logo
ماذا يعرف "فيسبوك" عنّا؟

ماذا يعرف "فيسبوك" عنّا؟

الجزيرةمنذ 4 أيام
تستخدم منصة " فيسبوك" يوميا من قبل 2.1 مليار مستخدم وشهريا من قبل 3.06 مليارات مستخدم، وتمثل هذه الأرقام تقريبا نصف عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم، أي أن من بين كل شخصين، يوجد شخص يملك حسابا على "فيسبوك"، وذلك بحسب إحصائيات موقع "باك لينكو" (Backlinko) المختص في سياسات التسويق الرقمي.
وبفضل العدد الهائل لمستخدمي منصة "فيسبوك"، فإن المنصة تملك قواعد بيانات ضخمة ومفصلة عن كل مستخدم من المستخدمين الموجودين بها، وهذه البيانات هي الثمن الحقيقي لاستخدام المنصة التي لا تطلب من المشتركين دفع أي مبالغ مالية لاستخدامها.
ويقول موقع "ديجيتال سبوت لايت" (Digital Spotlight) إن المستخدمين يدفعون ثمن استخدامهم لمنصة "فيسبوك" عبر خصوصيتهم مشيرا إلى الكثير من مستخدمي المنصة يجهلون هذا الأمر رغم أن شروط استخدام المنصة وقوانينها واضحة للعيان ولكل من يدخل موقعها.
وتوضح منصة "فيسبوك" أن كل ما تفعله في المنصة من هاتفك أو حاسوبك مراقب بالكامل فضلا عن المراقبة التي تصل إلى نشاطك في التطبيقات الأخرى، لذا لا نملك إلا أن نتساءل، ماذا يعرف "فيسبوك" عنّا؟ وكيف يجمع هذه البيانات عن مستخدميه، وماذا يفعل بها؟
مجلد متكامل لكل مستخدم في "فيسبوك"
يشبه موقع "ديجيتال سبوت لايت" أسلوب "فيسبوك" في جمع البيانات عن المستخدمين بآليات جمع البيانات القديمة التي تضم معلومات من أكثر من مصدر، إذ يصف الموقع آلية جمع المعلومات في "فيسبوك" على أنها تجمع مجلدات مفصلة ومليئة بالمعلومات عن كل مستخدم.
وتضم هذه المعلومات تفاصيل كثيرة، بدءا من نشاطك داخل المنصة وماذا تقوم به سواء كان تفاعلا مع المنشورات أو الروابط التي تظهر لك وحتى إن كانت من قائمة أصدقائك، ومؤخرا بدأت المنصة تقرأ بعض التعليقات لتفهم ميول الشخص وتفضيلاته.
كما تجمع المنصة بيانات التواصل معك وبيانات الدفع الخاصة بك إلى جانب تاريخ حياتك بالكامل، أين قمت بالدراسة وأين تعيش وماذا تعمل وأين تعمل وغيرها من هذه الأمور التي تتساءل المنصة عنها فور تسجيلك الحساب بها.
هذه الدقة دفعت جامعة "كامبريدج" لطرح دراسة مكثفة حول عدد التفاعلات التي يحتاجها "فيسبوك" لفهم المستخدم، مع العلم أن هذه الدراسة نشرت عام 2014 وكانت تعتمد على قدرات المنصة والخوارزمية وقتها، وهي التي تضاعفت الآن على الأقل.
وبحسب الدراسة، فإن "فيسبوك" يحتاج إلى 300 نقرة إعجاب ليفهمك أكثر من شريك حياتك وربما 150 نقرة إعجاب ليفهمك أفضل من أطفالك وأهلك جميعا، وتشير المنصة إلى أن متوسط عدد الإعجابات للحساب الواحد يصل إلى 277، لذا يمكن القول إن "فيسبوك" يعرف عن غالبية مستخدميه أكثر من شركاء حياتهم.
كما تستطيع خوارزمية "فيسبوك" التعرف على الأوجه وتمييزها، وهي خاصية كانت تعتمد عليها المنصة سابقا من أجل وسم الصور والتعرف على الأشخاص الموجودين فيها لاقتراح وسهم لاحقا في الصورة، وذلك إلى جانب التعرف على النصوص وقراءتها.
ويجمع "فيسبوك" بالطبع إلى جانب ذلك البيانات الأساسية مثل نوع الهاتف المستخدم ومدة استخدامه وكيفية استخدامه والأمور التي يتفاعل معها المستخدم والموقع الخاص بها وتحركاته بشكل مستمر، وهي كلها أشياء تجمعها غالبية منصات التواصل الاجتماعي.
لذا يمكن تلخيص الأشياء التي يعرفها عنك "فيسبوك" في النقاط التالية:
المعلومات الشخصية الأساسية مثل الاسم والعنوان والجنس وتاريخ الميلاد ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني واللغة والعنوان.
