
عرض لوحة فنية لبابلو بيكاسو في مزاد بـ 18 مليون دولار
تستعد دار المزادات العالمية "سوذبيز" لعرض لوحة فنية مميزة للفنان الإسباني الشهير بابلو بيكاسو في مزادها المقبل يوم 14 مايو، ويُتوقع أن يصل سعرها إلى 18 مليون دولار.
اللوحة، التي تحمل اسم "Homme Assis" (الرجل الجالس)، تم إنجازها في 10 ديسمبر 1969، وتعد واحدة من أبرز الأعمال التي أبدعها بيكاسو في سنواته الأخيرة.
Homme Assis.. لوحة بيكاسو التي تعكس إبداعه رغم مرور الزمن
تعد لوحة "Homme Assis" أحد الأعمال المهمة في مسيرة بيكاسو الفنية المتأخرة، التي عكست تفرده في التعبير الفني وإبداعه المتواصل رغم تقدمه في السن.
تم تنفيذ اللوحة باستخدام زيت وريبولين على قماش، حيث قام بيكاسو بتوثيق عمله بتوقيعه في الزاوية السفلية اليمنى مع تاريخ التنفيذ "10.12.69" على الجهة الخلفية.
وتبلغ أبعاد اللوحة 51 ⅛ × 38 ¼ بوصة، أي ما يعادل 129.9 × 97.2 سم، مما يجعلها واحدة من الأعمال الكبيرة التي أبدعها في هذه الفترة.
رحلة لوحة بيكاسو الشهيرة
تمتلك لوحة "Homme Assis" تاريخًا طويلاً ومعقدًا في ملكيتها، إذ كانت في البداية جزءًا من مجموعة خاصة تابعة لعائلة لولا رويز بيكاسو فيلاتو، شقيقة الفنان الشهير بابلو بيكاسو.
هذه اللوحة التي تحمل توقيع بيكاسو وتاريخ تنفيذها 1969، ظلت جزءًا من التراث العائلي قبل أن تنتقل إلى عدة مجموعات خاصة مرموقة، ما يعكس أهمية العمل في عالم الفن الحديث.
في عام 1979، انتقلت اللوحة إلى مجموعة خاصة في بيفرلي هيلز، حيث تم الحفاظ عليها ضمن مجموعة فنية مميزة، كان هذا هو أول تحول بارز في تاريخ اللوحة.
ثم جاء الدور على مزاد سوذبيز في نيويورك في نوفمبر 2014، حيث تم عرض اللوحة للمرة الأولى بشكل واسع للجمهور، مما أثار اهتمام العديد من جامعي الأعمال الفنية في مختلف أنحاء العالم. وفي هذا المزاد، تم شراؤها من قبل أحد هواة جمع الأعمال الفنية في الولايات المتحدة.
استمرت الرحلة الفريدة لهذه اللوحة عندما انتقلت إلى المالك الحالي في مايو 2017 بعد شرائها من معرض "Van de Weghe Fine Art" في نيويورك، واليوم، قرر المالك عرضها مجددًا في المزاد المقبل، مما يعكس مكانتها الاستثنائية في سوق الفن المعاصر.
حالة ممتازة وتوقعات بسعر قياسي
تم الحفاظ على اللوحة في حالة ممتازة، ما يعكس جودة العمل الفني الكبير الذي قدمه بيكاسو في تلك الفترة من حياته.
ويظهر من خلال اللوحة كيف كانت أعماله في هذه الفترة مليئة بالإبداع والابتكار، حيث كانت تجسد رؤيته الفنية المتجددة والمستمرة.
