
إجهاض حوامل وتسمم مياه.. الجدل يتصاعد بشأن "كيماوي" السودان
وقال مسؤول أهلي محلي في منطقتي "الكومة" و"مليط" بشمال دارفور لموقع "سكاي نيوز عربية" إنهم ظلوا، منذ بدء الهجمات الجوية في المنطقة العام الماضي، يرصدون العديد من الأدلة التي تؤكد استخدام مواد محرمة دوليًا.
وفي السياق ذاته، أكد ضابط متقاعد في الجيش أن مقاتلي الجيش يستخدمون مقذوفات تحتوي على غاز قاتل يُطلق من بندقية تُعرف محليًا بـ" الكلب الأميركي"، مشيرًا إلى وجود مقاطع فيديو موثقة تؤكد ذلك. كما أشارت مصادر طبية وبيئية إلى وجود أدلة على ظهور أمراض مرتبطة بتلوث الهواء في العاصمة الخرطوم خلال الفترة الأخيرة.
وفقًا لمحمد أحمد جيزو، أحد مسؤولي الإدارات الأهلية بشمال دارفور، فإنه كان متواجدًا في منطقة الكومة مع أول ضربة جوية استهدفتها. ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "معظم الضربات التي تعرضت لها المنطقة، والتي بلغت 129 طلعة جوية، صاحبتها ظواهر غريبة للغاية، حيث كانت جثث الضحايا تحترق وتتغير ملامحها كليًا، وبعضها ينتفخ، كما تنفق الحيوانات بشكل غريب، ويتغير لون التربة والمياه".
وأضاف المسؤول المحلي أن هناك عشرات الأدلة التي جُمعت، وتتضمن مقاطع فيديو وصورًا وشهادات ناجين، وعينات من التربة، وبقايا جثامين بشرية، وبقايا حيوانية محترقة، وعينات من مياه أُخذت من وادٍ في غرب المدينة تغيّر لون مياهه تمامًا بسبب تأثير المواد الكيميائية.
وأشار جيزو في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى تزايد حالات الإجهاض بين النساء، والتي بلغت 150 حالة خلال أقل من 6 أشهر، في منطقة يسكنها نحو 160 ألف نسمة.
وأكد تواصلهم مع جهات خارجية مختصة للمضي قدمًا في طريق تحقيق العدالة، بعد أن أثبتت الأدلة الموثقة بما لا يدع مجالًا للشك استخدام مواد كيميائية وأسلحة محرمة دوليًا، أدت إلى مقتل الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء.
شملت الادعاءات باستخدام أسلحة كيميائية العاصمة الخرطوم أيضًا، حيث ربطت تقارير خلال الساعات الماضية بين التفشي الواسع لأمراض مثل الحميات والإسهالات المائية المصحوبة بالتهابات جلدية، والدخان والغبار الكثيف المنبعث من مبنى جامعي تعرض الأسبوع الماضي لضربة بطائرة مسيّرة. وأفادت التقارير أن المبنى كان يضم مخزنًا لأسلحة تابعة لكتائب البراء بن مالك التي تقاتل إلى جانب الجيش.
وأشار عبد القادر كمال الدين، وهو ضابط متقاعد، إلى أن كتيبة البراء حصلت على أسلحة كيميائية بعد التغييرات التي حدثت في سوريا، لكن دون أن يقدم دليلا على ذلك.
وقالت منصات إعلامية إن الغبار والدخان المنبعثين من المبنى أدّيا إلى تلوث، بسبب وجود أسلحة كيميائية في المخزن. ولم تستبعد مصادر طبية أن تكون المئات من حالات الإسهال التي ظهرت في أم درمان وجنوب الخرطوم خلال الأيام الأخيرة ناتجة عن تسمم كيميائي، مشيرة إلى أن أي انتشار لغبار أو مخلفات كيميائية يمكن أن يؤدي إلى حالات تسمم جماعي.
قالت الولايات المتحدة، يوم الخميس، إنها قررت رسميًا، بموجب قانون مراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والقضاء عليها لعام 1991، أن حكومة السودان استخدمت أسلحة كيميائية في العام الماضي.
وفي حين نفت السلطة القائمة في بورتسودان استخدام أي أسلحة كيميائية، شدد دبلوماسي بارز في البعثة الأميركية بمجلس الأمن على أن الولايات المتحدة استندت إلى أدلة حقيقية، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية، منذ عهد الرئيس السابق جو بايدن، كانت تعمل مع الكونغرس والأمم المتحدة على جمع الأدلة التي يمكن أن تثبت استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب الحالية.
وفي يناير، نقل تقرير نشرته "نيويورك تايمز" عن أربعة مسؤولين أميركيين كبار، أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية مرتين على الأقل خلال النزاع، ونشرها في مناطق نائية من البلاد.
وقال مسؤولان مطلعان على الأمر للصحيفة إن الأسلحة الكيميائية التي استُخدمت كانت تحتوي على غاز الكلور، الذي يمكن أن يُسبب أضرارًا كبيرة للإنسان والحيوان ومصادر المياه.
