logo
في حضرة الباطل.. فيلم "التجويع المقلوب" يهز الضمير العالمي

في حضرة الباطل.. فيلم "التجويع المقلوب" يهز الضمير العالمي

الشروقمنذ 5 أيام
وزراء خارجية غربيون يدينون "هزال الأسرى"
يبدو أن كلمتي 'المشاهد الصعبة' تحمل أكثر من تفسير في العالم فلغويا لا أحد يختلف فيها أما معنويا فتختلف إن كان الضحية فلسطينيا جائعا أم صهيونيا أسيرا يبدو عليه بعض الهزال.
هكذا حاولت ' أكذب حكومة على وجه الأرض'، استعطاف العالم بصورة أسير لدى المقاومة يبدو عليه الهزال، ووجهت نداء عاجلا لـ 'أحرار العالم' للمساهمة في إعلاء 'كلمة الباطل' وإطلاق سراح جوعى الاحتلال.
'ليس بإمكان العالم أن يظلّ صامتاً إزاء المشاهد القاسية الناتجة من التعذيب السادي المتعمّد للمختطفين، والذي يشمل تجويعاً من جانب حماس والجهاد الإسلامي'، هذه كلمات وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر الذي نطقها 'بلا خجل' متناسيا دور حكومته في تجويع القطاع.
وتوجّه وزير خارجية الاحتلال الصهيوني، جدعون ساعر، إلى نظرائه حول العالم، مطالباً بخروجهم في نداء عاجل مشترك لإطلاق سراح الأسرى في ضوء ما وصفه بـ'المشاهد الصعبة'، التي ظهر فيها الأسيران أفيتار دافيد وروم برسلافسكي.'.
والمثير أن نفس أحرار العالم الذين يخاطبهم 'الساعر' الصهيوني، غضوا الطرف عن شهور من القتل والتشريد والمجاعة.
كما أن نظراءه في العالم لم يتحركوا في الأيام الماضية وهم يشاهدون أجسادا نحيلة تتساقط تباعا على الطرقات وفي المستشيفات بسبب سياسية التجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني في قطاع غزة والتي اسفرت عن استشهاد المئات جوعا وعطشا.
ولم يكتف وزير خارجية الاحتلال بمخاطبة العالم بل تجرأ على طلب عقد جلسة خاصّة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة قضية الأسرى الصهاينة وأوضاع احتجازهم، وفقاً لما كشفته صحيفة معاريف، العبرية.
والمضحك المبكي في فيلم 'التجيع المقلوب' للمخرج جدعون ساعر أن عدد من وزراء خارجية الدول حول العالم استجاب لدعوته، إذ كتب وزير الخارجية الصربي، ماركو غوريتس، أنّ 'على حماس إطلاق سراح كل الأسرى حالاً. فلتطلقوا سراح ألون أهيل (الذي حمل جنسية مزدوجة صربية وإسرائيلية) حالاً'،
واعتبر هذا الوزير الصربي في منشور له على منصة 'إكس' أن 'أفيتار دافيد، وروم برسلافسكي، اللذين اختطفا قبل 666 يوماً، مجوّعان ومعذبان، وهما شهادة على الوحشية غير المعقولة لآسريهم. ونحافتهم هي جريمة فظيعة'.
أمّا وزارة خارجية الباراغواي فقالت في بيان إن حكومتها 'تدين بشدّة المشاهد المروعة للمختطفين الإسرائيليين التي بثتها حركة حماس'، على حد وصفها، مشيرةً إلى أنها 'تستنكر استخدام المختطفين في إطار حملة دعائية'، مطالبةً بـ'إطلاق سراحهم حالاً'.
أمّا وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، فنشرت تغريدة على صفحتها بمنصة 'إكس' قالت فيها إنّ 'صور المختطفين الإسرائيليين مروّعة وتكشف عن بربرية حماس. ينبغي تحرير كل المختطفين فوراً ومن دون قيد أو شرط. على حماس أن تُسلّم سلاحها وتنهي حكمها في غزة. وبالتوازي يجب السماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع للمحتاجين'.
يبدو أن العالم الذي نعيش فيه يحتاج إلى طبيب عيون ماهر وطبيب أمراض عقلية بارع بصورة مستعجلة فنحن بحاجة إلى كشف طارئ على عيون العالم وصحته العقلية قبل ان نُصدر أحكاما 'بشعة' في أشباه بشر يحيطون بنا من كل جانب.
أسرى جوعى والشارع يغلي.. حماس تُربك حكومة نتنياهو مجددا
وأحدثت مقاطع فيديو نشرتها حماس والجهاد الإسلامي منذ الخميس الماضي، حالة من الصدمة لدى الصهاينة الذين طالبوا بضرورة التوصل لصفقة مع المقاومة للإفراج عن أسراهم.
وأخرج الفيديو عائلات الرهائن الصهاينة لدى المقاومة إلى الشارع في مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف، محذرين نتنياهو من خطر يتهدد أبناءهم ومطالبين بصفقة فورية لإعادتهم.