التفضيلات الشخصية بفضل التفاعل مع المنتجات وعمليات الشراء التي تتم من داخل المنصة.
بعض البيانات المالية التي يستخدمها لمساعدة المستخدمين على شراء المنتجات بشكل أسرع.
البيانات الخاصة التي يتم الوصول لها مباشرة من رسائل المنصة والمحادثات الشخصية المشتركة داخل المنصة.
هل يستمع "فيسبوك" لنا؟.
توجد العديد من الشائعات والقصص الشعبية المنتشرة عن إعلانات تظهر مباشرة بعد الحديث عن منتجاتها إلى جوار الهاتف، وكان التفسير الأوحد هو أن منصة "فيسبوك" تحديدا تسترق السمع إلى المستخدمين عبر الميكروفون الموجود في الهواتف.
وأنكرت إدارة "فيسبوك" بالطبع هذه الادعاءات مع كافة منصات التواصل الاجتماعي، ولكن في عام 2019، نشرت وكالة "بلومبيرغ" تقريرا عن آلية تتبعها "فيسبوك" عبر شركة خارجية لتفريغ المحادثات الصوتية التي تتم عبر تطبيق الرسائل الخاص بمنصة "فيسبوك".
ويعني هذا أن إدارة المنصة كانت تسترق السمع على المكالمات والرسائل الصوتية ومقاطع الفيديو الخاصة التي يتم إرسالها عبر تطبيق "ماسنجر" التابع للمنصة، ولكنها لم تكن تستمع عبر ميكروفون الهاتف، فقط تستمع إلى المحادثات التي تتم مباشرة من التطبيق.
تتبع المستخدم خارج التطبيق
طرحت "فيسبوك" خاصية جديدة لتحسين تجربة التسويق وتقديم الإعلانات إلى الأفراد المهتمة بها عبر المنصة، وهي خاصية تدعى "بيكسل"، وتعمل هذه الخاصية بكل بساطة على تتبع المستخدمين خارج منصة "فيسبوك" ثم ربط أنشطتهم مع حساباتهم داخل المنصة.
وتأتي الخدمة الجديدة على شكل كود برمجي يضيفه أصحاب الأعمال التجارية مباشرة داخل المتاجر الخاصة بهم، وهي تحتاج إلى تثبيت يدوي، إذ لا يتم تثبيتها بشكل آلي داخل جميع المتاجر والمواقع.
لذا يمكن القول إن "فيسبوك" تجمع معلومات وبيانات عن المستخدم حتى خارج منصتها، طالما كان "البيكسل" مثبتا وموجودا داخل الموقع المستهدف والذي يزوره المستخدم بشكل متنوع.
ويجب التنبيه إلى أن "فيسبوك" يتتبع سجل تحركات المستخدم داخل التطبيقات الأخرى التابعة لشركة " ميتا"، وذلك يعني " إنستغرام" و" واتساب"، إذ يتم مشاركة البيانات مباشرة بين هذه المنصات.
هل يمكنني معرفة البيانات التي يملكها "فيسبوك" عنّا؟
يمكنك بكل سهولة الوصول إلى البيانات التي تخزنها المنصة عنك، ولكن هذا لا يعني كافة البيانات الموجودة داخل المنصة، إذ تحتفظ المنصة ببعض البيانات الخاصة بها والتي لا يمكنك الوصول إليها واستعراضها مباشرة.
ولكن ما يمكنك الوصول إليه هو بيانات نشاطك داخل المنصة بدءا من الإعجابات والتعليقات التي قمت بها وحتى المنشورات التي شاهدتها، وذلك عبر التوجه إلى سجل النشاط من خلال صفحة إعدادات الحساب الشخصي.
ويمكنك أيضا تحميل هذا السجل واستخدامه لاحقا بالشكل الذي ترغب فيه، رغم أن غالبية استخدامات هذا السجل تحتاج إلى مهارات برمجية خاصة.
هل يمكنني إيقاف جمع البيانات من "فيسبوك"؟
تجمع "فيسبوك" البيانات بشكل أساسي داخل منصتها، لذا يصعب منع المنصة من جمع البيانات حتى وإن تم إغلاق جميع الصلاحيات داخل التطبيق، ففي تلك اللحظة تعلن المنصة أنك لن تستطيع استخدامها لغياب الصلاحيات اللازمة.
ولكن يمكن تقليل البيانات التي تجمعها "فيسبوك" عبر المواقع الخارجية باستخدام خاصية التصفح الخفي واستخدام متصفح مختلف عن المتصفح الذي يستخدم للوصول إلى حساب "فيسبوك".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاقتصاد الإسلامي تحت المجهر.. حل لأزمات العالم أم بديل غير واقعي؟
الاقتصاد الإسلامي تحت المجهر.. حل لأزمات العالم أم بديل غير واقعي؟

