
إبني الكسول!
بالرغم مِن حبّي العميق لوحيدي، شعرَتُ بالخذلان بشأنه بعد أن دخَلَ المدرسة، فتبيّنَ أنّه لَم يرِث ذكائي أو ذكاء أبيه، بل كان تلميذًا أقلّ مِن فالِح. تمسَّكتُ بأمَل أن تتحسّن علاماته مع الوقت، إلّا أنّه بقيَ يُعاني حتى لِلوصول إلى مُعدّلٍ يُخوّله الانتقال إلى الصفّ الأعلى. في البدء، ظنَنتُ أنّه يُعاني مِن خطب ما مِن الناحيّة العقليّة أو النفسيّة، لِذا عرضتُه على أخصّائيّين في مُختلف المجالات، فكان تشخيصهم دائمًا: لا مُشكلة بِرمزي إبني. تمنَّيتُ لو أنّه يُعاني مِن شيء بالتحديد لِحَلّ مُشكلته، لكنّه كان بكلّ بساطة... كسولًا! سبَب كسَله كان معروفًا منّي، إذ أنّه أوّل مولود في العائلة، ذكَر ووحيد، أيّ أنّه تلقّى دلَعًا مُفرطًا مِن قِبَل الجميع، وخاصّة مِن حماتي التي تسكنُ معنا منذ البداية. حاولتُ مَنعها مِن مُعاملته وكأنّه الطفل ـ الملَك، إلّا أنّ لا شيء رَدَعَها. أنا لا أُلقي عليها كامِل المسؤوليّة، إلّا أنّ دورها في "مصيبتي" كان رئيسيًّا.
لِذا، حين بلَغَ رمزي سنّ العاشرة تقريبًا وصارَ على شفير الرسوب، إستعَنتُ بأستاذه في المدرسة ليُعلّمه كلّ المواد العلميّة عندنا في البيت. ووجود حماتي معي طمأنَني مِن ناحية استقبال رجُل ثلاث مرّات في الأسبوع، ومَنع كلام الناس حول هذا الشأن. كنتُ قد التقَيتُ مرّتَين بالأستاذ تامِر خلال اجتماعات أقامَتها المدرسة بين الأهل والأساتذة، وتبادَلنا الحلول التي بإمكانها إنقاذ العام الدراسيّ لابني، ومنها الدروس الخصوصيّة. وبما أنّ زوجي كان يكسبُ الكثير مِن المال بفضل شركته الخاصّة، لَم يكن موضوع الدَفع أبدًا مُشكلة لدَينا ما دامَ ينتفِع ابننا مِن تلك الدروس. فرِحَ رمزي حين علِمَ بقدوم أستاذه، فشعَرَ بأنّه، مرّة أخرى، صبيّ مُميّز إذ أنّ الأستاذ بنفسه قادِم إليه، فبدأ يتباهى بالأمر أمام رفاقه ويخترعُ القصص الإضافيّة. فالجدير بالذكر أنّ ابني كان يُحِبّ إطلاق العنان لمُخيّلته، الأمر الذي يصلُ أحيانًا إلى حدّ الكذِب، ربّما لأنّه ربيَ وحيدًا وتعوَّدَ الحصول على الانتباه الحصريّ ولَفت الأنظار. لَم أكن أُحِبّ تلك الخصال، وحاولتُ مَنعه مِن الكذب لكنّ حماتي تدخّلَت في كلّ مرّة إلى حين استسلَمتُ وتركتُه يقولُ ما يُريد.
