أحدث الأخبار مع #فالبكتيريا


صحيفة مكة
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- صحيفة مكة
طفلي مدمن "حلويات"
لا يرتاح ابني البالغ من العمر 10 سنوات إلا إذا أكل الحلويات بمختلف أشكالها وأصنافها، فهو يعشق تناولها بشكل لا يوصف ويصل إلى حد الإدمان، فمعظم مصروفه اليومي أو المدرسي يذهب في شراء مختلف أصناف الحلويات وما لذ وطاب منها، ونصحناه كثيرا بالحد من تناولها ولكن دون فائدة ولا جدوى.. فهل من حل يا دكتور؟ لم تكن هذه الرسالة التي وردت من إحدى الأمهات هي الشكوى الوحيدة والفريدة من نوعها، بل أسجلها كثيرا في عيادتي والكفة متعادلة في هذا الجانب بين الأطفال الذكور والإناث، فمشكلة الحلويات ليس في تناولها، ولكن في مخاطر الإدمان عليها، فالحلويات بلا قيمة غذائية يستفيد منها الجسم، إذ تحتوي بشكل أساسي على السكريات، بالإضافة إلى بعض العناصر الأخرى حسب نوع الحلوى مثل المواد الدهنية والمواد الملونة والنكهات الاصطناعية، ولا تمد الجسم بأي عناصر غذائية مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن، وقد يرى البعض أن هذه الحلويات قد تمنح الأطفال الحيوية والنشاط بسبب السكر الذي تحتويه، ولكن ذلك لا يعني أن هذا المصدر يعتبر صحيا للأطفال، فهناك أطعمة صحية تمنح السكر لأجسادهم بعيدا عن المصادر غير الصحية. ونأتي هنا إلى المشاكل المترتبة على كثرة تناول الحلويات التي تتضمن نسبة كبيرة من السكر، وتبدأ أولا بتسوس الأسنان، فقد يؤدي تفاعل السكر الموجود في الحلوى مع البكتيريا الموجودة في الفم، فالبكتيريا تستخدم السكريات لإنتاج أحماض تهاجم مينا الأسنان (الطبقة الخارجية التي تحمي الأسنان)، وغالبا ما تكون الحلوى اللزجة المحلاة بالسكر أكثر ضررا؛ لأنها تلتصق بالأسنان لفترات طويلة، مما يمنح البكتيريا وقتا أطول لإنتاج الأحماض المسببة للتسوس، ومن المشاكل أيضا سوء التغذية وللأسف يساء فهم عبارة سوء التغذية بشكل عام على أنه يعني المجاعة، ولكن الصحيح المقصود بسوء التغذية هو عدم تناول الأكل الصحي رغم توفره وليس الحرمان من عدم وجوده، كما لا ننسى أنه مع الإفراط في استهلاك الحلويات السكرية تزداد فرص زيادة الوزن والتي تعتبر من مشكلات العصر الصحية، وهي ليست ناتجة عن استهلاك السكريات والحلويات فقط، وإنما بسبب استهلاك الطاقة بشكل عام وقلة الحركة. كما أن الإفراط في تناول الحلويات خاصة الغنية بسكر الفركتوز المعروف أيضا بسكر الفاكهة وهو جزء من السكر الأبيض قد يسبب مشاكل هضمية لدى الأطفال؛ مثل الانتفاخ والتقلصات، بسبب صعوبة امتصاصه من الأمعاء، إضافة إلى تأثير السكريات على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتعزيز نمو البكتيريا الضارة، وأيضا يؤثر تناول الحلويات بإفراط سلبا على نوم الأطفال، بسبب تأثير السكر على هرمونات النوم مثل الميلاتونين