logo
رسائل سياسية وثقافية في استقبال ماكرون بالقاهرة

رسائل سياسية وثقافية في استقبال ماكرون بالقاهرة

الشرق الأوسط٠٧-٠٤-٢٠٢٥

جاء استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في القاهرة، وفق بروتوكول دبلوماسي غير اعتيادي، تضمن سلسلة من المزارات والجولات المدروسة، حملت في طياتها رسائل متعددة الأبعاد، بحسب مراقبين.
ومع وصول ماكرون إلى العاصمة المصرية، مساء الأحد، نشر الرئيس الفرنسي مقطع فيديو من طائرته الرئاسية، أظهر مرافقة مقاتلات مصرية من طراز «رافال» فرنسية الصنع، وكتب قائلاً عبر حسابه: «وصلنا إلى مصر... طائرات رافال المصرية، رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي».
وعاد ماكرون ليوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بقصر «الاتحادية»، أن مصر «هي أول دولة وثقت في طائرات الرافال خارج فرنسا وتبعتها عدة دول».
Arrivé en Égypte avec de fiers compagnons de vol : des Rafale égyptiens, symbole fort de notre coopération stratégique. pic.twitter.com/V3sDJa3qNP
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 6, 2025
وأبرمت مصر عام 2015 صفقة لشراء 24 مقاتلة من طراز «رافال»، كأول مشترٍ للمقاتلات الفرنسية، ثم عادت عام 2021 لتبرم عقد جديد لشراء 30 مقاتلة.
ومن سماء مصر إلى أزقتها؛ اصطحب الرئيس المصري نظيره الفرنسي في جولة لمنطقة الحسين، وسوق خان الخليلي بالقاهرة التاريخية، حيث تجولا وسط الحشود التي استقبلتهما بحرارة، والتقطت الصور التذكارية معهما، كما تناول الرئيسان العشاء في مطعم شهير يحمل اسم أديب نوبل «نجيب محفوظ»، وهي الجولة التي اعتبرها كثيرون لها مدلول عميق، وأبعاد سياسية، وثقافية.
ويوضح خبير العلاقات الدولية الدكتور طارق فهمي، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الجولة وتناول العشاء يحملان رسائل غير سياسية تعكس خصوصية العلاقة المصرية الفرنسية، ويعكس اختيار هذه المواقع كيف أن الجانب الفرنسي مولع بالثقافة المصرية، والحضارة المصرية، منذ عهد القائد الفرنسي نابليون بونابرت حتى ماكرون.
مصريون يرحبون بالرئيسين المصري والفرنسي في سوق خان الخليلي بالقاهرة (رويترز)
كما أن اختيار هذه الأماكن له دلالات عميقة، فهي تضم مسقط رأس الرئيس السيسي، وحرص الرئيس على إظهار أنه تربى ونشأ، فهو تأصيل تاريخي أن من يحكم لديه أصول ثقافية وتاريخية كبيرة ضاربة في عمق الدولة المصرية، بحسب فهمي.
وفيما لفت بعض النشطاء إلى ابتعاد ماكرون عن زيارة أي مدن أو منشآت حديثة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، يلفت الخبير السياسي المصري إلى أن اختيار موقع الجولة هو نوع من «الذكاء المصري الكبير» يتناسب مع الولع الفرنسي الكبير بالثقافة المصرية، في ظل تنوع الموقع بين التجاري، والصناعي، والثقافي، والحضاري.
مشهد الريس وهو بيتمشى مع ماكرون في الحسين النهاردة مش مشهد عابر، ده حدث يتقال فيه كلام كتير جدا، ورسالة للداخل والخارج، يعني مثلا لو تفتكر في يناير اللي فات ليشع اتهف في نافوخه ونشر تهديد ضمني في جيروزاليم بوست بصورة للرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.....
— Loay Alkhteeb (@LoayAlkhteeb) April 6, 2025
ويبيّن فهمي أن استعراض مقاتلات الرافال يعكس أن ماكرون يريد توصيل رسالة مهمة أن هناك تعاوناً عسكرياً واستراتيجياً بين البلدين، كما أنه يسوق للصناعة العسكرية الفرنسية، وكأنه يوصل دلالات رمزية لأميركا أنه رغم وجود تسليحها، لكن يوجد أيضاً تسليح فرنسي متميز.