ويبدو أن صور المجاعة التي بدت على أجساد الرهائن الصهاينة، أربكت نتنياهو وجعلته في مرمى نيران المعارضة وعائلات الأسرى.
وقال مجرم الحرب المطلوب لدى المحكة الجنائية بنيامين نتنياهو: 'بينما تسمح إسرائيل بوصول المساعدة الإنسانية إلى سكان غزة، يقوم عناصر حماس بتجويع رهائننا عمدا وتصويرهم بطريقة دنيئة ومقيتة.'
وتحدث نتنياهو مع عائلتي الأسيرين أفيتار دافيد وروم براسلافسكي وقال 'إن الجهود متواصلة لإعادة كل الرهائن وستستمر دوما بلا كلل'.
ومن جهتها نقلت هيئة البث العبرية عن عائلات الأسرى أن التخلي عن المحتجزين في غزة سيؤدي إلى خراب ما يسمى 'الهيكل الثالث'.
وأضافت أن جميع الأسرى في خطر، مطالبة بالانسحاب من قطاع غزة.
وبدوره قال زعيم 'حزب إسرائيل بيتنا' أفيغدور ليبرمان 'المختطفون يقبعون في أنفاق حماس والمجتمع الإسرائيلي ممزق، والحكومة التي لا تنقذ أبناءها تعمق الشرخ بالمجتمع ولا يحق لها الوجود'.
في حين نقلت هيئة البث العبرية عن المندوب السابق بالأمم المتحدة جلعاد أردان مطالبه بإنهاء الحرب في غزة بشكل فوري لإعادة المحتجزين، ثم العودة للقتال بعد أشهر.
وللإشارة يُقدر الكيان الصهيوني وجود 50 أسيرا صهيونيا بغزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا كبيرا تسبب في استشهاد الكثير منهم.
'التجويع يحصد أسرى الاحتلال'.. عائلاتهم مرعوبة والقسام تُعلق: 'يأكلون مما نأكل'
والسبت، أثار المقطع الذي بثته كتائب الشهيد 'عز الدين القسام' الجناح العسكري لحركة حماس، لأسير صهيوني تبدو عليه أعراض المجاعة، صدمة في الكيان الذي اعتاد رؤية هذه المشاهد على أجساد الفلسطينيين في غزة فقط.
وقالت عائلات أسرى الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إن 'الوقت نفد ويجب وقف الجنون والتوصل إلى اتفاق شامل يعيد المخطوفين'.
وقالت والدة الأسير في غزة ماتان تسانغوكر: '666 يوما مضت على انهيار حياتنا ولا نستطيع الاستمرار على هذا المنوال.'
ووتابعت قائلة: 'مقاطع الفيديو التي نشرت في اليومين الأخيرين للمخطوفين تمزقنا.'
ووصفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، الفيديو بالصادم وأنه يعبّر عن مدى الضرر الذي لحق بالأسرى جراء الأزمة الغذائية الحادة في القطاع، لافتة إلى أنه ستكون له تداعيات على اتخاذ القرارات.
وعقّب زعيم المعارضة الصهيوني يائير لبيد على الفيديو قائلاً :'على جميع أعضاء الحكومة مشاهدة فيديو الأسير (أفيتار) ليلًا وأن يحاولوا بعدها النوم وهم يفكرون كيف يحاول النجاة في النفق'.
وأمس الجمعة، نشرت كتائب 'عز الدين القسام'، الجناح العسكري لحركة حماس، فيديو لأسير صهيوني ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن، وذلك نتيجة استمرار سياسة التجويع الصهيونية في غزة.
وظهر الأسير الصهيوني وهو يجلس على سرير في غرفة ضيقة بينما تظهر عليه علامات المجاعة وسوء التغذية، حيث برزت أضلاعه بشكل حاد نتيجة النقص الشديد في الوزن، في مشهد يعكس جانباً من سياسة التجويع التي يواصل الكيان الصهيوني تنفيذها بغزة.
وقالت القسام في مقطع الفيديو، الذي نشرته على صفحتها بمنصة 'تليغرام'، إن هذا الأسير (لم تسمّه) كان 'ينتظر أن يخرج بصفقة (تبادل أسرى)'.
وباللغات الثلاث العربية والإنجليزية والعبرية، قالت 'القسام' في مقطع الفيديو إن الأسرى الصهاينة المحتجزين لديها 'يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب'.
وأرفقت مقطع الفيديو بمشاهد لأطفال من غزة تظهر عليهم علامات سوء التغذية نتيجة مواصلة إسرائيل سياسة التجويع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيلينسكي: أوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها مهما كانت الضغوط - الدولي : البلاد
زيلينسكي: أوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها مهما كانت الضغوط - الدولي : البلاد

