
منتدى قطر الاقتصادي 2025.. اقتصادي يوناني يحذر من انهيار النظام الرأسمالي تحت وطأة "الإقطاع التكنولوجي"
28
قال السيد يانيس فاروفاكيس وزير المالية اليوناني الأسبق، إن النظام الرأسمالي بشكله المعروف وصل إلى نهايته، حيث لم تعد تحكم ديناميكياته التقليدية اقتصادات العالم، وإن نظاما جديدا أسماه "الإقطاع التكنولوجي" حل محله، في إشارة إلى القوة المتزايدة للشركات التكنولوجية الكبرى التي تتحكم في سلوك الأفراد وتستحوذ على القيمة دون أن تنتج شيئا ماديا فعليا.
وحذر فاروفاكيس، خلال إحدى جلسات منتدى قطر الاقتصادي 2025 اليوم، من أن أكثر من 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة، وربما النامية قريبا، يذهب كريع لا يستخدم في الاستثمار الإنتاجي، منوها إلى خطر تركيز الثروة في أيدي القلة عبر أدوات لا تنتج، بل تستخرج وتتحكم.
وأوضح الاقتصادي اليوناني، أن هذه الرؤية التي تمثل تحديا كبيرا للفهم السائد للنظام الاقتصادي العالمي، ناقشها في أطروحة جديدة له فصلها في كتابه الصادر حديثا بعنوان "الإقطاع التكنولوجي: ما الذي قتل الرأسمالية؟".
وربط فاروفاكيس بين أفكاره الحالية وتجربته كوزير للمالية في اليونان قبل عقد من الزمن، إبان أزمة الديون اليونانية الطاحنة في عام 2015، مبينا أن تلك الأزمة لم تكن يونانية بحتة، بل كانت أزمة مصرفية أوروبية أوسع نطاقا، وجزءا من التداعيات طويلة الأمد للأزمة المالية العالمية التي اندلعت في عام 2008.
وقال: "كل شيء يبدأ من وول ستريت، كما هو الحال دائما. مثلما بدأت أزمة عام 1929 في وول ستريت، كانت أزمة الرهن العقاري الأمريكي 2008 هي أزمة جيلنا"، معتبرا أن البنوك الأوروبية، خاصة الألمانية والفرنسية، اكتشفت حينها فجوات ضخمة في ميزانياتها بعد أزمة الرهن العقاري الأمريكي.
وأكد وزير المالية اليوناني الأسبق أن الإجراءات التي تم اتخاذها بعد عام 2008 لإعادة إنعاش الاقتصاد، وخاصة التيسير الكمي وضخ تريليونات الدولارات في القطاع المالي دون تنسيق حقيقي في السياسات المالية، ساهمت في خلق اختلالات كبيرة.
ورأى أن هذا النهج، الذي ركز على إنقاذ المؤسسات المالية دون معالجة المشاكل الهيكلية الأساسية أو تنسيق السياسات المالية بشكل فعال، هو ما مهد الطريق لما يسميه الآن "الإقطاع التكنولوجي". وفي هذا النظام الجديد، لم تعد الأسواق التقليدية وآليات الربح الرأسمالي هي المحرك الأساسي للاقتصاد، بل أصبحت منصات التكنولوجيا الكبرى والشركات العملاقة التي تسيطر على البيانات هي التي تفرض هيمنتها.
وأوضح أن العالم يشهد منذ عام 2010 وحتى 2025 تحولا تاريخيا غير مسبوق في طبيعة "رأس المال" نفسه، معتبرا أن رأس المال لم يعد يعني فقط الآلات والمصانع، بل أصبح يتمثل في ما يعرف بـ"رأس المال السحابي" - أي الخوارزميات، والكابلات الليفية، ومراكز البيانات، والأجهزة المرتبطة بها مثل "أليكسا" التابعة لشركة أمازون.
ولفت فاروفاكيس إلى أن أمازون، على سبيل المثال، لا تنتج الدراجة الكهربائية التي نشتريها عبرها، لكنها تتحكم في 40 بالمئة من سعرها، وهو ما اعتبره "ريعا" وليس ربحا إنتاجيا. وأضاف: "أي نظام اقتصادي يبنى على الريع لا على الربح هو تهديد مباشر للسوق الحرة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ يوم واحد
- صحيفة الشرق
الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أبريل الماضي
اقتصاد 0 الذهب سنغافورة - قنا ارتفعت أسعار الذهب اليوم، مدعومة بتزايد المخاوف بشأن الأوضاع المالية في الولايات المتحدة، ما عزز الإقبال على الأصول الآمنة. وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 بالمئة ليصل إلى 3299.79 دولارا للأوقية (الأونصة)، محققا مكاسب أسبوعية تقارب 3 بالمئة، ومتجها نحو أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل أبريل الماضي. كما ارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب بالنسبة ذاتها إلى 3299.60 دولارا. ويأتي هذا الأداء في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من الترقب، عقب إقرار مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون واسع النطاق للضرائب والإنفاق، يتوقع أن يضيف تريليونات الدولارات إلى الدين العام، ويكرس بنودا رئيسية من أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية. وتعتبر الأصول مثل الذهب ملاذا تقليديا للمستثمرين في فترات عدم اليقين السياسي والمالي، وهو ما يعزز جاذبيته وسط هذه التطورات. أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد استقرت الفضة عند 33.07 دولارا للأوقية، في حين ارتفع البلاتين 0.1 بالمئة إلى 1082.47 دولارا، وتراجع البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 1012.00 دولارا.


