
صحيفة بلجيكية: مديرة الاستخبارات الأميركية تخشى هيروشيما أخرى
حذرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد من أن تصاعد النزاعات الدولية قد يدفع نحو استخدام الأسلحة النووية، مما من شأنه أن يؤدي إلى عواقب كارثية تهدد مستقبل البشرية.
وقالت الكاتبة كارول تاسين إنخ في تقريرها الذي نشرته صحيفة "لا ليبر" البلجيكية إن غابارد حذرت في مقطع مصور نشرته عبر حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي من العواقب الكارثية التي قد تترتب على اندلاع صراع نووي.
وأوضحت غابارد في أعقاب زيارتها مدينة هيروشيما اليابانية -التي دمرت في عام 1945 إثر قنبلة نووية أميركية- أنها شعرت بصدمة حقيقية أثناء الزيارة.
وفي مقطع مصور أمام الكاميرا تخلله عرض لصور أرشيفية قالت غابارد "العالم اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى حافة الفناء النووي، حيث تثير النخب السياسية والمتحمسين للحرب بلا مبالاة الخوف والتوتر بين القوى النووية".
وبحسب الصحيفة، فقد أعادت غابارد التأكيد على حجم الكارثة التي خلفتها القنبلة النووية الأميركية على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945، حيث أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص، منهم من لقي حتفه فورا، ومنهم من توفي لاحقا بسبب الحروق الشديدة والإصابات والأمراض الناتجة عن الإشعاعات والسرطانات التي ظهرت في الأشهر والسنوات التالية.
وحذرت غابارد من احتمال استخدام الأسلحة النووية من قبل بعض القوى الدولية، مشددة على أن القنابل النووية التي يتم تطويرها اليوم أكثر قوة بكثير من تلك التي استُخدمت في الحرب العالمية الثانية ، وقالت "يمكن لسلاح نووي واحد حديث أن يقتل ملايين الأشخاص في غضون دقائق معدودة".
ولفتت الكاتبة إلى أن نشر تولسي غابارد هذا المقطع عبر حسابها الشخصي وليس من خلال القنوات الرسمية يشير إلى أن تصريحاتها تعبر عن وجهة نظرها الشخصية ولا تمثل بالضرورة موقف إدارة ترامب، وربما تكون رسالة موجهة مباشرة إلى الرئيس.
تحذيرات
وحسب غابارد، فإن الانفجار النووي بحد ذاته سيكون مدمرا، ملمحة إلى العواقب التي تترتب على مثل هذه الهجمات، إذ سينتشر السم الإشعاعي في الهواء والمياه والتربة، مما سيحكم على الناجين بالموت في عذاب مبرح أو عيش حياة مليئة بالمعاناة، وقد يتبع ذلك شتاء نووي، حيث يحجب الدخان والرماد ضوء الشمس تماما، مما يغرق العالم في موجة من الظلام والبرد، كما ستسقط أمطار حمضية تدمر الأرض والأنظمة البيئية كاملة.
ومؤخرا، حذر خبراء أميركيون في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست من أنه إذا اندلعت حرب نووية فلن يكون ذلك بفعل قرار متعمد، بل نتيجة خطأ غير مقصود ناجم عن خلل تقني أو خطأ بشري أو سوء تقدير.
ولفت المقال إلى أن هناك 9 دول نووية، وأن بعضها يبقي على هذه الأسلحة في حالة تأهب قصوى، مما يعني أنه يمكن إطلاقها في دقائق معدودة في حال رصد تهديد محتمل، حقيقة كان أم وهما.