ويُتوقع أن تحقق اللوحة سعرًا قياسيًا في المزاد المقبل، نظرًا لقيمتها الفنية العالية وتاريخها الغني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 28 دقائق
- الرجل
افتتاح النسخة الأولى من معرض "داون تاون ديزاين الرياض"
افتتح اليوم معرض "داون تاون ديزاين الرياض" أبوابه أمام الزوار، ليقدّم أول فعالية متخصصة في التصاميم المعاصرة وعالية الجودة في المملكة. يُقام المعرض في قلب حي جاكس، الحي الثقافي في الرياض، في الفترة من 20 إلى 23 مايو، بالشراكة مع هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة السعودية. ويؤكد المعرض التزامه بتقديم التصميم المعاصر المتميز، من خلال برنامج متكامل يضم علامات تجارية عالمية، ومواهب صاعدة من المنطقة، إلى جانب فعاليات وتجارب تقام في مختلف أنحاء الحي، ضمن مساحات داخلية وخارجية. الدكتورة سمية السليمان - Downtown Design Riyadh وقالت الدكتورة سمية السليمان، الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم: "يمثّل معرض داون تاون ديزاين الرياض خطوة مهمة ضمن مساعينا لبناء ثقافة تصميم تنبثق من الهوية السعودية وتتفاعل بانفتاح مع العالم. يركّز المعرض من خلال برامجه المتنوعة على هذه الرؤية، حيث يجمع بين أعمال مصممين سعوديين، من الجيلين الصاعد والمخضرم، إلى جانب أسماء عالمية مرموقة، ضمن إطار يدعم الإنتاج الإبداعي ويحفّز على التبادل المعرفي. وتأتي رعايتنا الاستراتيجية للمعرض تجسيداً لدعمنا للقطاع، ومن مستهدفاتنا في استقطاب أبرز المعارض والأحداث العالمية المتخصصة في قطاع العمارة والتصميم، لتعزيز مكانتنا الراهنة وطموحاتنا المستقبلية، في وقتٍ يُصبح فيه التصميم عنصراً محورياً في المشهدين الثقافي والاقتصادي للمملكة". أبرز فعاليات البرنامج يقدّم "كوزنتينو" تركيبًا فنيًا بعنوان "معالم القمر"، من تصميم استوديو "بابنيمنيم" الكويتي. بينما تعرض "لاسفيت" العمل التركيبي الضوئي "سبلاش"، من تصميم مارتن جالو. ويقدم "ناتوزي إيطاليا" مشروع "أمامة"، وهو تصميم جديد لأريكة ثنائية الجوانب، بالتعاون مع المصمم أندريا ستايدل. وتُطلق دار "ميزون لويس دراكر" تعاونًا مبتكرًا يجمع بين منصة التصنيع الرقمي "ترام" واستوديو التصميم أراندا/لاسش، يمزج بين التصميم الخوارزمي والحرفية التقليدية. ويقدّم "جوتن" معرضًا تجريبيًا للألوان بالتعاون مع مصمم محلي. فيما تتعاون "كليكتك" و"أسمبلي" في عرض منسّق يُبرز تفاعل التصميم المعاصر مع المقتنيات الكلاسيكية الشهيرة. وفي أول مشاركة له بالمعرض، يعرض استوديو "جراي جاردن بلانت" مجموعة من الأواني والمزهريات المصنوعة يدويًا من خامات طبيعية، ضمن رؤية جمالية تعكس التوازن بين البساطة والطبيعة. يعرض "جايبور راجز" مجموعة من التصاميم المستوحاة من "جاردان دو موند" لتاتيانا دي نيكولاي، إلى جانب أعمال أخرى مختارة. كما تكشف دار سانت لويس عن مجموعة "تورساد"، وهي تشكيلة مبتكرة جاءت بالتعاون مع الفنانة الإيطالية ستيفانيا دي بيتريلو. وتعرض شركة "إيوان مكتبي" تعاوناتها المتميزة مع كل من "بلو