
أطعمة تغيّر حياتك: خطوات غذائيّة لخفض ضغط الدم دون دواء
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أبرز المشكلات الصحية المنتشرة عالميًا، ويُعرف بـ "القاتل الصامت" نظرًا لعدم ظهور أعراض واضحة له في كثير من الأحيان. ومع أن الأدوية تؤدي دورًا أساسيًا في التحكم بضغط الدم، إلا أن التعديلات في نمط الحياة، وبشكل خاص النظام الغذائي، يمكن أن تُحدث فرقًا ملحوظًا في تحسين الحالة وخفض ضغط الدم بشكل طبيعي ودائم.
يُعد تقليل الصوديوم أحد أهم التغييرات الغذائية للسيطرة على ضغط الدم. فقد أظهرت الدراسات أن استهلاك كميات كبيرة من الملح يؤدي إلى احتباس السوائل، ما يزيد الضغط على الأوعية الدموية. يُوصى بعدم تجاوز 1500 ملغ من الصوديوم يوميًا، وهو ما يعادل حوالي نصف ملعقة صغيرة من الملح. ويُنصح بالابتعاد عن الأطعمة المصنعة مثل الشوربات الجاهزة، اللحوم الباردة، والوجبات السريعة، التي تحتوي غالبًا على نسب عالية من الصوديوم المخفي.
هذا ويُعتبر البوتاسيوم عنصرًا حيويًا في موازنة تأثير الصوديوم داخل الجسم. فهو يساعد على استرخاء جدران الأوعية الدموية ويساهم في خفض ضغط الدم. يمكن الحصول على البوتاسيوم من مصادر طبيعية مثل الموز، البطاطا، السبانخ، الأفوكادو، والفاصوليا البيضاء. لكن يجب الحذر من الإفراط في استهلاكه لدى من يعانون من أمراض الكلى، واستشارة الطبيب قبل تناول مكملات البوتاسيوم.
أما نظام "DASH" الغذائي (الأساليب الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم) فهو أحد أكثر الأنظمة الموصى بها لمرضى الضغط. يعتمد هذا النظام على تناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، مع تقليل الدهون المشبعة والكوليسترول والسكريات. وقد أثبتت الدراسات أن الالتزام بهذا النظام يمكن أن يخفض ضغط الدم في غضون أسابيع قليلة.
رغم أن الكافيين لا يؤثر سلبًا في الجميع، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من ارتفاع مؤقت في ضغط الدم بعد تناول القهوة أو مشروبات الطاقة. لذلك، من المفيد مراقبة الاستجابة الشخصية للكافيين. من جهة أخرى، يؤثر الكحول سلبًا في ضغط الدم عند تناوله بكثرة. ويُوصى بالاعتدال الشديد، حيث يُفضل عدم تجاوز كوب واحد يوميًا للنساء وكوبين للرجال.
كما يساهم المغنيسيوم في تنظيم ضغط الدم عبر تأثيره المهدئ في العضلات والأوعية الدموية. يمكن العثور عليه في المكسرات، البذور، الحبوب الكاملة، والخضراوات الورقية. أما الألياف الغذائية، فتؤدي دورًا في تحسين صحة القلب، وضبط نسبة السكر والكوليسترول في الدم، مما ينعكس إيجابًا على ضغط الدم أيضًا.
إنّ زيادة الوزن ترتبط ارتباطًا مباشرًا بارتفاع ضغط الدم. لذا فإن تقليل عدد السعرات اليومية، ومراقبة أحجام الحصص الغذائية، وتجنب الأكل العاطفي أو الليلي، كلها عوامل تساعد في تقليل الوزن وتحسين قراءات ضغط الدم. يمكن تقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة ومتوازنة تتضمن جميع المجموعات الغذائية.
ومن المفيد أياً تقليل استهلاك الدهون المشبعة والمتحولة (الموجودة في الأطعمة المقلية والمخبوزات التجارية) واستبدالها بدهون غير مشبعة مفيدة مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون، الأسماك الدهنية (مثل السلمون والسردين)، والمكسرات. هذه الدهون تساهم في تعزيز صحة القلب والشرايين.