وجاء في المقال أن العالم اقترب من الحرب النووية مرات عدة أثناء الحرب الباردة، ولكن الخطر اليوم أكثر تعقيدا مما مضى نظرا لتعدد الدول النووية والتوترات الجيوسياسية وتطور الأسلحة والتكنولوجيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
العدوان الإسرائيلي على إيران.. الجرائم الإسرائيلية لا تتوقف
الضربة الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية لم تكن مجرد حادث عابر أو عملية نوعية محدودة، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات والاختراقات التي تثبت هشاشة الوضع الأمنيّ الإيراني من الداخل، وتؤكد أن المنطقة بأكملها باتت على صفيح ساخن ينذر بالانفجار في أي لحظة. الإيرانيون وقعوا في فخ الخداع الإستراتيجي الذي نصبته واشنطن ببراعة، وتخيلوا بسذاجة أن الولايات المتحدة يمكن أن تضبط إيقاع التصعيد الإسرائيلي أو تكبح جماح نتنياهو هشاشة الدفاعات الإيرانية.. واختراق غير مسبوق اللافت في تكرار الضربات الإسرائيلية داخل العمق الإيراني هو السهولة اللافتة التي باتت تتم بها! يبدو أن جهاز الموساد وشبكات الاستخبارات الأميركية يتحركان بأريحية داخل إيران، في ظل وجود عدد هائل من العملاء المحليين، وشبكات التجسس التي تمكنت من الوصول إلى كبار العلماء النوويين وتصفيتهم مرارًا وتكرارًا، دون أن تتمكن طهران من تأمين الحماية، أو حتى اكتشاف المخططات قبل وقوعها. هذه الهشاشة الأمنية هي في الحقيقة نتيجة تراكمات ممتدة لعقود، تبدأ من لحظة السماح للقوات الأميركية باحتلال العراق عام 2003. إيران التي تخلّت عن جيرانها العرب في تلك اللحظة المصيرية ارتكبت خطأً إستراتيجيًّا فادحًا، لتجد نفسها اليوم تدفع ثمن ذلك بتجليات واضحة لمقولة: "أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض". خداع إستراتيجي وسذاجة سياسية ما يزيد من تعقيد المشهد هو أن الإدارة الإيرانية أبدت قدرًا كبيرًا من السذاجة في قراءة السياسات الأميركية؛ فقد كان من الواضح منذ البداية أن الإدارة الأميركية الحالية تعدّ من أكثر الإدارات دعمًا لإسرائيل وللصهيونية، سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا وماليًّا ودبلوماسيًّا. وهناك شخصيات نافذة مثل مريام أديلسون، وهي واحدة من أكبر ممولي اللوبي المؤيد لإسرائيل، ومن أبرز داعمي نتنياهو، ولها تأثير كبير على البيت الأبيض. الإيرانيون وقعوا في فخ الخداع الإستراتيجي الذي نصبته واشنطن ببراعة، وتخيلوا بسذاجة أن الولايات المتحدة يمكن أن تضبط إيقاع التصعيد الإسرائيلي أو تكبح جماح نتنياهو. لكن ما حدث هو العكس تمامًا: واشنطن دعمت العدوان على غزة بلا حدود، وتستمر في تدمير أي قوة إقليمية محتملة تهدد التفوق الإسرائيلي، كما فعلت سابقًا في غزو العراق. على الدول العربية أن تتعامل مع هذا المشهد بتروٍّ وعمق إستراتيجي؛ فرغم الاستثمارات التي وُعِدَ بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قبل الدول العربية، تبقى الولايات المتحدة وفيّة لالتزامها المطلق بحماية إسرائيل إيران بين مطرقة العقوبات وسندان العزلة الإقليمية في المقابل، لا يمكن تجاهل أن إيران نفسها ساهمت في تفاقم عزلتها من خلال اندفاعها الطائفي والمذهبي، الذي أدخلها في صدامات مع محيطها العربي.. هذا الاندفاع جعل العديد من الدول العربية تجد نفسها أمام خيارين أحلاهما مر: مطرقة التمدد الإيراني أو سندان الهيمنة الأميركية. وبمرور الوقت، وجدت هذه الدول أن الولايات المتحدة -رغم كل أضرارها- تمثل "أخف الضررين" في معادلة معقدة