logo
الرئيس عون لقاسم: اسمع منّي يا شيخ

الرئيس عون لقاسم: اسمع منّي يا شيخ

صوت بيروتمنذ يوم واحد
بين 30 و31 تموز انقسم لبنان بين خطابين: خطاب الأمين العام لـ 'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم الذي رفض بشكل قاطع التخلي عن سلاحه ووضع اللبنانيين أمام خيارين الاحتلال أو الدمار، وخطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي وضع قاسم أمام خيارين: الاستقرار أو الانهيار. قاسم أقفل الحلول والمفاوضات والأبواب ورمى المفاتيح. بينما الرئيس حاول أن يبحث عن حلول وعن مفاتيح لفتح المرحلة على أفق جديد وعلى دولة كاملة السيادة، وأسدى النصيحة لـ 'حزب الله' بأن الجيش هو الضمانة وليس السلاح. كأنّه يقول للشيخ نعيم: 'اسمع منّي يا شيخ'.
ولكن هل سيسمع الشيخ؟
كلمة قاسم في 30 تموز ألقاها عبر شاشة كبيرة في ثانوية الإمام المهدي في الحدث ‏في الضاحية الجنوبية، في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائد العسكري المركزي في 'حزب الله' الحاج فؤاد شكر، أو السيد محسن، في منزله السرّي في حارة حريك. وهي الضربة الأقسى التي كان تعرّض لها 'الحزب' منذ دخل حرب المساندة في 8 تشرين الأول 2023، بعد يوم واحد على 'عملية طوفان الأقصى' التي نفّذتها 'حركة حماس' في قطاع غزة ولم يعلم بها أمين عام 'حزب الله' السيد حسن نصرالله إلا فور حصولها. كلمة قاسم كانت أمام جمهور من 'الحزب' في قاعة مقفلة لم تصل إلى مستوى اللقاءات الحاشدة التي كان يتحدّث فيها نصرالله.
كلمة رئيس الجمهورية جوزاف عون صباح 31 تموز جاءت خلال الاحتفال الذي أقيم في مقرّ وزارة الدفاع الوطني في اليرزة في ذكرى شهداء الجيش قبل يوم واحد من عيد الجيش في أول آب، حيث وضع إكليلًا من الزهر على نصب شهداء الجيش، ثم انتقل إلى قاعة العماد جان نجيم ليلقي خطابًا أمام حشد من الضباط، ولكنّه في الواقع كان يخاطب اللبنانيين ويتوجه مباشرة إلى الشيخ نعيم قاسم و'حزب الله' ناصحًا بالعودة إلى كنف الدولة والتخلّي عن السلاح للجيش الذي يحمي وحده اللبنانيين بمن فيهم الشيعة. بين جمهور 'الحزب' في الضاحية وخطاب قاسم، وبين جمهور الضباط في اليرزة ومناديل 'حزب الله' الصفراء في ثانوية الإمام المهدي، ينقسم المشهد اليوم بين خيارين: سلاح 'الحزب' أم سلاح الجيش؟
اغتيال شكر وخطاب الإنكار
شكّل اغتيال شكر ضربة قاسية لـ 'حزب الله'. لم يكد 'الحزب' يستوعب ما حصل ولم يكن نصرالله قد أُفيد بعد بأسرار العملية التي طالت أبرز قائد عسكري لديه يفترض أن يكون مكان وجوده من الأسرار العميقة، حتى جاءته الضربة الثانية في 31 تموز باغتيال رئيس 'حركة حماس' اسماعيل هنية في سريره في قلب طهران، وهو اغتيال لم تفك طهران ألغازه بعد.
بحسب المعلومات المتداولة بعد اغيتال شكر، أن نصرالله أصيب بنكسة كبيرة لم يستطع أن يخرج منها بعد ذلك نتيجة عدم تقدير المدى الذي بلغه الاختراق الإسرائيلي لجسم 'الحزب' التنظيمي والتسليحي. بحيث أن نصرالله أيقن أنّه شخصيًا قد لا يكون في أمان. وهذا ما اثبتته الأيام اللاحقة لهذا الاغتيال.
