logo
خاص خبير للعربية: تصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية يهدد الاقتصاد العالمي

خاص خبير للعربية: تصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية يهدد الاقتصاد العالمي

العربيةمنذ 6 ساعات

وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، يدخل الاقتصاد العالمي مرحلة جديدة من الضبابية وعدم اليقين، في ظل حرب تجارية قائمة بالأساس وأزمات اقتصادية ممتدة على أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي والإقليمي.
وفي هذا السياق، قال ناصر السعيدي، رئيس شركة ناصر السعيدي وشركاه، إن للحرب كلفة اقتصادية وعسكرية مباشرة، لافتًا إلى أن الكلفة اليومية لإسرائيل تصل إلى نحو 750 مليون دولار، بينما تظل الكلفة بالنسبة لإيران غير معلنة بشكل دقيق. وأكد أن الخسائر لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تمتد إلى تدمير البنى التحتية في كلا البلدين.
وأوضح السعيدي في مقابلة مع "العربية Business"، أن التأثير الأكبر حاليًا يظهر في أسعار النفط التي شهدت ارتفاعًا تراوح بين 7% و10% خلال الأيام الماضية، وهو ما سينعكس تدريجيًا على معدلات التضخم في الدول المصدّرة والمستوردة للنفط على حد سواء. واستنادًا إلى تجارب سابقة، أوضح السعيدي أن كل زيادة بنسبة 10% في أسعار النفط ترفع التضخم العالمي بواقع 0.4%.
مرونة في الإمدادات لكن المخاطر قائمة
ورغم استقرار أسعار النفط نسبيًا مع بداية الأسبوع بعدما تبين أن الضرر محصور داخل إيران، إلا أن السعيدي حذّر من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات إيران البالغة نحو 1.7 مليون برميل يوميًا، معظمها موجه للصين.
واعتبر أن وجود طاقة إنتاج احتياطية لدى دول الخليج، مثل السعودية والإمارات بقدرة إضافية تصل بين 3 و4 ملايين برميل يوميًا، قد يسهم في امتصاص جزء من الصدمة حاليًا.
وأشار إلى تأثيرات جانبية أخرى ظهرت بالفعل، مثل اضطرابات النقل والسياحة واللوجستيات، وتحويل مسارات الطيران والتجارة البحرية، وهو ما قد يؤدي إلى تعميق الأثر الاقتصادي حال اتساع رقعة الحرب.
دعوات للتهدئة وهروب للرساميل
وفيما ينعقد اجتماع مجموعة السبع في كندا، توقع السعيدي أن تخرج رسالة موحدة تركز على ضرورة التهدئة، في ظل إدراك القوى الكبرى لحجم التداعيات العالمية المحتملة حال اتساع نطاق التصعيد العسكري في المنطقة.
وعلى صعيد الأسواق الدولية، أشار السعيدي إلى أن التصعيد يرفع من تقلبات أسواق المال وسوق الصرف، ويدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري. كما حذّر من احتمال خروج رؤوس الأموال من بعض أسواق المنطقة، في ظل حالة الغموض القائمة، وهو ما يعزز من حالة الحذر لدى المستثمرين الدوليين.
ورأى أن هذه التطورات تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي بالفعل من صدمات متعددة، مثل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، واضطراب سلاسل التوريد. وتوقع أن تتراجع تقديرات نمو الاقتصاد العالمي من 3.5% إلى مستويات تقارب 2.5%، وهو ما سينعكس سلبًا على معدلات البطالة والنشاط الاقتصادي العالمي.
ضغوط على قرارات البنوك المركزية العالمية
وفيما يتعلق بتداعيات ارتفاع أسعار النفط الأخيرة، أوضح السعيدي أن استمرار صعود الأسعار قد يرفع التضخم العالمي بنحو 0.5%، ما سيزيد من تردد البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي، في خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن استمرار معدلات الفائدة المرتفعة سيضاعف الأعباء على الدول ذات المستويات المرتفعة من الديون الخارجية، مثل مصر والأردن في المنطقة، كما سيفرض ضغوطًا تمويلية على الشركات الراغبة في التوسع بالاقتراض.
مخاطر انخراط أميركا في الحرب والسيناريو النووي
وفيما يخص المخاطر الاستراتيجية، حذّر السعيدي من تداعيات انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب، ما قد يوسّع من نطاق المواجهة ويزيد المخاطر المرتبطة بالمنشآت النووية، مثل مفاعل "فوردو" الإيراني، ما قد يدخل المنطقة في دوامة من التصعيد الخطير.
كما لفت إلى وجود مخاطر متزايدة مرتبطة بالحرب الإلكترونية والهجمات السيبرانية التي قد تستهدف البنى التحتية الحيوية وحقول النفط الإيرانية.
انعكاسات خطيرة على التنمية في دول الجوار
واختتم السعيدي بالإشارة إلى التأثيرات السلبية للحروب المتواصلة على اقتصادات الدول المجاورة، مشيرًا إلى أن الناتج الفردي الحقيقي في المنطقة تراجع تاريخيًا بنسبة 10% خلال فترات النزاعات المسلحة، مما يجعل استقطاب الاستثمارات وإعادة الإعمار أكثر صعوبة في ظل الأزمات الجيوسياسية المستمرة.
وذكّر بأن دولًا مثل سوريا لا تزال بحاجة إلى ما بين 400 و600 مليار دولار لعملية إعادة الإعمار، وهي استثمارات تظل معلقة طالما ظلت المنطقة في حالة عدم استقرار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عراقجي: الهجمات الإسرائيلية «توجه ضربة» إلى الدبلوماسية
عراقجي: الهجمات الإسرائيلية «توجه ضربة» إلى الدبلوماسية

