
كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)
القاضي الدكتور حسن حسين الرصابي/
الحقيقة واقع الأمة مخزٍ وأقع كله ضعف واستكانة، واقع كله ذل وصغار ومهانة واقع مزرٍ ومخجل فقدت الثقة بالقيادات، والعمالة و المواقف المتبلدة أمام كل التحديات وعليه إذا أردنا الفلاح يجب أن نبدل المواقف ونغير الحال وان نوفر لأنفسنا كل وسائل القوة حتى ننطلق من أرض صلبة، ومن قاعدة قوية حتى يتسنى لنا إمكانية المواجهة الحاسمة ضد أعداء الأمة .
يقول الله سبحانه "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" فالاستعداد والعدة المادية والإيمانية والأخلاقية والتكامل والوحدة من صميم عقيدتنا، وحينما نكون مع الله عز وجل صادقين لن تقوى القوة المادية على مواجهة القوة الإيمانية والقوة الأخلاقية، لن تقدر أي قوة مادية في العالم على التغلب علينا واخضاعنا لكن الله سبحانه أشترط أن نأخذ بأسباب النصر والتمكين بالإعداد بأقصى المستطاع لكل عوامل القوة المادية.
وقبل ذلك العقيدة الإيمانية والثقة بنصر الله سبحانه، وتعالى والمسلم ليس حين يُعد العدة ليس للعدوان، ولا للتجبر والبغي والظلم والفساد في الأرض، ولكن لاستعادة الحق المغتصب، ونصرة المظلومين ودفاع عن الأمة ومقدساتها، إن المسلمين عبر تاريخهم لم يكونوا عدوانيين، ولم يكونوا بغاة في الأرض، وإن معاركهم التي خاضوها كانت في معظمها للدفاع عن المظلومين وكانوا يدخلون المعارك وهم أقل عدداً وعدةً لكن قوة الإيمان كانت تجعلهم يندفعون إلى ميدان المواجهة والمجابهة وهم مستعينين بالله ومتوكلين عليه وكان الواحد ينزل أرض المعركة يطلب ما عند الله سبحانه وكان شعارهم في المعارك الله أكبر نصر أو استشهاد لا لأغراض دنيوية ولا بطراً، ولا نفاقاً، ولا من أجل دنيا ومغرياتها كانوا رجالاً كما وصفهم الله سبحانه في كتابه العزيز "رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ .."، وفي موضع آخر يصفهم الله جل جلاله "منَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.."
واقعنا اليوم يمكن ان ينطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قله نحن يومئذ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل" "ولينزع الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ فقال "حب الدنيا وكراهية الموت" حكم الاستدلال بهذا الحديث يجمع فقهاء المسلمين وكثير من علماء التابعين "ان هذا الحديث ينطبق على كل ما يقع من تسلط الكفار على أهل الإسلام وأنه ليس خاصاً بزمن معين"
هل وصلنا إلى هذه الحالة فأصبحنا نحب الحياة ونحب الرفاهية، ونحب الاسترخاء ونحب الدعة في الدار "البيت" مع الأهل والخلان وعيش الرفاه، هل أصبحنا نهاب أعداءنا فلا نقوى على المواجهة بحجة عدم قدرتنا على المواجهة لسبب قوة ما لديهم من أسلحة فتاكة وطيران وأساطيل...؟!! بماذا نفسر هذا الضعف والاستكانة والخوف؟ ام انها العمالة يا سادة؟ لابد أن نشخص الحالة، ولا تكتفي الأمة ان تتغنى بالعدد السكاني فقط أكثر من مليار ونصف مسلم بدون وزن، ولا كرامة.. يجب ان لا تكون الأمة أرقاماً في الكم وفي الثقل والقوة في خانة الاصفار التي لا يحسب لها حساب وليس لها ثقل ولا ميزان تتكل على الغير في توفير مستلزمات الحياة من غذاء وملبس، ومركب.. لا.. لا هذا قتل لمقومات الامة يجب ان نصنع ونزرع، وان نحدث في مجتمعاتنا تنمية متكاملة وإبداعاً وقوة واقتصاداً يجب ان نكون طموحين للحياة عامرين للكون، والكل يعمل في كل جوانب النهوض فهذا يصنع، وهذا يزرع، وهذا يبني وهذا يحرث، وهذا يتاجر، وهذا يخترع ويطور وهذا يصدر الفائض عن حاجة الامة، وهذا يحرس المكاسب والثغور، وهذا يوطد الأمن والأمان، وكل واحد يبني جانباً من جوانب الحياة..