أركيتكتس"، و"ديفيد/نيكولاس"، و"رولا سلمون"، ضمن رؤى تصميمية تعكس تنوع الأساليب والأسواق. وتشهد الفعالية الإقليمية الأولى للعلامة "سكارليت سبليندور"، التي تكشف عن تشكيلة جريئة تضم قطعًا مصنوعة من النحاس الخالص من تصميم ريتشارد هاتن، في تعبير معاصر عن الفخامة والحرفية. أما "سيرافيني"، فتُقدّم نماذج راقية من الحرفية الإيطالية الأصيلة، من خلال قطع أثاث وتصاميم تتميز بالوظيفية والجمال المتقن. وفي معرض يضم مجموعة متنوعة من العلامات التجارية، تقدم "هدى للإنارة" أبرز الأسماء في مجال الإضاءة المعمارية والديكورية، منها "بروكيس" و"إيتالامب" و"بانزيري" و"بوما". في حين تعرض "ذا باوري كومباني" علامات اسكندنافية معاصرة مثل "أودو كوبنهاجن"، و"جوبي"، و"آند تراديشن". وعلّقت ميت ديجن كريستنسن، مديرة معرض داون تاون ديزاين، قائلة: "تجمع النسخة الافتتاحية من معرضنا في الرياض بين أبرز ما يميز داون تاون ديزاين، من خلال تقديم مزيج متوازن ومدروس، يجمع بين العلامات التجارية العالمية والمواهب الناشئة والتصاميم محدودة الإصدار. نحن فخورون بتوفير منصة تعكس روح التصميم عالي الجودة في إطار محلي خاص، بدءًا من التركيبات الفنية والتعاونات المبتكرة، مرورًا ببرنامج الأنشطة المتنوع ومفاهيم المتاجر المؤقتة، يشكل المبدعون السعوديون والسوق المحلي المزدهر حجر الزاوية في هذا البرنامج، مما يخلق تجربة متجذرة في التراث ومبنية على رؤية مستقبلية طموحة". يضم المعرض عارضين من المصممين المقيمين في السعودية، منهم "هوبال"، و"لوكاس بارسيلو"، بالإضافة إلى استوديو التصميم الداخلي الذي شاركت في تأسيسه المصممة السعودية نورا سليمان. وتتميز أعمال هؤلاء المصممين بتنوعها بين العمارة وتصميم المنتجات والأشياء، مع تقديم رؤى معاصرة مستوحاة من التراث الثقافي. إلى جانب ذلك، يبرز جناح 'صُمّم في السعودية" الذي يسلط الضوء على تطور القطاع الصناعي في المملكة، والمبادرات الرئيسية الداعمة له. ويستضيف معرض داون تاون ديزاين الرياض نخبة من أبرز المواهب من مجتمعات التصميم العالمية والإقليمية. وفي قسم مخصص بالمعرض، تُعرض أعمال فنية نادرة وتصاميم فائقة الجودة من خلال معارض فنية عالمية واستوديوهات مستقلة وشركات مصنعة. يعرض قسم "جاليري كوليكشونال" قطعًا بإصدارات محدودة لمصممين معروفين عالميًا، من بينهم كريستوف ديلكورت، وأباراتوس ستوديو، ودراجا وأوريل، إلى جانب أسماء مرموقة مثل لوريدس جالي، وماريو تساي، وسبين مارسيلس، وستيفن جون كلارك، وريفراكتوري. ويتضمن عرض فينيني أعمالاً زجاجيةً صُنعت بالتعاون مع أسماء مرموقة مثل ميشيل دي لوتشي وبيتر مارينو، ويسلط معرض "فيزيونير" الضوء على مجموعات لمصممين مثل أليساندرو لا سبادا ومارك أنج. ويقدم معرض هيلين تشيسليت مجموعة واسعة من أبرز أسماء التصميم البريطانية، بما في ذلك أعمال توماس هيذرويك، بالإضافة إلى قطع من روم لندن، وتوم فولكنر، وأوبجيكت ستوديو، وأتيليه 001. بينما يُقدم استوديو النسيج الإيطالي دينودو، بإصداراته المحدودة، أول ظهور إقليمي له، مُسلطاً الضوء على التعاون مع فنانين