
الديار: واشنطن تضغط سياسياً… وعراقجي يعرض مشاركة انمائية فورية!.. تعيينات قضائية بالتقسيط… بالاسماء والمواقع.. تصفيات بلدية طرابلس… «تحجيم» لكرامي؟
كتبت صحيفة 'الديار': مع البرودة التي لفحت المناخ السياسي العام، بعد اسبوع من 'الحماوة' المرتفعة في الخطابات السياسية، انهمكت بيروت في استقبال الضيوف، من وزير الخارجية الايراني، فيما تستمر جولات وفد صندوق النقد 'الممنون من اجراء الحكومة الاخير'، عشية دخول البلاد عطلة عيد الاضحى الطويلة نسبيا، على ان يستانف العمل بعدها بلقاءات مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي سيزور بيروت، وعلى جدول اعماله مسالة التمديد للقوات الدولية.
وكما شغلت الناس مع تسلمها الملف اللبناني، استمرت مساعدة المبعوث الاميركي الخاص الى المنطقة، مورغان اورتاغوس، التي تبلغت عين التينة من واشنطن انهاء مهامها، حديث الصالونات، في ظل تحليلات وتنبؤات واحتفالات، علما ان شيئا لم يحسم علنا في واشنطن بعد، لجهة اسباب التغييرات التي تشهدها الادارة وسقفها، او من سيخلفها، وما اذا كانت زيارتها لا تزال قائمة الى بيروت.
خطة واشنطن
مصادر لبنانية في واشنطن، مطلعة على اجواء البيت الابيض، كشفت انه في ظل التطورات والتقدم غير المتوقع على الساحة السورية، وجد البيت الابيض نفسه امام ضرورة الانتقال الى الخطة البديلة الموضوعة، وبالتالي اعادة ترتيب الاولويات، خصوصا ان الساحتين اللبنانية والسورية مرتبطتان بشكل اساسي، وبالتالي بات حكما ضرورة اعادة الملف اللبناني الى الدوائر المعنية في وزارة الخارجية، بعد سقوط صفة 'الاستثناء' التي حظي بها، مؤكدة ان الخطوة اتخذت بعد ان انجز الفريق المعني بملف لبنان المهمة الموكلة اليه، لجهة وضعه خارطة طريق سياسية – عسكرية – اقتصادية، مرتبطة بجدول زمني محدد، على ان يكون التنفيذ مشتركا بين الادارة والكونغرس والخارجية.
وفي هذا الاطار تحدثت المصادر، عن ان اورتاغوس لعبت دورا في تحديد معالم الخطة من خلال التقارير التي رفعتها لادارتها، والتي حازت على ثناء الرئيس ترامب، الذي تربطه علاقة ممتازة بزوجها، غامزة من قناة عودتها غير المباشرة الى الملف اللبناني، انما من بوابة 'مساعدة الموفد الخاص الى سوريا'.
وختمت المصادر بان المسار الاميركي بات واضحا ومحسوما لجهة الخطوات المطلوبة تحديدا هذه المرة: اولا، فرض جدول زمني صارم لمسألة السلاح من جنوب الليطاني، وشماله، تحت وقع الضغوط الكبيرة في كافة المجالات، ثانيا، تثبيت الحدود البرية والبحري، ثالثا، انسحاب الجيش الاسرائيلي من المناطق اللبنانية المحتلة، ووقف الضربات الجوية على انواعها، رابعا، اطلاق الاسرى اللبنانيين، خامسا، صياغة ترتيبات امنية جديدة باشراف لجنة وقف اطلاق النار، قد تتحول الى قرار عن مجلس الامن، خامسا، اطلاق عملية اعادة الاعمار وعودة سكان الشريط المحتل الى قراهم واراضيهم.