المسؤول عن الشعور بالنعاس، إذ يمكن أن يقلل السكر من إنتاجه، مما يجعل الطفل يواجه صعوبة في النوم وجودته، وبالتالي يؤثر على صحته ونشاطه خلال النهار. ومن العادات والسلوكيات الخاطئة المتبعة في بعض البيوت ولدى الوالدين مكافأة الأطفال الصغار بالحلويات والمشروبات السكرية عندما ينجزون أي عمل أو لتشجيعهم الدراسي، وهنا يبدأون تدريجيا بالتعود على تناولها وينتهي الأمر بهم إلى الإدمان على تلك الحلويات والمشروبات السكرية، فعند مكافأة الأطفال بتقديم الحلويات والمشروبات السكرية يوميا تزداد رغبتهم وتعلقهم بها، مع ربط سعادتهم بتلك الأطعمة غير الصحية ومقاومة الأطعمة الصحية التي يجب أن يحرصوا عليها وتمنحهم الفوائد كالفواكه والخضراوات والفواكه المجففة، أو المنتجات الصحية الغنية بالمكسرات، والمحلاة بالعسل وغيرها من الأطعمة المفيدة وذات قيمة غذائية. ومن الأمور المهمة التي يجب مراعاتها أن الحلويات تؤثر على شهية الأطفال، وبذلك تؤثر على خياراتهم من الأطعمة وتقلل من النوعيات الصحية التي يجب عليهم تناولها، وتحرم أجسامهم من عناصرها، فيفضلون تناول الحلويات بكثرة لكونها تشبعهم بالسكريات مما يؤثر على نظامهم الغذائي بشكل عام وعلى مراحل نموهم الصحي. الخلاصة: لا يمكن منع الأطفال من تناول الحلويات نهائيا، لكون إغراءاتها أقوى من مقاومتها، ولكن يمكن تقنينها وحثهم على تجنب الإفراط في تناولها، مع ضرورة المراعاة والانتباه لكميات الحلوى التي يتناولونها، وتشجيعهم على النظام الغذائي المتوازن الذي يشتمل على الخضراوات والفواكه والبروتينات، بجانب ممارسة الرياضة، فمع التمارين المفيدة يتم إفراز الأندروفين وبالتالي تحسين المزاج والشعور بالراحة والاسترخاء وتقليل الرغبة بتناول السكريات، وأيضا تجنب استخدام الحلوى كمكافأة، لكون ذلك يجعل الطفل يستمر في الاعتياد على تناول المزيد من الحلويات السكرية، ونصحهم بتناول الماء للمحافظة على رطوبة الجسم وتقليل الرغبة بتناول السكريات.


الديار
١١-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الديار
الميكروبيوم المعوي ومناعة الأطفال... علاقة حيويّة تبدأ منذ الولادة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لا يزال جسم الإنسان يحمل أسرارًا مذهلة تكتشفها الأبحاث العلمية يومًا بعد يوم، ومن بين أهم هذه الاكتشافات في السنوات الأخيرة، هو دور الميكروبيوم المعوي في التأثير في الصحة العامة، وبشكل خاص على جهاز المناعة، لا سيّما عند الأطفال. يشير مصطلح "الميكروبيوم المعوي" إلى مجموعة ضخمة من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخل الجهاز الهضمي، وتتكوّن بشكل رئيسي من البكتيريا، بالإضافة إلى الفطريات والفيروسات. وتُعد هذه الكائنات الدقيقة أكثر من مجرد مكونات خاملة، إذ تلعب دورًا نشطًا وأساسيًا في حماية الطفل من