أخيراً، التحكم بضغط الدم لا يتطلب بالضرورة تغييرات جذرية أو حرمانًا قاسيًا، بل يمكن لتعديلات بسيطة في النظام الغذائي أن تحدث أثرًا عميقًا على الصحة. من خلال تقليل الملح، وزيادة الخضر والفواكه، واختيار الدهون الصحية، يمكن دعم وظيفة القلب وتقليل خطر المضاعفات. ومع المثابرة، تصبح هذه العادات جزءًا طبيعيًا من نمط الحياة، وتؤدي إلى صحة أفضل وجودة حياة أعلى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
عندما يتحوّل فائض الزنك الى خطر صحّي!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعد الزنك من العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة للحفاظ على وظائفه الحيوية، مثل تقوية جهاز المناعة، وتسريع التئام الجروح، والمساهمة في نمو الخلايا وانقسامها. إلا أن الإفراط في تناول الزنك، سواء من خلال المكملات الغذائية أو الاستخدام غير المنضبط، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية حقيقية، بعضها قد يكون خطرًا إذا لم يُعالج في الوقت المناسب. عند تجاوز الحد الموصى به يوميًا من الزنك، والذي يُقدر بحوالى 11 ملغ للرجال و8 ملغ للنساء، تبدأ بعض الأعراض بالظهور تدريجيًا. في البداية، قد يواجه الشخص مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان، التقيؤ، والإسهال. وهذه الأعراض تُعد إشارات مبكرة على أن الجسم يحاول التخلص من الزائد من هذا العنصر. ومع استمرار ارتفاع مستوى الزنك في الجسم، قد تتفاقم الأعراض لتشمل آلامًا في المعدة، فقدان الشهية، والصداع. أحد أكثر الآثار الجانبية خطورة لزيادة الزنك هو تأثيره في امتصاص العناصر الأخرى، لا سيما النحاس. إذ يؤدي تراكم الزنك في الجسم إلى تعطيل امتصاص النحاس، مما يُحدث خللًا في توازن المعادن داخل الجسم. وقد يُسفر هذا عن ضعف في الجهاز العصبي، وفقر دم غير مفسر، وحتى ضعف في الجهاز المناعي على المدى الطويل، رغم أن الزنك في حد ذاته يُعزز المناعة عند استخدامه باعتدال. كما يمكن لزيادة الزنك أن تؤثر في مستويات الكوليسترول في الدم. فقد أظهرت بعض الدراسات أن الجرعات العالية من الزنك ترتبط بانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL) وارتفاع الكوليسترول الضار (LDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر الجرعات العالية في التوازن الهرموني، فتؤدي إلى مشكلات في الخصوبة أو اضطرابات هرمونية أخرى. من المهم أيضًا الإشارة إلى أن الإفراط في تناول الزنك على مدى فترة طويلة لا يقتصر تأثيره على وظائف الجسم الحيوية فحسب، بل يمتد ليؤثر سلبًا في فعالية بعض الأدوية الحيوية. فعلى سبيل المثال، يُمكن أن يُضعف الزنك من امتصاص بعض أنواع المضادات الحيوية، مثل التتراسايكلين والفلوروكينولون، مما يقلل من فاعليتها في مقاومة العدوى، وبالتالي يُعرض المريض لخطر تفاقم حالته المرضية. كذلك، قد يؤدي الاستخدام المزمن لجرعات عالية من الزنك إلى تقليل تأثير مدرات البول، مما يخل بتوازن السوائل والأملاح في الجسم، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو الكلى. وليس هذا فحسب، بل إن التداخلات الدوائية الناتجة عن الإفراط في الزنك تشمل أيضًا المكملات الغذائية الأخرى. فعند تناول مكملات الزنك مع الحديد أو المغنيسيوم أو الكالسيوم، قد يحدث تنافس على الامتصاص داخل الأمعاء، مما يُقلل من استفادة الجسم من هذه العناصر الأساسية. هذا التفاعل المعقد قد يؤدي في النهاية إلى ظهور أعراض نقص متعددة يصعب ربطها مباشرة بسببها الأساسي، وهو الإفراط في الزنك، مما يُعقد عملية التشخيص والعلاج. إن خطورة هذه التداخلات تزداد بشكل خاص لدى كبار السن، والمرضى الذين يتناولون أدوية بشكل يومي، والنساء الحوامل، إذ أن احتياجاتهم الغذائية الدقيقة تجعلهم أكثر عرضة لاضطرابات ناتجة من أي اختلال في امتصاص العناصر الدقيقة. لذا فإن الاعتماد العشوائي على المكملات دون إشراف طبي قد يكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل. في الختام، فإن الزنك عنصر ضروري وأساسي لصحة الإنسان، يساهم في العديد من العمليات الحيوية مثل دعم جهاز المناعة وشفاء الجروح وتنظيم نشاط الإنزيمات. ومع ذلك، فإن التوازن هو الأساس. يُنصح دائمًا بعدم تناول مكملات الزنك إلا تحت إشراف طبي مختص، مع الالتزام الصارم بالجرعات اليومية الموصى بها. فبينما يُسبب نقص الزنك أعراضًا واضحة مثل التعب، وضعف المناعة، وتساقط الشعر، فإن زيادته بشكل مفرط قد تقود إلى آثار جانبية أكثر تعقيدًا وخطورة مما يُتوقع، خاصةً عند تداخله مع أدوية ومكملات أخرى.


