
'سياق' الإيراني يسأل .. هل تساهم تداعيات الحرب 'الإسرائيلية-الإيرانية' في تغييّر موقف مقتدى الصدر ؟
يُمكن البحث عن أهم تداعيات الحرب الأخيرة بين 'إيران' والكيان الصهيوني، في تأثيرها على موقف فصائل المقاومة بـ'العراق'. بحسّب ما استهل 'شهاب نوراني'؛ تقريره المنشور على الموقع التحليلي (سياق) الإيراني.
ويبدو رُغم الصمود والمقاومة الإيرانية ضد الكيان الصهيوني و'الولايات المتحدة' والغرب، أن الضربات الإسرائيلية على 'إيران' بلغت من القوة بالحد الذي ضاعف من ثقة 'الولايات المتحدة' في قُدرتها على فرض المزيد من الضغوط؛ ليس فقط فيما يتعلق بالسلاح ووجود فصائل 'المقاومة العراقية'، لكن حتى على هيكل (الحشد الشعبي)؛ باعتباره كيان محسّوب على الحكومة.
مثل هذه الأجواء ضد تخّلق فراغًا في موازمة القوة بالسياسية العراقية، وفي حال نجاح هذا الفراغ في إضعاف وجود المقاومة، فقد يُمثّل تهديدًا للمكون الشيعي، الأمر الذي قد يُجبر؛ 'مقتدى الصدر'، على إعادة النظر في موقفه والعودة للساحة السياسية مجددًا.
لماذا انسحب 'الصدر' من الساحة السياسية ؟
تبدو الإجابة على هذا السؤال؛ مفتاحًا ومدخلًا لفهم أجواء عودة 'مقتدى الصدر' للساحة السياسية. والإجابة تتطلب العودة إلى الأعوام: (2021-2022م)، حين قرر 'الصدر' خوض الانتخابات للفوز بعدد: (100) مقعد وتشكيل حكومة 'صدرية' بالكامل.
لكنه نجح في الفوز بعدد: (73) مقعدًا فقط. من ثم واجه 'الصدر' عقبة حقيقة تمثّلت في تجمع خصومه ومعارضيه من الأحزاب الشيعية في قالب (الإطار التنسيّقي الشيعي)، هذا التحالف تسبّب في عدم قدرة 'الصدر' وحلفائه من الأكراد والسَّنة في قالب تحالف (السيّادة)، من تنصيّب 'ريبر أحمد خالد'؛ رئيسيًا للجمهورية العراقية، نتيجة تعطيل تحالف (الإطار التنسيّقي) جلسات البرلمان. فقرر 'الصدر' الانسحاب من البرلمان وسّعى؛ عبر محاولة بائسة، الاستفادة من المواجهات المسلحة، في إقصاء جميع الأحزاب السياسية، وكسّب السيّادة السياسية الشيعية من خلال مواجهات الشارع هذه المرة.
إلا أن فشل هذا المسّار والعجز عن تشكيل الحكومة التي كان يُريد، دفعه للانسحاب الكامل من المشهد السياسي، ويترقب تفكك أو ضعف مكانة (الإطار التنسيّقي) السياسية، للعودة مجددًا للمشهد السياسي.
ولم يكن هذا ميسَّرًا قبل (طوفان الأقصى)، لأسباب مثل أداء حكومة؛ 'محمد شيّاع السوداني'، الإيجابي نسبيًا في قطاعات العمران والخدمات، ومن ثم الحيلولة دون نزول العراقيين إلى الشارع؛ حيث ينتظر 'الصدر' ركوب الموجة.
لكن حاليًا؛ لا توجد شواهد واضحة على ضعف (الإطار التنسيّقي) من حيث الضغوط الداخلية، لكن الأمر مختلف من حيث الضغوط الخارجية.
'طوفان الأقصى' والضغط على 'محور المقاومة'..
تداعيات حرب (طوفان الأقصى) على الأوضاع في 'العراق'؛ هو أحد المتغيَّرات المهمة الأخرى في موضوع عودة 'الصدر' المحتَّملة إلى الساحة السياسية.
ورُغم أن الموقف الرسمي للحكومة العراقية، يُدّين الكيان الصهيوني عبر الوسائل الدبلوماسية، وعدم مشاركة كل فصائل المقاومة في هذه الحرب؛ (عدا كتائب سيد الشهداء، وحزب الله، وأنصار الله الأوفياء، وحركة النجباء)، لكن الحكومة المدّعومة من (الإطار التنسيّقي)؛ برئاسة 'السوداني'، ليست بمأمن من التهديدات 'الأميركية-الإسرائيلية' الواضحة.
