
الهند وباكستان.. ماذا يحدث للعالم في حال نشوب الحرب؟
بينما تتساقط الطائرات وتُطلق القذائف عبر الحدود بين الهند وباكستان، يتضح أن تكلفة الصراع بين البلدين ستكون باهظة للغاية، ليس فقط على الصعيدين الإقليمي والدبلوماسي، بل أيضاً على الشعب الكشميري الذي طالما صمت أمام الأزمات المتجددة.
بحسب دراسة نُشرت في مجلة Science Advances عام 2019، فإن حربا نووية شاملة بين الهند وباكستان قد تؤدي إلى مقتل ما بين 50 إلى 125 مليون شخص في غضون أسبوع واحد، وهو عدد يفوق ضحايا الحرب العالمية الثانية.
ويتوقع أن تؤدي ترسانات الأسلحة النووية المتنامية لدى البلدين، والتي تشمل 400 إلى 500 رأس نووي، إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وفي حال استهدفت الهند 100 مدينة بالأسلحة النووية، وردت باكستان بـ150 ضربة مماثلة، فإن الخسائر البشرية ستكون فادحة، مع تدمير للبنية التحتية الطارئة وترك الملايين للموت بسبب الإصابات والإشعاع.
تداعيات مناخية مدمرة
من جهة أخرى، تحذر الدراسة نفسها من عواقب بيئية وخيمة لهذه الحرب، حيث ستؤدي العواصف النارية الناتجة عن التفجيرات إلى إطلاق كميات هائلة من الكربون الأسود في الجو، مما سيؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية بمقدار 2 إلى 5 درجات مئوية. هذا التغير المناخي سيؤثر بشكل بالغ على الزراعة والمياه في جنوب آسيا، ويهدد النظم البيئية حول العالم، حيث سيستمر التأثير لعقد كامل، مما يزيد من تفاقم الأزمات الإنسانية، وفقا لصحيفة mirror.
الأمن الغذائي العالمي في خطر
تداعيات الحرب النووية لا تقتصر على المنطقة فقط، بل قد تمتد لتؤثر على الأمن الغذائي العالمي. دراسة نشرت في Nature Food عام 2022، أظهرت أن انخفاض درجات الحرارة والضوء الشمسي قد يؤدي إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة بنسبة تصل إلى 40% في بعض المناطق الزراعية الرئيسية.
وقد يتسبب هذا التراجع في حدوث مجاعات في مناطق متعددة من العالم، بالإضافة إلى زيادة حادة في أسعار الغذاء واضطرابات اجتماعية.
خطر التصعيد
إلى جانب الأرقام الصادمة، يشير الخبراء إلى أن الحرب النووية قد تنشب بسبب سوء تقدير سياسي، فجنوب آسيا تفتقر إلى قنوات الاتصال المباشر وآليات بناء الثقة بين الهند وباكستان، ما يزيد من خطر اتخاذ قرارات كارثية في لحظات حرجة، إضافة إلى ذلك، التوترات بشأن المياه، خاصة بعد تعليق الهند لمعاهدة مياه نهر السند، قد تساهم في تصعيد الموقف بشكل خطير.
تحذيرات رسمية من اندلاع الحرب النووية
في هذا السياق، حذر وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، من إمكانية اندلاع حرب نووية في حال تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين، مؤكداً أن التصعيد قد يؤدي إلى كارثة نووية في أي لحظة. من جهته، صرح رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، بأن باكستان ستثأر "لكل قطرة دم" بعد التقارير التي أفادت بمقتل مدنيين جراء القصف الهندي.
بينما تتبادل الهند وباكستان الاتهامات بشأن انتهاكات وقف إطلاق النار، فإن التصريحات المتصاعدة من الجانبين تشير إلى خطر حقيقي بنشوب صراع شامل قد يجر المنطقة إلى هاوية لا تُحمد عقباها.
تاريخ طويل من التوترات
تستمر التوترات بين الهند وباكستان منذ عام 1947، مع النزاع المستمر حول منطقة كشمير التي تُعد نقطة نزاع ساخنة بين الجارتين النوويتين. وسبق أن شهدت المنطقة عدة حروب، بالإضافة إلى هجمات متبادلة، ما يفاقم الوضع الحالي ويجعل من التصعيد العسكري أمرا مقلقا.
