
تل أبيب لا تبالي بالنداءات الدولية
فالحرب تكاد تدخل عامها الثالث، ومنذ أن أطلقتها إسرائيل قبل ما يقرب من عامين، وهي تكتسب مقاومين لاستمرارها في كل يوم، ولا يكاد يوم يمضي إلا ويكون هناك نداء هنا أو رغبة هناك، في أن تضع أوزارها، وأن تتوقف آلة القتل في القطاع.
كان النداء يأتي مرة من جهة دولية، كأن تكون الأمم المتحدة مثلاً، أو يأتي مرة ثانية من عاصمة ترى في استمرار الحرب خرقاً لكل ما هو إنساني وقانوني معاً. ولكن تل أبيب لم تكن تبالي بالنداءات الدولية على كثرتها، ولم تكن ترى فيما ترتكبه أي خرق إنساني أو قانوني، وكانت -ولا تزال- تمارس ما تمارسه من أجل القتل في حد ذاته، والمؤكد أن هذا كله سوف يجد مَنْ يؤرخ له ويوثقه حين تهدأ جبهات القتال.
إلا هذه المرة التي نجد فيها أنفسنا أمام 25 دولة تطلب وقف الحرب على الفور، ويخرج عنها بيان بتوقيع وزراء خارجيتها الذين يصفون في بيانهم المشترك أن القتل غير الإنساني في حق الفلسطينيين قد آن له أن يتوقف، وأن يكون ذلك الآن.
والدول التي تضمها قائمة الخمس والعشرين ليست من آحاد الدول التي لا تملك قوة ولا سلطاناً، ولكن يكفي أن نعرف أن من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، مع ما نعرفه عما تمثله دولة مثل بريطانيا أو دولة مثل فرنسا بالنسبة للدولة العبرية. فقيام إسرائيل في الأصل لم يكن ليحدث لو لم يصادف عطف الحكومة البريطانية بدايات القرن العشرين، ولولا وعد البريطاني بلفور ما كان من الممكن لكيان اسمه إسرائيل أن يقوم.
ولولا فرنسا ما كان للمشروع النووي الإسرائيلي أن يكون له وجود، وهذه حقيقة يعرفها الفرنسيون بقدر ما يعرفها الإسرائيليون، ويعرفها كذلك الذين تابعوا مجريات الأمور في هذا الشأن في النصف الثاني من القرن العشرين.
فإذا جاءت الدولتان وانضمتا إلى قائمة من 25 دولة ضجت من طول الحرب، ومن جنونها، ومن وحشيتها، فإن ذلك لا بد من أنه يعني لإسرائيل الكثير، فإذا وصف البيان المشترك ما تقوم به حكومة التطرف في تل أبيب بأنه قتل غير إنساني، فإن ذلك يعني بدوره الكثير أيضاً؛ لأنه يخرج بممارسات هذه الحكومة من دائرة ما تعرفه الحروب العادية بمعناها المفهوم، وبكل ما يحكمها من تقاليد وأعراف دولية مستقرة، ويدخل بها في نطاق آخر تحاسب عليها فيه المنظمات الدولية ذات الصلة؛ حين يأتي يوم يقوم فيه حساب.
صحيح أن القتل في القطاع ليس فيه ما هو إنساني وما هو غير إنساني، منذ بدأت هذه المقتلة المستمرة بغير سقف، وصحيح أن القتل هناك قتل في حالاته كلها، وصحيح أنه تجاوز قتل الفلسطينيين العاديين إلى قتل ما صار يُعرف بالمجوَّعين، ولكن الأصح في القلب من هذا كله أن إسرائيل تجد نفسها في مواجهة مع 25 دولة دفعة واحدة، وتجد نفسها في مواجهة مع دول كانت تاريخياً محسوبة على أنها دول صديقة للإسرائيليين.
كان رد الفعل الطبيعي؛ بل والمتوقع، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت البيان، وهي لم تشأ أن تكتفي برفضه، ولكنها بادرت إلى الأخذ بالقاعدة التي تقول إن المبادرة بالهجوم هي خير وسيلة للدفاع، فهاجمت الدول الخمس والعشرين، ولم تفرق فيها بين دول اشتهرت بصداقتها مع إسرائيل، ودول أخرى لم تكن في دائرة هذه الصداقة في أي يوم!
