logo
لا توقعات من لقاء ترامب ونتنياهو

لا توقعات من لقاء ترامب ونتنياهو

جريدة الوطنمنذ 18 ساعات
يرى المحلل السياسي يوسي ميكلبرج إن من المتوقع دائما أن تتمخض أي زيارة يقوم بها أي مسؤول إسرائيلي كبير للبيت الأبيض عن نتائج، بالنسبة لكل من العلاقات بين هاتين الدولتين والشرق الأوسط برمته. ولكن الاجتماعات التي عقدت الأسبوع الماضي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامن نتانياهو لم تتمخض تقريبا عن أي نتائج.
وقال ميكلبرج، وهو زميل استشاري أول، في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير نشره معهد تشاتام هاوس (والمعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية)، إنه الرغم من التوقعات بحدوث اختراق، لم يظهر أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
ولدى ترامب ونتنياهو اعتقاد قوى - مستقل أساسا كل منهما عن الآخر،و متزامن أحيانا، بأن لديهما القدرة على إحداث تحول في عملية إعادة تشكيل المنطقة برمتها إن لم يكن العالم كله، إلى الأبد.
ورغم أن لديهما شكوكا على نحو متبادل، فإنهما يعتقدان أنهما يعرفان الكيفية التي يستطيع من خلالها كل منهما الاستفادة من الآخر.وكمثال معبر عن ذلك، قدم نتانياهو لترامب خطاب ترشيح لجائزة نوبل للسلام، قائلا إن الرئيس الأميركي «يصنع السلام في الوقت الذي نتحدث فيه». وكان الرد المفاجئ لترامب - أنه قال «أن يأتي الخطاب منك بصفة خاصة،فإن هذا ذو مغزى كبير»- معبرا عن طبيعة العلاقات التي أقامها الطرفان فيما بينهما.
وأضاف ميكلبرج أن القمم تثير توقعات،بصفة خاصة عندما تكون المخاطر عالية للغاية. ولكن اجتماعا ثالثا بين الرجلين منذ أن عاد ترامب إلى البيت الأبيض تمخض عن نتائج ضئيلة للغاية. ولم يكن ترامب مستعدا لممارسة ضغط علني على نتانياهو لدفعه للتحرك بشعور الحاجة الملحة صوب وقف لإطلاق النار في غزة.وبدلا من ذلك، كان هناك تعليق غامض من ترامب بأنه يعتقد أن المحادثات لإنهاء الحرب في غزة تمضي قدما على مايرام،معلنا أن حماس مهتمة بالتوصل إلى اتفاق.
وقللت مصادر إسرائيلية من شأن أي توقع بإعلان فوري عن اتفاق، وصرحت للصحفيين بأنه تمت الموافقة على 90 % من الاتفاق، ولكنها قالت للصحفيين إن المفاوضات تتطلب مزيدا من الوقت. ولكي توافق إسرائيل على إنهاء الحرب، فإنها تريد الاحتفاظ بوجود عسكري طويل المدى في قطاع غزة. كما أنها تريد أيضا ضمانات بشأن عدد الرهائن الذين سوف يتم الإفراج عنهم في أي مرحلة، وتريد نفي قيادة حركة حماس ونزع سلاح الحركة.
وسوف يكون هذا أمرا صعبا في أي وقت. ووجد الوسطاء أن من الصعب بصفة خاصة ايجاد صيغة مقبولة في ظل خلفية سياسية يبدو فيها الزعماء من كلا الجانبين للكثيرين أنهم يقاتلون من أجل بقائهم السياسي وليس لمن أجل القضايا التي تخدم بلادهم بشكل أفضل.
واستدرج نتانياهو ترامب، الذي أعلن نفسه أنه صانع سلام، إلى استخدام القوة العسكرية ضد إيران.
ويعطي هذا ترامب بعض المصداقية في الشارع في منطقة قاسية بوصفه أنه ليس خائفا من استخدام القوة عندما تحين الفرصة، وكشخص أوقف الحرب بين إسرائيل وإيران في اليوم التالي.
