أحدث الأخبار مع #«فورينبوليسي»


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- سياسة
- ساحة التحرير
ترامب… طموح فارغ وخطر وجودي: هوس المجد الشخصي واستنساخ عقلية الاحتلال الإسرائيلي!ترجمة نسيم الفيل
ترامب… طموح فارغ وخطر وجودي: هوس المجد الشخصي واستنساخ عقلية الاحتلال الإسرائيلي! ترجمة وتحرير / نسيم الفيل في زمنٍ يزداد فيه الترويج للذات وقمع الحقائق، يبرز دونالد ترامب كنموذج صارخ لقائد مهووس بالمجد الشخصي على حساب مصلحة شعبه. لكن إرثه، الذي يتطلع إلى تخليده على شاكلة وجوه جبل راشمور، يبدو اليوم أقرب إلى كارثة تاريخية من أي إنجاز عظيم. يقول ستيفن وولت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، في مقاله بمجلة «فورين بوليسي» إن ترامب جعل من منصب الرئاسة أداة لتضخيم صورته الشخصية، ساعيًا إلى نحت اسمه في التاريخ ولو على ركام الديمقراطية الأمريكية. يختلف ترامب عن أسلافه الذين، على الرغم من غرورهم، سعوا لإرساء إرث نافع للبلاد. هو يريد كل شيء لنفسه، ولا يخجل من الإعلان عن ذلك. من تفاخره المكرر بذكائه الخارق، إلى رغبته الصريحة في الحصول على نوبل للسلام نكاية بأوباما، بل حتى اقتراحه الغريب بنحت وجهه على جبل راشمور. والأخطر من كل ذلك أن سجله الرئاسي متخم بالإخفاقات. لقد أدار أزمة كورونا بفشل مذهل، زاد الدين الأمريكي بأكثر من 8 تريليونات دولار، أفسد علاقات واشنطن مع حلفائها التقليديين، وفشل في إقناع كوريا الشمالية بالتراجع عن برنامجها النووي. حتى الحرب في أفغانستان انتهت بمهانة وطنية، ليُطاح به لاحقًا بقرار شعبي صارم. ومع ذلك، لا يزال الرجل يرى نفسه أعظم من لينكولن وواشنطن. ويصف وولت هذا الهوس بالوهم المقصود: فترامب أستاذ في خلق انطباعات زائفة. بدأ حياته بوراثة ثروة طائلة، أهدرها في إفلاسات متتالية وعمليات احتيال، لكنه سوّق نفسه كعبقري أعمال عبر برنامج تلفزيون الواقع، مبيعًا للعالم قصة نجاح ملفقة. في جوهر طموحه، تظهر ملامح نفس الذهنية الاستعمارية التي جسدها الاحتلال الإسرائيلي لعقود: التوسع لأجل المجد، لا لأجل أمن أو مصلحة حقيقية. مثلاً، رغبته المعلنة في 'شراء' غرينلاند لا تختلف كثيرًا عن مشروع الضم الإسرائيلي للأراضي المحتلة. لا اعتبار لإرادة السكان الأصليين، لا منطق أمني جاد، لا خطة اقتصادية واضحة، فقط وهم 'توسيع الدولة' من أجل رفع راية 'العظمة'. ترامب تجسد في شخصه نزعة الهيمنة واحتقار القوانين الدولية. تماما كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي حين يقوض القانون الدولي، يهدد ترامب قواعد النظام الديمقراطي الأمريكي نفسه. يرى أن الرئاسة ملكية شخصية، لا خدمة عامة. يضغط من أجل الولاء الشخصي، يقوض المؤسسات المستقلة، ويروج نظريات المؤامرة لإسكات المعارضة. يرى وولت أن هذه العقلية تشبه ما حذر منه الآباء المؤسسون في الدستور الأمريكي: الطموح الفردي الذي لا يردعه طموح مضاد، فيتحول إلى استبداد مدمر. فالدستور الأمريكي صُمم كي يجعل السلطة التشريعية رادعًا للسلطة التنفيذية. لكن ترامب يريد أن يقلب هذا النظام، تمامًا كما يقلب الاحتلال الإسرائيلي كل قرار أممي ينص على حقوق الفلسطينيين. الحقائق الصلبة تقول إن ترامب