البلاد الجزائرية

timeمنذ 2 ساعات

  • البلاد الجزائرية

زيلينسكي: أوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها مهما كانت الضغوط - الدولي : البلاد

فارس عقاقني_ أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تتخلى عن أي جزء من أراضيها لصالح روسيا، رافضًا أي مقترحات سلام تتضمن التنازل الإقليمي، ومشددًا على أن "الأوكرانيين لن يهدوا أرضهم للمحتلين". جاء ذلك في رد مباشر على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن لقاء مرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم 15 أغسطس في ولاية ألاسكا، للتفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير عن احتمال تضمين الاتفاق تبادلًا في الأراضي بين الطرفين. وقال زيلينسكي في كلمة مصوّرة إلى الشعب نُشرت عبر حسابه على "إكس" اليوم السبت: "أي قرارات تُتخذ من دون أوكرانيا هي قرارات ضد السلام. قرارات ميتة، غير قابلة للتنفيذ. نحن بحاجة إلى سلام حقيقي، لا استسلام متنكر باسم التسوية." Ukraine is ready for real decisions that can bring peace. Any decisions that are against us, any decisions that are without Ukraine, are at the same time decisions against peace. They will not achieve anything. These are stillborn decisions. They are unworkable decisions. And we… ترامب يعلن عن قمة مرتقبة مع بوتين وكان ترامب قد أعلن الجمعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن لقاءه المرتقب مع بوتين يأتي في ظل تقارب بين الأطراف نحو وقف لإطلاق النار قد ينهي الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع تلميحات إلى "تبادل أراضٍ" بين روسيا وأوكرانيا.وفي حديثه للصحفيين من البيت الأبيض، قال ترامب: "سيكون هناك بعض تبادل الأراضي لما فيه مصلحة الطرفين." لكن مصادر في الإدارة الأميركية نفت لاحقًا صحة تقرير نشرته "بلومبرغ" تحدث عن اتفاق يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالمناطق التي احتلتها خلال الحرب، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الكرملين بهذا الشأن. الكرملين يؤكد القمة من جانبه، أكد الكرملين عقد القمة، وقال مستشار بوتين، يوري أوشاكوف، إن اللقاء سيركز على "مناقشة سبل التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للأزمة الأوكرانية"، واصفًا المحادثات بـ"الصعبة لكنها ضرورية".وتطالب روسيا بأحقيتها في السيطرة على أربع مناطق أوكرانية (لوغانسك، دونيتسك، زابوريجيا، وخيرسون) إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، رغم أن القوات الروسية لا تسيطر بالكامل على جميع تلك المناطق. ردود دولية وترقب أوروبي قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الحليف القوي لكييف، إن هناك مؤشرات على إمكانية تجميد النزاع، لكنه شدد على ضرورة إشراك الدول الأوروبية، وخصوصًا بولندا، في أي تسوية مقبلة. وأضاف توسك بعد اجتماعه مع زيلينسكي أن الرئيس الأوكراني كان "حذرًا ولكن متفائلًا". عقوبات محتملة وتهديدات اقتصادية وفي سياق الضغط على روسيا، هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة على موسكو وعلى الدول التي تستورد صادراتها ما لم تتجاوب مع مقترحات إنهاء الحرب. وبدأت إدارته بالفعل بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية بسبب شرائها النفط الروسي. ويأتي هذا التصعيد بينما وصف الجانبان، الأميركي والروسي، الاجتماع الأخير بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وبوتين في موسكو بأنه "بناء".