مشهورين. ويقدم الثنائي الأردني "مجموعة نقش" في مجال التصميم مزيجًا من الجماليات المعاصرة والحرفية العربية التقليدية، ويعرض أعمالًا تعكس الذاكرة الثقافية من خلال الشكل الحديث. أبرز محطات البرنامج افتتاح النسخة الأولى من معرض "داون تاون ديزاين الرياض" - Downtown Design Riyadh تقدم بي إم دبليو السعودية تجربة مكانية آسرة، ضمن مشاركتها الأولى في معرض داون تاون ديزاين الرياض، من خلال "ردهة بي إم دبليو"، وهي مفهوم ضيافة مبتكر من تصميم المصممة السعودية أماني الإبراهيم، الشريكة والمديرة التنفيذية في كريستينا زانيك للاستشارات، وتجسّد هذه الرؤية الإبداعية لغة التصميم المستقبلية لعلامة بي إم دبليو، وتعكس حوارها المستمر مع عوالم الإبداع والعمارة والابتكار، في مساحة تفاعلية تدمج بين التقنية والجمال والهوية المعمارية المعاصرة. كما يتعاون الثنائي الإبداعي اللندني بومباس آند بار مع ذا لايتهاوس، لتقديم تجربة مأكولات متعددة الحواس في المعرض، تمزج بين الفن والعلم والطهي بأسلوب غامر وغير تقليدي. وقد جرى ابتكار هذا المفهوم المؤقت بالتعاون مع شركة التصميم السعودية لايتا إنتيريور، ليمنح الزوار تجربة فريدة من نوعها، تشمل حلويات متوهجة في الظلام، مستوحاة من الروح الحُلمية لحركة باوهاوس. كما يتضمن البرنامج متجرًا مؤقتًا يسلط الضوء على مشهد القهوة المتخصصة في المملكة، من خلال أوريجين روسترز وماربل × إيزي بيكري، في لقاء يجمع الذوق المحلي بالتصميم العصري. يُقدّم الاستوديو متعدد التخصصات "كريم + إلياس"، بقيادة المصممين كريم تامرجي وإلياس حاج، عملاً تركيبيًا خارجيًا بعنوان "ستراتا"، مصنوعًا من الرمال السعودية باستخدام تقنية التربة المدكوكة التقليدية، ويعرض هذا العمل في الساحات الخارجية الرئيسية في حي جاكس، حيث يمزج بين الحرفية التراثية والتصميم المعاصر، ليمنح الزوار تجربة غامرة تستحضر العلاقة بين ماضي الرياض وحاضرها، يُجسّد "ستراتا" التزام "كريم + إلياس" بتقديم أعمال فنية تقوم على المواد وتركّز على التصميم المرتبط بالمكان. وتسلّط الفعالية الضوء أيضًا على تركيبات معمارية وأعمال تفاعلية سبق أن كُلّفت بها مؤسسات ثقافية سعودية، في تجسيد لتطور المشهد الإبداعي في المملكة. وتُقدّم هيئة فنون العمارة والتصميم معرضًا يُعرّف الزوّار بمبادراتها المتنوعة، إلى جانب تركيب تعاوني بعنوان "رواية منسوجة" للمصممتين رُبى الخالدي ولجين رافع، يتضمن نولًا تفاعليًا يُستخدم مباشرة خلال أيام المعرض. كما يشارك مركز "إثراء" من خلال عرض أوبن سيجمنت من تنفيذ استوديو سين آركيتكتس، وجناح "إيوان"، ومبادرة "أديم". ويجمع المنتدى، منصة الريادة الفكرية للمعرض، نخبة من رواد عالم التصميم لاستكشاف الأفكار التي تُشكّل مستقبل المنطقة الإبداعي، وقد صُمّم ليكون منصةً للحوار والاستكشاف، ويتضمن برنامجًا يوميًا من الجلسات الحوارية، يستكشف كيف يبرز التصميم القابل للتحصيل كقوة ثقافية واقتصادية جديدة في الشرق الأوسط، ودور التصميم الجرافيكي في الحفاظ على التراث الإقليمي وإعادة تصوره، وما يتطلبه