
مدينة الدار البيضاء تُراهن على السياحة والترفيه لانتزاع استضافة نهائي المونديال
يبدو أن مدينة الدار البيضاء جادة في طموحها لاستضافة نهائي مونديال 2030، وفي حال عدم حدوث ذلك فالأمر يتعلق بإعطاء صورة إيجابية عن القطب الاقتصادي للمغرب، بتنظيم مباريات النصف والربع، التي تحظى بدورها بمتابعة كبيرة. ذلك ما يدركه المسؤولون بالمركز الجهوي للاستثمار بجهة الدار البيضاء، والذي يسارع الزمن لجعل 'كازا' في الموعد مع التاريخ مراهناً في ذلك بالخصوص على الاستثمارات السياحية والترفيهية.
وعلاوة على الحدث الرياضي، يعد المونديال فرصة فريدة لتسريع تطوير البنية التحتية، وتحديث التجهيزات وجذب الاستثمارات المهيكلة. كما تعد الشراكة بين القطاعين العام والخاص بمثابة رافعة استراتيجية لتمويل وتنفيذ المشاريع الطموحة المتعلقة بالحدث الرياضي.
52 مليار درهم هي الكلفة الاستثمارية المتوقعة لتنظيم البطولة بالمغرب، وهو مبلغ يشمل قطاعات كثيرة في مقدمتها البناء والسياحة، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها 'سوجي كابيتال' في عام 2023، غير أن الأرقام تتغير بشكل مضطرد. و'جهة الدار البيضاء-سطات، باعتبارها القاطرة الاقتصادية للبلاد، والتي تمثل أكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، تطمح جدياً لاحتضان نهائي المونديال في ملعبها الجديد الذي ينتظر أن يكون الأكبر في العالم'.
ذلك ما أكده سلمان برادة، مدير قطب 'دار المستثمر' بالمركز الجهوي للاستثمار، مؤكدا أن المجهود الاستثماري بالجهة يسير على قدم وساق لتحقيق هذا الحلم وتلبية مواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، 'للحصول على فرصة إقامة مباريات ربع النهائي ونصف النهائي، ولما لا، المباراة النهائية هنا في المغرب'.
وأكد المسؤول، الذي كان يتحدث خلال ندوة رقمية من تنظيم غرفة التجارة البريطانية بالمغرب، 'أننا نعمل على الاستجابة لمعايير دفتر تحملات الفيفا وتقديم أجوبة عن كل تفاصيله'، مضيفاً 'حين ننظر إلى تلك المواصفات يتضح أن الأمر يتعلق بمواصفات تنموية حقيقية، متعددة الأوجه، وتشمل جميع القطاعات، من السياحة إلى الترفيه إلى الصحة، وغيرها من القطاعات'.
ويتعلق الأمر بالجهة المغربية التي بها تمثيلية لكافة القطاعات الإنتاجية، من الصناعة إلى الخدمات مروراً بالسياحة، وهو ما يعزز حظوظها لنيل شرف استضافة مباريات كبرى ستدور رحاها بالمغرب، 'نحظى في الجهة بالعديد من المراكز التنموية والمراكز المالية، والخاصة بالتنمية الصناعية في صناعات دقيقة للغاية مثل صناعة الطيران، والسيارات، والأدوية'. يؤكد برادة، مضيفاً أن البنية التحتية ذات المستوى العالمي، سواء من حيث السكك الحديدية أو من المطارات متوفرة بالجهة.
ومع ذلك فالاستثمارات ستذهب في اتجاه تعزيز هذه المكتسبات، بحيث لفت إلى أن من بين المطارات التي ستشهد تطورا كبيرا في هذا الصدد، من المقرر أن يكون مطار محمد الخامس ، الذي سيتم تعزيز عرضه بشكل أكبر خاصة في ما يتعلق بالأنشطة المحيطة بالمطارات.
وأضاف كذلك أن من بين مؤهلات الجهة غناها بالسكان النشيطين، وبرواد الأعمال والمقاولات، كما أنها تعد أول جهة فلاحية وصناعية وخدماتية في المغرب، وفي هذا الصدد 'يواكب المركز الجهوي للاستثمار بالجهة شتى أنواع المشاريع، بدءًا بمقاولات ريادية صغيرة إلى المشاريع الكبيرة، مع استقبال العديد من الشركات الأجنبية المهتمة جدًا بالمغرب'.
وعلاوة على ذلك فالجهة ستستفيد من الملعب الكبير الذي سيتم بناؤه بمنطقة بن سليمان، بالإضافة إلى عدد من البنى التحتية الرياضية والترفيهية والثقافية والتي هي قيد التحديث ويتم إطلاقها تدريجياً. 'بوسع ساكني الدار البيضاء رؤية التحول المذهل الذي شهدته في الآونة الأخيرة'.