وقد ازدادت وتيرة هذه التهديدات والوعيد بعقوبات سياسية واقتصادية بل وعسكرية، بعد نجاح عمليات فصائل 'المقاومة العراقية' ضد مواقع الكيان الصهيوني في 'الجولان' المحتلة.
بخلاف ذلك؛ تُضّفي التطورات السورية بُعدًا آخر من الضغوط. إذ لا يُمثّل سقوط؛ 'بشار الأسد'، وصعود مجموعة 'أبو محمد الجولاني'، تهديدًا أمنيًا فقط، وإنما صعود حكومة ذات ميول سنَّية حليف للحكومة التركية، يُفرض زيادة ثقة أهل السَّنة في مواجهة الشيعة بـ'العراق'، ويُمهدّ لظهور حليف إقليمي جديد بالنسبة لأهل السَّنة بـ'العراق'، وبالتالي الإخلال بتوازن القوة في هذا البلد.
تأثير الحرب الأخيرة على عودة 'الصدر' للسياسة من عدمها..
يُمكن دراسة هذا الموضوع من جهتين:
الأولى: ترتبط بمواقف 'الصدر' الأخيرة؛ لا سيّما بخصوص الانتخابات. فقد أكد في رسالته الأخيرة على مقاطعة الانتخابات، أكد ارتباط مشاركته المحتملة بتحقيق الشروط التالية:
01 – تسلم سلاح الفصائل للدولة.
02 – حل جميع المليشيات.
03 – تقوية الجيش والشرطة.
04 – المحافظة على استقلال 'العراق'.
05 – العمل للإصلاح ومكافحة الفساد.
الثانية: ترتبط بجهود 'الصدر' الانتهازية؛ فيما يتعلق بمستقبل فصائل المقاومة.
وفي هذا الإطار قد يسعى 'الصدر' للاستفادة من الأوضاع القائمة، ورفع شعارات مثل: 'الإنقاذ والمحافظة على مكانة الشيعية في هيكل السلطة' في العودة مجددًا للساحة السياسية والانتخابات، وتقديم نفسه كمنُقذّ ومدَّافع عن الشيعة في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية المحتَّملة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 5 ساعات
- موقع كتابات
بشأن الإبادة الجماعية بالقصف والتجويع 'آﮔـاه' الإيرانية تكشف .. شركاء الجريمة
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: رغم الكارثة المروعة في 'قطاع غزة'؛ ووفاة الأبرياء، وبخاصة الأطفال، تحت وطأة الجوع المفروض من الصهاينة، وبينما المجتمع الدولي يتخذ موقف المتفرج، تتكاسل الحكومات العربية والإسلامية عن القيام بدورها، ولم تُفرض عقوبات على الصهاينة قتلة الأطفال. بحسّب ما بدأت به صحيفة (آﮔـاه) الإيرانية الأصولية؛ تقريرها الذي نشرته حديثًا. لم تخفض حجم تعاملاتها التجارية مع 'إسرائيل'؛ بل إنها حطمت الرقم القياسي في حجم التجارة مع 'إسرائيل'؛ خلال العام 2023م، ذروة الاعتداء الصهيونية على 'قطاع غزة'. 'الإمارات' أكبر شريك تجاري للكيان الإسرائيلي في المنطقة.. 'الإمارات'؛ باعتبارها أول دولة تنضم إلى اتفاق العار المعروف باسم: (الاتفاق الإبراهيمي)، للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد تضاعفت صادراتها إلى الأراضي المحتلة خلال العامين الماضيين بمقدار خمسة أضعاف. وتحظى تجارة 'الذهب والنفط والفولاذ' بالحصة الأكبر في التجارة بين 'أبوظبي' و'تل أبيب'. ووصل معدل التجارة بين الجانبين إلى أعلى مستوى ممكن، ورغم معارضة الشعب الإماراتي على المستوى الإيديولوجي للعلاقات مع 'إسرائيل'، لكن 'أبوظبي' مستَّمرة في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع 'تل أبيب'. وكان السفير الإسرائيلي في الإمارات؛ 'يوسي شيلي'، قد كشف في وقتٍ سابق، عن التوقّيع على اتفاقية اقتصادية استراتيجية بين الجانبين، تهدف إلى توطيد التعاون في القطاع الجمركي، وغرد: 'اتفاق التعاون المتبادل في الشؤون الجمركية، يقوي العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والإمارات، وسيعمل على توطيد التعاون المستمر بين الجانبين'. وكانت 'الإمارات' قد وقّعت في العام 2023م؛ اتفاقية تحت عنوان: 'الشراكة الاقتصادية الشاملة'، يُتيّح للشركات الإماراتية الوصول إلى السوق الإسرائيلية. وبلغت تجارة 'الإمارات'؛ غير المسبّوقة مع 'إسرائيل'، ذروتها في الحرب على 'غزة'، وهو موضوع غير سري؛ بل إن صادرات المجوهرات والمعدات الصناعية بقيمة مليارات الدولارات، أثارت استياء أنصار 'القضية الفلسطينية'. والبيانات الرسمية الصادرة عن مراكز الإحصاء الإسرائيلية، توضح أبعاد غير مسبّوقة في التجارة بين 'الإمارات' و'إسرائيل'؛ خلال فترة الحرب على 'غزة'، تُغطي تحديدًا الفترة من تشرين أول/أكتوبر 2023م حتى شباط/فبراير 2025م، وتثبَّت البيانات أن 'الإمارات' كانت أكبر مصدَّر للسلع ذات المنشأ المحلي بين الدول العربية إلى 'إسرائيل'. وبحسّب البيانات؛ صدّرت 'الإمارات' خلال هذه الفترة: (1377) نوعًا من المنتجات المحلية الصنع إلى 'إسرائيل'، تشمل: (81) فئة سلعية رئيسة، أبرزها: 'المجوهرات، والمعدات الصناعية، والمعادن الخام'؛ حيث احتل 'اللؤلؤ والأحجار الكريمة والمصنوعات الذهبية' صدارة هذه القائمة بقيمة: (9.584) مليون دولار، بالإضافة إلى صادرات 'الأسمدة الكيماوية والمواد الغذائية'؛ (بما في ذلك الفواكه والخضروات)، و'المشروبات، والإسمنت، والملح، والكبريت، والأدوية، والألعاب، والملابس' في قائمة السلع المصدَّرة. في المقابل؛ استوردت 'الإمارات': (763) نوعًا من السلع الإسرائيلية خلال نفس الفترة، بقيمة إجمالية بلغت: (737) مليون دولار، شملت: 'المجوهرات، والأدوات البصرية والطبية'؛ بقيمة: (6.159) مليون دولار، يليها 'المعدات الإلكترونية' بقيمة: (2.80) مليون دولار، ثم 'المواد الغذائية والمشروبات': (2.26) مليون دولار. ومن ثم فقد أصبحت 'الإمارات' أكبر شريك تجاري عربي للكيان الإسرائيلي خلال 'حرب غزة'، وبلغت حوالي ثُلثي إجمالي تجارة 'إسرائيل' مع الدول العربية. صدّر 'الأردن'؛ خلال عامٍ واحد، ما يُقارب: (500) مليون دولار إلى الأراضي المحتلة؛ حيث تُقدم الحكومة الأردنية 'الحديد والكهرباء'؛ لـ'إسرائيل'، وفي المقابل تحصَّل على 'الغاز والماء' من قتلة الشعب الفلسطيني. أما 'مصر'؛ كأول دولة عقدت سلامًا مع الصهاينة القتلة، فقد زادت حجم تجارتها مع 'إسرائيل' بنسبة: (168%)، وهذا يعني أنه بينما كانت 'القاهرة' تندَّد بظلم 'غزة' أمام العالم، كانت في نفس الوقت توقّع فواتير تجارية مع الصهاينة! كذلك؛ زادت 'البحرين' حجم تبادلاتها التجارية مع الصهاينة بنسبة: (12000%)، حيث يُقدم 'آل خليفة': 'الألمنيوم والحديد' للصهاينة لضمان استمرار صناعة القنابل والقتل الجماعي الإسرائيلي دون توقف.


