
ضغوط الكونجرس وإسرائيل.. هل تعود واشنطن إلى فخ الحرب مع الحوثيين؟
أشعل استمرار الهجمات الحوثية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي كانت آخرها صباح اليوم، الثلاثاء، ضغوطاً داخلية في واشنطن، تطالب بإعادة الانخراط العسكري لـ"حماية الحليف" وفرض الردع، حيث تصدح أصوات في الكونجرس، مثل السيناتور ليندسي جراهام بدعوات لمحاسبة الحوثيين وإيران، بينما تحذر تقارير استخباراتية من قدرة الجماعة على تعطيل الملاحة الدولية مجدداً.
وتدرك الإدارة الأمريكية أن العودة إلى الحرب ستكون مغامرة خطرة، فالتجربة السابقة كشفت عن استحالة القضاء على الحوثيين جواً، واستنزاف الموارد في مواجهة خصمٍ يمتلك تكتيكات مرنة.
وفي تحليل له، أكد الباحث الأمريكي ويل سميث، بأن الضربات الجوية الأمريكية المكثفة ضد الحوثيين في اليمن لم تحقق سوى إهدار للموارد، حيث حافظت الجماعة على قدراتها الهجومية، بل وواصلت استهداف السفن وإسرائيل دون انقطاع.
وقال إن هذا الإخفاق دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى تبني "انسحاب ذكي" من حرب عبثية، معلنا في مايو الجاري وقف الغارات، متذرعا بادعاءات عن رغبة الحوثيين في إنهاء القتال، رغم أن الوقائع أكدت أن القرار جاء هروبا محسوبا من مستنقع عسكري بلا نصر.
هروب مدروس
وفي السادس من مايو، أعلن " ترامب" وقف الغارات على الحوثيين، مستندًا إلى ادعاءات بأن الجماعة أبلغت واشنطن برغبتها في "عدم الاستمرار بالقتال"، إذ جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي في البيض الأبيض بجوار رئيس الوزراء الكندي، حيث أكد ترامب: "سنحترم ذلك، وسنوقف الغارات"، مشيرًا إلى الحملة العسكرية التي بدأتها الولايات المتحدة في منتصف مارس ردا على هجمات الحوثيين على السفن وإسرائيل.
وبرر القرار بالقول: "لقد استسلموا، والأهم أننا سنصدق كلامهم... يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن"، لكن هذا الإعلاء التفاؤلي اصطدم بتقارير استخباراتية تشير إلى استمرار قدرات الحوثيين العسكرية، وانتقادات لوقف إطلاق النار الذي استثنى إسرائيل من الاتفاق، وهو ما أثار تساؤلات عن جدوى الحملة من أساسها.
ومنذ منتصف مارس 2025، شنت الولايات المتحدة أكثر من 250 غارة جوية ضد أهداف حوثية في اليمن، مستخدمة تقنيات متقدمة مثل القنابل الموجهة، والطائرات بدون طيار، إلا أن الحوثيون أظهروا قدرة على الصمود، حيث أسقطوا سبع طائرات Reaper ، واستمروا في شن هجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وواجهت الحملة انتقادات حادة لفشلها في تحقيق التفوق العسكري، حيث أعاد الحوثيون بناء قواتهم بسرعة، بينما تجنبت شركات الشحن الأزمة بإعادة توجيه السفن حول أفريقيا، كما استنزفت العمليات موارد الجيش الأمريكي، خاصة باستخدام صواريخ مليونية لاعتراض طائرات مسيرة بألفي دولار، ما هدد جاهزية واشنطن في المحيطين الهندي والهادئ.
خسائر أمريكية في الحرب على الحوثي
وأوضحت وزارتي الخزانة والدفاع الأمريكيتين أن تكلفة العمليات العسكرية ضد الحوثيين بلغت مليار دولار خلال أقل من ثلاثة أسابيع، منذ تصعيدها في مارس الماضي.