في خطاب الإنكار والتعالي عن فهم الواقع قارب قاسم خطاب نصرالله في أول آب في تشييع شكر وتوصيفه الخاطئ للحرب ونتائجها. قال قاسم: 'سأقولها لكم صراحة من الآخر لن ‏نقبل أن يكون لبنان مُلحقًا بإسرائيل، ‏والله لو قُتلنا ولم يبقَ منا أحد، لن تستطيع إسرائيل أن تهزمنا، ولن تستطيع إسرائيل أن تأخذ لبنان رهينة، ما ‏دام فينا نفس حي…'.‏ وقد جدّد قاسم رفض التخلّي عن السلاح معتبرًا أنّه 'لمقاومة إسرائيل، لا علاقة له بالداخل اللبناني. السلاح الذي معنا هو قوة للبنان. ونحن ‏نقول: نحن مستعدون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءًا من قوة لبنان. لكن، لن نقبل أن يُسلَّم السلاح إلى ‏إسرائيل'.‏
كلمة نصرالله في أول آب 2024
في أول آب 2024 تحدّث نصرالله في تشييع شكر في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية، أمام حشد كبير من المحازبين والمناصرين. بين مشهدي خطاب قاسم وخطاب نصرالله مسافة عام كامل ظهر فيها الانهيار الكبير الذي أصاب 'حزب الله' في القيادة وفي القاعة، وفي الحضور والهيبة والمعنويات، وفي المشهد كله وفي الخطاب.
اعتبر نصرالله أن اغتيال شكر 'جزء من الحرب الإسرائيلية الصهيونية الأميركية على فلسطين وعلى لبنان وعلى سوريا وعلى المنطقة وعلى شعوب المنطقة' ورفض ادعاء إسرائيل بأنّه ردّ على حادث سقوط صاروخ في مجدل شمس، في الجولان، أدّى إلى مقتل 12درزيًا. استذكر نصرالله 'شكر وإخوانه ذو الفقار (مصطفى بدر الدين)، والحاج عماد (مغنية) مجتمعين في صورة واحدة… هؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا سويًا منذ البدايات، الآن هناك بعض الرفاق ‏لهم ما زالوا على قيد الحياة حفظهم الله تعالى، لكن هذه واحدة من أهم النواة الأولى في مقاومتنا'… وذكر بأن شكر كان المسؤول العسكري المركزي وأنّه كان قائد فريق 'حزب الله' الذي ذهب إلى ‏البوسنة للقتال…'. وقال نصرالله: 'إذهب وافعل ما شئت يا نتنياهو، أنت ‏والأميركيين الذين هم بظهرك، بايدن أو هاريس أو ترامب أو أيًا يكن، الأميركيون كلّهم مثل بعض يا إخوان، كلهم مثل بعض، 'فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَ اللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها، وهل رأيك الا فَنَد ‏وأيَّامك الا عدد، وجمعُكَ الا بَدَد'، هذا ‏الجمع إن شاء الله سَيُبدّده الله ورجال الله في كل الميادين'. وختم نصرالله: 'لِشهيدنا لا نَقول وداعاً بل ‏نَقول إلى اللقاء، إلى اللقاء مع انتصار الدم على السيف، إلى اللقاء في الشهادة، إلى ‏اللقاء في جوار الأحبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته'. ‏
وداع بطعم الغياب
هذا الكلام الأخير قال عنه لاحقًا ابنه جواد، بعد اغتيال والده في 27 أيلول إنّه كان يستمع إليه مع الحاج أبو الفضل علي كركي، الذي اغتيل مع نصرالله، وعندما قال 'إلى اللقاء' لم يعد يسمع باقي الكلام. رجف قلبه وسأل كركي: 'شو عم يحكي؟ ليش عم يقول هيك؟'. قال له كركي: 'والله ما عندي علم'. وانقلب كيانه في تلك اللحظة وشعر بأن والده يودّعهم وأنّه يتوقّع أن يُغتال ويلحق بشكر، وأنّه يمهّد لهم موحيًا بهذا الأمر. وقد ربط هذا الكلام بكلام قاله له والده كأنّه يوصيه بأن يكون الأب لإخوته في حال غيابه.
