logo
"الأونروا" لـ"النهار": صورة الفلسطيني الجائع مخططة بدقة (فيديو)

"الأونروا" لـ"النهار": صورة الفلسطيني الجائع مخططة بدقة (فيديو)

النهارمنذ 10 ساعات

"من يموتون في غزة بصمت عددهم أكثر بكثير من الأرقام المعلنة، الفلسطينيون لديهم ثقافة الإبلاغ عن الضحايا نتيجة القصف، أما من يموتون نتيجة سوء التغذية وعدم توافر علاج لمرضى السرطان أو غسيل الكلى فيدفنون بصمت".
هو مدخل الصورة الكبرى التي يرسمها المسؤول في وكالة غوث اللاجئين وتشغيلهم "الأونروا" والناطق باسمها عدنان أبو حسنة، في حديث الى "النهار" من مصر عبر الإتصال بالفيديو. فحين نتحدث عن قطاع غزة اليوم، لا نصف منطقة منكوبة فحسب، بل مكان خرج عن حدود التوصيف الإنساني.
"نتحدث عن دمار شبه كامل، وانهيار شامل، لا صحة، لا تعليم، لا ماء، لا كهرباء، لا غذاء، لا أمن. ما تبقى من الحياة في غزة مجرد رماد يمشي على قدمين". هو توصيف أبو حسنة الذي يجزم بأن مشهد تهافت الناس على المساعدات ونهبها وصراعهم أحدهم مع الآخر أمام العدسات يبدو مدروساً، فـ"ماذا نتوقع أن يحصل حين ندخل شاحنات الى منطقة مكتظة بالجوعى؟ عشر شاحنات تمر في منطقة يقطنها 600 ألف جائع. حين يحدد هذا المسار من الجيش الإسرائيلي فإن الصورة التي تنقل عن أهل غزة يبدو مخططاً لها". هي صورة الفلسطيني التي يراد إنتاجها بعد 7 أكتوبر، بما يشبه تدفيع الثمن الجماعي.
حتى بداية آذار/مارس المنصرم، ورغم صعوبة الظروف، كانت "الأونروا" لاتزال تنفّذ عمليات توزيع مساعدات في مختلف مناطق القطاع. "في الفترة التي كانت فيها هدنة لـ40 يوماً، تمكّنا من توزيع مساعدات على نحو مليوني شخص... وزّعنا الخيام والأغطية والفرش على نصف مليون نازح. كانت هناك منظومة تعمل: 400 نقطة توزيع يديرها آلاف من موظفي الأونروا، بينهم أطباء ومهندسون ومعلّمون وفنيّون ومتطوّعون". أما ما يجري اليوم فهو استبدال 400 نقطة بأربع نقاط توزيع، واستبدال الخبراء بتوزيع المساعدات ومن يملكون الـ"داتا" برجال استخبارات لا خبرة لهم في العمل الانساني، "يضعون الشاحنات أمام الناس ويقولون لهم اهجموا، كأنهم قطيع".
في 2 آذار/مارس، أوقفت إسرائيل كل تنسيقها مع "الأونروا" في شمال القطاع، ثم في الوسط والجنوب، "منذ ذلك التاريخ، لم نتسلّم أي شاحنة غذاء من المعابر". الى أن جرى السماح جزئياً بادخال المساعدات في الآونة الأخيرة، "دخلت فقط 850 شاحنة من خلال ترتيبات محدودة خلال 19 يوماً، بينما نحن بحاجة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً كي نصل إلى الحد الأدنى من الأمان الغذائي"، وفق أبو حسنة.
