logo
ردود مرحبة بإعلان أوجلان.. العدالة والتنمية: لا مساومة مع الإرهابيين

ردود مرحبة بإعلان أوجلان.. العدالة والتنمية: لا مساومة مع الإرهابيين

الجزيرة٢٨-٠٢-٢٠٢٥

توالت اليوم الجمعة ردود الفعل المرحبة بالدعوة التاريخية التي أطلقها أمس زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى حزبه لإلقاء السلاح وحل نفسه، فيما دعا حزب العدالة التنمية الحاكم في تركيا الأكراد في البلاد والعراق وسوريا لإلقاء أسلحتهم، مؤكدا أن "لا مساومة مع الإرهابيين".
وقال المتحدث باسم الحزب عمر جليك إن جميع المسلحين الأكراد، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية، يجب أن يلقوا أسلحتهم بعد الدعوة التي وجهها أوجلان.
وأضاف "لا مساومة أو تفاوض مع الإرهابيين".
وكان قائد ما يعرف ب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي قد أكد أمس أن دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح تتعلق بالحزب فقط و"لا علاقة لها بسوريا".
خطوة إيجابية
ورحب الاتحاد الأوروبي اليوم بدعوة أوجلان، وقال أنور العوني المتحدث باسم الاتحاد إن "إطلاق عملية سلام ذات مصداقية تهدف إلى التوصل لحل سياسي للقضية الكردية سيكون خطوة إيجابية للوصول إلى حل سلمي ومستدام".
وأردف "إيجاد حل عادل ودائم يحترم الحقوق الأساسية وسيادة القانون لن يعود بالنفع على جميع المواطنين الأتراك فحسب، بل سيساهم أيضا في استقرار المنطقة بأكملها".
كما رحبت إيران بدعوة أوجلان، مشيرة إلى أن "هذه الخطوة قد "توقف الإرهاب وتعزز الأمن في تركيا"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.
وعبرت طهران عن أملها في أن "تكون لهذا التطور آثار إيجابية على مستوى المنطقة ككل".
كما رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في دعوة أوجلان "بارقة أمل لتحقيق السلام".
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام أمس إن "غوتيريش يرحب بهذا التطور المهم الذي يمثل بارقة أمل يمكن أن تقود إلى حل صراع طويل الأمد بين الحزب الكردي المسلح والسلطات التركية".
ترحيب أميركي
كما رحبت الولايات المتحدة بدعوة أوجلان، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بريان هيوز "هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بشمال شرق سوريا، نعتقد أنه سيساعد على إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة".
وفي العاصمة العراقية بغداد، أصدرت وزارة الخارجية بيانا رحبت فيه بالدعوة التي وجهها أوجلان إلى حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح، معتبرة أن الخطوة "إيجابية ومهمة" لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
كما رحبت رئاسة إقليم كردستان العراق بدعوة أوجلان، داعية المقاتلين الأكراد إلى "تنفيذها"، ومؤكدة عزمها دعم عملية السلام.
بدوره، رحب بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني (ثاني أكبر حزب في الإقليم) بدعوة أوجلان، معتبرا أنها "رسالة مسؤولة ومطلوبة في المرحلة الراهنة بهدف توحيد صفوف الأكراد والحل السلمي للمشاكل"، وشدد في منشور على منصة "إكس" على "ضرورة عدم إهدار هذه الفرصة التاريخية".
تحقيق السلام
وكان الزعيم الكردي المسجون أوجلان حث أمس حزبه على التخلي عن السلاح وحظر نشاطه، في إطار جهود تحقيق السلام مع تركيا وإنهاء صراع استمر 4 عقود وخلّف عشرات الآلاف من القتلى.
وقال أوجلان -بحسب رسالة نقلها ساسة في حزب موالٍ للأكراد زاروه في محبسه بجزيرة إيمري قبالة إسطنبول أمس- "اعقدوا اجتماعكم واتخذوا قرارا، يجب أن تتخلى جميع المجموعات عن سلاحها، وأن يحل حزب العمال الكردستاني نفسه".
إعلان
ووفقا لبيانات تركية، تسبب حزب العمال في مقتل نحو 40 ألف شخص (بين مدنيين وعسكريين) خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وبينما كانت جهود السلام مجمدة منذ نحو عقد أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مبادرة طرحها حليفه الرئيسي القومي دولت بهتشلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة. ودعا بهتشلي حينها أوجلان إلى نبذ العنف وحل حزبه لقاء الإفراج المبكر عنه.
وأطلق أوجلان دعوتين سابقتين إلى الهدنة، في بداية هذا القرن ثم في عام 2013 لكنهما باءتا بالفشل، مما أفسح المجال أمام تجدد القتال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف تنظر أنقرة إلى الإعلان المرتقب بحل حزب العمال الكردستاني؟
كيف تنظر أنقرة إلى الإعلان المرتقب بحل حزب العمال الكردستاني؟