لم يكن مفاوضًا محنكًا ولا مصلحًا شجاعًا. لم يقدم أفكارًا مدروسة لتحسين حياة الأمريكيين. لم ينجح في بناء بنية تحتية جديدة أو تقليل التفاوت الاقتصادي. بل على العكس، أدى حكمه إلى أمة أكثر انقسامًا، أقل احترامًا في العالم، وأكثر مديونية وفقراً ومرضا. ومع ذلك، يملك موهبة شيطانية في إقناع مؤيديه بأنه بطل شعبي. هذه القدرة على خلق وهم الإنجاز رغم الحقائق المدمرة، هي أخطر ما في إرثه. تمامًا كما يروج الاحتلال الإسرائيلي لروايات براقة تخفي تحتها واقعا من القمع والتمييز والفصل العنصري. يختم وولت تحليله بنبرة تحذيرية: التاريخ مليء بأمثلة قادة طموحين ذوي كاريزما فائقة، حوّلوا بلادهم إلى أنقاض من أجل مجد شخصي. نابليون، هتلر، ستالين، صدام حسين. هؤلاء لم يخلدهم التاريخ كعظماء، بل كدروس موجعة في خطر عبادة الفرد. في النهاية، قد يقنع ترامب ملايين الأمريكيين بأنه عظيم، لكن الحقيقة ستبقى عصية على التزوير: رئيس مزّق القيم الديمقراطية، وأعاد إنتاج عقلية الاحتلال، وترك بلاده أضعف وأفقر وأشد انقساما. ولن تكون له أبدا عباءة العظمة الحقيقية، إلا إذا قبل الأمريكيون العيش في ظل دولة أقل ديمقراطية، وأكثر شبها بالأنظمة الاستعمارية التي كانوا يدعون معارضته – عرب جورنال 2025-07-04


العين الإخبارية
منذ 3 أيام
- سياسة
- العين الإخبارية
اتفاق إيران وإسرائيل.. نواة لعقيدة خارجية جديدة لترامب؟
تم تحديثه الخميس 2025/7/3 10:57 م بتوقيت أبوظبي وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، بدا أن اتفاق التهدئة الذي كان برعاية أمريكية لا يمثل مجرد نزع فتيل للمواجهة المحتدمة، بل قد يكون أول سطر في عقيدة خارجية جديدة لإدارة ترامب الثانية. عقيدة تمزج بين الحسم العسكري والردع الاستراتيجي والدبلوماسية البراغماتية، فالرئيس الذي طالما وُصف بسياساته الغريزية، يُظهر اليوم ملامح توجه أكثر اتساقًا في إعادة صياغة دور أمريكا العالمي، انطلاقًا من الشرق الأوسط، وصولًا إلى قلب أوروبا الشرقية، بحسب صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية. وأشار التقرير إلى أنه خلال حملاته الرئاسية الثلاث، حاول ترامب سد الفجوة الواسعة في ائتلافه الانتخابي بين المحافظين التقليديين في مجال الأمن القومي والانعزاليين من حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" أو "ماغا"، من خلال دعم زيادات كبيرة في الإنفاق الدفاعي مع التأكيد على إحجامه عن استخدام القوة التي قد تُورّط واشنطن في "حروب أبدية". كان شعار عهد الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان "السلام بالقوة" وسيلة ترامب لإرضاء طرفي تحالفه، لكن الوقائع الجيوسياسية في الشرق الأوسط ربما دفعته إلى استنتاج أن السلام لا ينبع دائمًا من القوة وحدها، بل من التطبيق الاستراتيجي لتلك القوة. وتُبدد إجراءات ترامب الأخيرة في إيران ودعمه لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال قمته الأخيرة في لاهاي فكرة دخول الولايات المتحدة مرحلة انعزالية، بل تُشير إلى ملامح سياسة خارجية وأمنية جديدة ذات تداعيات تتجاوز الشرق الأوسط بكثير. وفي خطابه أمام حشد من الحزب الجمهوري في أوهايو في 25 يونيو/حزيران