
عقوبات أوروبية عكسية ضد قادة كيانات سورية مسلحة
يمضي قطار رفع العقوبات عن سوريا في الوصول إلى محطات جديدة بصورة متلاحقة، وبدأ السوريون يتحسسون بشائره، فمع الحديث عن إجراءات أميركية على أرض الواقع، اتخذ الاتحاد الأوروبي قراره لدعم جهود عملية الانتقال السياسي والسعي إلى تعافي البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024.
ومع هذا فإن مجلس الاتحاد الأوروبي حين رفع العقوبات عن سوريا، فرض عقوبات جديدة على كيانات عسكرية في البلاد تنضوي تحت إدارة وزارة الدفاع، وهي (فصائل السلطان مراد وفرقة الحمزة وسليمان شاه) لارتكابها جرائم تعسفية وأعمال تعذيب في حق مدنيين في الساحل.
العقوبات شملت شخصيات عسكرية لها نفوذها، وللأسباب السابقة نفسها وضعت على لائحة العقوبات الأوروبية، وتضمنت تجميد أصول ومنع دخول أراضي الاتحاد الأوروبي لكل من قائد فصيل سيلمان شاه، محمد حسين الجاسم وكذلك قائدة فرقة الحمزة، سيف بولاد أبو بكر.
وبحسب بيان الاتحاد الأوروبي فإنه جرى فرض هذه التدابير التقييدية الجديدة بموجب نظام العقوبات العالمي لحقوق الإنسان التابع للاتحاد "لارتكابهم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".
في المقابل نفذت تجمعات مدنية ومناصرة لكل من فصائل (السلطان مراد) و(سليمان شاه الملقية بالعمشات) و(فرقة الحمزة الملقبة بالحمزات)، وتظاهرات احتجاجية في ساحة العاصي بمدينة حماة، وسط سوريا تنديداً بالعقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي على هذه الفصائل وقادتهم.
أبو عمشة
خلال يناير (كانون الثاني) الماضي ومع بسط السلطة السورية الجديدة سيطرتها على مناطق السيطرة الحكومية، إضافة إلى الشمال السوري، بما فيها إدلب المحافظة التي سيطرت عليها قوات المعارضة على مدار عقد من الزمن برز اسم أبو عمشة كأحد أبرز قادة الفصائل المسلحة.
وشغل محمد الجاسم (المولود عام 1987) المتحدر من منطقة الجوزة في ريف محافظة حماة وسط سوريا، منصب قائد الفرقة (25) مهام خاصة بعد عماية التحرير، ومنح رتبة عسكرية "عميد". وهذه الفرقة تولت تسلم سهيل الحسن أحد القادة المقربين من بشار الأسد قبل سقوط الأخير.
ويشاع أن "أبو عمشة" لم يكن يتمتع بأي خبرات عسكرية قبل الثورة السورية، بل كان مجرد (سائق جرار)، لكنه اختار الوقوف بصف المعارضين، وشارك في حمل السلاح لقتال الجيش النظامي في ذلك الوقت بعد انضمامه إلى مجموعة أطلقت على نفسها "خط النار"، ولاحقاً "لواء خط النار" في ريف حماة الشمالي عام 2012 وتنقل بالعمل العسكري بين عدد من التشكيلات والفصائل منها "الجبهة الشامية" و"جبهة ثوار سوريا" وصولاً إلى قيادة فرقة "السلطان شاه".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان "أبو عمشة" قريباً جداً من الجيش التركي، وبدأت إسطنبول تعتمد عليه إلى جانب عدد من الشخصيات المقاتلة في معركة "غصن الزيتون"، حينها سيطر على منطقة عفرين في ريف حلب وبسط نفوذه عليها بدعم تركي.
وظلت تلاحقه الاتهامات بممارسة انتهاكات في حق المدنيين، حيث وجهت له اتهامات منها سوء استخدام السلطة وقضايا فساد، وتقديم الولاء لقوى خارجية على حساب مصالح الشعب السوري. في المقابل وجد بعض السوريين فيه القائد العسكري البارز الذي تمكن من إجراء تحالفات استراتيجية لمواجهة الأسد طوال سنوات مضت.
ومع تسلم أحمد الشرع مقاليد الحكم عين "الجاسم" قائداً لفرقة عسكرية، وهو ما أثار جدلاً وانتقادات، وسرعان ما وثقت جهات حقوقية ومن بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان انتهاكات بحقوق الإنسان في محافظتي الساحل (اللاذقية وطرطوس).
