logo
فورين بوليسي: الذكاء الاصطناعي يحول الخليج إلى ساحة تنافس بين أميركا والصين

فورين بوليسي: الذكاء الاصطناعي يحول الخليج إلى ساحة تنافس بين أميركا والصين

الوطن الخليجية٠١-٠٤-٢٠٢٥

نشرت صحيفة 'فورين بوليسي' الأميركية تقريرًا تناول تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في منطقة الخليج من بوابة الذكاء الاصطناعي. وأوضحت الصحيفة أن هذه المنافسة ظهرت بوضوح خلال لقاء غير مُعلن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، عُقد في 18 مارس 2025 في البيت الأبيض.
وكتب ترامب على منصة 'تروث سوشيال' عقب اللقاء: 'عكَسَت الأمسية عمق العلاقات والروابط التاريخية بين بلدينا، فلطالما كانت الإمارات والولايات المتحدة شريكين في جهود إحلال السلام وتعزيز الأمن في الشرق الأوسط والعالم'.
وأشارت 'فورين بوليسي' إلى أن الإمارات باتت تستخدم 'لغة التكنولوجيا' في علاقاتها مع واشنطن، حيث يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره عاملًا محوريًا في تعزيز الشراكة بين البلدين.
وأكد ترامب أن المناقشات ركزت على سُبل تعزيز التعاون التكنولوجي والاقتصادي لدفع المستقبل المشترك قُدُمًا.
طحنون بن زايد.. الرجل المؤثر في السياسة والتكنولوجيا
ذكرت الصحيفة أن طحنون بن زايد، وهو شقيق رئيس أبوظبي، يعد شخصية محورية في صناعة القرار الإماراتي، حيث يمتلك نفوذًا واسعًا في المجالات الأمنية والمالية والاقتصادية، إضافة إلى التكنولوجيا.
وخلال زيارته إلى واشنطن، أجرى طحنون لقاءات مع شخصيات بارزة، مثل الملياردير إيلون ماسك، الذي يشغل منصب وزير الكفاءة الحكومية، والمؤسس المشارك لشركة 'أوراكل' لاري إليسون.
واستحوذ الذكاء الاصطناعي على جزء كبير من أجندة طحنون خلال زيارته، إذ جاء في بيان السفارة الإماراتية بواشنطن إشارات متكررة إلى هذا المجال.
وشهدت السنوات الأخيرة تحركات كبيرة من قبل الإمارات لتعزيز مكانتها في قطاع التكنولوجيا، حيث ضخّت ثروات ضخمة لتعزيز استثماراتها في هذا القطاع، مستهدفةً شراكات مع واشنطن ووادي السيليكون.
استثمارات متبادلة في قطاع الذكاء الاصطناعي
تسارعت الاستثمارات بين الجانبين بشكل ملحوظ، حيث استثمرت شركة مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في شركة 'G42' الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، التي يرأسها طحنون بن زايد.
وعلى الجانب الآخر، قامت الإمارات عبر مجموعة 'DAMAC' وصندوق 'MGX' بضخ استثمارات كبيرة في شركات أميركية بارزة، مثل 'OpenAI' و'Anthropic' و'xAI' التابعة لإيلون ماسك.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الاستثمارات لم تقتصر على مجال التكنولوجيا فقط، بل امتدت إلى مشروعات استراتيجية أوسع، مثل مشروع 'ستارغيت'، الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار، ويهدف إلى تطوير البنية التحتية الأميركية للذكاء الاصطناعي.
وأعلنت إدارة ترامب عن هذا المشروع بعد يومين فقط من تولي الرئيس منصبه، ليؤكد بذلك استمرار سياسة 'دبلوماسية دفتر الشيكات' التي تنتهجها أبوظبي في علاقتها مع واشنطن.
وفي خطوة أخرى لتعزيز التعاون التكنولوجي، أبرمت مايكروسوفت وشركة 'G42' اتفاقًا مشتركًا مع حكومة أبوظبي لإنشاء نظام حوسبة سحابية متقدم، يدعم الخدمات الحكومية المعززة بالذكاء الاصطناعي.
