logo
الخارجية الأميركية تسرّح أكثر من 1300 موظّف... وانتقادات للقرار

الخارجية الأميركية تسرّح أكثر من 1300 موظّف... وانتقادات للقرار

النهارمنذ 2 أيام
باشرت وزارة الخارجية الأميركية تسريح أكثر من 1300 موظّف الجمعة في إطار حملة الرئيس دونالد ترامب لتقليص حجم القوّة العاملة الفدرالية بشكل كبير.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن 1107 من أعضاء الخدمة المدنية و246 من موظفي الخدمة الخارجية تم إبلاغهم بتسريحهم.
تأتي عمليات التسريح في الوزارة بعد 3 أيام على إصدار المحكمة العليا قراراً يمهّد الطريق لإدارة ترامب لبدء تسريح جماعي لموظّفين فدراليين.
وكانت المحكمة العليا التي يهيمن عليها المحافظون ألغت قراراً لمحكمة أدنى قضى بتعليق خطط ترامب التي قد تؤدي إلى تسريح عشرات الآلاف من موظفي الحكومة.
وندّدت رابطة موظّفي الخدمة الخارجية بعمليات التسريح في الوزارة، واصفة إيّاها بأنّها "ضربة كارثية لمصالحنا الوطنية".
وجاء في بيان للرابطة "في لحظة عدم استقرار كبير عالمياً، مع الحرب المندلعة في أوكرانيا والنزاع بين إسرائيل وإيران، والتحدّي الذي تشكّله الأنظمة الاستبدادية للنظام الدولي، اختارت الولايات المتحدة تقليص قوّتها الدبلوماسية في الخطوط الأمامية".
وتابع البيان "نحن نعارض هذا القرار بأشد العبارات".
وكان عدد موظّفي الخارجية الأميركية يتخطّى 80 ألف شخص حول العالم العام الماضي، وفقاً لوثيقة معلومات، مع تولي نحو 17700 أدواراً محلية.
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عملية إعادة هيكلة كبرى في وزارته في نهاية نيسان/أبريل، ونشر مقالاً عبر منصّة "إكس" أشار إلى خطط لتقليص عدد الموظفين بنسبة 15 بالمئة.
منذ عودته إلى البيت الأبيض، جعل ترامب تقليص القوّة العاملة الفدرالية إحدى أولوياته الرئيسية، وقد باشر تخفيضاً كبيراً في الوظائف والإنفاق عبر "هيئة الكفاءة الحكومية" التي كان يرأسها الملياردير إيلون ماسك.
وكانت وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، وهي الذراع الرئيسية لتقديم المساعدات الأميركية حول العالم، من بين الوكالات التي استهدفتها هيئة الكفاءة الحكومية.
وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، تبلّغ موظفو وزارة الخارجية بتسريحهم بالبريد الإلكتروني.
سيخسر عناصر الخدمة الخارجية وظائفهم بعد 120 يوماً من تلقّي الإشعار وسيتم وضعهم في إجازة إدارية على الفور، بينما سيتم تسريح الموظفين المدنيين بعد 60 يوماً، وفق الصحيفة.
وأدان نيد برايس الذي شغل منصب المتحدّث باسم الخارجية في عهد الرئيس الديموقراطي السابق جو بايدن، عمليات التسريح التي وصفها بأنّها عشوائية.
وقال برايس في منشور عبر "إكس": "على الرغم من كل ما حكي عن معيار الجدارة يطردون عناصر بناء على المكان الذي تم تعيينهم فيه في هذا اليوم العشوائي".
وتابع "إنّها الطريقة الأكثر كسلاً والأقل كفاءة والأكثر ضرراً لإعادة هيكلة القوّة العاملة".
وقالت السفيرة السابقة باربرا ليف التي كانت تتولّى منصباً بارزاً على صلة بالشرق الأوسط في عهد بايدن إن هذه الخطوة "ستكون لها عواقب رهيبة في ما يتّصل بقدرتنا على حماية المواطنين الأميركيين في الخارج، ومواصلة الدفاع عن المصلحة الوطنية وأمننا القومي".
وأضافت في منشور عبر "لينكد-إن": "هذه ليست إعادة هيكلة. إنّه تطهير".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عندما تُذكر "الإبادة" كنتيجة "منطقيّة" للحرب
عندما تُذكر "الإبادة" كنتيجة "منطقيّة" للحرب