الماضي، حاول نائب الرئيس، جيه. دي. فانس، تعريف ما يُمكن تسميته بعقيدة ترامب. وقال فانس: "أولًا، تُعبّر عن مصلحة أمريكية واضحة، وهي في هذه الحالة، ألا تستطيع إيران امتلاك سلاح نووي.. ثانيًا، تُحاول حل هذه المشكلة دبلوماسيًا بقوة.. ثالثًا، عندما لا يُمكن حلها دبلوماسيًا، تستخدم القوة العسكرية الساحقة لحلها، ثم تُغادر المكان قبل أن يطول أمد الصراع." ويستحق وصف فانس المُحدد لأفعال ترامب في إيران تفسيرًا أوسع؛ ففي الواقع قد يكون نهج الإدارة تجاه إيران نذيرًا لعقيدة ناشئة لاستخدام محدود للقوة الأمريكية لمساعدة الحلفاء في نقطة تحول حاسمة في صراع ذي أهمية استراتيجية. وظهر هذا النهج بوضوح في قمة الناتو، حيث بدا ترامب مستمتعًا بنجاح المهمة الإيرانية. وأعرب عن دعمه القوي للناتو في سياق التزام أعضائه بزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير. وخلافًا لكل التوقعات، أيدت واشنطن بيانًا للحلف يُقرّ بالتهديد الأمني الروسي الوشيك لأوروبا، ويؤكد التزام الأعضاء بمساعدة أوكرانيا. نهج جديد؟ وهناك أربعة أسباب للاعتقاد بأن تدخل ترامب في الشرق الأوسط قد يدفع الإدارة نحو نهج جديد تجاه الحرب الروسية الأوكرانية؛ الأول أن نجاح واشنطن في إفساح المجال لوقف إطلاق النار يُظهر أن النزاعات العدوانية لا يُمكن حلها باللجوء إلى العقلانية أو المجاملة أو المصالح التجارية، بل تتطلب ممارسة ضغط وقوة أمريكيين مكثفين بحسب "فورين بوليسي". والثاني: أن قصف إيران أحبط حجج الأصوات شبه الانعزالية داخل الإدارة، بما في ذلك فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد الذين يدعمون الآن تبني ترامب لموقف أمريكي أكثر نشاطًا. وهمش التحرك الأمريكي الانعزاليين من تيار ماغا مثل النائبة مارجوري تايلور غرين، والإعلامي تاكر كارلسون، ومستشار ترامب السابق ستيف بانون الذين عارضوا الناتو وأوكرانيا صراحة أو كان دعمهم فاترا. أما السبب الثالث، فهو أن عقيدة ترامب الناشئة تتوافق مع آراء قاعدته الانتخابية -كما تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها معهد رونالد ريغان- والتي كشفت أن معظم الناخبين الجمهوريين لا يرفضون المشاركة الأمريكية في العالم لأنهم يدركون التهديدات التي تشكلها الصين وإيران وروسيا، كما أن العديد من الناخبين الجمهوريين يحتفظون باحترام عميق للشجاعة العسكرية. لكن ما لا يريده ناخبو ترامب هو مشاركة مباشرة للقوات الأمريكية في الصراع كما أنهم يتوقعون تقاسمًا كبيرًا للأعباء من حلفاء الولايات المتحدة. والسبب الرابع والأخير هو أن الدبلوماسية المُرحّبة التي مارسها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصلت إلى طريق مسدود وفقا لـ"فورين بوليسي" التي اعتبرت أن نهج ويتكوف أحبط طموحات ترامب في صنع السلام في أوكرانيا. وكما يُظهر صراعه مع إيلون ماسك، فإن ترامب قادر على الانقلاب سريعًا على حلفائه ونظرائه وبالتالي، فإن التناقض الصارخ بين التنازلات والإغراءات الفاشلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ناحية، والإجراءات الناجحة والحازمة ضد إيران من ناحية أخرى قد يفتح الباب أمام نهج جديد وقوي تجاه روسيا. لكن هذا لا يعني تدخلًا عسكريًا