وشملت هذه التكاليف نفقات الذخائر، ونشر القوات البحرية والجوية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي مثل "باتريوت" و"ثاد" .
ومن بين الخسائر البارزة، أسقط الحوثيون سبع طائرات مسيرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper خلال أقل من ستة أسابيع، بقيمة إجمالية تزيد عن 200 مليون دولار، وتمثل هذه المبالغ التكاليف المباشرة ويوجد هناك تكاليف أخرى غير مباشر أضعاف هذا المبلغ.
وتشير تقديرات البنتاغون إلى أن التكلفة الشهرية للعملية قد تصل إلى مليار دولار، مما قد يستدعي طلب تمويل إضافي من الكونجرس .
ونفذت الولايات المتحدة حتى الآن أكثر من 800 ضربة جوية ضد أهداف حوثية منذ منتصف مارس، في محاولة لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والتي تأتي ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة عبر ضرب السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.
ورغم هذه الهجمات لا تزال جماعة الحوثي تواصل عملياتها مما يطرح تساؤلات حول خيارات أمريكية أخرى بديلة عن استخدام السلح فقط.
تحديات مواجهة الحوثيي
ورصد خبراء عسكريون أمريكيون العديد من التحديات التي واجهت القوات الأمريكية في اليمن، كان من أبرزها صعوبة استهداف القيادات، حيث يعيش قادة الحوثيين حياة بسيطة في مناطق جبلية نائية، مما يجعل عمليات الاغتيال أو التحييد صعبة، كما أنهم يتجنبون استخدام وسائل اتصال يمكن تعقبها، إضافة إلى فشل الضربات الجوية في تحقيق أهداف حاسمة، فرغم الدقة التكنولوجية للغارات الأمريكية، فإنها لم تتمكن من شل قدرات الحوثيين تمامًا بسبب بنيتهم اللامركزية وقدرتهم على إعادة التموضع السريع .
كما فشل خيار دخول قوات أمريكية برية إلى اليمن بسبب عدم وجود معلومات كافية لدى الإدارة الأمريكية حول خريطة تواجد وقواعد القوات الحوثية وهو ما قلل من فرص تحقيق نصر حاسم كما حدث في حروب سابقة (مثل العراق أو أفغانستان).
ورغم الدعوات لاستئناف الضربات بسبب استمرار هجمات الحوثيين على إسرائيل، رأى خبراء أمريكيون أن الحل الجذري يتمثل في دعم وقف إطلاق النار بغزة، كما حدث في هدنة يناير التي أوقفت هجماتهم تلقائياً.
ويبقى أن قرار ترمب بالانسحاب على الرغم من الانتقاد التي وجهت له، إلا أنه حمى أمريكا من التورط في تصعيد مع إيران وحرب طويلة، مظهرًا هروبًا مدروسًا من فخ الحوثيين الذي كاد أن يجرها إلى مستنقع لا نهاية له.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 33 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : محكمة تقضي بمنع ترامب من فرض الجزء الأكبر من رسومه الجمركية
الخميس 29 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - (CNN)-- قضت محكمة اتحادية، الأربعاء، بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاوز سلطته بفرض رسوم جمركية شاملة رفعت تكلفة الواردات على الجميع، من الشركات العملاقة إلى المواطنين الأمريكيين العاديين. لكن الإدارة استأنفت القرار على الفور مساء الأربعاء، مما ترك الوضع غامضًا بالنسبة للمستهلكين والشركات، وربما يُطيل أمد المعركة حول ما إذا كانت رسوم ترامب الجمركية على الواردات ستظل قائمة وتُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي. وأوقفت هيئة من ثلاثة قضاة في