يصعب الهروب منها. تصعيد اقتصادي وأزمات قادمة في ظل هذا التصعيد، لا ينبغي تجاهل البعد الاقتصادي الخطير.. ارتفاع أسعار النفط، وزيادة تكاليف النقل والشحن والتأمين، واضطراب سلاسل الإمداد والتوريد، كلها عوامل ستؤدي إلى مزيد من المخاطر وعدم الاستقرار في منطقة منهكة أصلًا بسبب العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة. على الدول العربية أن تتعامل مع هذا المشهد بتروٍّ وعمق إستراتيجي؛ فرغم الاستثمارات العربية التي وُعِدَ بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي ستساعد واشنطن في إنقاذ اقتصادها المتراجع في سباق اللحاق بالصين، تبقى الولايات المتحدة وفيّة لالتزامها المطلق بحماية إسرائيل، حتى لو جاء ذلك على حساب استقرار المنطقة وتدمير قواها الصاعدة. كيف نتعامل مع الأفعى؟ التعاطي مع الإدارة الأميركية الحالية يجب ألا يكون من منطلق الثقة أو حسن النية، بل وفق معادلة "حلب الأفاعي": استفد من سمها لصناعة الترياق، ولكن لا تمنح الأفعى فرصة للّدغ.. فالولايات المتحدة، التي يحكمها المجمع الصناعي العسكري، وتؤثر في قراراتها لوبيات السلاح، تبحث الآن عن ساحة لاختبار أسلحتها في مواجهة الترسانة الإيرانية المتهالكة بفعل العقوبات والحصار. هذه معركة ليست فقط لإضعاف إيران، بل أيضًا لإنقاذ سمعة السلاح الأميركي التي تلقت ضربات مؤلمة في أماكن أخرى، كما حدث مع تفوق باكستان باستخدام أسلحة صينية في وجه ترسانة غربية متطورة. وهنا يبرز المعنى العميق للمثل العربي: "كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟"؛ فالتاريخ القريب مليء بالخداع والغدر، ولا ينبغي أن تتكرر أخطاء الثقة من جديد مع من أثبتت التجربة أنه لا يتردد في الطعن عند أول فرصة. سيناريوهات مفتوحة وفوضى مرتقبة المشهد الراهن ضبابي ومفتوح على جميع الاحتمالات.. التخطيط في هذه المرحلة يجب أن يقوم على أسوأ السيناريوهات، لا على الأماني أو الافتراضات غير الواقعية. لا مجال للثقة، لا في إسرائيل ولا في الإدارة الأميركية التي أثبتت مرارًا أنها تتخلى عن شركائها عند أول منعطف، وتقدم مصالح إسرائيل فوق كل اعتبار. الخلاصة أن الشرق الأوسط اليوم يقف على حافة هاوية حقيقية، وكل خطوة غير محسوبة قد تعني الانزلاق إلى فوضى لا تُحمد عقباها.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
مناصر لفلسطين.. تعرف على زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك
واشنطن – مع انطلاق التصويت المبكر اليوم السبت لاختيار عمدة مدينة نيويورك ، يبرز اسم زهران كوامي ممداني بوصفه مرشحا استثنائيا لا يكتفي بتحدّي الأسماء التقليدية في الحزب الديمقراطي ، بل يسعى إلى إعادة تعريف العلاقة بين السياسة والشارع الأميركي. فمنذ إعلانه الترشح في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحوّلت حملته الانتخابية إلى ما يشبه حراكا اجتماعيا ينطلق من القاعدة الشعبية، ويستقطب الناخبين الذين يشعرون بأن مدينتهم لم تعد قابلة للعيش. كما يراه محللون اختبارا حقيقيا لقوة التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي في واحدة من أكثر مدن العالم تأثيرا. تقدّمي مناصر لفلسطين وُلد زهران ممداني ونشأ في أوغندا لأب أكاديمي من أصول هندية هو المؤرخ محمود ممداني، وأم هندية هي المخرجة السينمائية الشهيرة ميرا نايير. وانتقل مع أسرته في سن السابعة إلى نيويورك، حيث نشأ في بيئة متعددة الثقافات، ومشحونة بأسئلة الهوية والانتماء والعدالة. تأثر ممداني بتجربة والده الفكرية