ورأى الناشط السياسي هشام عباس أن مقاتلين في الجيش قدموا - دون وعي - أدلة مادية من خلال مقاطع فيديو استند إليها تقرير صحيفة "نيويورك تايمز".
ويتفق ضابط في الخدمة مع فرضية وجود أسلحة كيميائية في أيدي مجموعات متطرفة تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "الانتهاكات التي ارتُكبت في عدد من المناطق هي نتيجة لتساهل قيادة الجيش مع كتائب الإخوان، وترك المجال لها لقيادة قواتها خارج إطار تعليمات الجيش".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ يوم واحد
- سكاي نيوز عربية
انتشار حالة طبية غريبة في السودان.. وفيات ومشاهد صادمة
وتتضارب البيانات بشأن عدد الإصابات والوفيات في ظل حالة من الفوضى العارمة في القطاع الصحي، ففي حين تحدثت وزارة الصحة عن معدل 700 إصابة أسبوعيا، أكدت مصادر مستقلة أن الأصابات اليومية تتعدى الألف حالة. ولم تحدد وزارة الصحة العدد الحقيقي للوفيات، لكن متطوعين يقدمون مساعدات للمرضى أشاروا إلى 1500 حالة وفاة في 3 أيام. عكس مختصون في القطاع الطبي وصحفيون وناشطون مشاهد صادمة وأوضاع كارثية في مراكز العزل في أم درمان ومناطق أخرى. ووفقا للصحفية مشاعر أحمد فإن المشهد في مركز العزل بمستشفى النو بأم درمان كان صادما، وقالت إنها شاهدت جثة ملقاة على الأرض عند المدخل، وأن "أنّات المرضى تملأ المكان وجعا ومعاناة، ومرافقوا المرضى يمسكون أنابيب المحاليل بأيديهم لعدم توافر حوامل ولجأ الكثير من المرضى إلى ظل الأشجار، مُفترشين الأرض، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة". وقال الناشط غسان جينارو إن شهود عيان أكدوا له أن هنالك 3 وفيات كل 10 دقائق في أم درمان. أسباب عديدة ينبه مختصون إلى شح الأدوية والمحاليل الوريدية وغياب أي نوع من التدخل الصحي الممنهج والرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والتشخيصية في ظل خروج 75 في المئة من المستشفيات عن الخدمة إما كليا أو جزئيا، في حين تعمل بقية المستشفيات بإمكانات وسعات متدنية مع نفص حاد في الأطباء والكوادر الصحية. وتعزي أديبة السيد استشارية الصحة العامة وعضو نقابة أطباء السودان الانتشار المخيف للوباء إلى التدهور البيئي والانهيار الكبير في القطاع الصحي. وتقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "تزايدت حدة الإصابات بسبب تلوث المياه وتغير رائحتها وتدهور الأوضاع الغذائية لدى معظم السكان كجزء من التداعيات الكارثية الناجمة عن الحرب". وتضيف: "الوضع كارثي جدا حيث تفتقد المستشفيات القليلة العاملة للقدرات اللازمة من كوادر طبية كافية ومخزون دوائي لمواجهة الوضع المتدهور". واستنادا إلى معلومات متوافرة، فإن الفحوصات التي أجريت للكشف عن الكوليرا كانت سالبة في معظم الحالات، مما يشير إلى احتمال وجود أنواع أخرى من الإسهالات المائية الحادة غير المرتبطة بالكوليرا تحديدا، وفقا لسلام توتو العضو السابق في لجنة الطوارئ الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية. لكن الفاتح عمر الاستشاري ورئيس القطاع الصحي في حزب المؤتمر السوداني، لم يستبعد وجود ارتباط بين الكثير من الحالات وما يثار من تقارير عن وجود تلوث كيميائي. ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "هنالك حالات بأعراض مشابهة للكوليرا كالإسهال والقيء، لكن هنالك أيضا أعراض غريبة لم تشخص بعد منها وجود احتقان ونزيف في العيون وتقرح بالجلد وهو ما يثير مزيدا من المخاوف في ظل تأكيدات باستخدام أسلحة كيماوية في العاصمة الخرطوم ومناطق عدة". ويضيف "الوضع كارثي ومعقد"، مشيرا إلى أن أعداد الحالات والوفيات أكبر بكثير من المعلن".


