد الاهتمام بصحة الأسنان والعناية بها حتى إن بيانات شركة أبحاث السوق العالمية فورتشن بيزنس إنسايتس كشفت نموا ملحوظا للسوق العالمي لمعجون الأسنان بلغت قيمته نحو 19.4 مليار دولار عام 2024 مع توقعات بتجاوز 29 مليار دولار بحلول 2032 خاصة في ظل أرقام صادمة تشير إلى أن 3.5 مليارات شخص حول العالم يعانون من أمراض فموية بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. وفي روتين النظافة اليومية يلعب معجون الأسنان دورا كبيرا في حمايتها والحفاظ على نظافتها وصحتها. المعجون في الحضارات القديمة استخدمت الحضارات القديمة بما فيها المصريون والإغريق والرومان معجون الأسنان لتنظيف الأسنان وتنقية النفس. وسعوا إلى ابتكار طرق بدائية لكنها كانت فعالة. وفي مصر القديمة حوالي عام 3000 قبل الميلاد طور المصريون أول وصفة معروفة لمعجون الأسنان وكانت تتكون من حوافر الثيران المطحونة ونبات المر الصمغي وقشور البيض وحجر الخفاف والماء وبحسب المؤسسة المختصة في طب الأسنان دلتا دنتال أركنساس أظهرت هذه المكونات فهما مبكرا لفكرة التلميع والتعقيم إذ لا يزال الخفاف يستخدم حتى اليوم من قبل مختصي صحة الأسنان لتلميعها خلال جلسات التنظيف الاحترافية. ولم يكتف المصريون القدماء بالخلطة السابقة في العناية بأسنانهم لكنهم استخدموا مع الصينيين ملح الصخور مع مكونات أخرى في صناعة معاجين الأسنان وفقا للمركز المختص بطب الأسنان ماي ويلنيس دينتال . واستخدم المصريون ملح الصخور ممزوجا مع النعناع وزهور السوسن المجففة وأصداف المحار في تنظيف الأسنان وتبييضها وبالمثل مزج الصينيون ملح الصخور مع أنواع مختلفة من النعناع العشبي والجينسنغ ومواد طبيعية أخرى لصنع معجون أسنان خاص بهم يجمع بين الكشط الخفيف والخصائص العطرية التي تساعد على إنعاش النفس وفي الصين القديمة أيضا استخدم الصينيون عظام السمك المطحونة كمادة لتنظيف الأسنان. وفي الحضارات اليونانية والرومانية القديمة صنع معجون الأسنان من العظام المطحونة وأصداف المحار لكشط الأسنان. أما العرب فقد استخدموا الرمل الناعم كمادة لتنظيف الأسنان بسبب وفرته. وفي الوقت نفسه جرب الأوروبيون استخدام ملح الطعام للغرض نفسه مستفيدين من قدرته على الكشط والتعقيم. رحلة تطور المعجون ظل معجون الأسنان على حاله تقريبا حتى القرن الـ19 عندما استخدم مزيج من الفحم والرماد وحتى غبار الطوب الطيني لتنظيف الأسنان وفقا لتقرير منشور على موقع مركز الأسنان بوسطن سمايل .ومثل معاجين الأسنان القديمة كانت هذه المكونات تطحن معا لتكوين مادة تشبه المعجون اللزج عند إضافة الماء إليها. ومع منتصف القرن الـ19 بدأ التحول الفعلي نحو شكل معجون الأسنان الموجود حاليا. وبحسب دلتا دنتال أركنساس شهد عام 1824 إضافة الصابون إلى تركيبة معجون الأسنان وفي خمسينيات القرن أضيف الطباشير كمادة تلميع وكان قوامه يشبه المعجون المستخدم اليوم واستخدم في بعض العيادات المتخصصة. لكن التطور الكبير جاء عام 1873 عندما بدأت شركة كولجيت في إنتاج معجون الأسنان بكميات كبيرة وتغليفه في عبوات زجاجية وطرحه في الأسواق. وطور الدكتور الأمريكي واشنطن وينتوورث شيفيلد أول معجون أسنان ناعم بنكهة النعناع وأنتجه عام 1892 في أنبوب قابل للطي مستوحيا الفكرة من أنابيب الطلاء الفنية. واستمر تطوير أنواع مختلفة من معاجين الأسنان وبحلول أوائل القرن الـ20 أضيف