
صحفيات غزة.. معركة يومية بين نقل الحقيقة وتلبية احتياجات عائلاتهن
غزة- مدلين خلة - صفا
بين الأحداث المتسارعة والقصف المستمر، تركض الزميلة ولاء أبو جامع لنقل الصورة للعالم الخارجي، علها تنجح في ايقاظ ضمير الإنسانية النائم منذ ما يزيد عن عامٍ ونصف من المحرقة التي تفتك بأهالي قطاع غزة.
تقول الزميلة أبو جامع لوكالة "صفا": إن "الخطر الحقيقي الذي يواجه الصحفيات الغزيات العاملات في الميدان هو الاستهداف المتعمد والمباشر".
معاناة لا تتوقف
وتضيف أن "فقدان أحد أفراد العائلة أو أحد زملاء العمل يشكل كابوسًا يؤرق فكر الصحفيين والصحفيات بغزة، وهذا أمر قد حدث بالفعل، فكثير من الأحيان تتحول الصورة إلى ضبابية كبيرة عندما نعلن استشهاد زميل او فرد من أفراد العائلة".
ولا تتوقف معاناة الصحفيات عند هذا الحد، بل تتعدى الانتهاكات النفسية والجسدية، عبر التعرض اليومي للمجازر الإسرائيلية والمشاهد الصادمة، والتي تؤثر بشكل كبير جدًا على الصحة النفسية، فضلًا عن إرهاق العمل تحت القصف وغياب بيئة آمنة للعمل.
وتتابع "من أكثر ما يشغل فكر الصحفيات بغزة صعوبة التواصل مع الأهل وجهات العمل، نتيجة سوء شبكة الإرسال والاتصال، وتدمير البنية التحتية لشبكات الإنترنت والاتصالات، وبالتالي البحث عن طريقة للتواصل وقطع مسافات للحصول على فُتات الإنترنت في كثير من الأحيان".
وتردف أبو جامع "كصحفيات عاملات في الميدان نُفاضل بين واجبنا الإعلامي كناقلات للحقيقة، وبين كوننا أمهات، وزوجات، ومعيلات لعائلاتنا، في ظل بيئة حرب لا ترحم وتستهدف الكل الفلسطيني".
وتبين أن حالة الخذلان العربي والعالمي زادت الواقع كارثية، فالأصوات بُحت وهي تنقل الصوت والصورة والواقع كما هو عبر شاشات البث المباشر.
وتشدد على أن استهداف الاحتلال للزملاء الصحفيين واستشهاد 212 منهم، "بكل تأكيد لا يمنعني من استكمال التغطية الصحفية، لأن سلاحنا الوحيد هو قلمنا وكاميراتنا، لأجل نقل الحقيقة لا شيء سواها".
وتطالب أبو جامع المؤسسات الدولية والحقوقية والأممية التي تتغنى بحرية الصحافة بأن تنظر بصدق إلى معاناة الصحفيين في قطاع غزة، الذين يُستهدفون، كونهم يُنقلون الحقيقة، حريتنا ليست شعارًا، بل نحن ندفع ثمنها من دمائنا وكل ما نملك.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استشهد 212 صحفيًا وإعلاميًا وأصيب 409 آخرون، برصاص الاحتلال، منذ بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، بينهم مراسلون وموظفون ومصوّرون ومحررون يعملون في وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وبلغت خسائر القطاع الإعلامي في غزة، وفقًا لبيان المكتب، ما يربو على 400 مليون دولار، إذ تعرّضت 143 مؤسسة إعلامية للاستهداف، بينها 12 صحيفة ورقية و23 صحيفة إلكترونية و11 إذاعة و4 قنوات فضائية في غزة، إضافة إلى تدمير مقرات 12 فضائية عربية ودولية.
