logo
"فوردو".. قلعة نووية إيرانية حصينة تحت نيران القصف الأميركي

"فوردو".. قلعة نووية إيرانية حصينة تحت نيران القصف الأميركي

الشرق السعوديةمنذ 4 ساعات

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، قصف 3 مواقع نووية إيرانية، منهياً بذلك فترة مشاورات استمرت أسبوعاً كاملاً بشأن التدخل الأميركي في الحرب الإسرائيلية على طهران، وسط مخاوف من تصعيد الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت إيران، إنه لم ترصد "أي علامات تلوث" في مواقعها النووية في "أصفهان" و"فوردو" و"نطنز" بعد أن استهدفت الضربات الجوية الأميركية تلك المنشآت.
وقال الرئيس الاميركي ترمب في كلمة تلفزيونية من البيت الأبيض: "حققت الضربات نجاحاً عسكرياً مذهلاً"، وأضاف: "مُحيت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل وكلي"، محذراً طهران من أنها ستواجه مزيداً من الهجمات إن لم توافق على السلام.
وأوضح لشبكة FOX News، أن القوات الأميركية أسقطت ست قنابل خارقة للتحصينات على منشأة "فوردو"، واستهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز ومجمع أصفهان النووي بعدد 30 صاروخ من طراز "توماهوك".
"تدمير فوردو"
وكتب ترمب على منصته للتواصل "تروث سوشيال" (Truth Social): "تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو".
وأضاف الرئيس الأميركي منشوراً من حساب استخباراتي مفتوح المصدر، يزعم أن "فوردو انتهى".
وقال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، طلب عدم كشف هويته، إن قاذفات أميركية من طراز B-2 شاركت في الضربات.
وكانت "رويترز" أفادت في وقت سابق السبت، بتحرك قاذفات من طراز B-2، التي يمكن تجهيزها لحمل قنابل ضخمة يقول خبراء إنها ضرورية لضرب موقع "فوردو" الموجود أسفل جبل جنوبي طهران. ونظراً لتحصينه فسيستغرق الأمر على الأرجح أياماً إن لم يكن أكثر قبل معرفة تأثير الضربات.
ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن مسؤول إيراني تأكيده أن جزءاً من موقع فوردو تعرّض لهجوم "بضربات جوية معادية". وقال حسن عبديني نائب رئيس القسم السياسي بهيئة البث الإيرانية الرسمية إن السلطات أخلت المواقع الثلاثة قبل الهجمات.
9 سنوات من السرية
شيدت منشأة "فوردو" لتخصيب اليوارنيوم في عمق جبل قرب مدينة قم شمال طهران، وهي واحدة من أكثر منشآت إيران النووية تحصيناً وسرية، صُممت خصيصاً لتحمّل الهجمات العسكرية، ولتكون بمثابة معقل استراتيجي في قلب مشروع إيران النووي.
ومنذ الكشف عنه في عام 2009، أصبح "فوردو" رمزاً وأصلاً تقنياً مهماً في طموحات طهران النووية.
بدأ بناء منشأة "فوردو" بشكل سري في أوائل القرن الـ21، وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وظلت المنشأة طيّ الكتمان حتى سبتمبر 2009، حين أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اكتشاف المنشآة بشكل مشترك، متهمين إيران بإخفاء موقع ثانٍ لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبعد الإعلان الثلاثي، أقرت إيران رسمياً بوجود المنشأة وسمحت بتفتيشها، وأصرت طهران على أن الموقع مخصص لأغراض سلمية، خاصة إنتاج الوقود للمفاعلات ومحطات البحث النووي، غير أن البناء السري والموقع المحصن تحت الجبال، أثارا شكوكاً كبيرة بشأن احتمال وجود أهداف عسكرية للمنشأة، خصوصاً في حال اندلاع نزاع مسلح أو فشل المسار الدبلوماسي.
وتقع منشأة "فوردو" قرب القرية التي تحمل الاسم نفسه، على بعد نحو 32 كيلومتراً جنوب مدينة قم، في تضاريس جبلية وعرة من سلسلة جبال ألبرز، وما يميز الموقع هو أنه مدفون في عمق جبل يتكون من طبقات حماية طبيعية وصناعية، ما يجعله أكثر أماناً بكثير من المنشآت المشيدة على سطح الأرض مثل "نطنز"، و"بوشهر" وغيرهما.
وتتركز قاعات التخصيب الأساسية تحت الأرض بما يصل إلى عمق نحو 100 متر، ما يجعل تدميرها باستخدام الغارات الجوية أو القنابل التقليدية أمراً بالغ الصعوبة، وتُقدّر المساحة التشغيلية داخل الجبل بعدة آلاف من الأمتار المربعة، وهي مصممة لاستيعاب آلاف من أجهزة الطرد المركزي والبنية التحتية المرافقة لها.
