
الرابحون والخاسرون من رسوم ترامب الجمركية
وخلفت موجة الرسوم الجمركية تلك، خسائر فادحة على العديد من الدول، بدءا من دول صغيرة وفقيرة، مثل لاوس وميانمار، وصولا إلى شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة مثل كندا وسويسرا.
ونشر ترامب على منصته "تروث سوشيال"، إن "مليارات الدولارات تتدفق الآن إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية".
وفي وقت سابق فرض الرئيس الأميركي رسوما جمركية بنسبة 50% على الهند ، ستدخل حيز التنفيذ في 27 أغسطس/آب ما لم تتوقف عن شراء النفط الروسي، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على رقائق الكمبيوتر المصنعة في الخارج، في إطار سعيه إلى حث شركات التكنولوجيا على الاستثمار في الولايات المتحدة.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: من هم الرابحون والخاسرون من حرب ترامب الجمركية؟ بل إن الأسئلة الجوهرية التي ينبغي طرحها هي: من هم المتضررون؟ ومن الأكثر تضررا من حرب الرسوم الجمركية التي أشعلها ترامب منذ اليوم الأول من وصوله إلى البيت الأبيض ؟
في هذا السياق، يمكن اعتبار أن من أصابهم أقل قدر من الضرر، هم الرابحون في هذه الحرب.
الرابحون (الأقل تضررا)
ربما تكون الدول التي رضخت لمطالب ترامب وتجنبت مزيدا من المعاناة، هي الأقرب إلى خانة الرابحين، ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كان أي منها سيتمكن من ادعاء النصر على المدى البعيد، حتى الولايات المتحدة نفسها، المستفيد المفترض من سياسات ترامب الحمائية. ومن أبرز هذه الدول:
وافقت المملكة المتحدة على فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، بزيادة عن الرسوم السابقة 1.3% قبل أن يُصعد ترامب حربه التجارية على العالم.
إعلان
ومن أبرز المستفيدين من هذا الاتفاق قطاع صناعة السيارات البريطاني، إذ من المتوقع أن تنخفض التعريفات الجمركية التي تدفعها الشركات الأميركية على واردات السيارات البريطانية.
وقد حددت نسبة الضريبة بـ10% لما لا يزيد عن 100 ألف سيارة سنويا، وهو ما يعادل عدد المركبات التي صدرتها المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة العام الماضي.
سارعت اليابان إلى توقيع اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، وافقت بموجبه على فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 15%. ورغم أن هذه النسبة أعلى بكثير من المعدلات المنخفضة التي دفعتها في العام الماضي، إلا أنها تبقى أقل من الرسوم التي هدد ترامب بفرضها سابقا، وهي 25%.
والأهم بالنسبة لليابان في هذا الاتفاق، هو أن نسبة الـ15% ستشمل أيضا السيارات وقطع غيارها، مما يمنحها أفضلية على مُصدري السيارات الرئيسيين الآخرين، الذين واجهوا ضريبة بنسبة 25% على صادرات قطاع السيارات منذ أبريل/نيسان الماضي.
بعد سلسلة من المناورات والتردد والتهديدات المتبادلة، خضع الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف لمطالب ترامب، ووافق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على صادراته إلى الولايات المتحدة.
ورغم أن هذه الرسوم أعلى بكثير من المعدلات المنخفضة التي دُفعت في العام الماضي، فإنها تظل أقل من الرسوم التي هدد ترامب بفرضها على دول الاتحاد والبالغة 30%.
باكستان
توصلت الولايات المتحدة وباكستان إلى اتفاق تجاري يهدف إلى تطوير احتياطيات النفط الباكستانية غير المستغلة وخفض الرسوم الجمركية على إسلام آباد، وفقا لما أعلنه مسؤولون من البلدين.
ورحب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالاتفاق، ووجه الشكر لترامب على دوره في إنجازه، بينما أكدت وزارة المالية أن الاتفاق يهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار والتعاون الثنائي.
وجاء في بيان الوزارة، أن الاتفاق يشمل خفضا للرسوم الجمركية المتبادلة، لا سيما على الصادرات الباكستانية إلى الولايات المتحدة. ولم يُعلن عن رقم أو نسبة هذا الخفض.
توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع كوريا الجنوبية في 30 يوليو/تموز لفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على السلع الكورية.
أعلن ترامب خفضا طفيفا للرسوم الجمركية على واردات الفلبين إلى 19% بدلا من 20%، وفي المقابل صرح بأن الولايات المتحدة لن تدفع رسوما على صادراتها إلى الفلبين.
إندونيسيا (19%)
في 15 يوليو/تموز أعلن ترامب خفض الرسوم الجمركية على السلع الإندونيسية إلى 19% بدلا من 32%، مقابل إعفاء الصادرات الأميركية إلى إندونيسيا من أي رسوم.
فيتنام (20%)
في الثاني من يوليو/تموز أعلن ترامب عن اتفاقية تجارية مع فيتنام ، قال إنها ستسمح بدخول البضائع الأميركية إلى البلاد معفاة من الرسوم الجمركية. في المقابل ستُفرض ضريبة بنسبة 20% على الصادرات الفيتنامية إلى الولايات المتحدة.
تايوان مركز التكنولوجيا الذي يتمتع بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة، فُرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 20%، وهي أقل من نسبة 32% التي هُددت بها في أبريل/نيسان، لكنها أعلى من نسبة 15% التي تفاوضت عليها اليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي.
الخاسرون (الأكثر تضررًا)
فرضت الولايات المتحدة أشد ضرائب الاستيراد على سوريا (41%)، ولاوس وميانمار (40%)، وهي ثلاث دول فقيرة نسبيا، ولها في أحسن الأحوال علاقات تجارية متواضعة مع أميركا.
إعلان
كما وجدت العراق وصربيا (35%) والجزائر (30%) نفسها أيضا تحت رحمة سلطة ترامب التنفيذية.
ولم تخضع -حتى الآن- العديد من دول العالم لتهديدات ترامب، ولم توقع أي اتفاقيات مع الولايات المتحدة رغم استمرار المحادثات معها، ومن أبرز هذه الدول غير المذكورة سابقا:
البرازيل (50%)
تواجه البرازيل تعريفات جمركية منفصلة بنسبة 50% عقابا على ما يقول ترامب إنه "حملة شعواء" ضد حليفه اليميني الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو ، المتهم بـ"التخطيط لانقلاب".
استيقظت سويسرا، إحدى أغنى دول العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ، في الأول من أغسطس/آب على وقع صفعة قوية تمثلت في فرض ضريبة ضخمة بنسبة 39%، وهو ما عبرت حكومتها عن "أسف بالغ" حياله.
وقد يُلحِق هذا القرار ضررا بقطاعات رئيسية مثل الشوكولاتة السويسرية والساعات الفاخرة، إذ تُعد الولايات المتحدة أكبر سوق لها، وانعكس ذلك مباشرة على السوق بانخفاض أسهم "مجموعة ساعات سويسرا" بنسبة 8.5% عقب الإعلان.
رفع ترامب الرسوم الجمركية من 25% إلى 35% على جميع السلع غير المشمولة باتفاقية التجارة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك.
الهند (25%)
رغم أن الهند حليف مهم للولايات المتحدة إلا أنه لم يعفها من سيف الرسوم الجمركية، وفرض عليها تعريفات جمركية كبيرة بنسبة 25%.
وفي وقت سابق، فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 50% على الهند، ستدخل حيز التنفيذ في 27 أغسطس/آب ما لم تتوقف عن شراء النفط الروسي.
الصين حالة خاصة
لا تزال معدلات التعريفات الجمركية النهائية بين الولايات المتحدة والصين ، أكبر اقتصادين في العالم، عالقة في الهواء، إذ هزت الدولتان الأسواق العالمية الربيع الماضي عندما فرضتا رسوما جمركية متبادلة تجاوزت الـ125% قبل أن يتفق الجانبان على تعليق معظمها حتى 12 أغسطس/آب.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بعد اجتماعه بمسؤولين تجاريين صينيين قبل أيام، إن تمديدا محتملا لهذا التوقف المؤقت لا يمكن تأكيده حتى يوقع عليه ترامب، ومع ذلك من الواضح أن من مصلحة البلدين تمديد تعليق الرسوم بينهما حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي بينهما.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني غو جيا كون في مؤتمر صحفي في الأول من أغسطس/آب "موقف الصين من الرسوم الجمركية ثابت وواضح. لا رابح في حروب الرسوم الجمركية أو الحروب التجارية".