سيف بولاد أبو بكر
أما سيف بولاد أبو بكر فهو قائد فرقة تسمى (الحمزة أو الحمزات)، وكما هو شائع فقد طاولته العقوبات الأوروبية، ويقود اليوم الفرقة 76 المنتشرة في محافظة حلب شمال سوريا. ويعد أبو بكر أحد الضباط المنشقين عن الاستخبارات السورية مع بداية اندلاع الثورة حينها كان برتبة ملازم أول والتحق بصفوف الجيش الحر وشارك في معارك حلب.
وكحال القائد العسكري أبو عمشة برز اسم بولاد في العمليات العسكرية المدعومة تركياً (درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام) وصولاً إلى عملية ردع العدوان. وتوصف فرقة الحمزات التي يقودها بولاد بالانضباط والالتزام التنظيمي الصارم، وهي من أول التشكيلات العسكرية في المعارضة السورية.
في المقابل لاحقت فرقته تهم بارتكاب انتهاكات، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان تورطت الفرقة في عمليات خطف وابتزاز وتهجير قسري ومصادرة ممتلكات المدنيين، بخاصة في مناطق عفرين وشمال حلب.
وفي أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي حضر بولاد مؤتمر النصر في القصر الجمهوري مع عدد من قادة الفصائل، وألقى خطاباً تحدث فيه عن جهود التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري للوصول إلى النصر.
وقال في منشور عبر حسابه على منصة "إكس" بعد أيام من سقوط النظام، "اجتمعنا مع السيد أحمد الشرع لنبارك له ولجميع السوريين انتصار ثورتنا العظيمة، ونثمن الجهود التي بذلت في الإعداد والتجهيز للمعركة، وركَّزنا على توحيد الجهود لبناء سوريا القوية التي نطمح لها".
وبالعودة إلى العقوبات الأوروبية التي طاولت أبو عمشة وأبو بكر فإنها لم تكن طارئة وحديثة أو الأولى من نوعها، بل سبقتها عقوبات أميركية عليهما في أغسطس (آب) 2023 لتورطهما في ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد السكان المحليين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 23 دقائق
- Independent عربية
تقرير ألماني يدعو إلى الاستعداد لمستقبل أوروبي من دون "الناتو"
حذر كبار الباحثين في ألمانيا وأوروبا من التغيرات السياسية التي تشهدها الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب، وعواقب ذلك على صدقية منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما دفعهم إلى دعوة الأوروبيين إلى مستقبل من دون "الناتو". وتحت عنوان "من ينقذ السلام"، صدر التقرير السنوي الذي يعده أربعة من كبار المعاهد الألمانية لأبحاث السلام والصراع ويحظى بأهمية لدى صناع السياسات، إذ قدم الباحثون نظرة قاتمة للمستقبل، على رغم أنه نادراً ما عبر تقرير السلام الذي يصدر منذ عام 1987 عن هذا القدر من التشاؤم. ويسلط تقرير السلام لعام 2025 الضوء على ضرورة تحمل أوروبا مسؤولية أمنها ودفاعها، مع مواصلة دعم هدف السلام. التقرير الصادر باللغة الألمانية ونشرت هيئة الإذاعة الألمانية مقتطفات منه باللغة الإنجليزية، يقول في مقدمته إن الحروب تشتعل في أوكرانيا وغزة والسودان، وأكثر من 122 مليون شخص نزحوا من منازلهم، إلى جانب عدد من النزاعات العنيفة الأخرى حول العالم. وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، فإن ترمب لا يحول بلاده إلى دولة استبدادية فحسب، بل يفضل في سياسته الخارجية سياسة القوة على القواعد والتعاون. انتهاء الشراكة الأوروبية – الأميركية وذكر الباحثون أن الرئيس الأميركي وحركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" (MAGA) نجحا في وقت قصير ومن دون مقاومة تذكر" في تحويل أقدم ديمقراطية في العالم إلى نظام سلطوي، بل إن إدارة ترمب تسعى كذلك إلى "تدمير المؤسسات