مهام منشأة "فوردو"
الغرض المعلن من منشأة "فوردو" هو إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه في محطات الطاقة النووية، وصُمّمت لتضم نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي، من طراز "IR-1"، موزعة في سلسلتين أساسيتين من التخصيب، وعلى عكس "نطنز" الذي يُركّز على حجم الإنتاج، فإن "فوردو" بُنيت على مبدأ البقاء الاستراتيجي تحت ظروف التهديد.
وبموجب الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، وافقت إيران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة، وتوقفت عن تخصيب اليورانيوم داخله، كما أزالت أغلب أجهزة الطرد، لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 خلال رئاسة دونالد ترمب، استأنفت إيران أنشطة التخصيب، وبدأت تركيب أجهزة طرد متقدمة من طراز "IR-6"، حيث يوجد أكثر من 2000 منها، ما زاد من قدرتها على التخصيب بنسبة مرتفعة.
وخلال السنوات الأخيرة، وصلت إيران إلى تخصيب اليورانيوم داخل "فوردو" بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من نسبة 90% المطلوبة لإنتاج سلاح نووي، ما أثار قلقاً بالغاً لدى القوى الغربية.
وعلى الرغم من أنه لم يتعرض في السابق لهجمات كتلك التي استهدفت "نطنز"، إلا أن "فوردو" كان مركز اهتمام لتحقيقات وتقارير استخباراتية، ووجّه الكشف المفاجئ عن وجود المنشأة ضربة لمصداقية إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وزاد من فجوة الثقة.
وأبلغت الوكالة عن تغييرات متكررة في أنشطة التخصيب، وتركيب أجهزة متقدمة، وتجاوزات لشروط الاتفاق النووي.
وفي عام 2022، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% باستخدام أجهزة "IR-6"، ما أثار موجة إدانة دولية، وتوبيخ من مجلس محافظي الوكالة، معتبراً أن هذه الخطوة تعني أن إيران على مسافة قصيرة من "الاختراق النووي"، أي امتلاك المواد الانشطارية الكافية لصنع سلاح نووي خلال وقت قصير.
التحصين ومخاطر العمل العسكري
ويتمتع موقع "فوردو" بمكانة خاصة داخل البنية النووية الإيرانية، خاصة أن موقعه العميق داخل جبل يجعله من أصعب الأهداف القابلة للتدمير في الترسانة النووية الإيرانية، كما يُعدُّ خياراً بديلاً في حال تعرّض "نطنز" لهجوم أو تدمير.
ويقع على عمق يقترب من 100 متر في جبل صخري، ما يجعل تدميره بالقنابل التقليدية أمراً شبه مستحيل، وبحسب خبراء دفاعيين من أميركا وإسرائيل، فإنه حتى القنابل الخارقة للتحصينات مثل GBU-57 ربما لا تكون كافية لتدمير المنشأة بالكامل، إلا في حال شنّ هجمات متكررة ومنسقة بدقة.
الفرق بين "فوردو" و"نطنز"
تلخص الفروقات بين "فوردو" و"نطنز"، جانباً كبيراً من تاريخ البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب الجهود متعددة الأطراف التي بُذلت لتقييد أنشطة التخصيب، بهدف منع تنفيذ الهجمات من النوع الذي شنته إسرائيل على إيران.
ففي أعقاب كشف علني عن وجود منشأة سرية، أعلنت إيران عن منشأة "نطنز" أمام الأمم المتحدة في عام 2003. ورغم احتوائها على ما يصل إلى 16 ألف جهاز طرد مركزي، فقد صُممت لتخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، لكن بدرجات منخفضة.
وجعلها ذلك، إلى جانب خضوعها للتفتيش الدوري من قبل وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أكثر ملاءمة للاستخدام المدني. كما أن منشأة التخصيب في "نطنز" تقع على عمق لا يتجاوز 20 متراً فقط.
وفي المقابل، تتميز فوردو بـ"صلابة جيولوجية" تجعل قاعاتها "غير قابلة للاختراق" أمام القنابل التقليدية المحمولة جواً، بما في ذلك القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات، القادرة على اختراق 60 متراً من الخرسانة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما هي القاذفات الشبحية «بي..2» التي استخدمتها أمريكا في قصف إيران؟
ما هي القاذفات الشبحية «بي..2» التي استخدمتها أمريكا في قصف إيران؟

