
ما وراء اشتباكات تايلند وكمبوديا؟ صحف أميركية تجيب
وتبادلت الدولتان الجارتان الاتهامات بشأن من أطلق الرصاصة الأولى، وطرد سفير كل منهما لدى الأخرى.
وأبرزت 3 من كبريات الصحف والمجلات الأميركية خلفيات تاريخية عن طبيعة الصراع بين تايلند وكمبوديا، وأسباب اندلاعه مرة أخرى، وقارنت بين القوة العسكرية التي تمتلكها كل منهما، ودور النزاع الأخير في الأزمة السياسية التي تعصف ببانكوك حاليا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن التصعيد العسكري، يوم الخميس، جاء بعد شهور من التوترات المتصاعدة، ووسط أزمة سياسية داخل تايلند أدت إلى تعليق مهام رئيسة الوزراء بيتونغتارن شيناواترا في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري، ما أعطى بعدا داخليا حادا للأزمة الخارجية.
واعتبرت أن النزاع الحدودي بين البلدين ليس جديدا، إذ يعود إلى خلافات قديمة عن ترسيم الحدود، استندت إلى خريطة تعود لعام 1907 وضعتها سلطات الاستعمار الفرنسي في كمبوديا.
وقد شهدت المنطقة توترات متكررة، لكن التوتر الأخير تفاقم منذ مايو/أيار الماضي، إثر مقتل جندي كمبودي في اشتباك حدودي. وأدى انفجار لغم أرضي في وقت سابق من الشهر الحالي إلى بتر ساق جندي تايلندي.
وأوضحت الصحيفة، أن العامل السياسي ساهم في تفجير الأزمة، خصوصا بعد تسريب مكالمة هاتفية حساسة بين بيتونغتارن شيناواترا ورئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين -والد رئيس الوزراء الحالي هون مانيت- حيث ظهرت بيتونغتارن في التسجيل وهي تتحدث إليه بلغة وُصفت بالخاضعة، واصفة إياه بـ"العم"، ومبدية استعدادها "لترتيب أي شيء يطلبه".
وقد أثار التسجيل غضبا شعبيا واسعا داخل تايلند، خاصة في ظل حساسية العلاقة بين بيتونغتارن -ابنة رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا- والجيش التايلندي القوي.
مقارنات عسكرية
ومع تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتحذيرات كمبودية من رد عسكري، يخشى مراقبون من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، خصوصا مع غياب قناة دبلوماسية فعالة بعد تقليص العلاقات بين العاصمتين.
إعلان
وقارنت مجلة نيوزويك في تقرير لمراسلتها لشؤون الأمن والدفاع، إيلي كوك، القدرات العسكرية لتايلند وكمبوديا استنادا إلى بيانات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية البريطاني ومقره الرئيس في لندن، التي تكشف عن فوارق هائلة في الميزانيات والتجهيزات العسكرية.
ووفقا لتلك البيانات، تمتلك تايلند جيشا كبيرا وحديثا نسبيا، بميزانية دفاعية تبلغ 5.7 مليارات دولار سنويا، مقارنة بـ1.3 مليار دولار فقط لكمبوديا.
ويُعد سلاح الجو التايلندي من بين الأفضل تجهيزا في جنوب شرقي آسيا، ولديه 112 طائرة مقاتلة، منها 46 طائرة من طراز إف-16.
وفي المقابل، تفتقر كمبوديا تماما إلى الطائرات المقاتلة، ويقتصر سلاحها الجوي على 26 مروحية وعدد محدود من الأفراد يقدر بنحو 1500 شخص فقط.
عدد الجنود
وفي حين أن تايلند لها نحو 130 ألف جندي نظامي، إضافة إلى عدد مماثل من المجندين، وقرابة 400 دبابة رئيسية، وحاملة طائرات و7 فرقاطات، فإن لدى كمبوديا قوات برية يبلغ قوامها نحو 75 ألف جندي، وتستخدم دبابات قديمة من طراز (تي-54) و(تي-55) تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، إضافة إلى عربات طراز (بي إم بي-1) الروسية البرمائية. لكنها لا تملك قوة بحرية تُذكر.