الليبرالية والإنجازات" على المستوى الدولي، وتدعم "الحكام السلطويين والدكتاتوريين، والحركات الشعبوية اليمينية المتطرفة في الديمقراطيات الليبرالية." اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال كريستوفر داس، من معهد لايبنيز لأبحاث السلام والنزاعات، خلال استعراض التقرير ببرلين، إنه "في السنوات الأخيرة ركز تحليلنا على هجوم روسيا على أوكرانيا وتدميرها المتعمد لنظام السلام والأمن الأوروبي". وأضاف أن الوضع الأمني ازداد سوءاً منذ ذلك الحين، "لقد أصبحت الولايات المتحدة مصدراً آخر لعدم الاستقرار"، ويرى الباحث أن هناك خطراً من أن "السلطوية قد تصبح معدية". ويشير إلى بوادر مقلقة في أوروبا، مثل تقويض القضاء الدولي والهجمات على حرية البحث الأكاديمي، ومحاولات تقليص استقلالية جهات فاعلة اجتماعية كالمؤسسات الدينية. وذهب التقرير إلي التوقع بأن الشراكة عبر الأطلسي "كما نعرفها" بين أوروبا والولايات المتحدة "انتهت"، ويعتقد الباحثون أن هذا ينطبق أيضاً على التعاون العسكري. ويقولون "لقد اهتزت صدقية التزام الناتو بالدفاع المشترك، والتقارب بين الولايات المتحدة وروسيا يهدد ليس فقط أوكرانيا، بل أيضاً المصالح الأوروبية." ووفق داس فإن "المشكلة أن كل شيء يعتمد حالياً على الناتو، لذا لا أحد يريد أن يتحدث عن نهايته، على رغم أن القيم الجوهرية للناتو تلاشت منذ وقت طويل"، وأضاف "نعمل على تجاوز الناتو"، أي أنه يجب مواصلة العمل معه ما أمكن، مع تقوية القدرات الأوروبية في الوقت ذاته. فيما يوصي التقرير بأن تتبع الحكومة الألمانية "خطة شفافة تدريجية، لتوسيع ودمج الهياكل الدفاعية الأوروبية". وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل وأعرب الباحثون في التقرير عن قلقهم الشديد من تآكل القانون الدولي، وخصوصاً "تجريد الحروب من الإنسانية"، إذ يجري استهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس تقصف عمداً، والمساعدات الإنسانية تمنع أو تستغل سياسياً. ويتجلى ذلك بصورة خاصة في حرب روسيا على أوكرانيا، والحرب في غزة. كما أعربوا عن فزعهم من الوضع في غزة، إذ أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 53 ألف شخص وتدمير المنطقة إلى حد كبير، ودعوا إلى "وقف عاجل" لجميع شحنات الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة والضفة الغربية. ويقول التقرير إن إسرائيل "انتهكت بصورة صارخة" القانون الإنساني الدولي، وتجاوزت حدود "الدفاع المشروع عن النفس." وحث التقرير الحكومة الألمانية على احترام القضاء الدولي، وعدم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ألمانيا.


Independent عربية
منذ 23 دقائق
- Independent عربية
حجاج "الفوج الأخير" يروون تفاصيل نجاتهم من قصف طائرة صنعاء قبل الإقلاع
خرج حجاج "الفوج الأخير" من اليمن في رحلة حج استثنائية، اختلطت فيها مشقة الطريق بمرارة الحرب، إذ لم تكن رحلتهم إلى المشاعر المقدسة كسائر الحجاج، بعد أن تحولت الطائرة التي كانت ستقلهم من مطار صنعاء إلى جدة إلى حطام إثر غارات إسرائيلية مباغتة. وذلك بعد أن شن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء الـ28 من مايو (أيار) الماضي، غارات جوية على المطار، استهدفت خلالها الطائرة المدنية الأخيرة المخصصة لنقل الحجاج اليمنيين لأداء الفريضة إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة. وكانت الطائرة، من طراز "إيرباص A320"، واحدة من أربع طائرات استولت عليها جماعة الحوثي منتصف العام الماضي، وسبق تدمير ثلاث منها في غارات مماثلة مطلع الشهر الماضي. وفي جولة ميدانية لـ"اندبندنت عربية" في