
«عيون الدمية».. تتسلل إلى أحلام الصغيرات وتُهدّد بالعمى
وحذّر أطباء من مخاطر هذه الظاهرة، مؤكدين أنها تسبب مضاعفات صحية ونفسية جسيمة، خصوصاً أن منطقة تحت العين تحتوي على أوعية دموية دقيقة مرتبطة مباشرة بتدفق الدم إلى العين، ما يجعل أي خطأ في الحقن بالغ الخطورة.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن حقْن الفيلر تحت العين يؤدي إلى 10 مضاعفات صحية، أخطرها احتمال فقدان البصر.
وكشفوا عن حالات أصيبت بما يُعرف بـ«هجرة الفيلر»، حيث انتقلت المادة المحقونة من تحت العين إلى مناطق مجاورة كالخد، ما أدى إلى تشوه في المظهر، أو مضاعفات خطرة.
ولاحظ الأطباء تزايد تركيز الفتيات على المظهر الخارجي، على حساب تطوير الذات والمهارات الشخصية، وأرجعوا ذلك إلى الرغبة في تحقيق «النجاح الرقمي».
الوعي الطبي
وتفصيلاً، حذّر أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية، الدكتور أنور الحمادي، من الزيادة المقلقة في استخدام حقن الفيلر تحت العين، خصوصاً لدى المراهقات، مؤكداً أن هذا الإجراء يجب أن يتم عند وجود دواعٍ طبية واضحة، مثل علاج الهالات الغائرة أو بعض التجاعيد.
وأوضح أن حقن الفيلر تحت العين محفوف بمخاطر متعددة، خصوصاً أن هذه المنطقة حساسة، وقد يؤدي الاستخدام غير الصحيح إلى مضاعفات تشمل التورم والكدمات طويلة الأمد، وظهور تكتلات تحت الجلد، إضافة إلى ما يُعرف بـ«هجرة الفيلر»، حيث ينتقل من مكانه إلى مناطق مجاورة، مثل الخد، ما يسبب مظهراً غير طبيعي، ويستدعي تدخلات علاجية لاحقة، وقد تصل المضاعفات في حالات نادرة، إلى انسداد الأوعية الدموية وفقدان البصر، خصوصاً عند الفتيات اللواتي لم تكتمل لديهنّ ملامح الوجه وتوازنها الطبيعي.
وحذّر من خطورة تقليد «عيون الدمية»، مؤكداً أن الوصول إلى هذا الشكل عبر الفيلر أو الطرق الجراحية، مثل «تقنية الـCat Eye» قد يؤدي إلى نتائج غير طبيعية أو حتى مشوهة، ولا تناسب جميع ملامح الوجوه.
وأضاف أن «وراء هذه الصيحة تأثير المشاهير والمنصات الرقمية»، منتقداً الإفراط وسوء الاستخدام لحقن الفيلر في بعض العيادات، موضحاً أن «هناك عيادات تفتقر إلى ثقافة التوجيه أو الرفض، وتنفّذ أي إجراء بناء على الطلب، من دون مراعاة المضاعفات أو مدى الحاجة الفعلية».
ودعا الحمادي الفتيات إلى التفكير جيداً قبل الإقدام على أي إجراء تجميلي، مؤكداً ضرورة التفريق بين الحاجة الطبية الحقيقية والتقليد الأعمى لصيحات مؤقتة تتصدر منصات التواصل، موصياً باستشارة طبيب متخصص وموثوق به قبل اتخاذ أي قرار.
وشرح أن «الجمال لا يُقاس بالشكل الخارجي فحسب، بل يبدأ من الداخل ويُبنى على الثقة بالنفس والصحة النفسية والجسدية».
الأوعية الدموية
وحذّر استشاري طب وجراحة العيون، الدكتور عصام الطوخي، من أن «أي خطأ في حقن منطقة ما حول العين، قد يؤثر مباشرة في الجفون وعضلات العين، وتالياً الرؤية، لأن هذه المنطقة تُعدّ من أكثر المناطق حساسية في الوجه».