محكمة التجارة الدولية الأمريكية، وهي محكمة غير بارزة نسبيًا في مانهاتن، الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب مستشهدة بصلاحيات اقتصادية طارئة، بما في ذلك رسوم "يوم التحرير" التي أعلن عنها في 2 أبريل/ نيسان، كما تمنع هذه الرسوم ترامب من تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها في وقت سابق من هذا العام على الصين والمكسيك وكندا، والمصممة لمكافحة دخول الفنتانيل إلى الولايات المتحدة. وحكمت المحكمة لصالح أمر قضائي دائم، مما قد يؤدي إلى وقف الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب حتى قبل التوصل إلى "صفقات" مع معظم الشركاء التجاريين الآخرين، وأمرت المحكمة بمنح مهلة عشرة أيام للأوامر الإدارية "لتنفيذ الأمر القضائي الدائم"، وهذا يعني أن معظم رسوم ترامب الجمركية - وليس كلها - ستُوقف إذا صمد الحكم في الاستئناف، وربما أمام المحكمة العليا. ويُوقف هذا الأمر الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بنسبة 30% على الصين، و25% على بعض السلع المستوردة من المكسيك وكندا، و10% على معظم السلع الواردة إلى الولايات المتحدة. إلا أن هذا الأمر لا يؤثر على الرسوم الجمركية البالغة 25% على السيارات وقطع غيارها والصلب والألمنيوم، والتي كانت خاضعة للمادة 232 من قانون توسيع التجارة، وهو قانون مختلف عن القانون الذي استند إليه ترامب في إجراءاته التجارية الأوسع. وارتفعت العقود الآجلة للأسهم فور صدور الحكم، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بنحو 500 نقطة، أي بنسبة 1.1%. كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا بنسبة 1.4%، بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 1.6% خلال تداولات ما بعد الإغلاق.


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
التوتر بين ترامب وبوتين يقلل فرص السلام في أوكرانيا
وفي خطابه الأكثر قسوة حتي الآن ضد بوتين ، أعلن ترامب أن الرئيس الروسي "يلعب بالنار" - في إشارة إلي القصف الروسي المتصاعد ل أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة - علي الرغم من جهود الرئيس الأمريكي للتوسط في اتفاق سلام بين كييف وموسكو. وقدم ترامب رسائل متضاربة بشأن بوتين ، تتراوح بين الثناء علي زعيم قال إنه يعتقد أنه يستطيع التعامل معه، والإحباط بسبب عدم قدرته علي جلب روسيا إلي طاولة المفاوضات، وبلغ الإحباط ذروته، الثلاثاء، حين ألمح ترامب إلي أنه كان يحمي بوتين من عواقب وخيمة تتعلق بالحرب الروسية في أوكرانيا. وكتب ترامب في منشور علي موقع "تروث سوشيال": "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي، لكانت روسيا شهدت بالفعل الكثير من الأمور السيئة للغاية، بل سيئة للغاية. إنه يلعب بالنار!". وجاء هذا المنشور في أعقاب اقتراح ترامب قبل يومين، بأنه قد يكون منفتحًا علي فرض عقوبات علي روسيا، وهو تحول كبير بعد أشهر كان فيها حذرًا للغاية بشأن الضغط علي بوتين لدرجة أنه أعفي موسكو من التعريفات الجمركية، التي فرضها علي معظم بقية العالم. ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب مستعدًا حقًا لفرض المزيد من العقوبات، وظل صامتًا بشأن ما إذا كان يدعم جهدًا ثنائيًا من الحزبين في الكونجرس لتعزيز هذه العقوبات. وواجهت روسيا سنوات من العقوبات الأمريكية. علي الرغم من أن الخبراء يقولون إنه يمكن تشديدها ضد قطاع الطاقة والبنوك، وقال دبلوماسي مطلع علي المناقشات، إن وزارتي الخارجية والخزانة تعملان علي صياغة حزم عقوبات محتملة ضد روسيا تركز علي تلك القطاعات. وأضاف الدبلوماسي، أن نفس الفرق تعمل أيضًا علي تقييم فعالية نظام العقوبات الحالي وتفكر في التراجع عن بعض العقوبات القائمة، لكن أي تحول سيعتمد علي التفضيل الشخصي ل ترامب ، الذي أوضح أنه وحده هو المتحكم في السياسة الأمريكية، وفق واشنطن بوست. ومع ذلك حتي الآن، لم يتم اتخاذ أي إجراء للضغط علي بوتين أو لدعم أوكرانيا ، التي لا تزال تتلقي الدفعات الأخيرة من المساعدات العسكرية التي وافق عليها الرئيس السابق جو بايدن. ومن المقرر أن ينفد هذا الدعم في الأشهر المقبلة. ولم يشر ترامب إلي خطط لإحيائه أو تمديده، الأمر الذي يضع كييف في موقف استراتيجي غير مؤكد. وقال ديفيد شيمر، مدير أوكرانيا السابق في مجلس الأمن القومي التابع لبايدن: "هناك خيار يواجه الإدارة الحالية، وهو السماح بمساعدات أمنية إضافية ل أوكرانيا حتي تستمر في تلقي الأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن بلادها". وأضاف: "أن نرسم مسارًا مختلفًا، وهو السماح بتقليص المساعدات الأمنية الأمريكية، وهو ما من شأنه أن يضر ب أوكرانيا ، ويصب في مصلحة روسيا، وفي نهاية المطاف يشجع روسيا ويحفزها علي مواصلة هذه الحرب". وحتي الأسبوع الماضي، أشاد ترامب بـ"محادثته الجيدة مع رجل لطيف يُدعي فلاديمير بوتين"، إذ "كانت نبرة وروح المحادثة ممتازة". وأعرب ترامب بوضوح عن رغبته في تجاوز الحرب، وإحياء العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا، رغم رفض بوتين طلب الرئيس الأمريكي بوقف فوري لإطلاق النار، وهو ما قبلته أوكرانيا. وفي اتصال هاتفي مع القادة الأوروبيين عقب محادثاته مع بوتين ، قال ترامب إن "الزعيم الروسي لا يبدو مستعدًا للسلام"، وفقًا لدبلوماسي ثاني. وأواخر أبريل، وهو اليوم نفسه الذي التقي فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جنازة البابا فرنسيس بروما، عبّر ترامب عن استيائه الشديد إزاء حالة مفاوضات السلام والتغطية الإعلامية لجهوده الرامية إلي وقف إطلاق النار في أوكرانيا ، كما انتقد التزام بوتين بهذه العملية. وقال ترامب: "لم يكن هناك مبرر لقيام بوتين بإطلاق الصواريخ علي المناطق المدنية والمدن والبلدات، خلال الأيام القليلة الماضية، هذا يجعلني أعتقد أنه ربما لا يريد وقف الحرب، ويجب التعامل معه بطريقة مختلفة. من خلال المعاملات المصرفية أو العقوبات الثانوية، يموت الكثير من الناس!!!". وحسب واشنطن بوست، يقول خبراء في الشؤون الأوكرانية، إن غياب الرد الملموس من جانب واشنطن أعطي موسكو الضوء الأخضر لمواصلة الحرب. وأضاف ويليام تايلور، السفير الأمريكي السابق لدي أوكرانيا: "رأينا تصريحات صادرة عن الرئيس وآخرين من حوله مفادها أنه يشعر بالإحباط والغضب، كل هذه التصريحات لم تحدث أي تأثير، إنها أشبه بمناورة من الروس، بوتين لا يأخذ هذه التصريحات علي محمل الجد، ما قد يدفع بوتين إلي أخذنا علي محمل الجد هو اتخاذ خطوات فعلية". وأضاف "تايلور" أن زيادة العقوبات علي روسيا، والدعم العسكري المتجدد ل أوكرانيا ، وتشجيع الأوروبيين علي استخدام 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية المجمدة لمساعدة كييف، كل هذا من شأنه أن يؤدي إلي قلب حسابات بوتين بشأن القدوم إلي طاولة المفاوضات. وكان البعض في إدارة ترامب فاترًا بشأن هذه الإجراءات حتي الآن. قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي: "إذا بدأتم بالتهديد بالعقوبات، فسيتوقف الروس عن الحديث، ومن المهم أن نتمكن من التحدث معهم ودفعهم للجلوس إلي طاولة المفاوضات". ويقول خبراء العقوبات، إن هناك تدابير يمكن تشديدها بما يتجاوز الجهود التي بُذلت في عهد بايدن، وقال إدوارد فيشمان، الذي ساعد في تصميم العقوبات علي روسيا، خلال إدارة أوباما، مؤلف كتاب "نقاط الاختناق: القوة الأمريكية في عصر الحرب الاقتصادية": "عندما نتحدث عن زيادة العقوبات علي روسيا، فإننا في الواقع نحقق قدرًا لا بأس به من الأهداف سهلة المنال". في حين استهدفت العقوبات الأمريكية عددًا من البنوك الروسية البارزة وعددًا من الأفراد المقربين من بوتين ، لا تزال هناك العديد من الطرق القانونية التي تسمح بتدفق الدولارات الأمريكية إلي روسيا، وفقًا لفيشمان، فعلي سبيل المثال، نجت شركات النفط والغاز الروسية المملوكة للدولة من العقوبات الأمريكية الكاملة حتي الآن. وأضاف "فيشمان": "في الواقع، مجرد قطع الشركات والبنوك الروسية الفردية عن النظام المالي الأمريكي، وتجميد أصولها، ومنع قدرتها علي التعامل بالدولار - يعني أن هناك أهدافًا لا تزال قائمة". وامتنع بايدن عن إطلاق العنان للعقوبات الكاملة علي قطاع الطاقة الروسي - علي سبيل المثال، من خلال استهداف المشترين من النفط والغاز الروسيين - لأنه كان قلقًا من أن ذلك قد يؤدي إلي ارتفاع أسعار الطاقة العالمية ويؤثر سلبًا علي أصوات الناخبين الأمريكيين. وأوضح فيشمان أن ترامب - الأقل تعاطفًا مع كييف - قد يكون من غير المرجح أن يتجاوز خط بايدن علي هذه الجبهة، علي الرغم من أن أسعار الغاز أقل الآن مما كانت عليه. خلال ذروة التضخم في عهد بايدن، ما يمنح البيت الأبيض مساحة أكبر إلي حد ما للمناورة. وقف إطلاق النار ؟.. لا، لا أعتقد ذلك، لكنني أعتقد أنها خطوة بالغة الأهمية لإبعاد بوتين عن تفكيره الحالي بأن الوقت في صالحه".


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
تنقل رياضيات الناتو الهولندية معركة شاقة لأوروبا على الإنفاق الدفاعي
باريس-توصلت هولندا إلى تكاليف تلبية أهداف القدرة الجديدة لحلف الناتو ، مما يوفر طعم تحدي ميزانية المليار أورو الأعضاء الأوروبيين من التحالف لزيادة وضعهم العسكري في مواجهة روسيا الأكثر عدوانية. وقال وزير الدفاع روبن بريكلمانز برلمانه على الأقل من 16 مليار دولار (18 مليار دولار) سنويًا على قمة ميزانية الدفاع الحالية ، في رسالة الأسبوع الماضي. هذا سيصل إلى حوالي 3.