وربما لا يزال لدى الرئيس طموحات لمخطط إقليمي كبير، تعود فيه إيران إلى طاولة المفاوضات وتوافق على اتفاق يحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم ويخضعه لعمليات تفتيش صارمة.ومن المرجح أن ترامب ما يزال يرغب في توسيع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية، التي كانت الإنجاز الأكبر لفترة ولايته الأولى، ليشمل دولا أخرى.
ولكن لكي تحدث كل هذه الأشياء، سوف يتطلب الأمر اتفاقا لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع الساحلي المدمر وربما عملية تحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وهنا يوجد حقل الألغام من السياسات الفلسطينية والإسرائيلية.وحتى الآن نتانياهو لا يمكنه تحقيق وقف لإطلاق نار طويل المدى رغم حقيقة أن معظم الإسرائيليين يؤثرون رؤية عودة كل الرهائن إلى وطنهم وإنهاء الحرب، على تحقيق الهدف المراوغ وهو القضاء التام على حماس.ويعتمد نتانياهو على العناصر الدينية والقومية شديدة التطرف داخل حكومته للحفاظ على تماسك إئتلافه،وهم يعارضون بشدة وقف الحرب. وبدلا من ذلك فإنهم يدعمون إعادة الاحتلال الكامل لقطاع غزة، وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في القطاع التي كان قد تم إخلاؤها وتدميرها في عام 2005 وضم الضفة الغربية، وتابع ميكلبرج أن هذه الأحزاب الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تشعر بالتشجيع من خلال تكرار ترامب المستمر لفكرة إخراج معظم الفلسطينيين في غزة، إن لم يكن جميعهم والتي ذكرها الأسبوع الماضي مع نتانياهو.
ويشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا بالتمكين من خلال دعوة ترامب بوقف محاكمة نتانياهو بالفساد والتي اعتبرها ترامب، دون أي دليل يذكر، بمثابة «حملة اضطهاد»، (ويدفع نتانياهو ببرائته وينفي ارتكاب أي مخالفة) وفي الحقيقة، وعلى خلفية قصف إيران ودعم ترامب، يبدو أن حسابات نتانياهو بشأن موقفه السياسي الداخلي الهش حتى الآن قد تغيرت.
ويبدو أن نتانياهو دخل في أجواء الانتخابات في الأيام الأخيرة بدون أن يتم بالفعل الدعوة إلى الانتخابات. وأظهرت زيارة البيت الأبيض مكانة نتانياهو الدولية ونفوذه لدى الحليف الأوثق لإسرائيل، وتحسن موقف نتانياهو في استطلاعات الرأي نتيجة للحرب مع إيران وربما يضع في حساباته أن إجراء انتخابات في وقت ما في الخريف ربما تكون أفضل رهان للبقاء في السلطة ومن المحتمل ألا يتم الزج به في السجن إذا تم إدانته بالفساد.وربما يدفع إنهاء الحرب في غزة مع عودة الرهائن الباقين وإظهار دعم ترامب الواضح واتفاق نووي جديد محتمل بين الولايات المتحدة وإيران، سوف ينسب الفضل فيه إليه، نتانياهو للاعتقاد بأنه مازال هناك شعور داخله بتحقيق نصر انتخابي.
واختتم المحلل تقريره بالقول إنه إذا كان هناك أي سياسي في إسرائيل يعتقد بأنه يمكنه تحويل الانتكاسات إلى نصر في انتخابات عامة، فإن هذا السياسي هو بنيامين نتانياهو.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف تفاعل مغردون مع استياء ترامب من بوتين؟
كيف تفاعل مغردون مع استياء ترامب من بوتين؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