اعادة الاعمار
اذا الضغط الخارجي، رافقته 'تبردة' داخلية، تمثلت في زيارة رئيس الحكومة الى عين التينة، حيث جرى بحث عميق لموضوع الإعمار، مع تاكيد سلام على أولوية الإعمار، الذي بحثه مع رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر خلال زيارة الأخير إلى السراي، والتي كانت مثمرة وإيجابية، اذ اشارت المعلومات الى ان مجلس الجنوب انجز كل أعمال إزالة الردميات والكشوفات، استعدادا لاطلاق ورشة الاعمار فور توفر الاموال التي سترصد لها، والتي تم تامين حوالي مليار دولار لها، وفقا لوزير المال، على ان باقي الأموال ستأتي ربطًا بالتطورات السياسية وموضوع السلاح وتنفيذ القرار 1701، سواء من دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول المانحة بشكل عام.
ورات الاوساط ان تعيين وزير الاشغال السابق علي حمية مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الاعمار، اثار ارتياحا لدى حزب الله الذي رحب مسؤولوه بالخطوة، اولا، لقرب حمية من حارة حريك، هو الذي كان محسوبا عليها في الوزارة، وثانيا للدور الذي يمكن ان يلعبه نتيجة شبكة العلاقات الدولية التي استطاع ان ينسجها خلال وجوده في وزارة الاشغال، وتحديدا مع الجانب الفرنسي.
زيارة عراقجي
الى ذلك اتت زيارة وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، التي اتت ضمن مناسبة توقيع كتابه في بيروت، لتضيف مزيدا من اجواء التبريد، والتي اختلفت شكلا عن كل سابقاتها، لجهة الاستقبال السياسي الذي حظي به على ارض المطار، متضمنة الى جانب اهدافها السياسية، هدفا انمائيا شكل محورا اساسيا من محاورها، في ظل تعثر عملية اعادة الاعمار، حيث اشارت المعلومات الى ان الوزير الايراني اعرب عن استعداد ايران للمشاركة فورا في عملية اعادة الاعمار، وتقديم كل ما يلزم، فضلا عن قدرة شركاتها على الاستثمار في لبنان، هذا الى جانب ترداده لمواقف بلاده السياسية المعروفة، لجهة دعم سيادة لبنان في مواجهة اسرائيل.
وتتابع المعلومات ان الوزير الذي خص رئيس مجلس النواب بهدية قيمة، عبارة عن حقيبة سفر مزخرفة بحجم حقيبة اليد، اكد في جلساته ان لا علاقة مباشرة للبنان بأي تسوية او اتفاق نووي ايراني – اميركي، وان كانت بالتاكيد ستتاثر بيروت كما سائر دولة المنطقة بنتائجه بشكل غير مباشر وايجابي.
وفد سوري في بيروت
في غضون ذلك يتوقع ان يصل وفد وزاري وامني سوري رفيع المستوى الى بيروت، بعد وساطات عربية، برئاسة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في النصف الثاني من شهر حزيران، حيث سيناقش سلسلة من الملفات المشتركة بين البلدين، ووضع اللمسات الاخيرة فيما خص تشكيل لجان ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتلك المختصة بمسالة عودة النازحين السوريين، كما سيتم بحث ملف الموقوفين والمحكومين في السجون اللبنانية، انطلاقا من الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه، وفقا لمصادر سورية.
مفاوضات صندوق النقد
وعشية انهاء وفد صندوق النقد الدولي لزيارته الى بيروت، بعد زياراته للمسؤولين، مع توقع عودته تشرين المقبل، كشفت اوساط مواكبة، في معرض تقييمها لجولات المحادثات التي عقدت، ان الامور تتجه الى مزيد من الايجابية بين الدولة وادارة الصندوق، التي باتت اكثر تفاؤلا بامكان تحقيق تقدم جدي وملموس، يسمح بانطلاق ورشة المساعدات.
ورات المصادر ان اجتماعات الصندوق جاءت استكمالاً لجولات التشاور والاستفادة من خبرات بعثة صندوق النقد في رسم الرؤية المستقبلية للوضع المالي والنقدي والاقتصادي في لبنان ضمن افتراضات معيّنة قابلة للتعديل في أي تغيّرات قد تحصل، لكون غالبيتها تتطلب إلى حدّ ما، افتراضات سياسية، مشيرة الى ان على الدولة اللبنانية عدم اختصار العلاقة بين لبنان وصندوق النقد الدولي بالاقتراض والتمويل، بل تطويرها لان رضى الصندوق الزامي وضروري لفتح باب التعاون مع البنوك الدولية والاسواق العالمية.