وشدد على أن 'الهدف ليس كأس العالم فقط، بل استقطاب العديد من التظاهرات المقبلة، وجعل مدينة الدار البيضاء تأخذ المكانة العالمية التي تستحقها'، مضيفاً 'كل القطاعات مهمة، ولكننا اليوم نعمل بشكل أكثر كثافة في مجالات السياحة والترفيه، وكل ما من شأنه تعزيز الجاذبية، وكذا كل ما يتعلق بتطوير البنى التحتية الكبيرة، إذ إن قطاع البناء سيكون اليوم تحت الاختبار، كما سيصل عدد غير قليل من الصناعات الجديدة إلى الجهة'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 23 دقائق
- هبة بريس
ارتفاع بـ28% في مفرغات الصيد بميناء المضيق
هبة بريس بلغت كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي بميناء المضيق، إلى غاية متم أبريل الماضي، 734 طنا، بزيادة نسبتها 28 % مقارنة مع الفترة ذاتها من العام المنصرم، بحسب تقرير دوري للمكتب الوطني للصيد البحري. وأفادت المعطيات الواردة في تقرير المكتب حول الصيد الساحلي والتقليدي بموانئ المغرب بأن القيمة التجارية لهذه المفرغات بلغت أكثر من 35,9 مليون درهم، بنمو يعادل 27 في المائة، مقابل أكثر من 28,37 مليون درهم عام 2024. وحسب الأنواع، سجلت كمية الأسماك السطحية التي تم تفريغها بهذا الميناء المتوسطي زيادة بنسبة 63% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، لتصل إلى 235 طنا، بقيمة تقديرية تزيد على 3,96 مليون درهم (+ 66%)، مقابل حوالي 145 طنا و2,38 مليون بين يناير وأبريل من العام الماضي. من جهتها، سجلت كمية الأسماك البيضاء المفرغة بالميناء زيادة بنسبة 13 % لتصل إلى 185 طنا، بقيمة تزيد على 7,21 مليون درهم، مقارنة بأزيد من 163 طنا / 6.34 مليون درهم على أساس سنوي. كما سجلت كمية الرخويات البحرية المفرغة زيادة مهمة بنسبة 12% إلى 248 طنا بمداخيل مالية إلى 17,58 مليون درهم (+ 20%)، أما بالنسبة للقشريات، فقد سجلت نموا قويا بنسبة 36% إلى 60 طنا، محققة مداخيل بلغت حوالي 7.12 مليون درهم (+ 43%). وعلى الصعيد الوطني، بلغت الكميات المسوقة من منتوجات الصيد الساحلي والتقليدي 206 آلاف و666 طنا في نهاية أبريل 2025، مسجلة انخفاضا بنسبة 23 في المائة، بالمقارنة مع الفترة ذاتها سنة من قبل. ومن حيث القيمة، سجلت هذه الكميات ارتفاعا بنسبة 2 في المائة، إلى أزيد من 3,65 ملايير درهم، بحسب المكتب الوطني للصيد البحري.


الألباب
منذ ساعة واحدة
- الألباب
بنك المغرب: الدرهم يرتفع أمام الدولار الأمريكي
الألباب المغربية/ مصطفى طه أفاد بنك المغرب بأن سعر صرف الدرهم ارتفع بنسبة 0,6 في المائة مقابل الدولار الأمريكي، وتراجع بـ 0,3 في المائة مقابل الأورو، خلال الفترة من 15 إلى 21 ماي الجاري. وذكر بنك المغرب، في نشرته الأسبوعية، أنه لم يتم خلال هذه الفترة إجراء أي عملية مناقصة في سوق الصرف. وأضاف المصدر ذاته، أن الأصول الاحتياطية الرسمية بلغت، بتاريخ 16 ماي، 396,4 مليار درهم، مسجلة تراجعا بنسبة 0,5 في المائة من أسبوع لآخر، وارتفاعا بـ 6,6 في المائة على أساس سنوي. وضخ بنك المغرب، في المتوسط اليومي، 125 مليار درهم تتوزع بين تسبيقات لمدة 7 أيام بقيمة 46,5 مليار درهم، وعمليات إعادة الشراء طويلة الأجل وقروض مضمونة بلغت تواليا 41,3 مليار درهم و37,2 مليار درهم. وعلى مستوى السوق بين الأبناك، بلغ متوسط حجم التداول اليومي 2,7 مليار درهم، والمعدل بين الأبناك 2,25 بالمائة في المتوسط. وخلال طلب العروض ليوم 21 ماي (تاريخ الاستحقاق 22 ماي)، ضخ البنك المركزي 42,6 مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة 7 أيام. وبخصوص سوق البورصة، ارتفع مؤشر 'مازي' بنسبة 0,1 في المائة ليصل أداؤه منذ مطلع السنة إلى 22 في المائة. ويعكس هذا التطور، بالأساس، ارتفاعات بنسبة 15 في المائة في مؤشرات 'الكهرباء'، و0,9 في المائة في 'البناء ومواد البناء'، و5,6 في المائة في 'الصناعة الغذائية'، و0,1 في المائة في 'الأبناك'. وفي المقابل، أظهر مؤشرا 'المساهمة والإنعاش العقاريين' و'الصحة' تراجعا بلغ تواليا 4,3 في المائة و3,7 في المائة. وبخصوص الحجم الأسبوعي للمبادلات، فقد تراجع من أسبوع لآخر من 2,6 مليار درهم إلى 1,9 مليار درهم، تم إنجازها بالأساس على مستوى السوق المركزي للأسهم.