النهار

timeمنذ 23 دقائق

  • النهار

عندما تُذكر "الإبادة" كنتيجة "منطقيّة" للحرب

وقف بنيامين نتنياهو وانحنى فوق مائدة العشاء ليسلّم دونالد ترامب رسالة ترشيحه لجائزة نوبل للسلام. يعرف ترامب أن ضيفه لا يريد أي نوع من السلام لكنه يرشحه للجائزة. ويعرف الرجلان أن ما بينهما من صداقة لا يخلو من التكاذب، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر العارفين بالقاعدة الرابحة والمتّبعة حالياً في الديبلوماسية الأميركية، وهي تُختصر بـ"دغدغ الأنا الترامبية"، وإذا لم تكسب كلّ ما تريده فإنك لن تخسر جلّه، لأنه مع ترامب لا مجال لليقين. غير أن الطرف الوحيد الرابح معه دائماً هو إسرائيل. تساءلت الصحف الأميركية "عما إذا كان الترشيح لنوبل من نتنياهو - المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من جانب المحكمة الجنائية الدولية - يساعد فعلاً الرئيس" في سعيه الى الجائزة. المفارقة أنه لم يكن في أحاديث ترامب وضيفه أي أثر لأي سلام، بل بحث عن "تفاهمات حول غزّة والإقليم... وما بعد الإقليم" بحسب تعبير نتنياهو. وبرغم المكافآت الأميركية الضخمة لإسرائيل على ما أنجزته في الحرب على إيران، والاستثمارات الجديدة بمليارات الدولارات لتطوير البنية التحتية لجيشها، لم يستطع ترامب انتزاع موافقة "صديقه" على فكرة "إنهاء الحرب في غزّة". كان الرئيس الأميركي يفضّل هدنة دائمة واستعادة لجميع الرهائن، لأن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وصفقة جزئية لتبادل الأسرى أصبحا تكتيكاً إسرائيلياً لمواصلة الحرب. وحتى "الضمان" الذي وفّره ترامب لتمديد الهدنة والتفاوض على إنهاء الحرب سيبقى غير علني لأن الجانب الأميركي يعلم مسبقاً أن الإسرائيليين لن يحترموه. قبل ذلك، كان ترامب قد تدخّل عملياً في القضاء الإسرائيلي طالباً إلغاء محاكمة نتنياهو في قضايا الفساد. صحيحٌ أنه لم يخلّصه كلّياً من الملاحقة، إلا أنه قوّض القضية في لحظة حاسمة وأنقذ مستقبله السياسي، لكن نتنياهو ظلّ متمسكاً عقائدياً بائتلافه الحكومي، وبالأهداف التي حدّدها لمستقبل غزة: احتلال، تجويع، تهجير، إبادة جماعية... ولا يزال اتفاق الهدنة عالقاً في مفاوضات الدوحة بسبب تعنّت إسرائيلي متوقّع في بند الانسحابات، إذ إن جيش الاحتلال منتشر في كل القطاع وأخلى نسبة كبيرة من المناطق من سكانها ليجمعهم في "غيتو رفح" (كما بات كتاب إسرائيليون يصفونه، تذكيراً بـ"غيتوات" النازيين لليهود). برغم أجواء التوافق، كان نتنياهو مستاءً لأن ترامب لم يجدّد علناً تأييده لمشروع تهجير سكان القطاع، وأشارت مصادره إلى أنه كرّر طرحه وقدّمه بصيغة "منح الناس (الغزّيين) حق الاختيار الحرّ في البقاء أو المغادرة"، مذكّراً بأن واشنطن وعدت بالتدخّل لدى دول كانت قد أبدت استعداداً لاستيعاب أعداد من الغزيين. وأورد موقع "والا" العبري أن الإسرائيليين يعتقدون أن تحوّلاً حصل في موقف ترامب بعد زيارته السعودية وتوقيع الاتفاقات معها. ثم إنه يفكّر أيضاً في "الاتفاقات الإبراهيمية" ويرى أن توسيعها يتطلّب إنهاء حرب غزّة، لكن نتنياهو يريد الحرب والتطبيع معاً ويردّد أنه وترامب يؤمنان بـ"السلام من خلال القوة". ولم يُسمع هذا المصطلح من ترامب خلال زيارة نتنياهو، كم أنه لم يكرر الحديث عن "النصر الكبير" (على إيران) كما فعل ضيفه. واضحٌ بالنسبة إلى المراقبين أن نتنياهو استطاع استدراج واشنطن إلى ما يريده من حربه على غزّة، فما يسمى "اليوم التالي" عنده هو الخيام في رفح... قبل الترحيل. وليس لدى واشنطن وعواصم الغرب تصوّر آخر قابل للتحقيق، ولم تولِ ما يكفي من جدية وتصميم في دعم الخطة المصرية العربية للتعمير من دون تهجير في غزّة، إذ ظلّ هاجس الجميع إنهاء وجود "حماس" وحكمها في القطاع، لكن الخيار الانتحاري لـ"حماس" سهّل لإسرائيل خيار "الإبادة" الذي بات يُذكر كأنه مجرد نتيجة "منطقية" للحرب. هل هناك خلاف فعلاً بين ترامب ونتنياهو؟ ربما بالنسبة إلى إيران، وليس في شأن غزّة التي سبق للرئيس الأميركي أن اعتبرها "منتهية". فهو يميل إلى مسار ديبلوماسي مع طهران، معتمداً على نتائج حرب الـ12 يوماً وإن لم تؤدِّ إلى "استسلام" إيران كما أراد، وملوّحاً من جهة أخرى بـ"العصا الإسرائيلية" عند الضرورة. لا بدّ من أن تختلف المقاربتان الأميركية والإسرائيلية لإيران ومنطقة الشرق الأوسط والخليج، فالحرب الأخيرة كانت ولا تزال مقلقة للخليج حيث تبلورت مصالح لأميركا- ترامب، مقدار ما كانت مرفوضة من جانب تيارات مؤيدة لترامب في الداخل. في المقابل، باتت طهران تخيّر واشنطن بين مفاوضات يمكن أن تفضي إلى اتفاق "زائداً استثمارات" وحرب تعطّل كل تفاوض، لكن ترامب منح إسرائيل إمكان مهاجمة إيران من دون ضوء أخضر أميركي. هذا يعني أنه يستبعد جائزة نوبل للسلام حتى قبل أن يكون له حظ في نيلها.