صحيفة الشرق
منذ 2 أيام
- صحيفة الشرق
منتدى قطر الاقتصادي 2025.. اقتصادي يوناني يحذر من انهيار النظام الرأسمالي تحت وطأة "الإقطاع التكنولوجي"
28 قال السيد يانيس فاروفاكيس وزير المالية اليوناني الأسبق، إن النظام الرأسمالي بشكله المعروف وصل إلى نهايته، حيث لم تعد تحكم ديناميكياته التقليدية اقتصادات العالم، وإن نظاما جديدا أسماه "الإقطاع التكنولوجي" حل محله، في إشارة إلى القوة المتزايدة للشركات التكنولوجية الكبرى التي تتحكم في سلوك الأفراد وتستحوذ على القيمة دون أن تنتج شيئا ماديا فعليا. وحذر فاروفاكيس، خلال إحدى جلسات منتدى قطر الاقتصادي 2025 اليوم، من أن أكثر من 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة، وربما النامية قريبا، يذهب كريع لا يستخدم في الاستثمار الإنتاجي، منوها إلى خطر تركيز الثروة في أيدي القلة عبر أدوات لا تنتج، بل تستخرج وتتحكم. وأوضح الاقتصادي اليوناني، أن هذه الرؤية التي تمثل تحديا كبيرا للفهم السائد للنظام الاقتصادي العالمي، ناقشها في أطروحة جديدة له فصلها في كتابه الصادر حديثا بعنوان "الإقطاع التكنولوجي: ما الذي قتل الرأسمالية؟". وربط فاروفاكيس بين أفكاره الحالية وتجربته كوزير للمالية في اليونان قبل عقد من الزمن، إبان أزمة الديون اليونانية الطاحنة في عام 2015، مبينا أن تلك الأزمة لم تكن يونانية بحتة، بل كانت أزمة مصرفية أوروبية أوسع نطاقا، وجزءا من التداعيات طويلة الأمد للأزمة المالية العالمية التي اندلعت في عام 2008. وقال: "كل شيء يبدأ من وول ستريت، كما هو الحال دائما. مثلما بدأت أزمة عام 1929 في وول ستريت، كانت أزمة الرهن العقاري الأمريكي 2008 هي أزمة جيلنا"، معتبرا أن البنوك الأوروبية، خاصة الألمانية والفرنسية، اكتشفت حينها فجوات ضخمة في ميزانياتها بعد أزمة الرهن العقاري الأمريكي. وأكد وزير المالية اليوناني الأسبق أن الإجراءات التي تم اتخاذها بعد عام 2008 لإعادة إنعاش الاقتصاد، وخاصة التيسير الكمي وضخ تريليونات الدولارات في القطاع المالي دون تنسيق حقيقي في السياسات المالية، ساهمت في خلق اختلالات كبيرة. ورأى أن هذا النهج، الذي ركز على إنقاذ المؤسسات المالية دون معالجة المشاكل الهيكلية الأساسية أو تنسيق السياسات المالية بشكل فعال، هو ما مهد الطريق لما يسميه الآن "الإقطاع التكنولوجي". وفي هذا النظام الجديد، لم تعد الأسواق التقليدية وآليات الربح الرأسمالي هي المحرك الأساسي للاقتصاد، بل أصبحت منصات التكنولوجيا الكبرى والشركات العملاقة التي تسيطر على البيانات هي التي تفرض هيمنتها. وأوضح أن العالم يشهد منذ عام 2010 وحتى 2025 تحولا تاريخيا غير مسبوق في طبيعة "رأس المال" نفسه، معتبرا أن رأس المال لم يعد يعني فقط الآلات والمصانع، بل أصبح يتمثل في ما يعرف بـ"رأس المال السحابي" - أي الخوارزميات، والكابلات الليفية، ومراكز البيانات، والأجهزة المرتبطة بها مثل "أليكسا" التابعة لشركة أمازون. ولفت فاروفاكيس إلى أن أمازون، على سبيل المثال، لا تنتج الدراجة الكهربائية التي نشتريها عبرها، لكنها تتحكم في 40 بالمئة من سعرها، وهو ما اعتبره "ريعا" وليس ربحا إنتاجيا. وأضاف: "أي نظام اقتصادي يبنى على الريع لا على الربح هو تهديد مباشر للسوق الحرة".


صحيفة الشرق
منذ 5 أيام
- صحيفة الشرق
ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار
اقتصاد 50 A+ A- الذهب الدولار ارتفعت أسعار الذهب، اليوم، مع تراجع الدولار والإقبال على أصول الملاذ الآمن، بعدما خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.9 بالمئة إلى 3229.69 دولار للأوقية (الأونصة). وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.4 بالمئة إلى 3232.80 دولار. وخفضت موديز يوم الجمعة الماضي تصنيف الولايات المتحدة من "Aaa" إلى "Aa1"، وأرجعت سبب ذلك إلى "ارتفاع الدين والفوائد بقدر أعلى بكثير من الدول التي لديها تصنيف مماثل". وهبط مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له منذ الثامن من مايو الحالي، وتراجعت مؤشرات وول ستريت الرئيسية أيضا. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 32.37 دولار للأوقية، وزاد البلاديوم 1.1 بالمئة ليسجل 971.71 دولار، في حين صعد البلاتين واحدا بالمئة إلى 997.37 دولار. مساحة إعلانية