الجزيرة

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كيف تنظر أنقرة إلى الإعلان المرتقب بحل حزب العمال الكردستاني؟

أنقرة- في منعطف قد يُعيد رسم توازنات السياسة والأمن في تركيا، أعلن حزب العمال الكردستاني ، الجمعة، عقد مؤتمره الثاني عشر في جبال قنديل شمالي العراق، استجابة لدعوة زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان ، لاتخاذ ما وُصفت بأنها "قرارات تاريخية" تمهد لحل الحزب وإنهاء تمرده المسلح المستمر منذ 4 عقود. ويُنظر إلى هذا التطور، الذي جاء في بيان نشرته وكالة "فرات" المقربة من الحزب، على أنه فرصة نادرة لفتح صفحة جديدة في علاقة الدولة التركية مع المكون الكردي، بعدما أودى الصراع بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ اندلاعه عام 1984. ووصف البيان الختامي مخرجات المؤتمر بأنها "قرارات ذات أهمية تاريخية"، مؤكدا أنها ستنشر قريبا بعد دمج نتائج اجتماعين متزامنين عقدا في منطقتين مختلفتين. وكانت تساؤلات قد أُثيرت عما إذا كان أوجلان قد شارك فعليا في أعمال المؤتمر، لا سيما بعد مطالبة الحزب سابقا بمنحه فرصة لرئاسة المؤتمر. ورغم عدم صدور بيان رسمي يؤكد أو ينفي حضوره، رجحت برفين بولدان، النائبة عن حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، إمكانية أن يكون الزعيم الكردي شارك عبر "اتصال فني". من جهته، صرح رمزي كارتال، الرئيس المشارك لمؤتمر المجتمع الكردستاني، لوسائل إعلام مقربة من الحزب، بأن أوجلان شارك في المؤتمر من خلال مكالمة هاتفية. ترقب حذر في أنقرة رغم غياب إعلان رسمي من الحكومة بشأن قرارات المؤتمر، تعكس المؤشرات السياسية متابعة دقيقة لما يجري واستعدادا لتحرك محسوب إذا تأكدت نوايا الحزب. وفي اجتماع ل حزب العدالة والتنمية الخميس، قال رجب طيب أردوغان"تغلبنا على العقبات، وسيلقي حزب العمال الكردستاني سلاحه اليوم أو غدا، وسيُحل التنظيم. وبعد ذلك، سيبدأ عهد جديد لنا جميعا". ورغم الأجواء الإيجابية، بدا المسؤولون الأتراك حذرين في التعاطي مع إعلان المؤتمر. وأشار وزير الخارجية هاكان فيدان ، في مقابلة تلفزيونية الجمعة، إلى أن أنقرة لا تزال تنتظر موقفا رسميا من قيادة الحزب، مضيفا أن التخلي عن السلاح، وإن كان ضروريا، لا يكفي ما لم يُرفق بتفكيك كامل لبنية التنظيم، بما في ذلك نشاطاته الأمنية والاستخباراتية. وأوضح "قيل إن الإعلان سيكون اليوم، لكن يبدو أننا سننتظر أكثر لسماع الرد الرسمي". وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، حسن بصري يالتشين، إن البيان المنتظر من الحزب يجب أن يتجاوز الشعارات، ويترجم في خطوات واضحة تبدأ بالتفكيك التام وإنهاء الصراع المسلح. في المقابل، رحب حزب "الديمقراطية والمساواة للشعوب" بمخرجات المؤتمر، واعتبرها خطوة نوعية نحو إنهاء الصراع، مطالبا باستثمار اللحظة في تأسيس مسار تفاوضي دائم، يقوم على الحوار والاعتراف المتبادل بالحقوق. وعلى الجبهة المعارضة، تُبقي أحزاب كبرى مثل حزب الشعب الجمهوري على موقف متحفظ، إذ لم تصدر حتى الآن مواقف رسمية داعمة أو معترضة على المسار الجاري. وفي السياق، تواصلت الجزيرة نت مع قيادة حزب الشعب الجمهوري للحصول على تعليق رسمي، إلا أن الحزب اختار عدم الإدلاء بأي موقف في هذه المرحلة. تفاهم غير معلن في غياب إعلان رسمي عن اتفاق مكتوب بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، تتقاطع مؤشرات سياسية وأمنية لترسم ملامح تفاهم غير معلن بين الجانبين، بدأت تتبلور خلال الأشهر الماضية عبر وساطات حزبية وقنوات أمنية. وحددت الدولة التركية منذ البداية موقفا رافضا لأي تواصل مباشر مع حزب العمال الكردستاني، معتبرة أن التنظيم لا يملك شرعية، وأن ما يُسمى بالقضية الكردية لا يُناقش خارج إطار مكافحة الإرهاب. والموقف عبر عنه تحالف "الجمهور" الحاكم مرات عديدة، كان أبرزها خطاب زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي في البرلمان في أكتوبر/تشرين الأول، إذ أكد أن الحوار مع من وصفهم "بالإرهابيين" غير وارد. لكن اللافت أن بهتشلي ألمح في الخطاب نفسه إلى إمكانية دراسة "تسهيلات قانونية" لأوجلان، أو عفو مشروط، إذا أعلن حل الحزب ووقف التمرد، في إشارة فُسرت باعتبارها أول تليين للخطاب القومي تجاهه منذ سنوات. وطرحت أنقرة شروطا أمنية صارمة منذ بدء العملية السياسية، تمثلت في: تفكيك التنظيم، وتسليم السلاح، وإغلاق معسكرات قنديل، ووقف أي نشاط مسلح داخل تركيا وخارجها، خاصة في شمال العراق وسوريا. وعلى الأرض، تحركت أنقرة بالتنسيق مع بغداد وأربيل لتحجيم وجود الحزب، في تحرك تُوّج بإعلان الحكومة العراقية إدراج "العمال الكردستاني" ضمن المنظمات المحظورة لأول مرة. لكن حزب العمال الكردستاني لم يُبد قبولا غير مشروط، ففي تصريحات للقيادي جميل بايك في أبريل/نيسان الماضي شدد على أن القيادة مستعدة للعودة إلى تركيا وإنهاء الصراع، بشرط رفع "العزلة المشددة" عن أوجلان، والسماح له بلعب دور سياسي. وقال إن "العودة من دون ضمانات تعني السجن، ولا أحد يقبل بذلك". ووفق مصادر كردية، فإن مطالب الحزب تشمل: إعلان السماح لأوجلان بلقاء محاميه وممثلي الأحزاب الكردية بانتظام، وهو ما بدأ جزئيا منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، مع استئناف زيارات وفود حزب "ديم" إلى سجن إمرالي. تحسين شروط اعتقاله أو منحه وضعا قانونيا خاصا. ضمانات للعناصر العائدة من قنديل، من خلال برنامج عفو أو دمج مدني، خاصة لمن لم يتورطوا في أعمال عنف. إصلاحات قضائية تعيد النظر في ملفات المعتقلين بتهم الانتماء للحزب. حماية الحريات الثقافية والسياسية، خصوصا ما يتصل باللغة الكردية في التعليم. وقف عزل رؤساء البلديات المنتخبين من أحزاب مؤيدة للأكراد. اختبار جديد يرى المحلل السياسي محمود علوش أن الخطوة التي اتخذها حزب العمال الكردستاني، إذا أُتبعت بخطوات متبادلة، قد تشكل لحظة مفصلية في العلاقة بين الدولة التركية والمكون الكردي، وفرصة نادرة لمعالجة أزمة أمنية مزمنة استنزفت تركيا طوال عقود. ويشير في حديثه للجزيرة نت إلى أن هذه المرحلة قد تُحدث تحولا جوهريا في البيئة الأمنية، لكنها لا تعني نهايتها، في ظل استمرار تحديات أمنية متجذرة في الداخل والخارج. ويُحذر علوش من التعويل المفرط على الخطوة الراهنة، مستشهدا بانهيار عملية السلام السابقة بعد عامين من إطلاقها، ومؤكدا أن نجاح المسار الجديد يعتمد على ما إذا كان سيحدث تحولا حقيقيا في العلاقة بين الدولة والأكراد. ويضيف أن مشكلة "إرهاب حزب العمال" لم تكن عبئا داخليا فقط، بل أثرت أيضا على علاقات تركيا الإقليمية، وأن الظروف الحالية -داخليا وخارجيا- توفر مناخا داعما نسبيا لمسار السلام. ولكنه يشدد على أن الغموض لا يزال يكتنف المسار السياسي المتوقع، وأن تعقيدات الحالة الكردية في الإقليم، خاصة في العراق وسوريا، تبقي التأثيرات الخارجية حاضرة ومربكة في معادلة الداخل التركي. تحول حذر من جانبه، يرى المحلل السياسي التركي ماهر أوتشبونار أن التوافق الظاهر داخل قيادة حزب العمال الكردستاني بشأن دعوة أوجلان لنزع السلاح يعكس نضجا غير مسبوق، لكنه لا يعني أن مسار السلام سيكون سهلا، مشيرا إلى احتمال وجود تيارات داخل التنظيم قد تعرقل العملية. وأضاف أوتشبونار، في حديث للجزيرة نت، أن وقف إطلاق النار المستمر منذ مارس/آذار الماضي بدأ ينعكس إيجابا على الأوضاع الأمنية في جنوب شرقي البلاد، وقد يمهد لجذب استثمارات وتنمية اقتصادية شاملة. وحذر من أن تفكيك البنية العسكرية للحزب وتسوية أوضاع مقاتليه يتطلب ترتيبات قانونية دقيقة، لتفادي أي انتكاسة أمنية. كما أشار إلى أن الحكومة ستواجه ضغوطا من الأوساط القومية الرافضة لأي تنازلات، مقابل مطالب كردية متزايدة برفع القيود عن العمل السياسي.