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- صحيفة الخليج
حريق يتسبب بإغلاق أكبر مصفاة نفطية في الإكوادور
الإكوادور ـ (أ ف ب) أعلنت السلطات في الإكوادور أنّ حريقاً اندلع في خزان بمصفاة ميناء إزميرالداس النفطية (شمال غرب) تسبّب بوقف العمل في هذه المصفاة الأكبر في البلاد وبإجلاء سكّان المناطق المجاورة. وارتفع عمود ضخم من النيران والدخان في سماء المدينة قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق. وأفاد شهود عيان بأنّ عناصر من الجيش وعاملين في المصفاة أغلقوا الطريق المؤدي إليها لإفساح المجال أمام عربات الإطفاء وسيارات الطوارئ بالمرور. «الوضع تحت السيطرة» وكتبت وزيرة الطاقة إيناس مانزانو صباح الاثنين عبر حسابها على منصّة «إكس» أنّ «النيران اشتعلت في خزان وقود. الوضع تحت السيطرة». من جهتها، أعلنت شركة النفط الحكومية «بترو إكوادور» التي تدير المصفاة أنّ الحريق لم يتسبّب بأيّ وفيات، لكنّ خمسة أشخاص تلقوا إسعافات بعد تنشّقهم دخان الحريق. وأوضحت الشركة في بيان أنّ المصفاة «أوقفت عملياتها لضمان سلامة المنشآت والموظفين». وتبلغ طاقة التكرير لهذه المصفاة 110 آلاف برميل من النفط الخام يوميا، وهي الأكبر بين المصافي الثلاث في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية والتي تعتمد بشكل كبير على صادراتها النفطية.


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- صحيفة الخليج
السلطات السورية تتعهد بحصر السلاح واستقطاب ضباط لبناء الجيش
تعهدت السلطات السورية، أمس الاثنين، بعدم السماح بوجود أي سلاح خارج سلطة الدولة وأكدت أنها تعمل على استقطاب الضباط المنشقين عن النظام السابق لإعادة هيكلة الجيش، بالتزامن مع الإعلان عن ضبط خلية لتنظيم «داعش» الإرهابي قرب دمشق، بينما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها وثقت أكثر من 35 ألف حالة لمفقودين بينهم أطفال خلال سنوات الصراع السوري ورحبت بتشكيل السلطات في دمشق لجنة وطنية للمفقودين. وأكد وزير الدفاع السوري مرهف أبوقصرة أنه لن يتم السماح لأي فصيل مسلح بأن يكون خارج سلطة وزارة الدفاع، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً مع وزارة الداخلية لملاحقة فلول النظام السابق ومنع الفوضى وأن جمع السلاح وحصره بيد الدولة أولوية لتحقيق الاستقرار، مضيفاً: إن الوزارة تستقطب الضباط الذين انشقوا عن نظام بشار الأسد لإعادة هيكلة الجيش السوري وقال أبوقصرة، في تصريحات لقناة «الإخبارية السورية»: التقينا حوالي 130 فصيلاً لمناقشة الهيكلية الجديدة للجيش وحققنا نجاحاً كبيراً في عملية دمجها ضمن الوزارة» وأكد أن وزارته تعمل على صيانة المنشآت التعليمية العسكرية حتى تكون جاهزة لاستقبال منتسبي القوات المسلحة وأضاف: «سنبني جيشاً له عقيدة عسكرية وطنية تحمي الشعب السوري.. نريد جيشاً تطوعياً محترفاً حتى يأتي إليه جنود مخلصون». في سياق أمني، نفذت قوى الأمن، أمس الاثنين، عملية أمنية وصفتها بأنها نوعية ودقيقة ومحكمة ضد خلايا لتنظيم «داعش» جنوبي دمشق. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق العميد حسام الطحان: إنه تم إلقاء القبض على عدد من أفراد خلايا تابعة للتنظيم في مناطق الكسوة ودير خبية والمقيليبة وزاكية وأشار إلى أنه جرى ضبط كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة تضمنت صواريخ وعبوات ناسفة وسترات انتحارية بحوزة الموقوفين الذين كانوا يخططون لاستخدامها «لزعزعة الأمن والاستقرار بريف دمشق». من جهة أخرى، أكدت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ياسمين بدير أن ملف المفقودين يُعد من أكثر الملفات إلحاحاً في عمل اللجنة، مشيرة إلى أن «فقدان الاتصال مع أحد أفراد العائلة هو من أصعب وأسوأ جروح الحرب». ورحَّبت اللجنة، أمس الاثنين، بتشكيل لجنة وطنية للمفقودين ووصفته بأنه قرار إيجابي وخطوة أولى نحو إيجاد إجابات لعائلات المفقودين في الحرب التي استمرت أكثر من 13 عاماً. وقالت بدير: إن اللجنة الدولية وثّقت أكثر من 35 ألف حالة لأشخاص مفقودين منذ بدء الصراع السوري، من بينهم أكثر من 3000 طفل، لافتة إلى أن «العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير» وهذه فقط الحالات التي تواصلت مع اللجنة وأشارت إلى أن ملف المفقودين يُعد من أكثر الملفات إلحاحاً في عمل اللجنة، مؤكدة أن «فقدان الاتصال مع أحد أفراد العائلة هو من أصعب وأسوأ جروح الحرب» وأوضحت خلال الأربعة عشر عاماً الماضية سجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكثر من 35 ألف حالة لأشخاص مفقودين ولدينا اليوم 30 ألف ملف ما زال مفتوحاً لحالات المفقودين». (وكالات)