
لوموند: هكذا تعقّبت إسرائيل علماء البرنامج النووي الإيراني واغتالتهم
توقّفت صحيفة 'لوموند' الفرنسية، في تحقيق لها، عند كيفية تعقب إسرائيل مؤخراً لعلماء البرنامج النووي الإيراني، حيث أسفرت ضرباتها في شهر يونيو/حزيران المُنصرم عن مقتل ستة عشر باحثًا إيرانيًا بارزًا، كانوا مشاركين في تطوير قنبلة نووية. وبموجة الاغتيالات غير المسبوقة هذه، تعتقد إسرائيل أنها وجهت الضربة الأكثر حسماً للبرنامج النووي العسكري الإيراني.
كانت إسرائيل تراقب تحركات هؤلاء الرجال منذ عشرين عامًا. سبق أن حاولت اغتيال أحدهم، فريدون عباسي، في عام 2010. هذا الفيزيائي، وهو أيديولوجي متشدد، قفز من سيارته مع زوجته قبل لحظات من انفجار قنبلة زرعها على الأرجح عملاء إسرائيليون. كانت تلك أول موجة اغتيالات تُنسب لإسرائيل ضد علماء نوويين إيرانيين، تضيف 'لوموند'.
كانت إسرائيل تراقب تحركات هؤلاء الرجال منذ عشرين عامًا. سبق أن حاولت اغتيال أحدهم، فريدون عباسي، في عام 2010. هذا الفيزيائي، وهو أيديولوجي متشدد، قفز من سيارته مع زوجته قبل لحظات من انفجار قنبلة زرعها على الأرجح عملاء إسرائيليون
عُيّن عباسي لاحقًا نائبًا لرئيس الجمهورية ورئيسًا للمنظمة الوطنية للطاقة الذرية، حيث عارض بشدة أي اتفاق دولي يقيد البرنامج النووي الإيراني. وقد توفي في 13 يونيو. ودفن إلى جانب زملاء له من منظمة الابتكار والبحث الدفاعي (SPND)، وهي هيئة مشبوهة بتطوير برنامج عسكري سري لتخصيب اليورانيوم منذ التسعينيات، تتابع 'لوموند'.
كلّ المعرفة النووية التي راكمتها إيران لم تختفِ
رغم أن أنظار العالم تركزت على الضربات الأمريكية في 22 يونيو ضد منشآت التخصيب العميقة في فوردو ونطنز وأصفهان، فإن إسرائيل تعتبر أن أعظم إنجازاتها كان في ضربات أقل وضوحًا وأصعب في التتبع، ضمن مئات الغارات خلال 12 يومًا. ومع أن المعرفة النووية التي اكتسبتها إيران لم تختف، إلا أن إسرائيل ترى أن مقتل 16 عالمًا وتدمير المختبرات التي كانوا يعملون فيها كافٍ للقضاء على الشق العسكري من البرنامج النووي الإيراني، توضح 'لوموند'.
ويقول السفير الإسرائيلي لدى فرنسا، جوشوا زاركا، إن العلماء القادرين على تحويل اليورانيوم عالي التخصيب إلى قنبلة قد قُتلوا، وإن المواقع التي عملوا بها دُمّرت. 'لقد أبعدنا التهديد لعدة سنوات جيدة'، حسب تعبيره.
في 13 يونيو – تضيف 'لوموند' – قُتل تسعة علماء على الأقل من SPND، ونجا عاشر هو محمد رضا صديقي صابر، لكن قُتل ابنه البالغ 17 عامًا في منزل العائلة بطهران. فرت العائلة إلى مدينة أستانة أشرفية قرب بحر قزوين، لكن إسرائيل اغتالت صابر هناك في 25 يونيو قبل ساعات من بدء وقف إطلاق النار. وأسفرت الضربة عن مقتل 13 من أقاربه وجيرانه، حسب شقيقه الناجي الوحيد.