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، من 2 ٪ الآن – بشكل مناسب أيضًا هدف الإنفاق الدفاعي الأساسي الذي تدعو إليه قيادة الناتو. سيزيد أهداف قدرة الناتو 2025 ، التي سيتم تعيينها رسميًا في قمة في لاهاي في يونيو ، بشكل كبير من المتطلبات مقارنة بالأهداف السابقة ، وفقًا للهولنديين. وقال Brekelmans إن CT25 سيكون على الدفاع الجوي والصواريخ الأرضية ، ودعم الحريق الأرضي ، ووحدات مناورة الأراضي وعوامل التمكين المشتركة. وقال ديك زاندي ، زميل أبحاث أبحاث في معهد الأبحاث الهولندي ، ورئيس التخطيط السابق في وكالة الدفاع الأوروبية ، 'بالنسبة للاقتصادات الأكبر في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ، فإن تحقيق الأهداف الجديدة تعني' لم نعد نتحدث عن بضعة مليارات إضافية سنويًا ، بل عشرات المليارات '. تتمتع البلدان الثلاث بأكبر ميزانيات دفاع لأعضاء الناتو الأوروبيين ، حيث تنفق ما يزيد قليلاً عن 2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي على جيشهم. هولندا هي سادس أكبر مندر في أوروبا ، حيث رفعت ميزانيتها الدفاعية لعام 2025 إلى 22 مليار يورو من 21.4 مليار يورو العام الماضي. طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا بدول الناتو في زيادة الإنفاق العسكري إلى 5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، وهدد بالانسحاب من التحالف إذا لم يدفع الأعضاء. قال الأمين العام لحلف الناتو مارك روت هذا الأسبوع إنه يتوقع أن يوافق أعضاء التحالف على هدف الإنفاق بنسبة 5 ٪ في لاهاي ، مع اقتراح بنسبة 3.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري المباشر و 1.5 ٪ أخرى للإنفاق ذي الصلة مثل البنية التحتية والأمن السيبراني. تقدر هولندا أيضًا أن تلبية أهداف قدرة الناتو الجديدة تتطلب 17000 إلى 18000 موظف آخر. في حين أن تحالف 32 دولة يحافظ عادة على سرية الأهداف ، قال قائد الحلفاء العليا في الناتو. رفع أهداف القدرة العسكرية بنسبة 30 ٪ – حتى مع وجود حلفاء بالفعل بنسبة 30 ٪ على تحقيق الأهداف الحالية. يقول الهولنديون إن 'المسار القياسي' لحلف الناتو كان لتحقيق أهداف القدرة بشكل كامل كان 19 عامًا ، لكن التهديدات الحالية تجعل تراكمًا أسرع ضروريًا ، ويتوقع الناتو 'أن يتم بناء جزء مهم بالفعل في السنوات المقبلة'. يقول Brekelmans إن حوالي 9 مليارات يورو إلى 10 مليارات يورو من التكاليف المحسوبة و 8500 إلى 9000 من عدد الموظفين يعزى إلى هولندا التي لم تصل إلى أهداف قدرة الناتو 2021 بالكامل. وقال زاندي إنه في حين أن التخطيط الدفاعي لحلف الناتو يعتمد على مبدأ أن جميع القدرات تتحقق ، 'في الممارسة العملية بالطبع ، لم يتم تحقيق ذلك أبدًا'. وقال إن ألمانيا المجاورة وبلجيكا لديها قضايا مماثلة مثل هولندا في الاضطرار إلى اللحاق بأهداف 2021 ، مع توضيح نقص الموظفين جزئيًا في أوجه القصور. وقال زاندي: 'تخرج جميع البلدان من ما يقرب من عقدين من التخفيضات الشديدة في الميزانية ، وجميع البلدان بدرجة متفاوتة تبرعت بها أوكرانيا ، مما يقلل من الأسهم واللوازم'. 'هولندا ليست في وضع فريد في هذا الصدد.' تستبعد حسابات Brekelmans تكاليف دعم الأمة المضيفة ، مع المسؤولية الهولندية في التحالف من أجل النقل على نطاق واسع للمعدات العسكرية ، وكذلك الأنشطة الدفاعية والعيدي خارج منطقة معاهدة الناتو ، مثل هولندا الكاريبي. وهذا يعني أن تكاليف الدفاع الإجمالية ستتجاوز 3.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، وفقا لبيركلمان. عادة ما تكون هولندا شفافة حول تكاليف أهداف الناتو ، وفقا ل Zandee. وقال إن نشر الأرقام يخدم غرضًا سياسيًا في محاولة حشد الدعم البرلماني الواسع والائتلاف في ميزانية دفاع أكبر ، وقضية حساسة سياسيا في البلاد ، واكتساب الدعم الشعبي لمزيد من الإنفاق. وقال زاندي إن إنفاق 3.