كما وقّع صندوق 'ADQ' السيادي الإماراتي، الذي يرأسه طحنون بن زايد، اتفاقية بقيمة 25 مليار دولار مع شركة 'Energy Capital Partners' الأميركية للاستثمار في قطاع الطاقة، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في مراكز البيانات، وهو ما يعكس حجم الترابط الاقتصادي بين الجانبين.
تأثير السياسات الأميركية على التعاون التكنولوجي
ورغم التعاون المتزايد بين أبوظبي وواشنطن، أشارت الصحيفة إلى أن القيود الأميركية على تصدير أشباه الموصلات قد تؤثر على مستقبل هذا التعاون.
فقد طرحت إدارة بايدن، قبل انتهاء ولايتها، قاعدة 'انتشار الذكاء الاصطناعي'، التي تُقسّم الدول إلى ثلاث فئات وفقًا لقدرتها على الحصول على أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة.
وتُصنَّف الإمارات ضمن الفئة الثانية، مما يجعلها خاضعة لمتطلبات ترخيص صارمة للحصول على هذه التقنيات الأساسية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
وقد أثارت هذه القواعد استياء شركات التكنولوجيا الأميركية، مثل 'إنفيديا' و'مايكروسوفت'، حيث أعربت الأخيرة عن قلقها من أن يؤثر هذا القرار على شركاء أميركا المقربين، بمن فيهم الإمارات.
وأكد محمد سليمان، الزميل البارز في 'معهد الشرق الأوسط' بواشنطن، أن طحنون بن زايد قدم إلى واشنطن بمقترح يهدف إلى تحقيق توازن بين المخاوف الأمنية الأميركية وبين تمكين الإمارات من الوصول إلى هذه التقنيات دون عرقلة طموحاتها.
وأشار إلى أن إدارة بايدن منحت مهلة 120 يومًا قبل دخول القاعدة حيّز التنفيذ، ما يجعل القرار النهائي بيد إدارة ترامب، التي قد تخضع لضغوط الشركات والدول الحليفة للحصول على استثناءات.
العلاقة مع الصين.. معضلة مستمرة
من أبرز النقاط التي أثارتها الصحيفة هو تأثير هذه السياسات على العلاقة بين الإمارات والصين. فقد حذّرت مايكروسوفت من أن القيود الأميركية قد تدفع أبوظبي إلى البحث عن بدائل أخرى، وعلى رأسها بكين، خاصة أن الإمارات تعتبر نفسها نقطة التقاء بين الشرق والغرب في مجال التكنولوجيا.
وأوضحت الصحيفة أن التعاون الإماراتي مع الصين كان موضع خلاف خلال إدارة بايدن، حيث اشترطت واشنطن على 'G42' قطع علاقاتها مع الشركات الصينية كجزء من صفقة استثمار مايكروسوفت في الشركة الإماراتية.
وأثار هذا الاتفاق مخاوف عدد من المشرعين الأميركيين، الذين حذروا من إمكانية وقوع التكنولوجيا الأميركية في أيدي الصين.
ورغم تأكيد الإمارات مرارًا أنها تفضل الشراكة مع الولايات المتحدة، فإنها لا تزال تحافظ على روابط مع بكين. فقد شهد فبراير/شباط 2025 زيارة إماراتية واسعة النطاق إلى الصين، شملت 140 مسؤولًا حكوميًا، بهدف استكشاف فرص استثمارية في بكين وشنغهاي وشينزن وهونغ كونغ.
وأكدت جورجيا آدمسون، الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن هناك 'مؤشرات قوية على أن الإمارات لم تقطع علاقتها مع الصين بالقدر الذي تدّعيه'.
وأضافت أن موقع الخليج الفريد يسمح له باللعب على الجانبين، مما يعزز موقعه في السباق التكنولوجي العالمي.
وفي ختام التقرير، خلصت 'فورين بوليسي' إلى أن الخليج بات ساحة رئيسية للصراع بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لمحمد سليمان، فإن الطرف الذي سيتمكن من فرض نفوذه التكنولوجي في هذه المنطقة، سيحصل على موطئ قدم قوي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 1 بالمئة
ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 1 بالمئة

