
ترمب وإيران... عقد من العداء
العداء كان عنوان العلاقات الأميركية- الإيرانية منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، إلا أن عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب شهد أكبر محطات التصعيد في أكثر من 4 عقود، فمن معارضة الاتفاق النووي إلى وصف ضربات إسرائيل على إيران بـ"الممتازة"، مارس ترمب سياسة "الضغط الأقصى" لإضعاف إيران بهدف إثنائها عن مواصلة برنامجها النووي وتقويض نفوذها في الشرق الأوسط الذي يؤرق حلفاء واشنطن وعلى رأسهم تل أبيب.
صعود ترمب المفاجئ في دوائر الحزب الجمهوري ليحظى ببطاقة الترشح لانتخابات الرئاسة لعام 2016، جاء بعد أشهر من توقيع الاتفاق النووي بين إيران من جهة، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا من جهة أخرى، بعد مفاوضات ماراثونية قادتها إدارة الرئيس باراك أوباما.
"أسوأ صفقة"
ومنذ إطلاق حملته الانتخابية لانتخابات 2016، وصف ترمب الاتفاق النووي بأنه "أسوأ صفقة في تاريخ الولايات المتحدة"، وتعهد إلغاءه أو إعادة التفاوض عليه لضمان شروط أكثر صرامة تمنع إيران من تطوير أسلحة نووية على المدى الطويل، ووعد ترمب بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية بأي ثمن، معتبراً ذلك تهديداً وجودياً للولايات المتحدة وحلفائها، بخاصة إسرائيل.
وكانت العقوبات الاقتصادية أبرز السبل التي تعهد ترمب باستخدامها لتقويض إيران، بخاصة من خلال استهداف صادراتها النفطية، بهدف قطع التمويل عن برامجها النووية والعسكرية ودعمها للجماعات المسلحة في المنطقة. وعلى الصعيد الإقليمي اتهم طهران بدعم "الإرهاب" من خلال تمويل جماعات مثل "حزب الله"، "حماس"، والحوثيين، متوعداً باتخاذ إجراءات للحد من هذا الدعم.
ومع دخوله البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2017، حوّل ترمب تعهداته إلى أفعال، إذ أعلنت إدارته بعد ثلاثة أشهر عن مراجعة سياستها تجاه إيران لمدة ستة أشهر، زاعمة أن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) تؤخر فقط هدف إيران في أن تصبح دولة نووية، وأنها فشلت في الحد من نفوذ إيران الإقليمي. وخلال زيارته للسعودية في مايو (أيار) 2017، التي كانت أول رحلة دولية له بعد توليه منصبه، دعا ترمب إلى عزل إيران عالمياً "إلى أن يصبح النظام الإيراني مستعداً لأن يكون شريكاً للسلام".
الانسحاب من الاتفاق النووي
وبلغ التصعيد "الترمبي" مداه في 8 مايو 2018، حين أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، محدداً 12 مطلباً يجب على إيران الوفاء بها في تعديلات الاتفاق وكذلك لإقامة علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، وركزت معظم هذه المطالب على وقف الدعم الإيراني لحلفائها ووكلائها، بما في ذلك في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان واليمن، وفق تقرير عن السياسة الأميركية تجاه إيران أعدته خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس عام 2021.
وفي خطاب الانسحاب من الاتفاق النووي أعلن ترمب عن سياسة الضغط الأقصى على إيران، التي استهدفت تغيير سلوك طهران النووي والإقليمي من خلال ثلاثية العقوبات الاقتصادية العزلة الدبلوماسية، والتهديدات العسكرية. ووضعت الإدارة الأميركية عدة أهداف أهمها منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ومطالبتها بإنهاء برنامجها للصواريخ الباليستية، وتقليص دعم طهران لجماعات مثل "حزب الله" في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، التي تعتبرها واشنطن تهديداً لاستقرار المنطقة.
المحور الاقتصادي في سياسة الضغط الأقصى ارتكز على فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية، التي تشكل نحو 70 في المئة من إيرادات طهران وإلغاء الإعفاءات التي سمحت لدول مثل الصين والهند باستيراد النفط الإيراني، بهدف "تصفير" الصادرات، إضافة إلى فرض عقوبات على قطاعات واسعة وحيوية من الاقتصاد الإيراني مثل الصلب والنحاس والشحن، وعقوبات أخرى على شخصيات إيرانية بارزة، بما في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي وقادة بالحرس الثوري ووزراء.