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
افتتح وحدة الطوارئ في مُستشفى مار جاورجيوس بعد ترميمه عوده: أيّ تقصير في خدمة أيّ إنسان ضعيف سنُحاسب عليه
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب افتتح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده قسم وحدة الطوارئ والصدمة الجديد في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت، مؤكدا في كلمته خلال الافتتاح أنّ "العمل في مستشفى لا يمكن أن يؤسس لمجد شخصي، ولا يبحث عن مجد عندما يكون العمل خلاصيا كالطب والتمريض، بل إنّ المجد يرفع دوما لله الذي يمنح المواهب والقدرة على الإنجاز". وقال عوده إنّ هذا القسم الذي يحمل اسم القديس جاورجيوس شفيع بيروت، هو "مرآة المستشفى"، مشيرا إلى أن "أي تقصير في خدمة أي إنسان ضعيف سنحاسب عليه أمام العرش الإلهي، فكم بالحري إذا كان التقصير في مؤسسة تابعة للكنيسة، مستشفى النفوس"، مضيفا "المستشفى ليس له إلا ربنا وشفاعة القديس جاورجيوس، بالإضافة إلى جهود القيمين عليه، ومنهم مؤسسة القلب الكبير التي شاءت المساهمة في تطوير قسم الطوارئ وتحديثه". واستذكر عوده حجم الدمار الذي لحق بالمستشفى نتيجة انفجار مرفأ بيروت، والذي أصابه في بشره وحجره، لافتا إلى أن "الدولة غابت ليس فقط عن مد يد العون، بل أيضا عن السؤال"، فيما هب العاملون في المستشفى إلى إعادة بنائه واستئناف العمل فيه. وأكدت مديرة مؤسسة "القلب الكبير" علياء المسيبي خلال كلمتها، أنّ المشروع يعكس التزام الشارقة وقيادتها تجاه لبنان، قائلة: "وحدة الطوارئ والصدمة التي أُعيد تأهيلها ليست مجرد منشأة طبية تم تجديدها، بل تجسيد حقيقي لإيماننا بأن العمل الإنساني يجب أن يكون مستداما، يعيد للناس حياتهم وكرامتهم".


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
ناصر الدين تبلّغ وقف تغطية استشفاء
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب إستقبل وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، وفدا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين برئاسة ممثل المكتب في لبنان إيفو فرايجسن الذي أبلغه بقرار المفوضية وقف التغطية الإستشفائية للنازحين السوريين المقيمين على أرض لبنان ووقف الدعم المقدم لمختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية، وذلك ابتداء من تشرين الثاني المقبل بسبب محدودية التمويل المقدم من الدول المانحة. ورد ناصر الدين، مؤكدا "ضرورة عدم تقاعس المجتمع الدولي عن مسؤولياته الإنسانية، هذه المسؤوليات التي لم يتقاعس عنها لبنان حيال المقيمين على أرضه من غير مواطنيه، طيلة السنوات الأربع عشرة الماضية رغم أزماته الكبرى المتلاحقة ماليا واقتصاديا وأمنيا. وقد شهد لبنان قبل أقل من ثلاثة أشهر موجة نزوح جديدة ما يبقي أعداد النازحين مرتفعة جدا بالنسبة إلى مساحة لبنان وقدرة نظامه الصحي على تحمل أعباء إضافية كبرى". وشدد على "إيجاد المفوضية، بالتعاون مع الجهات المؤثرة في المجتمع الدولي، السبل الكفيلة لتأمين التغطية الإستشفائية للنازحين ودعم الخدمات الصحية المقدمة لهم في مراكز الرعاية الأولية". وأكد "أن لا حل إلا بتأمين التمويل الدولي للرعاية الصحية للنازحين واستشفائهم إلى حين عودتهم الآمنة لبلادهم"، داعيا في هذا المجال إلى "المباشرة بجهود جدية لتحقيق خطة العودة إلى البلد الأم بعد تغير الأوضاع فيه".