جرَت الدروس جيّدًا، على الأقلّ في الفترة الأولى. لكن سرعان ما ملَّ رمزي مِن ذلك الأستاذ الذي كان يحمِله على التركيز والدرس والاجتهاد، وهي أمور لَم يكن ابني مولَعًا بها بسبب كسَله. لكنّني لَم أستسلِم لِرَفضه المواصلة، واتّفقتُ مع تامِر على الاستمرار وعدَم ترك ابني مهما كلَّفَ الأمر. حماتي كانت، كعادتها، تُدافِع عن رمزي وتحثُّني للتوقّف عن تعذيبه، فصرختُ في وجهها أنّ العِلم ليس تعذيبًا، بل تهذيب للقدرات والتقدّم، للحصول على مُستقبل أفضل وفُرَص أكثر في الحياة. إلّا أنّها أجابَت أنّ لا حاجة لابني أن يدرس طالما سيستِلم يومًا شركة أبيه، وكأنّ ذلك لا يتطلّب معرفة، ومعلومات، واطّلاع وكفاءة. إستشَرتُ زوجي في كيفيّة مُتابعة الدروس في هكذا أجواء سلبيّة مِن قَبل ابننا وأمّه، وهو لَم يكترِث كثيرًا، بل قالَ لي ما يقوله عادةً عندما لا يُريدُ إعطاء رأيه بموضوع شائك أو مُزعِج: "إفعلي ما تُريدينَه". لِذا فعلتُ ما أريدُه، وتابعَت الدروس لرمزي بعد أن اتّفقتُ مع مُديرة المدرسة بأن تُطالِبه بالتمارين التي يقومُ بها مع تامِر وإلّا ستتِمّ مُعاقبته. لكنّني لَم أتصوّر أبدًا ما بإمكان أن يفعله ابني بسبب كسَله.
ففي إحدى المرّات، وبعد أن غادَرَ الاستاذ بيتنا، أخذَتني حماتي جانبًا وقالَت لي:
ـ ما الذي يدورُ بينكِ وبين ذلك الرجُل؟
ـ أيّ رجُل؟
ـ لَم أفهَم قصدكِ.
ـ هناك أمور مُريبة تجري بينكما! ألا تخجلين مِن نفسكِ؟!؟
ـ ما الموضوع؟!؟ وكيف تتكلّمين معي بهذه الطريقة؟
ـ وكيف تُريديني أن أُكلّم كنّتي الخائنة؟
ـ أنتِ فقدتِ عقلكِ حتمًا!!!
ـ لستُ غبيّة! أرى كيف تنظران إلى بعضكما! إضافة إلى ذلك، قالَ لي رمزي إنّكما تتبادلان الكلام الغراميّ طوال الوقت!
ـ إنّه يكذب! بالكاد يُلقي عليّ الأستاذ التحيّة وأودِّعه حين يرحَل!
ـ لكنّكِ تجلسين معه خلال الحصّة.
ـ أنا لا أجلس معه، بل مع ابني بينما يُدرّسه أستاذه!
ـ الأمر سيّان!
ـ وكيف تُصدّقين رمزي، وأنت تعرفين أنّه يختلِق القصص دائمًا!
ـ آه... هذه خطّة دفاعكِ؟ إتّهام ولَد بريء بالكذِب لتُنقذي نفسكِ؟
ـ ليس هناك مِن شيء بيني وبين الأستاذ، وما قالَه رمزي هو كذِب! دعيني وشأني الآن، فلدَيّ أمور أهمّ مِن كلامكِ المُهين!
ـ لن تطأ قدَم ذلك الرجُل بيتنا مجدّدًا!
ـ هذا ليس بيتكِ، يا حماتي، بل أنتِ ضيفة عندنا، لا تنسي ذلك!
ـ إنّه بيت ابني، يعني بيتي!
ـ لقد دفَعتُ نصف ثمَن البيت مِن جَيبي، لا تنسي ذلك أبدًا! دعيني وشأني أقول لكِ!
ـ حسنًا، سأريكِ أيّتها الفاجِرة!
خفتُ أن تُخبِر حماتي ما قالَه رمزي لزوجي، فنادَيتُ ابني لمعرفة سبب كذبه بشأني، وهو قالَ:
ـ لا أريدُ الدرس أيضًا في البيت، فيكفيني الدرس في المدرسة!
ـ وتختلِق قصّة تمسّ بِشرَفي وتضَع علاقتي بأبيكَ بِخطَر؟!؟
ـ كلّ ما عليكِ فعله هو إيقاف الدروس!