وأعمال والدته الفنية، ليوجّه لاحقا بوصلته نحو القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تمس الفئات المهمشة. فقد انخرط مبكرا في العمل الميداني، ونشط في الحملات التي تطالب بإصلاح قوانين السكن وإلغاء ديون الطلاب، قبل أن يُنتخب عام 2020 عضوا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك عن منطقة أستوريا. ينتمي زهران ممداني إلى التيار الديمقراطي الاشتراكي، وهو الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي الذي يعتبر السيناتور بيرني ساندرز من أبرز وجوهه. وينتقد بشدة سياسات الاحتلال الإسرائيلي ويصف الحرب على قطاع غزة بـ" الإبادة الجماعية"، مما يضعه في مرمى انتقادات المحافظين ويؤثر على مصيره في الانتخابات في ظل وجود 16% من الناخبين اليهود بالمدينة. ففي عام 2021، كان أحد الأصوات القليلة في الجمعية التشريعية التي طالبت بوقف تمويل الشرطة التي تتعاون مع الجيش الإسرائيلي، كما شارك في فعاليات مناصرة لفلسطين في نيويورك، وصوّت لاحقا ضد تشريعات يرى أنها تقيّد حرية التعبير الداعمة ل حركة المقاطعة"بي دي إس". ودعا ممداني في أعقاب الحرب على قطاع غزة عام 2021 إلى "وقف غير مشروط للعنف الإسرائيلي ضد المدنيين". وقال إن "العدالة لا يمكن أن تتحقق في نيويورك في وقت نغض فيه الطرف عن الظلم في فلسطين". وأكسبته هذه المواقف شعبية واسعة بين الناخبين المسلمين في نيويورك، لكنها في المقابل أثارت انتقادات شديدة من جماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل. برنامجه السياسي يخوض ممداني السباق على منصب العمدة تحت شعار "نيويورك التي يمكنك تحمّلها"، ويضع ملف غلاء المعيشة في صلب حملته، ويركّز برنامجه على ثلاث أولويات: وقف ارتفاع الإيجارات. توفير نقل عام مجاني. فرض ضرائب على الشركات الكبرى لتمويل الخدمات الأساسية. ويرى ممداني أن أزمة السكن في المدينة لم تعد مسألة ظرفية، إذ تجاوز متوسط إيجار شقة من غرفة واحدة عتبة 3500 دولار شهريا، مما يجعل مئات الآلاف من السكان مهددين بفقدان مساكنهم. ويحذّر، في تصريحاته، من أن نيويورك أصبحت مدينة تعمل لأجل الأغنياء، في وقت يُطلب فيه من بقية السكان أن يقاوموا للبقاء. زخم شعبي يخوض زهران ممداني سباقه نحو منصب العمدة في سياق سياسي معقّد تتداخل فيه اعتبارات المؤسسة الحزبية ومراكز النفوذ التقليدية؛ فمن بين أبرز منافسيه في الانتخابات التمهيدية الحاكم السابق أندرو كوومو، الذي يحظى بدعم من بعض القطاعات النافذة في الحزب الديمقراطي، ويملك خبرة تنفيذية واسعة راكمها خلال سنوات عمله في المنصب. ويرى المرشح الفلسطيني الأميركي السابق لمجلس مدينة نيويورك زياد رمضان أن ممداني يمتلك زخما شعبيا غير مسبوق. ويقول رمضان للجزيرة نت إن "الناس تعبوا من السياسيين التقليديين، وزهران وعدهم بسياسات ملموسة، لهذا يلتفون حوله". ويضيف أن ممداني "قد يكون نقطة تحوّل تاريخية شبيهة بما قام به باراك أوباما ، الذي استطاع جلب نسبة تصويت غير مسبوقة إلى صناديق الاقتراع بفعل الإلهام وليس بفعل الولاء الحزبي". لكن رمضان يُحذّر من قوة ما يصفها بـ"الآلة الحزبية" التي تتحكم في الإعلام والتمويل والنقابات. ويقول "لكي يفوز مرشح تقدمي عليه أن يحدث صدمة شعبية تفرض نفسها على الحزب. وزهران (ممداني) اقترب من تحقيق ذلك، وسيكون الاختبار الحقيقي في صناديق الاقتراع". المقاربة الأمنية وفي وقت تُهيمن فيه الخطابات الأمنية على الحملات الانتخابية، يرفض ممداني مقاربات التشديد الأمني التقليدية، ويطرح رؤية