النتيجة كانت كارثية. "95% من السكان يعانون سوء التغذية بدرجات متفاوتة. هناك ربع مليون شخص في التصنيف الخامس، أي المرحلة الأسوأ بحسب المعايير الدولية، و77 ألف طفل يعانون سوء تغذية حاداً، ما يعني فقدانهم الوزن، والطاقة، والتركيز، ومواجهة مضاعفات جسدية وعقلية طويلة الأمد"، يقول أبو حسنة، بصوت مثقل بالقلق.
ويتحدث عن "كابوس يومي"، إذ لا يجد الناس في غزة ما يسدّ رمقهم. "الأغذية شبه معدومة، وكيس الطحين يباع بـ600 دولار، من يقدر على هذا؟". كما أن "92% من مباني غزة، بحسب الأمم المتحدة، مدمّرة كلياً أو جزئياً، المدارس والمستشفيات تحوّلت إلى ملاجئ، لكنها بلا غذاء، بلا ماء، بلا دواء".
ورغم الجهود الحثيثة، فإن "الأونروا" لم تنج من الحرب. "خسرنا 310 من موظفينا في الحرب، هذا العدد لم يقتل في تاريخ الأمم المتحدة منذ تأسيسها"، يقول أبو حسنة، مشيراً إلى أنهم "قتلوا مع أسرهم، أطفالهم، تحت الأنقاض، في بيوتهم، في مراكز اللجوء...".
أما الاتهامات الإسرائيلية لعدد من موظفي "الأونروا" بالمشاركة في هجوم 7 تشرين الأول، فيؤكد أبو حسنة أنه "لم تقدّم أي أدلة حتى اليوم"، وأنه "رغم التحقيقات المستقلة التي بدأتها الأمم المتحدة، لم يحصل أي اختراق يثبت هذه المزاعم".
ما يثير القلق لدى الوكالة الأممية أن الأمر "أبعد من مجرد اتهامات"، بل هناك "محاولة واضحة لتفكيكها وإنهاء وجودها تدريجاً، وهذا أمر بالغ الخطورة، لأنها ليست مجرد جهة إغاثة، بل ركن أساسي في الحل السياسي لقضية اللاجئين، ووجودها في ذاته اعتراف دولي باللاجئين وحقوقهم".
- قبل قرار المنع الإسرائيلي في 2 آذار/مارس، كانت "الأونروا" قد تمكّنت خلال هدنة دامت 40 يوماً من توزيع المساعدات الغذائية على نحو مليوني شخص.
400نقطة توزيع غذائية فعّالة يديرها 13 ألف موظف في غزة، مقارنة بعدد ضئيل لموظفي منظمات أخرى.
850 شاحنة مساعدات دخلت خلال 19 يوماً فقط، في حين تحتاج غزة إلى 600 شاحنة يومياً.
95% من سكان غزة يعانون مستويات مختلفة من سوء التغذية، و250 ألفاً وصلوا إلى التصنيف الخامس وهو الأسوأ على الإطلاق، بحسب معايير الأمم المتحدة.
77 ألف طفل يعانون سوء تغذية حاداً، مع آثار جسدية وعقلية طويلة الأمد.
أسعار الغذاء وصلت إلى أرقام خيالية: كيس الطحين (20 كلغ) وصل سعره إلى 600 دولار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخارجية الفلسطينية ترحب برفع عضوية فلسطين إلى "دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية
الخارجية الفلسطينية ترحب برفع عضوية فلسطين إلى "دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية

الجمهورية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجمهورية

الخارجية الفلسطينية ترحب برفع عضوية فلسطين إلى "دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية

رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بالقرار التاريخي الذي اعتمدته منظمة العمل الدولية، برفع عضوية فلسطين من "حركة تحرر وطني" إلى "دولة مراقب غير عضو" في المنظمة، بالرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي عرقلة اعتماد القرار، بحسب وكالة "وفا". وقالت "الخارجية" في بيان، مساء اليوم الجمعة، إن القرار اعتمد بعد جهود دبلوماسية استمرت لسنوات بذلتها الوزارة وبعثة دولة فلسطين الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف بالتعاون والتنسيق مع جهات الاختصاص، حيث جاءت نتائج التصويت بأغلبية واضحة بـ386 صوتا لصالح القرار و15 ضد، و42 امتناع. وأشارت "الخارجية" إلى أن هذا القرار يمنح فلسطين حقوقاً موسّعة كمراقب في منظمة العمل الدولية، ويرفع مكانتها إلى "دولة مراقب غير عضو"، بما يتماشى مع مكانتها في الأمم المتحدة، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ES-10/23 الصادر في أيار 2024، ويُوازن هذا القرار مكانة فلسطين في منظمة العمل الدولية مع عضويتها في الوكالات الأخرى مثل اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية. كما ويستند القرار إلى توصية مجلس إدارة منظمة العمل الدولية، التي اعتُمدت خلال دورته الـ352 في تشرين الثاني 2024، والتي دعت إلى تعزيز مكانة ومشاركة دولة فلسطين في أعمال المنظمة، بما يشمل حضور اجتماعات مجلس الإدارة، والمؤتمرات الإقليمية، واللجان الفنية. وثمّنت وزارة الخارجية والمغتربين، مواقف الدول التي عبّرت عن دعمها الواضح لهذا القرار، داعيةً الدول التي لم تدعم القرار وانعزلت بتصويتها السلبي إلى مراجعة مواقفها، وأن تنضم إلى الأغلبية الأخلاقية والمتسقة مع القانون الدولي. وأكدت، أن هذه الخطوة مهمة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما تقوم به إسرائيل، سلطة الاحتلال غير القانوني، من جرائم منذ النكبة عام 1948. كما أكدت أن الدبلوماسية الفلسطينية تواصل حراكها على المسارات الدولية كافة، السياسية والدبلوماسية والقانونية، لتمكين دولة فلسطين من ممارسة دورها الكامل في المنظمات الأممية والدولية كافة، وتعزيز حضورها الدولي.

مؤسسة غزة الإنسانية تغلق مراكز توزيع المساعدات مؤقتًا والأنروا تعلق!
مؤسسة غزة الإنسانية تغلق مراكز توزيع المساعدات مؤقتًا والأنروا تعلق!

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

مؤسسة غزة الإنسانية تغلق مراكز توزيع المساعدات مؤقتًا والأنروا تعلق!

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية عن الإغلاق المؤقت لجميع مراكز توزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني، في حين أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نظام توزيع المساعدات الحالي غير فعّال. وقالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما، إن نموذج توزيع المساعدات هذا غير فعال، بل هو بمثابة دعوة الناس إلى موتهم'. كما شددت توما على أن 'الطريقة الوحيدة لتوزيع المساعدات على نطاق واسع وبشكل آمن على سكان غزة هي من خلال الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا'. واعتبرت في تصريحات لشبكة 'سي أن أن' اليوم السبت، أن عمل الوكالة خلال وقف إطلاق النار كان ناجحا وملموسًا'.

روسيا تعلن: أوكرانيا تؤجل تبادل الجثث والأسرى إلى أجل غير مسمى
روسيا تعلن: أوكرانيا تؤجل تبادل الجثث والأسرى إلى أجل غير مسمى