وأشاد عدد من الأحزاب والبرلمانيين بالجولة إلى منطقتي خان الخليلي والحسين، مؤكدين أنها تحمل رسائل بالغة الأهمية عن أن مصر ستظل دائماً بلد الأمن والأمان، وقادرة على استضافة كبار زعماء العالم في أجواء مستقرة، وآمنة.
السيسي وماكرون في «خان الخليلي» (أ.ف.ب)
وقال طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، إن اختيار موقع الزيارة يحمل إشارات للتمازج الحضاري، كونه يضم في محيطه مساجد، وأضرحة، وكنائس.
وتداول متابعون لقطات جولة السيسي وماكرون على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الكثيرون رسالة تأكيد على تمتع مصر بالأمن والأمان، والاستقرار. كما تداول كثيرون «تغريدة» للرئيس الفرنسي يشكر فيها الرئيس السيسي والشعب المصري على «الاستقبال الحار».
شكراً لفخامة الرئيس @AlsisiOfficial وللشعب المصري على هذا الاستقبال الحار. هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة التي تليق بخان الخليلي: تحية نابضة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا pic.twitter.com/RxcfJAYTDY
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 6, 2025
البرلماني والإعلامي مصطفى بكري أعاد نشر لقطات الرئيسين، مبرزاً الاستقبال الشعبي الحافل لهما في شوارع القاهرة القديمة.
وحول ما أثارته الجولة من تفاعل «سوشيالي»، قال المتخصص في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا»، معتز نادي، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة، التي وثّقتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل، تؤكد أن الدبلوماسية الحديثة لا تُمارس فقط في القاعات الرسمية، بل تُصنع أيضاً في الشارع، وبالمواقف الإنسانية التي تبني الجسور بين الشعوب والقادة والحكومات، وتعزز الفهم المتبادل فيما بينهم على أرضية التعايش والسلام».
وتابع: «جاءت الجولة لتحظى بمتابعة كبيرة، وهي رسالة تعكس أهمية هذا المكان التاريخي للقاهرة، وتذكر بعراقتها، وتعايشها مع مختلف الجنسيات والأديان من خلال إشارة الرئيس المصري لكونه ابناً لهذه المنطقة، وأنه عاصر اليهود، والأرمن، والإنجليز، كما تجلى في الفيديوهات التي رصدت حواره مع ماكرون».
ودافع البرلماني محمود بدر عن اختيار موقع الزيارة، وعدم توجيهها الزيارة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، واصفاً إياهم بجماعة «أعداء الرخام».
ومع احترامي للدكتور عمار علي حسن واصدقائه من جماعة "أعداء الرخام" وبغض النظر عن ان العاصمة الإدارية هي امتداد للقاهرة وليست عاصمة مستقلة بذاتها لكن انا مضطر أرخم عليكم واقولكم ان النظرية دي غريبة شوية لإن لو تم تطبيقها علي مدار الاف السنين في مصر لما استطاع ماكرون ان يزور حي... https://t.co/DLm3jOwjrt
— محمود بدر (@ma7mod_badr) April 7, 2025
فيما اعتبر الإعلامي عمرو أديب أن هذه الجولة وما شهدتها من التقاط المصريين للصور مع الرئيسين هي رسالة تعني استقرار مصر.
عمرو أديب: الرئيس السيسي خد الرئيس الفرنسي ماكرون ووداه خان الخليلي وبياخدوا سيلفي مع الناس.. ده الاستقرار وبلدي تستحق أجمل الاشياءشاهدوا #الحكاية على #MBCMASR من الجمعة إلى الاثنين 10م بتوقيت القاهرة من هنا https://t.co/dw22cTIRCQ pic.twitter.com/l1Dk7Muvmw
— الحكاية (@Elhekayashow) April 6, 2025