أمريكيًا مباشرًا، إنما ينبغي أن يعني فرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا وتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية لأوكرانيا، وهو نهج مزدوج اكتسب زخمًا في قمة الناتو الأخيرة. وبحسب المجلة الأمريكية، فإن أوروبا رفعت التزاماتها المالية للدفاع عن النفس بشكل كبير، وزادت دعمها لأوكرانيا بشكل ملحوظ لتعوض بذلك التخفيضات الكبيرة التي فرضها ترامب في الدعم الأمريكي. لكنّ إيقاف بوتين يحتاج -أيضا- أن تحصل دول القارة على موافقة ترامب على شراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا، وستحتاج واشنطن إلى مواصلة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف. ومع نجاحه في تحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ووسط تراجع المشاعر الانعزالية داخل قاعدة ماغا، يمتلك ترامب رأس المال السياسي في الداخل والثقل الدبلوماسي في الخارج لتطبيق نهجه الجديد الذي قد يعكس تطبيقه على حرب أوكرانيا الاتجاهات الكارثية التي سادت الأسابيع الأخيرة؛ الأمر الذي سيمنحه القدرة على تحقيق السلام وتحقيق نجاح كبير ثانٍ في سياسته الخارجية. aXA6IDMxLjU2LjE0Ny4xODMg جزيرة ام اند امز US

سعورس
٢٢-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- سعورس
قبل ضغط الزر.. أسئلة مصيرية تحاصر ترمب
وفي هذا السياق، يشير الخبير الأمريكي، دانيال بايمن، في مقال تحليلي نشرته مجلة «فورين بوليسي» إلى أن خيار التدخل العسكري لا ينبغي أن يُتخذ بناءً على الاعتبارات العسكرية وحدها، بل يجب أن يسبقه تفكير عميق في الأهداف والمخاطر والتبعات البعيدة المدى، ويطرح في تحيل أربعة أسئلة مركزية، ينبغي على ترمب الإجابة عنها قبل اتخاذ قراره النهائي. 1. ما هو الهدف الحقيقي من الضربة؟ تتراوح الخيارات أمام واشنطن بين ضربات محدودة تهدف إلى عرقلة البرنامج النووي الإيراني ، وضربات أوسع تشمل استهداف القدرات العسكرية والبنية التحتية التابعة للحرس الثوري، في محاولة لدفع طهران إلى تقديم تنازلات سياسية، لكن بايمن يحذر من أن توسيع الأهداف نحو تغيير النظام -وإن لم يُعلَن رسميًا- هو مسار شديد الخطورة، وقد تكون نتائجه عكسية ما لم يُقرن بخطة تدخل شامل يصعب تنفيذه في الواقع. 2. كيف ستكون ردة فعل إيران؟ يشير بايمن إلى أن طهران تمتلك أدوات متقدمة للرد، من خلال وكلائها الإقليميين أو عمليات انتقامية تطال مصالح أمريكية في الخارج. وقد تمتد تداعيات الرد الإيراني إلى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما يمكن أن تهدد إيران أمن مضيق هرمز وتدفق النفط العالمي، ما يخلق أزمة اقتصادية موازية للأزمة الأمنية، ورغم أن بعض حلفاء إيران باتوا أكثر حذرًا، إلا أن طهران قد تلجأ إلى تحريكهم في عمليات رمزية أو ذات طابع نوعي. 3. ما التبعات طويلة المدى؟ حتى في حال انتهاء الضربة بنتائج عسكرية إيجابية على المدى القصير، فإن إيران قد ترد بخطوات أكثر جذرية لاحقًا، مثل الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، أو تطوير برنامج نووي سري يصعب تعقبه. ويذكّر الكاتب بمحاولات طهران السابقة للرد المؤجل، كاستهداف مسؤولين أمريكيين بعد فترة من مقتل قاسم سليماني، ويضيف أن الفشل في احتواء العواقب الإستراتيجية قد يؤدي إلى انزلاق طويل الأمد، يرهق واشنطن سياسيًا وأمنيًا. 4. ما تكلفة الانخراط في حرب جديدة؟ ينبه بايمن إلى أن انشغال الولايات المتحدة بجبهة جديدة ضد إيران قد يُضعف تركيزها على ملفات إستراتيجية أخرى، أبرزها التصعيد مع الصين في بحر جنوب الصين وقضية تايوان ، كما أن الحرب في أوكرانيا قد تتراجع إلى الهامش، في وقت تتطلب فيه جهودًا دبلوماسية وعسكرية مستمرة. من الناحية المالية، يشير الكاتب إلى أن أي عملية ضد إيران ستكون مكلفة للغاية، مقارنة بتدخلات سابقة كالحرب في اليمن، التي تجاوزت تكلفتها مليار دولار، فضلاً عن ذلك، فإن الضغط على التحالفات الدولية من أجل الدعم قد يضعف موقع واشنطن في ملفات عالمية أخرى. خطة إستراتيجية وبحسب بايمن، فإن المسألة لا تتعلق فقط بالنجاح العسكري الأولي، بل بوجود خطة إستراتيجية واضحة لتحويل الضربة إلى نفوذ سياسي دائم، ويرى أن على ترمب أن يزن ما إذا كانت الأهداف قابلة للتحقيق، وأن الرد الإيراني يمكن احتواؤه، وأن التكاليف لن تكون مدمرة، قبل أن يقرر خوض هذه المغامرة. ويختم بالقول: «الحرب مع إيران إذا اندلعت، لن تكون حملة سريعة، بل بداية لصراع طويل تتطلب إدارته دعمًا داخليًا واسعًا، واستعدادًا لتضحيات لا تقل عن تلك التي صاحبت مغامرات أمريكية سابقة في الشرق الأوسط».


شبكة عيون
٢١-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- شبكة عيون
قبل ضغط الزر.. أسئلة مصيرية تحاصر ترمب
بينما تتصاعد وتيرة المواجهة بين إسرائيل وإيران، يجد الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، نفسه أمام معضلة إستراتيجية تتطلب توازنًا بالغ الدقة بين العمل العسكري والرهانات السياسية، فبحسب تقارير متعددة، وافق ترمب مبدئيًا على خطط عسكرية لاستهداف منشآت إيرانية، إلا أنه أجل القرار النهائي أسبوعين، قائلاً: «قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل». وفي هذا السياق، يشير الخبير الأمريكي، دانيال بايمن، في مقال تحليلي نشرته مجلة «فورين بوليسي» إلى أن خيار التدخل العسكري لا ينبغي أن يُتخذ بناءً على الاعتبارات العسكرية وحدها، بل يجب أن يسبقه تفكير عميق في الأهداف والمخاطر والتبعات البعيدة المدى، ويطرح في تحيل أربعة أسئلة مركزية، ينبغي على ترمب الإجابة عنها قبل اتخاذ قراره النهائي. 1. ما هو الهدف الحقيقي من الضربة؟ تتراوح الخيارات أمام واشنطن بين ضربات محدودة تهدف إلى عرقلة البرنامج النووي الإيراني، وضربات أوسع تشمل استهداف القدرات العسكرية والبنية التحتية التابعة للحرس الثوري، في محاولة لدفع طهران إلى تقديم تنازلات سياسية، لكن بايمن يحذر من أن توسيع الأهداف نحو تغيير النظام -وإن لم يُعلَن رسميًا- هو مسار شديد الخطورة، وقد تكون نتائجه عكسية ما لم يُقرن بخطة تدخل شامل يصعب تنفيذه في الواقع. 2. كيف ستكون ردة فعل إيران؟ يشير بايمن إلى أن طهران تمتلك أدوات متقدمة للرد، من خلال وكلائها الإقليميين أو عمليات انتقامية تطال مصالح أمريكية في الخارج. وقد تمتد تداعيات الرد الإيراني إلى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما يمكن أن تهدد إيران أمن مضيق هرمز وتدفق النفط العالمي، ما يخلق أزمة اقتصادية موازية للأزمة الأمنية، ورغم أن بعض حلفاء إيران باتوا أكثر حذرًا، إلا أن طهران قد تلجأ إلى تحريكهم في عمليات رمزية أو ذات طابع نوعي. 3. ما التبعات طويلة المدى؟ حتى في حال انتهاء الضربة بنتائج عسكرية إيجابية على المدى القصير، فإن إيران قد ترد بخطوات أكثر جذرية لاحقًا، مثل الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، أو تطوير برنامج نووي سري يصعب تعقبه. ويذكّر الكاتب بمحاولات طهران السابقة للرد المؤجل، كاستهداف مسؤولين أمريكيين بعد فترة من مقتل قاسم سليماني، ويضيف أن الفشل في احتواء العواقب الإستراتيجية قد يؤدي إلى انزلاق طويل الأمد، يرهق واشنطن سياسيًا وأمنيًا. 4. ما تكلفة الانخراط في حرب جديدة؟ ينبه بايمن إلى أن انشغال الولايات المتحدة بجبهة جديدة ضد إيران قد يُضعف تركيزها على ملفات إستراتيجية أخرى، أبرزها التصعيد مع الصين في بحر جنوب الصين وقضية تايوان، كما أن الحرب في أوكرانيا قد تتراجع إلى الهامش، في وقت تتطلب فيه جهودًا دبلوماسية وعسكرية مستمرة. من الناحية المالية، يشير الكاتب إلى أن أي عملية ضد إيران ستكون مكلفة للغاية، مقارنة بتدخلات سابقة كالحرب في اليمن، التي تجاوزت تكلفتها مليار دولار، فضلاً عن ذلك، فإن الضغط على التحالفات الدولية من أجل الدعم قد يضعف موقع واشنطن في ملفات عالمية أخرى. خطة إستراتيجية وبحسب بايمن، فإن المسألة لا تتعلق فقط بالنجاح العسكري الأولي، بل بوجود خطة إستراتيجية واضحة لتحويل الضربة إلى نفوذ سياسي دائم، ويرى أن على ترمب أن يزن ما إذا كانت الأهداف قابلة للتحقيق، وأن الرد الإيراني يمكن احتواؤه، وأن التكاليف لن تكون مدمرة، قبل أن يقرر خوض هذه المغامرة. ويختم بالقول: «الحرب مع إيران إذا اندلعت، لن تكون حملة سريعة، بل بداية لصراع طويل تتطلب إدارته دعمًا داخليًا واسعًا، واستعدادًا لتضحيات لا تقل عن تلك التي صاحبت مغامرات أمريكية سابقة في الشرق الأوسط». Page 2 الجمعة 13 يونيو 2025 04:53 صباحاً Page 3 عندما حاولت إيلي، وهي بريطانية من أصل إيراني تعيش في المملكة المتحدة، الاتصال بوالدتها في طهران ، أجابها صوت أنثوي آلي بدلا من ذلك. "ألو؟ ألو؟" قال الصوت، ثم سأل بالإنجليزية: "من المتصل؟" مرت ثوانٍ قليلة. "لا أسمعكِ،" تابع الصوت، بلهجته الإنجليزية غير المكتملة. "مع من تريدين التحدث؟ أنا أليسيا. هل تتذكرينني؟ أعتقد أنني لا أعرف من أنتِ." إيلي، 44 عاما، هي واحدة من 9 إيرانيين يعيشون في الخارج - بما في ذلك في المملكة المتحدة والولايات المتحدة - قالوا إنهم تلقوا أصواتا غريبة وروبوتية عندما حاولوا الاتصال بأحبائهم في إيران منذ أن شنت إسرائيل غارات جوية على البلاد قبل أسبوع. وأخبروا قصصهم لوكالة "أسوشيتد برس" شريطة أن يظلوا مجهولين أو أن يتم استخدام أسمائهم الأولى أو الأحرف الأولى فقط خوفًا من تعريض عائلاتهم للخطر. وقال 5 خبراء شاركت وكالة "أسوشيتد برس" معهم التسجيلات الصوتية إن الأمر قد يكون عبارة عن ذكاء اصطناعي منخفض التقنية، أو برنامج دردشة آلي، أو رسالة مسجلة مسبقًا يتم تحويل المكالمات الواردة من الخارج إليها. ولم يتضح بعد من يقف وراء هذه العملية، على