ـ يا إلهي! ما هذا الكمّ مِن الشرّ! أنتَ لا تزال في العاشرة مِن عمركَ! كيف ستصبح حين تكبر، وماذا ستفعل بالناس مِن حولكَ لو أزعجوكَ أو أغضبوك؟!؟
ـ سأقولُ لأبي أمورًا كثيرة لو لمَحتُ الأستاذ في البيت!
ـ أصمُت أيّها الولَد! أنا أمّكَ!!! عُد إلى غرفتكَ الآن ولا تخرج منها إلّا عندما آذنُ لكَ! فأنتَ مُعاقَب!
ـ جدّتي لن تقبَل بذلك!
راحَ ابني يشتكي لحماتي التي قبّلَته وواسَته وامتنَعَت عن التحدّث معي طوال اليوم. وحين عادَ زوجي مِن العمَل، هي أخذَته إلى غرفة رمزي وبقوا جميعًا هناك لِحوالي النصف الساعة. ولدى خروجه، جاء زوجي إليّ يسألُني عن موضوع العلاقة المزعومة مع الأستاذ. شعرتُ أنّ الجميع يتواطأ ضدّي: إبني وحماتي والآن هو، فبدأتُ أصرخ مِن كلّ قلبي، فكَيلي كان قد طفَحَ مِن تدخّل أمّه في حياتنا وكيفيّة تربيَتي لابني الذي صارَ كسولًا ومُدلّعًا وكاذِبًا بسببها. وبالطبع صدَّقَ زوجي أمّه وابنه، وهدَّدَني بالطلاق إن اتّضَحَ أنّني والأستاذ على علاقة غراميّة. عندها قلتُ له:
ـ للحقيقة، لا أشعرُ بالأمان معكَ، يا زوجي العظيم، فأنتَ دائم الغياب ولا تتدخّل بشيء ولا تسأل حتّى كيف هي حياتي مع ابننا وأمّكَ، وكأنّ كلّ ما أُريدُه منكَ هو أن تجلب المال. أنسيتَ أنّ لدَيّ أيضًا مالًا خوَّلَني شراء نصف البيت حين كنتَ في ضيقة مادّيّة؟ لا، ما أريدُه مِن زوجي هو الدعم والعاطفة والأمان. قبِلتُ أن نجلبَ أمّكَ لأنّني امرأة ذات قلب كبير، لكن ليس لتخربَ حياتي وعائلتي. إسمَع، إن كنتَ ستُصدّق ولَدًا كسولًا وكاذِبًا وأمًّا مُتسلطِّة وحاقِدة، في حين لَم أخطئ يومًا بحقّكَ، وسيرتي هي نظيفة كالثلج، فاعلَم أنّني لا أُريدُكَ في حياتي. أهكذا تنسى في لحظات كلّ ما عشناه سويًّا منذ خطوبتنا مِن حبّ وتفاهم؟ أنسيتَ كيف وقفتُ إلى جانبكَ لتؤسِّس شركتكَ؟ تنسى بلحظة كلّ ذلك؟ إسمَع، هذا ابني ولن أدَعه يُدمِّر مُستقبله بسبب جدّته وبسببكَ! وأفعَل ما تشاء!
سكَتَ زوجي ولَم يُجِب ودخَلَ الصالون وبقيَ فيه حتّى الصباح، وهو لَم ينَم بجانبي. ثمّ أيقظَ رمزي وطلَبَ منّه أن يرتدي ملابسه لأخذه في نزهة. لَم أفهَم ما يجري، ولَم أسأل.