يرتبط معظم هؤلاء العلماء، إن لم يكن جميعهم، بالبرنامج القديم 'أماد' الذي بدأ في التسعينيات، وهو الأساس للبرنامج النووي الإيراني ذي البعد العسكري، والذي أعيدت تسميته لاحقًا عدة مرات حتى صار يعرف اليوم بـ SPND، توضح 'لوموند'. ويؤكد السفير الإسرائيلي لدى باريس أن ستة علماء آخرين قُتلوا دون الكشف عن أسمائهم، ولم تؤكد إيران وفاتهم.
يؤكد السفير الإسرائيلي لدى باريس أن ستة علماء قُتلوا دون الكشف عن أسمائهم، ولم تؤكد إيران وفاتهم
تقول إسرائيل إن إيران قررت إعادة تنظيم SPND قبل أقل من عامين، وإنها استأنفت مؤخرًا بحوثًا حول ضغط اليورانيوم بالمتفجرات، ومصدر النيوترونات اللازم للتفاعل النووي، وتصغير حجم القنبلة. ويُعتقد أن هذه المشاريع تمت تحت غطاء 'الاستخدام المزدوج' – مدني وعسكري، وأن الهدف منها كان تجهيز البلاد لصناعة قنبلة بسرعة متى اتُخذ القرار السياسي.
كما تؤكد إسرائيل أنها دمرت جميع هذه المواقع، ومنها موقع سنجريان الذي شهد بحوثًا على المتفجرات قبل حوالي عقدين، حسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبعد سنوات، أظهرت صور الأقمار الصناعية نشاطًا في الموقع بدءًا من 2022، تشرح 'لوموند'، موضحّة أنه في طهران نفسها، استهدفت إسرائيل في أواخر شهر يونيو المقر العام لـ SPND. أما موقعها الأحدث، الذي أُسس عام 2013 داخل مركز ترفيهي تابع لوزارة الدفاع، فقد دُمر جزئيًا في منتصف الشهر نفسه في غارة نشرت إسرائيل صورها.
أما المبنى الأقدم، المعروف بـ 'لافيزان 2'، فقد كان يضم معهدًا للفيزياء التطبيقية وشركة 'شهيد كريمي'، وكلاهما خاضع لعقوبات بسبب علاقتهما بالبرنامج النووي. دُمّر في 15 يونيو وكان يحتوي، بحسب الجيش الإسرائيلي، على مختبرات لتطوير السلاح النووي. وتقع هذه المواقع قرب جامعة مالك أشتر، وهي أيضًا خاضعة للعقوبات، وفق تحقيق 'لوموند' دائما.
تفاخر الجيش الإسرائيلي أيضًا بأنه دمر المصنع الوحيد في إيران لتحويل اليورانيوم الغازي إلى معدن، وهو مكون أساسي للقنبلة. بُني هذا المصنع عام 2004 في قلب منشأة أصفهان، ودُمر في 14 يونيو حسب صور أقمار صناعية اطّلعت عليها 'لوموند'. وتوالت بعدها ضربات إسرائيلية وأمريكية دمرت المباني المحيطة، تُشير الصحيفة الفرنسية.
يقول ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، إن 'إسرائيل تدعي أنها دمرت جميع أرشيفات SPND، التي كانت مخزنة في مقره الرئيسي'. وكان الموساد قد استولى في 2018 على جزء من هذه الوثائق من مخزن بطهران. ووفقًا للسفير الإسرائيلي لدى باريس، فإن النسخة الأخيرة التي كانت لدى إيران دُمّرت في غارات شهر يونيو، إلى جانب وثائق الأبحاث الحديثة.
الزاوية الميتة
لكن الخبراء متفقون على أن المعرفة النووية الإيرانية لم تُمحَ، توضح 'لوموند'، وتنقل في هذا الصدد عن جيمس أكتون، من مركز كارنيغي، قوله: 'لا أعتقد أن إسرائيل يمكن أن تحقق أمنها بالاغتيالات فقط'. فقد كان معظم العلماء الذين قُتلوا يدرّسون في جامعات طهران، مثل جامعة الشهيد بهشتي، الخاضعة للعقوبات الأمريكية، وقد نقلوا معارفهم لطلبتهم.
