logo
زياد البلوش يكتب: الهيئة الخيرية الهاشمية .. رب ضارة نافعه

زياد البلوش يكتب: الهيئة الخيرية الهاشمية .. رب ضارة نافعه

بقلم :
لربما نكون مقصرين في الحديث عن انجازات مؤسسات الدوله الاردنيه ، وخاصة ما تقدمه هذه المؤسسات للأشقاء والأحبة والأهل في فلسطين وفي غزه ، لاننا لا نريد زكاة ، ولا شكورا ، فالخير بين الأهل ، وبين الجسد الواحد ، لا يحتاج لترويج ، وإعلام ، ودعايه ، وأننا نتقاسم الغذاء والدواء والايواء بين الأهل فهذا أمر طبيعي ، عفوي ، مستمر ، منذ التاريخ .
ففي الداخل ، فالوضع الطبيعي ، في ظل أجواء مستقره ، يبرز الدور الإنساني الاعتيادي للهيئه ، والمتمثل في كل موسم وتحدياته الخاصة وصعوبات تواجه نسبة كبيرة من الشعب الأردني، ولكن فصل الشتاء هو الأصعب، حيث يؤدي ازدياد الاحتياجات الأساسية في فصل الشتاء إلى زيادة في التكاليف، ولكن هناك نسبة كبيرة لا تستطيع تحمل هذه التكاليف الزائدة فهم يواجهون صعوبة في تأمين الأساسيات كالبطانيات والمدافئ وبعضهم ايضاً لا يستطيع تأمين قوت يومه من طعام او شراب. بالإضافة الى كل هذه الصعوبات التي ذكرت، هنالك العبء الإضافي لتأمين المعاطف وأحذية شتاء لهم ولأطفالهم لحمايتهم من الأجواء القاسية وأمراض موسم الشتاء.
وأما للدور الإنساني ، في الظروف الطارئ ، وبالذات لأهلنا في غزه ، فتقوم الهيئه بمواصلة الليل بالنهار ، يدا بيدا ، والشعب الاردني ، كل يدلي بدلوه ، داعمين مالاً ، وغذاءً ، ودواءً ، وايوءً ، فالهيئه مصدر ثقة للجميع .
فتكاتف الجميع لإيجاد الطريق السريع المبني على جسور التعاون ، والممنهج ضمن كوادر وبرامج ، هو المؤشر الواضح الذي يجعل من الجميع داخليا وخارجيا ، حيث أصبحت الهيئه اليوم المنظمه التي تحمل جهود كبيره ، لا بل كبيره جدا ، لجمع وترتيب وتنسيق وتوصيل وتوزيع المساعدات بكافة أشكالها ، بكفاءة ومصداقيه ، واحترافيه .
فلربما لا نستغرب ، الهجوم من ذباب الكتروني وغيره ، حاسدين ، حاقدين ،
نعم ، لرب ضارة نافعه ، أن جعلتنا نتحدث عن الدور الكبير ، والجنود المجهولين في الهيئه الخيريه الهاشميه ، ولربما نكون مقصرين في حق مؤسساتنا ومنجزاتنا ، والتي تعمل بصمت ، لا تريد إعلانا ، ولا شكرا ، ودورنا الإنساني تجاه جميع الدول ، وبالأخص في غزه ، كيف لا وجلالة سيدنا ، وابناءه أصحاب السمو الأمراء والاميرات ، اول من كانوا بسماء غزه ، رغم المخاطر ، تحفهم عناية الرحمن ، كيف لا ، والهيئه تتقاسم الغذاء والدواء ، تتشارك مع القوات المسلحه الاردنيه ، الجيش العربي ، واجهزتنا الامنيه ، ...فكم ساعدتنا الخدمات الطبيه الملكيه ، والمستشفيات الميدانيه ، والشعب الاردني كافه ، والمخاطره ، في نقل وتوزيع المساعدات الإنسانية والاغاثيه ، وكل المنظمات الغير ربحيه داخليا وخارجيا ، توكل أمرها للهيئه ، لأنها مصدر ثقة للجميع .
هنيئا لنا ، والإنسانية ، هذه المؤسسه الوطنيه ، الهيئه الخيريه الهاشميه ، وكوادرها المخلصين ، فالقاصي والداني ، سمع ، وقرأ ، وشاهد ، العمل الدؤوب ، والتواصل المستمر ، والانزالات الجويه ، والجسور البريه ، أنه الاردن ياساده ، قائده ملك ، مثلا أعلى للجميع ، حفظ الله الوطن ، وطنا آمنا ، عزيزا ، مستقرا ، وحفظ الله فلسطين
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية السوري يشكر الملك وولي العهد على استضافة نقاشات بشأن مستقبل سوريا
وزير الخارجية السوري يشكر الملك وولي العهد على استضافة نقاشات بشأن مستقبل سوريا