وعندما عادا بعد حوالي الساعتَين، كان ابني يبكي واقترَبَ منّي قائلًا: "العفو يا ماما، سامحيني"، قَبل أن يدخل غرفته. بعد ذلك، أخبَر زوجي أمّه أنّها ستنتقِل للعَيش في شقّة صغيرة يستأجِرها لها، ويجلِب لها مُساعِدة منزل لتبقى معها ليلًا نهارًا، مُضيفًا: "أحبُّكِ كثيرًا يا أمّي، لكنّني لا أُريدُ أن أفقِد عائلتي. لقد تخطَّيتِ حدودكِ ولَم ترَي مانعًا أبدًا باتّهام زوجتي بالخيانة مِن دون دلائل، ورؤيتي حزينًا ووحيدًا إن طلّقتُها. فلقد أجبَرتُ رمزي على الاعتراف بالحقيقة، وهو أقرَّ بأنّه اختلَقَ قصّة العلاقة مع الأستاذ لتتوقّف الدروس، فبرأيه، كانت تلك الطريقة الوحيدة."
عندها هي أجابَت بكلّ ثقة: "تبقى وحيدًا؟ لا يا ابني، فلدَيّ عروس جميلة لكَ، لا تخَف، إنّها جاهِزة!". كِدتُ أصفعها مِن كثرة غضبي، إلّا أنّني تمالكت أعصابي احترامًا لزوجي فقط، خاصّة أنّني شعرتُ بالفخر تجاهه لأنّه تصرَّفَ كما يجِب. وبعد أقلّ مِن أسبوع، غادرَت حماتي بيتنا مِن دون أن تودّعني.
ومنذ رحيل جدَّته، تغيّرَت تصرّفات ابني، ففي غياب حليفته، أُجبِرَ رمزي على الانصياع لرغباتي في ما يخصّ تصرّفاته وتخيّلاته، وخاصّة درسه. فتحسَّنَت علاماته في المدرسة، بالرغم مِن أنّني أوقَفتُ الدروس الخصوصيّة منعًا لأيّ شكّ مِن قِبَل زوجي.
أحمُد ربّي أنّ ما حصَل قد حصَلَ، فلولا ذلك، لَبقِيَت تلك المرأة تتحكّم بعائلتي، ومَن يدري لكانت حاولَت التخلّص منّي بأيّ طريقة أخرى، بعد أن اتّضَحَ أنّها مُستعِّدة لاستبدالي بامرأة غَيري بغضّ النظَر عن رغبة ابنها أو مصلحة حفيدها.
تغيّرَ زوجي هو الآخَر، فصارَ حاضِرًا أكثر، وباتَ بالفعل سنَدًا لي ويلعَب دور الأب الفعليّ، مِمّا أثّرَ إيجابيًّا على رمزي، وحيدنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رائج
منذ 2 ساعات
- رائج
هل يمكن للقطط شرب الحليب؟.. أضرار خطيرة وبدائل صحية
ترتبط القطط بالبشر بعلاقة تاريخية تمتد لأكثر من تسعة آلاف عام. في البداية، انجذبت هذه الحيوانات إلى المستوطنات البشرية بحثا عن القوارض التي كانت تشكل آفة حقيقية لأسلافنا. وبمرور الوقت، أثبتت القطط فائدتها كصائدة بارعة للفئران، وبدأت عملية تدجينها الذاتي التدريجي. مع تطور المجتمعات الزراعية، أصبح المزارعون يعتمدون على القطط للتحكم في الآفات. ومن خلال هذه العلاقة، نشأ أول تعارف بين القطط والحليب. قبل ظهور الأطعمة التجارية المخصصة للحيوانات الأليفة، كانت القطط تتغذى في الغالب على بقايا الطعام من المائدة العائلية. في تلك الفترة، لم يكن هناك فهم واسع للاحتياجات الغذائية للقطط. ومنذ تلك البدايات، تعمق الارتباط بين القطط والحليب في الوعي الجمعي من خلال التجسيدات المتكررة للقطط العاشقة للحليب في مختلف أشكال الفن، والكتب، والأفلام، والرسوم المتحركة. ومع أن هذا الارتباط المستمر بين القطط والحليب قد لا يبدو مفاجئا، إلا أن الأبحاث العلمية الحديثة تخبرنا اليوم بأن القطط لا ينبغي أن تشرب الحليب على الإطلاق. مثل جميع الثدييات، تبدأ القطط حياتها بالرضاعة من أمهاتها. ولكن