المشاعر المقدسة، التقت عدداً من حجاج هذا الفوج الذين تجاوزوا أهوال الانفجارات، وواصلوا طريقهم إما براً عبر منفذ الوديعة جنوب السعودية، أو جواً بعد تنقل شاق إلى مطار عدن. رحلة "الفوج الأخير" لم تنته بالقصف ويروي الحجاج اليمنيين اللحظات الأخيرة التي لم يكن يفصلهم عن الصعود إلى الطائرة سوى بضع خطوات وخمس دقائق فقط، لكنها كانت كفيلة بتحويل مسار الرحلة المقدسة إلى تجربة مريرة بدأت بانفجار عنيف وانتهت برحلات بديلة شاقة براً وجواً. ومع ساعات الصباح الأولى من يوم موعد الرحلة، توافد عشرات الحجاج رجالاً ونساء إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي، وهم يرتدون لباس الإحرام وتغمرهم الفرحة بقرب الوصول إلى بيت الله الحرام. لكن المشهد سرعان ما انقلب رأساً على عقب بعد سماع دوي هائل في محيط المطار، أعقبه انفجار ثان على المدرج، ثم ثالث استهدف الطائرة التي كانت على وشك الإقلاع إلى جدة، لتحترق خلال لحظات وهي محملة بأمتعة الحجاج، نتيجة سلسلة غارات جوية نفذتها إسرائيل. ومع تصاعد الدخان خيم الذهول على المكان، ولم يكن أمام الحجاج ضمن "الفوج الأخير" سوى العودة أدراجهم، لكن 78 حاجاً تشبثوا برغبتهم على رغم الصدمة، مدفوعاً بالشوق والإيمان للوصول إلى المشاعر المقدسة لإداء مناسك الحج، فاختاروا مواصلة الطريق براً في رحلة طويلة، بينما توجه آخرون جنوباً إلى عدن بحثاً عن رحلة بديلة تقلهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويروي الحاج عز الطافحي، أحد الناجين من القصف، لـ"اندبندنت عربية" اللحظات الصعبة التي عاشها قائلاً "كان بيني وبين الصعود للطائرة خمس دقائق، كنا في صالة الانتظار سمعنا دوياً هائلاً في محيط المطار، تبعه انفجار للطائرة، لم نستوعب ما حدث إلا بعد دقائق من الصدمة"، مضيفاً أنه "رجال الأمن أبلغونا بمغادرة المطار فوراً وأن الرحلة ألغيت". ومع حالة الذعر التي أعقبت الانفجار، خيمت مشاعر الخوف والارتباك على الحجاج الذين كانوا أنهوا إجراءات السفر استعداداً للإقلاع، وتسببت الصدمة في تردد بعض الحجاج في استكمال الرحلة. وأفاد حاج يمني، طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن اللحظات التي سبقت الانفجار كانت من أشد ما مر به في حياته، قائلاً "مع تصاعد الأصوات ودوي الانفجارات المتتالية، كانت لحظات مرعبة وصعبة للغاية، استوعبت لاحقاً أنها خمس دقائق كانت فاصلة بينه وبين الصعود على تلك الطائرة". ويضيف أنه تعمد عدم إبلاغ عائلته بما جرى في تلك اللحظة، حرصاً على ألا يزرع في نفوسهم القلق والخوف، وبعد ساعات من الترقب والتنسيق مع مكتب شؤون الحجاج، جرى ترتيب مسار بديل لنقل الفوج، واستؤنفت الرحلة براً نحو مكة المكرمة عبر منفذ الوديعة الذي يشق صحراء الربع الخالي في رحلة استغرقت أربع أيام. وأكد أن الأمتعة التي شحنت على متن الطائرة احترقت بالكامل، بما تحويه من ملابس ومقتنيات شخصية ووثائق رسمية، مما زاد من معاناة الحجاج، الذين اضطروا إلى مواجهة تحديات إضافية في رحلتهم الإيمانية الشاقة. تحديات حجاج اليمن وفي حوار وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتور محمد بن عيضة شبيبة مع "اندبندنت عربية" أوضح أن الوزارة بدأت مبكراً استعداداتها عقب انتهاء الموسم، موضحاً أنه على رغم التحديات التي فرضتها الحرب والاضطرابات الأمنية، نجحت الوزارة في تفويج 24255 حاجاً إلى مكة المكرمة لهذا العام. وفي شأن حادثة الطائرة التي كانت مخصصة لنقل "الفوج الأخير" من الحجاج، أفاد بأن الوزارة تحركت بصورة عاجلة لمعالجة الموقف وأعادت جدولة سفر 78 حاجاً ممن كانوا ضمن الفوج المتضرر، وجرى