logo
هل تُكرر صانعة الآيفون سيناريو سقوط نوكيا؟

هل تُكرر صانعة الآيفون سيناريو سقوط نوكيا؟

الصحراءمنذ 6 ساعات

دخلت شركة آبل مؤتمر المطورين السنوي هذا العام، بتوقعات منخفضة فيما يخص الذكاء الاصطناعي، لكنها فشلت حتى في تحقيقها، مما يعكس تأخرها الملحوظ في هذا المجال مقارنة بمنافسيها.
وفي حين أنه كان متوقعاً على نطاق واسع أن تُطلق آبل برنامجاً، يتيح للمطورين الوصول إلى "نماذجها الأساسية"، ما قد يمهّد الطريق لظهور تطبيقات ذكاء اصطناعي تعمل بسلاسة أكبر على أجهزتها، تبين أن تركيز الشركة خلال مؤتمر WWDC25 للمطورين، إنصب على إطلاق تحديثات لأنظمة التشغيل والكشف عن تصميم "Liquid Glass"، إضافة إلى الكشف عن تحسينات شكلية في ميدان الذكاء الاصطناعي دون تقديم ابتكارات جوهرية في هذا المجال.
أما المفاجأة الأكبر، فكانت إعلان آبل صراحةً، أن التحديثات الجوهرية والكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولا سيما تلك المتعلقة بالمساعد الذكي "سيري"، ستتأجل حتى عام 2026، وهذا يعني أن النسخة الأذكى من سيري لن ترى النور قبل وقت لاحق من العام المقبل، ما يرجّح أن الجيل القادم من هواتف آيفون الذي سيتم إطلاقه في خريف 2025 لن يتضمن أي دعم فعلي للذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي سيجعل الشركة متأخرة خطوات كبيرة، عن منافسيها في هذا السباق التكنولوجي المتسارع.
آبل تجنّبت فخ 2024
وبحسب تقرير أعدته "وول ستريت جورنال" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن آبل ومن خلال ما قامت به في مؤتمر "WWDC25"، أرادت تجنب الفخ الذي وقعت فيه العام 2024، عندما أعلنت عن خدمة Apple Intelligence وسط ضجة إعلامية كبيرة، ليتضح لاحقاً أن صانعة الآيفون عجزت عن تقديم الخدمات التي سبق ووعدت بها، ما فتح الباب أمام موجة من الانتقادات الحادة بحقها.
وما يعكس خيبة أمل المستثمرين من نتائج مؤتمر "WWDC25" هو تراجع سهم آبل بعد الحدث، ليواصل بذلك سلسلة الانخفاضات التي سجلها منذ بداية العام، والتي بلغت حتى الآن 19 في المئة، حيث كتب ديفيد فوغت، محلل يو بي إس، في تقرير عقب الحدث، أن العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي التي أعلنت عنها آبل، ما تزال أقل تطوراً من نظيراتها المتوفرة بالفعل في تطبيقات المنافسين.
أشهر من الوعود المؤجلة
من جهة أخرى أشار تقرير نشرته مجلة "الإيكونوميست" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" ، إلى إنه قبل عام من اليوم، أعلنت شركة أبل عن دخولها مجال الذكاء الاصطناعي من خلال "Apple Intelligence"، وأدى ذلك إلى ارتفاع قيمتها السوقية بأكثر من 200 مليار دولار في يوم واحد، وسط آمال بتحول الآيفون إلى مساعد ذكي فعلي يعزز المبيعات.
ولكن بعد 12 شهراً، تلاشى هذا التفاؤل ليحل محله القلق، فالعديد من الوعود الكبرى التي أطلقتها آبل تحولت إلى وعود فارغة، إذ تم تأجيل تحديث "سيري" إلى أجل غير مسمى، وتبين أنApple Intelligence متأخرة عن منافسيها مثل Gemini من Google.
آبل تخنق نفسها
وبحسب "الإيكونوميست"، يرى المحللون أنه على آبل اعتماد استراتيجية جديدة لأجهزتها، إذا أرادت تفادي مصير مشابه لما واجهته نوكيا، فصانعة الآيفون تواجه قيوداً فرضتها هي على نفسها، من أبرزها التمسك الصارم بسياسة الخصوصية، وهذا ما يحدّ من قدرتها على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة، بسبب محدودية البيانات المتاحة لديها.
فآبل تفضّل تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي على أجهزتها الخاصة، وباعتماد خدمات تطورها بنفسها، بدلاً من الانفتاح على مزودي الذكاء الاصطناعي الخارجيين، أو الاستثمار في بنية تحتية سحابية واسعة، وهذا ما جعلها تتأخر عن منافسيها، لتجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن تواصل التمسك بنهجها الحالي وتخاطر بفقدان موقعها الريادي في الابتكار، أو أن تستغل هذه اللحظة لإعادة النظر في استراتيجيتها.
ولذلك تتجه الأنظار اليوم إلى رئيس آبل تيم كوك، الذي يقع على عاتقه استثمار هذه "اللحظة" لإعادة توجيه دفة الشركة نحو مستقبل أكثر جرأة وطموحاً، من خلال التحرر من سياسة الحذر المزمن والتركيز المفرط على الاستقرار المالي، وذلك منعاً لتحوّل صانعة الآيفون إلى "نوكيا جديدة".