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

روسيا تعلن: أوكرانيا تؤجل تبادل الجثث والأسرى إلى أجل غير مسمى

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن الجانب الأوكراني أرجأ إلى أجل غير مسمى تسليم جثث الجنود الأوكرانيين وتبادل أسرى الحرب، رغم الجهود الروسية المبذولة لإنجاز العملية. وفي بيان صدر عن ألكسندر زورين، رئيس المديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أوضحت الوزارة أن روسيا بدأت في 6 يونيو/ حزيران الجاري إعادة أكثر من 6 آلاف جثة لجنود أوكرانيين، إلى جانب التحضير لتبادل أسرى الحرب. وقد وصل رتل يحمل 1212 جثة إلى منطقة التبادل، فيما يجري تجهيز أربعة قطارات أخرى، يحمل كل منها 1200 جثة، تمهيدًا لإرسالها. وأكد زورين أن موسكو على أتم الاستعداد لتنفيذ اتفاقيات إسطنبول، إذ أعربت عن استعدادها لتسليم جميع الجثث إلى كييف وإجراء عملية التبادل وفقًا للصيغة المتفق عليها، والتي تعتمد مبدأ 'الجميع مقابل الجميع'، وتشمل الجرحى والمرضى في حالات حرجة، إضافة إلى الأسرى دون سن الخامسة والعشرين. كما لفت إلى أنه تم تسليم قائمة تضم 640 اسمًا إلى الجانب الأوكراني، إلا أن كييف لم تحدد حتى الآن موعدًا لاستلام الجثث أو لإعادة العدد المقابل من أسرى الحرب الروس. في السياق ذاته، كتب فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي ورئيس الوفد المفاوض مع أوكرانيا، عبر قناته على تطبيق 'تلغرام'، سلسلة من التصريحات حول نتائج المفاوضات التي جرت الاثنين الماضي في إسطنبول. وأكد ميدينسكي أن الجانب الأوكراني أرجأ بشكل مفاجئ استلام الجثث وتبادل الأسرى إلى أجل غير مسمى، على الرغم من دعوة روسيا الصريحة لكييف لاستلام جثث 6 آلاف جندي وضابط، بهدف تمكين عائلاتهم من دفنهم بسلام. وأضاف ميدينسكي أن بإمكان ممثلي وسائل الإعلام الدولية الحضور إلى موقع التبادل المزمع، للتأكد من جاهزية روسيا التامة لتنفيذ الاتفاق، مشيرًا إلى أن الدفعة الأولى التي تضم 1212 جثة وصلت بالفعل إلى منطقة التبادل، فيما لا تزال بقية الجثث في طريقها إلى هناك. وأوضح أن مجموعة الاتصال التابعة لوزارة الدفاع الروسية موجودة على الحدود مع أوكرانيا بانتظار وصول مفاوضي الطرف الأوكراني، الذين لم يصلوا حتى اللحظة إلى الموقع، مما اضطره إلى إصدار بيان صحفي لتوضيح الموقف. من جانب آخر، كشف ميدينسكي أن الجانب الأوكراني يعرقل تنفيذ الاتفاقات المبرمة، ويُظهر عدم رغبته واستعداده لإجراء عملية التبادل، عازيًا ذلك إلى محاولات كييف تجنب استلام جثث جنودها تفاديًا لدفع التعويضات التي أعلنت عنها في عام 2023، والتي تقدر بـ257 ألف دولار لكل قتيل. وأشار إلى أن أي من العائلات الأوكرانية لم تتلق هذه التعويضات حتى الآن، مؤكدًا أن كييف لن تستطيع إخفاء عملية نقل 6 آلاف جثة من جنودها القتلى، في ظل تفاقم أزمة الأسرى لديها. وكانت الجولة الثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا قد عقدت يوم الاثنين الماضي في قصر 'سيراجان' بإسطنبول، حيث استمر الاجتماع لأكثر من ساعة، وتبادل الطرفان خلاله مذكرات تفاهم تتعلق بتسوية النزاع القائم. وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، خلال اجتماع حكومي عبر تقنية الفيديو، تقديم تقرير مفصل حول نتائج هذه الجولة من المفاوضات. وخلال الاجتماع، أشار ميدينسكي إلى أن كييف أكدت خلال مفاوضات إسطنبول رغبتها في وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، لاستخدام هذه المهلة في التحضير لقمة محتملة، بينما شددت موسكو على ضرورة التركيز على صياغة شروط سلام شامل بدلًا من الاكتفاء بهدنة مؤقتة. وعلى الرغم من المحادثات، يتواصل تعثر الجانب الأوكراني في تنفيذ الاتفاقات، مع إصرار روسيا على استكمال عملية نقل الجثث والأسرى وفق الاتفاقات المبرمة، في وقت يواجه فيه نظام كييف أزمة متزايدة تتعلق بعدد الأسرى والتعويضات المستحقة لعائلات القتلى. المصدر: وكالة سبوتنيك

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store