لا يكفي ان نقول نرجو ونتمنى من الله عز وجل النصر والثبات فيما نحن على أسرة النوم ،ونحن لا نعد العدة ،ولا نتجهز ليوم اللقاء وتحرير الأرض والمقدسات ولا نبذل المستطاع ولا نجتهد، ولا نتعلم ونستغل الوقت الساعة والدقيقة، الوقت من عمر الأمة، وعمر أبنائها، فنحن مستهدفون من أعدائنا على الجميع أن يؤدي الأمانة حتى نلقى الله وقد برأنا ذمتنا وقد أدينا واجبنا، وقد أقمنا حيا ة طبق ما يريده الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) ، ويقول جل جلاله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) والإستخلاف هو عمارة الأرض بحسب نظام الله وإقامة العدل والصدق والجد في السعي والأمانة، والبعد عن الظلم والتسبيح والذكر عون ومدد لإنجاز المهمة والصبر على تبعات ذلك ..
إذ ان الإنسان خليفة الله في أرضه، وأمة الإسلام هي المعنية أن تتولى هذا الإستخلاف، كما أمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن نعمر الأرض بقوله بالحديث الصحيح قال "من أحيا أرضاً ميتة فهي له "، وقال عليه السلام في حديث آخر "من عمر أرضاً ليست لأحد فهو " أولى بها " يريد الله سبحانه ورسوله استخلاف الأمة المؤمنة بالتمكين في الأرض وترشيحها لقيادة الأمم بشرط الإيمان، والأخذ بالأسباب والصبر على تحقيق ذلك يقول الله سبحانه في سورة فاطر (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ) ، وهو ما يوضحه الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الدنيا حلوة خضرة ،وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون) صدق الله ورسوله .
من المهم ان نشير الى ان أو ضاع الأمة العربية والإسلامية لا تسر..
فهي تنذر بانحدارات نحو منزلقات أشد خطورة، وأبعد أثراً إذ ربما يصيبها في إيمانها وفي هويتها الحضارية والإنسانية، إن لم يتداركها العقلاء والصادقون والمؤمنون الذين يعلون من كلمة الله، ويخلصون الانتماء إلى جوهر أمة الإسلام فهذا الدين الذي جاء لإنقاذ البشرية ولا مفر من القبول وبالحاجة الماسة للتغيير الإيجابي، والعودة إليه وإلى بناء الذات وإقامة عدل الله وحق المواطنة المتساوية وتنفيذ القوانين والعدل والعيش بكرامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 3 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)
القاضي الدكتور حسن حسين الرصابي/ الحقيقة واقع الأمة مخزٍ وأقع كله ضعف واستكانة، واقع كله ذل وصغار ومهانة واقع مزرٍ ومخجل فقدت الثقة بالقيادات، والعمالة و المواقف المتبلدة أمام كل التحديات وعليه إذا أردنا الفلاح يجب أن نبدل المواقف ونغير الحال وان نوفر لأنفسنا كل وسائل القوة حتى ننطلق من أرض صلبة، ومن قاعدة قوية حتى يتسنى لنا إمكانية المواجهة الحاسمة ضد أعداء الأمة . يقول الله سبحانه "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" فالاستعداد والعدة المادية والإيمانية والأخلاقية والتكامل والوحدة من صميم عقيدتنا، وحينما نكون مع الله عز وجل صادقين لن تقوى القوة المادية على مواجهة القوة الإيمانية والقوة الأخلاقية، لن تقدر أي قوة مادية في العالم على التغلب علينا واخضاعنا لكن الله سبحانه أشترط أن نأخذ بأسباب النصر والتمكين بالإعداد بأقصى المستطاع لكل عوامل القوة المادية. وقبل ذلك العقيدة الإيمانية والثقة بنصر الله سبحانه، وتعالى والمسلم ليس حين يُعد العدة ليس للعدوان، ولا للتجبر والبغي والظلم والفساد في الأرض، ولكن لاستعادة الحق المغتصب، ونصرة المظلومين ودفاع عن الأمة ومقدساتها، إن المسلمين عبر تاريخهم لم يكونوا عدوانيين، ولم يكونوا بغاة في الأرض، وإن معاركهم التي خاضوها كانت في معظمها للدفاع عن المظلومين وكانوا يدخلون المعارك وهم أقل عدداً وعدةً لكن قوة الإيمان كانت تجعلهم يندفعون إلى ميدان المواجهة والمجابهة وهم مستعينين بالله ومتوكلين عليه وكان الواحد ينزل أرض المعركة يطلب ما عند الله سبحانه وكان شعارهم في المعارك الله أكبر نصر أو استشهاد لا لأغراض دنيوية ولا بطراً، ولا نفاقاً، ولا من أجل دنيا ومغرياتها كانوا رجالاً كما وصفهم الله سبحانه في كتابه العزيز "رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ .."، وفي موضع آخر يصفهم الله جل جلاله "منَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.." واقعنا اليوم يمكن ان ينطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قله نحن يومئذ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل" "ولينزع الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ فقال "حب الدنيا وكراهية الموت" حكم الاستدلال بهذا الحديث يجمع فقهاء المسلمين وكثير من علماء التابعين "ان هذا الحديث ينطبق على كل ما يقع من تسلط الكفار على أهل الإسلام وأنه ليس خاصاً بزمن معين" هل وصلنا إلى هذه الحالة فأصبحنا نحب الحياة ونحب الرفاهية، ونحب الاسترخاء ونحب الدعة في الدار "البيت" مع الأهل والخلان وعيش الرفاه، هل أصبحنا نهاب أعداءنا فلا نقوى على المواجهة بحجة عدم قدرتنا على المواجهة لسبب قوة ما لديهم من أسلحة فتاكة وطيران وأساطيل...؟!! بماذا نفسر هذا الضعف والاستكانة والخوف؟ ام انها العمالة يا سادة؟ لابد أن نشخص الحالة، ولا تكتفي الأمة ان تتغنى بالعدد السكاني فقط أكثر من مليار ونصف مسلم بدون وزن، ولا كرامة.. يجب ان لا تكون الأمة أرقاماً في الكم وفي الثقل والقوة في خانة الاصفار التي لا يحسب لها حساب وليس لها ثقل ولا ميزان تتكل على الغير في توفير مستلزمات الحياة من غذاء وملبس، ومركب.. لا.. لا هذا قتل لمقومات الامة يجب ان نصنع ونزرع، وان نحدث في مجتمعاتنا تنمية متكاملة وإبداعاً وقوة واقتصاداً يجب ان نكون طموحين للحياة عامرين للكون، والكل يعمل في كل جوانب النهوض فهذا يصنع، وهذا يزرع، وهذا يبني وهذا يحرث، وهذا يتاجر، وهذا يخترع ويطور وهذا يصدر الفائض عن حاجة الامة، وهذا يحرس المكاسب والثغور، وهذا يوطد الأمن والأمان، وكل واحد يبني جانباً من جوانب الحياة.. لا يكفي ان نقول نرجو ونتمنى من الله عز وجل النصر والثبات فيما نحن على أسرة النوم ،ونحن لا نعد العدة ،ولا نتجهز ليوم اللقاء وتحرير الأرض والمقدسات ولا نبذل المستطاع ولا نجتهد، ولا نتعلم ونستغل الوقت الساعة والدقيقة، الوقت من عمر الأمة، وعمر أبنائها، فنحن مستهدفون من أعدائنا على الجميع أن يؤدي الأمانة حتى نلقى الله وقد برأنا ذمتنا وقد أدينا واجبنا، وقد أقمنا حيا ة طبق ما يريده الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) ، ويقول جل جلاله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) والإستخلاف هو عمارة الأرض بحسب نظام الله وإقامة العدل والصدق والجد في السعي والأمانة، والبعد عن الظلم والتسبيح والذكر عون ومدد لإنجاز المهمة والصبر على تبعات ذلك .. إذ ان الإنسان خليفة الله في أرضه، وأمة الإسلام هي المعنية أن تتولى هذا الإستخلاف، كما أمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن نعمر الأرض بقوله بالحديث الصحيح قال "من أحيا أرضاً ميتة فهي له "، وقال عليه السلام في حديث آخر "من عمر أرضاً ليست لأحد فهو " أولى بها " يريد الله سبحانه ورسوله استخلاف الأمة المؤمنة بالتمكين في الأرض وترشيحها لقيادة الأمم بشرط الإيمان، والأخذ بالأسباب والصبر على تحقيق ذلك يقول الله سبحانه