logo
مستقبل الانتخابات 2026: صراع المشاريع وتحديات التجديد

مستقبل الانتخابات 2026: صراع المشاريع وتحديات التجديد

بلبريسمنذ 3 أيام

بلبريس - اسماعيل عواد
مع اقتراب الاستحقاقات التشريعية لعام 2026، يبدو المشهد السياسي المغربي وكأنه ساحة معركة مبكرة، حيث تتصاعد المناوشات بين القوى الحزبية الرئيسية، بينما تتراجع أخرى إلى الظل.
في قلب هذه الديناميكية، يبرز "التجمع الوطني للأحرار" (RNI) بقيادة عزيز أخنوش كقوة مهيمنة تسعى لترسيخ هيمنتها، في حين يحاول "حزب العدالة والتنمية" (PJD) النهوض من تحت أنقاض هزيمته الكاسحة في 2021.
أما الأحزاب الأخرى مثل "الاستقلال" و"PPS" ، فتكاد تُختزل أدوارها إلى مجرد ديكور في مسرح السياسة، في الوقت الذي تراهن فيه الأصالة والمعاصرة على الوجوه النسائية للعودة والصعود لحكومة المونديال، كما هو الشان بالنسبة للمنصوري.
رغم محاولات إظهار التماسك، فإن الائتلاف الحكومي الحالي يبدو هشاً من الداخل، كما تؤكد عدد من المؤشرات.
فبينما يُدار كل قطاع حكومي كإقطاعية خاصة، تطفو على السطح خلافات لا تُعلن لكنها تفرض نفسها في القرارات اليومية.
وعدد من المراقبين، يصفون هذا الائتلاف بأنه "تحالف حسابي" بلا رؤية مشتركة، حيث يتقاسم الشركاء المناصب والموارد دون مشروع سياسي واضح.
وفي المقابل، يواجه "التجمع الوطني للأحرار" انتقادات حادة بسبب هيمنة النخب الاقتصادية على قراراته، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرته على تجديد خطابه قبل 2026.
حزب العدالة والتنمية: بين عبء التاريخ وإكراهات التجديد
أعاد انتخاب عبد الإله بنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية خلال مؤتمره الأخير الجدل حول مستقبل الحزب.
فبينما يُعتبر بنكيران "الضمير الأخلاقي" والأب الروحي للتجربة الإسلاموية في المغرب، فإن صعود جيل جديد داخل الحزب يطالب بتغيير جذري في الخطاب والاستراتيجية.
لكن التحديات كبيرة: انهيار القاعدة الانتخابية، الأزمة المالية، وتآكل الثقة في أدائه الحكومي السابق كلها عوامل تهدد بقاءه كقوة رئيسية. والسؤال الذي يلوح في الأفق: هل يستطيع الحزب استعادة بريقه أم أنه سينزوي إلى هامش المشهد السياسي؟.
في خضم هذا السباق، يبدو أن المعركة الانتخابية المقبلة ستتركز حول ثنائية "الأخلاقيات" في مواجهة "البراغماتية".
فبينما يحاول "العدالة والتنمية" تقديم نفسه كحارس للقيم والشفافية، يراهن "التجمع الوطني للأحرار" على أدائه الاقتصادي وعلاقاته مع دوائر المال والأعمال.
لكن هل سيكون الناخب المغربي مستعداً للانخراط في هذا النقاش؟ تشير كل المؤشرات إلى أن العوامل المحلية، من زبونية وولاءات قبلية، ستظل هي المحرك الأساسي للتصويت، مما يُضعف أي خطاب أيديولوجي طموح.
القضية الفلسطينية: هل تؤثر على المعادلة الانتخابية؟
وفي جانب اخر، تطرق القضية الحقوقية الدينية الإنسانية والتي تجتمع فيها كل هذه المقومات، وأمام وصف القضية الفلسطينية بكونها تشكل عاملاً حاسماً في استحقاقات دولية عدة، كما هو الشأن في الانتخابات الفرنسية، يبدو تأثيرها محدوداً في المغرب.
ورغم الخطاب الحاد لبنكيران الأخير، الذي هاجم فيه خصومه ووصفهم بـ"الميكروبات"، فإن القضية تظل في النهاية مجرد ورقة تكتيكية في لعبة أكبر. فالناخب المغربي، كما يرى المراقبون، منشغل بهمومه المعيشية أكثر من أي شعارات سياسية.
وأمام هذا المشهد، يبرز سؤال جوهري: هل يمكن للأحزاب السياسية، أن تتجاوز أزماتها المزمنة؟ فالنموذج الحالي، القائم على زعامات محورية وهيمنة النخب، يبدو عاجزاً عن تجديد دمائه.
والانتخابات المقبلة قد تكون محكاً حقيقياً لمدى قدرة الأحزاب على تقديم بدائل حقيقية، أو أنها ستكرس مرة أخرى هيمنة نفس الوجوه والتحالفات.
ويبقى التحدي الأكبر هو إقناع المواطن المغربي بأن صوته يمكن أن يُحدث فرقاً، ففي غياب مشاركة واسعة، خاصة في المدن الكبرى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد تقرير مجلس الحسابات.. البيجيدي: وضعيتنا سليمة اتجاه الخزينة
بعد تقرير مجلس الحسابات.. البيجيدي: وضعيتنا سليمة اتجاه الخزينة