الفلورايد إلى العديد من المنتجات لتقوية مينا الأسنان والوقاية من التسوس وبحلول عام 1945 تم الاستغناء نهائيا عن الصابون كمكون رئيسي في معجون الأسنان واستبدل بمواد أكثر فعالية مثل كبريتات لوريل الصوديوم التي ساهمت في تحسين القوام والرغوة وجعل المنتج أكثر لطفا على الفم. ومع التطور أكثر تنوعت معاجين الأسنان وتخصصت في علاج مشاكل محددة حيث يوجد معجون لتبييض الأسنان وآخر لتقليل حساسية الأسنان ومعجون للتحكم في الجير ونوع مختلف لاستعادة المعادن إلى مينا الأسنان وآخر للأطفال بنكهة لطيفة ومحتوى فلورايد منخفض. ووفقا لـ ماي ويلنيس دينتال هذا التطور جعل من معجون الأسنان أداة فعالة في الحفاظ على صحة الفم وتعزيز نظافة الأسنان واللثة وأصبحت معاجين الأسنان الحديثة تجمع بين الفعالية العالية والمذاق الجيد وساهم تحسين النكهات في جعل استخدام المعجون تجربة أكثر قبولا في حين تساعد مكوناته المنعشة على التخلص من البكتيريا ورائحة الفم الكريهة. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة


الشروق
٢٣-٠٧-٢٠٢٥
- الشروق
التجويع الصهيوني يكتب النهاية لأجساد لم تنتهِ من الطفولة بعد في غزة
في غزة، لا حاجة للرصاص والقنابل فقط حتى يسقط الناس شهداء، هناك يكفي أن تمرّ الأيام بلا طعام، يكفي أن يتأخر حليب الطفل يوماً، أو أن يغيب الماء عن بيت عجوز ليومين، حتى يُفقد اسمه من السجلات، ويُضاف إلى قائمة الشهداء. تتآكل غزة، حرفيًا الناس هناك لا تموت فقط، بل تذبل، تصغر أعين الأطفال، تتيبّس الشفاه، وتصير العظام أوضح من الأسماء، المجاعة لا تحصد الأرواح فحسب، بل تسرق الملامح من الوجوه. صباح الثلاثاء، استيقظ قطاع غزة على خبر وفاة أربعة فلسطينيين – بينهم رضيعان – جرّاء الجوع، ليس هذا خبراً طارئاً، بل عنواناً يومياً لمأساة مستمرة منذ شهور، وسط حصار خانق وحرب لا تهدأ، لكن لكل اسم حكاية، ولكل جسد سقط، أمٌّ ما بكت بجانبه حتى آخر قطرة ماء في عينيها. في مستشفى الشفاء، لفظ الرضيع يوسف الصفدي أنفاسه الأخيرة، ليس لأن قنبلة أصابته، بل لأن جسده الضعيف لم يجد ما يطعمه. في مجمع ناصر الطبي، ودّعت عائلة الغلبان طفلها عبد الجواد، ابن خان يونس، الذي خذلته لقمة كانت بعيدة كالمستحيل. أحمد الحسنات، هو الآخر، انطفأ وجهه في مستشفى شهداء الأقصى، بصمت لا يليق إلا بالجائعين. مدير الإغاثة الطبية في غزة قال: 'دخلنا مرحلة الخطر الحقيقي من المجاعة'، الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل أرواح تنتهي بأسباب لم تكن تُخطر على بال أي فلسطيني قبل هذه الحرب. كما أن 60 ألف امرأة حامل في غزة يعانين من سوء التغذية، ويتعرضن لمخاطر جمة. وفي جانب آخر، عبّر المتحدث باسم بلدية غزة عن واقع صادم: 'نصيب الفرد أقل من خمسة لترات من المياه يومياً، للشرب والطهي والاستحمام معاً'. أما الآبار، فهي تعمل بطاقة لا تكفي حتى 12% من الاحتياجات اليومية، وتُصارع للبقاء في ظل دمار البنية التحتية وانعدام الكهرباء. الأمم المتحدة لا تخفي الصورة القاتمة، مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن غزة 'تُجوّع' عمدًا، وأن ما يدخل القطاع لا يكفي حتى لسد الرمق. كما أن أكثر من مليوني إنسان محشورون في شريط ضيّق لا تتجاوز مساحته 12% من مساحة القطاع. الأطباء، الممرضون، الصحفيون، موظفو الإغاثة – ليسوا استثناءً، بعضهم يفقد وعيه أثناء