توقف المحادثات مع إيران: مفتاح النجاح في التفاوض
توقف المحادثات مع إيران: مفتاح النجاح في التفاوض

أخبار قطر

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبار قطر

توقف المحادثات مع إيران: مفتاح النجاح في التفاوض

مرحبًا بكم في هذا النص المعدل بواسطة صحفي جديد! سوف أقدم لكم إعادة صياغة لمقال يتحدث عن محادثات إيران النووية. سيتم إدخال أخطاء لغوية في كل جملة أو جملتين لإضفاء جو من الحيوية على النص، فلنبدأ! قال السيد ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، إنه إذا ما كانت الجولة الجديدة من المحادثات مع إيران مشوقة، فإن هذا التفاوض لن يكمل وراح يكون فيه مسار جديد، بحسب تعبيره. وفي مقابلة مع بريتبارت الأميركي، صرح ويتكوف يوم الجمعة الماضي، إن واشنطن ما راح تقبل باتفاق سيء، وما راح تسمح لإيران بتحصيل سلاح نووي، وعبر عن أمنيته في نجاح الجولة القادمة من المحادثات يوم الأحد القادم في سلطنة عمان. وزيادة على ذلك، أوضح ويتكوف أن 'الإيرانيين ما يقدروا يملكوا قنبلة نووية. قالولنا إنهم ما بدهم يحصلوا عليها، فبالتالي، من أجل هالمحادثات، رح نأخذ كلامهم بجدية'. وأضاف معلقا 'لازم يفككوا منشآت التخصيب الإيرانية. ما يقدروا يملكوا أجهزة طرد مركزي. لازم يخفضوا نسبة التخصيب لكل وقودهم هناك ويرسلوه لمكان بعيد، ويحولوا لبرنامج مدني'. وفي وقت سابق من يوم الجمعة الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه تقرر عقد الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة يوم الأحد، بناء على مقترح عماني ووافقت عليه طهران. وأوضح في تصريحات للصحفيين أن 'التقدم في مسار التفاوض يتطلب مزيدا من المشاورات والوقت لدراسة محتوى المفاوضات. مباحثاتنا تمضي قدما وتخوض في التفاصيل تدريجيا'. وأكد عراقجي أن 'الموقف الإيراني مبدئي ما رح يتغير'، بالرغم من أن 'الطرف الأميركي بيقدم رسائل متناقضة حول المفاوضات ربما على سبيل الدهاء التفاوضي، أو لأن الإدارة الأميركية ما حددت سياساتها بعد حيال المفاوضات'. بعد ما انسحبت الولايات المتحدة عام 2018، خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى، من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، واستخدمت سياسة 'الضغوط القصوى' ضد طهران. وبعد عودة ترامب للبيت الأبيض في يناير الماضي، رجع اعتماد سياسة 'الضغوط القصوى'، بس بعث رسالة للقيادة الإيرانية يطالبها فيها بتنظيم محادثات حول الملف النووي.

ما البعدان الإستراتيجيان لزيارة السوداني إلى تركيا؟
ما البعدان الإستراتيجيان لزيارة السوداني إلى تركيا؟