الأمراض، وتشكيل ردود فعل مناعية سليمة. يبدأ تكوين الميكروبيوم عند الطفل منذ لحظة الولادة، بل تشير بعض الدراسات إلى أن الجنين قد يتعرض لبكتيريا محدودة في رحم الأم. لكن اللحظة المفصلية في تشكيل الميكروبيوم تبدأ مع نوع الولادة، حيث يتعرض الطفل المولود طبيعيًا لبكتيريا نافعة من قناة الولادة، في حين أن الأطفال المولودين بعملية قيصرية يمتلكون تركيبة مختلفة، مما قد يؤثر في مناعتهم في المراحل الأولى من حياتهم. بعد الولادة، تؤدي الرضاعة الطبيعية دورًا بالغ الأهمية في دعم نمو بكتيريا مفيدة، مثل "بيفيدوباكتيريوم"، التي تساهم في تقوية جدار الأمعاء وتحفيز الجهاز المناعي على التفاعل بشكل متوازن مع العوامل البيئية المحيطة. إن الجهاز المناعي للطفل في سنواته الأولى لا يزال في طور التعلّم والتطوّر، وهنا يأتي دور الميكروبيوم كـ"معلم بيولوجي" يساعده على التمييز بين العناصر الضارة وغير الضارة. فعندما يكون هناك توازن صحي في الميكروبيوم، يستطيع الجسم التفاعل بشكل منطقي مع الميكروبات، مما يقلّل من احتمالية تطور أمراض مناعية ذاتية أو حساسيات غذائية، مثل حساسية الحليب أو البيض. على العكس من ذلك، فإن اضطراب هذا التوازن، المعروف باسم "ديسبيوسيس"، قد يؤدي إلى خلل مناعي يُضعف قدرة الجسم على محاربة الفيروسات والبكتيريا الضارة، ويزيد من قابلية الطفل للإصابة بالعدوى المتكررة. اللافت أن الميكروبيوم لا يقتصر تأثيره على المناعة الموضعية في الجهاز الهضمي فقط، بل يمتد إلى المناعة الجهازية التي تشمل الجسم بأكمله. فالبكتيريا النافعة تفرز مركبات تُحفّز إنتاج خلايا مناعية نشطة، مثل الخلايا التائية المنظمة، التي تؤدي دورًا مهمًا في ضبط الاستجابات المناعية ومنع الالتهابات المزمنة. كما تُسهم هذه البكتيريا في دعم الحاجز المعوي، وهو خط الدفاع الأول ضد تسرب السموم والميكروبات إلى مجرى الدم، مما يجنّب الجسم ردات فعل مناعية مفرطة قد تكون مؤذية. من هنا، يصبح من المهم جدًا دعم نمو وتنوع الميكروبيوم المعوي لدى الأطفال، عبر اتباع نظام غذائي غني بالألياف والبروبيوتيك، مثل الزبادي الطبيعي والخضراوات والفواكه، والحدّ من استخدام المضادات الحيوية دون ضرورة طبية، إذ أن هذه الأدوية قد تقتل البكتيريا النافعة إلى جانب الضارة، ما يؤدي إلى خلل يصعب تداركه بسهولة. كذلك، فإن السماح للطفل باللعب في الطبيعة والتعرّض المدروس للبيئة المحيطة يعزّز تنوع الميكروبيوم بشكل طبيعي. أخيراً، لا بمكننا الحديث عن مناعة الأطفال دون التطرّق إلى الميكروبيوم المعوي، فهو شريك حيوي غير مرئي، لكنه يؤدي دورًا جوهريًا في بناء مناعة قوية ومتوازنة. ومع تقدم الأبحاث، يبدو أن فهم هذه العلاقة العميقة بين الميكروبيوم والمناعة سيُعيد تشكيل طرق الوقاية والعلاج من الأمراض، ليبدأ من الأمعاء، ويصل إلى كل خلية في جسم الطفل.