بعد مرحلة الفطام، والتي تحدث عادة بين الأسبوع السادس والثاني عشر من العمر، تتوقف القطط الصغيرة عن إنتاج إنزيم اللاكتاز. هذا الإنزيم ضروري لهضم اللاكتوز، وهو السكر الطبيعي الموجود في الحليب. وبالتالي، فإن الغالبية العظمى من القطط تصبح غير قادرة على هضم اللاكتوز، أي أنها تصاب بحالة "عدم تحمل اللاكتوز". ومع ذلك، تماما كما هو الحال لدى البشر، يختلف مستوى عدم تحمل اللاكتوز من قط لآخر، اعتمادا على كمية إنزيم اللاكتاز التي ينتجها جسم كل قط بشكل طبيعي. ولكن، حتى لو كانت القطط الصغيرة قادرة على هضم اللاكتوز، فمن غير المستحسن تزويدها بحليب الأبقار. فالقطط حيوانات أصغر بكثير من الأبقار، وبناء على ذلك، فإن كمية اللاكتوز الموجودة في حليب القطط الأم أقل بكثير من تلك الموجودة في حليب الأبقار. لذا، من الأفضل أن تعتمد القطط الصغيرة على حليب أمهاتها، أو أن يتم تزويدها بتركيبة حليب مخصصة للقطط الصغيرة، أو ما يعرف ببدائل الحليب. ولا يقتصر سبب عدم إعطاء القطط الحليب على عدم تحمل اللاكتوز فقط. ففي حالات نادرة، يمكن أن تصاب القطط أيضا بحساسية تجاه الحليب أو منتجات الألبان، مما قد يسبب لها مشاكل صحية إضافية. على الرغم من الصورة الشائعة للقطط وهي تستمتع بشرب الحليب، إلا أن الحقيقة العلمية تشير إلى أن الحليب ليس مفيدا لها على الإطلاق، بل قد يكون ضارا. السبب الرئيسي وراء ذلك نستعرض في السطور التالية: القطط لا تتحمل اللاكتوز اللاكتوز هو سكر طبيعي موجود في الحليب. لكي يتمكن الجسم من امتصاص هذا السكر والاستفادة منه، يجب أن يتم تكسيره بواسطة إنزيم اللاكتاز. ولكن، وبمجرد فطامها، تتوقف معظم القطط عن إنتاج هذا الإنزيم بكميات كافية. يضر الجهاز الهضمي عندما لا يتم تكسير اللاكتوز، فإنه ينتقل مباشرة إلى الأمعاء الغليظة، حيث تتولى البكتيريا الموجودة هناك مهمة تخميره. وتنتج عملية التخمير هذه أحماضا وغازات يمكن أن تسبب مجموعة من الأعراض الهضمية غير السارة، بما في ذلك: إطلاق الغازات بشكل مفرط، الانتفاخ، الإمساك، آلام في البطن والغثيان والقيء. الإسهال أخطر الأعراض يعتبر الإسهال هو العرض الأكثر شيوعا والملاحظ عند تناول الحليب. الإسهال المزمن أو المستمر يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الجفاف، واختلال توازن الشوارد، وسوء التغذية. في الحالات الشديدة، قد يشكل ذلك خطرا على حياة القطة. يمكن أني تبادر لدى البعض تساؤل: لماذا لا تزال القطط البالغة تشرب الحليب؟ طالما يؤدي إلى مثل هذه الأعراض والمشكلات الصحية. وفي السطور التالية، نستعرض الأسباب: التركيب الغذائي تكمن الإجابة في التركيب الغذائي لحليب البقر. في الأساس، صمم حليب البقر لتغذية ونمو العجول الصغيرة، ولتحقيق ذلك، يحتوي على تشكيلة غنية من البروتينات والدهون ذات المذاق الشهي والمستساغ للغاية، خاصة للقطط التي تحتاج إلى مستويات عالية من هذه المغذيات لصحتها المثلى وأدائها اليومي. بروتين الكازين علاوة على ذلك، حليب البقر غني ببروتين الكازين، الذي يتحلل في الجسم إلى مادة تعرف باسم "ألفا كازوزيبين". وقد ربطت بعض الدراسات هذه المادة بتأثير مهدئ على القطط. وعلى الرغم من أن هذا التأثير لا يدفع القطة لشرب الحليب في البداية، إلا أنه قد يخلق لديها ارتباطا مريحا ومهدئا بالحليب مع مرور الوقت. منتجات الألبان ليست جزءا طبيعيا من النظام الغذائي للقطط. وعلى الرغم من أن قطتك قد تستمتع بمذاق الحليب، إلا أنه من المحتمل أن يسبب لها عدم الراحة ومشكلات صحية. لذلك، الأفضل هو تجنب إعطائها الحليب ومنتجات الألبان تماما. قد تظن أن قطتك من القلة المحظوظة التي لا تعاني من عدم تحمل اللاكتوز، ولكن يجب أن تعيد التفكير في ذلك. القطط بارعة جدا في إخفاء علامات عدم الراحة أو الألم، لأن إظهار الضعف في البرية يجعلها هدفا سهلا للحيوانات المفترسة. لذلك، من الأفضل البحث عن بدائل، أبرزها: حليب بدون لاكتوز إذا كنت مضطرا تماما لتقديم الحليب لقطتك، فاختر الحليب الخالي من اللاكتوز أو الحليب المصنوع خصيصا للقطط، وقدمه كمعاملة نادرة جدا وعرضية للغاية. وعلى الرغم من أن هذه البدائل لن تسبب اضطرابا في معدة قطتك بنفس طريقة حليب البقر العادي، إلا أنها لن تقدم لها أي فائدة غذائية تذكر. تجنب البدائل النباتية بالنسبة لبدائل الحليب النباتية مثل حليب الشوفان أو الصويا أو اللوز، فإن أي إضافات غير معتادة للنظام الغذائي لقطتك من المحتمل أن تسبب اضطرابا في الجهاز الهضمي، لذلك يفضل تجنبها أيضا. في النهاية، لا تعط قطتك الحليب. فهي لا تحتاجه من الناحية الغذائية، ومن المحتمل أنها لا تستطيع هضمه بشكل صحيح، ومن المرجح أن يسبب لها ألمًا أكثر مما يستحق أي متعة عابرة.

bnok24
منذ 3 ساعات
- bnok24
مؤسسة البنك التجاري الدولي ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب يحتفلان بـ 15 عامًا من الإنجازات والعمل المشترك في خدمة الأطفال المصريين
في احتفالية مميزة أقيمت بالمقر الرئيسي للبنك التجاري الدولي، احتفلت مؤسسة البنك التجاري الدولي ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب بمرور 15 عامًا على شراكتهما الاستراتيجية التي ساهمت في إنقاذ حياة أكثر من 80 ألف طفل ورسّخت نموذجًا رائدًا للرعاية الصحية المجانية لمرضى القلب الأكثر احتياجًا في مصر. حضر الحفل عددٌ من القيادات البارزة من المؤسستين، من بينهم السيدة نيفين صبور رئيس مجلس الإدارة – البنك التجاري الدولي-مصر (سي أي بي CIB). والسيد هشام عز العرب، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة التنفيذي بالبنك التجاري الدولي – مصر (سي أي بي CIB) ورئيس مجلس أمناء مؤسسة البنك التجاري الدولي، والسيد عمرو الجنايني، نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة التنفيذي بالبنك التجاري الدولي-مصر (سي أي بي CIB) ونائب رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة البنك التجاري الدولي والبروفيسور السير مجدي يعقوب والدكتور مجدي إسحاق مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مجدي يعقوب للقلب. تأتي هذه الشراكة الممتدة لتجسد نموذجًا للدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات خاصة في دعم القطاع الصحي. فمن خلال هذه العلاقة الاستراتيجية، ساهمت مؤسسة البنك التجاري الدولي بالتبرع للمساهمة في توفير الأجهزة الطبية اللازمة، إلى جانب تمويل مئات عمليات القلب للفئات غير القادرة في مركز اسوان للقلب. علاوة على المساهمة في استكمال أعمال الإنشاءات والبنية التحتية لمركز مجدي يعقوب العالمي للقلب في القاهرة. وتعليقًا على هذه الاحتفالية، قال البروفيسور السير مجدي يعقوب: 'نحتفل اليوم بمرور 15 سنة على الشراكة التي جمعت بين مؤسسة مجدي يعقوب للقلب ومؤسسة البنك التجاري الدولي. فهي شراكة مبنية علي إيمان مشترك بأهمية دعم القطاع الصحي وتوفير رعاية قلب مجانية. هذه الشراكة هي أكثر من دعم مالي لكنها تعاون حقيقي لتطوير البحث العلمي وتوفير العلاج لمرضى القلب في المنطقة خاصة بين الفئات الأكثر احتياجا للرعاية الصحية. نؤمن في مؤسسة مجدي يعقوب للقلب أن هذه الشراكات هي مفتاح المستقبل، ووسيلتنا لتحقيق رسالتنا في التخفيف من معاناة مرضى القلب.' من جانبه، صرح السيد هشام عز العرب عن سعادته واعتزازه بالشراكة التي تجمع بين مؤسسة البنك التجاري الدولي ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب منذ خمسة عشر عامًا، مؤكدًا أن هذا التعاون المثمر يعكس التزام مؤسسة البنك بدعم القطاع الصحي للأطفال الأكثر احتياجًا، وأن الاستثمار في صحتهم يُعد من أهم أولويات المؤسسة لبناء مستقبل أفضل لأطفال مصر.وأضاف عز العرب ان دراسات قياس الأثر للشراكة نتج عنها عائد تنموي على المجتمع قيمته 21 مليون جنيه لكل مليون جنيه استثمار وهو ما يعكس القيمة الحقيقية لمساهمات مؤسسة البنك التجاري الدولي. في نفس السياق، أعرب السيد عمرو الجنايني أن مؤسسة مجدي يعقوب للقلب تعد من اهم شركاء مؤسسة البنك التجاري الدولي الاستراتيجيين. وأكد أن تلك الشراكة تمكنت من إنقاذ حياة أكثر من 80 ألف طفل من مختلف محافظات مصر على مدار 15 سنة من خلال تمويل عمليات القلب المفتوح والقساطر العلاجية وغرف العناية المركزة ومعمل الأبحاث. وأضاف الجنايني أن مركز اسوان للقلب يعد فخر لكل مصري لوجود هذا الصرح على أرض صعيد مصر وأعلن عن تطلعه لافتتاح مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب في القاهرة الي بدوره سيضاعف عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة. وأكد الدكتور مجدي إسحاق، أن الشراكة مع مؤسسة البنك التجاري الدولي أثبتت قدرتها الحقيقية على إحداث تغيير جذري في حياة الآلاف من المرضى، ووضعت معيارًا جديدًا لجودة الرعاية القلبية في مصر. إذ أن إيماننا العميق بأن العمل الجماعي هو الركيزة الأساسية لتوسيع نطاق خدماتنا والوصول للفئات المستحقة للرعاية، مما يدفعنا دومًا نحو مزيد من الابتكار، وبذل جهود مكثفة لرفع الوعي الصحي في المجتمع. وتزداد أهمية هذه الشراكة في الفترة المقبلة مع افتتاح مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب في القاهرة، بما يتيح لنا إنقاذ المزيد من قلوب المرضى الأكثر احتياجا.