تقوم على معالجة جذور الجريمة بدل ملاحقة نتائجها. ويقول علي ميرزا، مرشح ديمقراطي سابق عن الدائرة الخامسة بنيويورك، إن ممداني "بحاجة إلى طمأنة الناخبين بأنه ليس متساهلا في قضايا السلامة العامة". ويضيف ميرزا للجزيرة نت "يجب أن يُظهر أنه قادر على الجمع بين العدالة والصرامة، لأن شعور الناس بالأمان سيكون حاسما في هذه الانتخابات". كما يشير إلى أن حظوظ ممداني ترتفع يوما بعد يوم، لكن النتيجة ستُحسم على الأرجح في مدى فعالية حملة التصويت المبكر ما بين 14 و22 يونيو/حزيران الحالي. تمثيل المسلمين ورغم أن ممداني لا يجعل من انتمائه الديني أو العرقي محورا لحملته، فإن مراقبين يرون أن تزايد الزخم الانتخابي الذي يحظى به يعتبر لحظة فارقة في مسار التمثيل السياسي للمسلمين والعرب والجنوب آسيويين في نيويورك. ويقول المرشح الديمقراطي السابق ميرزا إن أثر حملة ممداني يتجاوز حدود نيويورك، مؤكدا أن "ترشحه يعزز حضور هذه الفئة في السياسة ليس فقط محليا، بل وطنيا وربما عالميا في حال فوزه أو حتى تحقيقه نتيجة قوية في المركز الثاني". وأفاد رمضان، المرشح السابق لمجلس مدينة نيويورك، بأن ممداني أخبر ابنه -في لقاء شخصي مؤخرا- أن حملة رمضان عام 2013 ألهمته للانخراط في العمل السياسي وإلهام الآخرين بدوره من أجل تطبيع الوجود المسلم في المشهد السياسي كما حصل في بريطانيا. وتراهن حملة زهران ممداني على أدوات غير تقليدية ترتكز أساسا على العمل الميداني، إذ ينشط مئات المتطوعين في أحياء نيويورك لتسجيل ناخبين جدد، وحثهم على التصويت المبكر. كما يستثمر ممداني في المحتوى الرقمي بلغة بسيطة، وعبر رسائل مباشرة تستند إلى شهادات سكان متضررين من سياسات مجلس المدينة.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
توماس فريدمان: هجوم إسرائيل على إيران يعيد تشكيل المنطقة وهذه تداعياته
يرى الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن الهجوم الإسرائيلي الشامل على البنى التحتية النووية الإيرانية ينضاف لقائمة الحروب الحاسمة التي غيرت قواعد اللعبة وأعادت تشكيل منطقة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية. وأوضح فريدمان -في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز- أن الحروب التي يعنيها هي أحداث باتت معروفة فقط بتواريخها: 1956، 1967، 1973، 1982، 2023، والآن 2025. وقال إنه من السابق لأوانه معرفة التداعيات المحتملة للهجوم الحالي على مسار الأحداث في الشرق الأوسط، لكنه رجح أن تمضي الأمور في اتجاهين متناقضين تماما، أحدهما اعتبره إيجابيا للغاية وهو "إسقاط النظام الإيراني واستبداله بنظام أكثر لياقة وعلمانية وتوافقية"، والآخر سلبي للغاية يتمثل في اشتعال المنطقة بأكملها ودخول الولايات المتحدة على خط الأزمة. حل وسط وبين هذين النقيضين، لا يستبعد الكاتب الأميركي -ذو الميول الليبرالية- حلا وسطا تفاوضيا مؤقتا، مبنيا على كون الهجوم رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإيرانيين مفادها: "ما زلت مستعدا للتفاوض على إنهاء سلمي لبرنامجكم النووي، وقد ترغبون في ذلك على وجه السرعة.. أنا في انتظار مكالمتكم". وفي تفاصيل تداعيات ودلالات الهجوم الإسرائيلي على إيران، يرى فريدمان أن ما يجعل الصراع بين إيران وإسرائيل عميقا إلى هذا الحد هو سعي إسرائيل لمواصلة القتال هذه المرة حتى تتمكن من القضاء نهائيا على البرنامج النووي الإيراني وذكر الكاتب في هذا الصدد أن إسرائيل كانت تصوب سلاحها نحو البرنامج النووي الإيراني عدة