هل أميركا هي الخاسر الأكبر؟
ويرى غالبية المحللين والخبراء الاقتصاديين في العالم، أن الولايات المتحدة عموما، والشعب الأميركي على وجه الخصوص قد يكون الخاسر الأكبر من هذه الحرب والرسوم الجمركية.
يؤكد البروفيسور جيسون فورمان في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أنه ورغم أن هذه التسويات أبقت العالم في "ثاني أسوأ السيناريوهات"، فإنها على الأقل جنبتنا الأسوأ: حربًا تجارية عالمية شاملة تتبادل فيها الأطراف فرض الرسوم التصاعدية.
والمشكلة -حسب فورمان- أن بقية العالم يفاوض رجلا، إما لا يفهم طبيعة هذه السياسات، أو لا يكترث بها. "ففرض الرسوم الجمركية يشبه شخصا يطلق النار على قدمه وعلى رجل آخر في الوقت نفسه، وإذا رد الآخر بإطلاق النار على قدمه ورجله، فإن النتيجة، أن كليهما لن يستطيع المشي".
وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن الادعاء بأن الولايات المتحدة خرجت فائزة من جميع المفاوضات "هو ببساطة ادعاء زائف"، فالرسوم الجمركية هي في جوهرها ضرائب، وسرعان ما سيتحمل المستهلكون الأميركيون الزيادة في التكاليف.
ولا تقتصر المشكلة على ارتفاع أسعار الواردات، بل إن المنتجين الأميركيين للسلع المنافسة سيواجهون ضغوطا أقل للمنافسة والابتكار، مما يمنحهم مبررا لرفع أسعارهم أيضا. ومع مرور الوقت، تؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى تراجع مستويات المعيشة في الولايات المتحدة، والخلاصة أن الخاسر الأكبر من الرسوم الجمركية هو في الغالب الدولة التي تفرضها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 25 دقائق
- الجزيرة
تراجع النفط وصعود الذهب.. الأسواق العالمية تتقلب تحت ضغط الرسوم الجمركية الأميركية
تتجه أسواق الطاقة والمعادن إلى إنهاء أسبوع متقلب بشكل حاد، في ظل تصاعد التوترات التجارية بعد دخول أحدث حزمة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ، والتي طالت عشرات الدول والسلع، بما في ذلك واردات الذهب والنفط. وقد أدى هذا التصعيد إلى تحولات لافتة في حركة الأسعار، مع انخفاض حاد في أسعار النفط، وصعود تاريخي للذهب كملاذ آمن، وفق ما أفادت به وكالة رويترز في تقارير منفصلة. أكبر خسارة أسبوعية للنفط منذ يونيو/حزيران وأشارت "رويترز" إلى أن العقود الآجلة لخام برنت تراجعت يوم الجمعة بمقدار 51 سنتا لتصل إلى 65.92 دولارا للبرميل، وهي في طريقها لتسجيل خسارة أسبوعية تتجاوز 4%. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 57 سنتا إلى 63.31 دولارا للبرميل، متجهة إلى تكبد خسارة أسبوعية تقترب من 6%. وأوضحت الوكالة أن هذه التراجعات تمثل أكبر خسارة أسبوعية منذ أواخر يونيو/حزيران الماضي، مدفوعة بعوامل عدة متزامنة، أبرزها دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيز التنفيذ، واحتمالات تخفيف العقوبات عن روسيا. وقال محللو بنك "إيه إن زد" في مذكرة إن "الرسوم الجمركية أثارت المخاوف من ضعف النشاط الاقتصادي، مما سيؤثر في الطلب على النفط الخام". رسائل سياسية تؤثر على السوق وفي خضم هذه التطورات أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال الأيام المقبلة. وأثار هذا الإعلان توقعات متزايدة بشأن إمكانية "إنهاء الحرب في أوكرانيا عبر السبل الدبلوماسية"، وهو ما اعتبرته الأسواق مؤشرا على احتمال تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، وبالتالي