الأمر لتقديم تصميم متميز على نطاق واسع في المشهد سريع التطور في المملكة العربية السعودية، من بين أمور أخرى. كما يجمع المنتدى نخبة من المهندسين المعماريين والمصممين والمفكرين الثقافيين من جميع أنحاء المملكة وخارجها، ليُتيح مساحةً مثاليةً للتبادل والأفكار البناءة. يضم المعرض أيضًا مجموعةً مختارةً من ورش العمل العملية التي تُقدّمها إثراء، بما في ذلك صناعة المقاعد من خلال تقنيات الطي، ومقدمة عن الطباعة الحريرية، وجلسة تُركّز على الاستدامة، وتستكشف التغليف الصالح للأكل كاستجابة إبداعية للنفايات العالمية.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
محمد شرف في «ذكريات أشجار بعلبك»: الفنّ ضد الأسمنت واليباس
يتعمَّد الفنان التشكيلي اللبناني محمد شرف أن يجعل من مدينته بعلبك امتداداً حيّاً لمعرضه المُقام حالياً فيها. فهي لم تَعُد بالنسبة إليه مجرَّد موطن، وإنما ملاذٌ يُلهمه، وملجأ يحتضنه بعد أن جرّب الإقامة البيروتية، قبل أن يُقرّر «هجرها» تحت وطأة صخبها، وضجيجها الأسمنتي. بعلبك الآن حاضرة في لوحاته، وفي ظلال طبيعتها يُقدّم معرضه الجديد بعنوان: «من ذكريات أشجار بعلبك وآثاره»، حيث يتجلّى الاخضرار بتقلّباته، وتظهر المساحات الحرجية تحت وطأة المعاناة، وجشع الإنسان. بعلبك حاضرة في لوحاته وفي ظلال طبيعتها يُقدّم معرضه (محمد شرف) في حواره مع «الشرق الأوسط»، تبدو نبرته مُثقلة بما يُشبه الندم الجماعي على ما جرى في المدينة. كان يتنقّل في الحديث عن اللوحات كما لو أنه يتفقّد أشجاراً حيّة، يطمئنّ على جذوعها، وأوراقها، ويتأمّل صمتها الناطق. الأشجار في لوحات شرف مُتخيَّلة أكثر منها واقعية، لكنها مُشبَّعة بروحية المكان الذي يألفه، وينتمي إليه. ليست انعكاساً لزمن مناخي واحد، رغم قُرب زمن تنفيذها؛ ففيها ضوء النهار الذي يخفت أحياناً، ويترك أثره على اللون، واللون نفسه يبدو كأنه يشيخ مع الزمن، ويتواطأ معه. والشجر عنده مسائيّ أيضاً، يُبدّل ألوانه كما تتبدّل أوراقه تحت سطوة المواسم. لا يرسم شرف أشجاراً لتكون نسخاً عن واقعها، فهو يُحمِّلها رمزية، ويمنحها صوتاً، لتقول ما يشاء هو أن يقوله، وتعترض كما يريد لفنّه أن يعترض. يجعل من مدينته بعلبك امتداداً حيّاً لمعرضه المُقام حالياً فيها (محمد شرف) في أعماله، يطلّ اليباس، فيُستَدعى الرسم لتجسيد الشرّ البشري بحقّ الثروة الحرجية. أشجاره يابسة، ومقطوعة، في إشارة فنّية صريحة إلى همجية ما يُرتكب ضدَّ الطبيعة. يروي شيئاً من ذاكرته، بصوت سرعان ما يعكس انفعالاته: «حدث ذلك قبل 30 عاماً تقريباً. أُسمّيها مجزرة، ولا أجد تعبيراً ألطف. في شارع رأس العين بمدينة بعلبك، قُطِعت أشجار صفصاف وحور ضخمة. ذلك القَطْع الفظيع غيَّر معالم المكان. تذرَّعوا بالحاجة إلى توسيع الطريق، رغم أنه كان ممكناً إيجاد حلّ آخر يُبقي الأشجار. أهالي بعلبك لا يزالون يبكون تلك الفجيعة. هي راسخة في ذاكرتنا الجماعية، فأردتُ من هذا المعرض مَنْح بعض العزاء للنزيف المستمر». تظهر المساحات الحرجية تحت وطأة المعاناة وجشع الإنسان (محمد شرف) ورغم أنّ ذاكرته مُثقَلة بصورة تلك الأشجار الضخمة، لا يرسم محمد شرف نسخاً عنها. فالشجرة لديه تُستعاد برمزها قبل حجمها. يتحدَّث عنها بشغف مثل مَن يتحدَّث عن كائن حيّ يسري الدم في عروقه. هي بالنسبة إليه مرادفة للحياة؛ لكن تلك التي تُحدِثها الطبيعة من دون تدخُّل بشري. فالشجرة التي تُروى أو تُشذّب بيد إنسان، تختلف عن تلك التي تنمو وحدها في البرّية. يُسمّي عملية نموّها «حرّية تامة». وبمجرّد حضورها في المشهد، تُعيد تشكيله، فتفرض جماليّتها، وسكينتها، وتستردّ السلطة من الأسمنت. المعرض يبدو تعويضاً ما عن عجزٍ سابق تمثَّل في عدم قدرته على إنقاذ الأشجار المقطوعة قبل 3 عقود. لذلك يرسم، لعلّه يُخفّف من قسوة الذاكرة. وفي مجموعة أخرى من أعماله، يُطلق صرخة لا تقلّ دويّاً يُجسّد فيها تغوّل المشهد الأسمنتي على الواقع. من بين اللوحات، عمل يُصوّر «الحيّ المسيحي» في بعلبك، حيث يقع منزل الشاعر خليل مطران، فيُعيد المكان إلى الذاكرة ما يحمله من دلالات: «يذكّرني بمشاوير السينما، والهدوء المفقود»، يقول. تغيَّر كل شيء. لم تَعُد أعمدة بعلبك مرئية كما كانت، فقد حجبتها كتل الباطون. تبدّلت الإطلالات، وحلّ الأسمنت مكان المساحات الخضراء، لتتحوَّل المدينة في وصفه إلى «ترسانة باطون مسلّح». الأشجار في اللوحات مُتخيَّلة أكثر منها واقعية (محمد شرف) محمد شرف، المُدافع الشرس عن التراث المعماري الشعبي، لا يكتفي بتوثيق الجمال فحسب، ليُواجِه ما يُرتكب بحقّه. شكَّل هذا التدمير الممنهج موضوعه لدكتوراه الفنّ، وهو لا يتردّد في أن يكون صوتاً مناهضاً في وجه من يُحاول أن يُطفئ ملامح الهوية. وإنْ عاد إلى قريته البعلبكية بعد عقد من الزمن في بيروت، فلكي يُرمِّم في روحه ما تصدَّع. يرسم أشجارها كما لو أنه يُرمِّم الطبيعة ذاتها. تجربة المدينة لم تمرّ من دون أثر، فرسم فيها مباني تتسلّل منها شجرة وحيدة، كأنها متروكة لمصير بائس. بهذا الرسم، يُسجِّل اعتراضاً آخر على مشهد الشُّرفات البيروتية التي تحجب الرؤية، مُفضّلاً أن يستفيق صباحاً في بعلبك ليراها أمامه بانورامية، عظيمة، شاسعة، لا كما يراها أبناء العاصمة: شظايا من باطون، وجدران، ومشهدية مبتورة. أسلوبه اليوم أقرب إلى الواقعية (محمد شرف) أسلوب محمد شرف اليوم أقرب إلى الواقعية، بعدما جرّب التجريد، واكتشف أنه يستهلك نفسه فيه من دون أن يفي بمهمّته. موضوعاته لا تولد من فكرة مُسبَقة، فهي شرارة حسّية تبدأ بلوحة ثم تتسلسل إلى مجموعة. يريد من فنّه أن يُوجِّه الأذواق نحو الجمال الحقيقي، ويكفيه أن يُثير وعياً ما، أو يُحدث ارتجاجاً في الوعي الثقافي حيال ما يجري حولنا. في لوحات محمد شرف، لا تنمو الأشجار فقط على الوسيط الفنّي، فهي تمتدّ مثل جذور في ضمير المكان، كأنها تحاول أن تستعيد هواءها، وأن تنهض من ركام الذاكرة. الفنّ هنا فعل مقاومة، يصرخ في وجه الأسمنت، ويبكي الأشجار المقطوعة، ويقيم لها مقاماً في الجمال، حيث لا تجرؤ الجرافات على الوصول. وبين قسوة الماضي وفورة الحنين، يترك شرف فرشاته مثل وصيّة خضراء لكلّ مَن لا يزال يؤمن بأنَّ للظلّ حقاً في الحياة.