أداء عمله، لا من التعب فقط، بل من الجوع، بحسب ما أعلنه المفوض العام لوكالة أونروا، فيليب لازاريني. وزارة الصحة في غزة أعلنت خلال الـ48 ساعة الماضية فقط عن استشهاد 20 شخصاً نتيجة الجوع، فيما وصل عدد من قضوا بسبب سوء التغذية منذ بدء الحرب إلى أكثر من 900 شهيد، بينهم 71 طفلاً. ودعت المنظمات، منظمة الغذاء العالمي لتحميل الاحتلال المسؤولية المباشرة عن جرائم القتل التي تطال الفلسطينيين المنتظرين للشاحنات أو المتوجهين لمراكز المساعدات. كما ناشدت المؤسسات الدولية العاملة في غزة إعلان موقف واضح من جريمة التجويع، والعمل على توفير حلول عاجلة في ظل ما وصفته بـ'تفاقم الكارثة'. ويشكو سكان قطاع غزة من انهيار شبه كامل في منظومة الغذاء والاقتصاد، أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، إذ بات سعر الدقيق أعلى بـ3000 مرة مما كان عليه قبل اندلاع حرب الإبادة الصهيونية في أكتوبر 2023. ولا يمكن حصر الأزمة في الجوع فحسب، بعد أن تحولت إلى موت جماعي بطيء، فالمجاعة ليست أزمة إنسانية عابرة، بل جريمة ممنهجة، وصورة من صور الإبادة البطيئة، التي يترك فيها المدنيون العزّل ليموتوا جوعاً، لا بسبب الحرب فحسب، بل بسبب قطعة خبز لم تصل، أو وجبة لم تُوزّع بعدل، أو معبر لم يُفتح، أو مساعدات نُهبت أمام أعين الجياع. التجويع يودي بحياة 10 مواطنين في غزة خلال 24 ساعة أعلنت وزارة الصحة، تسجيل 10 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية الناجمة عن الحصار وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال في قطاع غزة. وقالت الوزارة في بيان لها، إن الحالات الجديدة سجلت في مستشفيات القطاع، وهو ما رفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 111 حالة وفاة. وحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن المؤشرات الثلاثة لإعلان مجاعة في قطاع غزة باتت تقترب بشكل مقلق من التحقق، مما يعني أن سكان القطاع على أعتاب كارثة مؤكدة في ظل غياب تام للقدرة على التدخل والاستجابة نتيجة استمرار الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ 2 مارس 2025. وأكد المركز بأن المجاعة في قطاع غزة باتت واقعًا لا يُحتمل، ووضعاً قاتمًا يعيشه مليونا فلسطيني محاصرين تحت وطأة الحرمان ونيران القتل، وفي ظل حصار شامل، وتدمير منهجي لمقومات الحياة، وفشل كامل للمنظومة الدولية في وقف جريمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق السكان منذ 22 شهرًا، وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الجريمة، علاوة عن العجز في تأمين المساعدات الغذائية والصحية، وهو ما مكّن سلطات الاحتلال من مواصلة جرائمها دون رادع، والإفلات الكامل من المساءلة والعقاب. 111 منظمة إغاثية تدعو لإنهاء الحرب بغزة دعت 111 منظمة إغاثية وحقوقية، الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات تتضمن وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار، ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل تفشي المجاعة بين سكانها. وحذرت المنظمات الدولية، ومنها ميرسي كور ومنظمة اللاجئين الدولية (ومقرهما أميركا) والمجلس النرويجي للاجئين، في بيان لها من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة، مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات. وقال