وذكر أن هناك حالات عدة حقنت تحت العين بالفيلر وتعرّضت لما يُعرف بـ«هجرة الفيلر»، ما سبب مضاعفات، مثل انسداد الشريان الرئيس للعين وفقدان البصر.
وأكد أن المنطقة بين الحاجبين (الجبهة) والجفون العليا والسفلى، بالغة الحساسية، نظراً إلى احتوائها على أوعية دموية ترتبط مباشرة بتدفق الدم إلى العين، ما يجعل أي تدخل غير دقيق فيها له عواقب وخيمة.
وتابع أن الفيلر يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تورم دائم أو كدمات مزمنة حول العين، مشيراً إلى أن بعض المرضى يضطرون لاحقاً إلى الخضوع لجلسات «إذابة الفيلر»، وفي حالات أخرى يضطر الأطباء إلى التدخل الجراحي لإزالته.
وقال: «حالات عدة راجعتنا بسبب مضاعفات ناتجة عن الفيلر حول العين، تمكنا من مساعدة بعضها بإجراءات بسيطة، وهناك حالات تطلّب الأمر تدخلاً جراحياً، فيما تأثر نظر آخرين بشكل دائم، ولم نتمكن من مساعدتهم على استعادة الرؤية».
الحملات الدعائية
وذكرت أخصائية الجلدية والتجميل، الدكتورة مودة بركات، أن حقن الفيلر تحت العين إجراء تجميلي غير جراحي، يهدف إلى تحسين مظهر المنطقة الواقعة تحت العين، من خلال حقن مادة «الهيالورونيك أسيد»، وهي مادة طبيعية موجودة في الجسم، وتُعدّ الأكثر شيوعاً في استخدامات الفيلر.
وبيّنت أن هذا الإجراء يُناسب الأشخاص الذين يعانون ظهور تجويف أسفل العين، سواء لأسباب وراثية أو نتيجة فقدان الوزن أو التقدّم في العمر.
وشرحت أن «الفيلر يملأ هذا التجويف ويُحسّن مظهر الهالات السوداء والانتفاخات والخطوط الدقيقة، كما يساعد على ترطيب الجلد وتعزيز جودته بشكل عام، ويشترط تقييم الحالة من قبل طبيب متخصص لتحديد مدى حاجة المريض الفعلية إليه، وأي نوع وكمية من الفيلر تناسبه».
وشددت على ضرورة عدم الانجراف وراء الحملات الدعائية التي تُروّج لأنماط تجميلية غير تقليدية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما يُسمى «عيون الدمية»، مشيرة إلى أن هذا النوع من التغييرات لا يتناسب - في الأغلب - مع ملامح الوجه الطبيعية، وقد يؤدي إلى نتائج غير متناسقة، داعية إلى استشارة طبيب متخصص قبل الإقدام على أي إجراء تجميلي.
أضرار نفسية
وأكد استشاري الأمراض النفسية، الدكتور محمود نجم، أن توجه الفتيات الصغيرات نحو تعديل ملامح الوجه، يعود إلى تأثير منصات التواصل الاجتماعي التي تُروّج لمعايير سطحية للجمال، ترتكز على الشكل الخارجي، ما أدى إلى اضطراب حقيقي في مفهوم القبول وتقدير الذات لدى هذه الفئة.
وأوضح أن هناك مراهقات منشغلات بمظهرهن الخارجي على حساب تطوير الذات والمهارات الشخصية، مدفوعات برغبة في نيل القبول الاجتماعي، وتحقيق «النجاح الرقمي»، من خلال زيادة عدد المتابعين والتفاعل على المنصات.
ورأى أن «هذا التركيز المفرط على الشكل يُحوّل الإنسان إلى منتج رقمي، ويشوّه صورة الذات، ويضع الفتيات في مقارنة دائمة مع من يُطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا».
وأشار إلى أن هذه الظاهرة ترتبط أحياناً باضطرابات نفسية، مثل اضطراب تشوّه صورة الجسد (Body Dysmorphic Disorder)، حيث يرى الفرد عيوباً وهمية أو يبالغ في تقييم تفاصيل جسدية غير ظاهرة، ما يجعله في حالة دائمة من القلق وعدم الرضا عن مظهره.