واقع صعب
وأما الزميلة فاطمة الزهراء العويني فترى أن واقع الصحفيات بغزة، في ظل حرب الابادة صعب للغاية، خاصة مع حركة النزوح المتكرر، وكونهن يعشن واقعًا يجب فيه المساواة بين عملهن وتلبية احتياجات عائلاتهن.
تقول العويني لوكالة "صفا": إن واقع صحفيات غزة كزوجات وأمهات وغير متزوجات صعب للغاية، فقد أنهكهن النزوح المتكرر وفقد البيوت وافتقار المواد الأساسية، وأيضًا استشهاد الأحبة والمعاناة من إصابة ومرض.
وتوضح أن كل هذه الظروف تنعكس على عملهن الصحفي، باعتبارهن جزءًا لا يتجزأ من هذا المجتمع الذي يعاني ضمن حرب إبادة لم يشهد مثلها التاريخ.
وتضيف أن "هذه الظروف جعلت العمل الصحفي أمرًا صعبًا للغاية، لأن فقدان المقرات الصحفية والمعدات سواء معدات الوظيفة أو الشخصية، أدى لتوقف صحفيات كُثر عن العمل لفترات، بسبب عدم توفر تلك المعدات وصعوبة توفير الإنترنت، وأيضًا صعوبة المواصلات وخطر التنقل".
وتتابع "رغم كل ما عايشته الصحفية بغزة وما تعيشه، فإنها أصرت بكل جد لأن يكون لها دور في نقل هذه المعاناة التي يمر بها شعبنا، وإيصال معاناته للعالم سواء من خلال التقرير المكتوب والتلفزيوني أو الصورة أو التقرير المصور".
وتؤكد أن الحزن على زملاء المهنة الذين قضوا شهداء في معركة الحقيقة يدفعنا على حد سواء لإكمال المسيرة التي استشهدوا من أجلها وتوصيل ما أردوا توصيله للعالم.
وتوجه العويني رسالة للعالم، قائلة: "رسالتي للعالم عار على انسانيتكم أن تروا وتسمعوا كل ما تبثه شاشات التلفزة والإنترنت من مجازر وتجويع وتشريد ولا تحركون ساكنًا".
إبادة غزة
وتستذكر الصحفية كاري ثابت، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الزملاء الشهداء الذين قضوا على طريق إيصال صورة غزة للعالم، فكانت دماؤهم دليل طريق تسير عليه لإكمال مسيرتهم ورسالتهم.
تقول ثابت لوكالة "صفا": "في اليوم العالمي، نُحيي ذكرى شهداء الصحافة الفلسطينية، ونُطالب بحماية الصحفيين وضمان حرية عملهم".
وتضيف "نحن كصحفيات نعايش المحرقة بغزة، ونغطي الأحداث ونجوب في كل مكان، لأجل نقل الحدث، بالرغم من خطورة الأوضاع وسوادوية المشهد، لا نتحدث عن حرب، بل نتحدث عن إبادة لكل بشر وحجر".
وتتابع "في غزة لا يوجد حماية لأي صحفي أو صحفية، حتى الخوذة والسترة لم توفر الحماية لمرتديها".
و"الصحفيات بغزة يعشن في جحيم وكارثة، وقد يكن ضحية صاروخ إسرائيلي يُبدد حلمهن برؤية عائلتهن، بعد موجات النزوح والبعد الإجباري لساعات طويلة عنهم". تقول ثابت
وتشدد ثابت على أن الصحفيين يتعرضون إلى شتى أنواع القتل والأسر والتعذيب النفسي، بهدف إرهابهم وتوقفهم عن نقل صورة غزة للعالم، لكن رغم كل شيء يصرون على مواصلة عملهم ونقل رسالتهم.