الشرق الأوسط

timeمنذ 25 دقائق

  • الشرق الأوسط

عراقجي: الهجمات الإسرائيلية «توجه ضربة» إلى الدبلوماسية

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن الهجمات الإسرائيلية ضد بلاده «توجه ضربة» إلى الدبلوماسية، وذلك خلال مكالمة هاتفية، الاثنين، مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وقال عراقجي خلال اتصال هاتفي مع وزراء خارجية فرنسا جان-نويل بارو، وبريطانيا ديفيد لامي، وألمانيا يوهان فاديفول، والاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن «العدوان الإسرائيلي على إيران في خضم المفاوضات (النووية) مع الولايات المتحدة يوجّه ضربة إلى الدبلوماسية». وهذه الدول الثلاث بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، موقعة للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع إيران والذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي.

البورصات الخليجية تنتعش وسط الصراع الإسرائيلي - الإيراني بدعم من النفط
البورصات الخليجية تنتعش وسط الصراع الإسرائيلي - الإيراني بدعم من النفط

الشرق الأوسط

timeمنذ 25 دقائق

  • الشرق الأوسط

البورصات الخليجية تنتعش وسط الصراع الإسرائيلي - الإيراني بدعم من النفط

أغلقت الأسواق الخليجية جلسة تداول يوم الاثنين على ارتفاع جماعي، مدفوعة بارتفاع أسعار النفط في ظل الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وتراوحت مكاسب المؤشرات بين 0.12 في المائة و1.73 في المائة. وكان النفط قد قفز بنحو 13 في المائة يوم الجمعة مع تصاعد الهجمات، ما عزز من شهية المستثمرين في أسواق الطاقة والأسهم المرتبطة بها، قبل أن يقلص هذه المكاسب قليلاً الاثنين. وسجل مؤشر سوق الأسهم السعودية (تداول) في ختام الجلسة ارتفاعاً بنسبة 1.26 في المائة، في حين صعد مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.79 في المائة، ومؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0.22 في المائة. كما أغلقت بورصة الكويت على مكاسب بنسبة 1.46 في المائة، والبحرين 0.12 في المائة، في حين ارتفعت بورصة مسقط بنسبة 0.70 في المائة، وتصدّرت بورصة قطر المكاسب بنسبة 1.73 في المائة وذلك بعد يوم من انخفاضها بأكثر من 3 في المائة، مدعومة بارتفاع سهم بنك قطر الوطني 2.5 في المائة. ويأتي هذا الأداء الإيجابي بعد خسائر حادة سجلتها الأسواق في جلسة يوم الأحد، التي كانت أول جلسة بعد اندلاع الصراع بين إسرائيل وإيران. القطاعات المتأثرة وفيما يخص القطاعات الأكثر تأثراً في الأسواق الخليجية بالصراع بين الدولتين، قال عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، سعد آل ثقفان، إن الأوضاع الجيوسياسية الحالية قد تؤثر على القطاعات المرتبطة