ولكن لم يكن هذا هو الكلام الأخير لنصرالله. في 6 آب، بعد أسبوع على اغتيال شكر، وبعدما تكاثرت التساؤلات حول سبب عدم ردّ 'حزب الله' على اغتياله بشكل متناسب، كان عليه أن يبرّر وأن يفسّر. قال: 'أؤكد لكم أنّ القدرة أيضاً موجودة. وكما ذكرت في التشييع، التصرّف بروية، بتأنّ، وأيضاً ‏بشجاعة وليس بانفعال، إنه ضربني فقوموا حتى نضربه، 'يواش يواش'، على مهل. أساسًا اليوم هذا ‏الانتظار الإسرائيلي، كُنّا نقول على رجل ونصف، وقرأت من يومين على رجل وربع، يعني رفعوا الرجل ‏قليلًا، الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزءٌ من العقاب… إسرائيل كلها تقف على رجل ‏ونصف من الجنوب إلى الشمال، إلى الوسط، حكومتها، جيشها، مجتمعها، مستوطناتها، مستعمروها، الكل ‏ينتظر ولسان حالهم يقول يا أخي 'يلا خلصونا'…'.
التقديرات الخاطئة للحرب
تقييم قاسم للحرب ونتائجها اليوم يشبه تقييم نصرالله لها قبل عام بالضبط. بين الخوف من النتيجة وبين ادعاء العكس والوعد بالنصر، استمرّ مسلسل العمليات الإسرائيلية من تفجيرات البيجر إلى اغتيال قادة 'الرضوان' واستهداف مقرات 'الحزب' ومستودعات ذخيرته وصواريخه، إلى اغتيال نصرالله ثم خلفه السيد هاشم صفي الدين، وغيره من القادة، وصولًا إلى اضطرار 'الحزب' للموافقة على اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني وقد ظهر لاحقًا أنّه كان اتفاق استسلام وإذعان.
اليوم لا يزال الشيخ نعيم يكابر، كما كابر نصرالله، مع أنّه ربّما يدرك بالتجربة والدليل الحسّي أنّ أي معركة جديدة تشنّها إسرائيل ضد 'الحزب' ستكون قاتلة هذه المرة وقاضية عليه.
في ظل هذا الإنكار والتجبر على السلطة الجديدة في لبنان وعلى المطالبين بتخلي 'الحزب' عن سلاحه ، يأتي خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في اليرزة وكأنه يرمي خشبة الخلاص للشيخ نعيم ولـ 'الحزب' وللبيئة الحاضنة له التي يقودها إلى نهر جديد من الدماء مهدّدًا بحرب ضد من يطالبه بتسليم سلاحه للجيش وبقطع الأيادي والأعناق والرؤوس.
في أول آب قبل أربعة أيام من اجتماع مجلس الوزراء لمناقشة مسألة حصرية السلاح، وفق ما ورد في خطاب الرئيس عون، كتب رئيس الحكومة نواف سلام على منصة 'إكس': 'جيش واحد لشعب واحد في وطن واحد… لا إنقاذ للبنان إلا بالعمل الجاد على حصر السلاح في يد جيشنا وحده، ولا استقرار إلا ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وفقًا لما نصّ عليه اتفاق الطائف، والبيان الوزاري لحكومتنا'.
شيخ نعيم من الأفضل أن تقرأ في كتاب جوزاف عون وخطابه، لا في كتاب نصرالله وخطابه. الرئيس عون يريد مصلحتك ومصلحة لبنان والشيعة. اسمعه يا شيخ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبو عبيدة: فتح الممرات ووقف الطلعات الجوية شرط لإيصال المساعدات للأسرى
أبو عبيدة: فتح الممرات ووقف الطلعات الجوية شرط لإيصال المساعدات للأسرى