وخلال حرب الإبادة المستمرة، دمّرت قوات الاحتلال 44 منزلًا لصحفيين، وقُتل 21 ناشطًا إعلاميًا مؤثرًا على منصات التواصل الاجتماعي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة خبر
منذ 15 ساعات
- وكالة خبر
ترامب يوصي برفع الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي إلى 50%
هدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، بفرض رسم جمركي بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو، قائلا إن المفاوضات الجارية "تراوح مكانها". وذكر ترامب في منشور عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، أنه "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا". وقال الرئيس الأميركي: "مناقشاتنا تراوح مكانها". وأضاف أنه "في ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسم جمركي بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو". وفي سياق ذي صلة، هدّد ترامب، اليوم، شركة "آبل"، بفرض رسم جمركي قدره 25%، ما لم تقم بتصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة. وشدّد على أنه "ما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأميركي، "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية، والمضاربات المالية، والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". وأشار ترامب مرارا إلى العجز التجاري للولايات المتحدة في المبادلات الثنائية مع أوروبا، والذي يراوح بين 300 و350 مليار دولار، بحسب تقديره. وبناء على معطيات ممثّل البيت الأبيض لشؤون التجارة، يقدّر العجز التجاري للولايات المتحدة في هذا المجال بحوالى 235 مليار دولار لسنة 2024، لكن المفوضية الأوروبية تعترض على هذا المجموع وتفيد من جانبها بعجز يبلغ 150 مليار يورو (حوالى 160 مليار دولار) للسلع فحسب وينخفض إلى 50 مليار يورو بعد حساب الفائض التجاري الأميركي من حيث الخدمات. وفي المعدّل، تبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية حاليا 12,5 %، مع نسبة 2,5 % كانت معتمدة قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أضيفت إليها 10 % منذ مطلع نيسان/ أبريل إثر إقرار رسوم جمركية "متبادلة". وأراد البيت الأبيض في بادئ الأمر فرض رسوم بنسبة 20 % على المنتجات الأوروبية، قبل الإعلان عن فترة سماح لتسعين يوما للرسوم الجمركية التي تتخطّى نسبتها 10% ريثما تمضي المفاوضات قدما. ومن حيث المبدأ، تنتهي هذه الفترة مطلع تموز/ يوليو. وخلال الأسابيع الأخيرة، أجرى المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عدّة محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك وممثّل التجارة جيميسون غرير، لكن من دون إحراز تقدّم يُذكر. وفور تهديد الرئيس الأميركي بالرسوم الجديدة بنسبة 50 % على المنتجات الأوروبية، هبطت البورصات في أوروبا وتراجعت خصوصا أسهم شركات السلع الفاخرة والسيارات. وعدّت برلين أن تهديدات ترامب هذه "لا تخدم أحدا". وتراجعت الأسهم في بورصة نيويورك الجمعة متأثرة بتهديدات جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي ورسوم إضافية بنسبة 25% على منتجات شركة آبل.


فلسطين الآن
منذ يوم واحد
- فلسطين الآن
تعرف على الدول الأكثر تجارة مع "إسرائيل"
علّقت بريطانيا -الثلاثاء الماضي- مفاوضات التجارة الحرة مع "إسرائيل" ردًا على سلوكها العسكري في غزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية. وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن حكومته لا تستطيع مواصلة المحادثات مع حكومة تنتهج "سياسات فاضحة"، وفق تعبيره. جاء هذا بعد يوم من تهديد بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا لم توقف "إسرائيل" هجومها المتجدد على غزة وتُخفف القيود المفروضة على المساعدات. كما أعلن الاتحاد الأوروبي مراجعة علاقاته التجارية مع "إسرائيل"، بعد تصويت داخلي. بدأت بريطانيا و"إسرائيل" مفاوضات لتحديث اتفاقية التجارة في يوليو/تموز 2022 بهدف تعزيز التعاون في الخدمات والتجارة الرقمية. وبلغت واردات "إسرائيل" من بريطانيا عام 2024 نحو 1.96 مليار دولار، تشمل محركات طائرات وأدوية ومعدات كهربائية. بينما صدّرت "إسرائيل" لبريطانيا ما قيمته 1.57 مليار دولار، معظمها ماس ومنتجات كيميائية. بلغت قيمة صادرات "إسرائيل" 61.7 مليار دولار، تصدّرتها الولايات المتحدة (17.3 مليار دولار)، تليها أيرلندا (3.2 مليارات)، ثم الصين (2.8 مليار دولار). واستوردت هونغ كونغ ما قيمته ملياري دولار، ما يجعل الصين ثاني أكبر مستورد فعلي. وتضمنت الصادرات الإسرائيلية الماس، والإلكترونيات الدقيقة، ومعدات الاتصالات. أيرلندا وحدها استوردت نحو 3 مليارات دولار من الدوائر المتكاملة. أما واردات "إسرائيل" فبلغت 91.5 مليار دولار، أبرزها الأجهزة الإلكترونية والمركبات والأدوية. وكانت الصين أكبر مصدر لـ"إسرائيل" (19 مليارًا)، تلتها الولايات المتحدة (9.4 مليارات)، وألمانيا (5.6 مليارات).