هل تتحوّل آبل إلى "نوكيا جديدة"؟
ويقول الكاتب والمحلل في شؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ألان القارح، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن هناك استحالة في أن تتحول آبل إلى "نوكيا جديدة"، حيث هناك اختلاف جذري في النهج بين الشركتين، تجاه الابتكار والتقنيات الحديثة، فنوكيا ورغم مكانتها الكبيرة في سوق الهواتف قبل عقد من الزمن، رفضت أو تأخرت في تبني عدة تقنيات رئيسية، مثل الهواتف الذكية التي تعمل باللمس وشبكات الجيل الرابع وأنظمة التشغيل المفتوحة، ما أدى إلى فقدانها الريادة وسقوطها، في حين أن آبل لا ترفض الذكاء الاصطناعي أو التطورات التقنية، بل تتبع استراتيجية مختلفة تقوم على الحذر والخصوصية والتركيز على تجربة مستخدم متكاملة، وهذا ليس رفضاً بل اختياراً لإدارة المخاطر وتقديم منتج متوازن.
وشدد القارح على أن آبل تستثمر بشكل متزايد في الذكاء الاصطناعي داخل أجهزتها وخدماتها، وتعمل على تطوير مساعدها سيري و"Apple Intelligence" رغم التأخيرات التي تحصل، كما أنها تراقب سوق الذكاء الاصطناعي وتسعى لابتكار حلول مخصصة، ولذلك فإن المقارنة بينها وبين نوكيا أمر لا يجوز بأي شكل، نظراً للفروقات الجوهرية، فآبل تمتلك الموارد والخبرة والرؤية لتجنب مصير نوكيا بكل تأكيد.
خصوصية آبل سلاح ذو حدين
ويشرح القارح أن سياسة آبل تقوم في الاعتماد شبه الكامل، على تشغيل الذكاء الاصطناعي على الجهاز نفسه، أي (On-device AI) وذلك دون الارتكاز على بنية تحتية سحابية متطورة، وهذا ما يضعها في موقف محرج أمام المنافسين، الذين يتحركون بسرعة أكبر بفضل مرونة الحوسبة السحابية الضخمة التي يمتلكونها، كما أن الشركات الأخرى تسمح لنفسها بالوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل أشمل مقارنة بآبل، وهذه الخصوصية ورغم أهميتها على صعيد حماية حقوق المستخدمين، إلا أنها تؤدي في النهاية إلى تأخر آبل في السباق، فنماذج الذكاء الاصطناعي يجب أن تتدرّب على كميات ضخمة من البيانات كي تصبح قادرة على تقديم ميزات منافسة.
تأجيل تحديث سيري يثير القلق
من جهتها تقول الكاتبة باتريسيا جلاد، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن تأجيل أي تحديث جوهري على مستوى الذكاء الاصطناعي وبالأخص على "سيري" حتى 2026 هو مؤشر خطير، فنحن نتحدث هنا عن عامين من التأخر عن المنافسين، خصوصاً غوغل مع Gemini و OpenAI مع ChatGPT، ناهيك عن سباق سامسونغ في إدخال مزايا الـ AI إلى أجهزتها منذ الآن، معتبرةً أن النظرة الحالية لمؤتمر WWDC25 تُظهر أن آبل لا تزال تتبع مقاربة الحذر، حيث اقتصر الحديث عن ميزات Apple Intelligence على تعديلات طفيفة مثل الترجمة الفورية، وهذا يعكس الارتباك الداخلي ويشير إلى توجهات غير واضحة بالنسبة للمستثمرين.
75 مليار دولار تبخرت في لحظات
وبحسب جلاد فإن سهم آبل خسر نحو 2.5 في المئة خلال الكلمة الافتتاحية لمؤتمر WWDC25، أي ما يقارب الـ 75 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، وهذا الانخفاض لا يُعزى فقط لتأجيل اطلاق النسخة المتطورة من Siri، لكنه أيضاً علامة على استمرار فقدان الثقة من جانب المستثمرين الذين كانوا يأملون بسماع خبر كبير عن الذكاء الاصطناعي، لافتةً إلى أن خط التصميم الجديد "Liquid Glass" الذي أعلنت عنه آبل اعتبره المستثمرون جميلاً ولكن بلا وزن تقني، فالتحسينات البصرية وحدها لا تقنع السوق.
واعتبرت جلاد أن آبل تقف اليوم عند مفترق طرق حاسم، فإما أن تتحرر من قيود الحذر وتسارع في إطلاق تحديثات سيري وتعزيز بنيتها السحابية لدعم قدراتها في الذكاء الاصطناعي، أو أن تواصل التركيز على تحسينات شكلية أقل قيمة من الناحية التقنية، وهو ما قد يهدد تفوقها ويدفعها إلى مسار مشابه لما واجهته نوكيا في السابق.
نقلا عن سكاي نيوز العربية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محاولة سخية لكن "فاشلة" من ميتا لاستقطاب موظفي "أوبن إيه آي"
محاولة سخية لكن "فاشلة" من ميتا لاستقطاب موظفي "أوبن إيه آي"