القوات تطعن بـ 'تصويت وزرائها'
وفي تطور لافت، تختلط فيه السياسية بالامور الحياتية والمطلبية، وبعد موافقة وزرائها على القرار داخل الحكومة، قرر تكتل الجمهورية القوية الطعن بقرار الرسوم التي فرضت على المحروقات امام مجلس شورى الدولة بهدف ابطاله، كونه صدر تحت عنوان 'تشريع جمركي' فيما هو في الواقع ليس كذلك، اما النقطة الثانية، فهي مطالبته بان تشمل المنح الاسلاك العسكرية والادارية كافة.
قرار الجمهورية القوية اثار سلسلة من التساؤلات حول دور الوزراء المحسوبين على القوات اللبنانية داخل الحكومة، في وقت كان شن فيه نواب القوات حملة ضد الزيادة التي اقرت على المحروقات. فهل هو تقاسم ادوار، ام غياب للتنسيق؟ ام خروج للوزراء عن قرار معراب؟
الاحتجاجات من جديد
في كل الاحوال فان قرار الحكومة جاء في وقت تنذر التحركات المطلبية وسط توجّه عام للنزول إلى الشارع من قبل العاملين في القطاعين العام والخاص وإلى جانبهم المتقاعدون والمزارعون، بعد 'الخديعة' التي تعرض لها العمال، على ما تشير اوساط الاتحاد العمالي العام، في ظل الرفض لما تم التوصل اليه من تحديد للحد الادنى للاجور، وارتفاع مؤشر الغلاء والاسعار، بعد ما رتبته 'الضريبة' التي فرضت على قطاع النفط، والتي قد تتحول الى كارثة في حال ارتفاع سعر برميل النفط عالميا، في ظل عدم تحديد القرار الحكومي لحد اقصى للاسعار.
وعلم في هذا الاطار ان تجمع العسكريين المتقاعدين سيعقد اجتماعا الاسبوع المقبل للاعلان عن سلسلة تحركات احاجاجا على قرار الحكومة الذي حمل اصحاب الدخل المحدود كلفة المساعدة غير المقبولة، 'بعدما بات الفقير ياكل من لقمة فقير آخر'، على ما تؤكد مصادر التجمع.
التعيينات القضائية
وفي مسلسل التعيينات المستمر، ومع توقع حسم مسالة التعيينات المالية، سواء لجهة لجنة الرقابة على المصارف، او نواب حاكم المركزي، قبل يوم الجمعة، موعد انتهاء ولايتهم، كشفت المصادر ان حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، مصر على لعب دوره وفقا لما نص عليه القانون من آليات، بعيدا عن اي تجاذبات سياسية، حيث اشارت المعلومات ان ثمة طرحا في حال عدم التوصل الى اتفاق، يقضي بالتمديد للنواب الاربعة لمدة معينة، الى حين انجاز الاتفاق حولها.
اما فيما خص العدلية، فعلم ان اتفاقا حصل داخل مجلس القضاء الاعلى يقضي بتمريرها على دفعات على ان تكون منجزة على ابواب السنة القضائية الجديدة التي تبدأ في الاول من شهر تشرين الاول المقبل، حيث يعمل على انجاز الدفعة الاولى منها في غضون الايام القادمة.
واذا كانت بورصة الاسماء لم تحسم بعد بشكل نهائي، في انتظار اتفاق اعضاء مجلس القضاء الاعلى المفترض، اشارت المعطيات الى حسم شبه نهائي لبعض الاسماء، منها القاضي كلود غانم مفوضا للحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فريد عجيب قاضيا للتحقيق العسكري الاول، القاضي سامي صادر نائبا عاما استئنافيا في جبل لبنان، ومعه القاضي زياد ابو حيدر قاضيا للتحقيق الاول، القاضي رجا حاموش نائبا عاما استئنافيا في بيروت، ومعه القاضي ربيع الحسامي قاضيا للتحقيق الاول.