مصراوي
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- مصراوي
إهمال تنظيف الأسنان- كيف يؤثر على صحة القلب؟
حذر الدكتور خوسيه نارت، أستاذ أمراض اللثة والمدير الطبي في عيادة نارت لطب الأسنان من أن إهمال التنظيف اليومي للأسنان يضاعف خطر الإصابة بنوبة قلبية بمقدار يصل إلى 9 أضعاف. التهاب دواعم السن يُعرف التهاب دواعم السن، أو أمراض اللثة، بأنه عدو صامت يهاجم الأنسجة والعظام المحيطة بالأسنان، وإذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، يؤدي إلى فقدان الأسنان، ولكن الخطر لا يتوقف عند هذا الحد، فالبكتيريا المسببة لالتهاب دواعم السن، وخاصة بكتيريا بورفيروموناس اللثوية، يمكن أن تنتقل إلى مجرى الدم وتستقر في لويحات تصلب الشرايين، مثل الشرايين السباتية، وفقا لموقع "Syrian Life". التهاب جهازي وأمراض مزمنة لا يقتصر تأثير التهاب دواعم السن على الفم فقط، بل يمكن أن يتسبب في التهاب جهازي يؤثر على الجسم بأكمله. كيف يؤثر التهاب دواعم السن على القلب؟ تسبب البكتيريا المرتبطة بأمراض اللثة تلفاً للطبقة الداخلية من بطانة الشرايين، ما يمهد الطريق لتكوين اللويحات وتطور أمراض القلب والأوعية الدموية. نصائح ذهبية للحفاظ على صحة الفم والقلب تنظيف الأسنان بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد مرتين يومياً على الأقل. استخدم خيط الأسنان أو فرشاة الأسنان لتنظيف ما بين الأسنان يوميا. استبدل فرشاة الأسنان كل شهر إلى 3 أشهر. زيارة طبيب الأسنان وأخصائي صحة الأسنان لإجراء فحوصات دورية. تجنب استخدام غسول الفم مباشرة بعد تنظيف الأسنان. الإقلاع عن التدخين. علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها نزيف اللثة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو استخدام خيط الأسنان. تورم اللثة واحمرارها والتهابها. إذا لاحظت أيا من هذه الأعراض، عليك استشارة الطبيب المختص فورا.


خبر صح
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- خبر صح
العالم الخفي في أجسادنا
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: العالم الخفي في أجسادنا - خبر صح, اليوم الخميس 13 مارس 2025 04:12 صباحاً يخيل إلى كثيرين أن أجسامنا ملك لنا وحدنا، في حين أننا في الحقيقة نحمل على عاتقنا كائنات لا تحصى تعيش وتتعايش في كل جزء منا، بدءا بالجلد ووصولا إلى الأمعاء، وتشمل البكتيريا والفطريات والفيروسات وغيرها ما يسمى بالميكروبيوم، وقد أخذت البحوث العلمية الحديثة تكشف النقاب عن دور أساسي تؤديه في رسم معالم الصحة والمرض معا. فمنذ انطلاق مشروع الجينوم البشري، اتجهت الأنظار نحو فك شفرة الحمض النووي للإنسان، ظنا بأن اكتشاف أسرار علم الجينات البشري سيقود إلى فهم أفضل للأمراض وتطوير علاجات رائدة. ولكن عزيزي القارئ ما لبث العلماء أن لاحظوا قصورا في تفسير التعقيد الهائل لجسم الإنسان بهذا العدد المحدود من الجينات. وحين ألقت الدراسات الحديثة الضوء على الجينات البكتيرية المرافقة لنا، جاءت النتائج لتثير الدهشة. فهنالك دراسة أجريت في جامعة هارفارد عام 2019 أشارت إلى رصد نحو 46 مليون جين بكتيري في عينات محدودة مأخوذة من الفم والأمعاء فحسب. وعند مقارنة هذه الأرقام على المجموع البشري، قد يتجاوز عدد الجينات الميكروبية في أجسادنا عدد النجوم في الكون المرئي، ما يفتح تساؤلات هائلة حول طبيعة علاقتنا بهذه الكائنات المجهرية. إن كلمة «الميكروبات» قد توحي للبعض بمجموعة من الكائنات التي ينبغي استئصالها، لكن