الصحراء

timeمنذ ساعة واحدة

  • الصحراء

محاولة سخية لكن "فاشلة" من ميتا لاستقطاب موظفي "أوبن إيه آي"

قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" (مالكة تطبيق شات جي بي تي)، إن شركة "ميتا" عرضت مكافآت تصل إلى 100 مليون دولار لموظفي شركته في محاولة غير ناجحة لاستقطابهم وتعزيز فرق الذكاء الاصطناعي التوليدي لديها. وأوضح ألتمان، في بودكاست بعنوان "Uncapped with Jack Altman" الذي نُشر الثلاثاء، أن الشركة الأم لـ"فيسبوك" قدمت أيضًا رواتب سنوية "ضخمة" تفوق 100 مليون دولار لبعض الموظفين في "أوبن إيه آي". وأضاف: "الأمر جنوني… أنا سعيد جدًا لأن حتى الآن، لم يقرر أي من أفضل موظفينا قبول هذه العروض". وأشار ألتمان إلى أن "ميتا" وجهت عروضها إلى "عدد كبير من أعضاء فريقنا". ولم ترد "ميتا" على الفور على طلب للتعليق. وتستثمر عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي مليارات الدولارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط تنافس محموم مع شركات مثل "أوبن إيه آي"، و"غوغل"، و"مايكروسوفت". وكان الرئيس التنفيذي لـ"ميتا"، مارك زوكربيرغ، قد أعلن في يناير أن شركته تخطط لاستثمار ما لا يقل عن 60 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي هذا العام، بهدف تصدر السباق في هذه التكنولوجيا. وفي الأسبوع الماضي، أبرمت "ميتا" صفقة يُقال إن قيمتها تتجاوز 10 مليارات دولار مع شركة "سكيل إيه آي" (Scale AI) المتخصصة في تصنيف البيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وبموجب الاتفاق، سينضم المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سكيل إيه آي"، ألكسندر وانغ، إلى "ميتا" للمساهمة في طموحاتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير تقنيات الذكاء الفائق (superintelligence). وعند مقارنته بين الشركتين، قال ألتمان: "أوبن إيه آي لديها فرصة أفضل بكثير لتحقيق الذكاء الفائق". وتابع قائلاً: "أعتقد أن استراتيجية تقديم تعويضات ضخمة ومضمونة منذ البداية كوسيلة لجذب الموظفين… لن تخلق ثقافة عمل جيدة". ووفقًا لتقارير إعلامية أميركية، قدمت "ميتا" أيضًا رواتب سنوية من تسعة أرقام (أي ما يزيد عن 100 مليون دولار) لعدد من التنفيذيين في "سكيل إيه آي". واختتم ألتمان حديثه قائلاً: "هناك أمور كثيرة أكنّ لها الاحترام في شركة ميتا، لكنها ليست شركة معروفة بالابتكار الحقيقي". نقلا عن سكاي نيوز