كيف تفاعل مغردون مع استياء ترامب من بوتين؟

شبكات أثار استياء الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي عبر عنه علنا بالمكتب البيضاوي، جدلا واسعا بين مغردين حول فاعلية تهديدات واشنطن وقدرتها على إنهاء الحرب الأوكرانية. اقرأ المزيد

مدينة "الخليل" بين تضييق الاحتلال وحيرة التساؤلات
مدينة "الخليل" بين تضييق الاحتلال وحيرة التساؤلات

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

مدينة "الخليل" بين تضييق الاحتلال وحيرة التساؤلات

في الأسابيع الأخيرة، بدأت شوارع مدينة الخليل الفلسطينية تشهد مشاهد غير معتادة من التعزيزات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، ما دفع السكان إلى طرح تساؤلات مريرة حول الأسباب الكامنة وراء هذا الانتشار غير المسبوق. ويبدو أن الدوريات العسكرية لم تعد تمر مرورًا عابرًا كما كان الحال سابقًا، بل أصبحت تتحرك ببطء، تتوقف في أماكن معينة، وتقوم بإغلاق الشوارع بشكل مفاجئ، ما يعطل حركة المارّة ويربك حياة السكان. ويبدو أن هناك نشاطًا استخباراتيًّا إسرائيليًّا واسع النطاق في المدينة، يستهدف بالدرجة الأولى أفرادًا يُعتقد انتماؤهم لحركة حماس، وسط تكتم شديد من جانب الاحتلال حول طبيعة هذا التحرك وتوقيته وأهدافه المباشرة. وفي خضم هذه الحالة من التضييق، يشعر السكان بأنهم يعيشون تحت مراقبة دائمة، حيث تنتشر الكاميرات، وتزداد وتيرة الاستجوابات العشوائية، ويُطلب من المارة أحيانًا فتح هواتفهم المحمولة للتفتيش. ربما تحولت الكيلو إلى سلسلة من العرقلة اليومية، بدءًا من إغلاق الشوارع ومرورًا بالتفتيش اليومي حتى التأخير لساعات على الحواجز، لجعل الحياة قاسية وصعبة. لكن تأتي هذه التحركات في وقت تشهد الضفة الغربية فيه توترات أمنية متصاعدة، وسط أحاديث عن نية إسرائيل توسيع عملياتها ضد عناصر تصفهم بـ"الناشطين المسلحين"، خاصة في المدن التي تعتبرها "حاضنة" للفصائل. وفي الخليل، يُنظر إلى هذه الإجراءات على أنها خطوة استباقية لكبح أي تحركات مستقبلية، لكنها في الواقع تعمّق عزلة السكان، وتضعهم في حالة اشتباك نفسي دائم مع المجهول. ما يثير قلق الأهالي أكثر هو الصمت الدولي تجاه هذه السياسات، التي تعطل حياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، دون أن تقابَل بأي مساءلة حقيقية أو حتى اهتمام إعلامي واسع. وفيما تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عملياتها الأمنية المكثفة، تزداد وتيرة التوتر داخل المدينة، حيث يشعر الشباب على وجه الخصوص بأنهم تحت الاشتباه المستمر لمجرد كونهم من الخليل. كما أن البيوت الفلسطينية، التي لطالما قاومت الجدران والحواجز، باتت اليوم محاطة بعشرات النقاط العسكرية، الأمر الذي يطرح تساؤلًا حقيقيًا: هل تحوّلت المدينة العتيقة إلى ساحة تصفية استخباراتية مفتوحة؟ في انتظار الإجابات، يعيش الأهالي يومهم كأنهم في حقل ألغام، لا يعلمون متى ينفجر الغضب الشعبي، أو متى ستنتهي "الحملة الأمنية" التي باتت تسرق من الخليل روحها ربما تكون هذه الحملة الأمنية الواسعة مرتبطة بمحاولات إسرائيل لكسر أي بنية تنظيمية لحماس في الضفة الغربية، ضمن ما تسميه بـ"إستراتيجية الردع المبكر"، لكن هذا الردع، يتم على حساب حقوق الإنسان الأساسية، مثل حرية التنقل، وحق العيش بكرامة، والتنفس دون خوف من تفتيش أو اعتقال. وفي ظل هذا الواقع القاسي، يجد الفلسطينيون في الخليل أنفسهم بين مطرقة الاحتلال وسندان الغموض، وسط أسئلة تتكرر يوميًّا: إلى متى سيستمر هذا التوتر؟ وهل المدينة مرشحة لموجة قمع أشد في الأسابيع المقبلة؟ ويبقى الأكيد أن الخليل، بجغرافيتها الخاصة وتركيبتها الاجتماعية، ستظل بؤرة مشتعلة ما لم يُكسر هذا النمط من الضغط الأمني الخانق، ويُفتح أفق لحل يضمن كرامة الناس بدلًا من ملاحقتهم. وفي انتظار الإجابات، يعيش الأهالي يومهم كأنهم في حقل ألغام، لا يعلمون متى ينفجر الغضب الشعبي، أو متى ستنتهي "الحملة الأمنية" التي باتت تسرق من الخليل روحها.