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السفير الفرنسي في لبنان: موقفنا واضح من حزب الله.. والسلاح مسألة جوهرية
السفير الفرنسي في لبنان: موقفنا واضح من حزب الله.. والسلاح مسألة جوهرية

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

السفير الفرنسي في لبنان: موقفنا واضح من حزب الله.. والسلاح مسألة جوهرية

قال السفير الفرنسي لدى بيروت هيرفيه ماغرو، إن موقف باريس كان دائماً واضحاً جداً في ما يتعلق بجماعة حزب الله اللبنانية ، وبين أن باريس دائماً تميز بين الجناح العسكري والجناح السياسي الذي يملك تمثيلاً في البرلمان، مشيرا إلى أن سلاح الحزب "مسألة جوهرية". وتابع في مقابلة مع صحيفة "إندبندنت عربية" "أعتقد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في سياق صعب كما نعرف، وفي ظل الدور الذي لعبه الجناح المسلح للحزب في القضية السورية، أراد أن يذكّر بأن ما يهمنا اليوم هو استقرار سوريا، ولكن أيضاً، ونتيجة لذلك، مساعدة لبنان على اغتنام الفرصة التي توفرها له الأوضاع الحالية، بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون وتعيين حكومة إصلاحية، للتقدم كذلك في الملف اللبناني". كما قال تعليقاً حول تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية "نحن ندعم الرئيس عون، وقد قلنا ذلك منذ البداية، نحن نؤيد السياسة التي يقودها، ونعتبر أن من حق اللبنانيين، والرئيس عون والحكومة أيضاً، أن يحددوا الاستراتيجية التي يجب اتباعها. لقد ذكر الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام في مناسبات عدة أن احتكار السلاح يجب أن يعود إلى الدولة اللبنانية، ونحن نؤيد هذا الموقف والطريقة التي يتقدمان بها في هذا الشأن". "مسألة جوهرية" وبين السفير الفرنسي أن "مسألة السلاح ستبقى في جميع الأحوال مسألة جوهرية". وأضاف، "عندما وصلت إلى هنا قبل عام ونصف العام، لم أكن أتوقع أن يأتي يوم سنتحدث فيه بهذه الطريقة عن مسألة سلاح حزب الله". كما رأى أنه بالتوازي مع مسألة السلاح يجب العمل على الإصلاحات والوضع الاقتصادي، لأن هناك ضرورة لإجراء هذه الإصلاحات بغض النظر عن مسألة سلاح الحزب. وتابع "لنفترض أن حزب الله جُرّد من سلاحه غداً، فإن البلاد على رغم ذلك ستبقى في وضع صعب جداً إذا لم يتم إقرار الإصلاحات الاقتصادية". تسليم السلاح وكانت السلطات اللبنانية أكدت أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، أنها عازمة على حصر السلاح بيد الدولة، مشيرة إلى عزمها البحث في مسألة سلاح الحزب. كما أوضحت مضيها في تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار الأممي 1701، واتفاق وقف النار الأخير الذي أبرم مع الجانب الإسرائيلي بوساطة أميركية، ونص على انسحاب حزب الله من الجنوب، وتفكيك مواقعه، فضلا عن تسليم سلاحه. يذكر أنه يسري منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، تم إبرامه بوساطة أميركية وفرنسية. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة "يونيفيل" انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.