الميادين

timeمنذ 22 دقائق

  • الميادين

أبو عبيدة: فتح الممرات ووقف الطلعات الجوية شرط لإيصال المساعدات للأسرى

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استعدادها للتجاوب مع أيّ طلب من الصليب الأحمر الدولي لإدخال أطعمة وأدوية لأسرى الاحتلال الإسرائيلي لديها، لكنها اشترطت فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء إلى عموم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأكد الناطق باسم الكتائب "أبو عبيدة"، أنّ القبول بهذا الأمر يتطلّب أيضاً وقف الطلعات الجوية الإسرائيلية بكل أشكالها خلال أوقات تسلُّم الطرود للأسرى. اليوم 21:54 اليوم 20:41 وأوضح أبو عبيدة أنّ كتائب القسام لا تتعمد تجويع الأسرى، مشيراً إلى أنهم "يتناولون الطعام ذاته الذي يأكله مجاهدونا وأبناء شعبنا"، مشدداً على أنه "لن يحصل أي أسير على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار المفروض على غزة". وفي وقتٍ سابق، نشرت كتائب القسام، تسجيلاً مصوراً للجندي الإسرائيلي الأسير "أفيتار دافيد"، ظهر فيه متحدثاً عن وضعه الصحي والمعيشي داخل الأسر، موجهاً انتقادات حادة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي. ‼️🚨⚡️كتائب القسام تنشر مشاهد جديدة لأسير إسرائيلي من داخل أحد الأنفاق، وتتضمن المشاهد رسالة من الأسير: "هذا هو القبر الذي ربما سأوارى فيه" السياق نفسه، أصدرت عائلة أفيتار دافيد، بياناً جاء فيه: "يجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة وإلى أفيتار أيضاً".

