
وسط موجة غضب أوروبي.. ألمانيا توجه أقسى انتقاد لإسرائيل منذ بدء حرب غزة
في تحول لافت في الخطاب الألماني تجاه إسرائيل، وصف فريدريش ميرز، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، زعيم المعارضة في البرلمان الألماني، القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بأنه "لم يعد مفهومًا"، في أقوى انتقاد يصدر من مسؤول ألماني رفيع منذ اندلاع الحرب.
وقال ميرز، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة توركو الفنلندية، إن "الضربات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على غزة لم تعد منطقية بالنسبة لي. كيف يمكن لمثل هذه الضربات أن تخدم هدف مكافحة الإرهاب؟ أنا أنظر إلى هذا الأمر بعين ناقدة للغاية"، مضيفًا:"لم أكن أول من قال هذا، لكن أعتقد أن الوقت قد حان لأن أقول علنًا إن ما يحدث لم يعد مفهومًا".
تحوّل في لهجة أكثر الدول الأوروبية دعمًا لإسرائيل
تأتي تصريحات ميرز في سياق تحول تدريجي في المواقف الأوروبية، لا سيما في ألمانيا التي تعد من أقرب الحلفاء التاريخيين لإسرائيل، ويرتبط دعمها لتل أبيب ارتباطًا وثيقًا بإرث الحرب العالمية الثانية والهولوكوست، حتى أن الحكومات المتعاقبة تعتبر "أمن إسرائيل جزءًا من أسباب وجود الدولة الألمانية الحديثة".
غير أن الانتقادات العلنية المتزايدة، حتى من داخل المعسكر الداعم تقليديًا لإسرائيل، تعكس تآكلًا في الصبر الغربي حيال استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة.
ضغوط غربية متزايدة وتحذيرات من "إجراءات ملموسة"
تصريحات ميرز تزامنت مع تحذيرات صدرت مؤخرًا من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، والتي طالبت إسرائيل بوقف هجومها الموسع على غزة ورفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية، ملوحة باتخاذ "إجراءات ملموسة" في حال استمرار العمليات العسكرية، دون أن توضح طبيعة هذه الإجراءات وما إذا كانت ستصل إلى فرض عقوبات أو تعليق التعاون العسكري.
مطالبات من داخل الائتلاف الألماني بوقف تصدير السلاح
الانتقادات لم تعد مقتصرة على المعارضة، إذ صعّد أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، الشريك في الائتلاف الحاكم، من مطالبهم بضرورة وقف صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل.
وقال أديس أحمدوفيتش، المتحدث باسم السياسة الخارجية لكتلة الحزب في البوندستاغ:"لا يجب أن تُستخدم الأسلحة الألمانية لنشر الكوارث الإنسانية أو انتهاك القانون الدولي"، في إشارة إلى ما اعتبره مسؤولية أخلاقية وقانونية تتحملها برلين إذا ما واصلت تسليح إسرائيل في ظل هذه الحرب.
أوروبا تتحرك.. وأيرلندا تتقدم بخطوة رمزية
في موازاة الموقف الألماني الجديد، اتخذت أيرلندا خطوة متقدمة على الصعيد الأوروبي، إذ وافقت الحكومة على مشروع قانون لتقييد التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية، في ما وصفه مراقبون بأنه تحرك رمزي لكنه ضاغط.
وقال وزير الخارجية الأيرلندي، سيمون هاريس:"حين تتخذ دولة صغيرة مثل أيرلندا هذا القرار، وتكون بين أوائل الدول في الغرب التي تفكر بتشريع من هذا النوع، فإنني آمل أن يكون ذلك مصدر إلهام لدول أوروبية أخرى لتلحق بنا".
ويُنظر إلى المشروع الأيرلندي على أنه محاولة أوروبية لتكثيف الضغط على حكومة نتنياهو، خاصةً في ظل تزايد الأصوات الدولية المطالبة بوقف العمليات العسكرية والامتثال للقانون الدولي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمني برس
منذ 2 ساعات
- يمني برس
السعودية والإمارات واللعب على المكشوف!