اما بالنسبة للنائب العام المالي، فان الامر ما زال مدار نقاش، حيث الاسماء المطروحة ثلاثة: القاضي زاهر حمادة، القاضي ماهر شعيتو، والقاضي مازن عاصي، فيما مركز النائب العام الاستئنافي في الجنوب قد يذهب الى شعيتو او حمادة، اما القاضي هاني حلمي الحجار فنائبا عاما استئنافيا في الشمال، والقاضية نجاة ابو شقرا كنائب عام استئنافي في النبطية.
بلدية طرابلس
والى الملف البلدي الذي يبدو ان تداعياته لن تنتهي قريبا، بعد ان زالت 'الفرحة' وبدات 'الفكرة'، مع ظهور حقيقة التموضعات، اذ قدم الاعضاء الفائزون الـ 12 من لائحة 'نسيج طرابلس' استقالاتهم، الى جانب العضو الممثل لـ 'حراس المدينة'، من المجلس البلدي بعد اقل من نصف ساعة من تنصيب عبد الحميد كريمة رئيسا للبلدية، بعد فشل كل الاتصالات لمنع انهيار المجلس البلدي، حيث تخوفت مصادر طرابلسية من وجود خطة لضرب الموقع المتقدم الذي حققه الوزير السابق فيصل كرامي الذي نجح في ملء مساحة كبيرة من الفراغ الذي خلفه اعتكاف المستقبل والذي صب لمصلحته في المدينة وفي قضاء الضنية، ما جعله لاعبا متقدما في الاستحقاق الانتخابي النيابي، وسط الخشية من عملية اللعب بالنار الجارية والتي ستترك تداعيات خطيرة على مستوى المدينة واستقرارها الامني والانمائي والسياسي. فهل انطلقت معركة النيابية مبكرا في عاصمة الشمال؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 36 دقائق
- النهار
"الأونروا" لـ"النهار": صورة الفلسطيني الجائع مخططة بدقة (فيديو)
"من يموتون في غزة بصمت عددهم أكثر بكثير من الأرقام المعلنة، الفلسطينيون لديهم ثقافة الإبلاغ عن الضحايا نتيجة القصف، أما من يموتون نتيجة سوء التغذية وعدم توافر علاج لمرضى السرطان أو غسيل الكلى فيدفنون بصمت". هو مدخل الصورة الكبرى التي يرسمها المسؤول في وكالة غوث اللاجئين وتشغيلهم "الأونروا" والناطق باسمها عدنان أبو حسنة، في حديث الى "النهار" من مصر عبر الإتصال بالفيديو. فحين نتحدث عن قطاع غزة اليوم، لا نصف منطقة منكوبة فحسب، بل مكان خرج عن حدود التوصيف الإنساني. "نتحدث عن دمار شبه كامل، وانهيار شامل، لا صحة، لا تعليم، لا ماء، لا كهرباء، لا غذاء، لا أمن. ما تبقى من الحياة في غزة مجرد رماد يمشي على قدمين". هو توصيف أبو حسنة الذي يجزم بأن مشهد تهافت الناس على المساعدات ونهبها وصراعهم أحدهم مع الآخر أمام العدسات يبدو مدروساً، فـ"ماذا نتوقع أن يحصل حين ندخل شاحنات الى منطقة مكتظة بالجوعى؟ عشر شاحنات تمر في منطقة يقطنها 600 ألف جائع. حين يحدد هذا المسار من الجيش الإسرائيلي فإن الصورة التي تنقل عن أهل غزة يبدو مخططاً لها". هي صورة الفلسطيني التي يراد إنتاجها بعد 7 أكتوبر، بما يشبه تدفيع الثمن الجماعي. حتى بداية آذار/مارس المنصرم، ورغم صعوبة الظروف، كانت "الأونروا" لاتزال تنفّذ عمليات توزيع مساعدات في مختلف مناطق القطاع. "في الفترة التي كانت فيها هدنة لـ40 يوماً، تمكّنا من توزيع مساعدات على نحو مليوني شخص... وزّعنا الخيام والأغطية والفرش على نصف مليون نازح. كانت هناك منظومة تعمل: 400 نقطة توزيع يديرها آلاف من موظفي