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

الاقتصاد الإسلامي تحت المجهر.. حل لأزمات العالم أم بديل غير واقعي؟

حكم وحكمة لم يعد سؤال العدالة الاقتصادية ترفا في عالم تتكدس فيه الثروات لدى قلة ويُحرم الملايين من أساسيات العيش، ومع تفاقم الأزمات المالية، يتجدد الطرح بجدية للاقتصاد الإسلامي كبديل قيمي وشرعي. اقرأ المزيد

ماذا يعرف "فيسبوك" عنّا؟
ماذا يعرف "فيسبوك" عنّا؟

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

ماذا يعرف "فيسبوك" عنّا؟

تستخدم منصة " فيسبوك" يوميا من قبل 2.1 مليار مستخدم وشهريا من قبل 3.06 مليارات مستخدم، وتمثل هذه الأرقام تقريبا نصف عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم، أي أن من بين كل شخصين، يوجد شخص يملك حسابا على "فيسبوك"، وذلك بحسب إحصائيات موقع "باك لينكو" (Backlinko) المختص في سياسات التسويق الرقمي. وبفضل العدد الهائل لمستخدمي منصة "فيسبوك"، فإن المنصة تملك قواعد بيانات ضخمة ومفصلة عن كل مستخدم من المستخدمين الموجودين بها، وهذه البيانات هي الثمن الحقيقي لاستخدام المنصة التي لا تطلب من المشتركين دفع أي مبالغ مالية لاستخدامها. ويقول موقع "ديجيتال سبوت لايت" (Digital Spotlight) إن المستخدمين يدفعون ثمن استخدامهم لمنصة "فيسبوك" عبر خصوصيتهم مشيرا إلى الكثير من مستخدمي المنصة يجهلون هذا الأمر رغم أن شروط استخدام المنصة وقوانينها واضحة للعيان ولكل من يدخل موقعها. وتوضح منصة "فيسبوك" أن كل ما تفعله في المنصة من هاتفك أو حاسوبك مراقب بالكامل فضلا عن المراقبة التي تصل إلى نشاطك في التطبيقات الأخرى، لذا لا نملك إلا أن نتساءل، ماذا يعرف "فيسبوك" عنّا؟ وكيف يجمع هذه البيانات عن مستخدميه، وماذا يفعل بها؟ مجلد متكامل لكل مستخدم في "فيسبوك" يشبه موقع "ديجيتال سبوت لايت" أسلوب "فيسبوك" في جمع البيانات عن المستخدمين بآليات جمع البيانات القديمة التي تضم معلومات من أكثر من مصدر، إذ يصف الموقع آلية جمع المعلومات في "فيسبوك" على أنها تجمع مجلدات مفصلة ومليئة بالمعلومات عن كل مستخدم. وتضم هذه المعلومات تفاصيل كثيرة، بدءا من نشاطك داخل المنصة وماذا تقوم به سواء كان تفاعلا مع المنشورات أو الروابط التي تظهر لك وحتى إن كانت من قائمة أصدقائك، ومؤخرا بدأت المنصة تقرأ بعض التعليقات لتفهم ميول الشخص وتفضيلاته. كما تجمع المنصة بيانات التواصل معك وبيانات الدفع الخاصة