الجزيرة

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

ما البعدان الإستراتيجيان لزيارة السوداني إلى تركيا؟

بغداد – مثّلت زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أنقرة أمس الخميس ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطوة جديدة نحو تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، إذ شملت المباحثات مجالات متنوعة من الأمن إلى الطاقة والمياه فضلا عن التنسيق في القضايا الإقليمية. وتعد هذه الزيارة هي الثالثة التي يجريها السوداني إلى تركيا خلال ترؤسه الحكومة العراقية بعد أن زارها سابقا في مارس/آذار 2024 وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بينما أجرى أردوغان زيارة رسمية للعراق في 22 أبريل/نيسان 2024 هي الأولى له منذ 13 عاما وقع فيها على اتفاق الإطار الإستراتيجي بين البلدين الذي يعد خارطة طريق نحو شراكة اقتصادية شاملة. بُعدان إستراتيجيان يؤكد باسم العوادي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، بأن الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى أنقرة حملت في طياتها بُعدين إستراتيجيين يصفهما بالمهمين، يتمثلان في بُعد سياسي وآخر فني. وقال العوادي للجزيرة نت، إن المباحثات تناولت في جانبها السياسي أبرز مستجدات وتطورات المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة و لبنان و سوريا ، بالإضافة إلى ملف المفاوضات الأميركية الإيرانية ومسألة حزب العمال الكردستاني ، وغيرها من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. أما على الصعيد الفني، فقد أكد أن اللقاءات الثنائية تركزت على تعزيز التعاون في الملف الأمني المشترك، ومناقشة قضية المياه الحيوية، ومتابعة مذكرات التفاهم التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس التركي إلى بغداد وزيارة السوداني إلى أنقرة. وشدد على أهمية تفعيل هذه المذكرات والانطلاق نحو تنفيذ بنودها، مشيرا إلى أن غالبية القضايا الفنية تم بحثها بشكل معمق من قبل المختصين المرافقين للوفد العراقي مع نظرائهم الأتراك. كما سلط العوادي الضوء على مشروع طريق التنمية الإستراتيجي، قائلا إنه يتجاوز البُعد المحلي والإقليمي ليصبح مشروعا عابرا للحدود، موضحا أن هذا المشروع يمثل المسار الثاني المكمل لمشروع ميناء الفاو الكبير، ويحظى بأهمية داخلية ملحة للعراق. كما أكد أن أهمية طريق التنمية تتعدى الإطار الإقليمي، حيث يهدف إلى ربط دول المنطقة بأوروبا، ليصبح ممرا حيويا للطاقة (النفط والغاز)، والبضائع (برا وسككا حديدية)، ونقل الطاقة الكهربائية، وكابلات الألياف الضوئية وسعات الإنترنت، فضلا عن تعزيز السياحة وتوطين الصناعات على امتداد مساره. ووصف العوادي طريق التنمية بأنه "هدف عملاق لا مثيل له في المنطقة"، مؤكدا حرص العراق على أن يكون هذا المشروع مشتركا وشاملا ومطمئنا لجميع الأطراف المعنية، وأن يُحدث نقلة نوعية