وأكد أن «هذا الاضطراب شائع أكثر بين الفتيات المراهقات، وتزداد حدّته في ظل الإهمال العاطفي أو النفسي من الأسرة، أو حتى نتيجة التنمر العائلي الذي لا يُستهان بأثره».
ودعا إلى تجنّب التدخل التجميلي، إلا في حال وجود عيب واضح يؤثر سلباً في نفسية المريضة أو يُعرّضها للتنمر بشكل متكرر، مثل حالات زيادة الوزن المرضية أو وجود تشوهات خَلقية، أما إذا كان السبب نفسياً بحتاً، فالواجب هو التوجّه إلى طبيب نفسي متخصص، لأن الإجراءات التجميلية قد تفتح باباً لا ينتهي من المحاولات غير المجدية، وتُفاقم المشكلة النفسية بدلاً من علاجها.
وشدد على أن دور الأسرة في هذه القضية حاسم وأساسي، إذ إن تعزيز تقدير الذات لدى الفتيات يجب أن ينطلق من داخل المنزل، من خلال دعم المواهب والمهارات، وتقديم التقدير والثناء على الإنجازات الشخصية وليس فقط على المظهر.
وقال إن «البنت في سن 12 أو 13 عاماً لن تستطيع بمفردها اكتشاف شغفها أو صقل مواهبها، بل تحتاج إلى دعم مباشر من أهلها، ليكون النجاح الحقيقي هدفاً، لا النجاح الظاهري على مواقع التواصل».
10 مضاعفات صحية
■ التورم طويل الأمد.
■ كدمات مزمنة.
■ تكتلات تحت الجلد.
■ تغيّـر لون البشرة.
■ الحساسية.
■ الالتهابات.
■ هجرة الفيلر (انتقاله من تحت العين إلى الخدود).
■ تشوه شكل العين.
■ انسداد الأوعية الدموية.
■ فقدان البصر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 16 دقائق
- البيان
بدون أدوية .. أربع فواكه لخفض الكوليسترول وتقوية القلب
يمكن لبعض الأطعمة أن ترفع مستويات الكوليسترول، في حين أن بعض الأطعمة الأخرى يمكن أن يساعد في خفضها إلى مستويات صحية - وقد أظهرت الأبحاث أن بعض الفواكه يمكن أن تساعد في خفض مستويات الكوليسترول المرتفعة لدى بعض الأشخاص. الكوليسترول موجود في الدم، وهو مادة دهنية يُنتجها جسم الإنسان طبيعياً، ويُساعد في الحفاظ على صحة الخلايا، وهناك أنواع من الكوليسترول "جيدة" وأخرى "سيئة"، ويُعتبر البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) ضاراً بالصحة وفق صحيفة ميرور. وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) قد يؤدي إلى أمراض القلب أو السكتة الدماغية، وذلك لأن الكوليسترول يتراكم في شرايين الجسم، مما يؤثر على تدفق الدم، من ناحية أخرى، يُعتبر البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) نسخة جيدة منه، ويساعد هذا النوع على إزالة الكوليسترول "الضار" الزائد من الجسم. ويعد تناول كمية كافية من الألياف، بالإضافة إلى الفيتامينات ومضادات الأكسدة، في نظامك الغذائي يُساعد في مكافحة الكوليسترول، من الجيد اتباع هذه العادة سواءً كنت تعاني بالفعل من ارتفاع الكوليسترول أو كنت ترغب في السيطرة عليه. يمكن أن يُساعد تغيير نظامك الغذائي على خفض مستوى الكوليسترول لديك بشكل طبيعي، ولكن إذا كنت تتناول أدويةً بالفعل، فغالباً ما ستحتاج إلى الاستمرار، ولكن اتباع نظام غذائي صحي قد يكون تغييراً إيجابياً. إذا تم إخبارك بارتفاع مستوى الكوليسترول لديك، ولكنك لا تتناول أدويةً بعد، فقد تتمكن من خفض مستويات الكوليسترول السيئ بإجراء بعض التغييرات الغذائية. ووفق صحيفة تايمز أوف إنديا يمكن لبعض الفواكه أن تساعد في خفض