هل أفسدت حماس خطط نتنياهو؟
هل أفسدت حماس خطط نتنياهو؟

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 3 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

هل أفسدت حماس خطط نتنياهو؟

إيطاليا تلغراف د. عُمر عبد الله محلل سياسي وباحث استراتيجي مختص بالشأن الفلسطيني تعد المقاومة في غزة، وفلسطين عامة، نتاجا طبيعيا لوجود الاحتلال الذي بدأ في فلسطين مع مطلع القرن العشرين، بأشكال مختلفة، وعبر أسماء وتنظيمات وهبّات شعبية متنوعة. وبعد حدوث النكبتين في فلسطين: (1948، 1967)، لم تقف تلك المقاومة، بل أخذت أشكالا أكثر تنظيما ودقة، في العمل الفدائي الفلسطيني ضد وجود الاحتلال. واستمر النضال الفلسطيني دون توقف لسنوات عديدة، وإن اختلفت أشكاله بين مرحلة وأخرى، حتى جاءت الانتفاضة الأولى 1987، والتي استمرت حوالي سبعة أعوام، واكبتها موجة من العمليات الاستشهادية علق عليها رئيس وزراء دولة الاحتلال إسحاق رابين قائلا: 'لا أستطيع أن أوقف شخصا يريد أن يموت'.. وقد دخلت تلك الانتفاضة/ الثورة القاموس العربي، والغربي، وأصبحت كابوسا يطارد الاحتلال.. فكان لا بد من احتوائها. وهكذا، فيما كان الوفد الفلسطيني يفاوض في مدريد، للحصول على أفضل ثمرة للانتفاضة، كانت كواليس النرويج وغرفها المغلقة تشهد مفاوضات سرية بين منظمة التحرير وبين الاحتلال، لتخرج علينا في سبتمبر/ أيلول 1993، بما عرف باسم 'إعلان المبادئ لاتفاقيات أوسلو'، والذي تخلت فيه المنظمة عن فكرة الكفاح المسلح، وقبلت الاعتراف بشرعية الاحتلال، وتعديل ميثاقها، تحت عناوين المرحلية، والتكتيك، وخذ وطالب.. وهكذا. الأخطر في اتفاقيات أوسلو، أن صاحب الحق، وهو الفلسطيني، يعطي المحتل ما لا يستحق، ويعترف بشرعيته في فلسطين. ومما جاء ضمن بنودها، أنه تم الاتفاق على الذهاب إلى انتخابات فلسطينية عام 1996، يتم من خلالها اختيار رئيس السلطة الفلسطينية، وأعضاء المجلس التشريعي. في تلك الانتخابات، توافق الاجتهاد السياسي لدى حركتي حماس والجهاد، على مقاطعة الانتخابات باعتبارها من إفرازات أوسلو.. فلم تشارك أي من الحركتين فيها. وقد تم انتخاب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، رحمه الله، رئيسا للسلطة الفلسطينية. وبعد عقد من الزمان، شهد حالات من الرخاء والشد بين فصائل المقاومة، وخاصة الإسلامية منها، وبين السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، تمت الدعوة إلى انتخابات جديدة في مناطق السلطة الفلسطينية.. وكان 2006 هو عام الانتخابات الثانية للسلطة الفلسطينية. وشاركت حركة حماس في الانتخابات، في محاولة منها للجمع بين المقاومة والحكم، في حال فازت في الانتخابات، مقاربة بنموذج حزب الله في لبنان. وجاءت نتائج الانتخابات، خارج توقعات الجميع، فقد حصلت حركة حماس على أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، بما يؤهلها لتشكيل الحكومة.. ولم يرُق ذلك لصناع أوسلو. فكانت سياسة وضع العصي في الدواليب، هي الأكثر حضورا في حق حركة حماس، الفائزة عبر صندوق الانتخابات.. وبدأت الشروط تنهال من الغرب والعرب عليها: إذا أردتم أن تشاركوا في السياسة فعليكم بالاعتراف 'بدولة إسرائيل'. ولم ترضخ حماس، وتواصلت ضغوط أجهزة أمن السلطة في حق حركتي حماس والجهاد حتى بلغت حدا لا يطاق، من اعتقالات وتعذيب، وملاحقة ومحاكم أمن دولة، وسنوات سجن تمتد من سنة إلى المؤبد. وهنا جاءت لحظة التغيير عندما قامت حركة حماس برفض قرارات السلطة، خاصة الأمنية منها. وبدأت اشتباكات مسلحة في قطاع غزة بين أجهزة أمن السلطة، والحركة عام 2007، حتى أسفرت عن سيطرة حماس على قطاع غزة بالكامل، ليُفرض بعدها الحصار الشديد على قطاع غزة. البداية والتجهيز للطوفان تعتبر حماس، حركة مقاومة ذات صبغة عقائدية ملتزمة، تتيح مساحة للاجتهاد السياسي وفقا للسياسة الشرعية ومتغيرات الواقع. وهي حركة ذات هيكلية تنظيمية قوية وصلبة، يعود تاريخها إلى ما قبل التأسيس، من خلال خبرتها في العمل المؤسساتي المجتمعي في غزة، تحت لافتات أخرى. وبعد أن بدأت الحركة مرحلة الحكم في غزة، كان جليا أن لها مشروع مقاومة واضح الملامح، ظهرت قدرته لاحقا في طوفان الأقصى.. فمن اللحظة الأولى، وفي ظل عدم ملاحقة أجهزة أمن السلطة في غزة، بدأت حماس تعمل على مشروع المقاومة بطرق عملية ومنهجية تمثلت في النقاط التالية: العمل على بناء الإنسان 'الجندي والقائد'، بناء عقائديا وروحيا وتدريبيا، ليصبح قادرا على مواجهة جنود الاحتلال في أي مواجهة قادمة. حفر وبناء شبكة الأنفاق، التي زادت عن مئات الكيلومترات، والتي آتت أكلها في كل الحروب التي تعرضت لها غزة.. آخرها طوفان الأقصى. إعطاء فصائل المقاومة فرصة للعمل بحرية أفضل، وتوفير أراضٍ مخصصة للتدريبات العسكرية لأبناء تلك الفصائل، خاصة حركة الجهاد الإسلامي. عملت على إيجاد أدوات القتال، من عتاد وقوة.. فكانت الصواريخ، والعبوات، والقذائف، والمسيرات. ملاحقة شبكات عملاء الاحتلال في قطاع غزة، حتى ضيقت على أجهزة مخابرات الاحتلال من خلال هذه الملاحقة.. ومن خلال الأمن الهجومي، بدلا من الأمن الدفاعي. وما إن بدأت حركة حماس العمل بنمط جديد، حتى زاد الحصار، واشتد الخناق، لتبدأ رحلة السعي لاستئصالها، هي وكل المقاومة في غزة.. فكانت الحروب المتتالية: (2008، 2012، 2014) لتحقيق هذا الهدف. السلطة والمقاومة مشروعان متناقضان كل متابع موضوعي للشأن الفلسطيني، يستطيع أن يرى الفرق الواضح بين مشروع السلطة الفلسطينية في رام الله، ومشروع المقاومة في فلسطين عامة، وغزة خاصة. السبب في هذا الفرق، يرجع إلى سببين هما: الخلفية السياسية والفكرية لكلا المشروعين. الاتفاقيات