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

وزير الخارجية السوري يشكر الملك وولي العهد على استضافة نقاشات بشأن مستقبل سوريا

عبّر وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، عن شكره وتقديره لجلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني ولي العهد، على استضافتهما الكريمة والنقاش الصريح الذي جمعهم بشأن مستقبل سوريا، مشيدًا بموقفهما الثابت الرافض لأي مساعٍ تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ووجّه الشيباني شكره لوزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، والسفير الأميركي في تركيا المبعوث الأميركي توماس براك، على ما وصفه بـ'الاجتماع البنّاء والشفاف' الذي تناول التحديات التي تواجه سوريا في المرحلة الراهنة، وذلك عقب اجتماع عمان الذي عقد الثلاثاء بشأن سوريا. وأكّد الوزير السوري، عبر حسابه بمنصة (إكس)، الثلاثاء، التزام حكومته بحماية أهالي السويداء من جميع المكونات، ورفض أي خطاب طائفي أو تحريضي، مشددًا على أن الدروز 'جزء أصيل من سوريا' ورافضًا أي محاولة لإقصائهم أو تهميشهم. وأشار الشيباني إلى استعداد الحكومة السورية لمواصلة إرسال المساعدات إلى السويداء ودعم المبادرات الرامية لإعادة الخدمات وتعزيز المصالحة الوطنية، لافتًا إلى أن العدالة تبدأ بالمحاسبة، وأن المساءلة هي الطريق الأمثل نحو دولة القانون. وأكد أنّ مستقبل سوريا لا يمكن أن يُبنى إلا بالحوار والعدالة واحترام التعددية والمصالحة الشاملة بين جميع السوريين دون تمييز. واستقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الثلاثاء، وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، وذلك قُبَيل الاجتماع الثلاثي الأردني السوري الأميركي المشترك الذي عُقِد اليوم لبحث الأوضاع في سوريا. وأكّد الصفدي والشيباني عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين الأردن وسوريا، واستمرار العمل على تطوير آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، ترجمةً لتوجيهات القيادتين. كما بحث الوزيران جهود تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا وحل الأزمة هناك.

الأردن  صوت الحق الذي لا ينكسر وأرض خيرها ممتدا وظلها وارفا.
الأردن  صوت الحق الذي لا ينكسر وأرض خيرها ممتدا وظلها وارفا.

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

الأردن صوت الحق الذي لا ينكسر وأرض خيرها ممتدا وظلها وارفا.