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
'كيهان' الإيرانية : دعونا نفهم فكرة 'غزة العزلاء'
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: حاليًا؛ حلت روح الشيطان في جسد 'نتانياهو' الخبيث ومسؤولي الكيان الصهيوني. لدرجة أنهم في 'سورية' يسعون للتوسع والاختراق في عُمق الأرض، وفي 'غزة' يُفرضون حصارًا مميتًا على الأطفال الأبرياء الذين يُعانون من العطش والجوع ويُصارعون الموت. بحسّب ما استهل 'حسن رشوند'؛ تقريره المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية. في هذه المعركة غير المتكافئة، نرى على الساحة السياسية السورية حكامًا يندفعون بسرعة مذهلة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني. أولئك الذين ادعوا أنهم جاءوا لإنقاذ الشعب السوري، رضخوا للإذلال واستسلموا لـ'إسرائيل'، وصمتوا أمام تقدم جنود الاحتلال في عمق بلادهم، وفضلوا التوافق مع نظام صهيوني قاتل للأطفال على المقاومة ضد عدوانيته. ممارسات 'إردوغان' المشينة.. على الجانب الآخر؛ هناك 'إردوغان'؛ الذي لا يأخذ خطر 'إسرائيل' الإقليمي على محمل الجد، ولا يرى في مؤامرة 'نتانياهو'؛ بفتح ممر باسم (داوود) والسيطرة على 'نهر الفرات'، تهديدًا لمطامعه الإقليمية. بل ربما يتصور أنه يستطيع استغلال الفوضى في 'سورية' لتحقيق مكاسب شخصية، وذلك يتخذ موقف المتفرج بدلًا من مواجهة جرائم 'إسرائيل' في 'سورية' والمنطقة. وينتقد بين الحين والآخر؛ الكيان الصهيوني، كي لا يبدو فارغ اليدين، بينما أطفال 'غزة' يموتون عطشًا وجوعًا بسبب الحصار اللاإنساني، هو وحكومته لا يحركون ساكنًا لرفع هذا الحصار، ويكتفون بعبارات احتجاجية على سلوك نظام 'تل أبيب'. في المقابل، تُثبّت الإحصائيات التجارية بين 'تركيا' و'إسرائيل'؛ خلال عامين من 'حرب غزة'، أن الكيان الصهيوني كان سينهار سريعًا لولا هذه العلاقات؟.. حكومة 'إردوغان' تعلم جيدًا أنها تُنقذ هذا النظام القاتل للأطفال بتوفير احتياجاته التجارية، بينما تقتل بأفعالها طفلًا في 'غزة' كل لحظة. الموقف العربي المخزي.. ولا يمكننا في هذه الحرب الغريبة ضد الفلسطينيين، إعفاء بعض الحكومات العربية التي تتباكى على عروبة 'فلسطين'، لأنهم إن لم يكونوا أكثر إثمًا من 'تركيا'، فلا شك أنهم ليسوا أقل منها. والسؤال: كيف يقبل أكثر من: (400) مليون مسلم في 'غرب آسيا'، وحوالي: ملياري مسلم حول العالم، أن يعيش: مليون و(300) ألف فلسطيني في 'غزة' تحت حصار الذئاب الصهيونية النجسة دون وجبة طعام واحدة أو زجاجة ماء؟.. لو تحركت اليوم كل دول المنطقة بإرسال سفن محملة بالغذاء والماء والدواء نحو الأراضي المحتلة، فهل يستطيع الكيان الصهيوني مواجهتها؟.. تخيل ماذا سيحدث لو تحركت: (50) سفينة شحن، وليس حتى سفينة سلاح، نحو 'غزة'؟.. لا شك أن الكيان الصهيوني سيركع وينصاع لإرادة الدول المسلمة. بل لنفترض أن الكيان أصابه الجنون وأخذ يعتدي على السفن، فهل سيستطيع كبح جماح غضب الشعوب المسلمة؟ أطفال غزة والمأساة العالمية.. المؤكد أن المؤتمرات السياسية الصورية لن توقف إبادة الصهاينة أو ترفع الحصار عن 'غزة'، وإلا لما استشهد: (60) ألفًا من أهلها وأصيب مئات الآلاف في شريط لا يتجاوز: (360) كيلومترًا مربعًا. هل في هذا العالم الصاخب مكان يبحث فيه طفل بين الأنقاض بيديه الصغيرتين وعينين دامعتين عن قطرة ماء أو لقمة خبز؟.. هذه الصورة لا تتكرر إلا في 'غزة'، الجرح النازف في جسد الأمة الإسلامية؛ منطقة تحت الحصار الكامل، تقصفها الصواريخ الصهيونية بلا رحمة، ويَّعم العالم صمت مطبق، وهي ما زالت حية، لكنها تتألم أكثر من أي وقتٍ مضى. أطفال 'غزة' هم أكثر ضحايا العالم ضعفًا اليوم. ففي الوقت الذي يُعاني: (40) ألف طفل من سوء التغذية و(10) آلاف من سوء التغذية الحاد، ينام العالم الرأسمالي، وليس شعوبه، في سكوت مميت. ملائكة لم يعيشوا طفولتهم، ولم يذوقوا الأمان، ولا يجدون حتى سقف يحميهم. صور الأطفال الهزيلة بأعين متوسلة تلتقطها كاميرات الصحافيين، وهي ترسل رسالة واحدة للعالم وللدول المسلمة: 'هل من مغيث؟'.. هذا النظرة تكشف الحقيقة المرة: 'غزة تموت ليس بسبب الحرب، بل بسبب صمت العالم والمسلمين'. 'الصمت' تواطؤ مع الظلم وليس حيادًا.. على الدول الإسلامية أن تعلم أن هذا الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤ مع الظلم. 'غزة' ليست مجرد شريط أرضي ضيق، بل هي اختبار للإنسانية. إنها مرآة تعكس وجه البشرية النائمة، ومن يتجاهلها سيحمل هذا العار إلى قبره. 'غزة' اليوم رمز لمعاناة شعب أعزل، يعيش تحت حصار خانق، بين أنقاض منازله، بعيون متعبة وأيدٍ فارغة، لكنه ما زال يُصارع من أجل حياة كريمة. 'غزة' تموت جوعًا وعطشًا، ليس فقط للخبز والماء، بل للعدل وصمت أدعياء حقوق الإنسان والإسلام. أطفالها ينامون ببطون خاوية، ومستشفياتها تئن من نقص الدواء، وشعبها بالكاد يتنفس تحت القصف والحصار. إذا صمت العالم اليوم أمام هذه المجاعة والإبادة، فسيُحاسبنا التاريخ غدًا: 'ماذا فعلتم لأهل غزة؟'. والبعض يعتقد أن سياستي التوسع في 'سورية'، والحصار في 'غزة'، منفصلتان لكنهما في الحقيقة جزء من خطة أكبر تهدف إلى: – منع تشكيل 'جبهة مقاومة موحدة' في شمال الكيان؛ (لبنان وسورية) وجنوبه (غزة). – كسر إرادة الفلسطينيين عبر الضغوط الاقتصادية والنفسية والتهجير من 'غزة'، ثم 'الضفة الغربية'، ثم كل 'فلسطين'. – إلهاء الرأي العام الإسرائيلي بعد هزيمة الكيان في معركة الـ (12) يومًا وفضائح فساد 'نتانياهو'، الذي يُحاول تجنب المحاكمة بإثارة الأزمات الأمنية. وعليه، فالسياسة الصهيونية المزدوجة؛ (التوسع في سورية والتجويع في غزة)، ليست قضية إقليمية فقط، بل اختبار لضمير العالم. وعلى دول العالم؛ خاصة الإسلامية، وقف هذا المشروع وإلا سيواجهون كارثة ستُطيح باستقرار الشرق الأوسط كله.