بالأرقام …ما هي تأثيرات الحرب بين إيران و إسرائيل على واردات النفط في تونس
بالأرقام …ما هي تأثيرات الحرب بين إيران و إسرائيل على واردات النفط في تونس

تونس تليغراف

timeمنذ 2 ساعات

  • تونس تليغراف

بالأرقام …ما هي تأثيرات الحرب بين إيران و إسرائيل على واردات النفط في تونس

بناءً على المعطيات الواردة، فإن تونس ستتأثر بشكل مباشر وغير مباشر من تقلبات أسعار النفط العالمية، وخاصة في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وتلويح الولايات المتحدة بالدخول على خط المواجهة. وقد تجاوز سعر برميل خام برنت، صباح الخميس، 77 دولاراً، وهو أعلى من السعر المرجعي الذي اعتمدته تونس في ميزانية 2025 والمقدر بـ74 دولاراً. هذا الفارق قد يُشكّل عبئاً مالياً إضافياً على الدولة، في ظل التزاماتها تجاه دعم المحروقات وكلفة التوريد. ووفق خبراء، فإن كل ارتفاع بـ5 دولارات في سعر النفط يؤدي إلى زيادة كبيرة في نفقات الدولة، ما قد يؤدي إلى اتساع عجز الميزانية واضطرابات في التوازنات الاقتصادية. في الأثناء، يحذر محللون دوليون من احتمال تصاعد التوتر في المنطقة وتهديد الملاحة في مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إنتاج النفط العالمي، مما قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة. في قوانين المالية السابقة، تُقدّر وزارة المالية التونسية أن كل دولار واحد فوق السعر المرجعي يكلف الدولة حوالي: 100 مليون دينار تونسي سنويًا. بالتالي: 3 دولارات × 100 مليون دينار = 300 مليون دينار تونسي سنويًا

هل تُكرر صانعة الآيفون سيناريو سقوط نوكيا؟
هل تُكرر صانعة الآيفون سيناريو سقوط نوكيا؟