بين السخرية والتكذيب... «صفعة» بريجيت لماكرون تُشعل مواقع التواصل
بين السخرية والتكذيب... «صفعة» بريجيت لماكرون تُشعل مواقع التواصل

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

بين السخرية والتكذيب... «صفعة» بريجيت لماكرون تُشعل مواقع التواصل

أثار مقطع فيديو يُظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو يتلقى «صفعة» من زوجته بريجيت، لحظة وصوله إلى فيتنام، موجة واسعة من التفاعل والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع عبر منصات مواقع التواصل وتناقلته شاشات التلفزيون، يوثق لحظة فتح باب الطائرة الرئاسية في مطار فيتنام؛ حيث ظهر ماكرون في حالة من الذهول، بينما تمتد ذراعان بأكمام حمراء نحوه وتدفع وجهه، قبل أن تظهر بريجيت إلى جانبه مرتدية سترة حمراء. ابتسم الرئيس الفرنسي أمام الكاميرا بعد صدمة «الصفعة المفاجئة»، ولاحقاً في تبريره للموقف المحرج الذي تعرض له، قلل ماكرون مما جرى، منتقداً تحويل ما عدَّه «مزاحاً ولهواً مع زوجته» إلى «كارثة» ومادة للتعليقات «الغبية»، معرباً في النهاية عما يرجوه بشكل مُلح بعد هذا الموقف، وهو أن يهدأ الجميع وتنتهي القصة تماماً. وقبلها، وفي محاولة لاحتواء الموقف، علَّق «الإليزيه» بالقول إن ما حدث كان «لحظة ودية» و«مجرد شجار» بين الزوجين، مشدداً على أن الحادث لا يحمل أي دلالة سلبية. إلا أن كثيراً من الفرنسيين رأوا أن هذا التوضيح «يزيد الطين بلة». وقال موقع «بي إف إم تي في» الفرنسي، إن مقطع فيديو للرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت أثار موجة كبيرة من التعليقات بعد وصولهما إلى فيتنام. الصحافي الفرنسي كوري لو غوين تعامل مع «صفعة ماكرون» بطريقة أخرى، فنصح الرئيس الفرنسي بالاتصال بخدمات ضحايا العنف المنزلي! وخاطبه على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي قائلاً: «إيمانويل، إذا تضررت من عنف منزلي، فاتصل بالرقم 39-19. لا تبقَ وحيداً وجهاً لوجه مع مصابك». ووصف النائب عن التجمع الوطني جان فيليب تانغوي تصريحات قصر الإليزيه بأنها «أكاذيب تليق بجمهوريات الموز». وقال في تغريدة على «إكس» مساء: «في مواجهة أدنى مشكلة، يلقي حزب ماكرون باللوم على الذكاء الاصطناعي والاستخبارات الروسية، قبل تبرير ما لا يمكن تبريره». L'utilisation par l'Elysee de mensonges pavloviens dignes des républiques bananières devient très inquiétante pour notre dé au moindre problème, la Macronie accuse « l'intelligence artificielle » et « les services russes » avant de justifier l'injustifiable. — Jean-Philippe Tanguy Ⓜ️ (@JphTanguy) May 26, 2025 بدورها، سخرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من مقطع الفيديو، وقالت: «المثير للاهتمام ليس هذا (أي هذه اللقطات في هانوي) ولكن ما سيخرج به قصر الإليزيه هذه المرة للتغطية على فضيحة (إيمانويل غيت) الجديدة». وأضافت: «ماذا ستكون رواية «الإليزيه» هذه المرة؟ هل أرادت السيدة الأولى أن ترفع معنويات زوجها بمداعبة خده برفق، ولكنها أخطأت في تقدير قوتها؟ هل أعطته منديلاً ولكنها أخطأت؟». واختتمت منشورها على «إنستغرام» بالعبارة الآتية: «اقتراحي أنها ربما يد الكرملين؟».

من علاقة طالب بمعلمته إلى «الصفعة»... قصة «غير تقليدية» بين إيمانويل وبريجيت ماكرون
من علاقة طالب بمعلمته إلى «الصفعة»... قصة «غير تقليدية» بين إيمانويل وبريجيت ماكرون

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

من علاقة طالب بمعلمته إلى «الصفعة»... قصة «غير تقليدية» بين إيمانويل وبريجيت ماكرون