كان فريدون عباسي نفسه يرأس قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين، التابعة للحرس الثوري. في آخر مقابلة له نُشرت في 25 مايو، قال عباسي إنه مستعد للموت، وأضاف: 'في عمرنا هذا، الجزء الأكبر من المهمة خلفنا. لقد سلمنا المسؤوليات للشباب'.
حتى داخل إسرائيل نفسها – تُشير 'لوموند'- هناك خشية من أن جزءًا من البرنامج قد اختفى عن الأنظار. يقول أفنير فيلان، مسؤول أمني إسرائيلي سابق: 'فقدت إيران عددًا كبيرًا من علمائها، لكننا نعرف هؤلاء الرجال منذ عشرين عامًا. ولو كنت في مكان المرشد الأعلى، لكنت أنشأت مجموعة بحث سرية خارج AMAD، ومولتها عبر مؤسسة دينية، وأمرت بعدم إعداد أي تقارير قبل إنجاز المهمة'.
لم يكن لدى إيران من قبل هذا القدر من الدوافع لصنع القنبلة. والآن لم يعد للنظام سوى خيارين: إما اتفاق مع واشنطن أو القنبلة النووية
تعترف إسرائيل بهذه 'الزاوية المظلمة'، لكنها تؤكد ثقتها الكاملة في استخباراتها. يقول سفيرها في فرنسا: 'نحن لا نستهدف كل الفيزيائيين الإيرانيين. هؤلاء الرجال قُتلوا لأنهم كانوا مشاركين بشكل مباشر في تصنيع قنبلة نووية'. ويضيف أن الضربات لم تقتصر على العلماء، بل استهدفت أيضًا من أصدروا الأوامر، ومنهم أعضاء في المجلس الأعلى للأمن القومي.
كما توضح 'لوموند' أن إسرائيل لم تنشر أي دليل على إعادة تنظيم SPND، أو على حجم الخطر الذي كانت تشكله. لكن أحد المطلعين على البرنامج النووي في إسرائيل يذكّر بأن القرار النهائي لتصنيع القنبلة يعود للمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي استبعد ذلك صراحة منذ التسعينيات، ثم بعد تجميد جزئي لـ AMAD منتصف 2000. يقول أوزي آراد، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق: 'إيران تستطيع استئناف البرنامج في غضون أسابيع – الأمر سياسي بالدرجة الأولى'.
النظام الإيراني في مأزق
ومضت 'لوموند' موضّحة أن هذا الغموض يثير قلق الأوروبيين بشدة في ظل توقف البرنامج عن الشفافية.. فقد دخلت إيران في مواجهة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سحبت مفتشيها. يقول دبلوماسي غربي: 'كان الاتفاق النووي عام 2015 يمنح قدرًا غير مسبوق من الشفافية. أما الآن، فقد ضحّت إسرائيل بجزء من شبكتها الاستخباراتية لتنفيذ هذه الضربات. والإيرانيون ينفذون عملية تطهير داخلية'.
وتابعت الصحيفة القول إن إسرائيل لا تخفي نواياها، فهي وإن كانت تؤيد عودة المفتشين والمفاوضات مع واشنطن، إلا أنها جاهزة لشن ضربات جديدة، دون تحديد عتبة معينة. تسمي هذه الاستراتيجية 'قص العشب': قصف متكرر لإضعاف العدو دون تدمير قدراته تمامًا. وقد استخدمتها في غزة من عام 2007 حتى عام 2023، ومنذ عام 2024 في لبنان وسوريا. فهل ستطبقها على إيران أيضًا؟ تتساءل 'لوموند'.
يقول أفنير فيلان، المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق: 'كانت إيران على وشك امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع عشر قنابل نووية. لذا فإن قص العشب ليس خيارًا سيئًا – فالوقت ليس في صالح النظام'. لكن مع كل ضربة، تدفع إسرائيل النظام الإيراني إلى الزاوية. كما تنقل 'لوموند' عن دبلوماسي غربي، قوله: 'لقد ذهبت إسرائيل بعيدًا لدرجة أنها لن تكون آمنة دون تغيير في النظام الإيراني'.