24 طنجة
منذ 2 ساعات
- 24 طنجة
✅ مراحيض مغلقة في مدينة مفتوحة على العالم
وسط سباق محموم تخوضه مدينة طنجة لتثبيت موقعها ضمن خارطة المدن العالمية، يطفو إلى السطح مجددًا ملف يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه عميق الدلالة 'المراحيض العمومية'. ففي الوقت الذي تمضي فيه مشاريع البنى التحتية الكبرى قدمًا، بين توسعة الميناء والمنصات اللوجستية والمناطق الصناعية، تظل وظائف أساسية مثل الحق في قضاء الحاجة في فضاء عمومي لائق، خارج المعادلة. حادثة عرضية وقعت على هامش تظاهرة رياضية مؤخرًا، أعادت إثارة هذا الملف بشكل غير مباشر. فقد اضطر أحد المشاركين إلى الانحراف عن المسار للبحث عن مكان معزول لقضاء حاجته، في غياب مرفق مخصص لهذه الوظيفة. الواقعة لم تُوثق ولم تُناقش، لكنها وقعت، وتكفي لتسليط الضوء على سؤال جوهري: ما جدوى التهيئة إذا كانت أبسط الحاجات الإنسانية غير مضمونة؟ في هذا السياق، أطلقت شركة التنمية المحلية 'طنجة موبيليتي' صفقة جديدة لتوريد وتركيب وتشغيل ثمانية مراحيض عمومية ذاتية التنظيف، بتكلفة إجمالية تقارب 15.5 مليون درهم، بموجب طلب العروض رقم 26/TM/2025. وتشمل هذه الصفقة تجهيزات حديثة وربطًا كاملاً بشبكات الماء والكهرباء، إلى جانب مراعاة متطلبات الولوج للأشخاص في وضعية إعاقة. ورغم الانتقادات المتكررة في تجارب سابقة، والتي غالبًا ما انتهت إلى وحدات مغلقة بسبب غياب الصيانة والتتبع، يعوَّل على هذه المبادرة لتأسيس نمط جديد من الخدمات الحضرية المستدامة، شرط أن تُدمج ضمن منظومة شاملة تشمل الحراسة والصيانة والتدبير اليومي. وفي الوقت الذي تحتفي فيه طنجة بمشاريع ريادية على مستوى النقل والتهيئة الساحلية، تستمر الهوة بين الطموح العمراني ومتطلبات الحياة اليومية للمواطن. إذ غالبًا ما تُنجز المرافق في إطار أجوبة ظرفية أو حلول مصاحبة لتظاهرات محددة، دون دمجها في رؤية متكاملة للحكامة الحضرية. وتعود الملاحظة إلى الواجهة في ظل استعداد المدينة لاحتضان مباريات كأس العالم 2030، إذ يبرز سؤال ملحّ: كيف تستقبل طنجة آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، في ظل غياب مرافق عمومية تحفظ كرامة الإنسان في أبسط حاجاته؟ تجدر الإشارة إلى أن ملاحظة مماثلة وردت، حسب مصادر محلية، في تقارير غير منشورة عقب زيارة لجنة تقييم ملف طنجة لاستضافة 'إكسبو' سنة 2012، حين تم التنبيه إلى غياب المراحيض العمومية بمحيط المواقع المقترحة. ويؤكد خبراء في التخطيط الحضري أن المرافق الصحية ليست مجرد بنى تحتية تقنية، بل تعتبر مؤشرا حضاريا ومعيارا أساسيا في تصنيفات المدن الذكية والمدن الصالحة للعيش. فإلى جانب العدد، تُعد شروط الاستعمال—من نظافة وأمان ومجانية وساعات عمل—جزءًا من الصورة العامة للمدينة. وفي هذا الإطار، قد تشكل صفقة 'طنجة موبيليتي' فرصة نوعية لإعادة الاعتبار لهذه الخدمة الأساسية، لكن ذلك يتوقف على الإرادة المؤسسية لجعل المرفق جزءًا من الحياة اليومية، وليس مجرد عنصر تجميلي مؤقت. فطنجة لا تنقصها الموارد ولا الطموحات، وإنما ينقصها، كما يوحي هذا الملف، فن ترتيب الأولويات.