وعن المدفعية، فإن الطرفين يستخدمان أنظمة إطلاق صواريخ ومدافع، لكن تايلند تستفيد من تنوع حديث يشمل أنظمة أميركية وصينية وإسرائيلية، بينما تعتمد كمبوديا على أنظمة تعود إلى الحقبة السوفياتية وبعض الأنظمة الصينية من تسعينيات القرن الماضي.
ورغم الفجوة الواضحة في التسليح والتقنيات، حذرت القيادة الكمبودية -وعلى رأسها رئيس الوزراء السابق هون سين- تايلند من "الافتخار بتفوقها العسكري"، متوعدة بـ"أقسى أنواع الردع".
ويبدو أن تايلند واثقة من تفوقها العسكري، وقد صعّدت ردودها الجوية في الأيام الأخيرة. غير أن استمرار المواجهات عند الحدود المتنازع عليها، ولجوء كمبوديا إلى مجلس الأمن الدولي ، قد يهدد -برأي نيوزويك- بانزلاق الوضع نحو نزاع أوسع ما لم تُبذل جهود إقليمية أو دولية جادة لنزع فتيل الأزمة.
معابد في خطر
وعلى موقعها الإلكتروني، اعتبرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية، أن التصعيد العسكري الأخير هو الأعنف منذ أكثر من عقد، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين جيشي البلدين في 6 مناطق متنازع عليها ذات أهمية تاريخية، أبرزها في محيط معبد براسات تا موين ثوم، ومعبد بريا فيهير الهندوسي، الذي حسمت محكمة العدل الدولية السيادة عليه لصالح كمبوديا عام 1962، قبل أن يتجدد النزاع عنه عدة مرات منذ عام 2008.
واتفقت بلومبيرغ مع ما خلصت إليه صحيفة نيويورك تايمز ومجلة نيوزويك من خطورة الأوضاع بين الدولتين الجارتين.
وأشارت إلى أن تقارير دولية تحذر من أن استمرار التصعيد يُنذر بتقويض الاستقرار الإقليمي في مثلث الزمرد، وهي منطقة حدودية مشتركة بين تايلند وكمبوديا ولاوس.
وقالت إن التحذير يأتي وسط دعوات لاحتواء الأزمة بالوسائل الدبلوماسية وتفعيل آليات تسوية النزاعات، في ظل رفض تايلند اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، التي لجأت إليها كمبوديا في محاولات متكررة لحسم النزاع الحدودي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
قوافل المساعدات تدخل السويداء وسط هدوء حذر
السويداء- تراجع التوتر الذي ساد محافظة السويداء جنوب سوريا خلال الأسابيع الماضية، وبدأت عملية إدخال المساعدات إلى المحافظة بعد حالة من العزلة عاشها السكان، وسط قلق متواصل من عودة التصعيد في أي لحظة. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت في 13 من الشهر الجاري بين مجموعات محلية مسلحة من جهة، وقوات الجيش السوري والأمن الداخلي من جهة أخرى، وذلك على خلفية استهداف عناصر محلية دورية تابعة للأمن الداخلي في ريف السويداء الغربي، أسفرت فيها المواجهات عن مقتل عدد من الطرفين، وألحقت دمارًا كبيرًا بالممتلكات، خاصة في الأحياء الغربية للمدينة. الحاجة أكبر وبعد توقف الاشتباكات، بدأت الحكومة السورية بالتنسيق مع منظمات أممية وجهات محلية، تقديم المساعدات الإنسانية إلى السويداء، حيث وصلت، حتى الآن، خمس قوافل ضمت أكثر من 150 شاحنة، محملة بالطحين ومواد إغاثية وطبية ومياه شرب ومحروقات، وأدخلت عن طريق معبر بصرى الشام الإنساني، الذي يُستخدم حاليًا منفذا رئيسيا لتأمين الاحتياجات العاجلة لسكان السويداء. يقول، أحد سكان مدينة السويداء، فادي نوفل، للجزيرة نت، "تشهد المحافظة استقرارًا أمنيًا نسبيًا يرافقه حذر، إذ لا تزال سيارات الفصائل المحلية المسلحة تتجول في طرقات المدينة بعد انسحاب القوات الحكومية من معظم النقاط العسكرية داخلها". ويضيف "المساعدات التي وصلت لا تلبّي الحد الأدنى من احتياجات السكان، الذين يعانون من أزمة معيشية خانقة، أبرزها نقص الطحين، الذي أدى إلى ازدحام كبير على الأفران، إضافة إلى شلل واضح في الحركة التجارية وركود في الأسواق". وخلال الأيام الأخيرة، غادر مئات السكان محافظة السويداء