بالتصدير، خاصة مع احتمالات صعوبة مرور الشحنات البحرية وارتفاع تكاليف النقل، فضلاً عن تأثر الشركات التي تعتمد على مدخلات إنتاج خارجية، مما قد يؤدي إلى زيادة في التكلفة أو حتى تأخر في التوريد. وهددت طهران بأنها قد ترد باستهداف مضيق هرمز، أحد أهم شرايين النفط في العالم. وقد نقلت وكالة «تسنيم»، السبت، عن عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، قوله إن إغلاق مضيق هرمز «قيد الدراسة»، وإن طهران ستتخذ «القرار الأفضل بحزم». مسار الأسواق وأضاف آل ثقفان أن «المتغيرات الآنية تجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأسواق»، موضحاً أنه في حال بقاء التأثيرات الجيوسياسية عند مستويات منخفضة، فقد تنفصل الأسواق جزئياً عن هذه الأحداث وتواصل أداءها بناءً على العوامل الاقتصادية الداخلية. وتترقب الأسواق الخليجية عن كثب تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً مع التوقعات العالمية بمزيد من التقلبات في أسعار النفط التي تُعد المحرك الأساسي لاقتصادات دول الخليج.

الأسواق الخليجية تفتتح على ارتفاع مدعومة بصعود أسعار النفط
الأسواق الخليجية تفتتح على ارتفاع مدعومة بصعود أسعار النفط

الشرق الأوسط

timeمنذ 25 دقائق

  • الشرق الأوسط

الأسواق الخليجية تفتتح على ارتفاع مدعومة بصعود أسعار النفط

استهلت الأسواق الخليجية جلسة تداولات يوم الاثنين، على ارتفاعات ملحوظة تراوحت بين 0.5 في المائة و2 في المائة، بدعم من صعود أسعار النفط الذي جاء في ظل الصراع بين إسرائيل وإيران. وسجَّلت أسعار النفط قفزات قوية يوم الجمعة الماضي؛ بلغت نحو 13 في المائة، بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في إيران. وتتوقع مؤسسات مالية عالمية استمرار وتيرة الارتفاع في أسعار النفط في حال تطور الصراع، ما يعزز من أداء أسواق الطاقة، وينعكس إيجاباً على الأسواق المالية في المنطقة. وكانت الأسواق الخليجية قد أنهت جلسة يوم الأحد على تراجعات حادة، متأثرة بحالة القلق من التصعيد، قبل أن تعاود الارتفاع مع افتتاح تعاملات يوم الاثنين. وشهدت مؤشرات الأسواق الخليجية أداءً إيجابياً؛ حيث ارتفع مؤشر تداول السعودية بنسبة 1 في المائة، وسوق دبي المالي بنسبة 0.74 في المائة، بينما سجَّل سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتفاعاً طفيفاً بلغ 0.22 في المائة. وحققت بورصة الكويت أكبر مكاسب بين الأسواق الخليجية بصعود نسبته 2 في المائة. أما بورصة قطر فسجلت ارتفاعاً بنسبة 1.6 في المائة، في حين كانت المكاسب محدودة في بورصة مسقط بنسبة 0.13 في المائة، بينما حافظت بورصة البحرين على استقرار دون تغير يُذكر عند مستوى 0.00 في المائة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store