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
'عصر إيرانيان' تقرأ .. ما يحدث في 'غزة'
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: تعيش 'فلسطين وغزة' حاليًا أوضاعًا غير مناسبة، ترقى لـ'الإبادة الجماعية' بحسّب اعتراف المحافل الدولية، والمصادر المطلعة على الأوضاع في 'غزة'، وكذلك الأدلة الرسمية المتداولة، ولذلك لجأت صحيفة (عصر إيرانيان) الإيرانية إلى الخبير في شؤون غرب آسيا؛ 'علي عبدي'، للحديث عن آخر التطورات في القطاع. وبدأ بالحديث عن المقاومة الشعبية… نجاح 'محور المقاومة' في غزة.. 'علي عبدي': لا بُدّ من الاعتراف بأن (محور المقاومة) في 'غزة' من أفضل وأنجح أجزاء المقاومة في المنطقة حتى الآن. وهذا المحور لا يعمل فقط بنشاط وفاعلية، وإنما استطاع بمبادراته، مفاجأة جيش الكيان الصهيوني غير مرة. على سبيل المثال؛ التقارير المنشورة اليوم تتحدث عن تعرض القوات الإسرائيلية إلى خسائر فادحة، وهو ما يعكس استمرار القدرات العملياتية للمقاومة. لا تزال مقاومة 'غزة' ماضية في طريقها بقوة، الأمر الذي لا يترك مجالًا للشك في نجاح أداء المقاومة. استراتيجية السيطرة على جغرافية 'غزة'.. لكن ما رأيكم في استراتيجية الكيان الصهيوني العسكرية بـ'قطاع غزة' ؟ 'علي عبدي': استعرض الكيان الصهيوني عدة محاور عملياتية بهدف السيّطرة على القطاع وتقسيّمه، أحدها محور (سا)؛ المَّصمم لتسهيل عودة المستوطنين الصهاينة، والتحكم بحركة التنقل بين شمال وجنوب القطاع، ومنع عودة السكان إلى المناطق الشمالية، وزيادة الضغط في مفاوضات تبادل الأسرى. كذلك جرى إنشاء محور (فيلادلفيا)؛ بغرض استكمال حصار 'غزة' من ناحية الجنوب وقطع الارتباط مع 'مصر'. كذلك روعي إخلاء المحور الشمالي وتحويله إلى منطقة عسكرية للكيان. بالإضافة إلى المحور المعروف باسم (إيصال المساعدات)، والذي يهدف بالحقيقة إلى فصل 'رفح وخان يونس' في الجنوب عن 'غزة'. ووفق التقارير المنشورة يحتل الكيان الصهيوني نحو: (40-60%) من 'قطاع غزة'. أكثر الفظائع الإنسانية في وضع 'غزة'.. من الموضوعات المؤلمة والمقلقة حاليًا؛ القحط والجوع في 'غزة'، ما رأيكم ؟ 'علي عبدي': للأسف من المشاكل المؤلمة حاليًا في القطاع، استخدام الكيان الصهيوني، الجوع كأداة ضد الغزاويين. والحيلولة دون حصول الناس على المواد الغذائية الأولية، وتحويل توزيع الغذاء إلى وسيلة عسكرية للضغط على المدنيين، يجعل الأوضاع الإنسانية في القطاع كارثية. وهذه المشكلة تُعدّ حاليًا أحد أكثر الجوانب المأساوية في وضع 'غزة'. عجز المجتمع الدولي.. بالنظر إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية في 'غزة'، ما هي الإجراءات التي يمكن للمنظمات الدولية اتخاذها بغرض تحسيّن الأوضاع ؟ 'علي عبدي': حاليًا تُعدّ الدبلوماسية العامة واستخدام إمكانيات شبكات التواصل الاجتماعي لتوعية العالم حول أوضاع 'غزة' من أهم الأدوات للضغط على الكيان الصهيوني. للأسف، لم تظهر المؤسسات الدولية أداءً فعالًا حتى الآن، كما قصّرت بعض حكومات المنطقة في هذا المجال. لذا، فإن التركيز على الأنشطة الشعبية، والتوعية الواسعة، والضغط الدبلوماسي عبر المحافل العالمية يمكن أن يساهم في تخفيف الضغط عن أهالي 'غزة'. كما أن مطالبة المنظمات الدولية بتقديم المساعدات الإنسانية وإزالة العقبات أمام توزيع الغذاء في 'غزة' مسألة ضرورية. قنابل تأزم أوضاع الداخل الإسرائيلي.. فضلًا دعنا نناقش قضايا نظام الاحتلال الصهيوني الداخلية. ففي ضوء الوضع السياسي لـ'نتانياهو'؛ الذي يُقال إنه يتعرض للضغوط لأسباب مختلفة، بما في ذلك القضايا القضائية والمرض، وكذلك الانتخابات المقبلة في 'إسرائيل'، هل يمكن لهذه القضايا أن تؤثر على أداء نظام الاحتلال في 'غزة' ؟ 'علي عبدي': في رأيي، لن يؤثر الوضع الداخلي في 'إسرائيل' بشكلٍ كبير على سياسات هذا النظام تجاه 'غزة'؛ إذ لا يوجد خلال بين النخب السياسية الصهيونية، حول استمرار السياسات العدوانية والمجازر في 'غزة'، ولكن تدور الخلافات في الغالب حول قضايا داخلية وشخصية، مثل مكانة 'نتانياهو' السياسية، وليس حول جوهر السياسات العسكرية في 'غزة'.