وكالة خبر
منذ 2 أيام
- وكالة خبر
منظمة غامضة ومرتزقة أجانب ورئيس وزراء بريطاني سابق: خطة أمريكية إسرائيلية للسيطرة على مساعدات غزة
نشرت صحيفة 'فايننشال تايمز' تقريرًا من إعداد نيري زيبلر وميهول سترفاستافا وديفيد شيبرد أشاروا فيه إلى المجموعة التي لا يعرف الكثيرون عنها شيئًا، ومن المقرر أن تسيطر على عمليات توزيع المواد الإنسانية في غزة. وجاء في التقرير أن أعدادًا من المرتزقة الأجانب وصلوا إلى إسرائيل للعمل على تنفيذ خطة مثيرة للجدل، وتحظى بدعم أمريكي، وقد تجبر الأمم المتحدة على التخلي عن إدارة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وسمحت إسرائيل، هذا الأسبوع، بدخول 60 شاحنة للقطاع، بعد موجة شجب دولي بسبب الحصار المطلق على غزة، منذ 3 أشهر، ودفع السكان هناك إلى حافة المجاعة. لكن الإمدادات الأخيرة، بحسب إسرائيل، هي 'جسر' لآلية دعمتها ودافعت عنها إدارة الرئيس دونالد ترامب. ويتوقع أن تكون هذه الآلية جاهزة بنهاية الشهر الحالي، بحيث تصبح الطريق الوحيد لدخول المساعدات إلى القطاع. وبموجب الخطة، ستوزع 'مؤسسة غزة الإنسانية'، وهي مؤسسة سويسرية غير معروفة، المساعدات في مراكز توزيع يحرسها الجيش الإسرائيلي وشركات خاصة. وإذا أرادت الأمم المتحدة وجهات أخرى توزيع المساعدات، فستحتاج إلى استخدام هذه المواقع، التي يتركز معظمها في جنوب غزة، ما يجبر الفلسطينيين على قطع مسافات طويلة للحصول على الغذاء. ومع ذلك، ومنذ طرحها لأول مرة في بداية مايو/أيار، واجهت مبادرة المساعدات مشاكل متعددة، ويقول أشخاص مطلعون على الخطة، التي تلقت حتى بعض النصائح غير الرسمية من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، إنها غير قادرة أو جاهزة لإطعام أكثر من مليوني فلسطيني. وقد أدانت الأمم المتحدة، التي طالما كانت المزود الرئيسي للمساعدات إلى غزة، هذا الترتيب ووصفته بأنه 'غطاء' للتهجير، بينما قال أحد 'أعضاء مجلس الإدارة' في المؤسسة، الذين وردت أسماؤهم في مسودة وثيقة صندوق الإغاثة العالمي، هذا الشهر، لصحيفة 'فايننشال تايمز' بأنهم لم يكونوا أعضاء في المجلس قط. وقال شخص مطلع على البرنامج: 'لقد أصبح الأمر برمّته مدعاة للجدل والسلبية' وتقول 'مؤسسة غزة الإنسانية' إنها ستوزع 300 مليون وجبة طعام في الأشهر الثلاثة من عملها، وبحسب مسودة الخطة فإنها ستطعم الفلسطينيين بوجبات كلفة الواحدة منها 1.30 دولارًا، بما في ذلك كلفة المرتزقة الأجانب الذين استأجرتهم لحراسة الطعام والمنشآت. لكن لا توجد معلومات واضحة حول كيفية تمويل المؤسسة، ولم تسهم أي دولة أجنبية مانحة في ماليتها حتى نهاية الأسبوع، ما يطرح شكوكًا حول تمويلها ومن أين يأتي الدعم، حسب ثلاثة أشخاص على معرفة بالأمر. وقال شخص مطلع على عمليات 'مؤسسة غزة الإنسانية' إن المانحين التزموا بـ100 مليون دولار على الأقل، لكنه لم يُسمّهم. ومنذ البداية، حاول المشروع استقطاب شخصيات بارزة في عالم العمل الإنساني. وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر، إن بلير تحدث مع ديفيد بيزلي، الرئيس السابق لبرنامج الأغذية العالمي، المدرج في وثيقة لمؤسسة التمويل الإنسانية العالمية كعضو محتمل في مجلس الإدارة، من أجل النظر في الخطة. ولعل ارتباط الخطة ببيزلي، حاكم ولاية نورث كارولينا السابق، الذي أدار برنامج الغذاء العالمي عندما فاز بجائزة نوبل، يعزز مصداقية المشروع الناشئ. ولم يرد بيزلي على الاتصالات والرسائل للتعليق. ورغم أنه لا يشغل أي منصب رسمي في مؤسسة الغذاء العالمي، إلا أن شخصًا مطلعًا على عملياتها أفاد بأن المؤسسة تجري محادثات معه. وتم ذكر اسم نات موك، مدير المطبخ العالمي، والذي أسهمت جمعيته الخيرية بإطعام مئات الآلاف من الفلسطينيين، قبل أن تنفد الإمدادات بسبب الحصار، كواحد من أعضاء مجلس إدارة 'مؤسسة غزة الإنسانية'، وكونه 'أحد أعضائه المهمين'. ونقلت الصحيفة عن موك قوله إنه 'ليس عضوًا في المجلس'، ولم يقدم مزيدًا من المعلومات. وقال شخص مطلع إن اسم موك 'ظهر في مسودة داخلية، وللأسف تم تسريبها للإعلام'. وأثارت 'مؤسسة غزة الإنسانية' الكثير من الشكوك والأسئلة حول بنيتها الغامضة، وتضم فرعًا سويسريًا أسسه مواطن أرمني، في أوائل شباط/فبراير الماضي، ليس له أي صلة وثيقة بالعمل الإنساني، وفرعًا أمريكيًا ثانيًا للمؤسسة لم يُكشف عن اسمه، إلى جانب أنه لم يُكشف إلا عن القليل من معلومات تمويل المؤسسة. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، في الأيام الأخيرة، صورًا لمتعاقدين أمنيين/مرتزقة أجانب يرتدون الزي الكاكي، وهم يهبطون إلى إسرائيل ويتلقون إحاطات، قبل نشرهم لحراسة قوافل المساعدات ومواقع التوزيع. وتشترك شركتان أمنيتان في العمليات، وهما 'سيف سوليوشنز' و'يو جي سوليوشنز'، في الخطة، حيث تم الاستعانة بخدماتهما لإدارة نقاط التفتيش داخل غزة، بداية العام الحالي، وخلال الهدنة القصيرة التي استمرت حتى 18 آذار/مارس. أما المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية فهو جي وود، وهو عضو سابق في وحدات المارينز ويدير وكالة لإغاثة الكوارث 'فريق روبيكون'، فقد قال إن الخطة، وإن لم تكن كاملة، إلا أنها الوحيدة المتوفرة، وبموافقة إسرائيلية. قال متحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية: 'نحن ملتزمون بإيصال المساعدة الإنسانية بطريقة لا تبدو وأنها عسكرية'، و'ستتم عملية التوزيع عبر فرق مدنية فقط'. وأشار إلى مظاهر قلق الأمم المتحدة، لكنها الوحيدة التي يتم من خلالها إيصال المساعدات لغزة الجائعة وبموافقة من إسرائيل. ونفى معهد توني بلير أن يكون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق قد قام بتقديم استشارات رسمية نيابة عن