كش 24

timeمنذ 2 ساعات

  • كش 24

بعد تقرير مجلس الحسابات.. البيجيدي: وضعيتنا سليمة اتجاه الخزينة

قال حزب العدالة والتنمية، ردا على بعض القراءات المتداولة بخصوص مضامين التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات حول مالية الأحزاب السياسية برسم السنة المالية 2023، إن وضعيته سليمة تجاه خزينة الدولة. وانتقد أمين المال الوطني لحزب "المصباح" ما أسماه ببعض القراءات المتحيزة وغير الموضوعية لنتائج التدقيق التي تعني الحساب السنوي لهذا الحزب. وصرح المجلس الأعلى للحسابات بصحة النفقات المنجزة من طرف الحزب برسم الدعم العمومي السنوي لسنة 2023 والتي بلغت 634.066,64 درهم. وأكد الحزب في توضيحاته وضعية الحزب اتجاه الخزينة سليمة، وأنه قام خلال سنتي 2023 و 2024 بإرجاع مبلغ إجمالي قدره 286.348,67 درهم إلى الخزينة، بعد إرجاع5.785.122,02 درهم إلى الخزينة برسم الدعم غير المستحق برسم اقتراع 8 شتنبر 2021 لانتخاب أعضاء مجلس النواب ومجالس الجهات والجماعات، وإرجاع501.226,65 درهم إلى الخزينة من الدعم السنوي غير المستعمل من الدعم الإضافي الخاص بالدراسات والمهام والأبحاث المنجزة برسم سنة 2022. وصرح مجلس الحسابات في نفس التقرير بأن 15 حزبا لم يقم إلى حدود متم شهر مارس 2025 بإرجاع مبالغ مجموعها 21,96 مليون درهم إلى الخزينة، وهي مبالغ من الدعم غير المستحق أو غير المستعمل أو المستعمل لغير الغايات التي منح لأجلها من طرف هذه الأحزاب.

"البيجيدي" يرد على تقرير مجلس الحسابات ويتهمه ب"الانتقائية"
"البيجيدي" يرد على تقرير مجلس الحسابات ويتهمه ب"الانتقائية"

أخبارنا

timeمنذ 2 ساعات

  • أخبارنا

"البيجيدي" يرد على تقرير مجلس الحسابات ويتهمه ب"الانتقائية"