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع الأساسي يمكن تحقيقه لبلد مثل هولندا مع المالية العامة الصحية ، كما قال زاندي. بالنسبة للبلدان في جنوب أوروبا التي لديها مستويات عالية من الديون 'إنها تصبح مشكلة كبيرة' ، على سبيل المثال في فرنسا ، حيث يعني المزيد من الإنفاق الدفاعي المزيد من الاقتراض. إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا ، من بين أعضاء الناتو الذين ينفقون على الأقل على الدفاع بالنسبة لاقتصادهم ، جميعهم لديهم الدين الحكومي لنسب الناتج المحلي الإجمالي فوق 100 ٪. اليونان وفرنسا ، دول الاتحاد الأوروبي الأخرى في الناتو التي يتجاوز ديونها الناتج المحلي الإجمالي ، تاريخيا إنفاق عسكريين أكبر. على النقيض من ذلك ، كان لدى هولندا نسبة ديون إلى الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 43.3 ٪ في نهاية عام 2024 ، بينما كانت النسبة بالنسبة إلى ألمانيا 62.5 ٪. يتوقع زاندي أن توافق ألمانيا في عهد مستشار جديد فريدريش ميرز على هدف بنسبة 3.5 ٪ ، فإن البريطانيين كحلفاء مخلصين يرتكبون على الرغم من 'المشكلات المالية الرئيسية' ، في حين أن هولندا ستذهب في النهاية. وقال زاندي: 'تبدأ المشكلة بشكل أساسي في بلجيكا ثم جنوبًا'. 'سوف يخاطر الفرنسيون ببساطة مخاطر الميزانية ، لأنهم لن يتراجعوا. لكن الإيطاليون والإسبان على وجه الخصوص سيتعين عليهم أداء بعض المناورة الفاخرة'. بعض البلدان بالفعل في طريقها لمواجهة هدف الناتو. أعلنت إستونيا في أبريل أنها ستعمل زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5.4 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي بالفعل في عام 2026 وخلال عام 2029 ، مقابل 2.8 مليار يورو إضافية من الميزانية الإضافية على مدى أربع سنوات ، حيث قالت الحكومة إن الإنفاق سيأخذ في الاعتبار أهداف قدرة الناتو. وفي الوقت نفسه ، قالت الدنمارك في فبراير إنها ستنفق 50 مليار دولار دنماركي كرونر (7.6 مليار دولار أمريكي) في عامي 2025 و 2026 لتعزيز قواتها المسلحة على المدى القصير ، وأيضًا بهدف متطلبات الناتو وأهداف القدرة ، ورفع الإنفاق الدفاعي إلى 3 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي. بولندا هي بلد الناتو الوحيد الذي حقق بالفعل الهدف الجديد ، حيث أنفق 4.1 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2024 ، مقابل إجمالي الإنفاق البالغ حوالي 35 مليار دولار. وقال زاندي إن بعض الدول قد توافق على 3.5 ٪ من الإنفاق الدفاعي الأساسي في لاهاي دون أي نية للوصول إلى الهدف من أي وقت مضى ، للحفاظ على حلف الناتو على قيد الحياة ، حتى لو لم يقلوا علنًا. وقال إن الشيء نفسه حدث مع هدف الإنفاق بنسبة 2 ٪ المتفق عليه في ويلز في عام 2014. وقال زاندي: 'عندما يتعلق الأمر ببقاء التحالف والحفاظ على الأميركيين ، أعتقد أنه حتى تلك البلدان ستوافق عليها ببساطة'. 'أن 3.5 ٪ تقريبًا عبارة عن صفقة تم إنجازها تقريبًا. إذا كان بإمكان ترامب أن يلوح بقطعة واحدة من الورق ويقول:' لقد حققت كل هذا ، فإن قمة الناتو ستكون نجاحًا ، فهذا أمر بسيط مثل ذلك. '