خطأ برّاك وخطيئة "حزب الله"
خطأ برّاك وخطيئة "حزب الله"

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 29 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

خطأ برّاك وخطيئة "حزب الله"

لا جدال في أنّ مبعوث الرئيس الأميركي السفير توم برّاك هو نجم المرحلة الحالية، ليس فقط على المستوى اللبناني بل أيضاً على مستوى المنطقة المحيطة، والتي عُرفت بالهلال الخصيب، أو كما عرّف عنها ملك الأردن بـ»الهلال الشيعي». ودشّن برّاك دخوله المثير إلى الملفات المعقّدة وشديدة الحساسية للمنطقة بتغريدته الشهيرة حول «وفاة» خريطة سايكس بيكو. وإثر زيارته الأخيرة لبيروت والتي حملت مهمّة واضحة تتعلق بالإسراع في نزع السلاح الثقيل لـ»حزب الله»، أجرى الموفد الرئاسي الأميركي جلسة نقاش مفتوحة مع إعلاميين عرب في نيويورك. ولأنّه لم يكن مدرجاً حصول لقاء من هذا النوع، فإنّ الإنطباع الغالب هو أنّ برّاك أراد استلحاق مهمّته وسدّ فجوة ظهرت لاحقاً على ما يبدو، عبر تعابير أوضح. فاللغة الديبلوماسية التي استخدمها والمرفقة بتعابير هادئة ومرنة، ولّدت انطباعاً عاماً خاطئاً، عملت أوساط سياسية على الترويج له، وفحواه أنّ إدارة ترامب تتّجه لسياسة أكثر مرونة وتسامحاً تجاه سلاح «حزب الله»، والمقصود به هنا النفوذ الإيراني في لبنان. أضف إلى ذلك حديثه عن الفصل بين الجناحين السياسي والعسكري لـ«حزب الله»، وسط تسريبات إعلامية أعقبت مغادرته بيروت، بتوجيهه رسائل إلى قيادة «حزب الله»، ووفق مبدأ الإستعداد للتفاوض حول أثمان سياسية مقابل السلاح. لكن برّاك بدل أن «يكّحلها عماها» كما يُقال في اللغة اللبنانية العامية. وهو ما فرض عليه توضيحاً إضافياً عبر منصة «إكس». ووفق ما تقدّم، فإنّ اللقاء الإعلامي لبرّاك في نيويورك كان يهدف فعلياً للضغط بدرجة أكبر على لبنان، عبر التهويل بخطر وجودي من خلال إعادته إلى بلاد الشام. وبالتالي فإنّه وبتوجيه مباشر من البيت الأبيض، والذي زاره لتوه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يريد برنامجاً واضحاً لإنجاز الخطوات المطلوبة حيال السلاح الثقيل لـ«حزب الله» مع عودة برّاك الثالثة. وهذا التفسير الذي ساد الأوساط المراقبة على الساحة اللبنانية يبدو منطقياً وواقعياً، لكنه قد لا يختزل كامل الصورة. فصحيح أنّ برّاك سعى من خلال كلامه الأخير إظهار بعض التشدّد من خلال إثارة مخاوف وجودية، إلّا أنّ في كلامه جوانب أخرى. فمن جهة قد يكون المقصود إعادة تصويب التفسير الذي سعت جهات قريبة من «حزب الله» لتسويقه حول مفاوضات تؤمّن مكاسب سياسية جوهرية، من خلال صياغة دستور جديد ونظام سياسي مختلف عن القائم حالياً. ويأتي تفسير كلام برّاك هنا بأنّ أي سعي للعب بدستور الطائف القائم حالياً سيؤدي لتعديلات جذرية ستتولاها دمشق. ويرى بعض المراقبين أنّ برّاك تعمّد استخدام تعابير جارحة مثل اعتبار السوريين بأنّ «لبنان منتجعنا