رواتب السعودية

timeمنذ 31 دقائق

  • رواتب السعودية

ما هي القاذفات الشبحية «بي..2» التي استخدمتها أمريكا في قصف إيران؟

نشر في: 22 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الأحد، أن الجيش الأمريكي نفذ ..هجوماً ناجحاً للغاية.. على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وأفادت تقارير بأن قاذفات أمريكية من طراز ..بي 2.. قادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات، كانت في طريقها إلى خارج الولايات المتحدة. القدرة على ضرب المنشآت النووية أرسل الجيش الأمريكي قاذفات شبح أمريكية من طراز بي..2 إلى جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ، قبل إعلان ترامب، عن الضربة الأمريكية لثلاثة مواقع نووية إيرانية، لينضم بذلك رسمياً إلى إسرائيل في شن غارات جوية هجومية على المواقع النووية الإيرانية. تُعتبر هذه الطائرات الكبيرة هي الوحيدة القادرة على حمل أسلحة يمكنها ضرب أكثر منشآت إيران النووية أمناً، منشأة ..فوردو..، والمدفونة في أعماق الأرض أسفل جبل. والطائرات الشبحية هي طائرات تستخدم تقنية التخفي، لتجنب اكتشافها من قبل رادارات الدفاع الجوي. ولم يُعلق المسؤولون الأمريكيون على أسباب نشر هذه الطائرات. اختراق المخابئ الإيرانية هذه الطائرات الضخمة، التي يزيد طول جناحيها عن 50 متراً، هي الوحيدة القادرة على حمل قنبلة GBU..57 الخارقة للذخائر الضخمة، وهي قنبلة تزن 30 ألف رطل (13608 كيلوغرام) قادرة على اختراق المخابئ، ويقول الخبراء إنها ضرورية لتدمير منشأة ..فوردو.. النووية الإيرانية العميقة. ويُعتقد أن هذه المنشأة مدفونة على عمق نحو 100 متر تحت سطح الأرض، ومحمية بالخرسانة المسلحة. خصائص الطائرة بي..2 يمكن للطائرة بلوغ أي نقطة في العالم والطيران حوله في رحلة واحدة بعد إعادة التزود بالوقود في الجو. لا تعكسها موجات الرادار بسبب انسيابية جسمها الذي يشبه مثلثا ذا قاعدة مسننة. يمكنها حمل وزن يصل إلى 20 طنا. يبلغ مداها دون الحاجة للتزود بالوقود حوالي 9 آلاف و600 كيلومت الطول: 20.9 مترا. الارتفاع:5.1 أمتار. الوزن: 72 ألفا و575 كيلوغراما. عرض جناحيها: 52.4 مترا. أقصى وزن للإقلاع: 152 ألف و634 كيلوغراما. سعة الوقود: 75 ألفا و750 كيلوغراما. المصدر: عاجل