في ترابط العلاقات بين دول المنطقة من خلال تعزيز المصالح المشتركة والاستثمارات المتبادلة. وأكد على أن تركيا تعد شريكا أساسيا ومكملا لهذا الطريق، كونها البوابة إلى أوروبا، مشددا على أنه لا يمكن لأي طرف في العراق أو تركيا التفكير في استخدام هذا المشروع كورقة ضغط على الطرف الآخر. إعلان ولفت العوادي إلى أن التفاهم وتقريب وجهات النظر والاتفاق على المسار العام للدول الفاعلة في المنطقة يصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي الشامل، مشيرا إلى أن الزيارات المتبادلة وطرح القضايا العامة على أعلى المستويات، مع الاحترام المتبادل والنوايا الصادقة، ستكون عاملا مساهما في تحقيق الاستقرار في عموم المنطقة وإيجاد حلول متوازنة ومقبولة للأزمات المختلفة. ملف الطاقة من جانبه كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن أبرز المحاور التي جرت مناقشتها والاتفاق عليها خلال الزيارة الرسمية للوفد العراقي إلى الجمهورية التركية. وقال حسين للجزيرة نت إن "الزيارة شهدت متابعة تنفيذ 26 مذكرة تفاهم تم توقيعها سابقا، حيث تم تقييم مدى الالتزام بتنفيذ هذه المذكرات، وتحديد الأسباب التي حالت دون تنفيذ بعضها"، مشيرا إلى أن "غالبية هذه المذكرات تم الالتزام بها وتنفيذها". وأضاف أنه "تم خلال الزيارة توقيع 8 مذكرات تفاهم جديدة، تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات"، مؤكدا أن "العلاقات الثنائية مع الجانب التركي تشهد تطورا ملحوظا يوما بعد يوم، وتغطي مجالات حيوية ذات أهمية إستراتيجية للبلدين". وفيما يتعلق بملف الطاقة، أوضح الوزير أن "المباحثات تركزت على القضايا الأساسية في هذا المجال، بما في ذلك تصدير النفط عبر الأنبوب النفطي الممتد من إقليم كردستان العراق إلى تركيا، ومسألة تجديد العقد الخاص بهذا الأنبوب، حيث تجري المفاوضات حول سبل التجديد"، كما تم التطرق إلى "مستقبل تصدير الغاز العراقي، واستيراد الغاز لتلبية احتياجات العراق في إنتاج الطاقة الكهربائية". وفي مجال الكهرباء، أشار حسين إلى "وجود اتفاق مبدئي لشراء 300 ميغاوات من تركيا، مع السعي لزيادة هذه الكمية إلى 600 ميغاوات في المستقبل القريب، وربما الوصول إلى 800 ميغاوات في مراحل لاحقة". أما فيما يتعلق بملف المياه، فقد أكد الوزير أن "الجانبين ناقشا التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب سنة الجفاف والانخفاض الواضح في نسبة المياه في كل من تركيا والعراق"، مضيفا أنه "تم بحث سبل إدارة هذه المسألة، وبدء تنفيذ مشاريع مائية في العراق، تتضمن إدارة وحصر وخزن المياه، بمشاركة الشركات التركية". وتابع: كما تم التطرق إلى "آليات الدفع الخاصة بهذه المشاريع، سواء من خلال النفط أو تضمينها في الموازنة القادمة"، مشددا على أن "المباحثات الأساسية تركزت حول ملفات المياه والطاقة، بالإضافة إلى القضايا الأمنية، حيث تم التوصل إلى تفاهمات واضحة في هذا المجال". ملف