الواقع أكثر تعقيدا بكثير. فالبكتيريا الموجودة في أجسادنا ليست متطابقة ولا متماثلة في وظائفها، بل تتنوع لتشمل سلالات مختلفة تقوم بأدوار مهمة في هضم الطعام، وإنتاج بعض الفيتامينات، وتقوية نظام المناعة وغيرها. ولكن حين يختل توازنها، يصبح من المحتمل أن تشارك في ظهور أمراض مثل التهابات اللثة، وأمراض الأمعاء الالتهابية، وحتى اضطرابات المناعة الذاتية كالسكري من النمط الثاني. ويبدو من المدهش أن معدلات الأمراض المعدية آخذة في التراجع خلال العقود الأخيرة بفضل تطور العلوم والطب واستعمال اللقاحات والمضادات الحيوية، في حين يشهد العالم في الوقت ذاته ازديادا ملحوظا في أمراض مزمنة؛ كالسكري وأمراض المناعة الذاتية ومتلازمات الأمعاء الالتهابية. هنا عزيزي القارئ، بدأ الباحثون يركزون على العلاقة الوثيقة بين الميكروبيوم وهذه الأمراض، طارحين فرضية مفادها بأن الاستخدام المكثف للمضادات الحيوية، واتباع أنماط الحياة الحديثة التي تتسم بكثرة الأغذية المصنعة وقلة الحركة والضغوط النفسية، قد أدى إلى اختلال التوازن الميكروبي لدى كثير من الناس. تزداد أهمية هذه الفرضية عندما نعلم أن جزءا كبيرا من جهاز المناعة لدينا يوجد في الأمعاء، التي هي موطن الغالبية العظمى من الميكروبات في أجسامنا. هذا التداخل بين الجهاز المناعي والميكروبات المعوية يشير إلى علاقة متبادلة: إذ تدرب الميكروبات الجهاز المناعي على التمييز بين ما هو نافع وما هو ضار، وتتعلم الخلايا المناعية آليات مخصصة للتعامل مع الكائنات الغريبة من دون المساس بالأنواع المفيدة. ولكن، عندما تحدث حالة اختلال تسمى «الديسبايوزس» (Dysbiosis)، حيث يضطرب توازن الميكروبيوم، تصبح أجسامنا أقل قدرة على تنظيم الاستجابات المناعية، ما قد يؤدي إلى مشكلات تتراوح من اضطرابات الهضم البسيطة إلى أمراض مناعية ومزمنة خطيرة. برز توجه جديد في مجال الرعاية الصحية يتعامل مع الميكروبيوم على أنه عنصر أساسي في أي خطة علاجية أو وقائية. لم يعد الأمر مقتصرا على استخدام المضادات الحيوية لكبح الميكروبات، بل صار ينطوي على محاولة الحفاظ على توازنها؛ إذ يشجع الأطباء على عدم الإفراط في وصف المضادات الحيوية إلا للضرورة القصوى، والتوصية بزيادة تناول الأغذية الغنية بالألياف والخضراوات والفواكه، واستعمال ما يعرف بـ«البروبيوتيك» (Probiotics) لدعم نمو البكتيريا المفيدة واستعادتها في الأمعاء. على المدى البعيد تتطلع الأبحاث إلى مستقبل ترسمه تقنيات الهندسة الوراثية وتسلسل الجينوم، إذ يحتمل أن تظهر آفاق لعلاج الأمراض من خلال تعديل الميكروبيوم على نحو دقيق، أو تصميم بكتيريا «ذكية» تكافح بعض الأمراض المعقدة؛ كالأورام السرطانية أو حالات الالتهاب المزمن. وقد يصبح تحليل الميكروبيوم روتينيا جنبا إلى جنب مع قياس ضغط الدم وسكر الدم، ليحدد بناء على نتائجه نوع الغذاء الأمثل أو المكملات اللازمة. في الختام عزيزي القارئ، يجدر بنا التأمل في علاقتنا بالعالم الخفي في أجسادنا؛ فالفصل التالي من مواجهة الأمراض قد لا يكون بالقضاء على البكتيريا، وإنما بتحقيق تفاهم معها. وربما تبين لنا أن الصحة الحقيقية رهن بمزيج دقيق من العوامل التي تحكم سلوكنا الغذائي ونمط حياتنا، والعلاقة المتبادلة بين جهازنا المناعي والميكروبات المقيمة فينا. ففي نهاية المطاف، قد نكتشف أن فهمنا العلمي الحالي ما هو إلا خطوة على طريق طويل نحو استيعاب أعمق لطبيعة الحياة الإنسانية وقدرتها على العيش في انسجام مع منظومة ميكروبية هائلة قد تحدد مصير صحتنا ومرضنا. nabilalhakamy@