وتُشير 'لوموند' في نهاية تحقيقها هذا إلى أن تصريحات علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى، في شهر أبريل الماضي، والتي قال فيها إن إيران 'لا تتجه نحو تصنيع الأسلحة النووية'، لكن إن تصرفت القوى الغربية بشكل غير مسؤول، فإن طهران 'ستُجبر' على إعادة النظر. واليوم، يُطرح هذا الخيار علنًا. ويقول أفنير فيلان، المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق: 'لم يكن لدى إيران من قبل هذا القدر من الدوافع لصنع القنبلة. والآن لم يعد للنظام سوى خيارين: إما اتفاق مع واشنطن أو القنبلة النووية. لا طريق ثالثا بعد الآن'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
عراقجي: البرنامج النووي الإيراني سيظل سلمياً ومستعدون للتفاوض بشروط
صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، بأن إيران ما زالت وستبقى عضواً ملتزماً بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وستظل تلتزم باتفاقية الضمانات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي تصريحاته للوسائل الإعلامية، عقب حضوره وإلقائه كلمة أمام السفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المقيمين في طهران، شدّد قائلاً: "لو كنا ننوي التوجه نحو السلاح النووي لفعلنا ذلك منذ زمن، أو ربما كان لدينا الآن أفضل ذريعة للقيام بذلك". وأشار عراقجي إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تعرّضت لـ"أضرار" جراء هجمات الولايات المتحدة وإسرائيل الشهر الماضي، إلا أن "الضرر الأكبر لحق بمعاهدة حظر الانتشار والقانون الدولي". كذلك أضاف وزير الخارجية الإيراني أنه "لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي لطهران، لا تزال هناك إمكانية التوصل إلى حلول تفاوضية؛ كما حدث سابقاً حين جرى التوصّل إلى نتيجة إيجابية عام 2015 عبر التوصل إلى اتفاق انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018". وبخصوص استمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح الوزير الإيراني أن التعاون لم يتوقف، ومن الآن فصاعداً، وبناء على قانون البرلمان الإيراني، "فإن جميع علاقات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستدار حصراً عبر المجلس الأعلى للأمن القومي". وأضاف أن "كل طلب للوكالة لمواصلة الرقابة في إيران سيبحث من جانب هذا المجلس، وستتخذ بشأنها قرارات تراعي كافة الملاحظات الأمنية والسلامة، وستُراعى بالكامل هذه الاعتبارات". وأعلن عراقجي استعداد بلاده لتقديم "الضمان اللازم حول الطابع السلمي للبرنامج النووي"، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن الطرف الآخر ينبغي أن يقدّم "ضمانات بأنه يريد الدبلوماسية حقاً وألا يستخدمها غطاءً لأهداف أخرى". وفيما يتعلق بموعد المفاوضات، وهل ستكون قريبة أم بعيدة، قال: "نحن ندرس بدقة مسألة التوقيت، والمكان، والشكل، والترتيبات، والضمانات المطلوبة، ولسنا في عجلة من أمرنا للدخول في مفاوضات غير مدروسة. وفي الوقت نفسه، لن نفرّط بأي فرصة تحقق مصالح الشعب الإيراني وأهدافه". وأضاف: "نحن نقوم بدراسة الأوضاع بكامل العناية، وعندما يتضح أن مصالح الشعب الإيراني محفوظة سنقوم بأي إجراء ضروري في الزمان والمكان المناسبين"، مؤكداً أن "أبواب الدبلوماسية لا تغلق أبداً، وفي كل الظروف يمكن انتهاج الدبلوماسية وتحقيق الأهداف عن هذا الطريق شرط أن يجرى ذلك بوعي كامل وثقة بالنفس". وأشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني هما المنتصران في