مستوى الكوليسترول في الجسم، وذكرت أن "المحتوى الغذائي للفواكه يشمل الألياف، إلى جانب الفيتامينات ومضادات الأكسدة، التي تدعم صحة القلب والأوعية الدموية". وأضافت "يُعد محتوى الألياف القابلة للذوبان في الفاكهة العامل الرئيسي الذي يُساعد على خفض مستويات الكوليسترول حيث ترتبط الألياف القابلة للذوبان في الجهاز الهضمي بالكوليسترول، وتساعد على التخلص منه من الجسم". تم تسليط الضوء على أربعة أنواع محددة من الفاكهة كفوائد لخفض الكوليسترول الضار ، بما في ذلك الحمضيات كالليمون والليمون الحامض والبرتقال والجريب فروت، حيث يُعد تناول قشر الليمون المبشور غير المشمع إضافة مفيدة للنظام الغذائي، وقد يكون لقشر الليمون آثارٌ في خفض الكوليسترول. يعتبر الجريب فروت مفيداً بشكل خاص بالنسبة لنا، وقد أظهرت الدراسات أن تناول الجريب فروت بانتظام يمكن أن يؤدي إلى تحسين مستويات الدهون في الدم، كما أن له تأثيرًا مخفضًا على ضغط الدم . ومع ذلك، إذا كنت تتناول بالفعل الستاتينات كدواء، فإن تناول الجريب فروت يمكن أن يكون خطيرًا لأنه قد يتفاعل سلبًا مع بعض الأدوية، مثل أتورفاستاتين، ولوفاستاتين، وسيمفاستاتين - ومن المحتمل أن تضطر إلى تجنب الجريب فروت - لذا تحقق من هذا مع طبيبك. كما أن تناول التفاح بانتظام "يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة"، وهذا ما تدعمه الأبحاث، ويعود ذلك إلى كمية الألياف والبوليفينولات الموجودة في هذه الفاكهة، لذا قد يكون القول المأثور "تفاحة واحدة يومياً تغني عن زيارة الطبيب" صحيحاً. يحتوي الأفوكادو على نسبة كبيرة من الدهون الصحية ، المعروفة باسم الدهون الأحادية غير المشبعة، والتي تعتبر مفيدة للقلب - لذا فهي إضافة رائعة أخرى للفاكهة يمكنك إضافتها إلى نظامك الغذائي بانتظام. كذلك الموز مفيد لاحتوائه على ستيرولات نباتية وألياف قابلة للذوبان، والتي تعمل معاً على تقليل امتصاص الكوليسترول في مجرى الدم، إذا انخفض الكوليسترول الزائد في الدم، فسيتم التخلص منه بواسطة الكبد (وأعضاء أخرى) وإخراجه من الجسم.

الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
«الصحة»: 5 إجراءات وقائية للحماية من موجات الغبار خلال الصيف
حددت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، 5 إجراءات وقائية تهدف إلى حماية الأفراد من آثار موجات الغبار، والتي تُعد من الظواهر الشائعة خلال فصل الصيف، مؤكدة على أهمية الالتزام بها حفاظاً على الصحة العامة. وأوضحت الوزارة أنه عندما يصبح الهواء محملاً بالغبار، يُنصح بالبقاء في المنزل حتى يتحسن الطقس، مع التأكيد على أهمية إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام لمنع دخول الغبار إلى الداخل، كما أوصت بارتداء الكمامة، نظراً لدورها في تنقية الهواء وحماية الرئتين من الجزيئات المتطايرة، بالإضافة إلى ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج لحماية العينين من الغبار وتقليل تهيج العين. وأضافت أنه في حالات الربو والحساسية يعد بخاخ الطوارئ (البخاخ الإسعافي) أداة ضرورية أثناء هبوب الرياح، داعية مرضى الربو والحساسية ضرورة التأكد من حمل البخاخ دائماً واستخدامه عند ظهور أعراض مثل ضيق التنفس أو السعال.