نقل بعضهم عبر مطار عدن، وآخرين عبر منفذ الوديعة البري، وتكفلت الوزارة بنقلهم من صنعاء إلى عدن، قبل أن يستقبلهم الوزير شخصياً لدى وصولهم إلى مكة، ويوجه بتقديم الرعاية الكاملة لهم، كما حمل وزير الأوقاف والإرشاد اليمني جماعة الحوثي مسؤولية عرقلة سفر اليمنيين خلال مواسم الحج. وعن التحديات الأوسع نطاقاً، أشار شبيبة إلى أن الوضع الأمني الهش في بعض المناطق، وإغلاق مطار صنعاء، وارتفاع تكاليف السفر نتيجة الأوضاع الاقتصادية، شكلت عقبات أمام استكمال الترتيبات، ومع ذلك عملت الوزارة على توسيع الطاقة الاستيعابية للمنافذ، وتوفير وسائل نقل برية مريحة، وتعزيز التنسيق مع الخطوط اليمنية وهيئة النقل واتحاد السياحة، لضمان تفويج منظم وآمن. كما أوضح أن الوزارة دفعت بعدد من اللجان الميدانية إلى مواقع سكن الحجاج والمشاعر المقدسة، لمتابعة مختلف الجوانب الإرشادية والخدمية والطبية والغذائية، مؤكداً أن هدف الوزارة هو ضمان تجربة حج آمنة وكريمة، ومراعية لكرامة الحاج اليمني وظروفه على رغم التحديات المعقدة. وثمن الوزير اليمني الدعم السعودي قائلاً إن "المملكة قدمت تسهيلات كبيرة لضمان انسيابية تفويج الحجاج اليمنيين"، موضحاً بأن منفذ الوديعة استقبل أكثر من 14 ألف حاج يمني، وأن الإجراءات سارت بسلاسة بفضل التنسيق الوثيق مع السلطات السعودية، بما في ذلك توفير أكثر من 30 مكتباً للاستقبال، كما جرى نقل أكثر من 9 آلاف حاج جواً من خمسة مطارات يمنية، بما فيها مطار صنعاء الدولي قبل إغلاقه. الحج يؤجل خلاف اليمنين في موسم الحج الماضي، أدت تدخلات الجماعة إلى عرقلة الترتيبات الخاصة بسفر الحجاج عبر مطار صنعاء، إذ منعت وكالات الحج من أداء مهماتها، وفرضت ضغوطاً على الحجاج المسجلين، إلى جانب تعطيل عمليات سداد تذاكر الطيران، مما تسبب في حرمان عدد كبير من اليمنيين من أداء المناسك. وتواصل جماعة الحوثي ممارساتها الهادفة إلى تعطيل موسم الحج لليمنيين، إذ استبقت الغارات الإسرائلية الأخيرة على مطار صنعاء حملات إعلامية دعت فيها الجماعة المواطنين إلى عدم أداء الفريضة هذا العام، مطالبة بتوجيه الأموال المخصصة للحج لدعم ما تسميه "القوة الصاروخية" و"الطيران المسير"، تحت ذريعة مناصرة غزة واستمرار استهداف إسرائيل. ومع وصول الحجاج اليمنيين إلى المشاعر المقدسة، طوت مناسك الحج الخلافات والانقسامات السياسية التي أثقلت كاهلهم لسنوات، ومن لحظة ارتداء الإحرام، وتجرد الحجاج من انتماءاتهم، توحدوا تحت راية واحدة عنوانها الإيمان، وفي بقاع مكة تلاشت الحدود والاصطفافات، لتحل محلها قواسم روحية جامعة، وحدتها طقوس الحج وسمو المقصد.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
اتفاق مرتقب بين واشنطن ونيودلهي لتجنب "رسوم ترمب"
أعرب وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أمس الإثنين عن تفاؤله في شأن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند لتجنب الرسوم الجمركية التي يهدد الرئيس دونالد ترمب بفرضها على شريكة بلاده، وقال خلال منتدى لتعزيز العلاقات الهندية - الأميركية إنه "من المتوقع التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والهند قريباً"، مشيراً إلى أنه متفائل للغاية في هذا الشأن. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 26 في المئة على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة، لكنه علق تنفيذها في التاسع من أبريل (نيسان) الماضي مدة 90 يوماً، حيث تشكل الولايات المتحدة سوقاً حيوية لقطاعي الخدمات وتكنولوجيا المعلومات للهند التي تشتري في المقابل كميات كبيرة من العتاد العسكري الأميركي.