الأونروا، بينهم أطباء ومهندسون ومعلّمون وفنيّون ومتطوّعون". أما ما يجري اليوم فهو استبدال 400 نقطة بأربع نقاط توزيع، واستبدال الخبراء بتوزيع المساعدات ومن يملكون الـ"داتا" برجال استخبارات لا خبرة لهم في العمل الانساني، "يضعون الشاحنات أمام الناس ويقولون لهم اهجموا، كأنهم قطيع". في 2 آذار/مارس، أوقفت إسرائيل كل تنسيقها مع "الأونروا" في شمال القطاع، ثم في الوسط والجنوب، "منذ ذلك التاريخ، لم نتسلّم أي شاحنة غذاء من المعابر". الى أن جرى السماح جزئياً بادخال المساعدات في الآونة الأخيرة، "دخلت فقط 850 شاحنة من خلال ترتيبات محدودة خلال 19 يوماً، بينما نحن بحاجة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً كي نصل إلى الحد الأدنى من الأمان الغذائي"، وفق أبو حسنة. النتيجة كانت كارثية. "95% من السكان يعانون سوء التغذية بدرجات متفاوتة. هناك ربع مليون شخص في التصنيف الخامس، أي المرحلة الأسوأ بحسب المعايير الدولية، و77 ألف طفل يعانون سوء تغذية حاداً، ما يعني فقدانهم الوزن، والطاقة، والتركيز، ومواجهة مضاعفات جسدية وعقلية طويلة الأمد"، يقول أبو حسنة، بصوت مثقل بالقلق. ويتحدث عن "كابوس يومي"، إذ لا يجد الناس في غزة ما يسدّ رمقهم. "الأغذية شبه معدومة، وكيس الطحين يباع بـ600 دولار، من يقدر على هذا؟". كما أن "92% من مباني غزة، بحسب الأمم المتحدة، مدمّرة كلياً أو جزئياً، المدارس والمستشفيات تحوّلت إلى ملاجئ، لكنها بلا غذاء، بلا ماء، بلا دواء". ورغم الجهود الحثيثة، فإن "الأونروا" لم تنج من الحرب. "خسرنا 310 من موظفينا في الحرب، هذا العدد لم يقتل في تاريخ الأمم المتحدة منذ تأسيسها"، يقول أبو حسنة، مشيراً إلى أنهم "قتلوا مع أسرهم، أطفالهم، تحت الأنقاض، في بيوتهم، في مراكز اللجوء...". أما الاتهامات الإسرائيلية لعدد من موظفي "الأونروا" بالمشاركة في هجوم 7 تشرين الأول، فيؤكد أبو حسنة أنه "لم تقدّم أي أدلة حتى اليوم"، وأنه "رغم التحقيقات المستقلة التي بدأتها الأمم المتحدة، لم يحصل أي اختراق يثبت هذه المزاعم". ما يثير القلق لدى الوكالة الأممية أن الأمر "أبعد من مجرد اتهامات"، بل هناك "محاولة واضحة لتفكيكها وإنهاء وجودها تدريجاً، وهذا أمر بالغ الخطورة، لأنها ليست مجرد جهة إغاثة، بل ركن أساسي في الحل السياسي لقضية اللاجئين، ووجودها في ذاته اعتراف دولي باللاجئين وحقوقهم". - قبل قرار المنع الإسرائيلي في 2 آذار/مارس، كانت "الأونروا" قد تمكّنت خلال هدنة دامت 40 يوماً من توزيع المساعدات الغذائية على نحو مليوني شخص. 400نقطة توزيع غذائية فعّالة يديرها 13 ألف موظف في غزة، مقارنة بعدد ضئيل لموظفي منظمات أخرى. 850 شاحنة مساعدات دخلت خلال 19 يوماً فقط، في حين تحتاج غزة إلى 600 شاحنة يومياً. 95% من سكان غزة يعانون مستويات مختلفة من سوء التغذية، و250 ألفاً وصلوا إلى التصنيف الخامس وهو الأسوأ على الإطلاق، بحسب معايير الأمم المتحدة. 77 ألف طفل يعانون سوء تغذية حاداً، مع آثار جسدية وعقلية طويلة الأمد. أسعار الغذاء وصلت إلى أرقام خيالية: كيس الطحين (20 كلغ) وصل سعره إلى 600 دولار.