الضغط الأقصى
ونتيجة لضغوط ترمب، تراجعت الصادرات النفطية الإيرانية من 2.5 مليون برميل يومياً في عام 2017 إلى نحو مليون برميل يومياً في 2020، وانخفضت قيمة العملة وزاد التضخم إلى أكثر من 40 في المئة، فيما بلغ الناتج المحلي الإجمالي لإيران في عام 2020 نحو 240 مليار دولار، ما يمثل نحو 60 في المئة فقط من قيمة الناتج المحلي في عام 2017 الذي قدر بـ445 مليار دولار.
سياسياً، سعت واشنطن إلى عزل طهران دولياً من خلال حث الحلفاء، بخاصة الأوروبيين، على الانضمام إلى العقوبات. وصنفت إدارة ترمب الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وهو قرار غير مسبوق أدى إلى تشديد العقوبات على الجهات المرتبطة به.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما على الصعيد العسكري، فقد نشرت واشنطن سفناً عسكرية بقيادة حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" في الخليج العربي وسط التوتر مع إيران إثر اتهامها بالهجوم على ناقلات نفط. ومثّل اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020 ذروة التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران، إذ ردت طهران بضربات صاروخية على قاعدتين أميركيتين في العراق لكنها لم تود بحياة أي أميركي.
انتقاد بايدن
بعد خروجه من البيت الأبيض، كرر ترمب انتقاد سياسة الديمقراطيين تجاه إيران، حيث اعتبر أن نهج إدارة الرئيس جو بايدن ليست صلبة بما فيه الكفاية لتقويض السياسات الإيرانية، منتقداً محاولة إدارة بايدن التفاوض لإحياء الاتفاق النووي، واعتبر ذلك تشجيعاً لطهران على مواصلة برنامجها النووي. وأشاد ترمب في مناسبات عدة وعبر منصته "تروث سوشيال" بسياسته للضغط الأقصى على طهران، زاعماً أنها كانت فعّالة في الحد من تمويل إيران لجماعات مثل "حماس" و"حزب الله"، وادعى أن التوترات الإقليمية زادت بسبب غيابه عن البيت الأبيض.
وخلال الحملة الانتخابية العام الماضي، أُعلن عن تقارير استخباراتية تفيد بتهديدات إيرانية لاغتيال ترمب، أرجعها إلى سياساته المتشددة تجاهها، فيما نفت طهران تلك المزاعم. كذلك، اتهمت حملة ترمب إيران بالتدخل في الانتخابات عبر اختراقات إلكترونية استهدفت حملته.
الدعوة للتفاوض
على رغم تعهده بالعودة إلى سياسة الضغط الأقصى وإشادته بنجاحها، فإنه دعا إيران إلى الجلوس إلى طاولة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد، مشترطاً وضع قيود على برنامج الصواريخ الباليستية وسياسات إيران الإقليمية، واعتبر أن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية هو أولوية قصوى، فيما حذر في سبتمبر (أيلول) 2024، من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة" من دون توضيح ماهية تلك العواقب.
وعلق ترمب على تبادل القصف الصاروخي بين إسرائيل وإيران العام الماضي بتأكيده دعم تل أبيب، فيما أشار إلى أن التصعيد مع طهران قد يعقد الوضع الإقليمي.
ومع عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت إيران ليس التي تركها قبل 4 سنوات، إذ تعرض حلفاؤها في المنطقة لضربات شديدة منذ شن إسرائيل حملتها العسكرية عقب هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وعلى رأسهم "حزب الله" الذي خسر قائده حسن نصرالله، كما زادت معاناة إيران الاقتصادية بفعل العقوبات الدولية، وفي المقابل فإنها لا تزال تواصل برنامجها النووي بثبات.
مهلة 60 يوماً
بعد أسبوعين من عودته للبيت الأبيض، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مذكرة رئاسية تعيد تفعيل سياسة الضغط الأقصى رسمياً، من خلال توجيه الوكالات الأميركية لتشديد تنفيذ العقوبات على قطاعات النفط، والمالية، والصناعية الإيرانية.
وفي الشهر التالي، فاجأ ترمب العالم بتوجيه رسالة إلى المرشد الإيراني يعرض عليه التفاوض، وهو ما وافقت عليه طهران وعقدت محادثات غير مباشرة في العاصمة العمانية مسقط، تمسكت فيها واشنطن بإنهاء البرنامج النووي الإيراني، بينما أكدت طهران أن تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية من حقها وفق القانون الدولي. ووضع ترمب مهلة 60 يوماً للتوصل إلى اتفاق، كرر خلالها تصريحات بأنه لا يستبعد "رداً قاسياً" إذا فشلت المفاوضات.