مرات خلال الـ15 سنة الماضية، ولكن في كل مرة كانت تتراجع في اللحظة الأخيرة إما تحت الضغوط الأميركية وبسبب عدم ثقتها بقدراتها العسكرية، ومن ثم فإن ما يحدث حاليا قد يعتبر نتيجة طبيعية لذلك المسعى الإسرائيلي. وقف التخصيب وعن النتائج العملية المباشرة للهجوم الإسرائيلي، يرى فريدمان أنه إذا نجحت إسرائيل في إلحاق الضرر بالمشروع النووي الإيراني بما يكفي لإجبارها على وقف عمليات التخصيب ولو مؤقتا على الأقل، فإن ذلك من شأنه أن يمثل مكسبا عسكريا كبيرا لإسرائيل. لكن الأمر المهم -برأي الكاتب الأميركي- هو التأثير المحتمل للصراع على منطقة الشرق الأوسط، خاصة على ما يصفه بـ "النفوذ الإيراني الخبيث" في العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث قامت طهران برعاية وتسليح مليشيات محلية للسيطرة بشكل غير مباشر على تلك البلدان. وذكر فريدمان أن تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة بدأ بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- بقطع رأس مليشيا حزب الله وشلها، وكان من نتائجه في لبنان وسوريا، تشكيل حكومات تعددية وانتعاش حالة الأمل رغم أن البلدين لا يزالان في حالة ضعف. معلومات استخباراتية جيدة وعلق الكاتب أيضا على سلوك نتنياهو، وقال إنه على الصعيد الإقليمي يتصرف دون التزام بقيود أيديولوجية أو سياسية، أما في تعامله الداخلي مع الطرف الفلسطيني، فإن قراراته، خاصة منع إقامة دولة فلسطينية، تتأثر برغبته في البقاء في السلطة باعتماده على اليمين المتطرف، ولذلك، أغرق الجيش الإسرائيلي في رمال غزة المتحركة، ووصف الكاتب ذلك بأنه "كارثة أخلاقية واقتصادية وإستراتيجية". وفي تفاصيل الهجوم الإسرائيلي، تساءل الكاتب: "كيف كانت المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية عن إيران جيدة لدرجة أنها حددت مواقع عدد من كبار القادة والضباط العسكريين الإيرانيين وقتلتهم؟". ويرى الكاتب أن الإجابة عن هذا السؤال توجد في مسلسل "طهران" الذي تبثه "آبل تي في بلس" عن عميل إسرائيلي للموساد في طهران. مستعدون للعمل مع إسرائيل ويستخلص فريدمان من ذلك المسلسل مدى استعداد عديد من المسؤولين الإيرانيين للعمل لصالح إسرائيل، وذلك بسبب كرههم الشديد لحكومتهم، وهذا يسهّل على إسرائيل تجنيد عملاء في الحكومة والجيش الإيرانيين على أعلى المستويات. أما إذا ما فشلت إسرائيل في هذه العملية العسكرية وخرج النظام الإيراني جريحا وتمكن لاحقا من استعادة قدرته على بناء سلاح نووي، فإن السيناريو المحتمل في نظر الكاتب هو حرب استنزاف طويلة الأمد بين أقوى جيشين في المنطقة، وبالتالي استمرار حالة الاضطراب وتفاقم أزمة النفط، وربما إقدام إيران على مهاجمة الأنظمة العربية الموالية لأميركا والقوات الأميركية في المنطقة. وخلص الكاتب إلى أنه في هذه الحالة، فلن يبقى أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب سوى التدخل بشكل مباشر، ليس فقط لإنهاء تلك الحرب، ولكن من أجل القضاء على النظام الإيراني، وهذا سيناريو لا أحد يمكن أن يتكهن بتبعاته. وعن مستقبل منطقة الشرق الأوسط، يوضح الكاتب أن أهم درسين يمكن استخلاصهما من التاريخ هما: أن أنظمة شبيهة بإيران تظل تبدو قوية إلى أن تفقد قوتها وتنهار بسرعة. أما الدرس الثاني، وفقا لفريدمان، فهو أن نهاية الاستبداد في الشرق الأوسط لا تعني بالضرورة قيام الديمقراطية، بل إن البديل قد يكون حالة اضطراب طويل. وأخيرا، فبقدر ما يجاهر الكاتب برغبته في سقوط النظام الإيراني، فإنه يحذر من تداعيات ذلك.