الرغم من أن أربعة من الخبراء يعتقدون أنه من المرجح أن تكون الحكومة الإيرانية هي المسؤولة عن هذه العملية، في حين رأى الخامس أن إسرائيل هي المسؤولة على الأرجح. وتُثير هذه الرسائل قلقًا بالغًا ومُقلقًا للإيرانيين في الشتات الذين يُكافحون للتواصل مع عائلاتهم في ظل الهجوم الإسرائيلي المُستهدف للمواقع النووية والعسكرية الإيرانية على طهران ومدن أخرى. ردّت إيران بمئات الصواريخ والطائرات المُسيّرة، وفرضت الحكومة حجبًا واسع النطاق للإنترنت بدعوى حماية البلاد. وقد أدى ذلك إلى منع الإيرانيين العاديين من الحصول على معلومات من العالم الخارجي، ومنع أقاربهم من الوصول إليهم. بعض الرسائل غريبة معظم الأصوات تتحدث بالإنجليزية، وإن كان هناك صوت واحد على الأقل يتحدث الفارسية. إذا حاول المتصل التحدث إليه، يُكمل الصوت رسالته. ووصفت امرأة تبلغ من العمر 30 عامًا وتعيش في نيويورك، والتي سمعت نفس الرسالة التي سمعتها إيلي، الأمر بأنه "حرب نفسية". قالت: "الاتصال بوالدتك وتوقع سماع صوتها، وسماع صوت الذكاء الاصطناعي، من أكثر الأمور المرعبة التي مررت بها على الإطلاق. أشعر به في جسدي". وقد تكون الرسائل غريبة. اتصلت امرأة مقيمة في المملكة المتحدة بأمها يائسةً، فتلقّت بدلاً من ذلك صوتًا يُقدّم لها كلامًا مبتذلًا. قالت في تسجيلٍ شاركته مع وكالة "أسوشيتد برس": "شكرًا لكم على وقتكم الثمين للاستماع. اليوم، أودُّ أن أشارككم بعض الأفكار وبعض الأمور التي قد تجد صدىً في حياتنا اليومية. الحياة مليئة بالمفاجآت غير المتوقعة، وهذه المفاجآت قد تجلب لنا الفرح أحيانًا، بينما تُشكّل لنا تحدياتٍ في أحيانٍ أخرى". لا يصادف جميع الإيرانيين في الخارج هذا الصوت الآلي. قال بعضهم إنه عندما يحاولون الاتصال بعائلاتهم، يرن الهاتف باستمرار. ما هو الهدف؟ وقال كولن كرويل، نائب رئيس قسم السياسة العالمية السابق في "تويتر"، إنه يبدو أن شركات الهاتف الإيرانية تقوم بتحويل المكالمات إلى نظام رسائل افتراضي لا يسمح بإكمال المكالمات. واتفق معه أمير رشيدي، الخبير الإيراني في مجال الأمن السيبراني والمقيم في الولايات المتحدة، وقال إن التسجيلات تبدو وكأنها إجراء حكومي لإحباط محاولات القراصنة، رغم عدم وجود أدلة دامغة. قال إنه في اليومين الأولين من الحملة الإسرائيلية، أُرسلت رسائل صوتية ونصية جماعية إلى الهواتف الإيرانية تحثّ الجمهور على الاستعداد "لظروف الطوارئ". وكان الهدف من هذه الرسائل نشر الذعر - على غرار المكالمات الجماعية التي أجراها معارضو الحكومة إلى إيران خلال الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. Page 4


الوطن
٢١-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطن
قبل ضغط الزر.. أسئلة مصيرية تحاصر ترمب