الحرب الأخيرة، ومن ينتصر ويرفع رايته عالياً لا يخشى التفاوض، بل أنسب أوقات التفاوض هو الوقت الذي خرجت فيه منتصراً من هجوم عسكري". رصد التحديثات الحية "أكسيوس": بوتين يحث إيران على الموافقة على تصفير تخصيب اليورانيوم قضية تخصيب اليورانيوم إلى ذلك، وبخصوص تخصيب اليورانيوم، شدّد عراقجي على أن أي حل عن طريق التفاوض يجب أن يحترم حقوق الشعب الإيراني النووية، لا سيما حق التخصيب، و"لن يُقبل أي اتفاق ما لم يُعترف بهذا الحق". وأضاف أنه إذا جرت مفاوضات في المستقبل، فإن موضوعها الوحيد سيكون البرنامج النووي وضمان طبيعته السلمية مقابل رفع العقوبات؛ و"لن تناقش أي قضايا أخرى، وخاصة المسائل الدفاعية والعسكرية، في هذه المفاوضات". وكرر وزير الخارجية الإيراني التأكيد أن إيران ستحافظ على قدراتها العسكرية والدفاعية في جميع الظروف، وأن هذه القدرات للدفاع عن الشعب الإيراني، "وقد أثبتت فعاليتها وقوتها بشكل جيد في الحرب الأخيرة". وفي رده على سؤال حول طبيعة الضمانات والاطمئنان الذي تطلبه إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، وما إذا كان قد تلقى أي إشارات أو رسائل من الطرف المقابل، صرّح وزير الخارجية قائلاً "لقد واجهنا أثناء المفاوضات السابقة تحويلاً لمسار التفاوض نحو الخيار العسكري، وهذا كان خيانة ارتكبها الأميركيون ليس بحقنا فقط، بل بحق الدبلوماسية نفسها"، مضيفاً أنه "إذا كان هناك إصرار على عودتنا إلى طاولة التفاوض وهذا الإصرار موجود بالفعل، وقد وصلتنا رسائل عديدة بهذا الخصوص فمن الطبيعي أن علينا أن نقتنع بأن مثل هذا السلوك لن يتكرر، وأنهم إذا لم يحققوا شيئاً على طاولة المفاوضات، فلن يتجهوا إلى الخيار العسكري".


العربي الجديد
منذ 16 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يدعم خطط إسرائيل لضرب إيران مجدداً إذا سعت لامتلاك سلاح نووي
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، أبدى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. ، خلال زيارة الأخير لواشنطن، عدم معارضته شن إسرائيل المزيد من الضربات العسكرية على إيران في حال استئنافها السعي نحو امتلاك سلاح نووي. وقالت الصحيفة إن ترامب الذي يفضل حلاً ديبلوماسياً لم يعارض الخطط الإسرائيلية، إلا أن مسؤولاً إسرائيلياً أشار إلى أن معارضة ترامب، أو موافقته على هجوم جديد على إيران، تعتمد على المدى الذي قد تذهب إليه طهران في إعادة إحياء برنامجها النووي. وكان ترامب أعرب عن أمله في ألا تُشنّ المزيد من الهجمات على إيران خلال لقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض، يوم الاثنين الماضي، وقال: "لا أرغب في فعل ذلك"، إلا أن نتنياهو أخبره لاحقاً في جلسة خاصة أنه إذا استأنفت إيران سعيها نحو امتلاك سلاح نووي، فإن إسرائيل ستشنّ المزيد من الضربات العسكرية. وردّ ترامب بأنه يُفضّل التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران، لكنه لا يُعارض الخطة الإسرائيلية. وفي حين يعتمد ترامب على التهديد بشن المزيد من الهجمات للضغط على طهران للتوصل إلى اتفاق يمنعها من صنع سلاح نووي، تُشكّك إسرائيل في أن التسوية الدبلوماسية ستمنع إيران من السعي سراً نحو امتلاك سلاح نووي. وتطالب طهران من جهتها بضمانات على عدم تعرضها لمزيد من القصف مقابل استئناف المحادثات مع واشنطن. وتنقل الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل خلصت إلى بقاء بعض مخزون طهران من اليورانيوم المخصب إلى درجة قريبة من درجة صنع القنبلة بحالة جيدة