الشاطئي»، للإشارة الى خطورة التفكير بأي تعديلات دستورية. فبالنسبة إلى واشنطن هنالك قرار نهائي بعدم ترك أي منفذ أو ثغرة يمكن أن تسمح بنفوذ إيراني في لبنان أو سوريا، لا مباشرة ولا مواربة. لكن هنالك من يذهب أبعد من ذلك، ليصل إلى حدّ الإضاءة على خلفية المشهد المرسوم لمستقبل المنطقة ككل. فبرّاك الذي دشن مهمّاته في المنطقة بتغريدة «نعي» سايكس بيكو، تشتمّ دائماً في خلفية كلامه «نكهة» التحضير لمشهد جغرافي جديد للمنطقة. فحتى بالأمس وفي كلامه في نيويورك، بدأ الصديق الحميم لترامب حديثه بالإشارة إلى أنّ تدخّلات الغرب في هذه المنطقة من العالم منذ عام 1919 (مؤتمر سان ريمو الذي كرّس تقسيمات سايكس بيكو) أدّت إلى نتائج رائعة، إذا نظرنا إلى سايكس بيكو وتقسيم المنطقة إلى دول قومية وما تلاها. وتابع برّاك: «رؤية ترامب مختلفة، وليس هذا ما يريد القيام به». ووفق ما تقدّم يمكن استنتاج خلفية المشهد الذي تعمل إدارة ترامب على رسمه. خريطة جغرافية جديدة لا تقوم كياناتها على الأسس القومية التي عرفناها. فوظيفة تلك الخريطة انتهت على ما يبدو. ومن هذه الزاوية لا بدّ من النظر إلى التطورات الهائلة والمتسارعة، والتي احتاجت للتبدّلات الجذرية على مستوى السلطة في دمشق، والتي تطاول أجزاء أساسية من ساحتها، حيث تطلبت إبقاء النار مشتعلة ليس فقط في غزة والضفة ولبنان وسوريا، بل وصلت إلى طهران والسعي لإنهاء قدرتها الإقليمية، في وقت بات معلوماً أنّ إيران تريد أن تتولّى دور القوة الإقليمية العظمى في الشرق الأوسط. ومن هذه الزاوية يصبح مفهوماً أكثر أن يجري تعيين الصديق الأقرب لترامب كسفير لبلاده في تركيا، والتي تعمل بالتفاهم والتحالف مع واشنطن على ترتيب حضور جديد لها في المعادلة الجاري رسمها. وفي الوقت نفسه، أن يجري إيلاؤه الملف السوري مع كل التبدّلات الجذرية التي تطاوله. وبالتالي فإنّ إضافة لبنان إلى مهمّاته، وتحديداً مهمّة إنهاء النفوذ الإيراني على ساحته، تصبح أكثر وضوحاً. ولا يجب أن يغيب عن بالنا الإندفاعة السريعة لدمشق في اتجاه التطبيع مع إسرائيل. فالكشف عن لقاء سوري ـ إسرائيلي مباشر في باكو خلال زيارة رسمية لأحمد الشرع إلى أذربيجان، إنما يعكس عن مسار كبير تمّ إجتيازه بسرعة خلال المرحلة الماضية، خصوصاً وسط المعلومات عن عدد من الإجتماعات التي حصلت بين الطرفين سراً في تركيا. كذلك، فإنّ خطوة تسليم «حزب العمال الكردستاني» لأسلحته إنما حصلت بناءً لتفاهمات سرّية، قد تمنح الأكراد إعترافاً بحضور في شمال سوريا. مع الإشارة هنا إلى الإشتباكات العنيفة التي حصلت بين الأكراد والقوات السورية. وفي الوقت نفسه تتصاعد التوترات والإشتباكات في المنطقة الدرزية في السويداء، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تعزيز وترسيخ سلطة القوى المحلية وحضورها على حساب حكومة دمشق. ومن هنا لا بدّ من التمعن بحركة نتنياهو بعد عودته من واشنطن، خصوصاً