يُخشى أن يتطور النزاع الحالي إلى حرب شاملة، في ظل غياب الآليات الفعّالة لمنع التصعيد بين الهند وباكستان. في الوقت الذي يواصل فيه العالم الدعوات إلى السلام، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن تجنب حرب نووية تهدد العالم بأسره؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 4 أيام
- البيان
فشل مهمة وكالة الفضاء الهندية لإطلاق قمر اصطناعي جديد
قال مسؤولون، اليوم الأحد، إن مهمة وكالة الفضاء الهندية لإطلاق قمر اصطناعي جديد لرصد الأرض إلى المدار الجوي أخفقت بعدما واجهت مركبة الإطلاق مشكلة فنية خلال المرحلة الثالثة من الرحلة. وجرى إطلاق القمر الاصطناعي لرصد الأرض EOS-09 على متن مركبة الإطلاق PSLV-C61 من مركز الفضاء في سريهاريكوتا جنوبي الهند صباح اليوم الأحد. وقال رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية، في. نارايانان، "خلال المرحلة الثالثة... حدث انخفاض في ضغط غرفة المحرك، وبالتالي لم يكن بالإمكان إتمام المهمة بنجاح ". وتنشط الهند في مجال أبحاث الفضاء منذ ستينيات القرن الماضي، وقامت بإطلاق أقمار اصطناعية لصالحها ولصالح دول أخرى، ونجحت في وضع أحدها في مدار حول كوكب المريخ في عام 2014. وبعد محاولة فاشلة للهبوط على سطح القمر في عام 2019، أصبحت الهند في عام 2023 أول دولة تهبط بمركبة فضائية قرب القطب الجنوبي للقمر في رحلة تاريخية إلى منطقة غير مستكشفة يعتقد العلماء أنها يمكن أن تحتوي على احتياطيات من المياه المتجمدة. ووصفت هذه المهمة بأنها انتصار تكنولوجي لأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.


سكاي نيوز عربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سكاي نيوز عربية
الهند تستخدم 10 أقمار اصطناعية في أغراض "استراتيجية"
وقال نارايانان: "إذا أردنا أن نضمن أمن بلدنا، فعلينا أن نعتمد على أقمارنا الاصطناعية. من دون تقنيات الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار، لا يمكننا تحقيق الكثير"، حسبما نقلت صحيفة "ذا تايمز أوف إنديا". وحتى الآن، أطلقت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء ما مجموعه 127 قمرا اصطناعيا هنديا، بما في ذلك تلك التي أُطلقت لصالح شركات خاصة ومؤسسات أكاديمية. ومن بين هذه الأقمار، يوجد 22 قمرا في مدار الأرض المنخفض، و29 قمرا في المدار الأرضي المتزامن مع الشمس، وهي أقمار مملوكة للحكومة. كما تمتلك الهند حوالي 12 قمرا اصطناعيا للتجسس أو المراقبة، منها سلسلةCartosat وRISAT، بالإضافة إلى أقمارEMISAT وMicroSat، والتي صُممت لأغراض مراقبة محددة. وتستعد الهند لإطلاق قمر اصطناعي جديد للمراقبة، هو القمرEOS-09 ، للتصوير الراداري، حيث سيتم وضعه في مدار متزامن مع الشمس في 18 مايو الجاري، مما سيُعزز من قدرات الهند الاستطلاعية على طول حدودها الحساسة. وقبل أيام فقط، قال رئيس مركز تعزيز وترخيص الفضاء الوطني الهندي، باوان كومار غوينكا، خلال مشاركته في مؤتمر الاستكشاف الفضائي العالمي لعام 2025، إن الهند ستطلق مجموعة من 52 قمرا اصطناعيا خلال السنوات الخمس المقبلة لتعزيز قدراتها في المراقبة الفضائية. وأوضح غوينكا: "نحن نمتلك قدرات قوية بالفعل، لكن الأمر يتطلب تعزيزا مستمرا". وأشار إلى أن الخطة تهدف إلى زيادة القدرات الاستطلاعية في القطاع الدفاعي. ووفق غوينكا فإن هذه الأقمار الجديدة ستساعد الجيش الهندي ، وسلاح البحرية، وسلاح الجو، في تعقّب "تحركات العدو"، ومراقبة الحدود، وتحسين التنسيق اللحظي خلال العمليات العسكرية. وسيجري قادة العمليات العسكرية في كل من الهند وباكستان محادثات اليوم الإثنين لمناقشة الخطوات التالية بين الجارتين المسلحتين نوويا، بعد أن أعاد وقف إطلاق النار الهدوء إلى الحدود، عقب أعنف قتال بينهما منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، حسبما ذكرت "رويترز". ونقلت وسائل إعلام هندية عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله إنه "لم يتم الإبلاغ عن أي حوادث في جميع أنحاء جامو وكشمير الليلة الماضية". كذلك ألغت الهند إخطارا للطيارين بإغلاق 32 مطارا بموجب تعليمات من القوات الجوية. وبدأ التوتر بين الدولتين في 22 أبريل الماضي عندما شهد الشطر الهندي من كشمير هجوما نفذه مسلّحون قتلوا خلاله 26 شخصا في موقع سياحي. واتهمت الهند جماعة "عسكر طيبة" بتنفيذ الهجوم، لكن إسلام آباد نفت أي علاقة لها به ودعت إلى تحقيق مستقل.