خرج حزب العدالة والتنمية، اليوم الأربعاء، ببلاغ ناري يرد فيه على تقرير المجلس الأعلى للحسابات، مؤكداً أن وضعيته المالية سليمة ولا تشوبها شائبة، وأن ما جاء في التقرير من ملاحظات حول حساباته المحلية "غير دقيق" ويُغفل معطيات جوهرية. وقال "البيجيدي" إن نفقاته لسنة 2023، التي بلغت 634.066,64 درهماً، صُرّح بصحتها من طرف المجلس نفسه، مشيراً إلى أنه قام بإرجاع ما مجموعه 286.348,67 درهماً للخزينة خلال سنتي 2023 و2024، إضافة إلى إرجاع مبلغ ضخم بلغ 5.785.122,02 درهم كدعم غير مستحق لاقتراع 8 شتنبر 2021. كما لم يغفل الحزب التأكيد على أنه أرجع أيضاً مبلغ 501.226,65 درهماً من الدعم السنوي الإضافي المخصص للدراسات والمهام، برسم سنة 2022، مبرزاً أنه قدّم حسابه السنوي المؤشَّر عليه من خبير محاسباتي معتمد وبدون أي تحفظ، وفي الآجال القانونية، دون أن تُسجل عليه أية ملاحظة. وفيما يخص الملاحظات المثيرة للجدل المرتبطة بتحصيل جزء من واجبات الانخراط ومساهمات المنتخبين المحليين، والتي زعم المجلس أن الحزب لم يقدم ما يثبتها بما قيمته 556.785,60 درهماً، فقد وصفها الحزب بـ"غير الدقيقة"، موضحاً أنه أدلى فعلاً بوثائق وإيصالات سمحت بتخفيض مبلغ الملاحظة من أزيد من 2.2 مليون درهم إلى المبلغ المذكور. واتهم الحزب مجلس الحسابات بتجاهل المعطيات المقدمة في جوابه على الملاحظات الأولية، خاصة ما يتعلق بوصولات وقسيمات الإيداع ونسخ الشيكات، معتبراً أن بعض هذه الوثائق تخص مساهمات نوابه البرلمانيين وتُقتطع من المنبع بشكل واضح لا لبس فيه. وفي لهجة شديدة، انتقد "البيجيدي" ما وصفه بـ"القراءة الانتقائية والموجهة" للتقرير، مؤكداً أن الوثائق الداعمة لمساهمات الوزراء والبرلمانيين السابقين أُدرجت بالحساب السنوي، وأن تقارير التمثيليات المحلية لسنة 2023 مرفقة بكل ما يلزم من إثباتات ووثائق رسمية. وختم الحزب بلاغه بالتشديد على أن وضعيته تجاه خزينة الدولة سليمة، وأنه يلتزم بالقانون ومبادئ الشفافية والحكامة في كل صغيرة وكبيرة، مع مواصلة تفاعله الإيجابي مع كل ملاحظات وتوصيات المجلس الأعلى للحسابات. في المحصلة، يبدو أن "البيجيدي" قد قرر ألا يمرّ تقرير المجلس مرور الكرام، بل اختار المواجهة المباشرة، فهل سنشهد جولات جديدة من تبادل التصريحات في الأيام المقبلة؟

'البيجيدي' يرد على 'مجلس الحسابات': وضعية الحزب سليمة تجاه خزينة الدولة
'البيجيدي' يرد على 'مجلس الحسابات': وضعية الحزب سليمة تجاه خزينة الدولة