عندما ظهر فيديو للسيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون صباح الاثنين، وهي تدفع وجه زوجها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصولهما إلى فيتنام، كانت اللحظة صادمة وأثارت الفضول والتساؤلات، لكنها ليست اللقطة الوحيدة المثيرة للجدل في علاقة تتصف بأنها غير تقليدية منذ البدايات. وفي مقطع مصور، ظهرت بريجيت ماكرون وهي تدفع وجه زوجها بيديها قبل نزوله من طائرة الرئاسة، في وقت متأخر، الأحد، ما جعله يتراجع إلى الوراء قبل أن يتدارك الأمر، ويلوِّح للكاميرات قبل النزول من فوق سلم الطائرة. وظلت بريجيت مختبئة للحظات داخل الطائرة؛ ما حجب أي رؤية للغة جسدها، ثم نزل ماكرون وبريجيت المتزوجان منذ 2007 معاً على الدرج. وسرعان ما انتشرت اللقطة ولاقت تعليقات واسعة في الصحافة المحلية والعالمية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، ما استدعى رد الرئيس الفرنسي الذي قلل من شأن الواقعة، وقال للصحافيين في هانوي: «كنت أتشاحن، أو بالأحرى أمزح مع زوجتي»، وأضاف: «هذا لا شيء». وتطرقت صحيفة «نيويورك بوست» في تقرير إلى تاريخ العلاقة بين إيمانويل ماكرون وبريجيت منذ أن كان طالباً في المدرسة وكانت هي معلمته. وكان ماكرون يبلغ من العمر 15 عاماً فقط، وهو سن الرشد في فرنسا، عام 1993 عندما التقى بالسيدة بريجيت أوزيير، وهي مُعلمة في مدرسة ثانوية تبلغ من العمر 39 عاماً، في مدرسة «لا بروفيدانس» الكاثوليكية في أميان، حيث كان أيضاً زميلاً لابنتها الكبرى، لورانس. ووفق ما قال دانيال ليليو، معلم الرياضة السابق لماكرون لوكالة «بلومبرغ»: «في سن 15 عاماً، كان ماكرون يتمتع بنضج شاب في الخامسة والعشرين من عمره. كان يُفضل قضاء وقته في الحديث مع المُعلمات بدلاً من زملائه في الفصل». كانت بريجيت تكبره بـ24 عاماً، ووفق «إندبندنت»، كان والداه يعتقدان أن ابنهما يواعد لورانس، حتى ظهرت الحقيقة من خلال صديق للعائلة. إيمانويل ماكرون الطالب ابن الـ15 عاماً (فرانس 3) وبحسب سيرة ذاتية للسيدة الأولى بعنوان «بريجيت ماكرون: امرأة متحررة» بقلم مايل برون، اكتشفت عائلة بريجيت أمر علاقتها الغرامية في صيف عام 1994 بعد أن ضبطتهما وهما يأخذان حمام شمس حول حمام السباحة في منزل والديها المسنين. وأثارت العلاقة بين الطالب المتفوق ومعلمته في الأدب والدراما ضجة، وأرسل السكان المحليون رسائل مجهولة المصدر إلى مقر مصنع الشوكولاته والماكارون العريق الذي تديره عائلة بريجيت، ينددون بالعلاقة. كما بصق الجيران والأصدقاء والأعداء على أبواب بريجيت، وفقاً لبرون، التي كتبت في السيرة أيضاً: «بين ليلة وضحاها، رفض أصدقاؤها الذين كانت تخطط لقضاء إجازة معهم التحدث معها». أما والدا ماكرون فصدما، وقررا نقل ابنهما من المدرسة. وماكرون عن قصة حبه المبكرة لصحيفة «ديلي ميل» قال: «تحدثنا عن كل شيء. واكتشفت أننا كنا نعرف بعضنا البعض دائماً». في ذلك الوقت، كانت بريجيت متزوجة من المصرفي أندريه لويس أوزيير، وأنجبت منه ثلاثة أطفال. وتلقّى أوزيير خبر إعجاب زوجته بمراهق «كصفعة على وجهه»، وفقاً