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
ساعة RM029 FQ Le Mans Classic النادرة من Richard Mille في مزاد مرتقب
في ظهور نادر، يُعد الثاني فقط على الإطلاق في السوق المفتوحة، تُعرض ساعة Richard Mille RM029 FQ Le Mans Classic ذات اللونين الأخضر والأبيض، ضمن مزاد Important Watches الذي تنظمه دار سوذبيز نيويورك، بتاريخ 10 يونيو 2025، بسعر تقديري يتراوح بين 200,000 و400,000 دولار أمريكي. وقد صُنعت هذه الساعة بإصدار محدود لا يتجاوز 150 قطعة فقط، ما يجعلها من أندر إبداعات الدار المرتبطة بعالم سباقات السيارات الكلاسيكية. تكريم لحدث Le Mans Classic الأسطوري تُعد هذه الساعة الإصدار الثامن من سلسلة أطلقتها ريتشارد ميل احتفاءً بسباق Le Mans Classic، وهو حدث تحتفي فيه الدار بروح السيارات الكلاسيكية وسباقات التحمل العريقة، التي تدور على الحلبة الأسطورية في لومان الفرنسية. اقرأ ايضاً ساعات وتحف نادرة تتجاوز حاجز 6 ملايين دولار في مزاد هونغ كونغ لكن Le Mans Classic ليس مجرد سباق، بل مهرجان عالمي يجمع عشاق السيارات الكلاسيكية من مختلف أنحاء العالم، حيث تلتقي الهندسة التقليدية بالجمال الميكانيكي في أجواء احتفالية لا مثيل لها، وقد لعبت ريتشارد ميل دورًا محوريًا في دعم وإطلاق هذا الحدث منذ بداياته. تصميم جريء بمواد متقدمة تتميز RM029 Le Mans Classic بعلبة مصنوعة من كوارتز TPT باللونين الأخضر والأبيض، ما يمنحها طابعًا بصريًا قويًا مستوحًى من ألوان سيارات السباق الكلاسيكية، مع احتفاظها بخفة الوزن ومتانة المواد المستخدمة في صناعة الطيران. الساعة مزودة بحركة أوتوماتيكية متقدمة، وواجهة بتصميم رياضي، يكشف عن أجزاء الميكانيكا الداخلية، بما يرسّخ هوية ريتشارد ميل بوصفها علامة تجارية تجمع بين الفخامة والتقنية. ونظرًا لأن هذه القطعة تظهر للمرة الثانية فقط في السوق المفتوحة، فإن وجودها في مزاد نيويورك يُعد فرصة استثنائية لهواة جمع الساعات والمهتمين بتاريخ سباقات Le Mans، فهي ليست مجرد ساعة، بل تذكار هندسي يحمل في تفاصيله قصة سباق، وولاءً لصوت المحركات الكلاسيكية، وروحًا تحتفي بالسرعة والأصالة.