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
100 منظمة تحذّر من «مجاعة جماعية» في غزة
حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشّي «مجاعة جماعية» في غزة، فيما أعلنت الولايات المتحدة أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على «ممر» للمساعدات الإنسانية إلى القطاع. وفاة عدد من الأطفال وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني المروّع في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهراً. وفي نهاية أيار/مايو، خفّفت إسرائيل جزئياً الحصار الشامل الذي فرضته على القطاع مطلع آذار/مارس وأدّى إلى نقص حادّ في الغذاء والدواء وغيرها من السلع الأساسية. والثلاثاء، أعلن مجمّع الشفاء الطبّي أنّ 21 طفلاً توفّوا في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية «بسبب سوء التغذية والمجاعة»، مع بلوغ الكارثة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع مستويات غير مسبوقة وتحذير الأمم المتحدة من أن «المجاعة تقرع كل الأبواب». انتشار مجاعة جماعية والأربعاء، قالت المنظمات غير الحكومية ومن بينها «أطباء بلا حدود»، و«منظمة العفو الدولية»، و«أوكسفام إنترناشونال» وفروع عديدة من منظمتي «أطباء العالم» و«كاريتاس» إنّه «مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم الهزال». ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كلّ المعابر البرية للقطاع، وضمان التدفق الحرّ للمساعدات الإنسانية إليه. ويأتي هذا البيان غداة اتّهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية أيار/مايو، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل وتمويلها غامض. الوضع الإنساني في القطاع من جهتها، تتهم إسرائيل حركة حماس باستغلال معاناة المدنيّين، لا سيّما عبر نهب المساعدات الإنسانية من أجل إعادة بيعها بأسعار باهظة أو عبر إطلاق النار على منتظري هذه المساعدات. بدورها، تُحمّل «مؤسسة غزة الإنسانية» حماس المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع. وتؤكّد السلطات الإسرائيلية أنها تسمح بشكل منتظم بمرور كميات كبيرة من المساعدات، لكن المنظمات غير الحكومية تندد بوجود العديد من القيود. وقالت المنظمات الإنسانية في بيانها إنّه «خارج قطاع غزة مباشرة، في المستودعات - وحتى داخله - لا تزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، في ظلّ عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها». واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصاً على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، «لا مثيل لها في التاريخ الحديث». وقال غوتيريتش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي «تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب». وفي مدينة غزة، أعلن مدير المجمع الطبيب محمد أبو سلمية الثلاثاء أن «21 طفلاً توفوا خلال الساعات الـ72 الماضية بسبب سوء التغذية والمجاعة». وفي مستشفى ناصر (جنوب)، أظهرت صور لوكالة فرانس برس والدين يبكيان فوق جثة ابنهما عبد الجواد الغلبان البالغ 14 عاماً والذي توفي جوعاً وقد لفت جثته العظمية في كيس جثث أبيض. وفي هذا الإطار، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على «ممر» للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وقال مسؤول أمريكي مشترطاً عدم كشف هويته إن ويتكوف سيسافر هذا الأسبوع إلى وجهة أوروبية لإجراء محادثات حول غزة. وقالت الناطقة باسم الخارجية تامي بروس للصحفيين إن ويتكوف سيتوجّه إلى المنطقة «وأمله كبير بأن نطرح وقفاً جديداً لإطلاق النار وممراً إنسانياً لدخول المساعدات، وهو أمر، في الواقع، وافق عليه الطرفان». لا تقدم في المفاوضات وبعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات قصف يومية على القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ العام 2007. وقالت أم رامي أبو كرش وهي نازحة في مخيم الشاطئ (شمال) الذي يؤوي آلاف النازحين «لقد فقدت زوجي، وابني مصاب وأنا جائعة وبيتي دمر». ولم تحقق المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بين إسرائيل وحماس بشأن التوصل إلى هدنة أي تقدم. وتقول إسرائيل إنها تريد إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وطرد حماس من القطاع والسيطرة عليه في حين تطالب الحركة بالانسحاب الإسرائيلي من غزة وإدخال كميات كبيرة من المساعدات وإنهاء الحرب.