بقلم الدكتور أيمن أبو هنية رئيس كتلة حزب عزم النيابية هنا على ثرى الكرامة الخالدة وأرثها العظيم وعلى أرض بلغت من المجد ذروته والسؤدد غايته، ولا يزال خيرها ممتداً وظلها وارفاً وسط جبال العز وقلوب الرجال يقف الأردن كالسيف المسلول في وجه الباطل وكالصخر في وجه الريح هنا وطنٌ لا يعرف التلون ولا يساوم على الحق ولا يبيع مواقفه في سوق المزايدات والشعارات الرنانة هجمات وفبركات إعلامية وأخبار زائفة ومضللة وحسابات وهمية مأجورة تتكاثر كالسراب تصرخ بالأكاذيب وتفترش الزيف وتغزل حبال الفتنة… لكن الأردن أكبر من كل افتراء وزور وبهتان. هذا الوطن الذي حمل فلسطين في قلبه كما تحمل الأم طفلها لا ينتظر من أحد تصفيقًا أو شهادة أو كلمات شكر لأن التاريخ نفسه ناطق باسمه والشهداء شهوده ومن فتكت أجسادهم المجاعة واغاثتهم المساعدات الاردتية جنوده ومن بترت أطارفهم في حرب ظالمة لا يوجد للرحمة لها عنوان وضعت لهم شواهد من أطباء اردنيون جازفوا بارواحهم كما الكثير من اخواننا في الجيش العربي من الطياريين والسائقين الذين واصلوا النهار بالليل لإيصال المساعدات لأشقائهم في غزة العزة والكرامة والصمود عملوا إناء الليل وأطراف النهار لنصرة أهلهم هناك. إننا الأردنيين السدّ المنيع و الفجر الذي لا يُطفأ و السواعد التي إذا اشتدت ارتجف الباطل. أما ملكنا الهاشمي فهو صوت الحق الذي يعلو فوق الضجيج وهو راية الكرامة التي ترفرف عاليًا لا تنحني إلا لله ولا تلتفت لأي ناقم يجوب العالم ليلا نهارا للدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق ووقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية هناك. فليصرخوا ما شاءوا وليكتبوا ما أرادوا… الأردن لا تهزه الكلمات ولا تضعف عزيمته العواصف لأن في كل بيت أردني قلبًا نابضًا بفلسطين وفي كل روح أردنية قسمًا بأن يبقى الحق على حقه. هذا هو الأردن… إذا مشى تبعته القلوب وإذا تكلم أصغت الأرض له وإذا تعهّد أوفى وليعلم كل من حاول النيل من أن هذا البلد وُلد من رحم الكبرياء وأنه سيبقى شامخًا عصيًّا على الانكسار ما دام في عروقه دم أردني واحد فسيبقى الأردن بأهله وعشائره وبواديه وريفه ومدنه ومخيماته نسيجًا واحدًا من العزّ والوفاء تتعانق فيه القلوب كما تتعانق جباله مع سهوله وتلتقي فيه الأصالة مع الإباء. في كل شبر منه حكاية بطولة وفي كل بيت عهد لا ينكسر وحبٌ لفلسطين لا تضعفه الأيام ودفاعٌ عنها كما يدافع المرء عن بيته وأهله دمًا وعرقًا وموقفًا. وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القائد الهاشمي الذي يحمل الأردن وفلسطين في قلبه وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله يجسدان العزم المتجدد والنهج الثابت على الحق. فالهاشميون الأحرار هم الجذر الراسخ لهذا الوطن ضاربون في عمق التاريخ ظلهم الوارف يحمي الحاضر ويصون المستقبل ويدهم ممدودة لإغاثة الأشقاء ونصرة المظلوم. سلامٌ على الأردن الذي إذا ذُكر الحق كان اسمه حاضرًا وإذا نادى المجد لبّى وإذا استغاثت فلسطين كان أول الواصلين فأرفع رأسك فوق أنت أردني حر وسيبقى الأردن دوما كالجبال الراسخة التي تتحطم عليها على محاولات النيل والعبث بأمنه واستقرارة وتشويه مواقفه الثابته والتاريخية ليكون قاعدة الانطلاق لنصرة القضايا العربية والإسلامية. حفظ الله الأردن وطنا عزيزا آمنا مطمئنا مستقرا نهضويا بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين.