بك إلى جانب تاريخ حياتك بالكامل، أين قمت بالدراسة وأين تعيش وماذا تعمل وأين تعمل وغيرها من هذه الأمور التي تتساءل المنصة عنها فور تسجيلك الحساب بها. هذه الدقة دفعت جامعة "كامبريدج" لطرح دراسة مكثفة حول عدد التفاعلات التي يحتاجها "فيسبوك" لفهم المستخدم، مع العلم أن هذه الدراسة نشرت عام 2014 وكانت تعتمد على قدرات المنصة والخوارزمية وقتها، وهي التي تضاعفت الآن على الأقل. وبحسب الدراسة، فإن "فيسبوك" يحتاج إلى 300 نقرة إعجاب ليفهمك أكثر من شريك حياتك وربما 150 نقرة إعجاب ليفهمك أفضل من أطفالك وأهلك جميعا، وتشير المنصة إلى أن متوسط عدد الإعجابات للحساب الواحد يصل إلى 277، لذا يمكن القول إن "فيسبوك" يعرف عن غالبية مستخدميه أكثر من شركاء حياتهم. كما تستطيع خوارزمية "فيسبوك" التعرف على الأوجه وتمييزها، وهي خاصية كانت تعتمد عليها المنصة سابقا من أجل وسم الصور والتعرف على الأشخاص الموجودين فيها لاقتراح وسهم لاحقا في الصورة، وذلك إلى جانب التعرف على النصوص وقراءتها. ويجمع "فيسبوك" بالطبع إلى جانب ذلك البيانات الأساسية مثل نوع الهاتف المستخدم ومدة استخدامه وكيفية استخدامه والأمور التي يتفاعل معها المستخدم والموقع الخاص بها وتحركاته بشكل مستمر، وهي كلها أشياء تجمعها غالبية منصات التواصل الاجتماعي. لذا يمكن تلخيص الأشياء التي يعرفها عنك "فيسبوك" في النقاط التالية: المعلومات الشخصية الأساسية مثل الاسم والعنوان والجنس وتاريخ الميلاد ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني واللغة والعنوان. التفضيلات الشخصية بفضل التفاعل مع المنتجات وعمليات الشراء التي تتم من داخل المنصة. بعض البيانات المالية التي يستخدمها لمساعدة المستخدمين على شراء المنتجات بشكل أسرع. البيانات الخاصة التي يتم الوصول لها مباشرة من رسائل المنصة والمحادثات الشخصية المشتركة داخل المنصة. هل يستمع "فيسبوك" لنا؟. توجد العديد من الشائعات والقصص الشعبية المنتشرة عن إعلانات تظهر مباشرة بعد الحديث عن منتجاتها إلى جوار الهاتف، وكان التفسير الأوحد هو أن منصة "فيسبوك" تحديدا تسترق السمع إلى المستخدمين عبر الميكروفون الموجود في الهواتف. وأنكرت إدارة "فيسبوك" بالطبع هذه الادعاءات مع كافة منصات التواصل الاجتماعي، ولكن في عام 2019، نشرت وكالة "بلومبيرغ" تقريرا عن آلية تتبعها "فيسبوك" عبر شركة خارجية لتفريغ المحادثات الصوتية التي تتم عبر تطبيق الرسائل