الخطة. ورفضت الأمم المتحدة ووكالات أخرى، حتى الآن، المشاركة، بحجة أن إنشاء عدد قليل من مراكز التوزيع الجماعي، معظمها متمركز في جنوب غزة، سيجبر الفلسطينيين الجوعى على جلب عائلاتهم إلى المنطقة القريبة من مصر. وزادت المخاوف من تصريحات بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، التي وصف فيها العملية الأخيرة التي يشنها الإسرائيليون بأنها وسيلة لطرد سكان غزة من القطاع في نهاية المطاف و'تغيير مجرى التاريخ'. وقد حذر توم فليتشر، منسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، في كلمة أمام مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، بأن خطة 'مؤسسة غزة الإنسانية' تجعل 'المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية'، و'أنها تجعل من التجويع ورقة مساومة'. وبسبب الانتقادات، حاولت المؤسسة تكييف عملياتها والاستجابة لقلق المؤسسات الدولية، وفي رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية، في الأسبوع الماضي، طلبت إنشاء مراكز توزيع إغاثة في الشمال. كما تعهدت بعدم مشاركة معلوماتها عن المتلقين للمساعدات مع أي جهة، ولا يُعرف إن كانت إسرائيل ستوافق على هذه المطالب. وتناقش الولايات المتحدة وإسرائيل أن خطة 'مؤسسة غزة الإنسانية' هي الوحيدة للتأكد من عدم سيطرة 'حماس' على المساعدات، وهي المزاعم التي استخدمت لفرض الحصار، وعدم نجاح إسرائيل في تفكيك سيطرة الجماعة على القطاع. ولاحظت الصحيفة أن خطة 'مؤسسة غزة الإنسانية' تتوافق بشكل وثيق مع أفكار طرحها الجيش الإسرائيلي على مدى العام الماضي، ومنها أفكار طرحت الشهر الماضي، حسب ملاحظات اجتماعات اطلعت عليها الصحيفة. وتدور هذه الأفكار على إنشاء محاور 'مطهرة'، أو معقمة خالية من 'حماس'، حيث يتم توزيع المساعدات. ويتناقض هذا مع نموذج المجتمع الدولي، الذي يتضمن مئات من نقاط التوزيع الأصغر في جميع أنحاء القطاع. وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين (أونروا)، إن وكالته لم تلاحظ أبدًا تحويلاً 'كبيرًا' للمساعدات من قبل 'حماس'، وألقى باللوم في حوادث النهب على 'اليأس' ونقص الغذاء. وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون وغربيون آخرون لصحيفة 'فايننشال تايمز' إن لديهم مخاوف بشأن قواعد الاشتباك التي يتبعها المقاولون في حالة وقوع هجمات من 'حماس'، أو في إدارة حشود الجياع من سكان غزة في مواقع التوزيع، والتي من المفترض أن يخدم كل منها 300,000 شخص. ومع ذلك، تحظى الخطة بدعم كامل من حكومة الولايات المتحدة التي قالت إنه عندما تكون جاهزة للتنفيذ، فستكون المسار الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن 'الرئيس ترامب دعا لحل إبداعي يقود إلى السلام، ويحمي إسرائيل، ويترك 'حماس' خاوية الوفاض، ويوصل المساعدات التي تنقذ الحياة لأهل غزة'.