ستكلف مليار دولار.. ما خطة ترامب السرية لشن هجمات سيبرانية أميركية؟
ستكلف مليار دولار.. ما خطة ترامب السرية لشن هجمات سيبرانية أميركية؟

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

ستكلف مليار دولار.. ما خطة ترامب السرية لشن هجمات سيبرانية أميركية؟

تخطط إدارة ترامب لإنفاق مليار دولار فيما تطلق عليها "العمليات السيبرانية الهجومية" ضمن مشروع قانون ترامب التاريخي، وذلك بحسب التقرير الذي نشره موقع "تيك كرانش" التقني. ورغم أن البند الوارد في قانون ترامب الجديد "مشروع القانون الكبير والجميل" لم يحدد المقصود بهذه العمليات أو إن كانت تشمل الأدوات والبرمجيات المستخدمة في الأمن السيبراني فإنه أكد أن الميزانية تستخدم لتعزيز وتحسين قدرات القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، وذلك وفق تقرير الموقع. ويذكر أن هذه القيادة هي التي تختص بمنطقة آسيا والمحيط الهادي، بما في ذلك الصين التي تعد المنافس الأكبر للولايات المتحدة في الوقت الحالي، حسب ما ورد في تقرير "تيك كرانش". وفي معرض حديثه مع "تيك كرانش" أشار رون وايدن السيناتور الديمقراطي والعضو القديم في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ إلى أن طرح هذا البند يتزامن مع خفض إدارة ترامب إنفاقها على الأمن السيبراني عموما. وأوضح وايدن أن إدارة ترامب خفضت ميزانية برامج الدفاع السيبراني، بما فيها وكالة الأمن السيبراني الأميركية، إذ أقالت 130 موظفا منها، فضلا عن تمريرها قانونا حديثا يخفض ميزانية الدفاع السيبراني بمقدار مليار دولار. وأضاف وايدن "لقد خفضت إدارة ترامب تمويل الأمن السيبراني والتكنولوجيا الحكومية وتركت بلادنا مفتوحة على مصراعيها للهجوم من قبل قراصنة أجانب، والتوسع الهائل في القرصنة الحكومية الأميركية من شأنه أن يدعو إلى الانتقام، ليس فقط ضد الوكالات الفدرالية، ولكن أيضا ضد المستشفيات النائية والحكومات المحلية والشركات الخاصة التي لا تملك فرصة ضد قراصنة الدول الأخرى". ويشير التقرير إلى أن مفهوم العمليات السيبرانية الهجومية يتضمن جوانب عدة مختلفة، بما فيها الهجمات السيبرانية الفعلية باستخدام ثغرات اليوم صفر أو البرمجيات الخبيثة ضد الأهداف السيبرانية، فضلا عن البنية التحتية المرتبطة بهذه الهجمات والضرورية لتنفيذها. ورغم محاولات الموقع الوصول إلى المتحدثين باسم البيت الأبيض أو وزارة الدفاع للحصول على المزيد من المعلومات وتأكيدها فإنه لم يحصل على رد من كلا الطرفين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store