وقبل يومين من جولة سادسة للمحادثات كان من المفترض عقدها الأحد الماضي، أشعلت إسرائيل الصراع بتوجيه ضربات صاروخية تجاه إيران، مستهدفة مواقع للبرنامج النووي وقادة عسكريين وعلماء نوويين، لتتجه الأنظار إلى موقف ترمب.
فرصة ثانية لإيران
الرئيس الأميركي الذي أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل أيام من الهجوم، وأكد دعم أمن إسرائيل، نفى أي تورط أميركي مباشر، لكنه وصف الضربات الإسرائيلية بـ"الممتازة"، مؤكداً أنه منح إيران فرصاً متكررة للتوصل إلى اتفاق نووي، لكنها فشلت في "إتمام الصفقة"، إلا أنه أشار إلى أنه ربما تملك إيران فرصة ثانية.
ومزج ترمب في الأيام الأخيرة بين لغة التهديد وفتح باب التفاوض، إذ كتب عبر منصة "تروث سوشيال"، "هاجمتنا إيران بأي شكل، فإن القوة الكاملة للجيش الأميركي ستُستخدم بمستويات غير مسبوقة"، ولم يستبعد التدخل في الصراع، لكنه في الوقت ذاته أعلن قيامه باتصالات بهدف "تحقيق سلام" بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أنه سيقوم بدور في ذلك مثلما نجح في دفع الهند وباكستان إلى التوصل لاتفاق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 10 دقائق
- الوطن
صواريخ إيرانية جديدة على إسرائيل وترمب يلوح بإنهاء تخصيب اليورانيوم
أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية، عن إطلاق موجة جديدة من الصواريخ على إسرائيل. وقبل ساعات، قال قائد عسكري إيراني كبير إن الهجمات ضد إسرائيل ستشتد خلال الساعات المقبلة، حسبما ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء. ونقلت الوكالة عن القائد العسكري، أن "هناك موجة جديدة من مئات الطائرات المسيرة ستستهدف إسرائيل". يأتي ذلك في وقت لوحت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإجراءات لـ"إنهاء" تخصيب اليورانيوم الإيراني، مشيرا إلى أنهم يملكون حاليا سماء إيران.


Independent عربية
منذ 43 دقائق
- Independent عربية
إيران تتهم مجموعة السبع بالانحياز في نزاعها مع إسرائيل
اتهمت طهران اليوم الثلاثاء مجموعة السبع بالانحياز، منتقدة عدم تنديدها بالضربات الإسرائيلية على إيران، لكنها دعت على رغم ذلك إلى خفض التصعيد. وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على "إكس"، أن "على مجموعة السبع التخلي عن خطابها الأحادي، ومعالجة المصدر الحقيقي للتصعيد: عدوان إسرائيل". وقال "إسرائيل شنت حرباً غير مبررة ضد إيران، في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة". وأضاف أن "مئات الأبرياء قتلوا، مرافقنا العامة والحكومية ومنازل الناس دمرت بوحشية"، كما تساءل قائلاً إن "إيران تدافع عن نفسها بوجه اعتداء وحشي، هل أمام إيران حقاً خيارات أخرى؟". وخلال قمة مجموعة السبع في كندا أمس الإثنين، دعا قادة، بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى "خفض التصعيد"، مؤكدين حق إسرائيل "في الدفاع عن نفسها". وجاء في نص الإعلان أن "إيران هي مصدر عدم الاستقرار والإرهاب الرئيس في المنطقة، كثيراً ما أكدنا بوضوح أن إيران لن تملك أبداً السلاح النووي". وغادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاجتماع، بصورة مبكرة، مؤكداً أن قراره "لا يتعلق" بجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. إعلان مشترك وقبيل مغادرة الرئيس الأميركي، أصدر قادة الدول السبع إعلاناً مشتركاً دعوا فيه "إلى خفض التصعيد" مؤكدين حق إسرائيل "في الدفاع عن نفسها"، وجاء في نص الإعلان أن "إيران هي مصدر عدم الاستقرار والإرهاب الرئيس في المنطقة، وكثيراً ما أكدنا بوضوح أن إيران لن تملك أبداً السلاح النووي"، وفي هذا الإعلان المشترك أيضاً، دعا قادة الدول إلى "حماية المدنيين". انقسامات وفي مؤشر إلى الانقسامات داخل "مجموعة السبع"، حمل ترمب بقوة على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون آخذاً عليه تقديمه بطريقة "خاطئة" سبب مغادرته القمة بقوله إنه فعل ذلك للعمل على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وكتب ترمب عبر منصة "تروث سوشيال"، "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المحب للدعاية الشخصية، قال خطأ إنني غادرت قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران"، وأضاف "هذا خطأ! ليس لديه أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، لكن بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق النار، بل أكبر من ذلك بكثير، إيمانويل يخطئ الفهم دائماً، تابعوني!". انعدام اليقين وتعزز مغادرة ترمب انعدام اليقين حول المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران التي هيمنت على النقاشات بين قادة الدول السبع وهي ألمانيا والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن إيطاليا واليابان. وقال ماكرون لبعض الصحافيين على هامش القمة إن "اقتراحاً قدم" من جانب الأميركيين "لحصول لقاء مع الإيرانيين"، مضيفاً "إذا نجحت الولايات المتحدة في الحصول على وقف لإطلاق النار فسيكون هذا جيداً". ولليوم الخامس على التوالي تواصل إسرائيل وإيران تبادل القصف الصاروخي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفيما تسري تكهنات كثيرة حول احتمال مشاركة أميركية مباشرة في الحملة الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة، جدد البيت الأبيض التأكيد أن القوات الأميركية تبقى "في وضعية دفاعية" في الشرق الأوسط. وذكر موقع "أكسيوس" أن الإدارة الأميركية لم تتخل عن السبل الدبلوماسية وتبحث مع إيران في لقاء محتمل بين الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وبمغادرة ترمب المبكرة ألغي عملياً اللقاء الثنائي الذي كان مقرراً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولم تتح لقادة الدول الأوروبية الفرصة لإقناعه بضرورة تشديد العقوبات على روسيا. نزع فتيل الحرب وكان هدف كثر من القادة الحاضرين نزع فتيل الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترمب منذ أن فرض رسوماً جمركية بنسبة 10 في المئة كحد أدنى على غالبية السلع المستوردة في الولايات المتحدة ويهدد بزيادتها. وأكد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخطوط العريضة للتوافق التجاري الذي توصلا إليه في مايو (أيار) الماضي. من جانبهم أكد الكنديون أن أوتاوا وواشنطن تعهدتا التوصل إلى اتفاق في غضون 30 يوماً. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر منصة "إكس" بعد لقاء مع ترمب، إن فرق الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي "ستسرع وتيرة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق (تجاري) عادل وجيد".


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مصادر تركية: إردوغان دعا ترمب وبزشكيان للقاء في إسطنبول
كشفت مصادر تركية أن الرئيس رجب طيب إردوغان، وخلال اتصاله بالرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأحد الماضي، اقترح عقد لقاء في إسطنبول يجمع ترمب بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لإحياء المفاوضات النووية، ووضع حد للصراع الإيراني - الإسرائيلي، وإن الرئيس الأميركي أبدى استعداده للحضور في أسرع وقت. وأضافت المصادر أن إردوغان أبلغ بزشكيان بالعرض التركي، في اتصال هاتفي أمس الاثنين، لافتة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في التزام قاطع من إيران بشأن منشآتها النووية، وأن مجرد العودة إلى طاولة المفاوضات هذه المرة لن يكون كافياً. ونقلت صحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة التركية الثلاثاء، عن مصادر مطلعة قولها إنه بسبب مواقف واشنطن المتغيرة، تجري تركيا أيضاً اتصالات مع دول المنطقة، خصوصاً دول الخليج، التي لا تشعر بالارتياح إزاء إمكانية امتلاك إيران أسلحة نووية، كما لا ترغب في امتداد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية إلى المنطقة، وتشعر بقلق من إمكانية أن تحاول إيران، بطريقة ما، جرّ دول الخليج إلى الحرب، أو إغلاق مضيق هرمز وتوقف تدفق النفط. وأوضحت مصادر الصحيفة أن دول الخليج التي ترغب في الاستقرار، تأتي في طليعة الدول القادرة على الضغط على ترمب لإنهاء الحرب، ولذلك تُجري اتصالات وثيقة معها. إردوغان أجرى اتصالاً هاتفياً الثلاثاء مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان (الرئاسة التركية) وأكد إردوغان، في اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، الاثنين، أن «دوامة العنف التي بدأت بهجمات إسرائيل على إيران، عرّضت أمن المنطقة بكاملها للخطر، وأن المنطقة لا تحتمل حرباً جديدة». وأضاف أنه لا بد من العمل على إنهاء الاشتباكات بين إيران وإسرائيل عبر الطرق الدبلوماسية، وأن حل النزاع النووي مع إيران لن يتحقق إلا بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وشدد إردوغان على ضرورة ألا يلقي الوضع الحالي بظلاله على غزة، وإلا فإن الضفة الغربية والقدس الشرقية قد تواجهان أيضاً خطر الاحتلال من جانب إسرائيل. وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد بحث، في اتصال هاتفي الاثنين، مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، الصراع الإيراني - الإسرائيلي وتداعياته المحتملة على المنطقة، مؤكداً ضرورة إنهائه بالطرق الدبلوماسية. وشدد إردوغان على أن حكومته ستعمل على إبقاء البلاد بعيدة عن الآثار السلبية للأزمات في المنطقة، وأنه «يتضح أن الهجوم الذي شنته إسرائيل، بحجة استهداف المنشآت النووية الإيرانية، له أهداف خبيثة وشاملة للغاية»، لافتاً إلى أن تركيا لا تزال على موقفها بأن «المناقشات حول البرنامج النووي الإيراني ينبغي أن تجري على طاولة المفاوضات». إردوغان متحدثاً عقب اجتماع مجلس الوزراء في أنقرة مساء الاثنين (الرئاسة التركية) وأضاف، في خطاب متلفز عقب ترؤسه اجتماع حكومته في أنقرة مساء الاثنين، أن «إسرائيل، التي دمّرت غزة وتُعربد في المنطقة، قد تدرك خطأها في المستقبل، لكن وقتها سيكون قد فات الأوان، وأنها تخاطر بوجودها ومستقبل مجتمعها مع كل ظلم وسفك للدماء، وكل جريمة ترتكبها ضد الإنسانية». وأشار إلى أن تركيا ستبلغ في وقت قريب مستوى من القدرات الدفاعية يجعل من الصعب على أي جهة التجرؤ على المساس بها، مضيفاً أنه في ضوء التطورات الأخيرة، تعمل تركيا على وضع خطط إنتاج تهدف إلى تعزيز مخزونها من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى إلى مستوى يُشكل قدرة ردع فاعلة. وأكد إردوغان أن هدف تركيا أن يسود السلام، وتتعزز بيئة من الاستقرار والثقة في المنطقة. ووفق صحيفة «حرييت»، علمت تركيا، بصفتها عضواً في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بالهجوم الإسرائيلي على إيران مُسبقاً؛ حيث تتم مشاركة المعلومات من قاعدة الردارات التابعة للحلف في كورجيك بولاية مالاطيا، شرق تركيا، مع أعضاء الحلف. كما تم رصد النشاط الذي سبق الهجوم الإسرائيلي على إيران لحظة بلحظة، وتم اتخاذ التدابير لمواجهة جميع الاحتمالات على وجه السرعة، وأجرى وزير الخارجية هاكان فيدان مكالمات هاتفية مع نظيره الأميركي طوال ليل الخميس-الجمعة. تصاعد الدخان وألسنة اللهب من مبنى قصفته صواريخ إيرانية قرب تل أبيب (أ.ف.ب) ولفتت المصادر إلى أن بعض الطائرات الإسرائيلية التي انطلقت لمهاجمة إيران انتهكت المجال الجوي التركي في الليلة الأولى، وردّت القوات المسلحة التركية على الفور على هذا العمل، الذي أكدت إسرائيل أنه غير مقصود، وأقلعت طائرات «إف-16»، وجرى تحذير الطائرات التي انتهكت المجال الجوي عبر الراديو، وغادرت الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي التركي فور تلقي الإنذار. وقالت المصادر إن الجيش التركي اتخذ الاحتياطات اللازمة، مع الوضع في الاعتبار جميع الاحتمالات؛ حيث تُحلّق طائرات الإنذار المبكر في الجور باستمرار. ووضعت مقاتلات «إف-16» في حالة تأهب تحسباً لأي انتهاكات محتملة للمجال الجوي، وتقلع فوراً حال حدوث أي انتهاك، كما وضعت جميع القوات التركية المنتشرة في عدد من دول المنطقة في حالة تأهب تحسباً لأي موقف محتمل. وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار (من حسابه في «إكس») من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده لا تتوقع حدوث مشكلات في إمدادات النفط والغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي، في ظل الصراع الإيراني - الإسرائيلي، على الرغم من أن أسعار الطاقة قد تستمر في الارتفاع. وقال إن تركيا ستحتاج إلى استبدال الخام الخليجي، الذي يمثل 20 في المائة من إجمالي إمدادات تركيا، في حال توقف محتمل للشحن عبر مضيق هرمز.