البوابة العربية للأخبار التقنية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- البوابة العربية للأخبار التقنية
دراسة.. أدوات الذكاء الاصطناعي توحد أساليب الكتابة وتؤثر في التنوع الثقافي
أظهرت دراسة جديدة أن استخدام أدوات الكتابة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قد يُؤدي إلى توحيد أنماط الكتابة عالميًا دون قصد، مما يدفع المستخدمين من الثقافات غير الغربية إلى تبنّي أسلوب كتابي أقرب إلى الأمريكي. ففي دراسة قارنت بين مستخدمين من الهند والولايات المتحدة، تبين أن اقتراحات الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تروّج لمواضيع وأنماط كتابة غربية، مما يؤدي إلى تهميش التعبيرات الثقافية الهندية. وقد اضطر المستخدمون الهنود إلى إجراء تعديلات كثيرة في النصوص التي قدمتها أدوات الذكاء الاصطناعي؛ مما قلّل الفائدة الإنتاجية المرجوة. ودعا الباحثون مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى إعطاء أولوية للحساسية الثقافية للحفاظ على تنوع أساليب الكتابة عالميًا. تفاصيل الدراسة كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كورنيل (Cornell University) أن أدوات الكتابة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قد تكون غير فعالة بالنسبة لمليارات المستخدمين في العديد من بلدان العالم؛ لأنها تكتب بطريقة موحدة تجعلهم يبدون كأنهم أمريكيون. وأظهرت الدراسة أنه عند استخدام الهنود والأمريكيين لمساعد كتابة بالذكاء الاصطناعي، أصبح أسلوب كتابتهم أكثر تشابهًا، لكن هذا التشابه جاء على حساب الأسلوب الهندي الخاص. ومع أن المساعد ساعد كلا المجموعتين في الكتابة بنحو أسرع من قبل، فإن المستخدمين الهنود تحسنت إنتاجيتهم بنحو أقل بسبب اضطرارهم المتكرر إلى تصحيح الاقتراحات التي قدمها الذكاء الاصطناعي. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الأستاذ المساعد في علوم المعلومات Aditya Vashistha: 'هذه من أولى الدراسات – إن لم تكن الأولى – التي تُظهر أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يمكن أن يؤدي إلى تنميط ثقافي وتوحيد لغوي'. وأضاف: 'يبدأ الناس بالكتابة بالطريقة نفسها عند استخدام هذه الأدوات، وهذا ليس ما نريده، فمن أجمل الأمور في هذا العالم التنوع الثقافي الذي نملكه'. إن أدوات مثل ChatGPT وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعمل بنماذج لغوية ضخمة، تطورها شركات تقنية أمريكية، لكنها تُستخدم على نطاق عالمي واسع، إذ يستخدمها نحو 85% من سكان العالم الذين يعيشون في دول الجنوب العالمي. ولمعرفة تأثير هذه الأدوات في الثقافات غير الغربية، اختار الباحثون 118 مشاركًا نصفهم من الهند والنصف الآخر من الولايات المتحدة، وطلبوا منهم الكتابة حول مواضيع ثقافية. أنجز المشاركون نصف المهام الكتابية دون مساعدة، ولإكمال النصف الآخر من المهام استخدموا مساعد كتابة بالذكاء الاصطناعي يقدم اقتراحات لإكمال النص بنحو تلقائي. وتتبع الباحثون ضغطات المفاتيح ورصدوا قبول أو رفض كل اقتراح. أظهرت مقارنة عينات الكتابة أن المستخدمين الهنود كانوا أكثر ميلًا لقبول الاقتراحات التي قدمها مساعد الذكاء الاصطناعي، فقد احتفظوا بنسبة 25% من الاقتراحات مقارنة بنسبة 19% فقط من الأمريكيين. ومع ذلك، كان الهنود أكثر عرضة لتعديل الاقتراحات لتناسب الموضوع وأسلوبهم الخاص في الكتابة؛ مما قلل من فاعلية تلك الاقتراحات. فعلى سبيل المثال: عند الكتابة عن الطعام أو العطلة المفضلة، كان الذكاء الاصطناعي يقترح دومًا خيارات متعلقة بالثقافة الأمريكية مثل: 'البيتزا' وعطلة 'عيد الميلاد'. وعندما حاول أحد المشاركين الهنود كتابة اسم 'Shah Rukh Khan'، وهو اسم ممثل هندي الشهير، واقتصر على كتابة الحرف 'S'، كان الذكاء الاصطناعي يقترح أسماء لمشاهير من أمريكا مثل 'Shaquille O'Neil' أو 'Scarlett Johansson'. وقال 'Dhruv Agarwal'، أحد مؤلفي الدراسة: 'عندما يستخدم الهنود اقتراحات الذكاء الاصطناعي، يبدأون بتقليد أساليب الكتابة الأمريكية إلى درجة أنهم يصفون مهرجاناتهم وأطعمتهم وتقاليدهم الثقافية من منظور غربي'. ويرى الباحثون أن هذه الحاجة المستمرة من المستخدمين الهنود لمقاومة الاقتراحات الغربية دليل على ما وصفوه بـ 'الاستعمار الرقمي' للذكاء الاصطناعي. فبطمس الثقافة الهندية وقيمها، يعرض الذكاء الاصطناعي الثقافة الغربية على أنها متفوقة؛ مما قد يؤثر في ما يكتبه الناس، وفي طريقة تفكيرهم أيضًا. وأضاف 'Dhruv Agarwal': 'مع أن هذه التقنيات تُضيف قيمة كبيرة إلى حياة الناس، فإن نجاحها في الأسواق العالمية، يتطلب من شركات التكنولوجيا أن تركز في الجوانب الثقافية، وليس الجوانب اللغوية فقط'.