الصحراء

timeمنذ 6 ساعات

  • الصحراء

هل تُكرر صانعة الآيفون سيناريو سقوط نوكيا؟

دخلت شركة آبل مؤتمر المطورين السنوي هذا العام، بتوقعات منخفضة فيما يخص الذكاء الاصطناعي، لكنها فشلت حتى في تحقيقها، مما يعكس تأخرها الملحوظ في هذا المجال مقارنة بمنافسيها. وفي حين أنه كان متوقعاً على نطاق واسع أن تُطلق آبل برنامجاً، يتيح للمطورين الوصول إلى "نماذجها الأساسية"، ما قد يمهّد الطريق لظهور تطبيقات ذكاء اصطناعي تعمل بسلاسة أكبر على أجهزتها، تبين أن تركيز الشركة خلال مؤتمر WWDC25 للمطورين، إنصب على إطلاق تحديثات لأنظمة التشغيل والكشف عن تصميم "Liquid Glass"، إضافة إلى الكشف عن تحسينات شكلية في ميدان الذكاء الاصطناعي دون تقديم ابتكارات جوهرية في هذا المجال. أما المفاجأة الأكبر، فكانت إعلان آبل صراحةً، أن التحديثات الجوهرية والكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولا سيما تلك المتعلقة بالمساعد الذكي "سيري"، ستتأجل حتى عام 2026، وهذا يعني أن النسخة الأذكى من سيري لن ترى النور قبل وقت لاحق من العام المقبل، ما يرجّح أن الجيل القادم من هواتف آيفون الذي سيتم إطلاقه في خريف 2025 لن يتضمن أي دعم فعلي للذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي سيجعل الشركة متأخرة خطوات كبيرة، عن منافسيها في هذا السباق التكنولوجي المتسارع. آبل تجنّبت فخ 2024 وبحسب تقرير أعدته "وول ستريت جورنال" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن آبل ومن خلال ما قامت به في مؤتمر "WWDC25"، أرادت تجنب الفخ الذي وقعت فيه العام 2024، عندما أعلنت عن خدمة Apple Intelligence وسط ضجة إعلامية كبيرة، ليتضح لاحقاً أن صانعة الآيفون عجزت عن تقديم الخدمات التي سبق ووعدت بها، ما فتح الباب أمام موجة من الانتقادات الحادة بحقها. وما يعكس خيبة أمل المستثمرين من نتائج مؤتمر "WWDC25" هو تراجع سهم آبل بعد الحدث، ليواصل بذلك سلسلة الانخفاضات التي سجلها منذ بداية العام، والتي بلغت حتى الآن 19 في المئة، حيث كتب ديفيد فوغت، محلل يو بي إس، في تقرير عقب الحدث، أن العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي التي أعلنت عنها آبل، ما تزال أقل تطوراً من نظيراتها المتوفرة بالفعل في تطبيقات المنافسين. أشهر من الوعود المؤجلة من جهة أخرى أشار تقرير نشرته مجلة "الإيكونوميست" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" ، إلى إنه قبل عام من اليوم، أعلنت شركة أبل عن دخولها مجال الذكاء الاصطناعي من خلال "Apple Intelligence"، وأدى ذلك إلى ارتفاع قيمتها السوقية بأكثر من 200 مليار دولار في يوم واحد، وسط آمال بتحول الآيفون إلى مساعد ذكي فعلي يعزز المبيعات. ولكن بعد 12 شهراً، تلاشى هذا التفاؤل ليحل محله القلق، فالعديد من الوعود الكبرى التي أطلقتها آبل تحولت إلى وعود فارغة، إذ تم تأجيل تحديث "سيري" إلى أجل غير مسمى، وتبين أنApple Intelligence متأخرة عن منافسيها مثل Gemini من Google. آبل تخنق نفسها وبحسب "الإيكونوميست"، يرى المحللون أنه على آبل اعتماد استراتيجية جديدة لأجهزتها، إذا أرادت تفادي مصير مشابه لما واجهته نوكيا، فصانعة الآيفون تواجه قيوداً فرضتها هي على نفسها، من أبرزها التمسك الصارم بسياسة الخصوصية، وهذا ما يحدّ من قدرتها على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة، بسبب محدودية البيانات المتاحة لديها. فآبل تفضّل تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي على أجهزتها الخاصة، وباعتماد خدمات تطورها بنفسها، بدلاً من الانفتاح على مزودي الذكاء الاصطناعي الخارجيين، أو الاستثمار في بنية تحتية سحابية واسعة، وهذا ما جعلها تتأخر عن منافسيها، لتجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن تواصل التمسك بنهجها الحالي وتخاطر بفقدان موقعها الريادي في الابتكار، أو أن تستغل هذه اللحظة لإعادة النظر في استراتيجيتها. ولذلك تتجه الأنظار اليوم إلى رئيس آبل تيم كوك، الذي يقع على عاتقه استثمار هذه "اللحظة" لإعادة توجيه دفة الشركة نحو مستقبل أكثر جرأة وطموحاً، من خلال التحرر من سياسة الحذر المزمن والتركيز المفرط على الاستقرار المالي، وذلك منعاً لتحوّل صانعة الآيفون إلى "نوكيا جديدة". هل تتحوّل آبل إلى "نوكيا جديدة"؟ ويقول الكاتب والمحلل في شؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ألان القارح، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن هناك استحالة في أن تتحول آبل إلى "نوكيا جديدة"، حيث هناك اختلاف جذري في النهج بين الشركتين، تجاه الابتكار والتقنيات الحديثة، فنوكيا ورغم مكانتها الكبيرة في سوق الهواتف قبل عقد من الزمن، رفضت أو تأخرت في تبني عدة تقنيات رئيسية، مثل الهواتف الذكية التي تعمل باللمس وشبكات الجيل الرابع وأنظمة التشغيل المفتوحة، ما أدى إلى فقدانها الريادة وسقوطها، في حين أن آبل لا ترفض الذكاء الاصطناعي أو التطورات التقنية، بل تتبع استراتيجية مختلفة تقوم على الحذر والخصوصية والتركيز على تجربة مستخدم متكاملة، وهذا ليس رفضاً بل اختياراً لإدارة المخاطر وتقديم منتج متوازن. وشدد القارح على أن آبل تستثمر بشكل متزايد في الذكاء الاصطناعي داخل أجهزتها وخدماتها، وتعمل على تطوير مساعدها سيري و"Apple Intelligence" رغم التأخيرات التي تحصل، كما أنها تراقب سوق الذكاء الاصطناعي وتسعى لابتكار حلول مخصصة، ولذلك فإن المقارنة بينها وبين نوكيا أمر لا يجوز بأي شكل، نظراً للفروقات الجوهرية، فآبل تمتلك الموارد والخبرة والرؤية لتجنب مصير نوكيا بكل تأكيد. خصوصية آبل سلاح ذو حدين ويشرح القارح أن سياسة آبل تقوم في الاعتماد شبه الكامل، على تشغيل الذكاء الاصطناعي على الجهاز نفسه، أي (On-device AI) وذلك دون الارتكاز على بنية تحتية سحابية متطورة، وهذا ما يضعها في موقف محرج أمام المنافسين، الذين يتحركون بسرعة أكبر بفضل مرونة الحوسبة السحابية الضخمة التي يمتلكونها، كما أن الشركات الأخرى تسمح لنفسها بالوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل أشمل مقارنة بآبل، وهذه الخصوصية ورغم أهميتها على صعيد حماية حقوق المستخدمين، إلا أنها تؤدي في النهاية إلى تأخر آبل في السباق، فنماذج الذكاء الاصطناعي يجب أن تتدرّب على كميات ضخمة من البيانات كي تصبح قادرة على تقديم ميزات منافسة. تأجيل تحديث سيري يثير القلق من جهتها تقول الكاتبة باتريسيا جلاد، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن تأجيل أي تحديث جوهري على مستوى الذكاء الاصطناعي وبالأخص على "سيري" حتى 2026 هو مؤشر خطير، فنحن نتحدث هنا عن عامين من التأخر عن المنافسين، خصوصاً غوغل مع Gemini و OpenAI مع ChatGPT، ناهيك عن سباق سامسونغ في إدخال مزايا الـ AI إلى أجهزتها منذ الآن، معتبرةً أن النظرة الحالية لمؤتمر WWDC25 تُظهر أن آبل لا تزال تتبع مقاربة الحذر، حيث اقتصر الحديث عن ميزات Apple Intelligence على تعديلات طفيفة مثل الترجمة الفورية، وهذا يعكس الارتباك الداخلي ويشير إلى توجهات غير واضحة بالنسبة للمستثمرين. 75 مليار دولار تبخرت في لحظات وبحسب جلاد فإن سهم آبل خسر نحو 2.5 في المئة خلال الكلمة الافتتاحية لمؤتمر WWDC25، أي ما يقارب الـ 75 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، وهذا الانخفاض لا يُعزى فقط لتأجيل اطلاق النسخة المتطورة من Siri، لكنه أيضاً علامة على استمرار فقدان الثقة من جانب المستثمرين الذين كانوا يأملون بسماع خبر كبير عن الذكاء الاصطناعي، لافتةً إلى أن خط التصميم الجديد "Liquid Glass" الذي أعلنت عنه آبل اعتبره المستثمرون جميلاً ولكن بلا وزن تقني، فالتحسينات البصرية وحدها لا تقنع السوق. واعتبرت جلاد أن آبل تقف اليوم عند مفترق طرق حاسم، فإما أن تتحرر من قيود الحذر وتسارع في إطلاق تحديثات سيري وتعزيز بنيتها السحابية لدعم قدراتها في الذكاء الاصطناعي، أو أن تواصل التركيز على تحسينات شكلية أقل قيمة من الناحية التقنية، وهو ما قد يهدد تفوقها ويدفعها إلى مسار مشابه لما واجهته نوكيا في السابق. نقلا عن سكاي نيوز العربية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store