التي كبّل الفلسطيني نفسه بها من خلال أوسلو. فالمشروع الأول، يقوم على التعايش والسلام مع دولة الاحتلال، وبقائها في فلسطين. والمشروع الثاني، يقوم على مقاومة الاحتلال، وتحرير فلسطين، وكنس الاحتلال منها. لكن السؤال هنا: ما علاقة طوفان الأقصى بالمشروع الوطني الفلسطيني والشرق الأوسط الجديد؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، لا بد من الذكر أن الطوفان، كسر وإلى الأبد صورة هذا الاحتلال/الأسطورة. فمنذ عقود طويلة، يتم العمل على تدجين العقول في العالم، ولا سيما العربي والإسلامي، للتسليم بأن هذا الاحتلال أسطورة، لا يمكن هزيمتها أو كسر هيبتها، فجاء الطوفان، وكسر هذه الأسطورة. وهذا يعني، أن هزيمة دولة الاحتلال ممكنة، ولم تعد مستحيلة. فإذا كانت غزة وحدها بمقاومتها وحاضنتها الشعبية، قد حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فكيف سيكون الحال لو كان هناك مشروع وطني جامع للكل الفلسطيني، ومعه حركات التحرر العربية والإسلامية التي تؤمن بتحرير فلسطين؟ وهذا يأخذنا إلى السؤال، عن الطوفان، وعلاقته بالشرق الأوسط الجديد. طوفان الأقصى محطة فارقة في الصراع قبيل الطوفان بفترة وجيزة، وقف رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمام الأمم المتحدة، رافعا خريطة للشرق الأوسط الجديد. وهو الذي دأب على التبشير بتغيير وجه الشرق الأوسط، إلى آخر جديد خالٍ من كل حركات المقاومة، وتكون دولة الاحتلال، هي الكبرى فيه، من حيث المساحة والقدرة والنفوذ. ولكن المفاجأة هي ما ذكرته كتائب القسام، من أنها كانت لديها معلومات دقيقة عن نية الاحتلال بدء هجوم كبير على المقاومة في غزة، ومن بعدها في الإقليم، ضد كل من يؤمن بالمقاومة في مواجهة دولة الاحتلال التوسعية. وهنا بادرت الحركة ببدء الطوفان في فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ردًّا على تلك الخطط التي أعدّها الاحتلال، ولتدمير أحلام نتنياهو بخريطة جديدة للشرق الأوسط. ويمكن القول إن طوفان الأقصى استطاع، حتى هذه اللحظة، تأخيرَ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وعرقلته، رغم كل ما فعله الاحتلال ضد حركات المقاومة. البناء على الطوفان رغم تكلفته العالية التي قدمها الشعب الفلسطيني، لا بد من استثمار هذا الطوفان، والبناء عليه بقوة، وهذا البناء يكون من خلال: أولا: في داخل فلسطين: إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني التحرري، مع ضرورة العمل على توسيع دائرته لتشمل كل ألوان الطيف السياسي المقاوم في فلسطين، التي تؤمن بضرورة العمل لتحرير فلسطين. ويجب القفز عن العراقيل التي يمكن أن يضعها البعض أمام تحقيق هذا الهدف، ومن ذلك زعم بعضهم أن إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني هو خطوة لاستبدال