إيلي عربية
منذ 3 ساعات
- إيلي عربية
هذه العادات تطرد التوتّر وتجعلك أكثر سعادة
قد تتعرّضين يوميًّا للكثير من الضغوطات والمواقف التي ترفع مستوى القلق والتوتّر، خصوصًا إن كانت لديك مسؤوليات وواجبات كثيرة عليك القيام بها، سواء كانت متعلّقة بالعمل أو العائلة. ورغم أنّ معظم هذه المسؤوليات لا مهرب منها، ويصبح تأديتها أساسيًّا في حياتك، إلّا أنّه في إمكانك أن تخفّفي من حدّة ما تتسبّب به من توتّر، لأنّ عدم قيامك بذلك يؤثّر سلبيًّا على حالك النفسيّة. ولتنجحي بذلك وتعيشي حياة أفضل، أضيفي العادات التالية إلى نمط حياتك. ممارسة الهوايات المسليّة واظبي على ممارسة هوايتك المفضّلة مرّة أو مرّتين في الأسبوع، من دون الامتناع عن ذلك بحجّة ضيق الوقت، إذ ليس بالضرورة أن تمضي وقتًا طويلًا بذلك، إنّما 10 دقائق هي أفضل من لا شيء. إن كنت تحبّين الرسم مثلًا، أو خياطة الكروشيه، أو القراءة، اجعلي ذلك عادة مسليّة ضمن نمط حياتك، ولا تتردّدي بتعلّم هوايات جديدة. فهذا الأمر يُشعرك بالسعادة ويبعد تفكيرك عن مصادر القلق، لأنّك تركّزين على القيام بنشاط آخر. ممارسة تمارين التأمّل يتّفق المعالجون النفسيون على أنّ تمارين التأمّل تؤدّي دورًا كبيرًا بطرد الطاقة السلبيّة وتعزيز الصحّة النفسيّة، لذا، مارسيها أكثر من مرّة في الأسبوع، إنّما تحت إشراف متخصّصين في ذلك، ليرشدونك حول الطريقة الصحيحة لتأديتها. وإن لم ترغبي بذلك، يمكنك وحسب الجلوس في مكان هادئ والتفكير بأمور إيجابيّة، مثل الحديقة، أو الشاطئ، أو حتّى مساحة في منزلك تضعين فيها الشموع العطريّة والموسيقى الخفيفة، أو الشرفة المطلّة على منظر جميل. تجنّب العادات السيّئة إن كنت لا تحصلين على القسط الكافي من النوم، وتطيلين السهر، وتُكثري من تناول الأطعمة المشبّعة بالدهون والسكّر، فأنت ستشعرين بإرهاق نفسيّ وجسديّ على حدّ سواء. لتتفادي حدوث ذلك، تجنّبي السهر لوقت متأخّر من الليل، واستدلي المأكولات غير الصحيّة بأخرى تحتوي الفيتامينات والعناصر الضروريّة لجسمك ووظائفه، فذلك سنعكس إيجابيًّا على الوظائف الذهنيّة والإدراكيّة، ويعزّز إنتاج الهرمونات المسؤولة عن السعادة. تمضية الوقت مع أشخاص متفائلين إن الأشخاص الذي تمضين الأوقات معهم لهم تأثير كبير على نفسيّتك، ولذا، تجنّبي التواجد بقرب المتشائمين الذين يتحدّثون طيلة الوقت عن المشاكل، واختاري الجلوس مع أولئك الذين يعزّزون الطاقة الإيجابيّة لذلك من خلال فتح أحاديث عن النجاح والنظر بتفاؤل إلى الحياة. تنظيم جدول المهام اليوميّة إنّ الحياة غير المُنَظَّمة هي من أكثر ما يزيد من توتّرك، ولذا، من المهم أن تضعي جدولًا لتنظيمها، حيث تخصّصين وقتًا معيّنًا للقيام بكلّ مهام. هذا الأمر سيجعل حياتك أسهل، وسيخلّصك من الارتباك الذي يلازمك إن لم تكن الأوقات المخصّصة لمهامك منظَّمة، وستجدين بذلك مساحة لممارسة الكثير من النشاطات الإضافيّة.