يمني برس – بقلم – مطهر الأشموري عندما تقرّر أمريكا إيقاف عدوانها على اليمن فذلك بديهياً هو انتصار لليمن، وقد يختلف فقط حول إن كان انهزاماً أو هزيمة لأمريكا.. لجوء أمريكا لترتيب هذا الموقف من خلال وسيط ووساطة عُمانية لا يغير شيئاً في حقيقة معرفة أو تعريف ما جرى، ولذلك فالذين حاولوا الفبركة والانحراف والتحريف لم يجنوا سوى المزيد من فقدان المصداقية، لسبب بسيط هو أن الحقيقة والاستحقاق فيما جرى هو أقوى من أي اختلاف أو تجريف أو تحريف.. دعونا نقف أمام خطاب لنائب الرئيسي الأمريكي في مناسبة عسكرية وأمام وحدات من الجيش، حيث يقرّ بأن العالم تغير وباتت الصواريخ والمسيّرات تلحق أضراراً كبيرة بأصول القوة الضاربة للجيش الأمريكي، بل وطالب الجيش الأمريكي بضرورة إعادة التكيف مع هذه المتغيرات عالمياً.. فهذا الخطاب يمثّل اعترافاً واضحاً ومباشراً بانهزام أو هزيمة أمام اليمن، لأن المضمون الأهم في هذا الخطاب إنما جاء مما جرى في اليمن ولا يستطيع أحد أن يقول غير ذلك حتى ألد أعداء اليمن والشعب اليمني من الداخل والخارج، لأنه عندما تصبح أمام القاعدة المعروفة «الاعتراف سيد البراهين» فإنه لا معنى ولا قيمة ولا جدوى ولا تأثير لأي كلام ولأي إعلام يناقض ذلك أو يتناقض معه.. نحن لا نؤمن في جهادنا المقدس بالدعائية ولا نحتاج من أرضية هذا الإيمان للادعائية، ولذلك كنا الطرف الذي يوضح أو يدافع بعد إعلان هذا الاتفاق بوساطة عُمانية لأن الأطراف المعادية لليمن سارت في حملة إعلامية دعائية كاذبة ومكشوفة الخداعية تشوه الحقائق والاستحقاق بما لا يقبله ولا يصدقه العقل البشري ربطاً بموقفنا الإيماني الثابت والراسخ بإسناد غزة وفلسطين.. إذا هؤلاء المنافقين والمرتزقة والعملاء في الداخل والخارج لم يصدقوا الأستاذ محمد عبدالسلام وأنكروا الواقع والوقائع فماذا عساهم يقولون أو يتقولون عن خطاب نائب الرئيس الأمريكي وعن فرض الحصار الجوي على الكيان الصهيوني وعن توسيع وتصعيد الحصار البحري؟.. إن لم تكن هذه هي الصهينة أكثر من الصهيونية فماذا تكون غير ذلك أو أقل من ذلك.. نائب الرئيس الأمريكي ومن خلال ما جرى في اليمن كان يتحدث عن مشكلة عالمية لأمريكا وذلك يربط بما كررته التصريحات الأمريكية بأن الحرب في البحر الأحمر هي أشرس حرب واجهتها أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك ما يجعل خطاب نائب الرئيس الأمريكي هو معطى ونتيجة لهذه الحرب الأشرس.. لقد ظل النظام السعودي يتباهى أو يتشدق أنه من يحمي ويؤمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب خلال قرابة العقد من العدوان مستفيداً من كوننا مارسنا البحر وباب المندب ربطاً بقضية القضايا «فلسطين وغزة» وترفعنا عن تفعيله واستعماله من أجل قضيتنا الوطنية اليمنية أساساً.. وهكذا تتشابه الأبقار في تفعيل العملاء كما النظام السعودي ثم تفعيل مرتزقتهم والإمارات في اليمن، لأنه مادام بقي لذلك التشدق السعودي قرابة العقد وقد تعرضت آلهتهم وإلههم الأكبر «أمريكا» لهذه الهزيمة والانهزام أمام اليمن في البحر الأحمر وباب المندب، ولو كان النظام السعودي بمستوى ما ظل به يشتدق ما كانت أمريكا لتأتي بنفسها لتمارس العدوان وهكذا فالعملاء والمرتزقة ربطاً بالأمركة والصهينة عادة ما يتحدثون عن أدوار هي أكبر من أحجامهم الحقيقية ومن أدوارهم الخسيسة والرخيصة التي أهلها وباتوا لها فقط يتبعون التعليمات ويطيعون الأوامر، وغير ذلك لا إرادة لهم ولا حول ولا قوة.. يضحكني النظامان السعودي والإماراتي عندما يتحدثان عن المشكلة اليمنية وأنهما يجهدان أنفسهما في البحث عن حل وفي مساعٍ للحلحلة فيما الشعب اليمني يرى أساس المشكلة هي في العدوان السعودي والإماراتي على اليمن كواجهة للعدوان الأمريكي الصهيوني الذي اضطر لاحقاً ليقوم بدور الواجهة.. النظامان العميلان لأمريكا وإسرائيل وهما السعودي والإماراتي وهما يمنحان التريليونات لأمريكا وإسرائيل وهم صاغرون يعنيهما التعامل مع كل مترتبات وتعويضات عدوانهما على اليمن وأن يتركوا اليمن لليمنيين ويرحلوا منهما، والأفضل إعطاء ما هو حق واستحقاق لليمن والشعب اليمني بالرضا وطوعاً لأن أمريكا وإسرائيل قد أثبتت الوقائع والواقع عجزهما عن حماية نفسيهما، فمن يحمي النظامين العميلين؟! فحمايتهما باتت كما حماية النظام السعودي للبحر الأحمر وباب المندب والملاحة الدولية!!.