الخاص بمنصة "فيسبوك". ويعني هذا أن إدارة المنصة كانت تسترق السمع على المكالمات والرسائل الصوتية ومقاطع الفيديو الخاصة التي يتم إرسالها عبر تطبيق "ماسنجر" التابع للمنصة، ولكنها لم تكن تستمع عبر ميكروفون الهاتف، فقط تستمع إلى المحادثات التي تتم مباشرة من التطبيق. تتبع المستخدم خارج التطبيق طرحت "فيسبوك" خاصية جديدة لتحسين تجربة التسويق وتقديم الإعلانات إلى الأفراد المهتمة بها عبر المنصة، وهي خاصية تدعى "بيكسل"، وتعمل هذه الخاصية بكل بساطة على تتبع المستخدمين خارج منصة "فيسبوك" ثم ربط أنشطتهم مع حساباتهم داخل المنصة. وتأتي الخدمة الجديدة على شكل كود برمجي يضيفه أصحاب الأعمال التجارية مباشرة داخل المتاجر الخاصة بهم، وهي تحتاج إلى تثبيت يدوي، إذ لا يتم تثبيتها بشكل آلي داخل جميع المتاجر والمواقع. لذا يمكن القول إن "فيسبوك" تجمع معلومات وبيانات عن المستخدم حتى خارج منصتها، طالما كان "البيكسل" مثبتا وموجودا داخل الموقع المستهدف والذي يزوره المستخدم بشكل متنوع. ويجب التنبيه إلى أن "فيسبوك" يتتبع سجل تحركات المستخدم داخل التطبيقات الأخرى التابعة لشركة " ميتا"، وذلك يعني " إنستغرام" و" واتساب"، إذ يتم مشاركة البيانات مباشرة بين هذه المنصات. هل يمكنني معرفة البيانات التي يملكها "فيسبوك" عنّا؟ يمكنك بكل سهولة الوصول إلى البيانات التي تخزنها المنصة عنك، ولكن هذا لا يعني كافة البيانات الموجودة داخل المنصة، إذ تحتفظ المنصة ببعض البيانات الخاصة بها والتي لا يمكنك الوصول إليها واستعراضها مباشرة. ولكن ما يمكنك الوصول إليه هو بيانات نشاطك داخل المنصة بدءا من الإعجابات والتعليقات التي قمت بها وحتى المنشورات التي شاهدتها، وذلك عبر التوجه إلى سجل النشاط من خلال صفحة إعدادات الحساب الشخصي. ويمكنك أيضا تحميل هذا السجل واستخدامه لاحقا بالشكل الذي ترغب فيه، رغم أن غالبية استخدامات هذا السجل تحتاج إلى مهارات برمجية خاصة. هل يمكنني إيقاف جمع البيانات من "فيسبوك"؟ تجمع "فيسبوك" البيانات بشكل أساسي داخل منصتها، لذا يصعب منع المنصة من جمع البيانات حتى وإن تم إغلاق جميع الصلاحيات داخل التطبيق، ففي تلك اللحظة تعلن المنصة أنك لن تستطيع استخدامها لغياب الصلاحيات اللازمة. ولكن يمكن تقليل البيانات التي تجمعها "فيسبوك" عبر المواقع الخارجية باستخدام خاصية التصفح الخفي واستخدام متصفح مختلف عن المتصفح الذي يستخدم للوصول إلى حساب "فيسبوك".