والمؤكد أن الدول الخمس والعشرين كانت تتوقع هذا وتترقبه، فالدولة الإسرائيلية التي لا تكاد تلتفت إلى دعوات أميركية خجولة لوقف الحرب، مع ما نعرفه من حجم تأثير واشنطن عليها، لا يمكن أن تستجيب لنداء يرسله بيان مشترك، حتى لو كان بياناً يعبّر عن 25 دولة مجتمعة، وحتى لو كانت بريطانيا على رأس هذه الدول ومعها فرنسا.
وكان فقهاء المسلمين قد سبقوا إلى تصوير هذا الأمر، عندما صاغوا المعنى كله في عبارة مُحكمة تقول: «إن الله يَزَع بالسلطان ما لا يَزَع بالقرآن». أما المعنى فهو أن تعليمات السماء قد لا تمنع الإنسان من الاعتداء على حق الآخرين، ولكن يمنعه بالتأكيد أن يجد سلطان القانون في انتظاره، ويمنعه أن يكون على يقين من أن ما أمهلته فيه أديان السماء، سوف تعاجله به يد القانون. فأديان السماء تقطع بأن السرقة حرام، ومع ذلك فإن الناس يسرقون، إلى أن يطولهم سيف القانون. وما ينطبق على الأفراد في هذا النطاق ينطبق بالقدر نفسه على الدول والكيانات.
البيان المشترك خطوة محسوبة للدول الخمس والعشرين، ولكنه لا يؤدي إلى المطلوب مع كيان مثل إسرائيل، وإنما يؤدي إلى ما هو مطلوب أن تشعر تل أبيب بما يشعر به الفرد الذي يدركه سلطان القانون، إذا لم يأبه بما تقوله السماء.
ينال من إسرائيل أن تقرر الحكومة الإسبانية إلغاء صفقة استيراد ذخيرة من شركة إسرائيلية، ولا ينال منها بيان مشترك مثل الذي صدر ولا ألف بيان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 26 دقائق
- الشرق الأوسط
ترمب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة لـ«حماس»
قال مسؤول بالبيت الأبيض يوم الأربعاء إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيمثل مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإنه لا ينوي القيام بذلك، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قرار بلاده بهذا الشأن. وصرح كارني للصحفيين بأن كندا تنوي الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة خلال سبتمبر (أيلول). وذكر مسؤول البيت الأبيض، الذي طلب عدم الكشف عن هويته «كما يقول الرئيس فإنه سيكافئ حماس إذا اعترف بدولة فلسطينية، وهو لا يعتقد أنه تتعين مكافأتها... وبالتالي فإنه لن يفعل ذلك. يركز الرئيس ترمب على توفير الطعام للناس (في غزة)». ولم يرد المسؤول على سؤال حول ما إذا كان جرى إبلاغ الولايات المتحدة مسبقا بإعلان كارني.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
سبع وفيات جديدة بسبب التجويع بينهم طفلالرصاص ينتظر المجوّعين.. قصف متواصل وجرائم إبادة مستمرة في غزة
استمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات قصفٍ عنيفة واستهداف مباشر للمدنيين، بمن فيهم من ينتظرون المساعدات الإنسانية في ظل التجويع الشامل للأهالي في قطاع غزة. وفي محيط منطقة "نتساريم" وسط القطاع، ارتقى شهيدان برصاص الاحتلال، فيما وصلت إصابات عديدة إلى مستشفى العودة، إثر استهداف جديد للمدنيين المحتشدين في انتظار شاحنة مساعدات. وفي مفترق النابلسي جنوب غربي مدينة غزة، أفاد مستشفى القدس باستقباله ثمانية جرحى من المدنيين أصيبوا برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات. ولم يتوقف القصف الإسرائيلي الليلة الماضية، حيث استُهدفت مناطق النصيرات، الشجاعية، دير البلح، جباليا، خانيونس، وأحياء عدة بمدينة غزة. وتركّزت الغارات على المناطق المأهولة، مع تسجيل استهداف مباشر لمئذنة مسجد أبو سليم مرتين بواسطة طائرة مسيرة انتحارية في دير البلح. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية شارع صلاح الدين، أرض المفتي، ومحيط شركة الكهرباء شمالي النصيرات، فيما سجلت غارات على سجن أصداء في المواصي، وقصفًا متكررًا في محيط ضبيط داخل مدينة غزة. وفي الجنوب، تكدّس الآلاف من الأهالي قرب منطقة "كوسفيم" شرق خانيونس على أمل الحصول على المساعدات، بينما سُجلت إصابة طفل في الرأس بمنطقة بئر 19 إثر إطلاق نار مباشر من جيش الاحتلال. كما فجّر الاحتلال روبوتا مفخخا شرق جباليا، وشنّت طائراته غارات جديدة صباح أمس على دير البلح، فيما لا تزال المؤشرات تشير إلى انهيار شامل في المنظومة الإنسانية، مع تزايد أعداد الجرحى والنازحين، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، خاصة