مصرس
منذ 4 ساعات
- مصرس
«جيتوهات» مساعدات إسرائيل تقتل فلسطينيي غزة وتذكر العالم بالنازية
في مشهد يعيد إلى الأذهان أحد أكثر فصول التاريخ الإنساني ظلمة، تختزل معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة اليوم داخل مشاهد أقرب إلى "جيتوهات" الحرب العالمية الثانية، حيث يتربص بهم الجوع والموت خلف الأسلاك الشائكة. وبعد أكثر من 8 عقود من مأساة "جيتوهات" ومعسكرات الاعتقال النازية ضد اليهود في أوروبا الشرقية، عادت هذه الصور المأساوية إلى الواجهة، لكن هذه المرة من غزة المحاصرة.تظهر الصور المنتشرة على مواقع التواصل مئات الفلسطينيين الجوعى داخل أقفاص حديدية ملفوفة بأسلاك شائكة أثناء محاولتهم تسلم مساعدات غذائية، في مشهد وصفه كثيرون بأنه تجسيد حديث ل"جيتوهات النازية".ففي غرب مدينة رفح جنوبي القطاع، تحولت محاولة توزيع مساعدات بسيطة إلى مشهد فوضوي مأساوي، حيث تدافع آلاف الفلسطينيين سيرا على الأقدام من مناطق مختلفة للوصول إلى نقطة توزيع محاطة بالأسلاك تشرف عليها "مؤسسة إغاثة غزة" الإسرائيلية الأمريكية.ومع تصاعد الفوضى، أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص على الفلسطينيين الجوعى، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 46 وفقدان 7 آخرين، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.المكتب الحكومي وصف هذه المشاهد بأنها "هندسة سياسية ممنهجة لإدامة التجويع وتفكيك المجتمع الفلسطيني"، مؤكدا أن إقامة ما يشبه "الجيتوهات العازلة" لا تعكس أي نية حقيقية لمعالجة الأزمة.وأكد في بيان آخر رفضه القاطع لإنشاء "مخيمات عزل قسري على غرار الجيتوهات النازية"، معتبرا أن توزيع المساعدات بهذه الطريقة ما هو إلا أداة لإذلال الفلسطينيين وفرض مسارات إنسانية مسيسة.ويطلق مصطلح "الجيتوهات" (معسكرات الاعتقال) بشكل عام، على المراكز التي تم فيها احتجاز اليهود بألمانيا خلال فترة النازية، لعزلهم عن بقية السكان إبّان الحرب العالمية الثانية (1939 1945)، حيث قتل كثير منهم.المشهد الميداني كشف أيضا أن المواطنين أجبروا على السير لعشرات الكيلومترات تحت أشعة الشمس وعلى طرقات مدمرة للوصول إلى نقطة توزيع تفتقر إلى البنية التحتية، ويشرف عليها جنود وقناصة إسرائيليون وكاميرات مراقبة.منظمات حقوقية دولية بدورها وصفت الآلية بأنها مهينة ومنظمة بشكل مقصود لفرض إذلال جماعي.إذ وصف مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي المشهد بأنه أشبه ب"ألعاب الجوع الإسرائيلية 2025".بداية الأحداثفي المناطق الغربية لمدينة رفح، تحولت محاولة لتوزيع مساعدات غذائية إلى مشهد من الفوضى والانهيار الإنساني، وسط مجاعة متفاقمة وآلية توزيع مثيرة للجدل تشرف عليها إسرائيل بالتعاون مع شركة أمريكية خاصة، على أنقاض مناطق سكنية دمرها الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة المتواصلة.وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء، أنه "في إطار المبادرة الأمريكية، تم إنجاز إنشاء مجمعات توزيع يتم تفعيلها من قبل منظمات إغاثة دولية، بحماية شركة تأمين أمريكية مدنية في غزة".لكن ما جرى على الأرض كان مشهدا مختلفا؛ إذ بدأ آلاف الفلسطينيين التوافد من مناطق المواصي ودير البلح وخان يونس سيرا على الأقدام، في ظل غياب أي نظام واضح للتوزيع، ليجدوا أنفسهم في منطقة أمنية مغلقة محاطة بالأسلاك الشائكة وتحت رقابة مشددة من قناصة إسرائيليين وطائرات مسيرة وزوارق بحرية.