زيادة محتملة في الإنتاج الروسي من النفط، بحسب "رويترز". وأضافت المحللة المستقلة تينا تينغ للوكالة أن ترامب زاد الضغوط، حيث "هدد في وقت سابق من الأسبوع بفرض رسوم جمركية أعلى على الهند إذا واصلت شراء النفط الروسي"، كما وجّه تهديدا مماثلا إلى الصين أكبر مستورد للنفط الروسي، مما خلق بيئة غير مستقرة في سوق الطاقة. وتترافق هذه الضغوط مع قرار مجموعة " أوبك بلس" هذا الأسبوع بإلغاء أكبر شريحة من تخفيضات الإنتاج في سبتمبر/أيلول، مما ألقى بثقله على السوق. وذكرت "رويترز" أن "العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط سجلت انخفاضا للجلسة السادسة على التوالي، وهي أطول سلسلة تراجع منذ أغسطس/آب 2021". الذهب يسجل مستوى قياسيا بفعل رسوم سبائك الكيلوغرام في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى مستويات غير مسبوقة متأثرة بقرار أميركي جديد بفرض رسوم جمركية على واردات سبائك الذهب التي تزن كيلوغراما واحدا، وفقا لتقرير "رويترز". وذكرت الوكالة أن "العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول ارتفعت بنسبة 1.1% لتصل إلى 3490.70 دولارا، بعد أن سجلت مستوى قياسيا عند 3534.10 دولارا". أما الذهب في المعاملات الفورية فاستقر عند 3397.85 دولارا للأونصة بعد أن بلغ أعلى مستوى له منذ 23 يوليو/تموز الماضي. ونقلت "رويترز" عن صحيفة فايننشال تايمز أن إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية أرسلت خطابا بتاريخ 31 يوليو/تموز الماضي يفيد بأن "سبائك الذهب التي تزن كيلوغراما و100 أوقية يجب أن تُصنف تحت رمز جمركي يخضع لرسوم أعلى"، وهو ما قد يؤثر مباشرة على سويسرا أكبر مركز لتنقية الذهب في العالم. وقال برايان لان المدير الإداري في "غولد سيلفر سنترال" بسنغافورة إن "الرسوم الجمركية على سبائك الذهب ستسفر عن خلل، وقد انعكس ذلك على الأسعار هذا الصباح" في ظل اضطرابات التداول وانخفاض السيولة. الذهب ملاذ المستثمرين وسط الضبابية وأشارت "رويترز" إلى أن الذهب لا يزال يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي مدفوعا بعاملين: الاضطرابات التجارية الناتجة عن الرسوم، وتوقعات خفض الفائدة الأميركية. وتوقعت السوق -وفق أداة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي إم إي"- بنسبة 91% أن يخفض مجلس الاحتياطي الفدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل. وتعليقا على ذلك، قالت الوكالة إن الذهب يُنظر إليه تقليديا على أنه "ملاذ آمن للاحتفاظ بالقيمة في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية"، مشيرة إلى أن البيانات الأميركية الأخيرة بشأن سوق العمل عززت الرهانات على خفض الفائدة. أما في سوق المعادن الأخرى فسجلت الفضة تراجعا بنسبة 0.3% إلى 38.20 دولارا للأونصة، في حين ارتفع البلاتين 0.7% إلى 1343.64 دولارا، واستقر البلاديوم عند 1150.94 دولارا، بحسب ما أوردته "رويترز". اقتصاد عالمي مأزوم تحت سيف الرسوم وتشير مجمل التطورات إلى بيئة اقتصادية مضطربة بفعل السياسات الجمركية التصعيدية للرئيس ترامب، والتي بدأت تترك أثرا واضحا على الأسواق العالمية. فبينما تنخفض أسعار النفط تحت وطأة توقعات بتراجع الطلب وزيادة العرض يرتفع الذهب بوصفه ملاذا في خضم الضبابية، وهو ما يعكس هشاشة الوضع التجاري العالمي وانعدام الثقة في استقرار العلاقات الاقتصادية الدولية.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مودي يجري محادثات "جيدة جدا" مع بوتين
أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنه أجرى محادثات "جيدة جدا" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقشا خلالها الحرب الروسية الأوكرانية وسبل تعزيز العلاقات. كما أفاد الكرملين بأن الرئيس بوتين ناقش مع مودي محادثاته مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. وقال مودي -اليوم الجمعة- في تغريدة على منصبة إكس "أجريت محادثة جيدة جدا ومفصلة مع صديقي الرئيس بوتين، شكرته على مشاركة آخر التطورات المتعلقة بأوكرانيا. أتطلع إلى استضافة الرئيس بوتين في الهند في وقت لاحق هذا العام". وتأتي محادثات مودي وبوتين في الوقت الذي تستعد فيه روسيا والولايات المتحدة لعقد لقاء قمة، في حين تتعرض الهند لضغوط أميركية قوية بسبب استمرارها في التعاون مع روسيا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الأربعاء الماضي أنه سيضاعف الرسوم الجمركية على الهند إلى 50%، على خلفية شراء نيودلهي النفط الروسي الذي يعد مصدرا رئيسيا لموسكو في إطار حربها مع كييف. وقد تزامن إعلان ترامب مع زيارة رئيس الوزراء الهندي للأمن القومي أجيت دوفال، حيث التقى بوتين أمس. وانتقدت نيودلهي الاثنين الماضي الضغوط الأميركية عليها، واعتبرت الخارجية الهندية أن ضغط واشنطن لوقف مشترياتها من النفط الروسي "غير مبرر وغير منطقي" وتعهدت بحماية مصالح البلاد. ومن جانبه ندد الكرملين بالدعوات "لإجبار البلدين على قطع العلاقات التجارية" على اعتبارها "غير شرعية" من دون أن يأتي على ذكر ترامب مباشرة. يُذكر أن أوكرانيا قبل أيام عثرت على مكونات هندية الصنع في طائرات مسيرة روسية. وقد زودت روسيا الهند بما يصل إلى 76% من وارداتها العسكرية بين عامي 2009 و2013، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ومع تراجع هذه النسبة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، ما زالت الهند تعتمد على روسيا للتزود بالقطع الأساسية.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
أسعار الغذاء العالمية تقفز لأعلى مستوى منذ أكثر من عامين
سجلت أسعار السلع الغذائية الأساسية في الأسواق العالمية قفزة ملحوظة خلال شهر يوليو/تموز، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين، وفق ما أفادت به منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، في تقرير جديد أشار إلى أن ارتفاع أسعار الزيوت النباتية واللحوم قد فاق الأثر التراجعي لانخفاض أسعار الحبوب ومنتجات الألبان والسكر. وذكرت "فاو"، في بيان رسمي، نقلا عن تقريرها الشهري الذي يرصد التغيرات في أسعار سلة من السلع الغذائية المتداولة عالميا، أن "متوسط مؤشر أسعار الغذاء بلغ 130.1 نقطة في يوليو/تموز 2025، مرتفعًا بنسبة 1.6% عن مستواه في يونيو/حزيران". ورغم أن هذا الرقم لا يزال دون الذروة التاريخية المسجلة في مارس/آذار 2022 -في أعقاب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا- فإنه يُعد الأعلى منذ فبراير/شباط 2023، بحسب التقرير الذي نشرته رويترز، مشيرة إلى أن المؤشر يقل حاليًا بنسبة 18.8% عن تلك الذروة السابقة. لحوم الأبقار والأغنام عند رقم قياسي وبحسب تقرير فاو، "ارتفع مؤشر أسعار اللحوم بنسبة 1.2% عن الذروة السابقة المسجلة في