بعد إعلان الأمم المتحدة دخول المجاعة رسميًا إلى غزة. في السياق الإنساني، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي دخول غزة المرحلة الثالثة من المجاعة، بينما أشار "برنامج الأغذية العالمي" إلى أن القطاع تجاوز حدّين من أصل ثلاثة من مؤشرات المجاعة. وفي ظل هذا الواقع المأساوي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة تدرس خيارات "متطرفة" بعد فشل عملية "عربات جدعون" في تحقيق تقدم بملف الأسرى، من بينها فرض حصار مطلق على مناطق في القطاع ومنع دخول الغذاء والماء، مع قصر المساعدات على من يغادر المناطق المحاصرة. الجوع ينهش الأجساد سجّلت مستشفيات قطاع غزة؛ 7 حالات وفاة جديدة خلال أل 24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفل أنهكه الجوع. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان مقتضب أمس، أن العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 154 حالة وفاة، من بينهم 89 طفلًا. وسبق أن أكد المفوض العام للأونروا، أن أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث الآن بالفعل في غزة وفقا لأبرز الخبراء في العالم، وتم تجاوز عتبة المجاعة مع انتشار الجوع الحاد وسوء التغذية في مختلف أنحاء قطاع غزة. وقالت منظمة العمل ضد الجوع، إن المجاعة في قطاع غزة تزداد حدة ونحو 20,000 طفل نقلوا للمستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن 300.000 طفل دون الخامسة و150.000 امرأة حامل ومرضع بحاجة ماسة إلى مكملات علاجية. فيما أشار برنامج الأغذية العالمي، إلى أن الأرقام تؤكد أن غزة تواجه خطرا بسبب المجاعة والوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة، و 1 من كل 3 أشخاص بغزة يقضي أياما دون طعام و75٪ يواجهون مستويات طارئة من الجوع. مضيفا أن حوالي 25٪ من سكان قطاع غزة يعانون ظروفا شبيهة بالمجاعة. وفي قطاع غزة، لم تعد المجاعة مجرد نتيجة عرضية للحرب، بل تحولت إلى أداة ممنهجة تُستخدم ضمن استراتيجية شاملة تستهدف تركيع السكان وتفكيك البنية المجتمعية الفلسطينية. وأكدت التقارير الأممية أن التجويع سياسة مدروسة ومعلنة تحت مسميات مثل "الضغط على حماس" أو "تجفيف الحاضنة"، حيث تحول الجوع من مأساة إلى جريمة متعمدة. وفي شوارع غزة، يقف الناس في طوابير طويلة للحصول على وجبة عدس أو قطعة خبز، بينما تتساقط القذائف والرصاص من حولهم، حيث باتت الحياة اليومية في غزة شكلًا من أشكال المقاومة؛ مقاومة الحصار والموت البطيء ومقاومة الإبادة. ويعتبر التجويع المتعمد للمدنيين في غزة ليس مجرد "أزمة إنسانية"، بل يرقى إلى جريمة إبادة جماعية وفق القانون الدولي، كما أكدت منظمات دولية وحقوقية، واستمرار الصمت الدولي على هذه الجريمة لا يعني فقط التواطؤ، بل يُنذر بتطبيع نموذج مدمر من الحروب التي تُمارس فيها الإبادة بأدوات الجوع والعطش. الاحتلال يعزِّز هندسة الفوضى والتَّجويع قال المكتب الإعلامي الحكومي، إنَّ ما دخل إلى قطاع غزة أمس الأول 109 شاحنات مساعدات، تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال "الإسرائيلي" بشكلٍ منهجي ومتعمد بهدف إفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها، في إطار هندسة الفوضى والتجويع. وأكد المكتب الحكومي في بيان صحفي، أن 6 عمليات إنزال جوي جرت أمس في قطاع غزة، سقطت 4 منها في مناطق خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أو في أحياء سبق أن أمر المواطنين بإخلائها، ويُعرّض من يتواجد فيها للاستهداف والقتل المباشر، ما يجعل هذه الإنزالات عديمة الجدوى، بل وخطِرة على حياة المواطنين المُجوّعين. وأوضح، أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة مساعدات ووقود وهو الحد الأدنى من الاحتياجات الفعلية لأهم القطاعات الحيوية. وأدان المكتب الحكومي بأشد العبارات استمرار جريمة الفوضى والتجويع وحرمان 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 طفل في قطاع غزة من حليب الأطفال والمساعدات. وحمّل المكتب الحكومي الاحتلال والدول المنخرطة في الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن استمرار الكارثة الإنسانية، داعيًا إلى فتح المعابر فوراً وإيصال حليب الأطفال والمساعدات بشكل آمن ومنظَّم تحت إشراف أممي. من جهته قال برنامج الأغذية العالمي إن الأرقام تؤكد أن غزة تواجه خطرًا بسبب المجاعة، والوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة. ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت من إجراءاتها في 2 مارس الماضي، حينما أغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". إصابات واعتقالات شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة اقتحامات واعتقالات عنيفة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات، واعتداءات مباشرة على الأهالي ومنازلهم وعمليات تخريب ممنهجة. ونفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في جنوب الخليل، طالت ثمانية فلسطينيين من عائلة الهذالين في خربة أم الخير، كما اعتقلت الناشط علي راشد عوض من خربة طوبا في مسافر يطا. وترافقت اقتحامات الاحتلال مع تخريب للمنازل وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، ومنع الأهالي من التحرك، وسط حالة من الترويع والتنكيل. وشهدت مناطق جنوب الخليل أيضًا اقتحامات متزامنة طالت بلدات السموع، سعير، الشيوخ، وحلحول. وفي شمال رام الله، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة تجاه منازل الأهالي في محيط سهل قرية المغير الشرقي، ما أدى إلى حالة من الذعر بين الأهالي، خصوصًا الأطفال والنساء. وفي المنطقة الغربية من المحافظة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دير إبزيع، بينما داهمت مدينة البيرة واقتحمت أحياء عدة. وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة مواطنين كما داهمت قوات الاحتلال شارع السينما وسط مدينة جنين، واقتحمت بلدة جبع. وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بلعا شرقي المدينة، بينما شهدت مدينة قلقيلية اقتحامًا واسعًا من المدخل الشرقي، نتج عنه إصابة شابين بجراح بعد دهسهما من قبل جيب عسكري إسرائيلي في شارع المدارس. كما اقتحمت قوات الاحتلال أيضًا قرية العروج شرق بيت لحم، وداهمت عددا من المنازل وعبثت بمحتوياتهما. شرق بيت لحم أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس بهدم كافة منازل قرية النعمان شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وأفاد رئيس مجلس قروي النعمان جمال الدرعاوي بأن شرطة الاحتلال يرافقها موظفين من بلدية الاحتلال في القدس اقتحموا القرية، وسلموا إخطارات للمرة الثالثة في غضون أشهر منذ بداية العام الجاري، تتضمن هدم كافة منازل القرية البالغة 35 منزلا بسعة 45 شقة بحجة عدم الترخيص، وجميعها مأهولة بالسكان، أحدثها منذ 35 عاما، وأقدمها 75 عاما. وأشار الدرعاوي، إلى هناك محامي يتابع الملف الخاص بالمنازل، الذي يسابق الزمن لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططه بهدم منازل القرية. وأوضح أن القرية التي تم فيها إنشاء مجلس قروي في العام 2013 لمواجهة مخططات الاحتلال، يبلغ عدد سكانها 150 نسمة، ومساحتها 1500 دونم، يمنع البناء فيها منذ 32 عاما. ولفت الدرعاوي، إلى أن منع الاحتلال المواطنين من البناء في القرية أجبر نحو 100 مواطن على الرحيل عنها للبحث عن مسكن. وأضاف، أن سياسة الاحتلال تهدف إلى تهجير سكان القرية وضمها لحدود بلدية الاحتلال في القدس، مشيرا إلى أنه قبل حوالي عامين، أقرت محكمة الاحتلال بفرض ما تعرف بضريبة الأملاك "الأرنونا" على جميع المنازل في القرية، عن ست سنوات سابقة حيث تم دفع ما بين 30-60 ألف شيقل(الدولار يساوي 3.36 شيقل)، عن كل منزل. وتقع قرية النعمان شرق محافظة بيت لحم، تبعد عن مركز المدينة حوالي 4.5 كم، ويحدها من الشرق أراضي قرية الخَاص، ومن الشمال أراضي بلدة صور باهر في القدس المحتلة، ومن الغرب والجنوب مدينة بيت ساحور. يذكر أن الاحتلال أخطر المنازل بالهدم في المرة الأولى بتاريخ السادس والعشرين من شهر يناير، والثاني في العاشر من يونيو من العام الجاري. بؤرة استعمارية شرع مستعمرون، أمس، بصب الباطون الجاهز في قرية شلال العوجا شمال مدينة أريحا، تمهيدا لإقامة وحدات استعمارية جديدة في البؤرة المقامة بالمنطقة منذ عدة أشهر. وأوضح المشرف العام لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو والقرى البدوية حسن مليحات أن هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد انتهاكات المستعمرين بحق التجمعات البدوية الفلسطينية، واستمرار أعمال التوسعة التي تتم بتواطؤ واضح من سلطات الاحتلال، في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض وتوسيع النفوذ الاستيطاني في الأرض. وحذر مليحات من التداعيات الخطيرة لهذه الممارسات، والتي تسهم في تهجير السكان الأصليين، والسيطرة على مصادر المياه والأراضي الزراعية. لاعتراف بدولة فلسطين وجهت فرنسا و14 دولة، نداءً جماعيًا تعتزم فيه الاعتراف بدولة فلسطين، داعية مزيدًا من الدول للانضمام. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عبر منصة "إكس"، أمس: "في نيويورك مع 14 دولة أخرى توجه فرنسا نداءً جماعيً: نعبر عن عزمنا الاعتراف بدولة فلسطين وندعو الذين لم يفعلوا ذلك حتى الآن إلى الانضمام إلينا". ومن بين الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بفلسطين 9 دول للمرة الأولى وهي: أستراليا، كندا، فنلندا، نيوزيلندا، البرتغال، أندورا، مالطا، سان مارينو ولوكسمبورغ. فيما جددت دول أخرى سبق لها الاعتراف بفلسطين دعمها، مثل آيسلندا وإيرلندا وإسبانيا وكان أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، ما لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات ملموسة نحو السلام ووقف إطلاق النار وإنهاء الوضع المروع في غزة. وأضاف أن المساعدات الجوية لغزة "بدأت"، مشيرا إلى أنه يرغب في دخول ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
الكويت: السلام العادل يتحقق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
أكدت دولة الكويت أن السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة كافة. وقال وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا في كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك: "نجتمع اليوم تحت وطأة ظروف استثنائية ومأساوية تمر بها الأراضي الفلسطينية وتحديدًا قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان عسكري إسرائيلي غير مسبوق، خلف عشرات الآلاف من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال، ودمارًا واسعًا طال البنية التحتية والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه والكهرباء وحتى الملاجئ". وأضاف أن الحصار الجائر المفروض على غزة وقطع الغذاء والدواء والكهرباء والمياه نتج عنه كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان معظمهم من المدنيين الأبرياء، موضحًا أن هذه الأوضاع تجاوزت حدود المأساة لتتحول إلى تحد صريح للضمير الإنساني والقانون الدولي. وأشار اليحيا إلى أن "استمرار التمادي العسكري وتجاهل المبادئ الإنسانية والقانونية يعد تراخيًا من المجتمع الدولي عن أداء مسؤولياته ويشجع على الإفلات من العقاب، ومن هنا تبرز الحاجة الماسة إلى تحرك دولي فوري وفعال". وسلط اليحيا الضوء على ثوابت دولة الكويت التاريخية والراسخة التي تؤكد أولا على الاعتراف الكامل بدولة فلسطين ضمن حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مرحبًا في هذا السياق بالخطوات المتخذة مؤخرًا من دول عدة الاعتراف بدولة فلسطين، داعيًا الدول التي لم تعترف بعد إلى اتخاذ الخطوة ذاتها بوصفها أساسًا لتحقيق العدالة والسلام. ودعا إلى الإيقاف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة وإيقاف استهداف المدنيين والبنية التحتية، وضمان عدم تكرار مثل هذه الأفعال الإجرامية، مشددًا على ضرورة فتح جميع المعابر بشكل دائم وغير مشروط بما يضمن تدفق المساعدات الإنسانية والطبية وتمكين عمليات الإغاثة من الوصول إلى مستحقيها من دون صعوبات، ورفض التهجير القسري بكل أشكاله التي تستهدف تغيير الواقع الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفق القرار الأممي رقم (194). وناشد المجتمع الدولي ضمان حماية المدنيين وإيقاف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبي الجرائم أمام محكمة العدل الدولية، وتفعيل آليات العدالة الدولية لضمان عدم الإفلات من العقاب، داعيًا إلى دعم الجهود السياسية والدبلوماسية لإحياء عملية السلام وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002 ورفض كل السياسات التي تؤخر تحقيق حل الدولتين.