إذلال ممنهج وفوضى مقصودةووزعت المساعدات بعد مرور المواطنين عبر ممرات ضيقة عبارة عن أقفاص معدنية، أجبروا على دخولها في مجموعات، وسط إجراءات أمنية مشددة وكاميرات مراقبة، قبل خروجهم من ممر مماثل عقب تسلم طرد غذائي محدود لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.في اللحظات الأولى، تسلم عدد قليل من الفلسطينيين للمساعدات، قبل أن يؤدي غياب التنظيم إلى فوضى عارمة وتدافع شديد، ما أسفر عن إطلاق الجيش الإسرائيلي النيران وإصابة عدد من المواطنين الجوعى، وفق ما أفاد به المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.وأكدت مصادر ميدانية أن الفرق المسؤولة عن التوزيع انسحبت من المكان، بينما انتشرت القوات الإسرائيلية على مقربة منه برا وجوا وبحرا، دون أن يكون هناك أي تواجد مباشر لهم بين المدنيين.منظومة توزيع قسرية ومهينةوأظهر المشهد الميداني أن الآلية المعتمدة لتوزيع المساعدات صممت بطريقة تفتقر إلى الحد الأدنى من التنظيم، وأجبر المدنيون على السير لعشرات الكيلومترات في ظروف بالغة القسوة، نحو نقطة توزيع محاطة بقوات أمريكية وإسرائيلية.تلك الآلية التي أشرفت عليها شركة أمريكية خاصة بدعم مباشر من إسرائيل، حولت المساعدات إلى وسيلة للسيطرة، وأداة ضغط تستخدم سياسيا وأمنيا لإخضاع المدنيين، بدلا من كونها استجابة إنسانية، وفق منظمات إغاثية ومحلية ودولية.فشل منظم وحرمان ممنهجوبينما اقتصرت نقاط التوزيع على مناطق الجنوب، بقيت محافظتا غزة والشمال محرومتين بالكامل من أي مساعدات، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة واضحة لدفع الفلسطينيين نحو النزوح القسري إلى مناطق أخرى داخل القطاع.وتؤكد المعطيات الميدانية أن كمية المساعدات كانت شحيحة جدا، وتوزع في ظروف أقرب إلى الاعتقال منها إلى الإغاثة، وسط غياب أي مشاركة فعلية من منظمات الأمم المتحدة أو الجهات الإنسانية الدولية المستقلة.سلاح تجويع وإخضاعبحسب شهود عيان للأناضول، فإن الطرود الغذائية لا تحوي مواد كافية أو متوازنة، وتفتقر إلى مستلزمات الأطفال والمرضى، ما يجعلها أداة دعاية أكثر من كونها استجابة لحالة إنسانية.وأوضح المرصد الأورومتوسطي، في بيان، أن فريقه الميداني تابع آلية توزيع المساعدات التي أشرفت عليها شركة أمريكية تحت حراسة مشتركة من قوات إسرائيلية وأمنية أمريكية خاصة، ووصفها بأنها مهينة وتفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الإنسانية.وحسب المرصد الحقوقي، أُجبر آلاف المدنيين على السير لمسافات طويلة إلى منطقة محاصرة، ثم المرور عبر ممرات مسيجة تحت رقابة مشددة، لاستلام طرود غذائية محدودة، دون أي نظام يضمن الكرامة أو العدالة في التوزيع.وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمّدت إذلال المدنيين الفلسطينيين باحتجازهم بين الأسلاك الشائكة، في ظل فشل الشركة المشغلة في توفير ظروف إنسانية ملائمة.واضطر آلاف من الفلسطينيين إلى السير كيلومترات طويلة نحو نقطة توزيع وحيدة، صممت بشكل مهين، ودُفعوا للمرور عبر ممرات ضيقة مسيّجة لتسلم طرود غذائية محدودة، في مشهد ينافي كرامة الإنسان.ونبه المرصد إلى أن إسرائيل تعمدت تعطيل عمل المؤسسات الإنسانية الدولية، وأسندت مهمة توزيع المساعدات إلى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي كيان أمريكي أُنشئ بدعم إسرائيلي وأمريكي وتديره شركات أمنية خاصة، في خطوة رفضتها الأمم المتحدة باعتبارها تقوّض المبادئ الإنسانية وتحوّل المساعدات إلى أداة للسيطرة والتهجير القسري.