إتصالات مكثفة لمخرج قبل الثلاثاء... وعون لا يريد "دعسة ناقصة"
إتصالات مكثفة لمخرج قبل الثلاثاء... وعون لا يريد "دعسة ناقصة"

الديار

timeمنذ 37 دقائق

  • الديار

إتصالات مكثفة لمخرج قبل الثلاثاء... وعون لا يريد "دعسة ناقصة"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ضغوطات خارجيّة أملت الحَراك الداخلي... هذا ما سمعه سلام من ماكرون على مسافة 5 ايام من جلسة مجلس الوزراء، التي دعا لها رئيس الحكومة نواف سلام والمقررة الثلاثاء، بجدول اعمال يتصدره بند حصرية السلاح، تسود الداخل اللبناني اجواء من الغموض، ازاء مصير الجلسة ومقرراتها اذا خرجت اصلا بقرار. هو غموض يترافق مع حبس انفاس لبناني، تخوفا من تصعيد كبير بدأ البعض يلوح به عبر التهديدات، التي يقال انها بلغت آذان المسؤولين فيما لو لم يتحرك لبنان سريعا وينزع سلاح الحزب، ضمن جدول زمني واضح، كانت الورقة الاميركية التي قدمها الموفد توم باراك قد ادرجته على مراحل. فما الذي تبدل حتى تسرّع مسار الامور؟ وهل من ضغوطات مورست لحث سلام على الدعوة لجلسة لا تتحدث الا بحصرية السلاح؟ فيما ذكرت معلومات بان الرد الاميركي على طروحات لبنان كان قد وصل مساء الى بيروت، كشف مصدر متابع لمسار التفاوض الحاصل لـ "الديار"، الرواية الكاملة التي املت تبدل موقف باراك، الذي كان خرج من عين التينة باجواء تفاؤلية عكسها في الاعلام، قبل ان يعود ويبدل الرأي والموقف فور الوصول الى الولايات المتحدة وقبلها باريس. وفي هذا السياق، يشير المصدر الموثوق به الى ان الرئيس نبيه بري كان فعلا نجح في اقناع باراك، بوجوب ان تخطو "اسرائيل" ولو خطوة باتجاه تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، لا سيما ان لبنان التزم ولا يزال بالمطلوب منه جنوب الليطاني ولم يطلق رصاصة واحدة، وهذا الامر استدعى عودة باراك ليلا للقاء مستشار الرئيس بري علي حمدان في عين التينة، بهدف اعادة تثبيت اتفاق وقف النار على قاعدة ما قاله بري للموفد الاميركي، بانه كيف لنا ان نقول لحزب الله ان ينزع سلاحا وعمره 42 عاما، فيما "اسرائيل" لم تنسحب ولم تنفذ شيئا من الاتفاق والخطر نراه في سوريا، لذا اعطونا اقله وقفا للنار من "الاسرائيلي" لنقدر نحكي، حتى لو كان كتجربة لمدة 15 يوما. فوعد باراك بنقل هذا الطلب للادارة الاميركية و "لاسرائيل"، وفق المصدر الذي يشير الى انه يبدو ان ضغوطات خارجية حصلت من دولة عربية في مقدمها السعودية واخرى اوروبية هي فرنسا، تتحدث عن وجوب قبول لبنان بالورقة الاميركية كما هي، لا سيما ان الرئيس ماكرون اسمع سلام بان باريس لن تتمكن من عقد اي مؤتمر لدعم لبنان قبل نزع السلاح، باعتبار ان دول الخليج لن تقبل منح فلس للبنان قبل هذه الخطوة، كما ان التجديد لليونيفل قد يصبح متعذرا فيما لو لم تحزم الحكومة أمرها باتجاه القرار والتنفيذ، اضف الى ذلك ان "اسرائيل" رافضة لفكرة وقف النار، باعتبار انها منتصرة ولا احد يضع شروطا عليها. ويكشف المصدر ان هذه الضغوطات الخارجية املت تحركا داخليا مستعجلا، قاده رئيس حزب "القوات" سمير جعجع الذي حط، وهو من النوادر امنيا، في كليمنصو للقاء رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وهي لقاءات ستستكمل مع "الكتائب"، لتكوين جبهة "قواتية"- "اشتراكية"- "كتائبية" للضغط باتجاه خروج مجلس الوزراء بقرار حكومي حول نزع السلاح، ضمن جدول زمني واضح. وفي هذا السياق، تكشف اوساط متابعة ان هذه الضغوطات على رئيس الحكومة دفعته باتجاه حسم الخيار للدعوة لجلسة وزارية، فيما رئيس الجمهورية عبّر عن خشية واضحة من ان تؤدي هكذا جلسة الى "دعسة حكومية ناقصة"، وان تدفع باتجاه زعزعة الحكومة من اساسها وافتعال مشكلة داخلية، وعليه فالرئيس عون يسعى للعمل على تدوير الزوايا، توصلا الى حل يجنب الخلاف الداخلي. امام هذه التطورات، خرج امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في الساعات الماضية ليعلن بشكل واضح، ان لبنان امام خطر وجودي، وان الحزب لن يسلم السلاح "لاسرائيل"، وان هذا الامر شأن داخلي. فماذا سيفعل حزب الله على طاولة الحكومة الثلاثاء؟ هل يشارك؟ وهل تصل الامور الى حد التهديد بالاستقالة فيما لو شارك؟ وماذا عن الطرف المواجه لحزب الله ثلاثي "القوات" و "الاشتراكي" و "الكتائب"؟ فهل يهدد بدوره بالاستقالة في حال عدم خروج الجلسة بقرار، مع مهلة واضحة بنزع السلاح؟ مصادر مطلعة على جو الثنائي كشفت ان الحزب كان وافق اصلا على البيان الوزاري، وهو جدد الثقة للحكومة مرة جديدة، والجميع موافق على حصرية السلاح، لكن المشكلة تكمن في كيفية التطبيق. وتقول المصادر ان ورقة باراك تقول في اول بند فيها انه من 0 وحتى 15 يوما، على الحكومة والجيش وضع خطط لنزع سلاح حزب الله. لكن السؤال ما الآلية وكيف سيتم ذلك؟ وهل يمكن الاستسلام الكلي بهذه الطريقة؟ وما الضمانات اصلا؟ وهل تصل الامور حد استقالة الحزب من الحكومة؟ تجيب المصادر: فلنمنح المعنيون الوقت اللازم، لايجاد الصيغة التوافقية وبعد ذلك لكل حادث حديث! امام هذا المأزق، تشير المعلومات الى ان الاتصالات ستتكثف في الساعات المقبلة، بحثا عن صيغة توافقية تضمن عدم انفجار الخلاف، وتبقي الامور منضبطة ضمن سقف خطاب القسم والبيان الوزاري. وعليه، فالعمل جار لتدوير الزوايا على قاعدة "امتصاص الضغط دون الذهاب الى قرار اجرائي فيه مهل محددة، يأخذ طابع التنفيذ".