ليبانون ديبايت
منذ 37 دقائق
- ليبانون ديبايت
بين "غوغل" و"تشات جي بي تي"... هل يقترب عصر جديد لمحركات البحث؟
لأكثر من عقدين، كان "ابحث عنه في غوغل" اختصارًا للعثور على أي شيء عبر الإنترنت، مما سمح لغوغل، الشركة التقنية التي تأسست عام 1998، ببناء إمبراطورية بقيمة 2 تريليون دولار مبنية على الروابط الزرقاء. لكن إصدار "تشات جي بي تي" في تشرين الثاني 2022 أحدث تحولًا جذريًا، ولا تزال آثاره ملموسة. وتُقدم أدوات الدردشة من "أوبن إيه آي" وشركة ناشئة تُدعى "بيربلكسيتي" Perplexity إجابات جاهزة بدلًا من قائمة مواقع الويب، مما يشجع المستخدمين وبعض شركات التكنولوجيا الكبرى على إعادة التفكير في أي رمز يظهر الآن على الشاشة الرئيسية. في الواقع، اجتذبت بيربلكسيتي اهتمامًا كبيرًا من بعض أكبر شركات التكنولوجيا العملاقة، وقد تظهر قريبًا، في حال نجاح هذه الصفقات، على الشاشة الرئيسية لهواتفكم الذكية على نطاق قد يدفعها لتصبح غوغل التالية، بل وحتى إلى انهيارها. غوغل تسابق الزمن خلف الكواليس، تُسابق غوغل الزمن لدمج ذكاءها الاصطناعي التوليدي في محركات البحث، وهو سباق أُجبرت عليه منذ أن دفعها إصدار "تشات جي بي تي" إلى إصدار منتجات ذكاء اصطناعي خاصة بها، لأنها تُدرك أن صفقات التوزيع مع منافسيها قد تُغير عادات المستخدمين بين عشية وضحاها. تُشير الأرقام الأولية بالفعل إلى تغيّر في مسار الأمور. فقد أشار تحليل لبنك أوف أميركا إلى أن الزيارات العالمية لغوغل تتراجع بسرعة على أساس سنوي، بينما ارتفعت زيارات "تشات جي بي تي" بنسبة 160% في الأشهر الـ 12 الماضية. ويُشير بحث منفصل أجرته مورغان ستانلي إلى أن "تشات جي بي تي" لا يزال الخيار الأمثل لجيل "زد" Z، وأن الكثير من هذا الجيل لا يُفكر في البحث على غوغل إطلاقًا. في حين أن غوغل تخسر مكانتها تدريجيًا أمام محركات البحث الأخرى، فإن فقدانها لزخمها أمام منافسيها الأكثر سرعةً الذين يُدمجون الذكاء الاصطناعي في أنظمتهم أسرع بكثير. في حين أن "تشات جي بي تي" هو استخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي في السوق، فإن المُنافس الحقيقي على العرش هو بيربلكسيتي، الذي يُسوّق نفسه على أنه "محرك الإجابات" الأمثل. تجمع نتائج الاستعلامات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بين أفضل ما في روبوتات الدردشة التوليدية والدقة المتوقعة من منصات البحث. تشير بيانات بنك أوف أميركا إلى أن حركة المرور إلى "أوبن إيه آي" قد ارتفعت بنسبة 233% على أساس سنوي - وإن كانت انطلاقًا من قاعدة صغيرة. وتشير التوقعات إلى أن هذا سيتوسع بسرعة الآن. تأسست بيربلكسيتي في آب 2022 على يد الرئيس التنفيذي أرافيند سرينيفاس و3 مؤسسين مشاركين. وسرينيفاس هو مهندس سابق في "أوبن إيه آي" وDeepMind، وقد ساعد في إطلاق محرك الإجابات الخاص بها في كانون الأول 2022. بحلول شباط 2023، اكتسبت الشركة مليوني مستخدم؛ وبحلول كانون الثاني 2024، كان لديها 10 ملايين مستخدم نشط شهريًا، وكانت تعالج ما يقرب من 170 مليون استعلام شهريًا. وهي تجمع حاليًا تمويلًا بقيمة تقدر بحوالي 14 مليار دولار، وفقًا للتقارير. وبينما يتفوق حجم غوغل حاليًا على بيربلكسيتي - حيث حصد عملاق البحث 2.7 مليار زيارة يوميًا في آذار، مقارنةً بأربعة ملايين زيارة فقط لبيربلكسيتي - فمن المتوقع أن يبدأ الوضع في التغير، وبسرعة. تقول ليلي راي، خبيرة تحسين محركات البحث في نيويورك، إنه بمجرد أن يترسخ نمط سلوكي يتمثل في استخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي بشكل أكثر وضوحًا بدلاً من محركات البحث التقليدية، فسيكون من الصعب التراجع عنه. وتضيف: "أسمع باستمرار أشخاصًا يقولون إنهم توقفوا عن استخدام غوغل.. بدأ الناس باستخدام تشات جي بي تي وبيربلكسيتي في كل شيء". يلاحظ قطاع التكنولوجيا هذا الأمر، فقد نجح بيربلكسيتي في إبهار بعض أكبر شركات التكنولوجيا، بما في ذلك تلك التي اعتمدت سابقًا على غوغل لتقديم خدمات البحث لعملائها. في محاكمتها الأخيرة لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، صرّح إيدي كيو، المدير التنفيذي لشركة آبل، بأن الشركة المصنعة لأجهزة آيفون بدأت محادثات مع شركة بيربلكسيتي لاستكشاف إمكانية دمج أدوات محرك البحث في أجهزتها - وهو اعتراف علني نادر بوجود شراكة محتملة من شركة تُلزم شركائها بالسرية التامة حتى تُعلن عن شراكات جديدة بشروطها الخاصة. وقال كيو: "لقد أُعجبنا للغاية بما قدمته بيربلكسيتي، لذلك بدأنا بعض المناقشات معهم حول ما يفعلونه". وآبل ليست الشركة الوحيدة المهتمة بالشراكة مع بيربلكسيتي. كما تُجري سامسونغ محادثات معها، حيث تبيع حوالي 224 مليون هاتف ذكي سنويًا، وهي واحدة من أكبر مُصنّعي أجهزة أندرويد، والتي تفوق منتجات آبل عددًا بثلاثة أضعاف. ويقول راي: "إذا كانت لدى آبل وسامسونغ شراكة مع بيربلكسيتي، والتي قد تُؤدي إلى إقصاء غوغل من قائمة محركات البحث الافتراضية، فسيكون ذلك نقاشًا كبيرًا للغاية، لأنه مصدر كبير لحركة الزيارات لغوغل". وتبيع آبل وسامسونغ معًا حوالي نصف مليار هاتف ذكي سنويًا. تقول راي إن أيًا من الاتفاقين - مع آبل أو سامسونغ - سيكون "ضخمًا". وتضيف: "إذا تم دمج بيربلكسيتي بالفعل ولم يعد غوغل محرك البحث الافتراضي، فسيكون ذلك مدمرًا لغوغل". ولم ترد آبل ولا غوغل فورًا على طلب التعليق على هذه القصة. لكن على نطاق أوسع، لا يمكن أن تكون المخاطر أعلى. يقول راي: "يبدو هذا أكثر وضوحًا لأن هذه المنتجات هي في الواقع محركات بحث". "يمكن للناس التحول عمليًا إلى بيربلكسيتي وتشات جي بي تي للبحث عن كل شيء". ليس الجميع مقتنعين تمامًا باحتمالية وصول غوغل إلى مرحلة التراجع النهائي. تقول ألكسندرا أورمان، الباحثة في جامعة زيورخ والمتخصصة في محركات البحث: "لست متأكدة من أن [بيربلكسيتي] سيحل محل غوغل". والسبب هو