بين الراحة والعزلة.. الجانب المظلم للتواصل مع "شات جي بي تي"
بين الراحة والعزلة.. الجانب المظلم للتواصل مع "شات جي بي تي"

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

بين الراحة والعزلة.. الجانب المظلم للتواصل مع "شات جي بي تي"

لا شك في أن إطلاق " شات جي بي تي" في أواخر عام 2022 ساعد في بدء موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومنذ ذلك الحين، استخدم الأشخاص روبوت الدردشة لكل شيء، من البرمجة إلى جلسات العلاج البديل، إذ تحول من مجرد أداة تقنية إلى رفيق يومي لملايين المستخدمين حول العالم. ومع ظهور نماذج متطورة مع مزايا صوتية تحسن محاكاة الطرق التي يتواصل بها البشر، أصبح هناك إمكانية أكبر لتشكيل علاقات شبه اجتماعية مع روبوتات الدردشة هذه. ووسط هذا التفاعل المتزايد، تبرز تساؤلات جوهرية عن تأثير هذا الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية والاجتماعية لمستخدميه، وخصوصا مع تعمق الارتباط العاطفي به. ما الذي أرادت "أوبن إيه آي" أن تفهمه؟ في الأشهر الأخيرة، كانت هناك مخاوف متجددة بشأن الأضرار العاطفية المحتملة لروبوتات الدردشة، وخاصة بين المستخدمين الأصغر سنا وأولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية. ونتيجة لذلك، كشفت " أوبن إيه آي" عن نتائج دراسة حديثة أجرتها بالشراكة مع مختبر الوسائط في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" لمعرفة إذا كان قضاء وقت طويل مع "شات جي بي تي" يزيد الشعور بالوحدة. وركز فريق البحث على استكشاف الجوانب العاطفية للتفاعل مع "شات جي بي تي" من خلال مراقبة مئات المشاركين الذين استخدموا روبوت الدردشة في أنشطة متنوعة. دور الروبوتات في تقليل الشعور بالوحدة تناولت مراجعة استقصائية دور الروبوتات الاجتماعية والوكلاء الحاسوبيين في الحد من الشعور بالوحدة لدى كبار السن. وأوضحت المراجعة وجود أثر إيجابي من خلال توفير الرفيق، وتشجيع التفاعل الاجتماعي، وتسهيل التواصل عن بعد، وتذكير المستخدمين بالأنشطة الاجتماعية. ومع ذلك، لوحظت بعض النتائج السلبية، مثل الشعور بالحزن عند إزالة الروبوت. وفي حين تبدو الروبوتات مفيدة في الحد من الشعور بالوحدة، فإن الأبحاث حول دور الوكلاء الحاسوبيين محدودة. إعلان هل الاستخدام المفرط يؤدي للعزلة؟ أجابت "أوبن إيه آي" و "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" عن هذا السؤال من خلال دراستين، حيث حللت الدراسة الأولى استخدام الناس العفوي لروبوت الدردشة في الحياة اليومية. في حين تابع الباحثون في الدراسة الثانية نحو ألف شخص على مدار 4 أسابيع يتفاعلون مع "شات جي بي تي" كل يوم 5 دقائق على الأقل من خلال الوضع الكتابي أو الوضع الصوتي مع نبرة محايدة أو عاطفية. وأوضحت النتائج الرئيسية أن معظم مستخدمي "شات جي بي تي" لا يستخدمونه للحديث عن المشاعر، حيث كانت الغالبية العظمى من التفاعلات عملية، مثل طرح الأسئلة أو الحصول على المساعدة أو حل المشكلات. في حين كانت المحادثات العاطفية، مثل مشاركة القصص الشخصية أو البحث عن الراحة، نادرة وتقتصر في الغالب على مجموعة صغيرة من المستخدمين. ولكن ضمن هذه المجموعة الصغيرة، كانت الروابط العاطفية قوية، وكان من المرجح أن يشارك المستخدمون المشاعر الشخصية، أو يطلبوا الدعم العاطفي. كلما زاد التفاعل.. زادت العزلة؟ من خلال مقارنة مستوى الوحدة في بداية الدراسة ونهايتها، شعر الأشخاص الذين استخدموا "شات جي بي تي" أحيانا بالوحدة، وخاصة أولئك الذين يستخدمون الوضع الصوتي مع نبرة عاطفية. وبدأ أولئك الذين استخدموه بشكل كبير، وخاصة كل يوم، بالإبلاغ عن المزيد من الشعور بالوحدة، واعتماد أكبر عاطفي، وتفاعل اجتماعي أقل مع أناس حقيقيين. وترتبط العلاقة بين مستويات التفاعل الاجتماعي للمشاركين بوقت استخدام روبوت الدردشة، إذ يميل المشاركون الذين لديهم تفاعل اجتماعي أقل في البداية إلى استخدام "شات جي بي تي" أكثر. واستخدم أولئك الذين أفادوا بانخفاض شعورهم بالتواصل الاجتماعي في بداية الدراسة روبوت الدردشة لفترات أطول خلال الأسابيع الأربعة. وارتبطت مدة الاستخدام الطويلة بالمزيد من التراجع في التفاعل الاجتماعي، وكلما زاد الوقت الذي قضاه المشاركون مع روبوت الدردشة، زاد احتمال انخفاض التفاعل الاجتماعي. وأظهر المشاركون الذين بدؤوا بمستوى تفاعل اجتماعي ضعيف تحسنا في بعض الأحيان، وأفاد أولئك الذين حصلوا على درجات تفاعل اجتماعي أولية عالية غالبا بانخفاض في أدائهم. مواضيع الحديث والسمات الشخصية تؤثر أيضا زادت المحادثات حول المواضيع الشخصية الشعور بالوحدة، ولكن المستخدمين كانوا أقل عرضة للاعتماد العاطفي على روبوت الدردشة. وكان أولئك الذين تحدثوا في الغالب عن مواضيع غير شخصية، مثل العصف الذهني أو المهام الإنتاجية، أكثر عرضة للاعتماد، وخاصة إذا كانوا يستخدمون روبوت الدردشة بكثافة. وأبلغ المستخدمون الذين يميلون إلى تكوين علاقات عاطفية بسهولة عن آثار سلبية، مثل الاعتماد العاطفي والانسحاب من التفاعل الاجتماعي في الحياة الواقعية. ويعني ذلك أن السمات الشخصية تلعب دورا مهما في تشكيل كيفية تأثر الأفراد بالتفاعلات مع روبوتات الدردشة. وكانت النساء أكثر عرضة من الرجال لانخفاض التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص الحقيقيين بعد 4 أسابيع من التفاعل مع روبوتات الدردشة. كما أثر العمر بشكل كبير في النتائج، حيث أظهر المشاركون الأكبر سنا ميلا أكبر نحو الاعتماد العاطفي على روبوتات الدردشة. أنماط تفاعل مختلفة.. وتأثيرات متنوعة من خلال مزيج من التحليلات، حددت الدراسة 4 أنماط مميزة من تفاعلات الإنسان مع روبوت الدردشة: ١- النمط الضعيف اجتماعيا: ارتفاع مستويات الوحدة ومحدودة التفاعل الاجتماعي في الحياة الواقعية. ٢- النمط المعتمد على التكنولوجيا: الاعتماد العاطفي العالي على روبوت الدردشة. ٣- النمط غير العاطفي: انخفاض التفاعل العاطفي مع روبوت الدردشة وانخفاض مستويات الوحدة وارتفاع مستويات التفاعل الاجتماعي في الحياة الواقعية. ٤- النمط العابر: التفاعل مع روبوت الدردشة من حين لآخر دون ارتباط عاطفي قوي. ويساعد إدراك هذه الأنماط في تحديد المستخدمين الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر التأثيرات النفسية والاجتماعية السلبية وتصميم حماية أفضل أو أنظمة الدعم وفقا لذلك. متى يتحول الذكاء الاصطناعي إلى عبء؟ تشير النتائج إلى أن الفائدة تقل مع تكرار الاستخدام، حيث يخفف روبوت الدردشة الشعور بالوحدة في البداية، ولكنه يزيد العزلة والاعتماد العاطفي مع الوقت. وبالرغم من أن "شات جي بي تي" قد يبدو مؤنسا، فإن هناك فرقا كبيرا بين التحدث إلى روبوت الدردشة والتحدث إلى إنسان، إذ يفرز الجسم أثناء التواصل البشري "الأوكسيتوسين" (Oxytocin)، وهو هرمون مرتبط بالثقة والعاطفة، في حين لا يحدث ذلك أثناء التفاعل مع روبوت الدردشة. وبمعنى آخر، يستطيع روبوت الدردشة محاكاة التعاطف دون أن يشعر به، ودون أن يحتاج منك إلى رد فعل مماثل. ختاما، بالرغم من المزايا التي يقدمها "شات جي بي تي" في تسهيل المعرفة وتعزيز الإنتاجية، فإنه لا يمكن للتكنولوجيا مهما بلغت من التطور أن تحل محل العلاقات الإنسانية أو تسد الفجوات العاطفية العميقة، حيث يجب الاستفادة من التكنولوجيا دون أن نسمح لها بإضعاف روابطنا الإنسانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store