وشدد على أن ما جرى "يعكس الفشل الذريع في إدارة الوضع الإنساني، ويُجسّد استمرار إسرائيل في استخدام الجوع سلاح إبادة جماعية ضد السكان المدنيين، بما في ذلك من خلال فرض سياسات تجويع منهجية تهدف إلى إذلال المجتمع الفلسطيني وإخضاعه بالكامل".وانتقد المقرر الأممي الخاص بالحق في السكن، بالاكريشنان راجاغوبال، طريقة توزيع المساعدات في غزة، واصفا إيصالها ب"السادي".وفي منشور على منصة إكس، الثلاثاء، قال راجاغوبال: "عاجز عن الكلام عن إيصال المساعدات السادي إلى غزة إذا كان هذا صحيحا، جريمة أمريكية إسرائيلية تتمثل في جرائم استخدام المساعدات الإنسانية في الإذلال والقتل والتعذيب".فيما قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، الثلاثاء، إن الصور التي تظهر اقتحام فلسطينيين جائعين لإحدى النقاط الإسرائيلية المستحدثة لتوزيع المساعدات في غزة، "أقل ما يقال عنها إنها مفجعة".وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني إلى المجاعة، بإغلاقها معابر قطاع غزة منذ 2 مارس بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء.واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة إغاثة غزة" الإسرائيلية الأمريكية المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركزا لتوزيع مساعدات جنوب القطاع، فأطلق عليها الجيش الإسرائيلي الرصاص وأصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة.


المصريين بالخارج
منذ 6 ساعات
- المصريين بالخارج
''ترامب و الخليج ''لواء دكتور/ سمير فرج
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الولايات المتحدة بعد أول زيارة رسمية له للخارج، والتي كانت أيضًا أول زيارة خارجية له خلال ولايته الأولى، وكانت إلى منطقة الخليج العربي. وبعد عودته، بدأ الجميع يتساءل: ماذا حققت هذه الزيارة؟ أولاً، من الناحية الاقتصادية، استطاع ترامب تأمين عقود استثمارية تصل إلى أربعة تريليونات دولار لصالح الولايات المتحدة، وخاصة لصالح مصانع السلاح والمعدات الدفاعية، التي ضمنت استثمارات لسنوات طويلة قادمة. كذلك شركة بوينج الأمريكية حصلت على صفقات تكفيها لعشر سنوات قادمة. كما افتتح ترامب خلال زيارته أكبر مركز للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة في دولة الإمارات. أما من ناحية العلاقات الاستراتيجية، فقد أعلن ترامب شراكة استراتيجية مع دول الخليج، مؤكدًا أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الدفاع عن هذه الدول، وخاصة الإمارات. وهنا يمكننا ان نقول المثل الشهير في مصر: "اللي متغطي بأمريكا عريان"، وهذا المثل يشير إلى أنه لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على أمريكا في الحماية، وهو ما أثبتته التجربة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية. فبعد أن تعهدت أمريكا بالدفاع عن اليابان، سمحت اليابان لامريكا ببناء أكبر قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها في اوكيناوا. ولكن فجأة احتلت روسيا الجزر اليابانية الكوريل في الشمال، هنا لم تتدخل أمريكا لحمايتها، واستعادة هذه الجزر ومازالت حتى الان تحت الاحتلال الروسي مما دفع اليابان لإعادة بناء جيشها ليصبح الآن سادس أقوى جيش في العالم. أما على الجانب الآخر، فكان أحد الأهداف الرئيسية لزيارة ترامب هو مواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة الخليج، خاصة بعد انضمام السعودية والإمارات إلى مجموعة "بريكس" التي تضم دولًا كبرى مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى دول جديدة مثل مصر وإريتريا وإندونيسيا. هذه المجموعة بدأت تفكر في إطلاق عملة جديدة تنافس الدولار الأمريكي، وهو ما أثار قلق الولايات المتحدة. ولهذا جاء ترامب الي منطقة الخليج ليقنع دول الخليج ولاحتواءهم لكي لا ينضموا لهذه المجموعة، لأن انضمام دول قوية اقتصاديًا كالخليج سيزيد من قوة "بريكس" وسيضعف الدولار الامريكي مستقبلا ولذلك واعتقد ان الهدف الاتراتيجي الامريكي لهذه الزيارة هو منع دول مجلس التعاون الخليجي من الانضمام الى البريكس. من بين نتائج الزيارة أيضًا، قرار رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا ولقاء ترامب بأحمد الشرع، وهو أمر فاجأ الكثيرين. فقد كانت الولايات المتحدة تعتبره شخصية إرهابية، وكانت قد عرضت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. لكن الآن، وبعد وعود قدمها الشرع بتنفيذ شروط ترامب الخمسة، تم رفع العقوبات، مما أثار فرحة في الشارع السوري، رغم أن الخطوة تعني خروج سوريا من عباءة إيران ودخولها تحت النفوذ التركي وبالتالي الأمريكي. على جانب آخر، كان ترامب يخطط لإنهاء زيارته بجولة إلى إسطنبول لحضور قمة السلام بين روسيا وأوكرانيا. وقد حضر الرئيس الأوكراني، لكن الرئيس الروسي بوتين لم يحضر، إلى تركيا. وهذا يمكن اعتباره أول إخفاق في الزيارة، حيث كان يأمل ترامب أن ينجح في إقناع الرئيس الروسي باتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 3-4 حيث يتم انتخاب برلمان ورئيس جديد يوقع اتفاق سلام دائم لان الرئيس الاوكراني والبرلمان ولايتهم منتهية لذلك لا يحق لهم توقيع اتفاقية لذلك يجب ان يتم انتخابات جديدة في اوكرانيا ليحل السلام. وكانت الخطة أن يلي ذلك نجاحًا ثانيًا بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة. ولكن نتنياهو لم يلتزم بتعهداته، وفور مغادرة ترامب للمنطقة، أطلق عملية عسكرية موسعة في غزة " عربات جدعون"، مما جعل ترامب يؤجل زيارته لإسرائيل، ويعتبر هذا الإخفاق الثاني. أما الإخفاق الثالث، فكان فشل التوصل إلى اتفاق مع إيران بخصوص ملف السلاح النووي، حيث ترفض طهران تسليم المخزون لأي طرف، حتى مع اقتراح روسيا أن تكون الطرف الوسيط. ورغم هذه الإخفاقات، فإنني ارى أن ترامب وهو في طائرته الرئاسية "Air Force 1"، كان يشعر بالرضا، لأنه حقق الهدف الاستراتيجي الأهم من الزيارة، وهو إضعاف التقدم الصيني السريع اقتصاديًا، ووقف تمدده داخل منطقة الخليج، الذي كانت الصين تسعى إلى تحويله إلى بوابة جديدة لمشاريعها العملاقة، مثل طريق الحرير وهو الطريق الذي سيمر بشكل اساسي على الامارات وهو ما كان يسعى اليه ترامب ان يبطئ تقدم الصين السريع بإصلاح العلاقات مع دول الخليج والامارات والسعودية. وهكذا يمكن القول إن زيارة ترامب إلى الخليج نجحت في تحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية مهمة، وأعادت التأكيد على نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، ورغم وجود بعض العقبات في ملفات أخرى الا ان يبدو أن ترامب، بعد نجاحه في أهم أهدافه وهو الحد من نفوذ الصين، سيتجه في الفترة القادمة إلى التركيز على الملفات العالقة، وعلى رأسها ملف السلام وإيقاف الحروب، بين روسيا واوكرانيا، وبين اسرائيل وغزة، سعيًا لتحقيق حلمه بالحصول على جائزة نوبل للسلام. Page 2