من ماضينا ما يختزل حاضرنا
من ماضينا ما يختزل حاضرنا

عمون

timeمنذ 2 ساعات

  • عمون

من ماضينا ما يختزل حاضرنا

بين تعابير تاريخنا الممتد، وما صاغه من طباع موصولة حتى اليوم تعابير ما زالت ماثلة، ولكنها تعبر عن سمات شخصية الأردني. قصة واقعية حدثت في سنة (1832م) في الكرك، كتبها الأديب روكس بن زايد العزيزي ونشرت في عدد من الصحف عام (1935م). يقول، إن الزعيم إبراهيم الضمور، كان في خيمته بعد العشاء بين ضيوفه، والكل صامت لا تسمع سوى نقرات إبريق القهوة على الفنجان، وإذا بقادم غريب يصرخ: "دولة، يا جماعة الخير! عساكر تريد بلادنا! والله ما لها إلا القوة! وقطيعتنا من المال، والحلال، والعيال!". حركة ذعر غريبة، وجوه مكفهرة، كلمات هامسة، عيون شاخص.. والصوت يرتفع: دولة ! دولة! الله يقطع الدولة، وساعة الدولة. كان في الواقع، إبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا حاكم مصر، تكاد الأنفاس تقف في صدور القوم إلّا الزعيم إبراهيم الضمور، أخذ يومئ إليهم أن اسكتوا، وإبراهيم هذا رجل مربوع القامة، واسع العينين، في وجهه هيبة الزعامة وجلال المطل. قال بصوت كالهدير : علوم الرجال؟ دولة؟ تخافون الدولة؟ لهم الله! خلوا الرجل يجر الربابة، فيعترض عم إبراهيم، ويظهر قدرة الدولة وأنه لا قبل لهم بها، يقول إبراهيم بغضب: "يا عم الق الخير، هداك الله، والله ما غير قضاء ربك المحتوم، وش ينفع السلاح مع غيبة السعد؟ وش نفع الرجال؟ القوي من غير الله ضعيف، هداك الله يا عم!. وهنا يرتفع صوت صاح بالربابة يا من درى وش مرمى الشيخ عندنا... ما نرتضي بالغلب ونحن حماية تتنكر علينا الأرض، وهي ديره لنا والزرب يصلح للرجال الهلايمة! فيردد الرجال مع الشاعر، الزرب يصلح للرجال الهلايمة، ثم ينصرف القوم إلى مضاربهم واجمين وينام الضيوف إلا إبراهيم الضمور، فينادي ولديه: يا سيد، يا علي، خذوا زوادة الرعيان وأرسلوه لهم، ولا تبطئوا!". يتابع العزيزي: كان ينتظر ولداه ولكن قلبه يحدثه بشر واقع فيحدث نفسه: "إبراهيم! والله ما أنت زين ولا يومك زين!" وإذا بامرأة شرارية تمر من أمامه، يناديها لتكشف له مخبئات الغيب تلقي الحصا فترتجف أناملها ثم تلقيها ثانية فتجمعها بسرعة، وتفر هاربة هي تقول: "يا ويحي، يا ويحي! الدم، الدم، غارة يا ويحي!". تشاءم إبراهيم فصرخ: الرحيل... الرحيل يا عرب إلى الكرك!. وبأسرع من ارتداد الطرف، رفعت الخيام، وسارت الظعون والمدائن إلى الكرك ما عدا إبراهيم، فإنه ظل صامتًا متكئًا على سيفه، في تفكير عميق، ينتظر ولديه وإذا بغراب يمر من فوق رأسه وينعق، فتولى إبراهيم رعب شديد وذكر حالًا ما يقوله البدو: يا سعد من شاف الغرابين بالخلا يا تعس من جاه الغراب وحيد فانسحقت نفسه، وإذا برجل ينهب الأرض مقبلًا على موضع المضارب، فلوح له إبراهيم فما أقبل الرجل حتى عرفه شاهد أحد رعيانه فصرخ إبراهيم: علومك يا ولد؟ هدانا الله شرك! علومك؟ فأجاب الراعي: "علوم الشر! الغنم خذتها الدولة، والسيد علي عند الباشا! وهذا مكتوب الباشا. يقول إن الدولة تريد تدخل الكرك! والغنم ذبايح، والسيد وعلي رهاين قوم لا تشبع ولا تروى، نحرق الحشيش، خلي العرب تتحاشى، لو انقضت صاعقة على رأس إبراهيم لكان وقعها أخف من هذا الخبر. السيد وعلي رهاين عند الباشا، والغنم ذبائح! ولكن البطولة جعلته ينطق بهذه الكلمات: "إيه. الله أعطى والله أخذ، أقدار الله وأحكامه على الرأس والعين، يا هاربًا من قضاي مالك رب سواي". نطق بهذه الكلمات وسار إلى الكرك وهو لا يدري أهو يدوس على الأرض أم على حبات فؤاده، فما وصل حتى رأى الجماعة بانتظاره: "وين السيد؟ وين علي؟ وين الغنم؟ كفى الله شرك يا إبراهيم". فأجاب إبراهيم بهدوء: "لقوا خير، نادوا واحد يقرأ مكتوب الباشا" فلم يجدوا إلّا صانعًا مصريًا قرأ لهم ما يأتي: إلى شيخ الكرك إبراهيم الضمور! تسلم الكرك وتخضع أنت ورجالك وإلّا أحرقت ولديك. هنا قام عراك هائل بين إبراهيم وبين نفسه، إذن الكرك وعرض الكركيات، وحرية جماعتي وعزة نفسي، ونفوسهم في كفة، وحياة السيد وعلي في كفة ثانية. صمم إبراهيم على أن يقاوم حتى النهاية، ولكن لماذا لا يدعو عليا زوجته وأم ولديه، جاءت عليا فقال لها: والله ما أخذتك لبياض خدك، ولكن لأني أعرف أنك أشرف نساء الكرك، وعرفت عمي والدك، رحمه الله، فعرفت فيه البطل الكريم، ولإعجابي هذا تزوجتك، وما تزوجت غيرك على أمل أن يكون لي منك أولاد يصونون عرضي، ويجمعون شرفي، واليوم قدّر الله أن يختبرنا، وهذا الباشا يقول إمّا أن تسلم الكرك، وأنت عرافة معنى تسليم الكرك، فهو تسليم عرضك وعرض الكركيات لجيوش إبراهيم باشا، هذا معنى التسليم يا عليا، يقول تسليم الكرك أو يحرق السيد وعلي. فالناس يطلبون الحياة للشرف وحماية العرض، والباشا يريد أن يسلبنا ما هو أعز من الحياة، والله ما أدري رأيك في هذه القضية. أجابت عليا: "اسمع يا إبراهيم، الرأي رأيك، والله ما على الحياة أسف بعد العرض وألف إهانة للمال ولا إهانة للعيال. وألف إهانة للعيال ولا إهانة للعرض. وألف إهانة للعرض ولا إهانة للدين، فلا والله. شرفك وشرف الكركيات أولى من حياة السيد وعلي، ووالله لو قلت للسيد وعلي أريد خلاصكم بتسليم الكرك والله يرفضون، قل للباشا أن يقتل إن كان لا يقبل الجزية!". وهنا يتقدم شيوخ الكرك إلى خيمة إبراهيم وقد قرروا تسليم الكرك تخليصًا للسيد وعلي وهم ينشدون: يا شيخ حنا عزوتك جلايبك يوم المبيع يدخلون بأسلحتهم فيطلبون إليه تسليم الكرك لإعادة ولديه، فيجب بأنفة: "لا والله، لا والله. زعيم الكرك يتجرّع حلوها ومرّها، زعيم الكرك يحمل ثقيلات حمولها، والله ما أسلم الكرك. العيال! الحياة! ما أعرف لها قيمة، الشرف خير منها، استعدوا للموت. كلنا نموت، السيد وعلي فداء للعرض والشرف، نار الباشا ولا نار الفضيحة والعار!". فارتفعت الزغاريد وأطلقت العيارات النارية. وإذا بالجيوش تتدفق على الكرك فيصرخ إبراهيم: "اقتل! احرق! والله ما تدخل الكرك وإبراهيم الضمور حي. احرق أنا أقدم لك الحطب والقطران!" فتندحر جيوش إبراهيم باشا أمام حماسة أهل الكرك وبطولة زعيمها. وإذا بالمنادي يصرخ: "إبراهيم الضمور! انظر النار تأكل ولديك" وإذا بأكوام الحطب تلتهب فتحرق جثتي السيد وعلي وإبراهيم الضمور مطل من قلعة الكرك، يرى في أمواج النار قلبه الممزق يحترق ويسمع زغاريد زوجته عليا وألوف النساء، وإذا بدمعة حائرة تتدحرج من عينيه فيزجرها ويهيب بالنساء والرجال غنوا، هذا عيدنا! زغردوا! الأردني في هذه القصة، وما تحمله من تعابير تختزل حضورنا، خلق حرا، وصاغ وطنه وحضوره على هذه الأرض، بعبقرية آمن بها، وعلى هذا وضمن مبادئه الوفية، بقي ثابتا، يمرون عليه، ويبقى ثابتا، مؤمنا بما أضاف له التاريخ من شرعية الحضور، وقوة الجذور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store