تقريرٌ يتحدث.. هل ستكون إسرائيل "الشرطي" الجديد للمنطقة؟
تقريرٌ يتحدث.. هل ستكون إسرائيل "الشرطي" الجديد للمنطقة؟

ليبانون 24

timeمنذ 44 دقائق

  • ليبانون 24

تقريرٌ يتحدث.. هل ستكون إسرائيل "الشرطي" الجديد للمنطقة؟

نشرت صحيفة "arabnews" تقريراً جديداً تحدث فيه عما إذا كانت إسرائيل ستكون "الشرطي الجديد في المنطقة بعد التطورات التي شهدها الشرق الأوسط خلال العامين الأخيرين. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "من غير المرجح أن تكتفي إسرائيل بدورها القديم، بل ستسعى إلى أدوار سياسية تعكس قدراتها العسكرية"، وأضاف: "لقد اتبعت تل أبيب لأكثر من نصف قرن سياسةً قائمةً على حماية وجودها وحدودها القديمة والمحتلة، وشمل ذلك مواجهة إيران ، في حين أنها كانت تقف بمواجهة نظامين سابقين وهما نظام صدام حسين في العراق ونظام بشار الأسد في سوريا". وأكمل: "اليوم، تُطلق إسرائيل مرحلة جديدة بعد تفكيك القوى التي كانت تُحيط بها. ولأول مرة في تاريخها الحديث، لا توجد قوة إقليمية تُعلن تهديدها لإسرائيل. حتى إيران، بعد تدمير قدراتها الهجومية، لا تستطيع ذلك. قد تتغير هذه المعادلة مستقبلًا إذا تمكنت إيران من إعادة بناء قوتها الداخلية والخارجية، لكن في الوقت الحالي، يبدو ذلك مستبعداً أو بعيداً". واستكمل: "مع تغير الظروف، تتغير استراتيجية إسرائيل أيضاً، فهي لم تعد ترغب في أن تكون مجرد حارس حدود، بل تريد أن تكون لاعباً هجومياً في المنطقة التي تعاني من التشتت، فلا تحالفات واضحة، وكأنها تنتظر من يحلّ مشكلة عدم استقرارها، بما في ذلك محور طهران الذي تقلص حجمه بشكل كبير". وتابع: "هناك احتمالان لما قد تصبح عليه إسرائيل. الأول: أن ترى نفسها قوةً للحفاظ على الوضع الراهن الجديد والاستقرار، من خلال التفاعل السلمي مع جيرانها عبر توسيع علاقاتها مع بقية العالم العربي، وهذا يعني نهاية عصر الحرب والمقاطعة. كذلك، فإنه مع سقوط أو إضعاف الأنظمة المعارضة لها، ستعزز إسرائيل مصالحها بترسيخ الوضع الجيوسياسي، وتنظيف محيطها، وتهميش ما تبقى من الحركات المعادية لها". وأكمل: "الاحتمال الثاني هو أن إسرائيل، بتفوقها العسكري، تسعى لإعادة تشكيل المنطقة بناءً على رؤيتها ومصالحها السياسية، وهذا قد يعني المزيد من المواجهات. لدى دول المنطقة مخاوف راسخة في هذا الصدد، فالأنظمة التوسعية، مثل عراق صدام وإيران، اعتبرت إسرائيل عقبة أمام طموحاتها الإقليمية، واتخذت موقفاً عدائياً، حتى وإن كان خطابها دائماً مُغلفاً بالقضية الفلسطينية". وقال: "لقد أخرجت هجمات حماس إسرائيل من قوقعتها، ووضعتها في المعادلة الإقليمية أكثر من أي وقت مضى. فهل تسعى إسرائيل إذن إلى التعايش الإقليمي، أم أنها تهدف إلى تنصيب نفسها شرطة المنطقة؟ تشير كل الدلائل إلى أن إسرائيل تسعى لأن تكون طرفاً فاعلاً في السياسة والصراعات الإقليمية.. قد تلعب إسرائيل دور المتعاقد العسكري، أو الطرف الإقليمي، أو حتى قائد تحالف"، وفق ما ذكر التقرير. وأضاف: "لقد أجّجت رغبة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الصراع المخاوف من مشروع إسرائيل الكبرى وطموحاتها بالتوسع في المنطقة، لكن الحقيقة هي أن معظم هذه الروايات تُروّج لها أطراف متورطة في الصراع، مثل إيران. كذلك، ربما تسعى إسرائيل إلى دور مهيمن، لكن التوسع الجغرافي يبدو مستبعداً. فعلى مدى 50 عاماً، ظلت إسرائيل منغلقة على ذاتها، مستخدمةً قدراتها المالية والعسكرية والقانونية لاستيعاب الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967، وبالتالي لا تزال تكافح للاحتفاظ بها، وقد أحبطت محاولات عديدة لاستعادتها". وختم: "سياسياً، لا تزال الاستراتيجية المستقبلية للدولة اليهودية - بعد انتصاراتها العسكرية الأخيرة - غير واضحة، وربما لا تزال في طور التشكل. وبغض النظر عمّا تريده - سواءً أكانت دولة مسالمة منفتحة على جيرانها العرب أم شرطة إقليمية متورطة في معارك مستمرة - فإن للمنطقة ديناميكياتها الخاصة، كما أن هناك عوامل متنافسة ومعقدة تُحركها، ولا يمكن لأي قوة منفردة أن تسيطر عليها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store