المياه وفي نفس السياق، أكد وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب عبد الله، على الأهمية البالغة التي حظي بها ملف المياه خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الوفد العراقي برئاسة السوداني إلى الجمهورية التركية. وقال عبد الله للجزيرة نت إن "موضوع المياه كان حاضرا بقوة وبشكل محوري ضمن المواضيع التي طرحها رئيس مجلس الوزراء على الجانب التركي"، مشيرا إلى وجود "استجابة من الجانب التركي تجاه هذا الملف الهام، حيث تم شرح الظرف المائي الصعب الذي يمر به العراق، والذي يتجلى في سنة الجفاف الشديدة والمشاكل الحادة التي تواجه البلاد". كما أضاف أنه تم إطلاع الجانب التركي على "القرار الصعب الذي اتخذته الحكومة العراقية بمنع زراعة المحاصيل الصيفية بسبب شح المياه الحالية ومحدودية الكميات المتوفرة"، مشددا على أن هذا القرار، على الرغم من صعوبته، جاء انطلاقا من الحاجة الملحة للحفاظ على الموارد المائية المتاحة لتلبية الاحتياجات الأساسية خلال فصل الصيف القادم. وحذر الوزير من أن "العراق سيواجه صيفا صعبا في ظل هذه الظروف المائية الاستثنائية"، مؤكدا على أن "جهود وتعاون الجانب التركي معنا من أجل معالجة هذه التحديات الحيوية تعتبر ضرورية". إعلان وأعرب عبد الله عن تفاؤله بالاستجابة الإيجابية التي لمسها من الجانب التركي، قائلا: "كانت هناك استجابة إيجابية ووعدونا خيرا، ولدينا متابعة يومية لإيرادات المياه لمعرفة مدى الالتزام". القمة العربية خبير العلاقات الدولية طارق الزبيدي توقع أن تحمل زيارة السوداني إلى تركيا دعوة لأنقرة وطهران لحضور القمة العربية في بغداد كمراقبين أو ضيوف، نظرا لتأثيرهما في القضايا العربية. وتتأهب العاصمة العراقية بغداد لاستقبال وفود من 21 دولة عربية، للمشاركة بالقمة الـ34 لمجلس جامعة الدول العربية المقرر انعقادها في 17 مايو/أيار الجاري. وأشار الزبيدي خلال حديثه للجزيرة نت إلى الدور المحوري لكل من تركيا، كعضو في الناتو وذات موقع إستراتيجي، والعراق، بدوره الإقليمي وثرواته وعلاقاته القوية بجواره. وأوضح أن نجاح العراق في وساطات سابقة يعزز دوره كوسيط مقبول، وأن التعاون المتنامي بين بغداد وأنقرة، وإدراكهما لأهمية الحوار، سيحقق نتائج إيجابية، خاصة في ظل المصالح الاقتصادية المشتركة كمشروع طريق التنمية، كما لفت إلى حاجة الطرفين للتنسيق في ملفات أمنية واقتصادية. وبيّن أن التقارب العراقي التركي لن يؤثر على علاقات بغداد بواشنطن، لكنه قد يثير مخاوف لدى طهران، مؤكدا قدرة العراق على الحفاظ على توازن علاقاته مع جميع دول الجوار. وأشار الزبيدي إلى أن الزيارات المتبادلة وتوقيع مذكرات التفاهم يعكسان رغبة في تعزيز التعاون، وأن الحراك الدبلوماسي العراقي يهدف لتهيئة بيئة مناسبة لنجاح القمة العربية في بغداد، بما يعيد للعراق دوره المحوري إقليميا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store