منظمة التحرير الفلسطينية.. وهو ليس كذلك، بل إن من أبجديات هذا المشروع، إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية نفسها، كبيت جامع للكل الفلسطيني تحت مشروع مقاومة الاحتلال. ثانيا: خارج فلسطين وإذا تم التوافق على مشروع وطني فلسطيني موحد- ويفضل أن يكون تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية- فإن العمل خارج فلسطين يصبح خطوة مكملة وداعمة لهذا المشروع، من خلال التعاون مع جميع حركات التحرر التي تؤمن بضرورة تحرير فلسطين، وكذلك مع الأنظمة التي تتبنى هذا الهدف. وينبغي أن يتم هذا التعاون ضمن إطار وطني موحد تشرف عليه مؤسسة جامعة تمثل الكل الفلسطيني، لأن وجود مثل هذا الإطار يسهل التنسيق مع تلك الأنظمة، ويعزز من قوة المشروع، ويراكم الإنجازات. وعلى عاتق هذا المشروع الجامع تقع المهام الأصعب، وفي مقدمتها طلب الدعم بكافة أشكاله من الأنظمة الملتزمة بقضية فلسطين، وذلك وفق قاعدة العمل المشترك التي يجسدها شعار: 'فلسطين تجمعنا'. محددات نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد وينبغي أن ندرك أنه حتى يتم تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، فإن هناك محددات لا بد من توفرها، وهي: توفر الرغبة لدى أصحاب المشروع ووجود الإرادة لتحقيق تلك الرغبة. وجود أنظمة تساعد على ذلك. غياب وانتهاء حركات المقاومة من المشهد. غياب الجماهير عن دورها الفاعل في التصدي للمشروع. ويمكن القول إن طوفان الأقصى أسهم في تثبيت حضور المقاومة في الميدان، لا سيما في غزة، وأعاد للجماهير دورها الفاعل في الساحات، وإن كان هذا الدور يشهد تراجعا وتقدما بحسب الظروف. أما ما يتعلق بالأنظمة، فهو جزء أساسي من المشروع الوطني الفلسطيني، الذي يحملها مسؤولياتها التاريخية تجاه فلسطين وشعبها، ويطالبها بالوقوف إلى جانب هذا المشروع التحرري. أما المحدد الأول، والمقصود به توفر الإرادة لدى أصحاب مشروع 'الشرق الأوسط الجديد'، فيمكن القول إن المقاومة، حتى الآن، نجحت في تعطيل هذا المسار وعرقلة تقدمه. خلاصة فكرة هزيمة الاحتلال ممكنة، وممكنة جدا، خاصة بعد ما فعله طوفان الأقصى. وسنن الله في التغيير حاضرة وبقوة.. وأحد أخطر سننه في هذه المواجهة: 'وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم'. فكرة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني من خلال منظمة التحرير، وعلى قاعدة تحرير فلسطين، هي الرد الأقوى على حجم الزيف والموت الذي يوزعه الغرب ومشروعه الصهيوني في فلسطين. من أجل الجيل القادم، لا بد من العمل والمثابرة، حتى لو لم نحضر التغيير والنصر.. فيكفينا شرفا، أننا كنا من أهل غزة.. ولا زلنا نقبض على جمرة الدين، وجمرة الوطن.. حتى نلقى الله، ونحن كذلك. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