أنّ أي نتائج واضحة لم تصدر. وهو إما أنّ ذلك يعني الخلاف والفشل، ولكن أي مؤشرات سلبية لم تظهر، لا بل على العكس أشاد نتنياهو بترامب كأهم صديق لإسرائيل بين كل الذين سبقوه. أو أن يعني ذلك وجود تفاهمات كبيرة وسرّية ما يمنع حتى التلميح لها، وهو الأرجح، وهنا باب الخطورة. وفي إحدى أهم الإشارات ما تردّد من تلميحات إسرائيلية حول نجاح نتنياهو فور عودته، بإقناع وزيري اليمين المتطرف بن غفير وسموتريتش بالقبول باتفاق وقف النار في غزة. والمعروف عن اليمين المتطرّف تمسّكه الحازم والعقائدي بعدم المساومة على تصفية الحضور الفلسطيني وتثبيت الدولة اليهودية عبر استكمال الحرب وعدم الذهاب إلى وقف لإطلاق النار تحت طائلة الإنسحاب من الحكومة. لكن تعديل اليمين المتطرّف لموقفه فجأة يحمل في طياته ما يؤكّد ويضمن الذهاب في اتجاه تحقيق العقيدة التي يعمل لها. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى التغريدة التي كتبها رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم على منصة «إكس». فهو حذّر فيها من تقسيم محتمل لدول عربية ومن بينها سوريا، على نار التوترات الحالية في المنطقة. والمعروف عن حمد بن جاسم علاقته القوية والوثيقة مع دوائر أميركية نافذة. ووفق كل ما سبق، فإنّ من البساطة بمكان النظر في الإهتمام الأميركي بلبنان من زاوية ضيّقة ومحدودة. لا بل أكثر، فلا بدّ من التيقن بوجود قرار كبير على مستوى «تغيير الدول»، ما يستوجب «حفظ الرأس» لا المكابرة وأخذ الأمور بخفة وسذاجة. وقد يكون التهويل الذي لوّح به برّاك صحيحاً في جانب منه. بمعنى أنّ زوار واشنطن يتحدثون عن استئناف الحرب الإسرائيلية مع بداية الخريف إذا لم يلبِ لبنان المطالب الأميركية. وإنّ الحرب الجوية من المحتمل أن تكون مقرونة هذه المرّة بمواجهات برّية ستتولاها قوات الشرع عند الحدود مع البقاع الشمالي، وحيث تمّت زيادة أعداد العناصر السورية و»الإيغور» بعض الشيء. ويجب التنبّه دائماً إلى «المكاسب» الإقليمية التي يمكن أن تنالها تركيا من خلال إمساكها بأوراق قوة إضافية في حال الحرب. أضف إلى ذلك، التنسيق الأمني الكبير بين واشنطن ودمشق، وإنّ التقدّم في العلاقة بين سوريا وإسرائيل لا بدّ أن يتضمن تفاهمات أمنية وعسكرية. وفي تعليقه على العاصفة التي أدّى إليها كلام برّاك، ذكّر مراقب عتيق بالطرفة اللبنانية التي تقول إنّ أحد الأشخاص انشغل في البحث عن ورقة مالية أضاعها، فسأله صديقه أين أضاعها؟ فأجاب الرجل وهو يؤشر بأصبعه بعيداً، هناك. عندها سأله صديقه باستغراب: ولكن لماذا تبحث هنا؟ وكان جواب الرجل، لأنّه هنا يوجد ضوء. عسى ألّا نكون نبحث عن مصيرنا ومستقبلنا في المكان الخطأ. فالذهاب إلى الخطاب الشعبوي يدفع للمجهول كما أنّ التمسك بمفردات الخطاب القديم يدفع للانتحار، فخير الأمور وسطها. جوني منير -الجمهورية انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