بريطانيا: لم نشارك في الضربة على إيران.. وتم إبلاغنا مسبقا
بريطانيا: لم نشارك في الضربة على إيران.. وتم إبلاغنا مسبقا

صحيفة سبق

timeمنذ 41 دقائق

  • صحيفة سبق

بريطانيا: لم نشارك في الضربة على إيران.. وتم إبلاغنا مسبقا

أكد وزير التجارة البريطاني، جوناثان رينولدز، الأحد، أن بريطانيا لم تشارك في الضربات الجوية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، والتي نُفذت فجر الأحد 22 يونيو، لكنها تم إبلاغها مسبقا من قبل واشنطن بشأن الهجوم. وأوضح رينولدز أن بريطانيا لم تتلقَ أي طلب أميركي لاستخدام قاعدتها العسكرية في جزيرة دييغو غارسيا، وهي إحدى القواعد الاستراتيجية الأميركية والبريطانية في المحيط الهندي. وأضاف الوزير أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يجري مشاورات مع الحلفاء بشأن التطورات، وسط دعوات لتجنب المزيد من التصعيد في منطقة الشرق الأوسط. من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، طهران إلى العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن البرنامج النووي الإيراني "يشكل تهديدا خطيرا على الأمن العالمي". وفي تصريحات نقلتها وكالة "بي إيه ميديا"، قال ستارمر: "لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد نفذت الولايات المتحدة عملا عسكريا لتخفيف هذا التهديد".

إيران: كل الخيارات مفتوحة بعد الضربات الأمريكية.. وهجوم صاروخي على إسرائيل
إيران: كل الخيارات مفتوحة بعد الضربات الأمريكية.. وهجوم صاروخي على إسرائيل

صحيفة سبق

timeمنذ 41 دقائق

  • صحيفة سبق

إيران: كل الخيارات مفتوحة بعد الضربات الأمريكية.. وهجوم صاروخي على إسرائيل

تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي يوم الأحد، بينما قالت إيران إنها تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن نفسها بعد الضربات الأمريكية غير المسبوقة التي قال الرئيس دونالد ترامب إنها "دمرت" منشآتها النووية الرئيسية. ووفقاً لوكالة "رويترز"، بعد ساعات من تصعيد ترامب الحاد للتوترات في الشرق الأوسط بإرساله قاذفات بي-2 إلى إيران، حذّر الجيش الإسرائيلي المواطنين من الاحتماء من وابل من الصواريخ بدا أثقل من الصواريخ الإيرانية التي أطلقتها في الأيام القليلة الماضية. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس: "أحداث هذا الصباح شنيعة وستكون لها عواقب وخيمة"، واصفًا الضربات الأمريكية بأنها "انتهاك خطير" لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي. ونشر عراقجي على منصة X "" : "تحتفظ إيران بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها". وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها لن تسمح بوقف تطوير "صناعتها الوطنية"، وقال معلق في التلفزيون الرسمي الإيراني إن كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة سيكون هدفًا مشروعًا. وأفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن 16 شخصًا على الأقل أصيبوا في وابل الصواريخ الصباحية. دوّت صفارات الإنذار في معظم أنحاء البلاد، مما دفع ملايين الأشخاص إلى اللجوء إلى غرف آمنة وملاجئ، مع دويّ الانفجارات ورصد اعتراضات الصواريخ فوق القدس وأجزاء أخرى من البلاد. ولم يتضح على الفور عدد الصواريخ التي اخترقت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، لكن الشرطة أكدت وجود ثلاثة مواقع سقوط على الأقل في مناطق سكنية وسط وشمال إسرائيل. وأظهر مقطع فيديو من تل أبيب، المركز التجاري الإسرائيلي، ومدينة حيفا الساحلية شمالاً، فرق الإنقاذ وهي تمشط الأنقاض، وشققاً تحولت إلى أنقاض، وسيارات محطمة على طول شارع مليء بالحطام، ومسعفين يخلون المصابين من صف من المنازل المدمرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store