بينما تتصاعد وتيرة المواجهة بين إسرائيل وإيران، يجد الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، نفسه أمام معضلة إستراتيجية تتطلب توازنًا بالغ الدقة بين العمل العسكري والرهانات السياسية، فبحسب تقارير متعددة، وافق ترمب مبدئيًا على خطط عسكرية لاستهداف منشآت إيرانية، إلا أنه أجل القرار النهائي أسبوعين، قائلاً: «قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل». وفي هذا السياق، يشير الخبير الأمريكي، دانيال بايمن، في مقال تحليلي نشرته مجلة «فورين بوليسي» إلى أن خيار التدخل العسكري لا ينبغي أن يُتخذ بناءً على الاعتبارات العسكرية وحدها، بل يجب أن يسبقه تفكير عميق في الأهداف والمخاطر والتبعات البعيدة المدى، ويطرح في تحيل أربعة أسئلة مركزية، ينبغي على ترمب الإجابة عنها قبل اتخاذ قراره النهائي. 1. ما هو الهدف الحقيقي من الضربة؟ تتراوح الخيارات أمام واشنطن بين ضربات محدودة تهدف إلى عرقلة البرنامج النووي الإيراني، وضربات أوسع تشمل استهداف القدرات العسكرية والبنية التحتية التابعة للحرس الثوري، في محاولة لدفع طهران إلى تقديم تنازلات سياسية، لكن بايمن يحذر من أن توسيع الأهداف نحو تغيير النظام -وإن لم يُعلَن رسميًا- هو مسار شديد الخطورة، وقد تكون نتائجه عكسية ما لم يُقرن بخطة تدخل شامل يصعب تنفيذه في الواقع. 2. كيف ستكون ردة فعل إيران؟ يشير بايمن إلى أن طهران تمتلك أدوات متقدمة للرد، من خلال وكلائها الإقليميين أو عمليات انتقامية تطال مصالح أمريكية في الخارج. وقد تمتد تداعيات الرد الإيراني إلى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما يمكن أن تهدد إيران أمن مضيق هرمز وتدفق النفط العالمي، ما يخلق أزمة اقتصادية موازية للأزمة الأمنية، ورغم أن بعض حلفاء إيران باتوا أكثر حذرًا، إلا أن طهران قد تلجأ إلى تحريكهم في عمليات رمزية أو ذات طابع نوعي. 3. ما التبعات طويلة المدى؟ حتى في حال انتهاء الضربة بنتائج عسكرية إيجابية على المدى القصير، فإن إيران قد ترد بخطوات أكثر جذرية لاحقًا، مثل الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، أو تطوير برنامج نووي سري يصعب تعقبه. ويذكّر الكاتب بمحاولات طهران السابقة للرد المؤجل، كاستهداف مسؤولين أمريكيين بعد فترة من مقتل قاسم سليماني، ويضيف أن الفشل في احتواء العواقب الإستراتيجية قد يؤدي إلى انزلاق طويل الأمد، يرهق واشنطن سياسيًا وأمنيًا. 4. ما تكلفة الانخراط في حرب جديدة؟ ينبه بايمن إلى أن انشغال الولايات المتحدة بجبهة جديدة ضد إيران قد يُضعف تركيزها على ملفات إستراتيجية أخرى، أبرزها التصعيد مع الصين في بحر جنوب الصين وقضية تايوان، كما أن الحرب في أوكرانيا قد تتراجع إلى الهامش، في وقت تتطلب فيه جهودًا دبلوماسية وعسكرية مستمرة. من الناحية المالية، يشير الكاتب إلى أن أي عملية ضد إيران ستكون مكلفة للغاية، مقارنة بتدخلات سابقة كالحرب في اليمن، التي تجاوزت تكلفتها مليار دولار، فضلاً عن ذلك، فإن الضغط على التحالفات الدولية من أجل الدعم قد يضعف موقع واشنطن في ملفات عالمية أخرى. وبحسب بايمن، فإن المسألة لا تتعلق فقط بالنجاح العسكري الأولي، بل بوجود خطة إستراتيجية واضحة لتحويل الضربة إلى نفوذ سياسي دائم، ويرى أن على ترمب أن يزن ما إذا كانت الأهداف قابلة للتحقيق، وأن الرد الإيراني يمكن احتواؤه، وأن التكاليف لن تكون مدمرة، قبل أن يقرر خوض هذه المغامرة. ويختم بالقول: «الحرب مع إيران إذا اندلعت، لن تكون حملة سريعة، بل بداية لصراع طويل تتطلب إدارته دعمًا داخليًا واسعًا، واستعدادًا لتضحيات لا تقل عن تلك التي صاحبت مغامرات أمريكية سابقة في الشرق الأوسط».