باتجاه العاصمة دمشق ، معظمهم من أصحاب الأمراض المزمنة وطلاب الجامعات، نتيجة سوء الأوضاع الخدمية وصعوبة الوصول للعلاج والتعليم، وفي المقابل عاد بعض العالقين خارج المحافظة، وخاصة سائقي الحافلات والنقل الخاص، بعد فتح الطرقات وتحسن الأوضاع الأمنية نسبيًا. استنفار للمساعدة من جهته، قال مسؤول معبر بصرى الشام الإنساني في الدفاع المدني السوري، يوسف أبو حصيني، للجزيرة نت، إن "الفرق مستنفرة منذ أيام عند المعبر، وتعمل على مساعدة الخارجين من السويداء وتأمين وسائل نقلهم نحو وجهاتهم". وأوضح أبو حصيني أن فرق الدفاع المدني تتعامل مع الحالات الطارئة، وتؤمن النقل إلى المراكز الطبية لمن يحتاجون رعاية صحية فورية، مؤكدًا استمرار الجهود رغم التحديات اللوجيستية والمخاوف الأمنية. وشهدت محافظة السويداء واحدة من أعنف موجات العنف، حيث شكّلت الاشتباكات الأخيرة تحوّلًا كبيرًا في المشهد الأمني، خصوصًا بعد انسحاب الجيش السوري من نقاطه داخل المدينة، وسيطرة الفصائل المحلية على الأرض. ورغم دخول المساعدات واستعادة الهدوء النسبي، إلا أن السكان لا يخفون مخاوفهم من انفجار جديد في أي لحظة، في ظل غياب حلول حقيقية للأزمة السياسية والمعيشية التي تعصف بالمحافظة.


الجزيرة
منذ 17 ساعات
- الجزيرة
لاعب أرسنال السابق ينضم لنادٍ جديد بعد خروجه من السجن
تعاقد نادٍ إنجليزي ينافس في دوري الدرجة السادسة مع لاعب قرر العودة إلى ممارسة كرة القدم بعد خروجه من السجن. وأعلن نادي "توتون إي إف سي" تعاقده مع الإنجليزي غاي إيمانويل توماس الذي سُجن بعد اتهامه بمحاولة تهريب مخدرات، وأُفرج عنه قبل أشهر. وأعرب النادي عن سعادته بالتعاقد مع اللاعب وقال في بيان "يسر توتون الإعلان عن التوقيع مع المهاجم المتعدد المهارات غاي إيمانويل توماس". وأضاف "اللاعب البالغ من العمر 34 عاما بدأ مسيرته في أكاديمية أرسنال وقاد فريق الشباب للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي للشباب عام 2009". وأتم البيان "سيُضفي غاي بحضوره القوي ومهاراته الفنية العالية الكثير من القوة على ملعب ذا سنوز ستاديوم في الموسم الأول لتوتون بدوري الدرجة السادسة". وأثار هذا الإعلان جدلا كبيرا بين مشجعي النادي، إذ انتقد بعضهم هذه الخطوة بسبب التعاقد مع لاعب "يفتقر للأخلاق"، بينما رحّب آخرون بانضمامه معربين عن تفاؤلهم بوجوده بسبب خبرته الكبيرة. بدوره قال جيمي بول، مدرب توتون عن الصفقة "تحدثت معه هاتفيا هذا الأسبوع، وأتذكره عندما كان شابا فقد كان موهبة استثنائية". وتابع "لا يزال غاي يمتلك الحافز والرغبة وهو يتمتع بحضور بدني قوي ومهارات فنية ممتازة. إنه شاب طيب ونحن متحمسون لانضمامه إلينا". وشارك إيمانويل توماس مع توتون في أول مباراة ودية ضد ويماوث ولعب لمدة 45 دقيقة وساهم في فوز فريقه بهدف دون رد. مهرب مخدرات وبحسب موقع "غيف مي سبورت" البريطاني فإن إيمانويل توماس كان العقل المدّبر لمحاولة تهريب مخدرات بقيمة 600 ألف جنيه إسترليني من تايلند إلى المملكة المتحدة، حيث أُلقي القبض عليه في مطار ستانستد بلندن في سبتمبر/أيلول 2023. وتم توزيع المخدرات التي بلغ وزنها 60 كيلوغراما في 4 حقائب سفر، علما بأنه جرى اعتقال فتاتين تبلغان من العمر 33 و29 عاما مع اللاعب. إعلان واعترف إيمانويل توماس بارتكابه الجريمة في مايو/أيار 2024، ثم صدر بحقه حكما بالسجن مدته 4 سنوات قضى منها أكثر من 10 أشهر خلف القضبان، ثم قرر ناديه السابق غرينوك مورتون الأسكتلندي إنهاء عقده بعد أن شارك في 6 مباريات فقط. وقالت وزارة العدل البريطانية إنه تم الإفراج عن اللاعب في التاسع من يوليو/تموز 2025 بشروط صارمة، في إطار قانون جديد لحكومة حزب العمال يسمح بالإفراج عن السجناء المؤهلين بعد قضاء 40% من مدة العقوبة.