المدى

timeمنذ 2 ساعات

  • المدى

ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 1 بالمئة

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1 بالمئة يوم الأربعاء، بعد ورود تقارير تفيد بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ ضربة ضد منشآت نووية في إيران، ما أثار مخاوف من أن يؤدي أي صراع إلى تعطيل الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط، المنتجة الرئيسية للنفط. ‏وارتفعت عقود خام برنت تسليم يوليو بمقدار 86 سنتاً، أو بنسبة 1.32 بالمئة، لتسجل 66.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:03 بتوقيت غرينتش، كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو 90 سنتاً، أو بنسبة 1.45 بالمئة، لتصل إلى 62.93 دولار للبرميل.

النفط يصعد 1 في المئة بعد تقرير عن تحضير إسرائيل لضرب منشآت نووية إيرانية
النفط يصعد 1 في المئة بعد تقرير عن تحضير إسرائيل لضرب منشآت نووية إيرانية

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

النفط يصعد 1 في المئة بعد تقرير عن تحضير إسرائيل لضرب منشآت نووية إيرانية

قفزت أسعار النفط بأكثر من واحد في المئة، اليوم الأربعاء، بعد تقرير لشبكة (سي.إن.إن) أفاد بأن إسرائيل تجهز لتوجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية، مما أثار مخاوف من أن يؤدي الصراع إلى اضطراب الإمدادات بالشرق الأوسط المنتج الرئيسي للخام. وبحلول الساعة 00.03 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يوليو 86 سنتا أو 1.32 في المئة إلى 66.24 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يوليو 90 سنتا أو 1.45 في المئة مسجلة 62.93 دولار. كانت (سي.إن.إن) قد ذكرت أمس الثلاثاء نقلا عن مسؤولين أمريكيين مطلعين أن معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الشبكة الإخبارية نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي بأكثر من دولارين للبرميل في أعقاب نشر التقرير، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من دولار. إيران ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، وقد يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى اضطراب إمداداتها من الخام. وتوجد أيضا مخاوف من احتمال رد إيران، في حال مهاجمتها، بمنع تدفقات ناقلات النفط عبر مضيق هرمز بالخليج الذي تصدر من خلاله السعودية والكويت والعراق والإمارات النفط الخام والوقود. ومع ذلك، ظهرت بوادر على زيادة الإمدادات. وذكرت مصادر بالسوق، نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي، أمس أن مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وقالت المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، ارتفعت بمقدار 2.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 مايو. ويترقب المستثمرون أيضا بيانات مخزونات النفط الأميركية الحكومية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق اليوم الأربعاء. وكشف مصدر بالقطاع عن أن إنتاج كازاخستان من النفط زاد بنسبة اثنين في المئة في مايو، وهي زيادة تتحدى ضغوط منظمة «أوبك» وحلفائها على البلاد لخفض إنتاجها.

مجلس الوزراء: تسمية مبنى الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر باسم سليمان المشعان
مجلس الوزراء: تسمية مبنى الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر باسم سليمان المشعان

كويت نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • كويت نيوز

مجلس الوزراء: تسمية مبنى الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر باسم سليمان المشعان

عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي صباح يوم الثلاثاء 20/5/2025 في قصر بيان برئاسة معالي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح وبعد الاجتماع صرح معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريده عبدالله المعوشرجي بما يلي: أحيط مجلس الوزراء في مستهل اجتماعه علماً بتكليف حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله ممثلا عن سموه حفظه الله ورعاه لحضور القمة الثانية بين رابطة دول الآسيان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية الصديقة والمنتدى الاقتصادي بين رابطة دول الآسيان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية الصديقة والمقرر عقدهما بمدينة كوالالمبور خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو 2025. واطلع مجلس الوزراء على الرسائل الواردة من الديوان الأميري والموجهة إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه من رؤساء بعض الدول الشقيقة والصديقة بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل أوجه التعاون المشترك بين دولة الكويت وتلك الدول في مختلف المجالات. من جهة أخرى قرر مجلس الوزراء تسمية مبنى الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر الكويتية بإسم المغفور له بإذن الله تعالى سليمان مشعان المشعان وذلك تقديرا وعرفانا بجهود المرحوم خلال فترة عمله ودوره الملموس في تطوير أنظمة العمل في قطاع الجنسية والجوازات بوزارة الداخلية. من جهته أحاط معالي وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر سعود العمر مجلس الوزراء علما بفحوى لقاء سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله يوم أمس مع نائب الرئيس التنفيذي والمدير التجاري لشركة مايكروسوفت العالمية جودسون بيزك ألتوف بمناسبة زيارته إلى دولة الكويت وكذلك نتائج مباحثات معاليه مع نائب الرئيس التنفيذي والمدير التجاري لشركة مايكروسوفت العالمية جودسون بيزك ألتوف والتي تركزت على سبل تنفيذ بنود الشراكة الاستراتيجية بين دولة الكويت وشركة مايكروسوفت العالمية بهدف بناء منظومة رقمية متكاملة قادرة على مواكبة التطورات العالمية وتعزيز جودة الخدمات الحكومية وخلق بيئة محفزة للإبتكار والاستثمار إضافة إلى تمكين الكفاءات الوطنية عبر برامج تدريب متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتقنيات المتقدمة ما يرسخ دور الكوادر الكويتية في قيادة التحول نحو اقتصاد رقمي تنافسي ومستدام. ومن منطلق حرص الحكومة على متابعة المشاريع الإسكانية اطلع مجلس الوزراء على التقرير الدوري المقدم من المؤسسة العامة للرعاية السكنية بشأن الموقف التنفيذي الخاص بأعمال الجهات الحكومية المعنية بتوفير خدمات المشاريع الإسكانية وقرر مجلس الوزراء تكليف المؤسسة العامة للرعاية السكنية وبالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية بالمضي قدما بتنفيذ المشاريع الإسكانية وخدماتها وفقا للبرنامج الزمني والخطة التي تم إعدادها بهذا الشأن. واستعرض مجلس الوزراء عددا من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال وقرر الموافقة عليها كما قرر إحالة عدد منها إلى اللجان الوزارية المختصة لدراستها وإعداد تقارير بشأنها لاستكمال الإجراءات الخاصة لإنجازها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store