البيان إنه في الوقت الذي يجوّع فيه الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض لإطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم. وأضاف 'تسببت القيود التي تفرضها حكومة إسرائيل والتأخير والتجزئة التي تمارسها في ظل الحصار الشامل في خلق حالة من الفوضى والمجاعة والموت'. ودعت المنظمات الحكومات لرفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان وصول الجميع إلى كل أنحاء غزة، ورفض التوزيع الذي يتحكم به الجيش الصهيوني، واستعادة 'استجابة إنسانية مبدئية بقيادة الأمم المتحدة'. وطالب البيان جميع الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخير إلى دولة الاحتلال. وكان المجلس النرويجي للاجئين قال إن مخزونات المساعدات نفدت بالكامل في غزة، حيث يتضور بعض موظفيها الآن جوعا، واتهمت المنظمة الاحتلال بشلّ عملها. وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التأكيد أن الوضع في قطاع غزة يكشف أن النظام الإنساني في العالم يلفظ أنفاسه الأخيرة، وفي وقت أكدت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أن المجوّعين في غزة، بمن فيهم موظفوها، يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد. وقال غوتيريش -في كلمة ألقاها خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين الثلاثاء إلى الأربعاء- إن مستوى الموت والدمار في غزة لا مثيل له وأن الجوع بات يطرق كل باب في القطاع. وأضاف: 'هذا النظام يمنع من العمل لتوفير الخدمات ويمنع من توفير الأمن له كي ينقذ الأرواح، ومع تكثيف إسرائيل عملياتها وإصدار أوامر إخلاء جديدة في دير البلح، يضاف دمار إلى دمار'. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية إن غوتيريش يعبّر عن أسفه للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والكبار من سوء التغذية. وأضاف أن على دولة الاحتلال الالتزام بالسماح بتقديم الإغاثة الإنسانية التي تُوفرها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، وتسهيلها بكل الوسائل المتاحة. وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' أن الفلسطينيين في قطاع غزة، بمن فيهم موظفوها، يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد، وسط استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ عدة أشهر، ما أدى إلى وفاة أطفال وذوي احتياجات خاصة بسبب سوء التغذية الحاد. وقالت الأونروا في بيان نشرته على منصة إكس: 'يغمى على الناس في غزة بمن فيهم موظفو الأونروا، بسبب الجوع والتجويع الشديدين. يموت الناس، بمن فيهم الأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة، بسبب سوء التغذية الحاد'. وأوضحت الوكالة أن آلاف الشاحنات التابعة لها تقف بانتظار السماح لها بدخول القطاع منذ أن منعت إسرائيل إدخالها في مارس الماضي، داعية إلى رفع الحصار فورا للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة. وتأتي هذه التصريحات في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من أن 94% من المرافق الصحية في القطاع تضررت، وأن نصف المستشفيات خرجت عن الخدمة، بينما يعاني ما تبقى من المستشفيات من نقص حاد في الوقود والإمدادات. وقالت المنظمة إنها تطالب بحماية مقراتها والإفراج عن أحد موظفيها المعتقلين، ودعت إلى إدخال المواد الغذائية والطبية فورا.