الجزيرة
منذ 21 ساعات
- الجزيرة
ناد إنجليزي يتعاقد مع مهرب مخدرات بعد خروجه من السجن
تعاقد نادٍ إنجليزي ينافس في دوري الدرجة السادسة مع لاعب قرر العودة إلى ممارسة كرة القدم بعد خروجه من السجن. وأعلن نادي "توتون إي إف سي" تعاقده مع الإنجليزي غاي إيمانويل توماس الذي سُجن بعد اتهامه بمحاولة تهريب مخدرات، وأُفرج عنه قبل أشهر. وأعرب النادي عن سعادته بالتعاقد مع اللاعب وقال في بيان "يسر توتون الإعلان عن التوقيع مع المهاجم المتعدد المهارات غاي إيمانويل توماس". وأضاف "اللاعب البالغ من العمر 34 عاما بدأ مسيرته في أكاديمية أرسنال وقاد فريق الشباب للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي للشباب عام 2009". وأتم البيان "سيُضفي غاي بحضوره القوي ومهاراته الفنية العالية الكثير من القوة على ملعب ذا سنوز ستاديوم في الموسم الأول لتوتون بدوري الدرجة السادسة". وأثار هذا الإعلان جدلا كبيرا بين مشجعي النادي، إذ انتقد بعضهم هذه الخطوة بسبب التعاقد مع لاعب "يفتقر للأخلاق"، بينما رحّب آخرون بانضمامه معربين عن تفاؤلهم بوجوده بسبب خبرته الكبيرة. بدوره قال جيمي بول، مدرب توتون عن الصفقة "تحدثت معه هاتفيا هذا الأسبوع، وأتذكره عندما كان شابا فقد كان موهبة استثنائية". وتابع "لا يزال غاي يمتلك الحافز والرغبة وهو يتمتع بحضور بدني قوي ومهارات فنية ممتازة. إنه شاب طيب ونحن متحمسون لانضمامه إلينا". وشارك إيمانويل توماس مع توتون في أول مباراة ودية ضد ويماوث ولعب لمدة 45 دقيقة وساهم في فوز فريقه بهدف دون رد. مهرب مخدرات وبحسب موقع "غيف مي سبورت" البريطاني فإن إيمانويل توماس كان العقل المدّبر لمحاولة تهريب مخدرات بقيمة 600 ألف جنيه إسترليني من تايلند إلى المملكة المتحدة، حيث أُلقي القبض عليه في مطار ستانستد بلندن في سبتمبر/أيلول 2023. وتم توزيع المخدرات التي بلغ وزنها 60 كيلوغراما في 4 حقائب سفر، علما بأنه جرى اعتقال فتاتين تبلغان من العمر 33 و29 عاما مع اللاعب. إعلان واعترف إيمانويل توماس بارتكابه الجريمة في مايو/أيار 2024، ثم صدر بحقه حكما بالسجن مدته 4 سنوات قضى منها أكثر من 10 أشهر خلف القضبان، ثم قرر ناديه السابق غرينوك مورتون الأسكتلندي إنهاء عقده بعد أن شارك في 6 مباريات فقط. وقالت وزارة العدل البريطانية إنه تم الإفراج عن اللاعب في التاسع من يوليو/تموز 2025 بشروط صارمة، في إطار قانون جديد لحكومة حزب العمال يسمح بالإفراج عن السجناء المؤهلين بعد قضاء 40% من مدة العقوبة.