لبرون. استمر طلاق بريجيت وأندريه اللاحق لعقد من الزمن. وخلال تلك الفترة، غادر إيمانويل أميان في النهاية ليقضي سنته الأخيرة في مدرسة ثانوية مرموقة في باريس، لكن البعد لم يُطفئ شغفه وشغف بريجيت ببعضهما البعض. وقالت بريجيت في مقابلة نادرة مع مجلة «باري ماتش»: «كنتُ في حالة من الفوضى. قلتُ لنفسي إنه سيقع في حب فتاة في مثل عمره. لكن ذلك لم يحدث». التحق إيمانويل بالجامعة لدراسة السياسة والشؤون الدولية، واستمرت علاقتهما. وبحسب غاسبار غانتزر، الذي التحق بالجامعة مع ماكرون في ستراسبورغ، «كل يوم جمعة بعد درس اللغة الإسبانية، كان يركض إلى محطة القطار ويركبه». بريجيت وإيمانويل في يوم زفافهما (فرانس 3) تزوج إيمانويل ببريجيت في خريف عام 2007، وهو العام الذي انتهى فيه طلاق بريجيت. كان عمره 29 عاماً، بينما كانت تبلغ 54 عاماً. أُقيم حفل الزفاف في قاعة المدينة في بلدة لو توكيه الساحلية، وهو المكان نفسه الذي تزوجت فيه بريجيت من زوجها الأول عام 1974، حيث كانت عائلتها تمتلك منزلاً لقضاء العطلات. ارتدت بريجيت فستاناً أبيض قصيراً. وحضر أولادها الثلاثة، بالإضافة إلى أفراد آخرين من العائلة ووالدي إيمانويل. وفي نخب لعروسه وعائلته الجديدة، قال ماكرون: «كل واحد منكم شاهد على هذه السنوات الـ13 الماضية. لقد تقبلتمونا. لقد جعلتمونا ما نحن عليه اليوم... أود أن أشكركم على حبكم لنا كما نحن، وأود أن أشكر أبناء بريجيت لأن هذا لم يكن سهلاً عليهم». بريجيت وخلفها إيمانويل يظهر في الصورة (أ.ف.ب) بعد الزواج، ركّز الزوجان على مسيرة إيمانويل السياسية الواعدة. وفي نهاية المطاف، تركت بريجيت عملها بصفتها معلمة لتعمل مستشارة رئيسية لزوجها عندما أصبح وزيراً للمالية في حكومة فرنسوا هولاند عام 2014. وظلت إلى جانبه أثناء ترشحه للرئاسة، وصدت هجمات لاذعة في وسائل الإعلام الفرنسية. في عام 2017، وفي سن 39، انتخب إيمانويل رئيساً لفرنسا، ليصبح أصغر رئيس في تاريخ البلاد. في العام نفسه، وفي مقابلة مع مجلة «إيل فرانس»، تحدثت بريجيت عن فارق السن بينهما، وقالت: «هناك أوقات في الحياة تتطلب اتخاذ قرارات مصيرية. بالطبع، نتناول الإفطار معاً، أنا مع تجاعيدي، وهو مع شبابه، لكن الأمر كذلك». بريجيت في حفل توزيع جوائز «لا للتنمر» في قصر الإليزيه (أ.ف.ب) وكان الرئيس الفرنسي قد وصف زوجته سابقاً بأنها «مرساة»، قائلاً إنها تُبقيه مُركزاً في عمله. في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، قال ماكرون: «بالنسبة لي، من المهم جداً لتوازني الشخصي أن يكون هناك من يخبرني الحقيقة يومياً». وسبق للرئيس الفرنسي أن وصف زوجته بـ«المذيعة»، قائلاً إنها تُبقيه مُركزاً في عمله. وأضاف: «بالنسبة لي، من المهم جداً لتوازني الشخصي أن يكون هناك من يخبرني الحقيقة يومياً. إن الوصول إلى الحقيقة هو من التحديات الرئيسية. أن يكون هناك شخص لديه قناعاته الراسخة ويعرفك على حقيقتك ويحبك لما أنت عليه، وليس لما تُمثله أو دورك أو مكانتك. هذا مهم جداً بالنسبة لي».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store