الشكل الذي تقدم به بيربلكسيتي ومنافسوها من الذكاء الاصطناعي نتائجهم. وتضيف: "يقول الناس: حسنًا، في الواقع، عندما نريد إجابات سريعة، ما زلنا نفضل استخدام محركات البحث، لأن جميع برامج الدردشة الآلية دائمًا ما تثرثر وتقدم لنا نتائج مطولة". لا يزال الأمر كذلك: اسأل بيربلكسيتي سؤالًا بسيطًا وسيقدم لك إجابة تعطيك الإجابة الصحيحة في جملة من 6 كلمات "عاصمة اليونان هي أثينا"، ثم يستمر لـ 160 كلمة أخرى دون داعٍ. أدخل نفس السؤال في غوغل، وستحصل على كلمة واحدة، مكتوبة بخط كبير أعلى نتائج البحث. ولكن مع تطور الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة، من المرجح أن يتطور ذلك أيضًا. ومع ذلك، فإلى جانب التعقيد غير الضروري الذي يصاحب إجابات الذكاء الاصطناعي المطولة حاليًا، تتوقع أورمان مشكلة أخرى تتعلق بـ بيربلكسيتي، وهي اعتماد المستخدمين لها بشكل عشوائي. وتقول: "سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما سيحدث مع بيربلكسيتي، لأنهم حتى الآن يواجهون بعض الصعوبات في هذا السوق.. إنهم غير موجودين في أي مكان افتراضيًا. عليك أن تجدهم كمستخدم". بالطبع، قد يتغير هذا مع أي شراكة مع كبرى شركات تصنيع الهواتف الذكية أو شركات أخرى تعمل على تسويق بيربلكسيتي أمام مئات الملايين من المستخدمين. أضف إلى ذلك أن أقرب المهتمين بتحولات محركات البحث يشعرون بأن جودة المنتج الذي تقدمه غوغل، الشركة الرائدة في السوق، آخذة في التدهور بسرعة. يقول راي: "أشعر أنهم في حالة ذعر ويحاولون اللحاق بالركب، ويتحركون بأسرع ما يمكن مع منتجات الذكاء الاصطناعي". غالبًا ما يُطلقون منتجات ذكاء اصطناعي غير جاهزة تمامًا، ثم يبنون عليها ببساطة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 43 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
رسالة قاسية من عون.. السقف عالي جداً
توقفت مصادر سياسية مقربة من أجواء "حزب الله" عند الكلام الذي وجهه رئيس الجمهورية جوزاف عون باتجاه الأميركيين والإسرائيليين إبان الغارات التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الخميس. المصادر قالت إن كلام عون يفتح سياقاً واضحاً ورسالة امتعاض تجاه الأميركيين من خلال القول لهم إنكم تدعمون عمليات إسرائيل ضد لبنان وهو العامل الذي يبرر استمرار وجود "حزب الله" وقوته، وفي المقابل تريدون نزع السلاح بينما مبرر استمرار بقائه، بالنسبة للحزب، ما زال قائماً لاسيما مع الممارسات الإسرائيلية. واعتبرت المصادر أن رئيس الجمهورية "رفع السقف" عالياً بشكل ملحوظ وذلك للحفاظ على وحدة الصف الداخلي ضد إسرائيل، لكنه في المقابل أبدى موقفاً واضحاً متمرداً على أيّ مسار أميركي يمنح تل أبيب "الضوء الأخضر" لمواصلة مهاجمة لبنان بهدف زيادة الضغط على "حزب الله" من جهة ورفع حدة المواجهة العسكرية من جهة أخرى. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News