في منشأة أصفهان، التي تعرضت مع منشأتي فوردو ونطنز لهجوم أميركي بقنابل خارقة للتحصينات الشهر الماضي، وأنه مع بذل جهود كبيرة يمكن لإيران استعادة بعض المواد الانشطارية من ذلك الموقع. وأضاف المسؤول أن طهران لن تتمكن من استعادة اليورانيوم من موقعيها النوويين الآخرين، في نطنز وفوردو، بسبب الأضرار التي لحقت بتلك المنشآت. وأكد المسؤول الإسرائيلي أن أي محاولة من جانب إيران لاستعادة اليورانيوم من أصفهان أو إحياء البرنامج النووي المنهار ستكتشفها إسرائيل بسرعة. وأضاف أن إسرائيل قادرة على منع إيران من الانطلاق نحو امتلاك قنبلة نووية على المدى القصير، من خلال مواصلة العمليات السرية التي تستهدف كبار العلماء النوويين الإيرانيين وغيرهم من القادة. وأشار محللون إلى أن الخطر الذي يواجه ترامب في سعيه للوصول إلى حل دبلوماسي يتمثل في أن إسرائيل قادرة على تعطيل المسار من خلال اتخاذها خطوات تصعيدية وفرض رؤيتها في التعامل مع إيران، وقال غابرييل نورونها، الذي عمل على سياسة إيران في وزارة الخارجية في إدارة ترامب الأولى: "أشعر أن ترامب يريد في الغالب أن تختفي مشكلة إيران"، وأضاف "إنه واضح في أنه لا ينبغي أن يكون هناك تخصيب أو أسلحة نووية، لكنه مستعد للتحلي بالمرونة في أمور أخرى". وكانت إسرائيل قدرت قبل شنها ضربات عسكرية على إيران، من 12 إلى 24 يونيو/حزيران الماضي، أن إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي بدائي في غضون أشهر قليلة، وبناء سلاح قابل للاستخدام في غضون عام. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون كبار أن الضربات أعاقت قدرة طهران على صنع سلاح نووي لمدة تصل إلى عامين إضافيين، وهو ما يتوافق مع تقييم البنتاغون الأخير. ويعتقد العديد من الخبراء أنه إذا أعادت إيران بناء برنامجها النووي، فلن تفعل ذلك علناً من خلال منشآت معروفة، بل باستخدام مواقع تخصيب سرية تحت الأرض لإنتاج مواد انشطارية والعمل على الجوانب التقنية المعقدة لبناء سلاح نووي، ولكنّ مسؤولاً إسرائيلياً أكد للصحيفة أن تل أبيب تمتلك معلومات استخبارية حول الأماكن التي قد تحاول طهران إحياء عملها النووي فيها بشكل سري. لكن في هذه الحالة لا بد من استخدام قنابل خارقة للتحصينات يمكنها الوصول إلى أعماق الأرض حيث توجد أجهزة الطرد المركزي وغيرها من المنشآت النووية غالباً. ومن غير المعروف إن كانت إسرائيل تمتلك هذه القنابل. أخبار التحديثات الحية ترامب: إيران قد تستأنف برنامجها النووي في موقع مختلف وترى الصحيفة أنه بالنسبة للقيادة الإيرانية فإن رفض طلب ترامب بالتخلي عن التخصيب النووي واستئناف أنشطتهم النووية يعني أن تجدد إسرائيل ضرباتها، وربما تشاركها الولايات المتحدة، ما قد يهدد بقاء النظام الإيراني نفسه، وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد، كغيره من كبار القادة الإيرانيين في الأيام الأخيرة، أن طهران منفتحة على استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة مع ضمانات بعدم تكرار الهجمات خلال المفاوضات، ولكنه شدد على أن إيران ستصر على حقها في تخصيب اليورانيوم. وقال دان شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل والذي كان جزءاً من الفريق الأميركي الذي تفاوض مع إيران في عهد إدارة جو بايدن: "كان التوصل إلى اتفاق صعباً بما فيه الكفاية قبل الضربات. والآن سيكون الأمر أصعب"، وأضاف: "لا يمكن لترامب التراجع عن مبدأ التخصيب الصفري، وستشعر إيران أنها لا تستطيع التنازل عن ذلك نتيجة تعرضها للهجوم".

العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
ترامب يهين قادة أفارقة... الاستعلائية في أبشع صورها
لم يتردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواصلة عادته في إهانة ضيوفه من قادة ورؤساء في البيت الأبيض، خصوصاً في ولايته الثانية، التي بدأت رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. وليست المشادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، في 28 فبراير/شباط الماضي، استثناءً، بل نمط تعاط سياسي يمارسه ترامب، لإذلال كل من يلتقيه تقريباً. وكان لقاء ترامب مع خمسة رؤساء أفارقة، مساء الأربعاء، آخر فصول مسلسل الإهانات المتواصلة، وذلك بحضور قادة موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، والسنغال بشير ديوماي فاي، وغينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، وليبيريا جوزيف بواكاي، والغابون بريس أوليغي أنغيما. وعلى الرغم من إشادة الرؤساء الأفارقة بترامب، وفق موقع قناة سي أن أن الأميركية، وتشجيعهم إياه على الاستثمار في بلدانهم، إلا أن الرئيس الأميركي بدا مستعجلاً بحسب أشرطة الفيديو المنتشرة عن الاجتماع، وغير مبالٍ بأحاديث الزعماء، بإيماءات من وجهه وبتحريك يديه، حتى أنه عند تعمّده إهانة أي منهم كان ينظر مباشرة إلى أعينهم. قاطع ترامب الغزواني طالباً منه الاستعجال في الحديث وتحوّلت لحظة دبلوماسية إلى مشهد مربك ومشحون بالدلالات، مع مقاطعة ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء حديثه، قائلاً: "ربما علينا أن نُسرع قليلاً لأن لدينا جدولا زمنيا حافلا... فقط قل لنا اسمك وبلدك". في المقابل، كان الغزواني يتحدث عن أن "موريتانيا دولة صغيرة ولديها مشاكل بخصوص مؤشرات التنمية"، لكنها "دولة عظيمة بموقعها الإستراتيجي ومواردها الضخمة من مختلف المعادن". وأضاف "لدينا معادن، معادن نادرة. لدينا المنغنيز، ولدينا اليورانيوم، ولدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأن لدينا الليثيوم ومعادن أخرى". ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة من نوعها، إذ توجّه ترامب إلى رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو بنفس الطلب. ترامب المندهش من رئيس ليبيريا وسأل نظيره الليبيري جوزيف بواكاي قائلاً: "أين تعلمت الإنكليزية؟"، مبدياً دهشته من إتقانه للغة، رغم أن الإنكليزية هي اللغة الرسمية لبلاده. وقال الملياردير الجمهوري مخاطباً خريج كلية إدارة الأعمال: "شكرا لك، ولغتك الإنكليزية ممتازة... أين تعلّمت التحدّث بهذه الروعة؟ أين تلقّيت تعليمك؟ في ليبيريا؟". وبواكاي الذي تُعتبر الإنكليزية لغته الأم شأنه في ذلك شأن سائر مواطنيه، ردّ على سؤال ترامب بابتسامة، بدا فيها محرجا، قبل أن يجيب ببساطة "أجل سيّدي"، أي أنّه تلقّى تعليمه في ليبيريا. لكنّ ترامب الذي كان مُحاطا برؤساء دول أخرى في غرب أفريقيا ناطقة بالفرنسية آثر مواصلة الإشادة بمدى إتقان ضيفه للإنكليزية. وقال ترامب: "حسناً، هذا مثير للاهتمام للغاية، هذه لغة إنكليزية جميلة. لديّ أشخاص حول هذه الطاولة لا يتحدّثونها بنفس إتقانك لها". وليبيريا هي أقدم جمهورية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وقد تأسّس هذا البلد في 1822 بصفته مستوطنةً للعبيد المحرّرين في الولايات المتّحدة والذين عادوا للعيش في غرب أفريقيا. والإنكليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا وهي أيضا اللغة الأكثر انتشارا في سائر أنحاء هذا البلد. وبواكاي الذي يرأس ليبيريا منذ 2024 تخرّج من جامعة ليبيريا في العاصمة مونروفيا، كما درس في جامعة ولاية كانساس في وسط الولايات المتحدة. تقارير دولية التحديثات الحية تصريحات وسياسات.. لماذا يقلق الأفارقة من عودة ترامب للبيت الأبيض؟ وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية حول ما قام به ترامب من إذلال وإهانة لنظرائه الأفارقة، خصوصاً أنه كان يبحث معهم نقل مهاجرين غير نظاميين من الولايات المتحدة إليهم، اعتبرت النائبة الديمقراطية عن ولاية تكساس، جاسمين كروكيت: "أنا متأكدة من أن كونك مسيئاً بشكل صارخ ليست هذه الطريقة التي تدار بها الدبلوماسية". أما ميشيل غافين، التي ساعدت في إعداد الرئيس الأسبق باراك أوباما لعقد اجتماعات مع القادة الأجانب بصفتها المديرة الأولى لشؤون أفريقيا في مجلس الأمن القومي، فرأت أن "تعليقات ترامب كانت محرجة"، ومع تأكيدها أن تعليقات ترامب لن "تعطل العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيريا... لكنها وجّهت رسالة إلى الليبيريين مفادها بأن ترامب غير مدرك للعلاقة التاريخية بين البلدين". مسعد بولس: ترامب أثنى على المهارات اللغوية لرئيس ليبيريا في المقابل، رفض مسعد بولس ، كبير مستشاري وزارة الخارجية لشؤون أفريقيا، وهو والد زوج ابنة ترامب، تيفاني، أن يكون الرئيس قد أهان القادة الأفارقة، مشيراً في بيان إلى أن "الرئيس أثنى بالفعل على المهارات اللغوية للرئيس الليبيري... الجميع يقدرون بشدة وقت الرئيس وجهده، لم يكن للقارة الأفريقية مثل هذا الصديق في البيت الأبيض كما هو حال الرئيس ترامب". ومساء الخميس، نشر البيت الأبيض بياناً من وزيرة خارجية ليبيريا، سارة بيسولو نيانتي، جاء فيه أنه "لم تكن هناك إهانة من وجهة نظر الرئيس الليبيري... ما سمعه الرئيس ترامب بوضوح هو التأثير الأميركي على لغتنا الإنكليزية في ليبيريا، والرئيس الليبيري لا يشعر بالإهانة من ذلك. تنديد ليبيريّ لكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت موقفاً مندداً لترامب من قبل فوداي ماساكيو رئيس مجلس التغيير الديمقراطي المعارض في ليبيريا، الذي قال إن التصريحات تجسد عدم احترام ترامب للزعماء الأجانب، تحديداً الأفارقة منهم. وقال ماساكيو: "كان الرئيس ترامب متعالياً وغير محترم للغاية للزعيم الأفريقي... هذا يثبت أن الغرب لا يأخذنا على محمل الجد نحن الأفارقة". وتطرقت الصحيفة إلى الشعور الليبيري بالقلق من مواقف ترامب، بشأن خفض المساعدات الأميركية لليبيريا، خصوصاً مع حلّ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد)، التي كان يشكّل دعمها لليبيريا نحو 2.6% من الدخل القومي الإجمالي، وهي أعلى نسبة في أي مكان في العالم. ورأى الناشط الليبيري، أرشي تاميل هاريس، لقناة سي أن أن: "أشعر أن الرئيس الأميركي والناس في الغرب ما زالوا ينظرون إلى الأفارقة على أنهم أناس في القرى غير متعلمين". كذلك، اعتبر دبلوماسي ليبيري طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"سي أن أن"، أنهم يشعرون أن التعليق "لم يكن مناسباً". رأى بعض المعلقين أن ترامب معروف بتصرفات مشابهة مع زعماء دول أخرى، عربية وأوروبية على السواء، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحتى مع كندا وألمانيا، بل مع سياسيين أميركيين أيضًا. وكتب أحدهم "ترامب إذا رآك ضعيفاً وليس لك وزن أو هيبة سيقلل من احترامك، سواء كنت أفريقياً أو أوروبياً أو حتى أميركياً". تقارير دولية التحديثات الحية حرب ترامب على جنوب أفريقيا: نظريات المؤامرة والانتقام لإسرائيل