بعد عام على محاولة الاغتيال... تقريرٌ يكشف إخفاقات "لا تُغتفر" في حماية ترامب
بعد عام على محاولة الاغتيال... تقريرٌ يكشف إخفاقات "لا تُغتفر" في حماية ترامب

ليبانون ديبايت

timeمنذ 38 دقائق

  • ليبانون ديبايت

بعد عام على محاولة الاغتيال... تقريرٌ يكشف إخفاقات "لا تُغتفر" في حماية ترامب

خلص تقرير صادر عن لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى أن محاولة اغتيال الرئيس دونالد ترامب خلال تجمّع انتخابي في 13 تموز 2024، كشفت عن إخفاقات جسيمة ولا تُغتفر في جهاز الخدمة السرية، مشددًا على أن الإجراءات التأديبية المتخذة بعد الهجوم "لا تعكس خطورة ما حدث". وأشار التقرير إلى أن "ما جرى شكّل فشلًا أمنيًا على كل المستويات، وكان من الممكن تجنّبه"، داعيًا إلى محاسبة الأفراد المعنيين وتنفيذ إصلاحات هيكلية لمنع تكرار الحادثة. وكان ترامب، المرشح الجمهوري آنذاك، قد أُصيب برصاصة في أذنه خلال تجمّع انتخابي في مدينة باتلر، ولاية بنسلفانيا، بعد أن أطلق الشاب المسلح توماس كروكس (20 عامًا) النار باتجاه المنصة، ما أدى أيضًا إلى مقتل أحد الحاضرين وإصابة اثنين آخرين، قبل أن يرديه قناص تابع لجهاز الخدمة السرية برصاصة واحدة من مسافة بعيدة. واكتسبت صورة ترامب وهو يرفع قبضته والدم يسيل من وجهه لحظة إجلائه من الموقع رمزية انتخابية قوية، دفعت حملته نحو تصعيد التعبئة الشعبية، وتم تقديم الحادثة على أنها "محاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة". ووفق التقرير، فإن جهاز الخدمة السرية فشل في الاستجابة لتحذيرات استخبارية موثوقة، كما أخفق في التنسيق الفعّال مع سلطات إنفاذ القانون المحلية، رغم ورود تهديدات واضحة قبل الحدث. وقال السيناتور الجمهوري راند بول، رئيس اللجنة، إن الجهاز "تصرف بلا مبالاة بيروقراطية، وغياب للبروتوكولات، ورفض مقلق لاتخاذ خطوات وقائية حقيقية"، مشيرًا إلى أن "ما من أحد تم فصله رغم جسامة الحادثة". ورأى بول أن "الإجراءات العقابية التي شملت 6 موظفين لم تكن كافية"، مشيرًا إلى أن العقوبات اقتصرت على وقف عن العمل بدون أجر لفترات تراوحت بين 10 و42 يومًا، مع نقلهم إلى وظائف ذات مسؤوليات محدودة. وفي محاولة لاحتواء الغضب، أعلن جهاز الخدمة السرية عن بدء تطبيق سلسلة من الإصلاحات، بينها تحسين التنسيق الميداني، وتحديث أنظمة المراقبة الجوية، وإنشاء وحدة خاصة للتهديدات المتطورة. وأكد الجهاز أن الأخطاء التي وقعت كانت نتيجة خلل في التواصل، وأخطاء بشرية وفنية، مشددًا على التزامه بتحسين الأداء في المرحلة المقبلة. وعلّق الرئيس ترامب على التقرير قائلًا: "ارتُكبت أخطاء بلا شك"، لكنه أعرب عن رضاه على عمل لجنة التحقيق. وفي مقابلة مع زوجة ابنه لارا ترامب على قناة "فوكس نيوز"، قال إن "قناص الجهاز أنقذ الموقف بطلقة واحدة دقيقة"، مؤكدًا: "لو لم يفعل ذلك، لكان الوضع أكثر دموية". وأضاف في تصريح للصحافيين بمناسبة مرور عام على الحادثة: "كان الله يحميني. لا أحب التفكير كثيرًا في الأمر، لكن الرئاسة مهنة خطيرة". وشدّد على أن مشاهد الهلع والصراخ التي أعقبت إطلاق النار لا تُنسى، قائلًا: "لقد كانت لحظة حاسمة في حياتي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store