لكم

timeمنذ 3 ساعات

  • لكم

'البيجيدي' يرد على 'مجلس الحسابات': وضعية الحزب سليمة تجاه خزينة الدولة

صرح حزب العدالة والتنمية، اليوم الأربعاء، أن النفقات المنجزة من طرفه برسم الدعم العمومي الممنوح له سنة 2023 صحيحة، ووضعية الحزب سليمة تجاه الخزينة، منتقدا التصريح غير الدقيق لمجلس الحسابات فيما يتعلق بالتقارير المالية لتمثيلياته المحلية. وقال الحزب في بلاغ له إن مجلس الحسابات صرح بصحة النفقات المنجزة من طرف 'البيجيدي' سنة 2023 والتي بلغت 634.066,64 درهم، حيث قام خلال سنتي 2023 و 2024 بإرجاع مبلغ إجمالي قدره 286.348,67 درهم إلى الخزينة، بعد إرجاع5.785.122,02 درهم إلى الخزينة برسم الدعم غير المستحق برسم اقتراع 8 شتنبر 2021 لانتخاب أعضاء مجلس النواب ومجالس الجهات والجماعات. كما أن الحزب قام بإرجاع 501.226,65 درهم إلى الخزينة من الدعم السنوي غير المستعمل من الدعم الإضافي الخاص بالدراسات والمهام والأبحاث المنجزة برسم سنة 2022. و أشار الحزب إلى أنه قدم حسابه السنوي المشهود بصحته من طرف خبير محاسب دون تحفظ، داخل الأجل القانوني، ولم يسجل المجلس أية ملاحظة بشأن الوثائق المكوّنة لهذا الحساب. وأضاف أنه أدلى بمخرجات الدراسات والمهام والأبحاث المنجزة في إطار الدعم السنوي الإضافي، في حين يواصل إنجاز الدراستين اللتين تم الشروع فيهما. وبخصوص الملاحظة المتعلقة بوثائق الإثبات بشأن تحصيل الحزب لجزء من واجبات الانخراط والمساهمات المالية للمنتخبين على مستوى بعض التمثيليات المحلية للحزب، والتي لاحظ المجلس أن الحزب لم يقدم وثائق الإثبات القانونية بشأن تحصيل جزء منها، والتي يتجاوز عددها 400 كتابة مجالية بما مجموعه 556.785,60 درهم، فقد اعتبر الحزب أن هذا التصريح غير ظقيق. وأوضح 'البيجيدي' بأن ما جاء في تقرير المجلس بكون الحزب أشار في جوابه على الملاحظات الأولية بأن 'التقارير المالية لتمثيلياته المحلية لسنة 2023 تتضمن الوصولات والوثائق المثبتة لتلك المبالغ غير أنه لم يدل بها'، هو تصريح غير دقيق لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار كون الحزب أدلى بمجموعة من هذه الوصولات والوثائق، وهو ما مكن من انتقال المبلغ موضوع الملاحظة من 2.268.102 درهم بتاريخ التوصل بالملاحظات الأولية من طرف المجلس، إلى556.785,60 درهم الوارد في تقريره النهائي، وهو الأمر الذي تجاهله المجلس وهو يصرح بأن الحزب لم يدل بهذه الوصولات والوثائق المثبتة. وأضاف البلاغ 'كما أن الحزب وفي معرض جوابه على الملاحظة الأولية للمجلس 'بأن الحزب قدم بخصوص بعض العمليات نسخ لشيكات أو لقسيمات إيداع شيكات أو لقسيمات إيداع النقود، ولاحظ أنها لا تمكن من تحديد طبيعة المورد وصفة المانح (منتخب أو منخرط أو غير ذلك).'، أوضح بأن وثائق الإثبات المتعلقة بتحصيل واجبات المنتخبين على المستوى المركزي، تتعلق أساسا بمساهمات أعضاء الحزب بمجلس النواب، ويتم اقتطاعها من المنبع'. وأكد الحزب أنه تم تضمين الوصولات والوثائق المثبتة لمساهمات الوزراء والبرلمانيين السابقين في الحساب السنوي للحزب لسنة 2023. وأما بخصوص وثائق الإثبات المتعلقة بتحصيل واجبات المنخرطين وواجبات المنتخبين على مستوى تمثيليات الحزب المحلية، فقد أرفق الحزب بجوابه التقارير المالية لهذه التمثيليات لسنة 2023 والتي تتضمن الوصولات والوثائق المثبتة لتلك المبالغ. وانتقد 'البيجيدي' القراءة الانتقائية الموجهة أساسا ضده، واعتبر أن التقرير يثبت مرة أخرى وضعية الحزب السليمة اتجاه الخزينة وتشبته الصارم بالقانون وبمبادئ الشفافية والحكامة الجيدة في تدبير شؤونه المالية، وتفاعله الإيجابي والمتواصل مع توصيات المجلس الأعلى للحسابات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store