في سورة فاطر (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ) ، وهو ما يوضحه الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الدنيا حلوة خضرة ،وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون) صدق الله ورسوله . من المهم ان نشير الى ان أو ضاع الأمة العربية والإسلامية لا تسر.. فهي تنذر بانحدارات نحو منزلقات أشد خطورة، وأبعد أثراً إذ ربما يصيبها في إيمانها وفي هويتها الحضارية والإنسانية، إن لم يتداركها العقلاء والصادقون والمؤمنون الذين يعلون من كلمة الله، ويخلصون الانتماء إلى جوهر أمة الإسلام فهذا الدين الذي جاء لإنقاذ البشرية ولا مفر من القبول وبالحاجة الماسة للتغيير الإيجابي، والعودة إليه وإلى بناء الذات وإقامة عدل الله وحق المواطنة المتساوية وتنفيذ القوانين والعدل والعيش بكرامة.


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
السعودية تفاجئ الجميع بأول رد حول الهجوم الصاروخي الإيراني على قطر "بيان"
دانت السعودية بشدة الهجوم الصاروخي الإيراني الذي طال دولة قطر، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار. وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي صدر مساء الإثنين، إن المملكة "تدين وتستنكر بأشد العبارات العدوان الذي شنته إيران على دولة قطر الشقيقة"، واصفة الهجوم بأنه "عمل مرفوض ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال". وأكد البيان تضامن السعودية الكامل مع قطر، مشددًا على وقوف المملكة إلى جانبها، واستعدادها لتقديم "كافة الإمكانات لمساندة دولة قطر في كل ما تتخذه من إجراءات". وكان التلفزيون الإيراني قد أعلن في وقت سابق مساء الإثنين عن إطلاق عملية عسكرية وصفتها طهران بـ"بشائر الفتح"، استهدفت فيها ما قالت إنها "مصالح أمريكية" في كل من قطر والعراق، على خلفية التصعيد العسكري بين طهران وواشنطن. وأكدت القوات المسلحة الإيرانية، عبر بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية، أنها أطلقت صواريخ "مدمّرة وقوية" على قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تضم الوجود العسكري الأمريكي الأكبر في المنطقة، معتبرة أن هذه القواعد تمثل "نقطة ضعف رئيسية" للولايات المتحدة وليست مصدر قوة لها. وأفاد شهود عيان في الدوحة بسماع دوي انفجارات في عدة مناطق من العاصمة القطرية، فيما أعلنت السلطات إغلاق المجال الجوي مؤقتًا، بالتزامن مع تزايد التوترات في المنطقة عقب الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران فجر الأحد. ويأتي الهجوم الإيراني على قطر ليشكل تحولًا خطيرًا في طبيعة التصعيد، مع انتقال الضربات إلى أراضي دولة حليفة لواشنطن داخل الخليج، في ظل مخاوف متزايدة من اتساع رقعة المواجهة إلى دول جديدة. قطر تتوعد إيران بالرد المباشر من جانبها، أدانت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد الجوية في العاصمة القطرية، والذي شنّه الحرس الثوري الإيراني مساء اليوم الإثنين، معتبرةً إياه "انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وخرقًا فاضحًا للقانون الدولي". وأكدت الخارجية القطرية، في بيان رسمي، أن القاعدة كانت قد أُخليت مسبقًا ضمن الإجراءات الأمنية والاحترازية التي اتخذتها الدولة لحماية أرواح العاملين، من منتسبي القوات القطرية والصديقة. كما شددت على أن الدفاعات الجوية القطرية تصدت بنجاح للهجوم الصاروخي الإيراني، وتم إحباطه دون أن يسفر عن أي إصابات أو وفيات. وأضاف البيان أن قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع حجم وشكل الاعتداء، وبما يتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، داعيةً في الوقت ذاته إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية والتصعيدية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار لضمان أمن واستقرار المنطقة. كما حثّت الخارجية القطرية المواطنين والمقيمين على ضرورة متابعة التعليمات والتطورات عبر المصادر الرسمية، لضمان عدم الانسياق خلف الشائعات أو المعلومات غير الدقيقة. من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع القطرية أن الهجوم الصاروخي استهدف قاعدة العديد، لكن بفضل الله ويقظة القوات المسلحة القطرية والإجراءات الاحترازية الدقيقة، لم يُسجل أي خسائر بشرية. وأضافت الوزارة أن منظومة الدفاع الجوي اعترضت الصواريخ بنجاح، وتم عزل موقع الحادث فورًا والتعامل معه وفق البروتوكولات العسكرية والأمنية. وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم، قائلًا إنه يأتي ردًا على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال الساعات الماضية، مضيفًا في بيانه أن الضربة التي وُجهت إلى قاعدة العديد "قوية ومدمرة"، وتحمل رسالة واضحة إلى "البيت الأبيض وحلفائه بأن إيران لن تترك أي اعتداء على سيادتها دون رد". من جانبها، أكدت مصادر أمريكية لقناة "فوكس نيوز" أن الجيش الأمريكي كان على دراية مسبقة بالهجوم الإيراني، واتخذ إجراءات دفاعية استباقية لحماية قواته في المنطقة. فيما نقلت قناة "إن بي سي" عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان تابعوا الحدث لحظة بلحظة من داخل غرفة العمليات. كما صرّح مسؤول أمريكي لقناة الجزيرة بأنه لم يتم تسجيل أي إصابات في صفوف القوات الأمريكية المتمركزة في قطر، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تزال تُقيّم الموقف والرد المناسب.


اليمن الآن
منذ 8 ساعات
- اليمن الآن
كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول قوله إن رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ضمن موافقة إيران على اقتراح وقف إطلاق النار الأميركي في مكالمة مع مسؤولين إيرانيين بعد الهجمات الإيرانية على قاعدة "العديد" الأميركية في قطر يوم الإثنين. وأضاف المسؤول المطلع على المفاوضات أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ أمير قطر بأن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار وطلب مساعدة قطرية لإقناع إيران بالموافقة أيضا. وأشار المصدر إلى أن ترامب ونائبه جيه دي فانس ناقشا اقتراح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران مع أمير قطر بعد الهجمات الإيرانية على قاعدة "العديد" الجوية. وأعلن ترامب، الإثنين، الاتفاق على على وقف كامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقال ترامب في منشور على حسابه في "تروث سوشيال"، إنه "بعد مرور 24 ساعة تكون النهاية الرسمية للحرب بين إسرائيل وإيران". وأوضح ترامب أن إيران ستلتزم وقف النار "بعد حوالي ست ساعات من الآن"، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة من ذلك. ووفق ترامب فإن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "يبدأ رسميا الساعة 4 من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش". وتابع الرئيس الأميركي قائلا: "منعنا حربا كانت ستمتد سنوات". وشدد على أن "الحرب بين إيران وإسرائيل كانت ستؤدي إلى دمار المنطقة لو استمرت. أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما للقدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الاثني عشر يوما". واختتم ترامب منشوره قائلا: "بارك الله إسرائيل وإيران والشرق الأوسط".