يونيو/حزيران، ليصل إلى 127.3 نقطة، وهو أعلى مستوى على الإطلاق". ويُعزى هذا الارتفاع بالدرجة الأولى إلى زيادة ملحوظة في الطلب على واردات اللحوم من الصين والولايات المتحدة. وسلّط تقرير رويترز الضوء على قفزة في واردات أميركا من لحوم الأبقار بعد أن تسبب الجفاف في تقليص أعداد الماشية محليا، في حين أن الصين -رغم فتحها تحقيقا رسميا بشأن واردات لحوم الأبقار- استمرت في استيراد كميات قياسية خلال العام الماضي، مع تنامي الطلب الاستهلاكي على هذه الفئة من اللحوم. في المقابل، شهدت أسعار لحوم الخنازير انخفاضًا ملحوظًا نتيجة وفرة المعروض وضعف الطلب، خاصة في الاتحاد الأوروبي، بينما ارتفعت أسعار لحوم الدواجن بشكل طفيف إثر استئناف كبار المستوردين الشراء من البرازيل، بعد أن استعادت الأخيرة صفة "بلد خالٍ من إنفلونزا الطيور"، وفق ما أكدته "فاو". مؤشر الزيوت النباتية يسجل أعلى مستوى في 3 سنوات وفيما يتعلق بالزيوت النباتية، قالت "فاو" إن مؤشر الأسعار الخاص بهذه الفئة ارتفع بنسبة 7.1% على أساس شهري، ليصل إلى 166.8 نقطة، وهو أعلى مستوى يُسجّل منذ 3 سنوات. إعلان وأرجعت المنظمة هذه القفزة إلى "ارتفاع أسعار زيوت النخيل والصويا ودوار الشمس، بفعل زيادة الطلب العالمي وشح المعروض، رغم انخفاض أسعار زيت الشلجم مع وصول محاصيل جديدة إلى أوروبا". الحبوب ومنتجات الألبان والسكر تسجّل تراجعًا وعلى خلاف الارتفاع المسجّل في اللحوم والزيوت، شهدت أسعار الحبوب تراجعًا ملموسًا، إذ هبط مؤشر "فاو" لأسعار الحبوب إلى أدنى مستوياته منذ ما يقرب من 5 سنوات، مدفوعًا بـ"الضغوط الموسمية على إمدادات القمح من نصف الكرة الشمالي"، بحسب ما جاء في التقرير. وتراجع مؤشر أسعار الأرز بنسبة 1.8% في يوليو/تموز، وسط وفرة في المعروض وتباطؤ في الطلب على الواردات، في حين سجلت أسعار منتجات الألبان تراجعًا طفيفًا هو الأول منذ أبريل/نيسان 2024، إذ عوّض انخفاض أسعار الزبد ومساحيق الحليب عن الارتفاع المسجّل في أسعار الجبن. وفي ما يخص السكر، أوضحت "فاو" أن مؤشر الأسعار الخاص بهذه السلعة تراجع للشهر الخامس على التوالي، رغم مؤشرات على تحسّن الطلب العالمي على واردات السكر، حيث "تغلبت توقعات زيادة الإنتاج في البرازيل والهند على أثر هذا التحسّن في الطلب". وأشارت وكالة رويترز إلى أن "فاو" لم تُصدر هذا الشهر تحديثًا جديدًا لتقديراتها المتعلقة بعرض وطلب الحبوب على المستوى العالمي، في وقتٍ تستمر فيه الأسواق بمراقبة تطورات العوامل المناخية والجيوسياسية المؤثرة في الأمن الغذائي العالمي. هل الأسواق أمام دورة تضخمية جديدة؟ ويرى مراقبون أن الارتفاع الملحوظ في أسعار اللحوم والزيوت النباتية يهدد بتغذية دورة تضخمية جديدة في الأسواق، خصوصًا في الدول المستوردة للغذاء، وهو ما قد يُضاعف من أعباء المعيشة لدى الأسر ذات الدخل المنخفض، لا سيما في دول الجنوب العالمي. وتعكس بيانات "فاو" -وفق ما أوردته رويترز- حالة من التباين الواضح بين أسعار السلع الغذائية، حيث تقود بعض الفئات كاللحوم والزيوت مسارا تصاعديا، بينما تواصل الحبوب ومنتجات الألبان والسكر منحنى تراجعي مؤقت. وفي ختام تقريرها، أكدت رويترز أن مراقبة تطورات الأسعار خلال الأشهر المقبلة ستظل مرهونة بعدة عوامل، من أبرزها: تقلبات المناخ، والاستقرار الجيوسياسي، ومستوى الطلب العالمي، خصوصًا من طرفي الاستهلاك الكبيرين، أميركا والصين.