معرض التجارة البينية بالجزائر يبرز القدرات الاقتصادية لإفريقيا
معرض التجارة البينية بالجزائر يبرز القدرات الاقتصادية لإفريقيا

المساء

timeمنذ 17 ساعات

  • المساء

معرض التجارة البينية بالجزائر يبرز القدرات الاقتصادية لإفريقيا

أكد كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، من أوازا (تركمنستان)، على ضرورة تقديم الدعم التقني والتكنولوجي للدول النامية غير الساحلية للرفع من مساهمتها في سلاسل القيمة العالمية، وفق ما أفاد به أمس بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية. وحسب البيان، فقد شارك السيد شايب في أشغال المائدة المستديرة عالية المستوى المنعقدة في إطار أشغال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالدول النامية غير الساحلية في أوازا والتي تناولت موضوع "الاستفادة من الإمكانات التحويلية للتجارة وتسهيل التجارة والتكامل الإقليمي لصالح البلدان النامية غير الساحلية"، حيث أكد خلالها على "ضرورة العمل بروح التضامن والتعاون وتقديم الدعم التقني والتكنولوجي لهذه الدول، للرفع من مساهمتها في سلاسل القيمة العالمية". وذكر كاتب الدولة -يضيف البيان- بالمناسبة بـ«المجهودات التي بذلتها الجزائر في فضاءات انتمائها من أجل المشاركة الفعالة في مشاريع البنية التحتية لفك العزلة عن الدول غير الساحلية الإفريقية"، مضيفا أن "الجزائر التي لطالما رافعت لإقامة نظام اقتصادي عالمي عادل ومتوازن، تعمل اليوم جاهدة على الانخراط في المساعي الهادفة لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية للمواد الهامة ولاسيما الطاقوية منها". كما أشار السيد شايب إلى أن الجزائر تستعد لاحتضان المعرض الإفريقي للتجارة البينية، من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، "الحدث الذي سيشكل فرصة سانحة لإبراز القدرات التجارية للقارة الإفريقية"، حسب ذات البيان. كما شارك كاتب الدولة في اختتام أشغال هذا المؤتمر الأممي أمس والذي توج بالإعلان عن اعتماد "البيان السياسي لأوازا" وعن دخول حيز التنفيذ لـ«خطة عمل أوازا (2024-2034)"، التي تم اعتمادها من خلال قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الفارط. تطوير التعاون جنوب - جنوب وأبرز كاتب الدولة في كلمته التي ألقاها، أول أمس، أهمية تطوير التعاون جنوب-جنوب باعتباره عنصرا أساسيا لتحقيق الجهود والمبادرات الرامية لرفع التحديات التي تواجهها البلدان النامية، باستعمالها لمقدراتها الخاصة مشيرا إلى أن هذا المسعى يعد من بين الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للجزائر، في ظل التوجيهات السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في هذا المجال. كما أكد شايب، على أن قناعة الجزائر الراسخة بضرورة تعزيز التعاون جنوب-جنوب جسدته على أرض الواقع بإنشاء وكالة مكلفة بالتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، التي تهدف إلى دعم البنية التحتية والمشاريع التنموية في العديد من الدول الإفريقية خاصة تلك التي تقع في خانة الدول النامية غير الساحلية. ومن جهة أخرى، نوه سفيان شايب، بأن الرهان على التعاون جنوب-جنوب لن يكفي لوحده في إزالة مختلف الحواجز والعوائق التي تكبل هذه الدول، والتي تستلزم ترقية أطر تعاون دولية جريئة وعملية تضطلع من خلاها الدول المتقدمة بمسؤولياتها والتزاماتها اتجاه هذه الفئة، من أجل المساهمة في رفع التحديات الكبرى المرتبطة بالأمن الغذائي والتغير المناخي، وكذا تلك المرتبطة بالطاقة مثلما أوضح البيان. كما أشاد كاتب الدولة بتشكيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، باعتبارها إطارا أساسيا لإعطاء زخم جديد للتعاون جنوب-جنوب، وكذا آلية التقييم الافريقية من قبل النظراء التي تترأس الجزائر حاليا منتداه وإطلاق الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا -نيباد-، كونها آليات لتعزيز الحوكمة والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة وتمثل حلولا إفريقية لمشاكل إفريقية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store